أبواب مقدّمات الطّواف و ما يتبعها

 باب 1 -أنّه يستحبّ لمن أراد دخول الحرم أن يغتسل و يأخذ نعليه بيديه و يدخله حافيا ماشيا و لو ساعة

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه كان إذا أراد الدّخول إلى الحرم اغتسل

، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال المتمتّع بالعمرة إلى الحجّ إذا دخل الحرم قطع التّلبية و أخذ في التّكبير و التّهليل

3    فقه الرّضا، ع فإذا بلغت ]الحرم[ فاغتسل قبل أن تدخل مكّة و امش هنيهة و عليك السّكينة و الوقار

باب 2 -جواز تقديم الغسل على دخول الحرم و تأخيره حتّى يدخل مكّة

1    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن ذريح المحاربيّ عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن الغسل في الحرم. أ قبل دخوله أو بعد ما يدخله قال لا يضرّك أيّ ذلك فعلت و إن اغتسلت في بيتك حين تنزل مكّة فلا بأس

 باب 3 -استحباب دخول مكّة من أعلاها لمن جاء من المدينة و الخروج من أسفلها و قطع التّلبية عند رؤية بيوتها للمتمتّع و تحريم دخولها بغير إحرام إلّا ما استثني

1    بعض نسخ الرّضويّ، و يروى عن النّبيّ ص أنّه بات بذي طوى ]و دخل مكّة[ نهارا و كان يدخل مكّة من الثّنيّة العليا أو من الثّنيّة السّفلى فيستحبّ دخولها

2    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه كان يدخل مكّة من الثّنيّة العليا و يخرج من الثّنيّة السّفلى

باب 4 -استحباب الغسل لدخول مكّة من فخّ أو بئر ميمون أو بئر عبد الصّمد و غيرها و دخولها ماشيا حافيا و الابتداء بدخول المنزل ثمّ الطّواف

1    بعض نسخ الرّضويّ، ع فإذا انتهيت إلى ذي طوى فاغتسل من بئر ميمون لدخول مكّة أو بعد ما تدخلها و كذلك تغتسل المرأة الحائض لأمر رسول اللّه ص أسماء بذلك و لقوله ص للحائض افعلي ما يفعل الحاجّ غير أن لا تطوفي بالبيت و كان ابن عمر يغتسل بذي طوى قبل أن يدخل مكّة و كذلك كان يعظّمه عامّة العلماء و إن لم يغتسل فلا بأس

2    الصّدوق في المقنع، فإذا بلغت الحرم فاغتسل من بئر ميمون أو من فخّ و إن اغتسلت بمكّة فلا بأس

3    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال إذا دخل الحاجّ أو المعتمر مكّة بدأ بحياطة رحله ثمّ قصد المسجد الحرام

 باب 5 -استحباب دخول المسجد الحرام حافيا بسكينة و وقار و خشوع و الدّعاء بالمأثور على باب المسجد و عند دخوله و استقبال الكعبة

1    فقه الرّضا، ع فإذا دخلت ]مكّة[ و نظرت إلى البيت فقل الحمد للّه الّذي عظّمك و شرّفك و كرّمك و جعلك مثابة للنّاس و أمنا و هدى للعالمين ثمّ ادخل المسجد حافيا و عليك السّكينة و الوقار و إن كنت مع قوم تحفظ عليهم رحالهم حتّى يطوفوا و يسعوا كنت أعظمهم ثوابا و في بعض نسخه و قل بسم اللّه و باللّه و ابدأ برجلك اليمنى قبل اليسرى و قل اللّهمّ اغفر لي ذنوبي و افتح لي أبواب رحمتك و أبواب فضلك و جوائز مغفرتك و أعذنا من الشّيطان الرّجيم و استعملني بطاعتك و رضاك و إذا نظرت إلى البيت فقل اللّهمّ أنت السّلام و منك السّلام فحيّنا ربّنا بالسّلام اللّهمّ ]إنّ[ هذا بيتك الّذي شرّفت و عظّمت و كرّمت اللّهمّ زد له تشريفا و تعظيما و تكريما و برّا و مهابة

2    الصّدوق في المقنع، و قل و أنت على باب المسجد السّلام عليك أيّها النّبيّ و رحمة اللّه و بركاته بسم اللّه و باللّه و من اللّه و ما شاء اللّه و السّلام على أنبياء اللّه و رسله السّلام على رسول اللّه )و آله السّلام( على إبراهيم و الحمد للّه ربّ العالمين فإذا دخلت المسجد فانظر إلى الكعبة و قل الحمد للّه الّذي عظّمك و شرّفك و كرّمك و جعلك مثابة للنّاس و أمنا مباركا و هدى للعالمين ثمّ ارفع يديك و قل اللّهمّ إنّي أسألك في مقامي هذا في أوّل مناسكي أن تقبل توبتي و تجاوز عن خطيئتي و تضع عنّي وزري الحمد للّه الّذي بلّغني بيته الحرام اللّهمّ إنّي أشهد أنّ هذا بيتك الحرام الّذي جعلته مثابة للنّاس و أمنا مباركا و هدى للعالمين

 باب 6 -استحباب دخول المسجد الحرام من باب بني شيبة و السّواك عند إرادة الطّواف و الاستلام

1    فقه الرّضا، ع و ادخل المسجد من باب بني شيبة فقل بسم اللّه و باللّه و على ملّة رسول اللّه ص

2    الصّدوق في المقنع، فإذا أردت أن تدخل المسجد الحرام فادخل من باب بني شيبة بالسّكينة و الوقار و أنت حاف فإنّه من دخله بخشوع غفر له

 باب 7 -استحباب كسوة الكعبة

1    عليّ بن الحسين المسعوديّ في إثبات الوصيّة، مرسلا أنّ إسماعيل ع أوّل من ركب الخيل و كسا البيت و لبس العمائم و أطعم الحاجّ

 باب 8 -وجوب بناء الكعبة إن انهدمت و كيفيّة بنائها

1    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي سلمة عن أبي عبد اللّه ع أنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل الحجر الأسود من الجنّة لآدم ع و كان البيت درّة بيضاء فرفعه اللّه إلى السّماء و بقي أساسه فهو حيال هذا البيت و قال يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أبدا فأمر اللّه إبراهيم و إسماعيل أن يبنيا البيت على القواعد

2    و عن عطاء عن أبي جعفر عن أبيه عن آبائه عن عليّ ع عن رسول اللّه ص في حديث طويل قال إنّ اللّه أوحى إلى جبرئيل بعد ذلك أن اهبط إلى آدم و حوّاء فنحّهما عن مواضع قواعد بيتي فإنّي أريد أن أهبط في ظلال من ملائكتي إلى أرضي فأرفع أركان بيتي لملائكتي و لخلقي من ولد آدم قال فهبط جبرئيل على آدم و حوّاء فأخرجهما من الخيمة و نحّاهما عن ترعة البيت الحرام و نحّى الخيمة عن موضع التّرعة قال و وضع آدم على الصّفا و وضع حوّاء على المروة و رفع الخيمة إلى السّماء فقال آدم و حوّاء يا جبرئيل أ بسخطة من اللّه حوّلتنا أم برضى تقديرا من اللّه علينا فقال لهما لم يكن ذلك سخطا من اللّه عليكما و لكنّ اللّه لا يسأل عمّا يفعل يا آدم إنّ السّبعين ألف ملك الّذين أنزلهم اللّه إلى الأرض ليونسوك و يطوفون حول أركان البيت و الخيمة سألوا اللّه أن يبني لهم مكان الخيمة بيتا على موضع التّرعة المباركة حيال البيت المعمور فيطوفون حوله كما كانوا يطوفون في السّماء حول البيت المعمور فأوحى اللّه إليّ أن أنحّيك و حوّاء و أرفع الخيمة إلى السّماء الخبر

3    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن النّضر بن سويد عن هشام عن أبي عبد اللّه ع في حديث طويل إلى أن قال فلمّا بلغ إسماعيل مبلغ الرّجال أمر اللّه إبراهيم ع أن يبني البيت فقال يا ربّ في أيّ بقعة قال في البقعة الّتي أنزلت على آدم القبّة فأضاء لها الحرم فلم تزل القبّة الّتي أنزلها اللّه تعالى على آدم قائمة حتّى كان أيّام الطّوفان أيّام نوح ع فلمّا غرقت الدّنيا رفع اللّه تلك القبّة و غرقت الدّنيا إلّا موضع البيت فسمّيت البيت العتيق لأنّه أعتق من الغرق فلمّا أمر اللّه عزّ و جلّ إبراهيم ع أن يبني البيت لم يدر في أيّ مكان يبنيه فبعث اللّه تعالى جبرئيل فخطّ له موضع البيت فأنزل اللّه تعالى عليه القواعد من الجنّة و كان الحجر الّذي أنزله اللّه على آدم أشدّ بياضا من الثّلج فلمّا مسّته أيدي الكفّار اسودّ فبنى إبراهيم ع البيت و نقل إسماعيل الحجر من ذي طوى فرفعه في السّماء تسعة أذرع ثمّ دلّه على موضع الحجر فاستخرجه إبراهيم ع و وضعه في موضعه الّذي هو فيه الآن فلمّا بنى جعل له بابين بابا إلى المشرق و بابا إلى المغرب و الباب الّذي إلى المغرب يسمّى المستجار ثمّ ألقى عليه الشّجر و الإذخر و علّقت هاجر على بابه كساء كان معها و كان يكونون تحته الخبر

