أبواب ما يكتسب به

 باب 1 -تحريم التّكسّب بأنواع المحرّمات

1    أبو عليّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن محمّد بن الحسين الحلّال عن الحسن بن الحسين الأنصاريّ عن زفر بن سليمان عن أشرس الخراسانيّ عن أيّوب السّجستانيّ عن أبي قلابة قال قال رسول اللّه ص في حديث و من كسب مالا من غير حلّه أفقره اللّه تعالى الخبر

2    الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، قال قال رسول اللّه ص في حديث طويل طوبى لمن اكتسب من المؤمنين مالا من غير معصية الخبر

 و رواه في الكافي، عن العدّة عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن الحسن بن السّريّ عن أبي مريم عن أبي جعفر ع عن جابر بن عبد اللّه عنه ص مثله

3    الحسن بن أبي الحسن الدّيلميّ في إرشاد القلوب، عن حذيفة بن اليمان رفعه عن رسول اللّه ص أنّ قوما يجيئون يوم القيامة و لهم من الحسنات أمثال الجبال فيجعلها اللّه هباء منثورا ثمّ يؤمر بهم إلى النّار فقال سلمان صفهم لنا يا رسول اللّه فقال أما إنّهم قد كانوا يصومون و يصلّون و يأخذون أهبة من اللّيل و لكنّهم كانوا إذا عرض لهم بشي‏ء من الحرام وثبوا عليه

4    الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال بائع الخبيثات و مشتريها في الإثم سواء

 باب 2 -جواز التّكسّب بالمباحات و ذكر جملة منها و من المحرّمات

1    فقه الرّضا، ع اعلم يرحمك اللّه أنّ كلّ ما يتعلّمه العباد من أنواع الصّنائع مثل الكتاب و الحساب و التّجارة و النّجوم و الطّبّ و سائر الصّناعات و الأبنية و الهندسة و التّصاوير ما ليس فيه مثال الرّوحانيّين و أبواب صنوف الآلات الّتي يحتاج إليها ممّا فيه منافع و قوام معاش و طلب الكسب فحلال كلّه تعليمه و العمل به و أخذ أجرة عليه و إن قد تصرف بها في وجوه المعاصي أيضا مثل استعمال ما جعل للحلال ثمّ تصرفه إلى أبواب الحرام و مثل معاونة الظّالم و غير ذلك من أسباب المعاصي مثل الإناء و الأقداح و ما أشبه ذلك و لعلّة ما فيه من المنافع جائز تعليمه و عمله و حرم على من يصرفه إلى غير وجوه الحقّ و الصّلاح الّتي أمر اللّه بها دون غيرها اللّهمّ إلّا أن يكون صناعة محرّمة أو منهيّا عنها مثل الغناء و صنعة آلاته و مثل بناء البيع و الكنائس و بيت النّار و تصاوير ذوي الأرواح على مثال الحيوان و الرّوحانيّ و مثل صنعة الدّفّ و العود و أشباهه و عمل الخمر و المسكر و الآلات الّتي لا تصلح في شي‏ء من المحلّلات فحرام عمله و تعليمه و لا يجوز ذلك و باللّه التّوفيق

 و قال ع في موضع آخر اعلم يرحمك اللّه أنّ كلّ مأمور به ممّا هو منّ على العباد و قوام لهم في أمورهم من وجوه الصّلاح الّذي لا يقيمهم غيره و ممّا يأكلون و يشربون و يلبسون و ينكحون و يملكون و يستعملون فهذا كلّه حلال بيعه و شراؤه و هبته و عاريّته و كلّ أمر يكون فيه الفساد ممّا قد نهي عنه من جهة أكله و شربه و لبسه و نكاحه و إمساكه لوجه الفساد و مثل الميتة و الدّم و لحم الخنزير و الرّبا و جميع الفواحش و لحوم السّباع و الخمر و ما أشبه ذلك فحرام ضارّ للجسم و فساد للنّفس

2    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال الحلال من البيوع كلّ ما هو حلال من المأكول و المشروب و غير ذلك ممّا هو قوام للنّاس و صلاح و مباح لهم الانتفاع به و ما كان محرّما أصله منهيّا عنه لم يجز بيعه و لا شراؤه

3    محمّد بن إبراهيم النعمانيّ في تفسيره، عن ابن عقدة عن جعفر بن أحمد بن يوسف عن إسماعيل بن مهران عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد اللّه ع عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في حديث طويل فأمّا ما جاء في القرآن من ذكر معايش الخلق و أسبابها فقد أعلمنا سبحانه ذلك من خمسة أوجه وجه الإشارة و وجه العمارة و وجه الإجارة و وجه التّجارة و وجه الصّدقات إلى أن قال و أمّا وجه العمارة فقوله تعالى هو أنشأكم من الأرض و استعمركم فيها فأعلمنا سبحانه أنّه قد أمرهم بالعمارة ليكون ذلك سببا لمعايشهم بما يخرج من الأرض من الحبّ و الثّمرات و ما شاكل ذلك ممّا جعله اللّه تعالى معايش للخلق الخبر

4    الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال من توفيق المرء اكتسابه المال من حلّه

 باب 3 -أنّه لا يحلّ ما يشترى بالمكاسب المحرّمة إذا اشتري بعين المال و إلّا حلّ

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه أنّ عليّا ع قال لو أنّ رجلا سرق ألفا فأصدقها امرأة و اشترى جارية كان الفرج حلالا و عليه تبعة المال و هو آثم

2    نهج البلاغة، و من كلامه ع فيما ردّه على المسلمين من قطائع عثمان و اللّه لو وجدته قد تزوّج به النّساء و ملك به الإماء لرددته على مستحقّيه فإنّ في العدل سعة و من ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق

3    السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ أخوف ما أخاف على أمّتي من بعدي هذه المكاسب المحرّمة و الشّهوة الخفيّة و الرّبا

 باب 4 -عدم جواز الإنفاق من الكسب الحرام و لو في الطّاعات و حكم اختلاطه بالحلال و اشتباهه

1    الشّيخ المفيد في أماليه، عن أحمد بن محمّد بن الحسن عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن حديد بن حكيم الأزديّ عن الصّادق ع أنّه قال في حديث و اعلموا أنّه من خضع لصاحب سلطان الدّنيا أو من يخالفه في دينه طلبا لما في يديه من دنياه أخمله اللّه و مقّته عليه و وكله إليه فإن هو غلب على شي‏ء من دنياه و صار إليه منه شي‏ء نزع اللّه البركة منه و لم يؤجره على شي‏ء ينفقه منه في حجّ و لا عتق و لا برّ

2    و في الإختصاص، عن رسول اللّه ص قال من اكتسب مالا من غير حلّه كان زاده إلى النّار

، و عنه ص قال قال اللّه عزّ و جلّ من لم يبال من أيّ باب اكتسب الدّينار و الدّرهم لم أبال يوم القيامة من أيّ أبواب النّار أدخلته

  الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن الحسين بن إبراهيم القزوينيّ عن محمّد بن وهبان عن عليّ بن الحبشيّ عن العبّاس بن محمّد بن الحسين عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن الحسين بن أبي غندر عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال و كلّ شي‏ء فيه حلال و حرام فهو لك حلال أبدا حتّى تعرف الحرام منه فتدعه

5    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال ما اجتمع الحلال و الحرام إلّا غلب الحرام الحلال

، و عن جابر عن رسول اللّه ص أنّه قال لعن اللّه الخمر و شاربها و عاصرها و ساقيها و بائعها و آكل ثمنها فقام إليه أعرابيّ فقال يا رسول اللّه إنّي كنت رجلا هذه تجارتي فحصل لي مال من بيع الخمر فهل ينفعني المال إن عملت به طاعة فقال ص لو أنفقته في حجّ أو جهاد لم يعدل عند اللّه جناح بعوضة إنّ اللّه لا يقبل إلّا الطّيّب

7    كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي عبيدة الحذّاء عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص في حديث لا يعجبك امرؤ أصاب مالا من غير حلّه فإن أنفق منه لم يقبل منه و ما بقي كان زاده إلى النّار

8    الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال من اكتسب مالا من غير حلّه أضرّ بآخرته

   ، و قال ع من يكتسب مالا من غير حلّه يصرفه في غير حقّه

 باب 5 -تحريم أجر الفاجرة و بيع الخمر و النّبيذ و الميتة و الرّبا و الرّشا و الكهانة و جملة ممّا يحرم التّكسّب به

1    الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال من السّحت ثمن الميتة و ثمن اللّقاح و مهر البغيّ و كسب الحجّام و أجر الكاهن و أجر القفيز و أجر الفرطون و الميزان إلّا قفيزا يكيله صاحبه أو ميزانا يزن به صاحبه و ثمن الشّطرنج و ثمن النّرد و ثمن القرد و جلود السّباع و جلود الميتة قبل أن تدبغ و ثمن الكلب و أجر الشّرطيّ الّذي لا يعديك إلّا بأجر و أجر صاحب السّجن و أجر القائف و ثمن الخنزير و أجر القاضي و أجر السّاحر و أجر الحاسب بين القوم لا يحسب لهم إلّا بأجر و أجر القارئ الّذي لا يقرأ القرآن إلّا بأجر و لا بأس أن يجرى له من بيت المال و الهديّة يلتمس أفضل منها و ذلك قوله تعالى و لا تمنن تستكثر و هو قوله تعالى و ما آتيتم من ربا ليربوا في أموال النّاس فلا يربوا عند اللّه و هي الهديّة يطلب منها من تراث الدّنيا أكثر منها و الرّشوة في الحكم و عسب الفحل و لا بأس أن يهدى له العلف و أجر القاضي إلّا قاض يجرى عليه من بيت المال و أجر المؤذّن إلّا مؤذّن يجرى عليه من بيت المال

2    البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة عن هارون بن موسى عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن أسباط عن ابن فضّال عن الصّادق عن أبيه عن آبائه ع عن النّبيّ ص قال شرّ الكسب ثمن الكلب و مهر البغيّ و كسب الحجّام

3    العيّاشيّ في تفسيره، عن سماعة قال قال أبو عبد اللّه ع الغلول كلّ شي‏ء غلّ عن الإمام و أكل مال اليتيم شبهة و السّحت شبهة

، و عنه عن أبي عبد اللّه و أبي الحسن ع قال السّحت أنواع كثيرة منها كسب الحجّام و أجر الزّانية و ثمن الخمر فأمّا الرّشا في الحكم فهو الكفر باللّه

  دعائم الإسلام، روّينا عن أبي عبد اللّه عن أبيه عن آبائه ع أنّ رسول اللّه ص نهى عن بيع الأحرار و عن بيع الميتة و الخنزير و الأصنام و عن عسب الفحل و عن ثمن الخمر و عن بيع العذرة و قال هي ميتة

6    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن عبد اللّه بن طلحة عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من أكل السّحت سبعة الرّشوة في الحكم و مهر البغيّ و أجر الكاهن و ثمن الكلب و الّذين يبنون البنيان على القبور و الّذين يصوّرون التّماثيل و جعيلة الأعرابيّ

7    الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال لا تنتفعوا من الميتة بإهاب و لا عصب

 باب 6 -جواز بيع الزّيت و السّمن النّجسين للاستصباح بهما مع إعلام المشتري دون شحم الميتة فلا يباع و لكن يستصبح بما قطع من حيّ

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه أنّ عليّا ع قال في الخنفساء و العقرب و الصّرد إذا مات في الإدام فلا بأس بأكله قال و إن كان شيئا مات في الإدام و فيه الدّم في العسل أو في الزّيت أو في السّمن و كان جامدا جنّبت ما فوقه و ما تحته ثمّ يؤكل بقيّته و إن كان ذائبا فلا يؤكل يستسرج به و لا يباع

، و بهذا الإسناد أنّ عليّا ع سئل عن الزّيت يقع فيه شي‏ء له دم فيموت قال الزّيت خاصّة يبيعه لمن يعمله صابونا

، و بهذا الإسناد قال قال ع في الزّيت و السّمن إذا وقع فيه شي‏ء له دم فمات فيه استسرجوه الخبر

4    دعائم الإسلام، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه سئل عن فأرة وقعت في سمن قال إن كان جامدا ألقاها و ما حولها و أكل الباقي و إن كان مائعا فسد كلّه و يستصبح به و سئل أمير المؤمنين يعني عليّا ع عن الدّوابّ تقع في السّمن و العسل و اللّبن و الزّيت فتموت فيه قال إن كان ذائبا أريق اللّبن و استسرج بالزّيت و السّمن إلى أن قال و قال ع في الزّيت يعمله صابونا إن شاء

