صفات واخلاق النبي ابراهيم

.روي عن المفضل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال : سالته عن قول الله عزوجل : « واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن ... » ما هذه الكلمات ؟ قال : هي الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام من ربه فتاب عليه. « ذكرنا الكلمات والاسماء في نفس الكتاب » ، وهناك وجه آخر وقول آخر ذكر في معنى الكلمات نذكرها باختصار » : 1 ـ منها اليقين : اليقين والاعتقاد الراسخ الذي في قلب ابراهيم عليه السلام مما يدل على عظمة الله تبارك وتعالى ، وذلك في قوله تعالى : « وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين » (1). 2 ـ ومنها المعرفة : وذلك حين نظر الى الكوكب والقمر والشمس ، واستدل بافول كل واحد منها ، ان هناك خالق ورب موجود دائما لا يافل ولا يغيب ، ثم معرفته بان الحكم بالنجوم خطا : « فنظر نظرة في النجوم فقال اني سقيم » (2). 3 ـ ومنها الشجاعة : ومن الصفات التي كان يتحلى بها ابراهيم عليه السلام الشجاعة حيث كان شجاعا قوي الايمان لا يخاف احدا الا الله وذلك لما كسر الاصنام وحاربهم فكريا في عقر دورهم. 4 ـ ومنها الحلم : كان ابراهيم عليه السلام حليما رقيق القلب يكثر التاوه والدعاء ، وكان يرجع في كل اموره الى الله تعالى ، وذلك قوله تعالى : « ان ابراهيم لحليم اواه منيب » (3) ، وكان سخيا ويطعم الضيف ، اي كان مضيافا ، ويامر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وكان ينصح اباه واهله وقومه وينهاهم من عبادة الشيطان وكان حكيما وصالحا ولا يحكم الا بما حكم الله عزوجل ، وكان صادقا « واجعل لي لسان صدق في الآخرين ». وامتحنه الله في نفسه ، حين جعله في المنجنيق وقذف به في النار ، ثم امتحنه في الولد ، حين امر بذبح ابنه اسماعيل ، ثم امتحنه بالاهل ، في سوء خلق سارة ، وابعاد هاجر وابنها وتركهم في الصحراء ، وكان صابرا شكورا ، وكان نزيها من كل عيب وكل ذنب ، لم يسجد لصنم ولم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين. وكانت صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين ، وكان اول المسلمين « ... وبذلك امرت وانا اول المسلمين ».

________________________________________

1 ـ الانعام : 75. 

2 ـ الصافات : 89. 

3 ـ هود : 75.