4    دعائم الإسلام، روّينا عن أبي جعفر ع أنّه قال في قول اللّه عزّ و جلّ و إذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة قالوا أ تجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدّماء و نحن نسبّح بحمدك و نقدّس لك قال إنّي أعلم ما لا تعلمون قال كان في قولهم هذا منّة على اللّه لعبادتهم و إنّما قال ذلك بعض الملائكة لما عرفوا من حال من كان في الأرض من الجنّ قبل آدم فأعرض اللّه عزّ و جلّ عنهم و خلق آدم ع و علّمه الأسماء ثمّ قال للملائكة أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلّا ما علّمتنا إنّك أنت العليم الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلمّا أنبأهم بأسمائهم قال لهم اسجدوا لآدم فسجدوا فقالوا في أنفسهم و هم سجود ما كنّا نظنّ أنّ اللّه يخلق خلقا أكرم عليه منّا و نحن جيرانه و أقرب الخلق إليه فلمّا رفعوا رءوسهم قال اللّه عزّ و جلّ إنّي أعلم غيب السّماوات و الأرض و أعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون يعني ما أبدوه بقولهم أ تجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدّماء و نحن نسبّح بحمدك و نقدّس لك و ما كتموه في أنفسهم فقالوا ما ظننّا أنّ اللّه يخلق خلقا أكرم عليه منّا فعلموا أنّهم قد وقعوا في الخطيئة فلاذوا بالعرش و طافوا حوله يسترضون ربّهم و رضي عنهم و أمر اللّه الملائكة أن تبني في الأرض بيتا ليطوف به من أصاب ذنبا من ولد آدم ع كما طافت الملائكة بعرشه فيرضى عنهم كما رضي عن ملائكته فبنوا مكان البيت بيتا رفع زمن الطّوفان فهو في السّماء الرّابعة يلجه كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه أبدا و على أساسه وضع إبراهيم ع بناء البيت الخبر

، و عن عليّ ع أنّه قال أوحى اللّه إلى إبراهيم ع أن ابن لي بيتا في الأرض تعبدني فيه فضاق به ذرعا فبعث اللّه إليه السّكينة و هي ريح لها رأسان يتبع أحدهما صاحبه فدارت على أسّ البيت الّذي بنته الملائكة فوضع إبراهيم ع البناء على كلّ شي‏ء استقرّت عليه السّكينة و كان إبراهيم ع يبني و إسماعيل ع يناوله الحجارة و يرفع إليه القواعد فلمّا صار إلى مكان الرّكن الأسود قال إبراهيم لإسماعيل أعطني حجرا لهذا الموضع فلم يجده ]و تلكّأ[ قال اذهب فاطلبه فذهب ليأتيه به فأتاه جبرئيل ع بالحجر الأسود فجاء إسماعيل و قد وضعه ]إبراهيم[ موضعه فقال من جاءك بهذا فقال من لم يتّكل على بنائك فمكث البيت حينا فانهدم فبنته العمالقة ثمّ مكث حينا فانهدم فبنته جرهم ثمّ انهدم فبنته قريش و رسول اللّه ص يومئذ غلام قد نشأ على الطّهارة و أخلاق الأنبياء فكانوا يدعونه الأمين فلمّا انتهوا إلى موضع الحجر أراد كلّ بطن من قريش أن يلي رفعه و وضعه موضعه فاختلفوا في ذلك ثمّ اتّفقوا على أن يحكّموا في ذلك أوّل من يطلع عليهم فكان ذلك رسول اللّه ص فقالوا هذا الأمين قد طلع و أخبروه بالخبر فانتزع ص إزاره )و دعا بثوب فوضع( الحجر فيه و قال يأخذ من كلّ بطن من قريش رجل بحاشية الثّوب و ارفعوا معا فأعجبهم ما حكم به و أرضاهم و فعلوا حتّى إذا صار إلى موضعه وضعه فيه رسول اللّه ص

6    سعيد بن هبة اللّه الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده إلى الصّدوق بإسناده عن إبراهيم بن محرز عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال إنّ آدم ع نزل بالهند فبنى اللّه تعالى له البيت و أمره أن يأتيه الخبر

، و بإسناده إلى الصّدوق بإسناده إلى وهب قال كان مهبط آدم ع على جبل في شرقيّ أرض الهند يقال له باسم ثمّ أمره أن يسير إلى مكّة فطوى له الأرض فصار على كلّ مفازة يمرّ به خطوة و لم يقع قدمه على شي‏ء من الأرض إلّا صار عمرانا و بكى على الجنّة مائتي سنة فعزّاه اللّه بخيمة من خيام الجنّة فوضعها له بمكّة في موضع الكعبة و تلك الخيمة من ياقوتة حمراء لها بابان شرقيّ و غربيّ من ذهب منظومان معلّق فيها ثلاث قناديل من تبر الجنّة تلتهب نورا و نزل الرّكن و هو ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنّة و كان كرسيّا لآدم ع يجلس عليه و إنّ خيمة آدم لم تزل في مكانها حتّى قبضه اللّه تعالى إليه ثمّ رفعها اللّه تعالى إليه و بنى بنو آدم في موضعها بيتا من الطّين و الحجارة و لم يزل معمورا و أعتق من الغرق و لم )يجر به( الماء حتّى ابتعث اللّه إبراهيم ع

8    و في كتاب الخرائج، روي أنّ الحجّاج بن يوسف لمّا خرّب الكعبة بسبب مقاتلة عبد اللّه بن الزّبير ثمّ عمروها فلمّا أعيد البيت و أرادوا أن ينصبوا الحجر الأسود فكلّما نصبه عالم من علمائهم أو قاض من قضاتهم أو زاهد من زهّادهم يتزلزل و يضطرب و لا يستقرّ الحجر في مكانه فجاء عليّ بن الحسين ع و أخذه من أيديهم و سمّى اللّه و نصبه فاستقرّ في مكانه و كبّر النّاس و لقد ألهم الفرزدق في قوله يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

9    و في فقه القرآن، عن الباقر ع أنّه قال إنّ اللّه وضع تحت العرش أربعة أساطين و سمّاه الضّراح و هو البيت المعمور و قال للملائكة طوفوا به ثمّ بعث ملائكة فقال لهم ابنوا في الأرض بيتا بمثاله و قدره و أمر من في الأرض أن يطوفوا به و قال و لمّا أهبط اللّه آدم من الجنّة قال إنّي منزل معك بيتا تطوف حوله كما يطاف حول عرشي و تصلّي عنده كما يصلّى عند عرشي فلمّا كان زمن الطّوفان رفع فكانت الأنبياء ع يحجّونه و لا يعلمون مكانه حتّى بوّأه اللّه لإبراهيم ع فأعلمه مكانه فبناه من خمسة أجبل من حراء و ثبير و لبنان و جبل الطّور و جبل الحمر و روي أنّ آدم بناه ثمّ عفي أثره فجدّده إبراهيم ع

10    البحار، عن العلل لعليّ بن محمّد بن إبراهيم سأل رجل من اليهود رسول اللّه ص فقال أخبرني عن الكلمات الّتي علّمها اللّه إبراهيم حيث بنى البيت فقال النّبيّ ص نعم هي سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر

باب 9 -وجوب احترام الحرم و حكم صيده و شجره

1    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، ]حدّثني أبي[ عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ آدم بقي على الصّفا أربعين صباحا ساجدا يبكي على الجنّة و على خروجه من جوار اللّه عزّ و جلّ فنزل عليه جبرئيل فقال يا آدم ما لك تبكي قال يا جبرئيل ما لي لا أبكي و قد أخرجني اللّه من جواره و أهبطني إلى الدّنيا قال يا آدم تب إليه قال و كيف أتوب فأنزل اللّه عليه قبّة من نور في موضع البيت فسطع نورها في جبال مكّة فهو الحرم فأمر اللّه جبرئيل أن يضع عليه الأعلام الخبر

2    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن جابر الجعفيّ عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع قال في حديث يأتي و كان نور القناديل يبلغ إلى موضع الحرم و كان أكبر القناديل مقام إبراهيم ع فكان القناديل ثلاثمائة و ستّين قنديلا الخبر

، و عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال قلت أ رأيت قوله و من دخله كان آمنا البيت عنى أو الحرم قال من دخل الحرم من النّاس مستجيرا به فهو آمن إلى أن قال و من دخل الحرم من الوحش و السّباع و الطّير فهو آمن من أن يهاج أو يؤذى حتّى يخرج من الحرم

4    ابن شهرآشوب في المناقب، عن عليّ بن الحسين ع أنّه قال كان آدم ع لمّا أراد أن يغشى حوّاء خرج بها من الحرم ثمّ كانا يغتسلان و يرجعان إلى الحرم