، و قالوا ع إذا أخرجت الدّابّة حيّة و لم تمت في الإدام لم ينجس و يؤكل و إذا وقعت فيه فماتت لم يؤكل و لم يبع و لم يشتر

، و عن عليّ و أبي جعفر ع أنّهما قالا ما قطع من الحيوان فبان عنه قبل أن يذكّى فهو ميتة

  السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن محمّد بن محمّد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى عن أبيه عن جدّه موسى بن جعفر عن أبيه أنّ عليّا ع سئل عن الزّيت يقع فيه شي‏ء له دم فيموت فقال يبيعه لمن يعمله صابونا

8    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال لعن اللّه اليهود حرّمت عليهم الشّحوم فباعوها و أكلوا ثمنها و إنّ اللّه تعالى إذا حرّم على قوم أكل شي‏ء حرّم عليهم ثمنه

 و رواه في الدّعائم، عنه ص إلى قوله و أكلوا و فيه موضع ثمنها أثمانها

 باب 7 -حكم بيع الذّكيّ المختلط بالميّت و النّجس بالميتة و العجين بالماء النّجس ممّن يستحلّ الميتة

1    الجعفريّات، بالإسناد المتقدّم عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن عليّ ع أنّه سئل عن شاة مسلوخة و أخرى مذبوحة عمّي على الرّاعي أو على صاحبها فلا يدري الذّكيّة من الميتة قال يرمي بها جميعا إلى الكلاب

2    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه سئل عن جلود الغنم يخلّط الذّكيّ منها بالميتة و يعمل منها الفراء فقال إن لبستها فلا تصلّ فيها و إن علمت أنّها ميتة فلا تشترها و لا تبعها و إن لم تعلم فاشتر و بع

 قلت إن كان المراد من العلم في قوله علمت و في قوله و إن لم تعلم الأعمّ من التّفصيليّ و الإجماليّ الموجود في الشّبهة المحصورة بقرينة الخبر السّابق فلا ينافي القاعدة المحكّمة في الشّبهة المحصورة من وجوب الاجتناب فمورد الشّقّ الأخير الشّبهة البدويّة النّاشئة من الاشتراء ممّن يستحلّ جلود الميتة بالدّباغ

 باب 8 -كراهة كسب الحجّام مع الشّرط و استحباب صرفه في علف الدّوابّ و كراهة المشارطة له لا المحجوم

1    الجعفريّات، بالسّند المتقدّم عن عليّ ع أنّه قال من السّحت كسب الحجّام

 و تقدّم في خبر العيّاشيّ عن الصّادق و الكاظم ع أنّهما قالا إنّ السّحت أنواع كثيرة منها كسب الحجّام الخبر

2    ابنا بسطام في طبّ الأئمّة، ع عن محمّد بن الحسين عن فضالة بن أيّوب عن إسماعيل عن أبي عبد اللّه جعفر الصّادق ع عن أبي جعفر الباقر ع أنّه قال ما اشتكى رسول اللّه ص وجعا قطّ إلّا كان مفزعه إلى الحجامة و قال أبو طيبة حجمت رسول اللّه ص و أعطاني دينارا و شربت دمه فقال رسول اللّه ص أ شربت قلت نعم قال و ما حملك على ذلك قلت أتبرّك به قال أخذت أمانا من الأوجاع و الأسقام و الفقر و الفاقة و اللّه ما تمسّك النّار أبدا

3    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه عن آبائه ع أنّ رسول اللّه ص احتجم و أعطى الحجّام أجرته و كان مملوكا فسأل مولاه فخفّف عنه

، و عن أبي جعفر ع أنّه سئل عن كسب الحجّام فقال وددت أنّ لآل محمّد ع منهم كذا و كذا سمّى أعدادا كثيرة

، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه أتي برطب و عنده قوم من أصحابه فيهم فرقد الحجّام فدعاهم فدنوا و تأخّر فرقد فقال أبو عبد اللّه ع ما يمنعك أن تتقدّم يا بنيّ قال جعلت فداك إنّي رجل حجّام فدعا بجارية فاتت بماء و أمره فغسل يديه ثمّ أدناه فأجلسه إلى جنبه و قال كل فأكل فلمّا فرغ قال جعلت فداك إنّ النّاس ربّما عيّروني بعملي و قالوا كسبك حرام فقال أبو عبد اللّه ع ليس كما يقولون كل من كسبك و تصدّق و حجّ و تزوّج

6    السّيّد المرتضى في تنزيه الأنبياء، عن رسول اللّه ص أنّه نهى عن كسب الحجّام فلمّا روجع فيه أمر المراجع أن يطعمه رقيقه و يعلفه ناضحه

 باب 9 -كراهة الحجامة يوم الثّلاثاء و الأربعاء و الجمعة عند الزّوال

1    الدّيوان المنسوب إلى أمير المؤمنين، ع  

و من يرد الحجامة في الثّلاثاء ففي ساعاته هرق الدّماء

2    الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن زيد بن عليّ عن آبائه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص من احتجم يوم الأربعاء فأصابه وضح فلا يلومنّ إلّا نفسه

، و عن المفضّل بن عمر قال دخلت على الصّادق ع و هو يحتجم يوم الجمعة فقال أ و ليس تقرأ آية الكرسيّ و نهى عن الحجامة مع الزّوال في يوم الجمعة

4    ابنا بسطام في طبّ الأئمّة، عن الرّضا ع أنّه قال حجامة الاثنين لنا و الثّلاثاء لبني أميّة

5    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه قال من احتجم يوم الأربعاء أو يوم سبت فأصابه وضح فلا يلومنّ إلّا نفسه

 باب 10 -كراهة أجرة فحل الضّراب و عدم تحريمها

1    الجعفريّات، بالسّند المتقدّم عن عليّ ع أنّه قال من السّحت عسب الفحل و لا بأس أن يهدى له العلف

2    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع عن أبيه عن آبائه ع أنّ رسول اللّه ص نهى عن بيع الأحرار إلى أن قال و عن عسب الفحل الخبر

 باب 11 -استحباب الحجامة و وقتها و آدابها

1    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في خبر طويل في قصّة المعراج عن رسول اللّه ص أنّه قال ثمّ صعدنا إلى السّماء السّابعة فما مررت بملك من الملائكة إلّا قالوا يا محمّد احتجم و أمر أمّتك بالحجامة الخبر

2    الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص لا تعادوا الأيّام فتعاديكم إذا تبيّغ الدّم بأحدكم فليحتجم في أيّ الأيّام كان و ليقرأ آية الكرسيّ و يستخير اللّه ثلاثا و يصلّي على محمّد ص

، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع قال ما وجع رسول اللّه ص وجعا قطّ إلّا كان فزعه إلى الحجامة

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّ النّبيّ ص احتجم في باطن رجله من وجع أصابه

  كتاب محمّد بن المثنّى الحضرميّ، عن جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ عن ذريح المحاربيّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إن أخذ الرّجل الدّوران فليحتجم

6    الحسين بن بسطام و أخوه في طبّ الأئمّة، ع عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من احتجم في آخر خميس من الشّهر في أوّل النّهار سلّ منه الدّاء سلّا

، و عن محمّد بن القاسم بن منجاب عن خلف بن حمّاد عن عبد اللّه بن مسكان عن جابر بن يزيد الجعفيّ قال قال أبو جعفر ع لرجل من أصحابه إذا أردت الحجامة و خرج الدّم من محاجمك فقل قبل أن تفرغ و الدّم يسيل بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أعوذ باللّه الكريم من العين في الدّم و من كلّ سوء في حجامتي هذه ثمّ قال أ ما علمت يا فلان أنّك إذا قلت هذا فقد جمعت الأشياء كلّها إنّ اللّه تبارك و تعالى يقول و لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير و ما مسّني السّوء يعني الفقر و قال عزّ و جلّ و لقد همّت به وهمّ بها لو لا أن رأى برهان ربّه كذلك لنصرف عنه السّوء و الفحشاء أن يدخل في الزّنى و قال عزّ و جلّ في قصّة موسى أدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء قال من غير مرض ثمّ قال و اجمع ذلك عند حجامتك و الدّم يسيل بهذه العوذة المتقدّمة

، و عن القاسم بن محمّد عن إسماعيل بن أبي الحسن عن حفص بن عمر قال قال أبو عبد اللّه ع خير ما تداويتم به الحجامة و السّعوط الخبر

، و عن المنذر بن عبد اللّه عن حمّاد بن عيسى عن حريز عن جعفر بن محمّد ع قال الدّواء أربعة الحجامة و الطّلي و القي‏ء و الحقنة

10  ، و عن إبراهيم بن محمّد عن عبد الرّحمن عن إسحاق بن حسّان عن عيسى بن بشير الواسطيّ عن ابن مسكان و زرارة قالا قال أبو جعفر محمّد بن عليّ ع طبّ العرب في ثلاث شرطة الحجامة و الحقنة و آخر الدّواء الكيّ

11  ، و عن أبي عبد اللّه ع قال طبّ العرب في خمسة شرطة الحجامة الخبر

12  ، و عن أبي جعفر الباقر ع طبّ العرب في سبعة شرطة الحجامة و الحقنة و الحمّام و السّعوط و القي‏ء و شربة العسل و آخر الدّواء الكيّ و ربّما يزاد فيه النّورة

13  ، و عن محمّد بن يحيى البرسيّ عن محمّد بن يحيى الأرمنيّ عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر قال سأل طلحة بن زيد أبا عبد اللّه ع عن الحجامة يوم السّبت و يوم الأربعاء و حدّثته بالحديث الّذي ترويه العامّة عن رسول اللّه ص فأنكره و قال الصّحيح عن رسول اللّه ص أنّه قال إذا تبيّغ بأحدكم الدّم فليحتجم لا يقتله ثمّ قال ما علمت أحدا من أهل بيتي يرى به بأسا

14  ، و روي أيضا عن أبي عبد اللّه ع أنّ أوّل ثلاثاء تدخل في شهر آذار بالرّوميّة الحجامة فيه مصحّة سنة بإذن اللّه تعالى

15  ، و روي أيضا عنهم ع أنّ الحجامة يوم الثّلاثاء لسبعة عشر من الهلال مصحّة سنة

16  ، و عن أحمد بن عبد اللّه بن رزيق قال مرّ جعفر بن محمّد ع بقوم كانوا يحتجمون قال ما كان عليكم لو أخّرتموه إلى عشيّة الأحد

17  ، و عن رسول اللّه ص أنّه قال احتجموا إذا هاج بكم الدّم فإنّ الدّم ربّما تبيّغ بصاحبه فيقتله

18  ، و عن الباقر ع أنّه قال خير ما تداويتم به الحقنة و السّعوط و الحجامة و الحمّام

19  ، و عن أحمد بن محمّد عن أبيه محمّد بن خالد عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع يقول قال رسول اللّه ص الحجامة في الرّأس شفاء من كلّ داء إلّا السّام

   ، و عن الخضر بن محمّد عن الخراذينيّ عن أبي محمّد البرذعيّ عن صفوان عن أبي عبد اللّه ع قال كان رسول اللّه ص يحتجم بثلاثة واحدة منها في الرّأس و يسمّيها المتقدّمة و واحدة بين الكتفين يسمّيها النّافعة و واحدة بين الوركين يسمّيها المغيثة

21  ، و عن عبد اللّه بن موسى الطّبريّ عن إسحاق بن أبي الحسن عن أمّه أمّ أحمد قالت قال سيّدي من نظر إلى أوّل محجمة من دمه أمن الواهنة إلى الحجامة الأخرى فسألت سيّدي ما الواهنة فقال وجع العنق

22  ، و عن إبراهيم بن عبد اللّه الخزاميّ عن الحسين بن يوسف بن عمير عن أخيه عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفيّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع قال و من احتجم فنظر إلى أوّل محجمة من دمه أمن من الرّمد إلى الحجامة الأخرى

23  ، و عن أبي زكريّا يحيى بن آدم عن صفوان بن يحيى عن ابن بكير عن شعيب العقرقوفيّ عن أبي إسحاق الأزديّ عن أبي إسحاق السّبيعيّ عمّن ذكره أنّ أمير المؤمنين ع كان يغتسل من الحجامة و الحمّام قال شعيب فذكرته لأبي عبد اللّه الصّادق ع فقال إنّ النّبيّ ص كان إذا احتجم هاج به الدّم و تبيّغ فاغتسل بالماء البارد ليسكّن عنه حرارة الدّم و إنّ أمير المؤمنين ع كان إذا دخل الحمّام هاجت به الحرارة صبّ عليه الماء البارد فتسكن عنه الحرارة

