خروج موسى من طاعة فرعون

فلم يزل موسى عند فرعون في اكرم كرامة حتى بلغ مبلغ الرجال ، وكان ينكر على فرعون ما يتكلم ويجادله ، وكان موسى يتكلم بالتوحيد حتى هم به ليضربه فخرج موسى من عنده ودخل مدينة لفرعون فوجد رجلان يقتتلان ، احدهما من شيعة موسى والآخر من شيعة فرعون ، فاستغاثه الذي من شيعته ، فجاء موسى فوكزه فقضى عليه ، وصل الخبر الى فرعون بعث خلف موسى ليقتله فهرب موسى وضل في المدينة متواريا حتى خرج منها خائفا يترقب ، ويقول : « رب نجني من القوم الظالمين » (1).
موسى عليه السلام وبنات شعيب ظل موسى يسير في الصحراء يريد مدينة مدين حتى وصل الى باب مدين رأى بئرا يستقي الناس منها لاغنامهم ودوابهم ، فجلس ناحية يستريح ولم يكن اكل شيء منذ ثلاثة ايام ، فبينما هو جالس ، نظر الى جاريتين ومعهما غنيمات لا تدنوان من البئر ، فقال لهما : ما لكما لا تستقيان ؟ فقالتا : لا نتمكن « حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير » (2) فرحمهما موسى ودنا من البئر فقال لمن على البئر ، استقي لي دلوا ولكم دلوا ، فوافقوا ، فاستقى لبنتي شعيب واغنامهما « ثم تولى الى الظل فقال رب اني لما انزلت الي من خير فقير » (3). كان موسى عليه السلام فقيرا لا يجد ما ياكله ، فكان ياكل بقلة الارض واوراق الشجر حتى كانت ترى خضرة البقل من جلدة بطنه من هزاله وضعفه.
________________________________________
1 ـ القصص : 21. 
2 ـ القصص : 23. 
3 ـ القصص : 24.