5    البحار، عن الدّرّ المنثور للسّيوطيّ عن تاريخ الخطيب عن يحيى بن أكثم أنّه قال في مجلس الواثق من حلق رأس آدم حين حجّ فتعايا الفقهاء عن الجواب فقال الواثق أنا أحضر من ينبّئكم بالخبر فبعث إلى عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر ع ]فسأله[ فقال حدّثني أبي عن جدّي عن أبيه عن جدّه قال قال رسول اللّه ص أمر جبرئيل أن ينزل ياقوتة من الجنّة فهبط بها فمسح بها رأس آدم فتناثر الشّعر منه فحيث بلغ نورها صار حرما

6    دعائم الإسلام، روّينا عن عليّ بن الحسين ص أنّه نظر إلى حمام مكّة فقال هل تدرون ما أصل كون هذا الحمام بالحرم فقالوا أنت أعلم يا ابن رسول اللّه فأخبرنا قال كان فيما مضى رجل قد أوى إلى داره حمام فاتّخذ عشّا في خرق في جذع نخلة كانت في داره فكان الرّجل ينظر إلى فراخه فإذا همّت بالطّيران رقي إليها فأخذها فذبحها و الحمام ينظر إلى ذلك فيحزن له حزنا عظيما فمرّ له على ذلك دهر طويل لا يطير له فرخ فشكا ذلك إلى اللّه عزّ و جلّ فقال اللّه تعالى لئن عاد هذا العبد إلى ما يصنع بهذا الطّائر لأعجّلنّ منيّته قبل أن يصل إليه فلمّا أفرخ الحمام و استوت أفراخه صعد الرّجل للعادة فلمّا ارتقى بعض النّخلة وقف سائل ببابه فنزل فأعطاه شيئا ثمّ ارتقى فأخذ الفراخ فذبحه ]و الطّير ينظر ما يحلّ به فقال ما هذا يا ربّ[ فقال اللّه عزّ و جلّ إنّ عبدي سبق بلائي بالصّدقة و هي تدفع البلاء و لكنّي سأعوّض هذا الحمام عوضا صالحا و أبقي له نسلا لا ينقطع ]ما أقامت الدّنيا فقال الطّير ربّ وعدتني بما وثقت بقولك و إنّك لا تخلف الميعاد[ فألهمه عزّ و جلّ المصير إلى هذا الحرم و حرّم صيده فأكثر ما ترون من نسله و هو أوّل حمام سكن الحرم

7    أحمد بن محمّد بن فهد الحلّيّ في كتاب التّحصين، نقلا من كتاب المنبئ عن زهد النّبيّ ص بإسناده عنه ص أنّه قال في جملة كلام له في وصف إخوانه الّذين يأتون من بعده يا أبا ذرّ لو ]أنّ[ أحدا منهم يسبّح تسبيحة خير له من أن يصير له جبال الدّنيا ذهبا و نظرة إلى واحد منهم أحبّ إليّ من نظرة إلى بيت اللّه الحرام و لواحد منهم يموت في شدّة بين أصحابه )له حجّ مقبول( بين الرّكن و المقام و له أجر من يموت في حرم اللّه و من مات في حرم اللّه آمنه اللّه من الفزع الأكبر و أدخله الجنّة الخبر

 باب 10 -حكم من جنى ثمّ لجأ إلى الحرم لم يقم عليه حدّ و لا قصاص و لا يبايع و لا يطعم و لا يسقى حتّى يخرج فإن جنى في الحرم أقيم عليه الحدّ فيه و عدم جواز التّحصّن بالحرم

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص من قتل قتيلا و أذنب ذنبا ثمّ لجأ إلى الحرم فقد أمن لا يقاد فيه ما دام في الحرم و لا يؤخذ و لا يؤذى ]و لا يؤوى[ و لا يطعم و لا يسقى و لا يبايع و لا يضيف و لا يضاف

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص ألا لعنة اللّه و الملائكة و النّاس أجمعين على من أحدث في الإسلام حدثا يعني يحدث في الحلّ فيلجأ إلى الحرم فلا يؤويه أحد و لا ينصره و لا يضيفه حتّى يخرج إلى الحلّ فيقام عليه الحدّ

  فقه الرّضا، ع إن كان لك على رجل حقّ فوجدته بمكّة أو في الحرم فلا تطالبه و لا تسلّم عليه فتفزعه إلّا أن تكون أعطيته حقّك في الحرم فلا بأس أن تطالبه في الحرم و في بعض نسخه و من قتل رجلا في الحلّ ثمّ دخل الحرم لم يقتل و لا يطعم و لا يسقى و لا يؤوى حتّى يخرج من الحرم فيقام عليه الحدّ و من قتل في الحرم أقيم عليه الحدّ في الحرم لأنّه لم يرع للحرم حرمة قال اللّه تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم و قال فلا عدوان إلّا على الظّالمين

4    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه سئل عن رجل قتل أو سرق ثمّ لجأ إلى الحرم قال لا يؤوى و لا يطعم و لا يسقى و لا يبايع فإذا خرج إلى الحلّ أقيم عليه الحدّ

باب 11 -استحباب المجاورة بمكّة مع التّحوّل في أثناء السّنة

1    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال في مكّة ما أطيبك من بلد و أحبّك إليّ و لو لا أنّ قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك

2    تفسير الإمام، ع )عن الحسن بن عليّ ع( عن رسول اللّه ص في حديث يأتي أنّه قال مشيرا إلى مكّة و لو لا أنّ أهلك أخرجوني عنك لما آثرت عليك بلدا و لا ابتغيت عنك بدلا

 باب 12 -وجوب احترام الكعبة و تعظيمها و تحريم هدمها و أذى مجاوريها

1    محمّد بن مسعود العيّاشيّ، عن زرارة عن أبي جعفر ع قال كنت عنده قاعدا خلف المقام و هو محتب مستقبل القبلة فقال ]أما[ النّظر إليها عبادة و ما خلق اللّه بقعة من الأرض أحبّ إليه منها ثمّ أهوى بيده إلى الكعبة و لا أكرم عليه منها و لها حرّم اللّه الأشهر الحرم في كتابه يوم خلق السّماوات و الأرض ثلاثة أشهر متوالية و شهر مفرد للعمرة

، و عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال كان اللّه تبارك و تعالى كما وصف نفسه و كان عرشه على الماء و الماء على الهواء لا يجري و لم يكن غير الماء خلق و الماء يومئذ عذب فرات فلمّا أراد اللّه أن يخلق الأرض أمر الرّياح الأربع فضربن الماء حتّى صار موجا ثمّ أزبد زبدة واحدة فجمعه في موضع البيت فأمر اللّه فصار جبلا من زبد ثمّ دحا الأرض من تحته ثمّ قال إنّ أوّل بيت وضع للنّاس الآية

، عن الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع قال إنّه وجد في حجر من حجرات البيت مكتوبا إنّي أنا اللّه ذو بكّة خلقتها يوم خلقت السّموات و الأرض و يوم خلقت الشّمس و القمر و خلقت الجبلين و حففتهما بسبعة أملاك حفيفا و في حجر آخر هذا بيت اللّه الحرام ببكّة تكفّل اللّه برزق أهله من ثلاثة سبل مبارك لهم في اللّحم و الماء أوّل من نحله إبراهيم ع

، و عن جابر الجعفيّ عن أبي جعفر عن آبائه ع قال إنّ اللّه اختار من الأرض جميعا مكّة و اختار من مكّة بكّة فأنزل في بكّة سرادقا ]من نور[ محفوفا بالدّرّ و الياقوت ثمّ أنزل في وسط السّرادق عمدا أربعة و جعل بين العمد الأربعة لؤلؤة بيضاء و كان طولها سبعة أذرع في ترابيع البيت و جعل فيها نورا من نور السّرادق بمنزلة القناديل و كانت العمد أصلها في الثّرى و الرّءوس تحت العرش و كان الرّبع الأوّل من زمرّد أخضر و الرّبع الثّاني من ياقوت أحمر و الرّبع الثّالث من لؤلؤ أبيض و الرّبع الرّابع من نور ساطع و كان البيت تنزل فيما بينهم مرتفعا من الأرض و كان نور القناديل يبلغ إلى موضع الحرم و كان أكبر القناديل مقام إبراهيم ع فكان القناديل ثلاثمائة و ستّين قنديلا فالرّكن الأسود باب الرّحمة إلى الرّكن الشّاميّ فهو باب الإنابة و باب الرّكن الشّاميّ باب التّوسّل و باب الرّكن اليمانيّ باب التّوبة و هو باب آل محمّد ع و شيعتهم إلى الحجر فهذا البيت حجّة اللّه في أرضه على خلقه فلمّا هبط آدم إلى الأرض هبط إلى الصّفا و لذلك اشتقّ اللّه له اسما من اسم آدم لقوله تعالى إنّ اللّه اصطفى آدم و نزلت حوّاء على المروة فاشتقّ اللّه له اسما من اسم المرأة و كان آدم نزل بمرآة من الجنّة فلمّا لم يخلق آدم المرآة إلى جنب المقام و كان يركن إليه سأل ربّه أن يهبط البيت إلى الأرض فأهبط فصار على وجه الأرض فكان آدم ع يركن إليه و كان ارتفاعها من الأرض سبعة أذرع و كانت له أربعة أبواب و كان عرضها خمسة و عشرين ذراعا في خمسة و عشرين ذراعا ترابيعه و كان السّرادق مائتي ذراع في مائتي ذراع