24  ، و عن الحارث بن محمّد بن الحارث من ولد الحارث الأعور الهمدانيّ عن سعيد بن محمّد عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع كان النّبيّ ص يحتجم في الأخدعين فأتاه جبرئيل عن اللّه تبارك و تعالى بحجامة الكاهل

25  ، و عن داود بن سليمان البصريّ الجوهريّ عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن أبيه قال قال أبو بصير سألت الصّادق ع عن الحجامة يوم الأربعاء فقال من احتجم يوم الأربعاء لا يدور خلافا على أهل الطّيرة عوفي من كلّ عاهة و وقي من كلّ آفة

26  ، و عن إبراهيم بن سنان عن أحمد بن محمّد الدّارميّ عن زرارة عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصّادق ع أنّه احتجم فقال يا جارية هلمّي ثلاث سكّرات ثمّ قال إنّ السّكّر بعد الحجامة يورد الدّم الصّافي و يقطع الحرارة

27  ، و عن أبي الحسن العسكريّ ع كل الرّمّان بعد الحجامة رمّانا حلوا فإنّه يسكّن الدّم و يصفّي الدّم في الجوف

28  ، و عن الأشعث بن عبد اللّه عن إبراهيم بن المختار عن محمّد بن سنان عن طلحة بن زيد قال سألت أبا عبد اللّه ع عن الحجامة يوم السّبت قال يضعّف

29    الحسن بن فضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، روى الأنصاريّ قال كان الرّضا ع ربّما تبيّغه الدّم فاحتجم في جوف اللّيل

30  ، و عن أبي عبد اللّه ع قال يحتجم الصّائم في غير شهر رمضان متى شاء إلى أن قال و حجامتنا يوم الأحد و حجامة موالينا يوم الاثنين

31  ، و عنه ع قال إيّاك و الحجامة على الرّيق

32  ، و عنه ع أنّه قال في حديث و لا تحتجم حتّى تأكل شيئا فإنّه أدرّ للعرق و أسهل لخروجه و أقوى للبدن

33  ، و روي عن العالم ع أنّه قال الحجامة بعد الأكل لأنّه إذا شبع الرّجل ثمّ احتجم اجتمع الدّم و خرج الدّاء و إذا احتجم قبل الأكل خرج الدّم و بقي الدّاء

34  ، و عن زيد الشّحّام قال كنت عند أبي عبد اللّه ع فدعا بالحجّام فقال له اغسل محاجمك و علّقها و دعا برمّانة فأكلها فلمّا فرغ من الحجامة دعا برمّانة أخرى فأكلها و قال هذا يطفئ المرار

35  ، و عن أبي بصير قال قال أبو جعفر ع أيّ شي‏ء يأكلون بعد الحجامة فقلت الهندباء و الخلّ قال ليس به بأس

36  ، و عن الكاظم ع قال قال رسول اللّه ص من كان منكم محتجما فليحتجم يوم السّبت

37  ، و قال الصّادق ع الحجامة يوم الأحد فيها شفاء من كلّ داء

38  ، و عنه قال قال رسول اللّه ص احتجموا يوم الاثنين بعد العصر و قال ص احتجموا لخمس عشرة و سبع عشرة و إحدى و عشرين لا يتبيّغ بكم الدّم فيقتلكم

 و في الحديث نهى عن الحجامة في الأربعاء إذا كانت الشّمس في العقرب

39  ، و روى الصّادق عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص نزل عليّ جبرئيل بالحجامة و اليمين مع الشّاهد و يوم الأربعاء نحس مستمرّ

40  ، و عنه ع قال إنّ الدّم يجتمع في موضع الحجامة يوم الخميس فإذا زالت الشّمس تفرّق فخذ حظّك من الحجامة قبل الزّوال

41  ، و عن أبي الحسن ع قال لا تدع الحجامة في سبع ]من[ حزيران فإن فاتك فالأربع عشرة

42  ، و عن الصّادق ع قال إذا ضار بأحدكم الدّم فليحتجم لا يتبيّغ به فيقتله فإذا أراد أحدكم ذلك فليكن من آخر النّهار

43  ، و عن الصّادق ع قال قال رسول اللّه ص و أشار بيده إلى رأسه عليكم بالمغيثة فإنّها تنفع من الجنون و الجذام و البرص و الآكلة و وجع الأضراس

44  ، و قال رسول اللّه ص الدّاء ثلاث و الدّواء ثلاث فالدّاء المرّة و البلغم و الدّم فدواء الدّم الحجامة و دواء المرّة المشيّ و دواء البلغم الحمّام

45  ، و روي عن الصّادق ع أنّه شكا إليه رجل الحكّة فقال احتجم ثلاث مرّات في الرّجلين جميعا فيما بين العرقوب و الكعب ففعل الرّجل ذلك فذهب عنه و شكا إليه آخر فقال احتجم في واحد عقبيك من الرّجلين جميعا ثلاث مرّات تبرأ إن شاء اللّه

46    فقه الرّضا، ع إذا أردت الحجامة فاجلس بين يدي الحجّام و أنت متربّع و قل بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أعوذ باللّه الكريم في حجامتي من العين في الدّم و من كلّ سوء و أعلال و أمراض و أسقام و أوجاع و أسألك العافية و المعافاة و الشّفاء من كلّ داء

 و قد روي عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال اقرأ آية الكرسيّ و احتجم أيّ يوم شئت و تصدّق و اخرج أيّ يوم شئت

47    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه قال في حديث و الحجامة في الرّأس شفاء من كلّ داء و الدّواء في أربعة الحجامة و النّورة و الحقنة و القي‏ء فإذا تبيّغ الدّم بأحدكم فليحتجم في أيّ الأيّام و ليقرأ آية الكرسيّ و يستخير اللّه تعالى و يصلّي على النّبيّ ص و قال لا تعادوا الأيّام فتعاديكم و إذا تبيّغ الدّم فليهرقه و لو بمشقص

48    الرّسالة الذّهبيّة، قال الرّضا ع فإذا أردت الحجامة فليكن في اثنتي عشرة ليلة من الهلال إلى خمس عشرة فإنّه أصحّ لبدنك فإذا انقضى الشّهر فلا تحتجم إلّا أن تكون مضطرّا إلى ذلك و هو لأنّ الدّم ينقص في نقصان الهلال و يزيد في زيادته و ليكن الحجامة بقدر ما يمضي من السّنين ابن عشرين سنة يحتجم في كلّ عشرين يوما و ابن الثّلاثين في كلّ ثلاثين يوما مرّة واحدة و كذلك من بلغ من العمر أربعين سنة يحتجم في كلّ أربعين يوما و ما زاد فتحسب ذلك و اعلم يا أمير المؤمنين أنّ الحجامة إنّما تأخذ دمها من صغار العروق المبثوثة في اللّحم و مصداق ذلك ما أذكره أنّها لا تضعّف القوّة كما يوجد من الضّعف عند الفصد و حجامة النّقرة تنفع من ثقل الرّأس و حجامة الأخدعين تخفّف عن الرّأس و الوجه و العينين و هي نافعة لوجع الأضراس و ربّما ناب الفصد عن جميع ذلك و قد يحتجم تحت الذّقن لعلاج القلاع في الفم و من فساد اللّثة و غير ذلك من أوجاع الفم و كذلك الحجامة بين الكتفين تنفع من الخفقان الّذي يكون من الامتلاء و الحرارة و الّذي يوضع على السّاقين قد ينقص من الامتلاء نقصا بيّنا و ينفع من الأوجاع المزمنة في الكلى و المثانة و الأرحام و يدرّ الطّمث غير أنّها تنهك الجسد و قد يعرض منها الغشي الشّديد إلّا أنّها تنفع ذوي البثور و الدّماميل و الّذي يخفّف من ألم الحجامة تخفيف المصّ عند أوّل ما يضع المحاجم ثمّ يدرّج المصّ قليلا قليلا و الثّواني أزيد في المصّ عن الأوائل و كذلك الثّوالث فصاعدا و يتوقّف عن الشّرط حتّى يحمرّ الموضع جيّدا بتكرير المحاجم عليه و يليّن المشراط على جلود ليّنة و يمسح الموضع قبل شرطه بالدّهن و كذلك الفصد و يمسح الموضع الّذي يفصدبدهن فإنّه يقلّل الألم و كذلك يليّن المشرط و المبضع بالدّهن عند الحجامة و عند الفراغ منها يليّن الموضع بالدّهن و ليقطّر على العروق إذا فصد شيئا من الدّهن لئلّا يحتجب فيضرّ ذلك بالمقصود إلى أن قال ع و يجب في كلّ ما ذكرنا اجتناب النّساء قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة و يحتجم في يوم صاح صاف لا غيم فيه و لا ريح شديدة و يخرج من الدّم بقدر ما يرى من تغيّره و لا تدخل يوم ذلك الحمّام فإنّه يورث الدّاء و صبّ على رأسك و جسدك الماء الحارّ و لا تغفل ذلك من ساعتك و إيّاك و الحمّام إذا احتجمت فإنّ الحمّى الدّائمة تكون فيه فإذا اغتسلت من الحجامة فخذ خرقة مرعزّيّا فألقها على محاجمك أو ثوبا ليّنا من قزّ أو غيره و خذ قدر حمّصة من التّرياق الأكبر و امزجه بالشّراب المفرح المعتدل و تناوله أو بشراب الفاكهة و إن تعذّر ذلك فشراب الأترجّ فإن لم تجد شيئا من ذلك فتناوله بعد عركه ناعما تحت الأسنان و اشرب عليه جرع ماء فاتر و إن كان في زمان الشّتاء و البرد فاشرب عليه السّكنجبين العنصليّ العسليّ فإنّك متى فعلت ذلك أمنت من اللّقوة و البرص و البهق و الجذام بإذن اللّه تعالى و امتصّ من الرّمّان المزّ فإنّه يقوّي النّفس و يحيي الدّم و لا تأكل طعاما مالحا بعد ذلك بثلاث ساعات فإنّه يخاف أن يعرض بعد ذلك الجرب و إن كان شتاء فكل من الطّياهيج إذا احتجمت و اشرب عليه من الشّراب المذكّى الّذي ذكرته أوّلا و ادهن موضع الحجامة بدهن الخيريّ أو شي‏ء من المسك و ماء ورد و صبّ منه على هامتك ساعة فراغك من الحجامة و أمّا في الصّيف فإذا احتجمت فكل السّكباج و الهلام و المصوص أيضا و الحامض و صبّ على هامتك دهن البنفسج بماء الورد و شي‏ء من الكافور و اشرب من ذلك الشّراب الّذي وصفته لك بعد طعامك و إيّاك و كثرة الحركة و الغضب و مجامعة النّساء ليومك

49    أبو العبّاس المستغفريّ في طبّ النّبيّ، ص قال قال يستحبّ الحجامة في تسعة عشر من الشّهر و واحد و عشرين

 و قال ص في ليلة أسري بي إلى السّماء ما مررت بملإ من الملائكة إلّا قالوا يا محمّد مر أمّتك بالحجامة

 باب 12 -تحريم بيع الكلاب إلّا كلب الصّيد و كلب الماشية و الحائط و جواز بيع الهرّ و الدّوابّ

1    الجعفريّات، بالسّند المتقدّم عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال من السّحت ثمن الميتة إلى أن قال و ثمن الكلب

2    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه نهى عن ثمن الكلب العقور

  و عن عليّ ع أنّه قال لا بأس بثمن كلب الصّيد

، و عن عليّ ع أنّه رأى رجلا يحمل هرّة فقال ما تصنع بها قال أبيعها فنهاه قال فلا حاجة لي بها قال فتصدّق إذا بثمنها

4    فقه الرّضا، ع و اعلم أنّ أجرة الزّانية و ثمن الكلب سحت إلّا كلب الصّيد

5    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن عبد اللّه بن طلحة عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من أكل السّحت سبعة إلى أن قال و ثمن الكلب

6    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص في حديث فقال لا أدع كلبا بالمدينة إلّا قتلته فهربت الكلاب حتّى بلغت العوالي فقيل يا رسول اللّه كيف الصّيد بها و قد أمرت بقتلها فسكت رسول اللّه ص فجاء الوحي باقتناء الكلاب الّتي ينتفع بها فاستثنى رسول اللّه ص كلاب الصّيد و كلاب الماشية و كلاب الحرث و أذن في اتّخاذها

