نعم الاب ابراهيم عليه السلام

وروي عن سليمان الديلمي ، عن ابي بصير ، عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام قال : اذا كان يوم القيامة دعي محمد صلى الله عليه واله وسلم فيكسى حلة وردية ثم يقام عن يمين العرش ، ثم يدعى بابراهيم فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار العرش ، ثم يدعى بعلي امير المؤمنين عليه السلام فيكسى حلة وردية يقام عن يمين النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ثم يدعى باسماعيل فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار ابراهيم ، ثم يدعى بالحسن والحسين عليهم السلام والائمة من ولد الحسين عليه السلام فيكسون بحلل وردية فيقومون عن يمين علي عليه السلام ، ثم يدعى بفاطمة عليها السلام وذريتها وشيعتها فيدخلون الجنة...ثم ينادي مناد من بطنان العرش من قبل رب العزة والافق الاعلى : « نعم الاب ابوك يامحمد وهو ابراهيم ، ونعم الاخ اخوك وهو علي بن ابي طالب ... الخ » (1). كان ابراهيم عليه السلام كبقية الانبياء مسلما موحدا ومؤسسا ومبلغا للشريعة الاسلامية ، وكان مسلما حنيفا متلبسا باسم الاسلام الذي اسسه والنصرانية واليهودية الاصلية شعبة من شعب الاسلام وفرع من فروعها ، وكذلك التوراة والانجيل وبقية الكتب السماوية الاصلية هي فرع من فروع اصل القران الكريم ، والقران الكريم الجامع الكبير لكل الكتب السماوية وكذلك النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم الخاتم لجميع الانبياء وبقية الانبياء فروع من شجرة النبوة الخاتمة ، وقد بلغ الانبياء وبشروا بنبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم وامنوا به قبل ظهوره « واذ اخذ الله ميثاق النبي لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جائكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه » (2). الاية المباركة تنبئ عن ميثاق ماخوذ ، وقد اخذ الله تعالى الميثاق من النبيين على ان يعترفوا ويقروا ويبلغوا لنبوة محمد صلى الله عليه واله وسلم ويبشروا اممهم بمبعثه ويامروهم بتصديقه. وروي في الدر المنثور ، اخرج ابن جرير عن علي بن ابي طالب عليه السلام قال : لم يبعث الله نبيا ادم فمن بعده ، الا اخذ عليه العهد في محمد لئن بعث وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه ، ويامره فياخذ العهد على قومه ثم تلا : « واذ اخذ الله ميثاق النبيين ... الاية ». (3) 

__________________________________________

1 ـ تفسير القمي : 116 م. 

2 ـ ال عمران : 81. 

3 ـ تفسير الميزان : ج 3 ص 337.