، و عن عطاء عن أبي جعفر عن أبيه عن آبائه عن عليّ ع عن رسول اللّه ص في حديث طويل في قصّة آدم ع إلى أن قال ص و أوحى إلى جبرئيل أنا اللّه الرّحمن الرّحيم و إنّي قد رحمت آدم و حوّاء لمّا شكيا إليّ فاهبط إليهما بخيمة من خيام الجنّة و عزّهما عنّي بفراق الجنّة و اجمع بينهما في الخيمة فإنّي قد رحمتهما لبكائهما و وحشتهما و وحدتهما و انصب لهما الخيمة على التّرعة الّتي بين جبال مكّة قال و التّرعة مكان البيت و قواعدها الّتي رفعتها الملائكة قبل ذلك فهبط جبرائيل على آدم بالخيمة على مقدار أركان البيت و قواعده فنصبها قال و أنزل جبرئيل آدم من الصّفا و أنزل حوّاء من المروة و جمع بينهما في الخيمة قال و كان عمود الخيمة قضيب ياقوت أحمر فأضاء نوره و ضوؤه جبال مكّة و ما حولها و امتدّ ضوء العمود إلى أن قال و مدّت أطناب الخيمة حولهما فمنتهى أوتادها ما حول المسجد الحرام قال و كانت أوتادها من غصون الجنّة و أطنابها من ضفائر الأرجوان قال فأوحى اللّه إلى جبرئيل أهبط على الخيمة سبعين ألف ملك يحرسونها من مردة الجنّ و يؤنسون آدم و حوّاء و يطوفون حول الخيمة تعظيما للبيت و الخيمة قال ص فهبطت الملائكة فكانوا بحضرة الخيمة يحرسونها من مردة الشّياطين و العتاة و يطوفون حول أركان البيت و الخيمة كلّ يوم و ليلة كما يطوفون في السّماء حول البيت المعمور قال و أركان البيت )في البيت( في الأرض حيال البيت المعمور الّذي في السّماء الخبر

6    الشّيخ المفيد في أماليه، عن عليّ بن بلال المهلّبيّ عن عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس عن الحسين بن محمّد بن عامر عن المعلّى عن العمّيّ عن جعفر بن بشير عن سليمان بن سماعة عن عبد اللّه بن القاسم عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه ع قال لمّا قصد أبرهة بن الصّبّاح ملك الحبشة لهدم البيت تسرّعت الحبشة فأغاروا عليها فأخذوا سرحا لعبد المطّلب بن هاشم فجاء عبد المطّلب إلى الملك فاستأذن عليه فأذن له و هو في قبّة ديباج على سرير له فسلّم عليه فردّ أبرهة السّلام إلى أن قال ثمّ قال لعبد المطّلب فيم جئت فقد بلغني سخاؤك و كرمك و فضلك و رأيت من هيبتك و جمالك و جلالك ما يقتضي أن أنظر في حاجتك فسلني ما شئت و هو يرى أنّه يسأله في الرّجوع عن مكّة فقال له عبد المطّلب إنّ أصحابك غدوا على سرح لي فذهبوا به فمرهم بردّه عليّ قال فتغيّظ الحبشيّ من ذلك و قال لعبد المطّلب لقد سقطت من عيني جئتني تسألني في سرحك و أنا قد جئت لهدم شرفك و شرف قومك و مكرمتكم الّتي تتميّزون بها من كلّ جيل و هو البيت الّذي يحجّ إليه من كلّ صقع في الأرض فتركت مسألتي في ذلك و سألتني في سرحك فقال له عبد المطّلب لست بربّ البيت الّذي قصدت لهدمه و أنا ربّ سرحي الّذي أخذه أصحابك فجئت أسألك فيما أنا ربّه و للبيت ربّ هو أمنع ]له[ من الخلق كلّهم و أولى به منهم فقال الملك ردّوا عليه سرحه ]و ازحفوا إلى البيت فانقضوه حجرا حجرا فأخذ عبد المطّلب سرحه[ و انصرف إلى مكّة و أتبعه الملك بالفيل الأعظم مع الجيش لهدم البيت فكانوا إذا حملوه على دخول الحرم أناخ و إذا تركوه رجع مهرولا فقال عبد المطّلب لغلمانه ادعوا لي ابني فجي‏ء بالعبّاس فقال ليس هذا أريد ادعوا لي ابني فجي‏ء بأبي طالب فقال ليس هذا أريد ادعوا لي ابني فجي‏ء بعبد اللّه أبي النّبيّ ص فلمّا أقبل إليه قال اذهب يا بنيّ حتّى تصعد أبا قبيس ثمّ اضرب ببصرك ناحية البحر فانظر أيّ شي‏ء يجي‏ء من هناك و خبّرني به قال فصعد عبد اللّه أبا قبيس فما لبث أن جاء طير أبابيل مثل السّيل و اللّيل فسقط على أبي قبيس ثمّ صار إلى البيت فطاف ]به[ سبعا ثمّ صار إلى الصّفا و المروة فطاف بهما سبعا فجاء عبد اللّه إلى أبيه فأخبره الخبر فقال انظر يا بنيّ ما يكون من أمرها بعد فأخبرني به فنظرها فإذا هي قد أخذت نحو عسكر الحبشة فأخبر عبد المطّلب بذلك فخرج عبد المطّلب و هو يقول يا أهل مكّة اخرجوا إلى العسكر فخذوا غنائمكم قال فأتوا العسكر و هم أمثال الخشب النّخرة و ليس من الطّير إلّا ما معه ثلاثة أحجار في منقاره و يديه يقتل بكلّ حصاة منها واحدا من القوم فلمّا أتوا على جميعهم انصرف الطّير و لم ير قبل ذلك و لا بعده فلمّا هلك القوم بأجمعهم جاء عبد المطّلب إلى البيت فتعلّق بأستاره و قال يا حابس الفيل بذي المغمّس حبسته كأنّه مكوّس في مجلس تزهق فيه الأنفس

7    أبو الفتح الكراجكيّ في كنز الفوائد، عن الحسين بن عبيد اللّه الواسطيّ عن التّلّعكبريّ عن محمّد بن همّام و أحمد بن هوذة جميعا عن الحسن بن محمّد بن جمهور عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن عبد الرّحمن بن الحجّاج عن هارون بن خارجة عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع قال لمّا ظهرت الحبشة باليمن وجّه يكسوم ملك الحبشة بقائدين من قوّاده يقال لأحدهما أبرهة و الآخر أرباط في عشرة من الفيلة كلّ فيل في عشرة آلاف لهدم بيت اللّه الحرام فلمّا صاروا ببعض الطّريق وقع بأسهم بينهم و اختلفوا فقتل أبرهة أرباط و استولى على الجيش فلمّا قارب مكّة طرد أصحابه عيرا لعبد المطّلب بن هاشم فصار عبد المطّلب إلى أبرهة و كان ترجمان أبرهة و المستولي عليه ابن داية لعبد المطّلب فقال التّرجمان لأبرهة هذا سيّد العرب و ديّانها فأجلّه و أعظمه ثمّ قال لكاتبه سله ما حاجته فسأله فقال إنّ أصحاب الملك طردوا لي نعما فأمر بردّها ثمّ أقبل على التّرجمان فقال قل له عجبا لقوم سوّدوك و رأّسوك عليهم حيث تسألني في عير لك و قد جئت لأهدم شرفك و مجدك و لو سألتني الرّجوع عنه لفعلت فقال أيّها الملك إنّ هذه العير لي و أنا ربّها فسألتك إطلاقها و إنّ لهذه البنيّة ربّا يدفع عنها قال فإنّي غاد لهدمها حتّى أنظر ما ذا يفعل فلمّا انصرف عبد المطّلب رحل أبرهة بجيشه فإذا هاتف يهتف في السّحر الأكبر يا أهل مكّة أتاكم أهل عكّة بجحفل جرّار يملأ الأندار مل‏ء الجفار فعليهم لعنة الجبّار فأنشأ عبد المطّلب يقول أيّها الدّاعي لقد أسمعتني الأبيات فلمّا أصبح عبد المطّلب جمع بنيه و أرسل الحارث ابنه الأكبر إلى أعلى أبي قبيس فقال انظر يا بنيّ ما ذا يأتيك من قبل البحر فرجع فلم ير شيئا فأرسل واحدا بعد آخر من ولده فلم يأت أحد منهم من البحر بخبر فدعا بعبد اللّه و إنّه لغلام حين أيفع و عليه ذؤابة تضرب إلى عجزه فقال ]له[ اذهب فداك أبي و أمّي فاعل أبا قبيس فانظر ما ذا ترى يجي‏ء من البحر فنزل مسرعا فقال يا سيّد النّادي رأيت سحابا من قبل البحر مقبلا يستفلّ تارة و يرتفع أخرى إن قلت غيما قلته و إن قلت جهاما خلته يرتفع تارة و ينحدر أخرى فنادى عبد المطّلب يا معشر قريش ادخلوا منازلكم فقد أتاكم اللّه بالنّصر من عنده فأقبل الطّير الأبابيل في منقار كلّ طائر حجر و في رجليه حجران ]فكان الطّائر[ الواحد يقتل ثلاثة من أصحاب أبرهة كان يلقي الحجر في قمّة رأس الرّجل فيخرج من دبره