7    الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن أبي رافع عن النّبيّ ص في حديث أنّه رخّص في اقتناء كلب الصّيد و كلّ كلب فيه منفعة مثل كلب الماشية و كلب الحائط و الزّرع رخّصهم في اقتنائه الخبر

باب 13 -تحريم كسب المغنّية إلّا لزفّ العرائس إذا لم يدخل عليها الرّجال

1    فقه الرّضا، ع و كسب المغنّية حرام

 الصّدوق في المقنع، و الهداية، و كسب المغنّية حرام

2    دعائم الإسلام، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّ رجلا من شيعته أتاه فقال يا ابن رسول اللّه وردت المدينة فنزلت على رجل أعرفه و لا أعرفه بشي‏ء من اللّهو فإذا جميع الملاهي عنده و قد وقعت في أمر ما وقعت في مثله فقال له أحسن جوار القوم حتّى تخرج من عندهم فقال يا ابن رسول اللّه فما ترى في هذا الشّأن قال أمّا القينة الّتي تتّخذ لهذا فحرام و أمّا ما كان في العرس و أشباهه فلا بأس به

3    الصّدوق في الخصال، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن الحسن بن عليّ الكوفيّ عن إسحاق بن إبراهيم عن نصر بن قابوس عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّه قال و المغنّية ملعونة و من آواها و أكل كسبها ملعون

باب 14 -تحريم بيع المغنّية و شرائها و سماعها و تعليمها و جواز بيعها و شرائها لمن لا يأمرها بالغناء بل يمنعها منه

1    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال لا يحلّ بيع الغناء و لا شراؤه و استماعه نفاق و تعلّمه كفر

2    الشّيخ الطّوسيّ في الغيبة، عن جماعة عن جعفر بن محمّد بن قولويه و أبي غالب الزّراريّ و غيرهما عن محمّد بن يعقوب الكلينيّ عن إسحاق بن يعقوب في التّوقيع الّذي ورد عليه من صاحب الزّمان ع على يد محمّد بن عثمان و أمّا ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلّا لما طاب و طهر و ثمن المغنّية حرام

3    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال لا يحلّ بيع المغنّيات و لا شراؤهنّ و ثمنهنّ حرام

4    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه نهى عن بيع المغنّيات و شرائهنّ و التّجارة فيهنّ و أكل ثمنهنّ

باب 15 -جواز كسب النّائحة بالحقّ لا بالباطل و استحباب تركها للمشارطة و أنّها تستحلّ بضرب إحدى يديها على الأخرى و يكره النّوح ليلا

1    فقه الرّضا، ع و لا بأس بكسب النّائحة إذا قالت صدقا

2    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال قال رسول اللّه ص ثلاث من أعمال الجاهليّة لا يزال فيها النّاس حتّى تقوم السّاعة الاستسقاء بالأنواء و الطّعن في الأنساب و النّياحة على الموتى

، و عن عليّ ص أنّه كتب إلى رفاعة بن شدّاد قاضيه على الأهواز و إيّاك و النّوح على الموتى ببلد يكون لك به سلطان

، و عنه عن رسول اللّه ص أنّه قال صوتان ملعونان يبغضهما اللّه إعوال عند مصيبة و صوت عند نغمة يعني النّوح و الغناء

  الشّريف الزّاهد أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن الحسن العلويّ في كتاب التّعازي، بإسناده عن جابر في حديث وفاة إبراهيم بن النّبيّ ص أنّه قال فقال عبد الرّحمن أ تبكي يا رسول اللّه أ و لم تنه عن البكاء قال لا و لكن نهيت عن النّوح الخبر

6    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، و لعن رسول اللّه ص أربعة امرأة تخون زوجها في ماله أو في نفسها و النّائحة و العاصية لزوجها و العاقّ

 باب 16 -أنّه لا بأس بخفض الجواري و آدابه

1    القطب الرّاونديّ في دعواته، عن الصّادق ع أنّه قال الختان سنّة في الرّجال مكرمة للنّساء

2    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال يا معشر النّساء إذا خفضتنّ بناتكنّ فبقّين من ذلك شيئا فإنّه أنقى لألوانهنّ و أحظى لهنّ عند أزواجهنّ

 باب 17 -أنّه لا بأس بكسب الماشطة و حكم أعمالها و تحريم تدليسها

1    فقه الرّضا، ع و لا بأس بكسب الماشطة إذا لم تشارط و قبلت ما تعطى و لا تصل شعر المرأة بغير شعرها و أمّا شعر المعز فلا بأس بأن توصل و قد نهى النّبيّ ص سبعة الواصل شعره بشعر غيره و المتشبّه من النّساء بالرّجال و الرّجال بالنّساء و المفلّج بأسنانه و الموشم بيده و الدّاعي إلى غير مولاه و المتغافل على زوجته و هو الدّيّوث

 باب 18 -إباحة الصّناعات و الحرف و أسباب الرّزق إلّا ما استثني مع التزام الأمانة و التّقوى

1    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّ رجلا سأله فقال يا رسول اللّه إنّي لست أتوجّه في شي‏ء إلّا حورفت فيه فقال انظر شيئا قد أصبت به مرّة فألزمه فقال القرظ قال فالزم القرظ

 باب 19 -كراهة الصّرف و بيع الأكفان و الطّعام و الرّقيق و الصّياغة و كثرة الذّبح

1    الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص شرّ النّاس من باع النّاس

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع قال طرق طائفة من بني إسرائيل ليلا عذاب و أصبحوا و قد فقدوا أربعة أصناف الطّبّالين و المغنّين و المحتكرين الطّعام و الصّيارفة آكلة الرّبا منهم

3    البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة عن القاسم بن عليّ العلويّ عن محمّد بن أبي عبد اللّه عن سهل بن زياد عن النّوفليّ عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص طرق طائفة و ذكر مثله

، و عن هارون بن موسى عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن أسباط عن ابن فضّال عن الصّادق عن أبيه عن آبائه عن النّبيّ ص قال شرار النّاس من باع الحيوان

، العيّاشيّ عن درست عن أبي عبد اللّه ع أنّه ذكر أصحاب الكهف فقال كانوا صيارفة كلام و لم يكونوا صيارفة دراهم

6    القطب الرّاونديّ في القصص، بإسناده إلى الصّدوق بإسناده إلى ابن أورمة عن الحسن بن محمّد الحضرميّ عن عبد اللّه بن يحيى الكاهليّ عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في حديث و ذكر أصحاب الكهف كانوا صيارفة كلام و لم يكونوا صيارفة الدّراهم الخبر

  و رواه العيّاشيّ عن الكاهليّ، مثله

7    ثقة الإسلام في الكافي، عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال كان رجل يبيع الزّيت و كان يحبّ رسول اللّه ص حبّا شديدا كان إذا أراد أن يذهب في حاجته لم يمض حتّى ينظر إلى رسول اللّه ص و قد عرف ذلك منه فإذا جاء تطاول له حتّى ينظر إليه إلى أن قال ثمّ مكث رسول اللّه ص أيّاما لا يراه فلمّا فقده سأل عنه فقيل له يا رسول اللّه ما رأيناه منذ أيّام فانتعل رسول اللّه ص و انتعل معه أصحابه و انطلق حتّى أتى سوق الزّيت فإذا دكّان الرّجل ليس فيه أحد فسأل عنه جيرته فقالوا يا رسول اللّه مات و لقد كان عندنا أمينا صدوقا إلّا أنّه قد كان فيه خصلة قال و ما هي قالوا كان يرهق يعنون يتبع النّساء فقال رسول اللّه ص رحمه اللّه و اللّه لقد كان يحبّني حبّا شديدا لو كان نخّاسا لغفر اللّه له

 باب 20 -أنّه يكره أن يكون الإنسان حائكا و يستحبّ كونه صيقلا

1    ابن ميثم في شرح النّهج، عن الصّادق جعفر بن محمّد ع أنّه قال عقل أربعين معلّما عقل حائك و عقل حائك عقل امرأة و المرأة لا عقل لها

، و عن موسى بن جعفر ع أنّه قال لا تستشيروا المعلّمين و لا الحوكة فإنّ اللّه تعالى قد سلبهم عقولهم

، و عن رسول اللّه ص أنّه دفع إلى حائك من بني النّجّار غزلا لينسج له صوفا فكان يمطله و يأتيه متقاضيا و يقف على بابه و يقول ردّوا علينا ثوبنا لنتجمّل به في النّاس و لم يزل يمطله حتّى توفّي ص

4    نهج البلاغة، في كلام خاطب به الأشعث بن قيس عليك لعنة اللّه و لعنة اللّاعنين حائك بن حائك منافق بن كافر الخبر

5    الشّهيد الثّاني في شرح النّفليّة، روى الفقيه جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الإمام و المأموم، بإسناده إلى الصّادق عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص لا تصلّوا خلف الحائك و لو كان عالما و لا تصلّوا خلف الحجّام و لو كان زاهدا و لا تصلّوا خلف الدّبّاغ و لو كان عابدا

6    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، في سياق قصّة مريم و ولادة عيسى ع قال ثمّ ناداها جبرئيل و هزّي إليك بجذع النّخلة اليابسة فهزّت و كان ذلك اليوم سوقا فاستقبلها الحاكة و كانت الحياكة أنبل صناعة في ذلك الزّمان فأقبلوا على بغال شهب فقالت لهم مريم أين النّخلة اليابسة فاستهزءوا بها و زجروها فقالت لهم جعل اللّه كسبكم نزرا و جعلكم في النّاس عارا

باب 21 -جواز تعلّم النّجوم و العمل بها و مجرّد النّظر إليها

1    السّيّد عليّ بن طاوس في فرج الهموم، وجدت في كتاب عتيق عن عطاء قال قيل لعليّ بن أبي طالب ع هل كان للنّجوم أصل قال نعم نبيّ من الأنبياء قال له قومه إنّا لا نؤمن بك حتّى تعلّمنا بدء الخلق و آجاله فأوحى اللّه عزّ و جلّ إلى غمامة فأمطرتهم و استنقع حول الجبل ماء صاف ثمّ أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى الشّمس و القمر و النّجوم أن تجري في ذلك الماء ثمّ أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى ذلك النّبيّ أن يرتقي هو و قومه على الجبل فارتقوا الجبل فقاموا على الماء حتّى عرفوا بدء الخلق و آجاله بمجاري الشّمس و القمر و ساعات اللّيل و النّهار و كان أحدهم يعلم متى يموت و متى يمرض من ذا الّذي يولد له و من ذا الّذي لا يولد له فبقوا كذلك برهة من دهرهم ثمّ إنّ داود ع قاتلهم على الكفر فأخرجوا إلى داود في القتال من لم يحضر أجله و من حضره أجله خلّفوه في بيوتهم فكان يقتل من أصحاب داود ع و لا يقتل من هؤلاء أحد فقال داود ع ربّ أقاتل على طاعتك و يقاتل هؤلاء على معصيتك يقتل أصحابي و لا يقتل من هؤلاء أحد فأوحى اللّه عزّ و جلّ أنّي كنت قد علّمتهم بدء الخلق و آجاله و إنّما أخرجوا إليك من لم يحضر أجله و من حضر أجله خلّفوه في بيوتهم فمن ثمّ يقتل من أصحابك و لا يقتل منهم أحد فقال داود ع على ما ذا علّمتهم قال على مجاري الشّمس و القمر و النّجوم و ساعات اللّيل و النّهار قال فدعا اللّه عزّ و جلّ فحبس الشّمس عليهم فزاد في النّهار و اختلطت الزّيادة باللّيل و النّهار فلم يعرفوا قدر الزّيادة فاختلط حسابهم قال عليّ ع فمن ثمّ كره النّظر في علم النّجوم

2    و فيه، وجدت في كتاب مسائل الصّبّاح بن نصر الهنديّ لمولانا عليّ بن موسى الرّضا ع رواية أبي العبّاس بن نوح و أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد الصّفوانيّ من أصل كتاب عتيق لنا الآن ربّما كان قد كتب في حياتهما بالإسناد المتّصل فيه عن الرّيّان بن الصّلت و ذكر اجتماع العلماء بحضرة المأمون و ظهور حجّته على جميع العلماء و حضور الصّبّاح بن نصر الهنديّ عند مولانا الرّضا ع و سؤاله عن مسائل كثيرة منها سؤاله عن علم النّجوم فقال ع ما هذا لفظه هو علم في أصل صحيح ذكروا أنّ أوّلّ من تكلّم في النّجوم إدريس و كان ذو القرنين بها ماهرا و أصل هذا العلم من عند اللّه عزّ و جلّ و يقال إنّ اللّه بعث النّجم الّذي يقال له المشتري في صورة رجل فأتى بلد العجم فعلّمهم في حديث طويل فلم يستكملوا ذلك فأتى بلد الهند فعلّم رجلا منهم فمن هناك صار علم النّجوم بها و قد قال قوم هو علم من علم الأنبياء خصّوا بها لأسباب شتّى فلم يستدرك المنجّمون الدّقيقة فيها فشابوا الحقّ بالكذب

