هل كان آزر ابا لابراهيم عليه السلام

 

قيل ان آزر المعروف عنه كان ابا ابراهيم عليه السلام كما ذكره القران الكريم في ظاهر قوله تعالى : « واذ قال ابراهيم لابيه ازر اتتخذ اصناما ، ءالهة اني اراك وقومك في ضلال مبين » (1). اختلف المفسرون في ذلك ، ولكن الظاهر من الادلة القرآنية والروايات الواردة ان ابا ابراهيم عليه السلام هو : « تارخ » كما جاء في التوراة الموجودة ايضا ، وان « آزر » هو عم ابراهيم عليه السلام ، وان والده كان موحدا غير مشرك ، وكما ورد ان آباء النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم كانوا جميعا موحدين غير مشركين ، وذلك ما جاء في قوله تعالى : « الذي يراك حين تقوم ، وتقلبك في الساجدين » (2). قيل : معناه ان روح محمد صلى الله عليه واله وسلم كان ينقلها الله تعالى من ساجد الى ساجد ، وعلى هذا فالآية دالة على ان جميع آباء النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم كانوا مسلمين يسجدون لله عزوجل ، وحينئذ يجب القطع بان والد ابراهيم عليه السلام كان مسلما. « ... ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين » (3). وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انه قال : « لم ازل انقل من اصلاب الطاهرين الى ارحام الطاهرات » (4). وقد قال اهل اللغة : ان كلمة « الاب » ربما تطلق على الجد والعم وغيرهما وذلك في قوله تعالى لما قال يعقوب لابناءه لما حضره الموت « ... ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ءابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق ... » (5). فابراهيم جد يعقوب واسماعيل عمه وقد اطلق على كل منهما الاب ، وكذلك قول يوسف عليه السلام : « واتبعت ملة آباءي ابراهيم واسحاق ويعقوب » (6) فاسحاق جد يوسف وابراهيم جد ابيه وقد اطلق على كل منهما الاب. فقد تحصل من هذا : ان آزر الذي تذكره الآية ليس ابا لابراهيم عليه السلام حقيقة ، وانما كان معنونا ببعض الاوصاف التي تصح اطلاق الاب عليه ، وان يخاطبه ابراهيم بيا ابت ، كما ورد في اللغة ان يمكن اطلاق الاب على الجد والعم وزوج الام بعد ابيه وكل من يتولى امور شخص ، وكل كبير مطاع. وان والد ابراهيم عليه السلام الحقيقي غير آزر ، لكن القرآن لم يصرح باسمه لحكمة ما. وقد ذكرنا انه ورد في التوراة والروايات ان اسمه « تارخ » وقيل : ان ابراهيم بن تارخ بن ناحور بن سروج بن ... ابن سام بن نوح ؟ ». وقيل : انه ولد في ور الكلدانيين حدود سنة الفين تقريبا قبل الميلاد.
_______________________________________________
1 ـ الانعام : 74. 
2 ـ الشعراء : 219. 
3 ـ ال عمران : 68. 
4 ـ مفاتيح الغيب ج 4 ص 72. 
5 ـ البقرة : 133. 
6 ـ يوسف : 38.