دخول موسى عليه السلام على فرعون

فلما بعث الله موسى الى فرعون اتى بابه فاستاذن ولم يؤذن له ، فضرب الباب بعصاه فانفتحت ثم دخل على فرعون فاخبره انه رسول من رب العالمين ، وطلب منه ان يرسل معه بني اسرائيل ليعلمهم التوحيد ويهديهم الى الحق وعبادة الله. فالتفت اليه فرعون وقال له يا موسى الم نربك فينا عندما كنت وليدا ، وبقيت عندنا حتى كبرت ، وقتلت رجلا منا وكفرت بنعمتي ، فلم يعتني موسى عليه السلام بكلامه ودعاه الى عبادة رب العالمين ، فرد عليه فرعون وقال له انا رب العالمين واذا اتخذت ربا غيري سوف اسجنك واعذبك. فقال له موسى كيف بك اذا جئتك بمعجزة وبينة ، قال فرعون لا باس اين معجزتك ؟! فالقى عصاه فاذا هي ثعبان عظيم ، فلم يبق احد من الجلساء ، الا هرب ودخل فرعون رعب شديد ، فقال فرعون لموسى عليه السلام ، انشدك بالاهك والحليب الذي رضعته الا ما كففتها عني ، فمسكها وعادت عصى ، ثم نزع يده فاذا هي بيضاء للناظرين ، فعند ذلك عاد فرعون الى هدوءه واطمئنت نفسه وهود روعه واراد ان يصدق موسى ولكن هامان وزيره قال له : كيف تؤمن به وانت اله تعبد وتريد ان تصير تابعا لعبدك. رجع فرعون عن تصميمه وقال للملأ الذين حوله : ان هذا ساحر عليم يريد ان يخرجكم من ارضكم بسحره فماذا تامرون ، قالوا له : ابعث وراء السحرة حتى يغلبوه ، فوافق وامر ان يجمعوا السحرة من كل المدائن فاجتمع الف ساحر من كبارهم واختار من الالف مائة ومن المائة ثمانين ، وطلب منهم ان يغلبوا موسى ، فقالوا له اذا غلبناه فما تعطينا ؟ قال انكم لمن المقربين عندي واشارككم في ملكي اذا غلبتم موسى فوافقوا وجعلوا موعدهم يوم عيد لهم.