، و روى معاوية بن حكيم عن محمّد بن زياد عن محمّد بن يحيى الخثعميّ قال سألت أبا عبد اللّه ع عن النّجوم أ حقّ هي قال لي نعم فقلت له و في الأرض من يعلمها قال نعم و في الأرض من يعلمها

  و رويناه بإسنادنا إلى محمّد بن يحيى الخثعميّ من غير كتاب معاوية بن حكيم

4    و روينا بإسنادنا إلى معاوية بن حكيم في كتاب أصله، حديثا آخر عن أبي عبد اللّه ع قال في السّماء أربعة نجوم ما يعلمها إلّا أهل بيت من العرب و أهل بيت من الهند يعرفون منها نجما واحدا فبذلك قام حسابهم

، قال روينا بأسانيد عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائريّ و نقلته من خطّه من الجزء الثّاني من كتاب الدّلائل، تأليف عبد اللّه بن جعفر الحميريّ بإسناده عن بيّاع السّابريّ قال قلت لأبي عبد اللّه ع إنّ لي في النّظرة في النّجوم لذّة و هي معيبة عند النّاس فإن كان فيها إثم تركت ذلك و إن لم يكن فيها إثم فإنّ لي فيها اللّذّة قال فقال تعدّ الطّوالع فقلت نعم فعددتها له فقال كم تسقي الشّمس القمر من نورها قلت هذا شي‏ء لم أسمعه قطّ قال و كم تسقي الزّهرة من نورها قلت و لا هذا قال فكم تسقى الشّمس من اللّوح المحفوظ من نوره قلت و هذا شي‏ء لم أسمعه قطّ قال فقال هذا شي‏ء إذا علمه الرّجل عرف أوسط قصبة في الأجمة ثمّ قال ليس يعلم النّجوم إلّا أهل بيت من قريش و أهل بيت من الهند

6    و فيه، وجدت في كتاب عتيق اسمه كتاب التّجمّل قال أبو أحمد عن حفص بن البختريّ قال ذكرت النّجوم عند أبي عبد اللّه ع فقال ما يعلمها إلّا أهل بيت بالهند و أهل بيت من العرب

  و في الكتاب المذكور، أيضا عن محمّد و هارون ابني سهل و كتبا إلى أبي عبد اللّه ع أنّ أبانا و جدّنا كان ينظر في النّجوم فهل يحلّ النّظر فيها قال نعم

8    و فيه، أنّهما كتبا إليه ع نحن ولد بني نوبخت المنجّم و قد كتبنا إليك هل يحلّ النّظر في علم النّجوم فكتبت نعم و المنجّمون يختلفون في صفة الفلك إلى أن قال فكتب ع نعم ما لم يخرج من التّوحيد

9    و من الكتاب المذكور، أبو محمّد عن الحسن بن عمر عن أبيه عن أبي عبد اللّه ع في قوله تعالى في يوم نحس مستمرّ قال كان القمر منحوسا بزحل

10    و من كتاب نزهة الكرام و بستان العوامّ، تأليف محمّد بن الحسين بن الحسن الرّازيّ في أواخر المجلّد الثّاني منه روي أنّ هارون الرّشيد بعث إلى موسى بن جعفر ع فأحضره فلمّا حضر عنده قال له إنّ النّاس ينسبونكم يا بني فاطمة إلى علم النّجوم و أنّ معرفتكم بها معرفة جيّدة و فقهاء العامّة يقولون إنّ رسول اللّه ص قال إذا ذكروا أصحابي فاسكتوا و إذا ذكروا القدر فاسكتوا و إذا ذكر النّجوم فاسكتوا و أمير المؤمنين ع كان أعلم الخلائق بعلم النّجوم و أولاده و ذرّيّته الّذين تقول الشّيعة بإمامتهم كانوا عارفين بها فقال له الكاظم ع هذا حديث ضعيف و إسناده مطعون فيه و اللّه تبارك و تعالى قد مدح النّجوم و لو لا أنّ النّجوم صحيحة ما مدحها اللّه عزّ و جلّ و الأنبياء ع كانوا عالمين بها و قد قال اللّه تبارك و تعالى في حقّ إبراهيم خليل الرّحمن ص و كذلك نري إبراهيم ملكوت السّماوات و الأرض و ليكون من الموقنين و قال في موضع آخر فنظر نظرة في النّجوم فقال إنّي سقيم فلو لم يكن عالما بعلم النّجوم ما نظر فيها و ما قال إنّي سقيم و إدريس ع كان أعلم أهل زمانه بالنّجوم و اللّه تبارك و تعالى قد أقسم بها فقال فلا أقسم بمواقع النّجوم و إنّه لقسم لو تعلمون عظيم و قال في موضع آخر و النّازعات غرقا إلى قوله فالمدبّرات أمرا و يعني بذلك اثني عشر برجا و سبع سيّارات و الّذي يظهر باللّيل و النّهار بأمر اللّه عزّ و جلّ و بعد علم القرآن ما يكون أشرف من علم النّجوم و هو علم الأنبياء و الأوصياء و ورثة الأنبياء الّذين قال اللّه عزّ و جلّ و علامات و بالنّجم هم يهتدون و نحن نعرف هذا العلم و ما نذكره فقال له هارون باللّه عليك يا موسى لا تظهروه عند الجهّال و عوامّ النّاس حتّى لا يشنّعوا عليك و نفّس العوامّ به و غطّ هذا العلم و ارجع إلى حرم جدّك ثمّ قال له هارون و قد بقيت مسألة أخرى باللّه عليك أخبرني بها فقال له سل فقال له بحقّ القبر و المنبر و بحقّ قرابتك من رسول اللّه ص أخبرني أنت تموت قبلي أم أنا أموت قبلك لأنّك تعرف هذا من علم النّجوم فقال له موسى ع آمنّي حتّى أخبرك فقال لك الأمان فقال أنا أموت قبلك و ما كذبت و لا أكذب و وفاتي قريب

11    و فيه، وجدت في كتاب عتيق بإسناد متّصل إلى الوليد بن جميع قال إنّ رجلا سأله عن حساب النّجوم فجعل الرّجل يتحرّج أن يخبره فقال له عكرمة سمعت ابن عبّاس يقول علم عجز النّاس عنه وددت أنّي علمته

12    الصّدوق في الخصال، عن إبراهيم بن محمّد بن حمزة بن عمارة عن سالم بن سالم و أبي عروبة معا عن أبي الخطّاب عن هارون بن مسلم عن القاسم بن عبد الرّحمن الأنصاريّ عن محمّد بن عليّ عن أبيه عن الحسين بن عليّ ع قال نهى رسول اللّه ص عن خصال إلى أن قال و عن النّظر في النّجوم

13    أبو الفتح الكراجكيّ في معدن الجواهر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال العلوم أربعة الفقه للأديان و الطّبّ للأبدان و النّحو للّسان و النّجوم للأزمان

14    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال من اقتبس علما من النّجوم اقتبس شعبة من السّحر زاد ما زاد

  قلت يحمل ما دلّ على النّهي عن النّظر بل تكفير المنجّم على من اعتقد قدم الأفلاك و الكواكب أو أنّ اختلاف حركاتها و أوضاعها علل تامّة لصدور الحوادث أو أنّ لها حياة و نفوسا تصدر عنهما الحوادث بالإرادة و الاختيار و غير ذلك من العقائد الفاسدة المباينة لأصول الملل و أساس الشّرائع و ما دلّ على الجواز على أنّها أمارات و علامات على حدوث الحوادث منه تعالى أو ما يقرب من ذلك ممّا ليس فيه ما ينافي الشّرع و يرتفع شرّها بالبرّ و الدّعاء و الصّدقة و اللّه العالم

 باب 22 -تحريم تعلّم السّحر و أجره و استعماله في العقد و حكم الحلّ

1    العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال لمّا هلك سليمان وضع إبليس السّحر ثمّ كتبه في كتاب و طواه و كتب على ظهره هذا ما وضع آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود ع من ذخائر كنوز العلم من أراد كذا و كذا فليقل كذا و كذا ثمّ دفنه تحت السّرير ثمّ استثاره لهم فقال الكافرون ما كان يغلبنا سليمان إلّا بهذا و قال المؤمنون هو عبد اللّه و نبيّه فقال اللّه في كتابه و اتّبعوا ما تتلوا الشّياطين على ملك سليمان أي السّحر

 و رواه عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان عن أبي بصير عنه ع مثله

2    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال أقبلت امرأة إلى رسول اللّه ص فقالت يا رسول اللّه إنّ لي زوجا به عليّ غلظة و إنّي صنعت شيئا لأعطّفه عليّ فقال رسول اللّه ص أفّ لك كفرت دينك لعنتك الملائكة الأخيار لعنتك ملائكة السّماء لعنتك ملائكة الأرض فصامت نهارها و قامت ليلها و لبست المسوخ ثمّ حلقت رأسها فبلغ ذلك رسول اللّه ص فقال إنّ حلق الرّأس لا يقبل منها

 و روي في الفقيه، مثله و فيه كدّرت البحار و كدّرت الطّين و لعنتك الملائكة إلى آخره

، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال من السّحت ثمن الميتة إلى أن قال و أجر السّاحر الخبر

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص ساحر المسلمين يقتل و ساحر الكفّار لا يقتل فقيل يا رسول اللّه و لم لا يقتل ساحر الكفّار قال لأنّ الشّرك أعظم من السّحر لأنّ الشّرك و السّحر طيران مقرونان

5    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه نهى عن التّمائم و التّول فالتّمائم ما يعلّق من الكتب و الخرز و غير ذلك و التّول ما تتحبّب به النّساء إلى أزواجهنّ كالكهانة و أشباهها و نهى ص عن السّحر

   ، و عن أمير المؤمنين ع أنّه قال قال رسول اللّه ص ساحر المسلمين يقتل و ساحر الكفّار لا يقتل قيل يا رسول اللّه و لم ذاك قال لأنّ الشّرك و السّحر مقرونان و الّذي فيه من الشّرك أعظم من السّحر

 قال أمير المؤمنين ع و لذلك لم يقتل رسول اللّه ابن أعصم اليهوديّ الّذي سحره

 قال أمير المؤمنين ع فإذا شهد رجلان عدلان على رجل من المسلمين أنّه سحر قتل و السّحر كفر و قد ذكر اللّه عزّ و جلّ ذلك فقال و اتّبعوا ما تتلوا الشّياطين على ملك سليمان و ما كفر سليمان إلى قوله فلا تكفر فأخبر جلّ ذكره أنّ السّحر كفر فمن سحر فقد كفر فقتل ساحر المسلمين لأنّه كفر و ساحر المشركين لا يقتل لأنّه كافر بعد بما جاء عن رسول اللّه ص

، روّينا عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه عن عليّ ص أنّه قال سحر لبيد بن أعصم و أمّ عبد اللّه اليهوديّة رسول اللّه ص في عقد خيوط من أحمر و أصفر فعقدا فيه إحدى عشرة عقدة ثمّ جعلاه في جفّ طلع ثمّ أدخلاه في بئر فجعلاه في مراقي البئر بالمدينة فأقام رسول اللّه ص لا يسمع و لا يبصر و لا يتفهّم و لا يتكلّم و لا يأكل و لا يشرب فنزل جبرئيل بمعوّذات ثمّ قال يا محمّد ما شأنك قال لا أدري أنا بالحال الّتي تراني قال إنّ لبيد بن أعصم و أمّ عبد اللّه اليهوديّة سحراك و أخبره بالسّحر حيث هو ثمّ قرأ عليه بسم اللّه الرّحمن الرّحيم قل أعوذ بربّ الفلق فانحلّت عقدة ثمّ قرأ أخرى حتّى قرأ إحدى عشرة مرّة فانحلّت الإحدى عشرة عقدة و جلس رسول اللّه ص و أخبره جبرئيل الخبر فقال انطلق و ائتني بالسّحر فجاء به ثمّ دعا بلبيد و أمّ عبد اللّه فقال ما دعاكما إلى ما صنعتماه ثمّ قال للبيد لا أخرجك اللّه من الدّنيا سالما و كان موسرا كثير المال فمرّ به غلام في أذنه قرط فجذبه فخرم أذن الصّبيّ فأخذ فقطعت يده فكوي منها فمات

