خلافة النبي سليمان عليه السلام

روى الثعلبي : انه نزل كتاب من السماء على داود عليه السلام مختوما بخاتم من ذهب فيه ثلاث عشرة مسألة ، فأوحى الله الى داود ان سل عنها ابنك سليمان فان اخبر بهن فهو الخليفة من بعدك. قال : فدعى داود سبعين قسا وسبعين حبرا ، واجلس سليمان بين ايديهم ، فقال : اخبرني يا بني ما اقرب الاشياء ؟ وما ابعد الاشياء ؟ وما آنس الاشياء ؟ وما اوحش الاشياء ؟ وما احسن الاشياء ، وما اقبح الاشياء ؟ وما اقل الاشياء ؟ وما اكثر الاشياء ؟ وما القائمان ؟ وما المختلفان ؟ وما المتباغضان ؟ وما الأمر الذي اذا ركبه الرجل حمد آخره ؟ والامر الذي اذا ركبه الرجل ذم آخره ؟. قال سليمان : اما اقرب الاشياء فالآخرة ، واما ابعد الاشياء ، فما فاتك من الدنيا. واما آنس الاشياء ، فجسد فيه روح ناطق. واما اوحش الاشياء ، فجسد بلا روح. واما احسن الاشياء ، فالايمان بعد الكفر. واما اقبح الاشياء ، فالكفر بعد الايمان. واما اقل الاشياء ، فاليقين. واما اكثر الاشياء ، فالشك. واما القائمان ، فالسماء والارض. واما المختلفان ، فالليل والنهار. واما المتباغضان ، فالموت والحياة. واما الأمر الذي اذا ركبه الرجل حمد آخره ، فالحلم على الغضب واما الأمر الذي اذا ركبه الرجل ذم آخره ، فالحقد على الغضب. قال : ففك ذلك الخاتم فاذا هذه المسائل سواء على ما نزل من السماء. فقال القسيسون والاحبار : ما الشيء الذي اذا صلح صلح كل شيء من الانسان ، واذا فسد فسد كل شيء منه ؟ فقال : القلب ، فرضوا بخلافته. (1) وما استخلف داود سليمان حتى اختبر عقله ، واستخلف داود سليمان وهو ابن ثلاثة عشر سنة ، ومكث في ملكه اربعين سنة ، وملك ذي القرنين وهو ابن اثني عشر سنة ، ومكث في ملكه ثلاثين سنة. 

________________________________________

1 ـ ذكره الثعلبي في العرائس : 161.