8    محمّد بن عليّ بن شهرآشوب في المناقب، قال لمّا قصد أبرهة بن الصّبّاح لهدم الكعبة أتاه عبد المطّلب ليستردّ منه إبله فقال تعلمني في مائة بعير و تترك دينك و دين آبائك و قد جئت لهدمه فقال عبد المطّلب أنا ربّ الإبل و إنّ للبيت ربّا سيمنعه عنك فردّ إليه إبله و انصرف إلى قريش فأخبرهم الخبر و أخذ بحلقة الباب قائلا  

يا ربّ لا أرجو لهم سواكا يا ربّ فامنع منهم حماكاإنّ عدوّ البيت من عاداكا امنعهم أن يخربوا قراكا

و له أيضا

لا همّ إنّ المرء يمنع رحله فامنع رحالك‏لا يغلبنّ صليبهم و محالهم غدوا محالك

فانجلى نوره على الكعبة فقال لقومه انصرفوا فو اللّه ما انجلى من جبيني هذا النّور إلّا ظفرت و قد انجلى عنه و سجد الفيل له فقال للفيل يا محمود فحرّك الفيل رأسه فقال له تدري لم جاءوا بك فقال الفيل برأسه لا فقال جاءوا بك لتهدم بيت ربّك أ فتراك فاعل ذلك فقال الفيل برأسه لا

9    فقه الرّضا، ع أروي عن العالم ع أنّه وقف حيال الكعبة ثمّ قال ما أعظم حقّك يا كعبة و اللّه إنّ حقّ المؤمن لأعظم من حقّك

10    الشّيخ شرف الدّين النّجفيّ في تأويل الآيات الباهرة، عن تفسير محمّد بن العبّاس بن الماهيار قال حدّثنا محمّد بن همّام عن محمّد بن إسماعيل العلويّ عن عيسى بن داود عن موسى عن أبيه جعفر ع في قوله تعالى و من يعظّم حرمات اللّه قال هي ثلاث حرمات واجبة فمن قطع حرمة فقد أشرك باللّه انتهاك حرمة اللّه في بيته الحرام و الثّانية تعطيل الكتاب و العمل بغيره و الثّالثة قطيعة ما أوجب اللّه من فرض مودّتنا و طاعتنا

11    جعفر بن أحمد في كتاب الغايات، عن أبي عبد اللّه ع قال قال النّبيّ ص لم يعمل ابن آدم عملا أعظم عند اللّه تعالى من رجل قتل نبيّا أو إماما أو هدم الكعبة الّتي جعلها اللّه تعالى قبلة لعباده الخبر

12    بعض نسخ الرّضويّ، و إنّما أراد أصحاب الفيلة هدم الكعبة فعاقبهم اللّه بإرادتهم قبل فعلهم

 باب 13 -وجوب احترام مكّة و تعظيمها

1    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن عطاء عن أبي جعفر عن أبيه عن آبائه عن عليّ ع عن رسول اللّه ص في حديث طويل في قصّة آدم ع إلى أن قال قال أي آدم فأهبطنا ]برحمتك[ إلى أحبّ البقاع إليك قال فأوحى اللّه إلى جبرئيل أن أهبطهما إلى البلدة المباركة مكّة فهبط بهما جبرئيل فألقى آدم على الصّفا و ألقى حوّاء على المروة الخبر

2    أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ في المحاسن، عن أبيه عن حمزة بن عبد اللّه عن جميل بن ميسّر عن أبيه النّخعيّ قال قال لي أبو عبد اللّه ع يا ميسّر أيّ البلدان أعظم حرمة قال فما كان منّا أحد يجيبه حتّى كان الرّادّ على نفسه فقال مكّة فقال أيّ بقاعها أعظم حرمة قال فما كان منّا أحد يجيبه حتّى كان الرّادّ على نفسه قال ما بين الرّكن إلى الحجر الخبر

3    السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في النّوادر، عن أبي المحاسن عن أبي عبد اللّه بن عبد الصّمد عن أحمد بن محمّد عن الحسين بن المثنّى عن عفّان بن مسلم عن أبي عوانة عن أبي بشر عن ميمون بن مهران عن ابن عبّاس عن النّبيّ ص قال إنّ اللّه تبارك و تعالى اختار من الكلام أربعة إلى أن قال و من البقاع أربعا إلى أن قال و أمّا خيرته من البقاع فمكّة و المدينة و بيت المقدس و فار التّنّور بالكوفة الخبر

4    الإمام الهمام أبو محمّد العسكريّ ع في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال إنّ للّه عزّ و جلّ خيارا من كلّ ما خلق إلى أن قال فأمّا خياره من البقاع فمكّة و المدينة و بيت المقدس الخبر

14    و قال قال الحسن بن عليّ ع لمّا بعث اللّه محمّدا ص بمكّة و أظهر بها دعوته و نشر بها كلمته و عاب أعيانهم في عبادتهم الأصنام و أخذوه و أساءوا معاشرته و سعوا في خراب المساجد المبنيّة ]الّتي[ كانت لقوم من خيار أصحاب محمّد و ]شيعته[ و شيعة عليّ بن أبي طالب ص كان بفناء الكعبة مساجد يحيون فيها ما أماته المبطلون فسعى هؤلاء المشركون في خرابها و أذى محمّد ص و سائر أصحابه و ألجئوه إلى الخروج من مكّة نحو المدينة التفت خلفه إليها و قال اللّه يعلم أنّني أحبّك و لو لا أنّ أهلك أخرجوني عنك لما آثرت عليك بلدا و لا ابتغيت عليك بدلا و إنّي لمغتمّ على مفارقتك فأوحى اللّه إليه يا محمّد العليّ الأعلى يقرئك السّلام و يقول سنردّك إلى هذا البلد ظافرا غانما سالما قادرا قاهرا و ذلك قوله تعالى إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد يعني إلى مكّة الخبر

5    بعض نسخ الرّضويّ، ع قال رسول اللّه ص مكّة حرم اللّه حرّمها إبراهيم ع الخبر

6    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن النّضر عن هشام عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ إبراهيم ع كان نازلا في بادية الشّام إلى أن قال ثمّ أمره تعالى أن يخرج إسماعيل ع و أمّه عنها فقال يا ربّ إلى أيّ مكان قال تعالى إلى حرمي و أمني و أوّل بقعة خلقتها من الأرض و هي مكّة الخبر

7    محمّد بن إبراهيم النعمانيّ في كتاب الغيبة، عن محمّد بن همّام و محمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور عن الحسن بن محمّد بن جمهور عن أحمد بن هلال عن محمّد بن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه عزّ و جلّ اختار من كلّ شي‏ء شيئا اختار من الأرض مكّة و اختار من مكّة المسجد و اختار من المسجد الموضع الّذي فيه الكعبة الخبر

 باب 14 -استحباب الشّرب من ماء زمزم و سقي الحاجّ منه و إهدائه و استهدائه

1    فقه الرّضا، ع أروي عن أبي عبد اللّه ع عن رسول اللّه ص قال ماء زمزم شفاء لما شرب له و في حديث آخر ماء زمزم شفاء لما استعمل و أروي ماء زمزم شفاء من كلّ داء و سقم و أمان من كلّ خوف و حزن

  ابن شهرآشوب في المناقب، عن الجارود بن أحمد عن محمّد بن جعفر الجعفريّ عن محمّد بن سنان عن إسماعيل بن جابر قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول ماء زمزم شفاء من كلّ داء و أظنّه قال كائنا ما كان لأنّ رسول اللّه ص قال ماء زمزم لما شرب له

 باب 15 -استحباب الدّعاء عند شرب ماء زمزم بالمأثور

1    الصّدوق في الهداية، و إن قدرت أن تشرب من ماء زمزم قبل أن تخرج إلى الصّفا فافعل و تقول ]حين تشرب[ اللّهمّ اجعله لي علما نافعا و رزقا واسعا و شفاء من كلّ داء و سقم

 باب 16 -تحريم أكل مال الكعبة و ما يهدى إليها أو يوصى لها به و وجوب صرفه في مئونة المحتاج من الحاجّ و عدم جواز دفعه إلى الخدّام