 و رواه مع اختلاف و زيادة فرات بن إبراهيم في تفسيره، عن عبد الرّحمن بن محمّد العلويّ و محمّد بن عمر الخزّاز عن إبراهيم بن محمّد بن ميمون عن عيسى بن محمّد عن جدّه عن أمير المؤمنين ع

8    ابنا بسطام في طبّ الأئمّة، ع عن محمّد بن جعفر البرسيّ عن محمّد بن يحيى الأرمنيّ عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد اللّه ع قال قال أمير المؤمنين ع إنّ جبرئيل أتى النّبيّ ص و قال يا محمّد قال لبّيك قال إنّ فلانا اليهوديّ سحرك و جعل السّحر في بئر بني فلان و ذكر القصّة

، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه سئل عن المعوّذتين أنّهما من القرآن فقال الصّادق ع هما من القرآن إلى أن قال و هل تدري ما معنى المعوّذتين و في أيّ شي‏ء نزلت إنّ رسول اللّه ص سحره لبيد بن أعصم اليهوديّ فقال أبو بصير لأبي عبد اللّه ع و ما كان ذا و ما عسى أن يبلغ من سحره قال أبو عبد اللّه الصّادق ع بلى كان النّبيّ ص يرى أنّه يجامع و لا يجامع و كان يريد الباب و لا يبصره حتّى يلمسه بيده و السّحر حقّ و ما سلّط السّحر إلّا على العين و الفرج الخبر

10  ، و عن سهل بن محمّد بن سهل عن عبد ربّه بن محمّد بن إبراهيم عن ابن أورمة عن ابن مسكان عن الحلبيّ قال سألت أبا عبد اللّه ع عن النّشرة للمسحور فقال ما كان أبي ع يرى به بأسا

11    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ اللّه يرحم عصاة أمّتي في اللّيلة المباركة بعدد شعور أغنام بني كلب و ربيعة و مضر فيغفر لهم إلّا ثمانية نفر المشرك و الكاهن و السّاحر و العاقّ و آكل الرّبا و مدمن الخمر و الزّاني و الماجن

12  ، و روي أنّه يخرج عنق من النّار فيقول أين من كذب على اللّه و أين من ضادّ اللّه و أين من استخفّ باللّه فيقولون و من هذه الأصناف الثّلاثة فيقول من سحر فقد كذب على اللّه و من صوّر التّصاوير فقد ضادّ اللّه و من تراءى في عمله فقد استخفّ باللّه

 باب 23 -تحريم إتيان العرّاف و تصديقه و تحريم الكهانة و القيافة

1    الجعفريّات، بالسّند المتقدّم عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال من السّحت ثمن الميتة إلى أن قال و أجر الكاهن إلى أن قال و أجر القائف الخبر

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّه قال لا بدّ من العريف و العريف في النّار و لا بدّ من الإمرة برّة كانت أو فاجرة

3    دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ص أنّه قال من جاء عرّافا فسأله و صدّقه بما قال فقد كفر بما أنزل اللّه على محمّد ص و كان يقول إنّ كثيرا من الرّقى و تعليق التّمائم شعبة من الإشراك

، و عن جعفر بن محمّد عن أمير المؤمنين ع أنّه قال كنّا مع رسول اللّه ص ذات ليلة إذ رمي بنجم فاستنار فقال رسول اللّه ص للقوم ما كنتم تقولون في الجاهليّة إذا رأيتم مثل هذا قالوا كنّا نقول مات عظيم و ولد عظيم قال فإنّه لا يرمى بها لموت أحد و لا لحياة أحد و لكن ربّنا إذا قضى أمرا سبّح حملة العرش و قالوا قضى ربّنا بكذا فتسمع ذلك أهل السّماء الّتي تليهم فيقولون ذلك حتّى يبلغ ذلك إلى السّماء الدّنيا فيسرق الشّياطين السّمع فربّما اعتقلوا شيئا فأتوا به الكهنة فيزيدون وينقصون فتخطئ الكهنة و تصيب ثمّ إنّ اللّه عزّ و جلّ منع السّماء بهذه النّجوم فانقطعت الكهانة فلا كهانة و تلا جعفر بن محمّد ع إلّا من استرق السّمع فأتبعه شهاب مبين و قوله عزّ و جلّ أنّا كنّا نقعد منها مقاعد للسّمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا

5    كتاب درست بن أبي منصور، عن ابن مسكان و حديد رفعاه إلى أمير المؤمنين ع قال إنّ اللّه أوحى إلى نبيّ في نبوّته أخبر قومك أنّهم قد استخفّوا بطاعتي و انتهكوا معصيتي إلى أن قال و خبّر قومك أنّه ليس منّي من تكهّن أو تكهّن له أو سحر أو تسحّر له الخبر

6    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن عبد اللّه بن طلحة عن أبي عبد اللّه ع في حديث أنّه عدّ من السّحت أجر الكاهن الخبر

7    جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب المانعات، عن عطيّة عن أبي سعيد قال قال رسول اللّه ص لا يدخل الجنّة عاقّ و لا منّان و لا ديّوث و لا كاهن و من مشى إلى كاهن فصدّقه بما يقول فقد برئ ممّا أنزل اللّه على محمّد ص الخبر

8    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال من صدّق كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمّد ص

9    نهج البلاغة، عن نوف البكاليّ قال رأيت أمير المؤمنين ع ذات ليلة و قد خرج من فراشه فنظر إلى النّجوم فقال يا نوف إنّ داود قام في مثل هذه السّاعة من اللّيل فقال إنّها ساعة لا يدعو فيها عبد إلّا استجيب له إلّا أن يكون عشّارا أو عريفا أو شرطيّا الخبر

10    الصّدوق في الخصال، عن الحسين بن أحمد بن إدريس عن أبيه عن الحسين بن أبي الخطّاب عن المغيرة بن محمّد عن بكير بن خنيس عن أبي عبد اللّه الشّاميّ عن نوف البكاليّ قال قال أمير المؤمنين ع يا نوف اقبل وصيّتي لا تكوننّ نقيبا و لا عريفا و لا عشّارا و لا بريدا

11    أبو عمرو الكشّيّ في رجاله، عن حمدويه و إبراهيم عن أيّوب بن نوح عن حنان عن عقبة بن بشير الأسديّ قال دخلت على أبي جعفر ع فقلت له إنّي في الحسب الضّخم من قومي و إنّ قومي كان لهم عريف فهلك فأرادوا أن يعرّفوني عليهم فما ترى لي فقال أبو جعفر ع تمنّ علينا بحسبك إنّ اللّه رفع بالإيمان من كان النّاس يسمّونه وضيعا إذا كان مؤمنا و وضع بالكفر من كان يسمّونه شريفا إذا كان كافرا و ليس لأحد على أحد تفضّل إلّا بتقوى اللّه و أمّا قولك إنّ قومي كان لهم عريف فهلك فأرادوا أن يعرّفوني عليهم فإن كنت تكره الجنّة و تبغضها فتعرّف على قومك و يأخذ سلطان جائر بامرئ مسلم يسفك دمه فتشركهم في دمه و عسى أن لا تنال من دنياهم شيئا

 باب 24 -حكم الرّقى

1    الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص لا رقى إلّا في ثلاث في حيّة أو في عين أو دم لا يرقئ

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّ رسول اللّه نهى عن أربع نفخات في موضع السّجود و في الرّقى و في الطّعام و الشّراب

3    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه نهى عن الرّقى بغير كتاب اللّه عزّ و جلّ و ما لا يعرف من ذكره و قال هذه الرّقى ممّا أخذه سليمان بن داود ع على الإنس و الجنّ و الهوامّ

، و عنه ص أنّه قال لا رقى إلّا في ثلاث في حمة أو عين أو دم لا يرقأ و الحمة السّمّ

، و عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه قال إذا أردت ترقي الجرح يعني من الألم و الدّم و ما يخاف منه عليه فضع يدك على الجرح و قل بسم اللّه أرقيك بسم اللّه الأكبر من الحديدة و الحجر و النّاب الأسمر و العرق فلا ينعر و العين فلا تسهر تردّده ثلاث مرّات

، و عن رسول اللّه ص أنّه سئل عن رجل رقى ملذوعا بسورة من القرآن فشفي فأعطاه على ذلك فرخّص له

7    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن خارجة بن الصّلت البرجميّ قال رجعت مع عمّي من عند رسول اللّه ص فمررنا بقبيلة من قبائل العرب فقالوا ظننّا أنّكم تقدمون من عند هذا الّذي يدّعي النّبوّة و عندنا رجل قد جنّ و قد أوثقناه فهل عندكم شي‏ء فيه راحته فقال عمّي نعم فذهبوا بنا إلى عند المجنون فقرأ عمّي فاتحة الكتاب و كان يجمع بصاقه في فمه و كلّما قرأه مرّات ألقى بصاقه في فمه فعل ذلك به ثلاثة أيّام فبرأ بإذن اللّه تعالى فأعطوني شيئا فقلنا لا نأكله حتّى نسأل رسول اللّه ص أنّه حلال فلمّا سألناه قال ص من أكل برقية باطل فهذا برقية حقّ

 قلت رواه مختصرا ابن الأثير في أسد الغابة، فقال روى يعلى بن عبيد عن زكريّا بن أبي زائدة عن الشّعبيّ قال حدّثني خارجة بن الصّلت أنّ عمّه أدرك النّبيّ ص فأسلم ثمّ رجع فمرّ بأعرابيّ مجنون موثق في الحديد فقال بعضهم من عنده شي‏ء يداويه به فإنّ صاحبكم جاء بالخير فقلت نعم فرقيته بأمّ الكتاب كلّ يوم مرّتين فبرأ فأعطاني مائة شاة فلم آخذها حتّى أتيت النّبيّ ص فأخبرته فقال أ قلت شيئا غير هذا قلت لا قال كلها بسم اللّه فلعمري من أكل برقية باطل فقد أكلت برقية حقّ

 باب 25 -حكم القصّاص

1    العيّاشيّ في تفسيره، عن ربعيّ عمّن ذكره عن أبي جعفر ع في قول اللّه تعالى و إذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا قال الكلام في اللّه و الجدال في القرآن فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديث غيره قال منه القصّاص

2    الصّدوق في العيون، عن عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس عن عليّ بن محمّد بن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن عبد السّلام بن صالح الهرويّ عن أبي الحسن الرّضا ع في حديث قال قلت يا ابن رسول اللّه فقد روي لنا عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من تعلّم علما ليماري به السّفهاء أو يباهي به العلماء أو ليقبل به وجوه النّاس إليه فهو في النّار فقال ع صدق جدّي ع أ فتدري من السّفهاء فقلت لا يا ابن رسول اللّه فقال هم قصّاص مخالفينا الخبر

 باب 26 -كراهة الأجرة على تعليم القرآن مع الشّرط دون تعليم غيره و دون الهديّة و ما يكون من غير شرط و استحباب التّسوية بين الصّبيان

1    فقه الرّضا، ع و اعلم أنّ أجرة المعلّم حرام إذا شارط في تعليم القرآن أو معلّم لا يعلّمه إلّا قرآنا فقط فحرام أجرته إن شارط أم لم يشارط

، و روي عن ابن عبّاس في قوله أكّالون للسّحت قال أجرة المعلّمين الّذين يشارطون في تعليم القرآن

، و روي أنّ عبد اللّه بن مسعود جاء إلى النّبيّ ص فقال يا رسول اللّه أعطاني فلان الأعرابيّ ناقة بولدها فقال النّبيّ ص لم يا ابن مسعود فقال إنّي كنت علّمت له أربع سور من كتاب اللّه فقال ردّ عليه يا ابن مسعود فإنّ الأجر على القرآن حرام

4    ابن شهرآشوب في المناقب، قيل إنّ عبد الرّحمن السّلميّ علّم ولد الحسين ع الحمد فلمّا قرأها على أبيه أعطاه ألف دينار و ألف حلّة و حشا فاه درّا فقيل له في ذلك فقال و أين يقع هذا من عطائه يعني تعليمه

5    الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال من السّحت ثمن الميتة إلى أن قال و أجر القارئ الّذي لا يقرأ القرآن إلّا بأجر و لا بأس أن يجرى له من بيت المال

6    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ أحقّ ما أخذتم عليه أجرا كتاب اللّه

 باب 27 -عدم جواز أخذ الأجرة على الأذان و الصّلاة بالنّاس و القضاء و سائر الواجبات كتغسيل الأموات و تكفينهم و دفنهم

