نجاة يوسف من البئر

قضى يوسف في ظلمة البئر الموحشة والوحدة القاتلة ساعات مرة ، ولكنه بايمانه بالله ودعائه وتوسله المستمر شع في قلبه نور الامل ، والهمه الله تعالى القوة والقدرة على تحمل الوحدة الموحشة وان ينتصر في هذا الامتحان. بقي يوسف في البئر يومين او ثلاثة ايام ، وبينما هو كذلك اذ جاءت قافلة وحطت رحلها بالقرب من البئر ، وجاء احدهم الى البئر وادلى بدلوه ليستسقي من ماء البئر. التفت يوسف الى صوت وحركة من اعلى البئر ، ثم رأى الحبل والدلو يسرعان الى النزول ، فانتهز الفرصة وتعلق بالحبل بشدة. فاحس المامور بجلب الماء ان الدلو قد ثقل اكثر مما ينبغي ، فلما سحبه بقوة الى الاعلى فوجيء بغلام كانه فلقة القمر ، فصرخ وقال : يا بشرى هذا غلام ... انتشر خبر يوسف شيئا فشيئا بين اهل القافلة ، ولكن الذي وجده اخفاه من اجل ان لا يذاع هذا الخبر وينتشر كي يمكن بيع هذا الغلام في مصر « وأسرّه بضاعة والله عليم بما يعملون »