1    محمّد بن إبراهيم النعمانيّ في كتاب الغيبة، عن عليّ بن الحسين عن محمّد بن يحيى العطّار عن محمّد بن الحسّان الرّازيّ عن محمّد بن عليّ الصّيرفيّ عن محمّد بن سنان عن محمّد بن عليّ الحلبيّ عن سدير الصّيرفيّ عن رجل من أهل الجزيرة كان قد جعل على نفسه نذرا في جارية و جاء بها إلى مكّة قال فلقيت الحجبة فأخبرتهم بخبرها و جعلت لا أذكر لأحد منهم أمرها إلّا قال جئني بها و قد وفى اللّه نذرك فدخلني من ذلك وحشة شديدة فذكرت ذلك لرجل من أصحابنا من أهل مكّة فقال لي تأخذ عنّي فقلت نعم فقال انظر الرّجل الّذي يجلس عند الحجر الأسود و حوله النّاس و هو أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين ع فأته فأخبره بهذا الأمر فانظر ما ذا يقول لك فاعمل به قال فأتيته و قلت له رحمك اللّه إنّني رجل من أهل الجزيرة و معي جارية جعلتها عليّ نذرا لبيت اللّه في يمين كان عليّ و قد أتيت بها و ذكرت ذلك للحجبة فأقبلت لا ألقى منهم أحدا إلّا قال جئني بها و قد وفى اللّه نذرك فدخلني من ذلك وحشة شديدة فقال يا أبا عبد اللّه إنّ البيت لا يأكل و لا يشرب فبع جاريتك و استقص و انظر أهل بلادك ممّن حجّ هذا البيت فمن عجز منهم عن نفقته فأعطه حتّى )يقوى على العود إلى بلاده( ففعلت ذلك ثمّ أقبلت لا ألقى أحدا من الحجبة إلّا قال ما فعلت بالجارية فأخبرتهم بالّذي قال أبو جعفر ع فيقولون ]هو[ كذّاب جاهل لا يدري ما يقول فذكرت مقالتهم لأبي جعفر ع فقال قد بلغتني فبلّغ عنّي فقلت نعم فقال قل لهم قال لكم أبو جعفر ع كيف بكم لو قطعت أيديكم و أرجلكم فعلّقت في الكعبة ثمّ يقال لكم نادوا نحن سرّاق الكعبة فلمّا ذهبت لأقوم قال إنّني لست أنا أفعلذلك و إنّما يفعله رجل منّي

 قد ذكر الشّيخ في الأصل بعض أجزاء هذا الخبر مع تغيير فيه و إنّما ذكرناه للإشارة إليه و لفوائد في سائر أجزائه. ثمّ إنّه ذكر عليّ بن الحسين بن بابويه و ليس في الغيبة ذكر الجدّ كما في أكثر المواضع و كأنّه حمل الإطلاق عليه و الظّاهر أنّ المراد به المسعوديّ كما صرّح به في بعض المواضع و سنشير إليه إن شاء اللّه تعالى في الخاتمة عند شرح حال كتاب إثبات الوصيّة للمسعوديّ

2    أحمد بن محمّد بن عيسى في نوادره، عن الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن امرأة جعلت مالها هديا لبيت اللّه إن أعارت متاعها فلانة و فلانة فأعار بعض أهلها بغير أمرها قال ليس عليها هدي إنّما الهدي ما جعل للّه هديا للكعبة فذلك الّذي يوفى به إذا جعل للّه و ما كان من أشباه هذا فليس بشي‏ء لا هدي و لا يذكر فيه اللّه

 باب 17 -حكم حليّ الكعبة

1    محمّد بن عليّ بن شهرآشوب في المناقب، مرسلا همّ عمر أن يأخذ حليّ الكعبة فقال عليّ ع إنّ القرآن أنزل على النّبيّ ص و الأموال أربعة أموال المسلمين فقسّموها بين الورثة في الفرائض و الفي‏ء فقسّمه على مستحقّه و الخمس فوضعه حيث وضعه اللّه و الصّدقات فجعلها حيث جعلها اللّه و كان حليّ الكعبة يومئذ فتركه على حاله و لم يتركه نسيا و لم يخف عليه مكانه فأقرّه حيث أقرّه اللّه و رسوله فقال عمر لولاك لافتضحنا و ترك الحليّ بمكانه

 باب 18 -استحباب التّعلّق بأستار الكعبة و الدّعاء عندها

1    الصّدوق في الأمالي، عن أحمد بن زياد الهمدانيّ عن عمر بن إسماعيل الدّينوريّ عن زيد بن إسماعيل الصّائغ عن معاوية بن هشام عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن خالد بن ربعيّ قال إنّ أمير المؤمنين ع دخل مكّة في بعض حوائجه فوجد أعرابيّا متعلّقا بأستار الكعبة و هو يقول يا صاحب البيت البيت بيتك و الضّيف ضيفك و لكلّ ضيف من مضيفه قرى فاجعل قراي منك اللّيلة المغفرة فقال أمير المؤمنين ع لأصحابه أ ما تسمعون كلام الأعرابيّ قالوا نعم فقال اللّه أكرم من أن يردّ ضيفه فلمّا كان اللّيلة الثّانية وجده متعلّقا بذلك الرّكن و هو يقول يا عزيزا في عزّك فلا أعزّ منك في عزّك أعزّني بعزّ عزّك في عزّ لا يعلم أحد كيف هو أتوجّه إليك و أتوسّل إليك بحقّ محمّد و آل محمّد ع عليك أعطني ما لا يعطيني أحد غيرك و اصرف عنّي ما لا يصرفه أحد غيرك قال فقال أمير المؤمنين ع لأصحابه هذا و اللّه الاسم الأكبر بالسّريانيّة أخبرني به حبيبي رسول اللّه ص سأله الجنّة فأعطاه و سأله صرف النّار و قد صرفها عنه فلمّا كان اللّيلة الثّالثة وجده متعلّقا بذلك الرّكن و هو يقول يا من لا يحويه مكان و لا يخلو منه مكان بلا كيفيّة كان ارزق الأعرابيّ أربعة آلاف درهم الخبر و هو طويل و فيه أنّه ع أعطاه ما سأله

2    البحار، عن أعلام الدّين للدّيلميّ عن طاوس اليمانيّ قال رأيت في جوف اللّيل رجلا متعلّقا بأستار الكعبة و هو يقول ألا أيّها المأمول في كلّ حاجة شكوت إليك الضّرّ فاسمع شكايتي ألا يا رجائي أنت تكشف كربتي فهب لي ذنوبي كلّها و اقض حاجتي فزادي قليل لا أراه مبلّغي أ للزّاد أبكي أم لطول مسافتي أتيت بأعمال قباح رديّة فما في الورى عبد جنى كجنايتي أ تحرقني في النّار يا غاية المنى فأين رجائي ثمّ أين مخافتي قال فتأمّلته فإذا هو عليّ بن الحسين ع...

3    ابن شهرآشوب في المناقب، عن الأصمعيّ قال كنت أطوف حول الكعبة ليلة فإذا شابّ ظريف الشّمائل و عليه ذؤابتان و هو متعلّق بأستار الكعبة و هو يقول نامت العيون و علت النّجوم و أنت ]الملك[ الحيّ القيّوم غلّقت الملوك أبوابها و أقامت عليها حرّاسها و بابك مفتوح للسّائلين جئتك لتنظر إليّ برحمتك يا أرحم الرّاحمين ثمّ أنشأ يقول يا من يجيب دعا المضطرّ في الظّلم يا كاشف الضّرّ و البلوى مع السّقم قد نام وفدك حول البيت قاطبة و أنت وحدك يا قيّوم لم تنم أدعوك ربّ دعاء قد أمرت به فارحم بكائي بحقّ البيت و الحرم إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرف فمن يجود على العاصين بالنّعم قال فاقتفيته فإذا هو زين العابدين ع

4    السّيّد عليّ بن طاوس في مهج الدّعوات، عن جماعة بأسانيدهم إلى الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع في حديث طويل و أنّه رأى في المسجد الحرام شابّا يبكي و يتضرّع فأتى به إلى أبيه ع و ذكر له ع أنّه كان لاهيا مشغوفا بالعصيان و أنّه ضرب أباه و أوجعه إلى أن قال ثمّ حلف ]باللّه[ يعني أباه ليقدمنّ إلى بيت اللّه الحرام فيستعدي اللّه عليّ ]قال[ فصام أسابيع و صلّى ركعات و دعا و خرج متوجّها على عبراته يقطع بالسّير عرض الفلاة و يطوي الأودية و يعلو الجبال حتّى قدم مكّة يوم الحجّ الأكبر فنزل من راحلته و أقبل إلى بيت اللّه الحرام فسعى و طاف به و تعلّق بأستاره و ابتهل )إلى اللّه( بدعائه و أنشأ يقول يا من إليه أتى الحجّاج بالجهد فوق المهاريّ من أقصى غاية البعد إنّي أتيتك يا من لا يخيّب من يدعوه مبتهلا بالواحد الصّمد هذا منازل لا يرتاع من عققي فخذ بحقّي يا جبّار من ولدي حتّى )يشلّ بحول( منك جانبه يا من تقدّس لم يولد و لم يلد قال فو الّذي سمك السّماء و أنبع الماء ما استتمّ دعاءه حتّى نزل بي ما ترى ثمّ كشف عن يمينه فإذا بجانبه قد شلّ الخبر و فيه ذكر الدّعاء المعروف بدعاء المشلول

