واخيرا تحقق الحلم

ولاحت معالم مصر وابنيتها من بعيد ، بمزارعها الخضراء واشجارها الباسقة ، وعماراتها الشاهقة. واخيرا تحققت احلى سويعات الحياة ليعقوب عندما دخل على يوسف واحتضنه ، ولا يعلم الا الله ما كانت لديهما من احاسيس في تلك اللحظات الحلوة ، واية دموع انسكبت من عينيهما من الفرح. وعندها التفت يوسف الى اخوته وابويه وقال لهم : ادخلوا مصر ، لانها اصبحت تحت حكم يوسف في امن وامان ، لان يوسف كان قد خرج الى خارج المدينة لاستقبال والديه واخوته. فلما دخلوا القصر رفع ابويه على العرش واكرمهم وقدرهم ، وهم في المقابل شكروا الله وحمدوه وسجدوا لله شكرا وتعظيما. ثم التفت يوسف الى ابيه يعقوب وقال له : « يا ابت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد احسن بي اذ اخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي ان ربي لطيف لما يشاء انه هو العليم الحكيم » (1). انتهت قصة يوسف عليه السلام مع ابيه واخوته بكل دروسها وعبرها التربوية ، وختم الله ليعقوب عليه السلام حياته بالخير والسعادة ، وليوسف عليه السلام بالبركة والملك والسلطان ، ولاخوته بالمغفرة والرضوان ، واجتمعت العائلة الكريمة بعد النجاح من هذا الامتحان الصعب ، تحت شوق واحد وقلوبهم مطمئنة ومملوئة بالايمان والعشق الالهي. 

________________________________________

1 ـ يوسف : 100.