1    الجعفريّات، بالسّند المتقدّم عن عليّ ع أنّه قال من السّحت ثمن الميتة إلى أن قال و أجر القاضي إلّا قاض يجرى عليه من بيت المال و أجر المؤذّن إلّا مؤذّن يجرى عليه من بيت المال

 باب 28 -عدم جواز بيع المصحف و جواز بيع الورق و الجلد و نحوهما و أخذ الأجرة على كتابته

1    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال لا بأس ببيع المصاحف و شرائها

 قال أبو عبد اللّه ع و لا بأس أن يكتب بأجر و لا يقع الشّراء على كتاب اللّه و لكن على الجلود و الدّفّتين يقول أبيعك هذا بكذا

 باب 29 -تحريم كسب القمار حتّى الكعاب و الجوز و البيض و إن كان الفاعل غير مكلّف و تحريم فعل القمار

1    فقه الرّضا، ع و اعلم يرحمك اللّه أنّ اللّه تبارك و تعالى نهى عن جميع القمار و أمر العباد بالاجتناب منها و سمّاها رجسا فقال رجس من عمل الشّيطان فاجتنبوه مثل اللّعب بالشّطرنج و النّرد و غيرهما من القمار و النّرد أشرّ من الشّطرنج الخبر

2    الصّدوق في المقنع، اتّق اللّعب بالنّرد فإنّ الصّادق ع نهى عن ذلك إنّ مثل من يلعب بالنّرد قمارا مثل من يأكل لحم الخنزير و مثل من يلعب بها من غير قمار مثل الّذي يضع يده في لحم الخنزير أو في دمه و اجتنب الملاهي كلّها و اللّعب بالخواتيم و الأربعة عشر فإنّ الصّادقين ع نهوا عن ذلك

3    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن حمدويه عن محمّد بن عيسى قال سمعته يقول كتب إليه إبراهيم بن عنبسة يعني إلى عليّ بن محمّد ع إن رأى سيّدي و مولاي أن يخبرني عن قول اللّه يسئلونك عن الخمر و الميسر الآية فما المنفعة جعلت فداك فكتب كلّما قومر به فهو الميسر الخبر

4    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال إيّاكم و هاتين الكعبتين الموشومتين فإنّهما من ميسر العجم

 باب 30 -تحريم أخذ ما ينثر في الأعراس إلّا من يعلم إذن أربابه بانتهابه

1    الصّدوق في الأمالي، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء عن الصّادق عن آبائه قال قال أمير المؤمنين ع دخلت أمّ أيمن على النّبيّ ص و في ملحفها شي‏ء فقال لها رسول اللّه ص ما معك يا أمّ أيمن فقالت إنّ فلانة أملكوها فنثروا عليها فأخذت من نثارهم ثمّ بكت أمّ أيمن و قالت يا رسول اللّه فاطمة ع زوّجتها و لم تنثر عليها شيئا الخبر

2    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه نهى عن القمار و النّهبة و النّثار يعني بالنّثار ما ينثر على قوم لم يدعوا إليه و لم تطب نفس ناثره به لمن صار إليه و كان يؤخذ إخطافا و انتهابا فهو شبيه بالنّهبة

 باب 31 -جواز بيع جلد غير مأكول اللّحم إذا كان مذكّى دون الميتة

1    كتاب محمّد بن المثنّى الحضرميّ، عن جعفر بن محمّد بن شريح عن ذريح المحاربيّ قال سألت أبا عبد اللّه ع عن جلود السّباع الّتي يجلس عليها فقال ادبغوها فرخّص في ذلك

2    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال من السّحت ثمن جلود السّباع

 و رواه في الجعفريّات، بسنده عنه ع قلت يمكن حمل الخبر الأوّل على المذكّى و الثّاني على الميتة أو حمل الأوّل على مجرّد جواز الانتفاع بها بناء على جواز الانتفاع بالمنافع المحلّلة من الميتة كالاستقاء من جلودها و إطعام كلب الصّيد من لحومها و حرمة المعاوضة عليها و الانتفاع من ثمنها

باب 32 -تحريم إجارة المساكن و السّفن للمحرّمات

1    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من اكترى دابّة أو سفينة فحمل عليها المكتري خمرا أو خنازير أو ما يحرم لم يكن على صاحب الدّابّة شي‏ء و إن تعاقدا على حمل ذلك فالعقد فاسد و الكراء على ذلك حرام

 باب 33 -حكم بيع عذرة الإنسان و غيره و حكم الأبوال

1    توحيد المفضّل، برواية محمّد بن سنان عنه عن الصّادق ع قال فاعتبر بما ترى من ضروب المآرب في صغير الخلق و كبيره و بما له قيمة و ما لا قيمة له و أخسّ من هذا و أحقره الزّبل و العذرة الّتي اجتمعت فيها الخساسة و النّجاسة معا و موقعها من الزّرع و البقول و الخضر أجمع الموقع الّذي لا يعدله شي‏ء حتّى إنّ كلّ شي‏ء من الخضر لا يصلح و لا يزكو إلّا بالزّبل و السّماد الّذي يستقذره النّاس و يكرهون الدّنوّ منه و اعلم أنّه ليس منزلة الشّي‏ء على حسب قيمته بل هما قيمتان مختلفتان بسوقين و ربّما كان الخسيس في سوق المكتسب نفيسا في سوق العلم فلا تستصغر العبرة في الشّي‏ء لصغر قيمته فلو فطنوا طالبوا الكيمياء لما في العذرة لاشتروها بأنفس الأثمان و غالوا بها

  قلت و يظهر من هذا الخبر جواز الانتفاع بالعذرة النّجسة بما لا محظور فيه و هو غير مستلزم لجواز المعاوضة عليها فلا يعارض ما دلّ على حرمتها و أنّ ثمنها سحت

 باب 34 -تحريم بيع الخشب ليعمل صليبا و كذا التّوت

1    الصّدوق في المقنع، و لا بأس ببيع الخشب ممّن يتّخذه برابط و لا يجوز بيعه لمن يتّخذه صلبانا

 باب 35 -تحريم معونة الظّالمين و لو بمدّة قلم و طلب ما في أيديهم من الظّلم

1    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن عثمان بن عيسى عن رجل عن أبي عبد اللّه ع و لا تركنوا إلى الّذين ظلموا فتمسّكم النّار قال أما إنّه لم يجعلها خلودا و لكن تمسّكم النّار فلا تركنوا إليهم

2    السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده الصّحيح عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص ما قرب عبد من سلطان إلّا تباعد من اللّه و لا كثر ماله إلّا اشتدّ حسابه و لا كثر تبعه إلّا و كثر شياطينه

، و بهذا الإسناد قال قال عليّ ع ثلاث من حفظهنّ كان معصوما من الشّيطان الرّجيم و من كلّ بليّة من لم يخل بامرأة ليس يملك منها شيئا و لم يدخل على سلطان و لم يعن صاحب بدعة ببدعة

 و رواه في الجعفريّات، عنه مثله

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من نكث بيعة أو رفع لواء ضلالة أو كتم علما أو اعتقل مالا ظلما أو أعان ظالما على ظلمه و هو يعلم أنّه ظالم فقد برئ من الإسلام

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص إيّاكم و أبواب السّلطان و حواشيها و أبعدكم من اللّه من آثر سلطانا على اللّه جعل الميتة في قلبه ظاهرة و باطنة و أذهب عنه الورع و جعله حيران

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من أرضى سلطانا بما أسخط اللّه خرج من دين الإسلام

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الظّلمة و أعوان الظّلمة من لاق لهم دواة أو ربط لهم كيسا أو مدّ لهم مدّة احشروه معهم

   ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص الفقهاء أمناء الرّسل ما لم يدخلوا في الدّنيا قيل يا رسول اللّه فما دخولهم في الدّنيا قال اتّباع السّلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على أديانكم

9    عوالي اللآّلي، و روي في حديث أنّه دخل على الصّادق ع رجل فمتّ له بالأيمان أنّه من أوليائه فولّى عنه وجهه فدار الرّجل إليه و عاود اليمين فولّى عنه فأعاد اليمين ثالثة فقال ع له يا هذا من أين معاشك فقال إنّي أخدم السّلطان و إنّي و اللّه لك محبّ فقال ع روى أبي عن أبيه عن جدّه عن رسول اللّه ص أنّه قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد من السّماء من قبل اللّه عزّ و جلّ أين الظّلمة أين أعوان الظّلمة أين من برى لهم قلما أين من لاق لهم دواة أين من جلس معهم ساعة فيؤتى بهم جميعا فيؤمر بهم أن يضرب عليهم بسور من نار فهم فيه حتّى يفرغ النّاس من الحساب ثمّ يؤمر بهم إلى النّار

10    الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال شرّ النّاس من يعين على المظلوم

11    الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال لكميل يا كميل لا تطرق أبواب الظّالمين للاختلاط بهم و الاكتساب معهم و إيّاك أن تعظّمهم و تشهد في مجالسهم بما يسخط اللّه عليك الخبر

  و رواه عماد الدّين الطّبريّ في البشارة، مسندا عنه ع مثله

12    أبو الفتح الكراجكيّ في كنزه، عن محمّد بن أحمد بن شاذان عن أبيه عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن الصّفّار عن محمّد بن زياد عن المفضّل بن عمر عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد اللّه ع قال ملعون ملعون عالم يؤمّ سلطانا جائرا معينا له على جوره

13  ، و عن رسول اللّه ص أنّه قال من ترك معصية اللّه مخافة من اللّه أرضاه اللّه يوم القيامة و من مشى مع ظالم ليعينه و هو يعلم أنّه ظالم فقد خرج من الإيمان

 جامع الأخبار، عنه ص مثله

14  ، و عنه ص أنّه قال شرّ النّاس المثلّث قيل يا رسول اللّه و ما المثلّث قال الّذي يسعى بأخيه إلى السّلطان فيهلك نفسه و يهلك أخاه و يهلك السّلطان

15  ، و عنه ص أنّه قال من مشى مع ظالم فقد أجرم

16  ، و عن الباقر ع أنّه قال العامل بالظّلم و المعين له و الرّاضي به شركاء ثلاث

17    الشّيخ المفيد في الرّوضة، عن ابن أبي عمير عن الوليد بن صبيح الكابليّ عن أبي عبد اللّه ع قال من سوّد اسمه في ديوان بني شيصبان حشره اللّه يوم القيامة مسودّا وجهه الخبر

18    الصّدوق في معاني الأخبار، عن عليّ بن عبد اللّه الورّاق عن سعد بن عبد اللّه عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عليّ عن الحسن بن سعيد عن الحارث بن محمّد بن النّعمان عن جميل بن صالح عن أبي عبد اللّه ع قال قال عيسى ابن مريم ع لبني إسرائيل لا تعينوا الظّالم على ظلمه فيبطل فضلكم الخبر

19    شاذان بن جبرئيل القمّيّ في الرّوضة، و الفضائل، بإسناده عن عبد اللّه بن مسعود عن رسول اللّه ص في حديث الإسراء و ما رآه مكتوبا على أبواب الجنّة و النّار قال و رأيت على أبواب النّار مكتوبا على الباب الأوّل إلى أن قال و على الباب الرّابع مكتوب ثلاث كلمات أذلّ اللّه من أهان الإسلام أذلّ اللّه من أهان أهل البيت أذلّ اللّه من أعان الظّالمين على ظلمهم للمخلوقين و على الباب الخامس مكتوب ثلاث كلمات لا تتّبعوا الهوى فالهوى يخالف الإيمان و لا تكثر منطقك فيما لا يعنيك فتسقط من رحمة اللّه و لا تكن عونا للظّالمين

  القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال لكعب بن عجرة أعاذك اللّه من إمارة السّفهاء فمن دخل عليهم فصدّقهم في كذبهم و أعانهم على ظلمهم فليس منّي و لست منهم و لن يرد عليّ الحوض يوم القيامة

21  ، و عنه ص قال ينادى يوم القيامة أين الظّلمة و أعوانهم حتّى من لاق لهم دواة أو برى لهم قلما تجمعون في تابوت فتلقون في النّار

22  ، و عنه ص قال ما من عالم أتى باب سلطان طوعا إلّا كان شريكه في كلّ لون يعذّب في نار جهنّم

23  ، و قال ص من تعلّم القرآن ثمّ تفقّه في الدّين ثمّ أتى صاحب سلطان تملّقا إليه و طمعا لما في يديه خاض بقدر خطاه في نار جهنّم