5    السّيّد ابن زهرة في الغنية، و يتعلّق بأستار الكعبة و يقول اللّهمّ بك استجرت فأجرني و بك أستغيث فأغثني يا رسول اللّه يا أمير المؤمنين يا فاطمة بنت رسول اللّه يا حسن يا حسين و يسمّي الأئمّة ع إلى آخرهم باللّه ربّي أستغيث و بكم إليه تشفّعت أنتم عمدتي و إيّاكم أقدّم بين يدي حوائجي فكونوا شفعائي إلى اللّه في إجابة دعائي و تبليغي في )ديني و دنياي( مهمّاتي اللّهمّ ارحم بهم عبرتي و اغفر بشفاعتهم خطيئتي و اقبل مناسكي و اغفر لي و لوالديّ و احفظني في نفسي و أهلي و في جميع إخواني و أشركهم في صالح دعائي إنّك على كلّ شي‏ء قدير

 باب 19 -أحكام لقطة الحرم

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص الحرم لا يختلى خلاؤه إلى أن قال و لا تحلّ لقطته إلّا لمنشد الخبر

2    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال لا )تلقط اللّقطة في( الحرم دعها مكانها حتّى يأتي من )هي له( فيأخذها

، و عنه ع أنّه سئل عن رجل وجد دينارا في الحرم فأخذه ما يصنع به قال بئس ما صنع إذا أخذه لأنّ )لقطة الحرم( لا ترفع هي في حرم اللّه إلى أن يأتي صاحبها فيأخذها قيل فإنّه قد ابتلي به قال فليعرّفه قيل فإنّه قد عرّفه قال فليتصدّق به على أهل بيت من المسلمين فإن جاء )طالبه فهو( ضامن

4    فقه الرّضا، ع اعلم أنّ اللّقطة لقطتان لقطة الحرم و لقطة غير الحرم فأمّا لقطة الحرم فإنّها تعرّف سنة فإن جاء صاحبها و إلّا تصدّقت بها و إن كنت وجدت في الحرم دينارا مطلّسا فهو لك لا تعرّفه

 باب 20 -استحباب إكثار النّظر إلى الكعبة

1    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن زرارة عن أبي جعفر ع قال كنت عنده قاعدا خلف المقام و هو محتب مستقبل القبلة فقال النّظر إليها عبادة الخبر

2    بعض نسخ الرّضويّ، ع و أقلل الخروج من المسجد فإنّ النّظر إلى الكعبة عبادة و لا يزال المرء في صلاة ما دام ينظرها

3    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال و من نظر إلى البيت إيمانا و احتسابا نظرة واحدة غفر له ما تقدّم و ما تأخّر و من نظر إلى البيت كان أفضل من عبادة سنة و روي أنّ اللّه ينزل كلّ يوم على مكّة مائة و عشرين رحمة ستّون منها للطّائفين و أربعون للعاكفين و عشرون للنّاظرين

 باب 21 -كراهة مطالبة الغريم في الحرم و التّسليم عليه

1    فقه الرّضا، ع إن كان لك على رجل حقّ فوجدته بمكّة أو في الحرم فلا تطالبه و لا تسلّم عليه فتفزعه إلّا أن تكون أعطيته حقّك في الحرم فلا بأس أن تطالبه في الحرم

 باب 22 -جواز الاحتباء مستقبل الكعبة على كراهية في المسجد الحرام و كذا الاحتذاء فيه

1    العيّاشيّ في تفسيره، عن زرارة عن أبي جعفر ع قال كنت عنده قاعدا خلف المقام و هو محتب مستقبل القبلة الخبر

2    نوادر عليّ بن أسباط، عن رجل من أصحابنا يكنّى أبا إسحاق عن بعض أصحابه عن عليّ بن الحسين ع أنّه قال في حديث و إذا كان مقابل الكعبة لم يجز له أن يحتبي و هو ناظر إليها

 باب 23 -أنّه يكره أن يعلّق لدور مكّة أبواب و أن يمنع الحاجّ من نزول دورها و أن يؤخذ لها أجرة

، عليّ بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى إنّ الّذين كفروا و يصدّون عن سبيل اللّه و المسجد الحرام الّذي جعلناه للنّاس سواء العاكف فيه و الباد قال نزلت في قريش حين صدّوا رسول اللّه ص عن مكّة و قوله سواء العاكف فيه و الباد قال أهل مكّة و من جاء إليه من البلدان فهم فيه سواء لا يمنع النّزول و دخول الحرم

2    القطب الرّاونديّ في فقه القرآن، كتب عليّ ع إلى قثم بن عبّاس عامله على مكّة أقم للنّاس الحجّ و اجلس لهم العصرين فأفت المستفتي و علّم الجاهل و ذاكر العالم و مر أهل مكّة أن لا يأخذوا من ساكن أجرا فإنّ اللّه سبحانه يقول سواء العاكف فيه و الباد العاكف المقيم به و البادي الّذي يحجّ إليه من غير أهله

 باب 24 -استحباب دخول الكعبة

1    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن عليّ بن عبد العزيز قال قلت لأبي عبد اللّه ع جعلت فداك قول اللّه تعالى آيات بيّنات مقام إبراهيم و من دخله كان آمنا و قد يدخله المرجئ و القدريّ و الحروريّ و الزّنديق الّذي لا يؤمن باللّه قال لا و لا كرامة قلت فمن جعلت فداك قال و من دخله و هو عارف بحقّنا كما هو عارف له خرج من ذنوبه و كفي همّ الدّنيا و الآخرة

2    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه سئل عن دخول الكعبة فقال نعم إن قدرت على ذلك و إن خشيت الزّحام فلا تغرّر بنفسك

3    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، وجد إبراهيم ع حجرا مكتوبا عليه أربعة أسطر الأوّل إنّي أنا اللّه لا إله إلّا أنا فاعبدني الثّاني لا إله إلّا اللّه محمّد رسولي طوبى لمن آمن به و اتّبعه الثّالث إنّي أنا اللّه لا إله إلّا أنا من اعتصم بي نجا الرّابع إنّي أنا اللّه لا إله إلّا أنا الحرم لي و الكعبة بيتي من دخل بيتي أمن من عذابي

 باب 25 -أنّه يستحبّ لمن أراد دخول الكعبة أن يغتسل ثمّ يدخلها بسكينة و وقار بغير حذاء و لا يبزق و لا يمتخط و يدعو بالمأثور و يصلّي بين الأسطوانتين على الرّخامة الحمراء و في كلّ زاويتين ركعتين و يكبّر مستقبلا لكلّ ركن

1    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال يستحبّ لمن أراد دخول الكعبة أن يغتسل

، و عن عليّ بن الحسين ع أنّه قال صلّى رسول اللّه ص في البيت بين العمودين على الرّخامة الحمراء و استقبل ظهر البيت و صلّى ركعتين

3    بعض نسخ الرّضويّ، ع أبي عن الصّادق ع لا تصلح المكتوبة في جوف الكعبة فإنّ رسول اللّه ص لم يدخل الكعبة في عمرة و لا حجّة و لكنّه دخلها في الفتح و صلّى ركعتين بين العمودين و معه أسامة و الفضل

  الصّدوق في المقنع، و إن أحببت أن تدخل الكعبة فاغتسل قبل أن تدخلها ثمّ قل اللّهمّ إنّك قلت و من دخله كان آمنا فآمنّي من النّار ثمّ صلّ بين الأسطوانتين على الرّخامة الحمراء ركعتين تقرأ في الرّكعة الأولى حم السّجدة و في الثّانية عدد آيها من القرآن ثمّ تقول يا اللّه يا اللّه يا اللّه يا عظيم يا عظيم يا عظيم أرجوك للعظيم أسألك يا عظيم أن تغفر لي الذّنب العظيم فإنّه لا يغفر الذّنب العظيم إلّا العظيم لا إله إلّا أنت و لا تدخلها بحذاء و لا خفّ و لا تبزق فيها و لا تمتخط

5    الشّيخ الطّبرسيّ في إعلام الورى، نقلا عن كتاب أبان بن عثمان قال حدّثني بشير النّبّال عن أبي عبد اللّه ع قال لمّا كان فتح مكّة قال رسول اللّه ص عند من المفتاح قالوا عند أمّ شيبة فدعا شيبة فقال اذهب إلى أمّك فقل لها ترسل بالمفتاح فقالت قل له قتلت مقاتلنا و تريد أن تأخذ منّا مكرمتنا فقال ص لترسلنّ به أو لأقتلنّك فوضعته في يد الغلام فأخذه و دعا عمر فقال له هذا تأويل رؤياي من قبل ثمّ قام ص ففتحه و ستره فمن يومئذ يستر ثمّ دعا الغلام فبسط رداءه فجعل فيه المفتاح و قال ردّه إلى أمّك قال و دخل صناديد قريش الكعبة و هم يظنّون أنّ السّيف لا يرفع عنهم فأتى رسول اللّه ص البيت و أخذ بعضادتي الباب ثمّ قال لا إله إلّا اللّه أنجز وعده و نصر عبده و هزم الأحزاب وحده إلى أن قال ع و دخل البيت لم يدخله في حجّ و لا عمرة الخبر

 باب 26 -استحباب دخول النّساء الكعبة و عدم تأكّد الاستحباب لهنّ

1    الصّدوق في الخصال، عن أحمد بن الحسن القطّان عن الحسن بن عليّ العسكريّ عن أبي عبد اللّه محمّد بن زكريّا البصريّ عن جعفر بن محمّد بن عمارة عن أبيه عن جابر بن يزيد الجعفيّ قال سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع يقول ليس على النّساء أذان إلى أن قال و لا دخول الكعبة الخبر

2    الصّدوق في المقنع، و وضع عن النّساء أربعا إلى أن قال و دخول الكعبة

 باب 27 -استحباب دفن الميّت في الحرم و إن مات في غيره و اختياره على الدّفن بعرفات

11083-  القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال و من مات في أحد الحرمين بعثه اللّه و لا حساب عليه

   ، و عنه ص أنّه قال و من مات بمكّة فكأنّما مات في السّماء الدّنيا

3    أحمد بن محمّد بن فهد في عدّة الدّاعي، نقلا عن كتاب المنبئ عن زهد النّبيّ ص بإسناده عنه ص أنّه قال لأبي ذرّ في حديث و من مات في حرم اللّه آمنه اللّه من الفزع الأكبر و أدخله الجنّة الخبر

 باب 28 -استحباب الإكثار من ذكر اللّه و قراءة القرآن و العبادة و خصوصا الصّلاة بمكّة

1    بعض نسخ الرّضويّ، ع و انظر أين أنت فإنّما أنت في حرم اللّه و ساحة بلاد اللّه و هي دار العبادة فوطّن نفسك على العبادة فإنّ الصّلاة و الصّيام و الصّدقة و أفعال البرّ مضاعفة و الإثم و المعصية أشدّ عذابا مضاعفة في غيرها فمن همّ لمعصية و لم يعملها كتب عليه سيّئة لقوله تعالى و من يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم و ليس ذلك في بلد غيره و إنّما أراد أصحاب الفيلة هدم الكعبة فعاقبهم اللّه بإرادتهم قبل فعلهم فوطّن نفسك على الورع و احرز لسانك فلا تنطق إلّا بما لك و أكثر من التّسبيح و التّهليل و الصّلاة على محمّد ص و أمر بالمعروف و انه عن المنكر و افعل الخير و عليك بصلاة اللّيل و طول القنوت و كثرة الطّواف إلى أن قال فإن قدرت أن لا تخرج من مكّة حتّى تختم القرآن فافعل

2    القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، بإسناده إلى الصّدوق و بإسناده عن محمّد بن سنان عن محمّد بن عطيّة عن أبي عبد اللّه ع قال صلّى بمكّة تسعمائة نبيّ

3    و في دعواته، عن النّبيّ ص أنّه قال من مرض يوما بمكّة كتب اللّه له من العمل الصّالح الّذي كان يعمله عبادة ستّين سنة و من صبر على حرّ مكّة ساعة تباعدت عنه النّار مسيرة مائة عام و تقرّبت منه الجنّة مسيرة مائة عام

4    السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، عن أحمد بن محمّد عن أحمد بن يونس عن أبي عبد اللّه عن جعفر بن محمّد عن محمّد بن يحيى بن أبي عمر عن عبد الرّحيم بن زيد بن أسلم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال قال رسول اللّه ص من أدرك شهر رمضان بمكّة من أوّله إلى آخره صيامه و قيامه كتب اللّه له مائة ألف شهر رمضان في غير مكّة و كان له بكلّ يوم مغفرة و شفاعة و بكلّ ليلة مغفرة و بكلّ يوم حملان فرس في سبيل اللّه تعالى و بكلّ يوم دعوة مستجابة و كتب له بكلّ يوم عتق رقبة و كلّ يوم حسنة و كلّ ليلة حسنة و كلّ يوم درجة و كلّ ليلة درجة

5    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، مرسلا أنّ كلّ نبيّ أهلك قومه أتى مكّة و عبد اللّه تعالى فيها إلى أن يقدم على اللّه تعالى

 باب 29 -نوادر ما يتعلّق بأبواب مقدّمات الطّواف و ما يتبعها

1    بعض نسخ الرّضويّ، ع و قل عند دخول مكّة اللّهمّ هذا حرمك و أمنك فحرّم لحمي و دمي على النّار و آمنّي يوم القيامة اللّهمّ أجرني من عذابك و من سخطك و إن قدرت أن تغيّر ثوبيك اللّذين أحرمت فيهما جعلتهما جديدين فافعل فإنّه أفضل و إن لم يتيسّر فلا بأس و تدخل ممّا ترضّيت و لا ترفع يدك و قد روي رفع اليدين و لم يثبت ذلك و أنكر جابر و قل بسم اللّه و ابدأ برجلك اليمنى قبل اليسرى و قل اللّهمّ اغفر لي ذنوبي و افتح لي أبواب رحمتك و أبواب فضلك و جوائز مغفرتك و أعذني من الشّيطان الرّجيم و استعملني بطاعتك و رضاك

2    عليّ بن عيسى الإربليّ في كشف الغمّة، عن الحافظ أبي نعيم بإسناده عن نصر بن كثير قال دخلت أنا و سفيان الثّوريّ على جعفر بن محمّد ع فقلت إنّي أريد البيت الحرام فعلّمني ما أدعو به فقال إذا بلغت الحرم فضع يدك على الحائط و قل يا سابق الفوت يا سامع الصّوت يا كاسي العظام لحما بعد الموت ثمّ ادع بما شئت

3    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، و روي أنّ إسماعيل شكا حرّ مكّة فأوحى اللّه إليه أنّي أفتح لك بابا من أبواب الجنّة في الحجر يجري لك الرّوح إلى يوم القيامة

4    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال في مكّة لا يختلى خلاها ]و لا ينفّر صيدها[ و لا يعضد شجرها فقال العبّاس إلّا الإذخر فإنّه لبيوتنا فقال ص إلّا الإذخر

، و عنه ص أنّه قال كلّ ظلم في مكّة إلحاد حتّى شتم الخادم و إنّ الطّاعم فيها كالصّائم في غيرها

6    مجموعة الشّهيد، نقلا من المجلس السّبعين من الجليس بإسناده إلى نضر بن كثير قال دخلت على جعفر بن محمّد ع أنا و سفيان الثّوريّ منذ ستّين سنة أو سبعين سنة فقلت له إنّي أريد البيت الحرام فعلّمني شيئا أدعو به فقال إذا بلغت البيت الحرام فضع يدك على حائط البيت ثمّ قل يا سابق الفوت يا سامع الصّوت يا كاسي العظام لحما بعد الموت ثمّ ادع بعده بما شئت فقال له سفيان شيئا لم أفهمه فقال يا سفيان أو يا أبا عبد اللّه إذا جاءك ما تحبّ فأكثر من الحمد للّه و إذا جاءك ما تكره فأكثر من لا حول و لا قوّة إلّا باللّه و إذا استبطأت الرّزق فأكثر من الاستغفار و قيل إنّ أبا جعفر الطّبريّ سمع هذا الدّعاء عن جعفر ع و كان محتضرا فاستدعى محبرة و صحيفة فكتب فقيل له في هذه الحال فقال ينبغي للإنسان أن لا يدع اقتباس العلم حتّى يموت فمات بعده بساعة

7    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، و في الخبر لمّا فرغ إبراهيم ع من بناء البيت أتاه جبرئيل ع و علّمه مناسك الحجّ و معالمه و أركانه و علّمه حدود الحرم و كلّ موضع كان ملك واقفا فيه في عهد آدم ع أمره أن يجعل فيه علامة و نصب فيه حجرا و استحكمه بتراب حطّه حوله و كان إبراهيم ع أوّل من وجد حدود الحرم و كان كذلك إلى أيّام قصيّ فجدّدها إلى أن كانت في بعض غزوات قريش فألقى بعض تلك العلامات فحزن لذلك رسول اللّه ص فجاءه جبرئيل و قال أبشر فإنّهم يضعون الأعلام في محالّها ثمّ جاء و نادى في قبائل قريش و قال أ ما تستحيون أنّ اللّه تعالى أكرمكم بهذا البيت و هذا الحرم و قد ضيّعتم حدوده و الآن يذلّونكم و يختطفونكم فقالوا صدقت فجاءوا فوضعوا كلّ علامة قلعت في موضعها فجاء جبرئيل إلى النّبيّ ص و قال كلّ علم قلع وضعوه في محلّه فقال ص إن شاء اللّه أصابوا محلّه فقال جبرئيل ما وضعوا حجرا في محلّه إلّا كان معه ملك لئلّا يخطئوا و كان كذلك إلى عام الفتح فجدّدها تميم بن أسد الخزاعيّ ثمّ كان في عهد عمر فبعث أربعة من قريش فجدّدوها و جدّدها عثمان في أيّام إمارته و قال و جاء في الأخبار أنّ حدّه من طرف المدينة من التّنعيم ثلاثة أميال و من طرف اليمن سبعة أميال و من طرف العراق سبعة أميال و من طريق معرّة تسعة أميال