 باب 36 -تحريم مدح الظّالم دون رواية الشّعر في غير ذلك

1    أبو عمرو الكشّيّ في رجاله، عن نصر بن الصّبّاح عن إسحاق بن محمّد البصريّ عن جعفر بن محمّد بن الفضيل عن محمّد بن عليّ الهمذانيّ عن درست بن أبي منصور قال كنت عند أبي الحسن موسى ع و عنده الكميت بن زيد فقال للكميت أنت الّذي تقول فالآن صرت إلى أميّة و الأمور إلى مصائر قال قد قلت ذلك فو اللّه ما رجعت عن إيماني و إنّي لكم لموال و لعدوّكم لقال و لكنّي قلته على التّقيّة قال أما لئن قلت ذلك إنّ التّقيّة تجوز في شرب الخمر

 باب 37 -تحريم صحبة الظّالمين و محبّة بقائهم

1    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود المنقريّ عن فضيل بن عياض عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في حديث و من أحبّ بقاء الظّالمين فقد أحبّ أن يعصى اللّه إنّ اللّه تبارك و تعالى حمد نفسه على هلاك الظّالمين فقال فقطع دابر القوم الّذين ظلموا و الحمد للّه ربّ العالمين

2    عليّ بن عيسى في كشف الغمّة، قال قال ابن حمدون كتب المنصور إلى جعفر بن محمّد ع لم لا تغشانا كما يغشانا سائر النّاس فأجابه ليس لنا ما نخافك من أجله و لا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك ]له[ و لا أنت في نعمة فنهنّيك و لا تراها نقمة فنعزّيك بها فما نصنع عندك قال فكتب إليه تصحبنا لتنصحنا فأجابه من أراد الدّنيا لا ينصحك و من أراد الآخرة لا يصحبك فقال المنصور و اللّه لقد ميّز عندي منازل النّاس من يريد الدّنيا ممّن يريد الآخرة و إنّه ممّن يريد الآخرة لا الدّنيا

  الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن النّضر عن محمّد بن هاشم عن رجل عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ قوما ممّن آمن بموسى قالوا لو أتينا عسكر فرعون و كنّا فيه و نلنا منه فإذا كان الّذي نرجوه من ظهور موسى صرنا إليه ففعلوا فلمّا توجّه موسى و من معه هاربين ركبوا دوابّهم و أسرعوا في السّير ليوافوا موسى و من معه فيكونوا معهم فبعث اللّه ملائكة فضربت وجوه دوابّهم فردّتهم إلى عسكر فرعون فكانوا فيمن غرق مع فرعون

 باب 38 -تحريم الولاية من قبل الجائر إلّا ما استثني

1    الشّيخ المفيد في الرّوضة، عن صفوان قال دخل على مولاي رجل فقال ع له أ تتقلّد لهم عملهم فقال بلى يا مولاي قال و لم ذلك قال إنّي رجل عليّ عيلة و ليس لي مال فالتفت إلى أصحابه ثمّ قال من أحبّ أن ينظر إلى رجل يقدّر أنّه إذا عصى اللّه رزقه و إذا أطاعه حرمه فلينظر إلى هذا

2    السّيّد هبة اللّه في المجموع الرّائق، عن الأربعين لمحمّد بن سعيد عن صفوان عن الكاظم ع أنّه قال في حديث إنّ اللّه وعد من يتقلّد لهم عملا أن يضرب عليه سرادقا من نار حتّى يفرغ اللّه من حساب الخلائق

3    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في حديث و العمل لأئمة الجور و من أقاموه و الكسب معهم حرام محرّم و معصية للّه عزّ و جلّ

، و عنه عن آبائه عن رسول اللّه ص أنّه قال في حديث و ولاة أهل الجور و أتباعهم و العاملون لهم في معصية اللّه عزّ و جلّ غير جائز لمن دعوه إلى خدمتهم العمل لهم و عونهم و لا القبول منهم

 باب 39 -جواز الولاية من قبل الجائر لنفع المؤمنين و الدّفع عنهم و العمل بالحقّ بقدر الإمكان

1    الشّيخ المفيد في الرّوضة، عن أحمد بن محمّد السّيّاريّ عن عليّ بن جعفر ع قال كتبت إلى أبي الحسن ع أنّ قوما من مواليك يدخلون في عمل السّلطان و لا يؤثرون على إخوانهم و إن نابت أحدا من مواليك نائبة قاموا فكتب أولئك هم المؤمنون حقّا عليهم مغفرة من ربّهم و رحمة و أولئك هم المهتدون

، و عن ابن مسكان عن الحلبيّ قال قلت لأبي عبد اللّه ع يكون الرّجل من إخواننا مع هؤلاء في ديوانهم فيخرجون إلى بعض النّواحي فيصيبون غنيمة فقال يقضي منه حقوق إخوانه

، و عن البرقيّ عن أبيه عن محمّد بن عيسى بن يقطين قال كتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن ع في الخروج من عمل السّلطان فأجابه إنّي لا أرى لك الخروج من عمل السّلطان فإنّ للّه عزّ و جلّ بأبواب الجبابرة من يدفع بهم عن أوليائه و هم عتقاؤه من النّار فاتّق اللّه في إخوانك أو كما قال

، و عن محمّد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال سألته من عمل السّلطان و الدّخول معهم قال لا بأس إذا وصلت إخوانك و عضدت أهل ولايتك

، و عن حمّاد بن عثمان عن معاوية بن عمّار قال كان عند أبي عبد اللّه ع جماعة فسألهم هل فيكم من يدخل في عمل السّلطان لإخوانه و إدخال المنافع عليهم قال لا نعرف ذلك قال إذا كانوا كذلك فابرءوا منهم

، و عن الوليد بن صبيح الكابليّ عن أبي عبد اللّه ع قال من سوّد اسمه في ديوان بني شيصبان حشره اللّه يوم القيامة مسودّا وجهه إلّا من دخل في أمرهم على معرفة و بصيرة و ينوي الإحسان إلى أهل ولايته

، و عن محمّد بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن عمل السّلطان و الدّخول معهم و ما عليهم فيما هم فيه قال لا بأس به إذا واسى إخوانه و أنصف المظلوم و أغاث الملهوف من أهل ولايته

8    و عن الحسن بن محبوب عن عليّ بن رئاب قال استأذن رجل أبا الحسن موسى ع في أعمال السّلطان فقال لا و لا قطّة قلم إلّا لإعزاز مؤمن أو فكّ أسرة ثمّ قال له كفّارة أعمالكم الإحسان إلى إخوانكم

، و عن محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين قال قال أبو الحسن موسى ع إنّ اللّه خلق قوما من أوليائه مع أعوان الظّلمة و ولاة الجور يدفع بهم عن الضّعيف و يحقن بهم الدّماء

10  ، و عن الفضل بن عبد الرّحمن الهاشميّ قال كتبت إلى أبي الحسن ع أستأذنه في أعمال السّلطان فقال لا بأس به ما لم يغيّر حكما و لم يبطل حدّا و كفّارته قضاء حوائج إخوانكم

11  ، و عن صفوان قال قال أبو عبد اللّه ع من كان ذا صلة لأخيه المؤمن عند سلطانه أو تيسير عسير له أعين على إجازة الصّراط يوم تدحض الأقدام

12    و في كتاب الإختصاص، عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد اللّه بن حمّاد عن سدير عن أبي عبد اللّه ع قال قال أ لا أبشّرك قال قلت بلى جعلت فداك قال أما إنّه ما كان من سلطان جور فيما مضى و لا يأتي بعد إلّا و معه ظهير من اللّه يدفع عن أوليائه شرّهم به

13    البحار، عن كتاب قضاء الحقوق لأبي عليّ بن طاهر الصّوريّ قال قال رجل من أهل الرّيّ ولّي علينا بعض كتّاب يحيى بن خالد و كان عليّ بقايا يطالبني بها و خفت من إلزامي إيّاها خروجا من نعمتي و قيل لي إنّه ينتحل هذا المذهب فخفت أن أمضي إليه فلا يكون كذلك و أقع فيما لا أحبّ فاجتمع رأيي على أن هربت إلى اللّه تعالى و حججت و لقيت مولاي الصّابر يعني موسى بن جعفر ع فشكوت حالي إليه فأصحبني مكتوبا نسخته بسم اللّه الرّحمن الرّحيم اعلم أنّ للّه ظلّا تحت عرشه لا يسكنه إلّا من أسدى إلى أخيه معروفا أو نفّس عنه كربة أو أدخل على قلبه سرورا و هذا أخوك و السّلام قال فعدت من الحجّ إلى بلدي و مضيت إلى الرّجل ليلا و استأذنت عليه و قلت رسول الصّابر فخرج إليّ حافيا ماشيا ففتح لي بابه و قبّلني و ضمّني إليه و جعل يقبّل عيني و يكرّر ذلك كلّما سألني عن رؤيته و كلّما أخبرته بسلامته و صلاح أحواله استبشر و شكر اللّه تعالى ثمّ أدخلني داره و صدّرني في مجلسه و جلس بين يديّ فأخرجت إليه كتابه ع فقبّله قائما و قرأه ثمّ استدعى بماله و ثيابه فقاسمني دينارا دينارا و درهما درهما و ثوبا ثوبا و أعطاني قيمة ما لم يمكن قسمته و في كلّ شي‏ء من ذلك يقول يا أخي هل سررتك فأقول إي و اللّه و زدت على السّرور ثمّ استدعى العمل فأسقط ما كان باسمي و أعطاني براءة ممّا يتوجّبه عليّ منه و ودّعته و انصرفت عنه فقلت لا أقدر على مكافاة هذا الرّجل إلّا بأن أحجّ في قابل و أدعو له و ألقى الصّابر ع و أعرّفه فعله ففعلت و لقيت مولاي الصّابر ع و جعلت أحدّثه و وجهه يتهلّل فرحا فقلت يا مولاي هل سرّك ذلك فقال إي و اللّه لقد سرّني و سرّ أمير المؤمنين ع و اللّه لقد سرّ جدّي رسول اللّه ص و اللّه لقد سرّ اللّه تعالى

14    و رواه السّيّد هبة اللّه المعاصر للعلّامة في المجموع الرّائق، عن الأربعين لمحمّد بن سعيد عن الحسن بن عليّ بن يقطين عن جدّه باختلاف دعانا إلى تكراره قال ولّي علينا رجل بالأهواز من كتّاب يحيى بن خالد و كان عليّ بقايا من خراج كان فيه زوال نعمتي و خروجي من ملكي فقيل لي إنّه ينتحل هذا الأمر فخشيت أن ألقاه مخافة أن لا يكون على ما بلغني فأقع فيما لا يتهيّأ لي الخلاص منه و خرجت منه هاربا إلى مكّة فلمّا قضيت حجّي جعلت طريقي المدينة فدخلت على الصّادق ع فقلت له يا سيّدي إنّه ولّي بلدي فلان بن فلان و بلغني أنّه يومئ إليكم و يتولّاكم أهل البيت و قد بلغني أمره فخشيت أن ألقاه مخافة أن لا يكون ما بلغني حقّا و يكون فيه خروج ملكي و زوال نعمتي فخرجت منه إلى اللّه تعالى و إليكم فقال لا بأس عليك و كتب رقعة صغيرة بسم اللّه الرّحمن الرّحيم إنّ للّه في ظلّ عرشه ظلالا لا يملكها إلّا من نفّس عن أخيه المؤمن كربة أو أعانه بنفسه أو صنع إليه معروفا و لو بشقّ تمرة و هذا أخوك و السّلام ثمّ ختمها و دفعها إليّ و أمرني أن أوصلها إليه فلمّا رجعت إلى بلدي صرت ليلا إلى منزله فاستأذنت عليه و قلت رسول الصّادق ع بالباب فإذا أنا به قد خرج إليّ حافيا فلمّا بصر بي سلّم عليّ و قبّل ما بين عينيّ ثمّ قال يا سيّدي أنت رسول مولاي قلت نعم قال فداك عيني إن كنت صادقا فأخذ بيدي فقال لي يا سيّدي كيف خلّفت مولاي قلت بخير قال اللّه قلت و اللّه حتّى أعادها إليّ ثلاثا ثمّ ناولته الرّقعة فقرأها و قبّلها و وضعها على عينيه ثمّ قال يا أخي مر بأمرك قلت عليّ في جريدتك كذا و كذا ألف درهم و فيه عطبي و هلاكي فدعا بالجريدة فمحا عنّي كلّ ما كان فيها و أعطاني براءة منها ثمّ دعا بصناديق ماله فناصفني عليها ثمّ دعا بدوابّه فجعل يأخذ دابّة و يعطيني دابّة و دعا ثيابه فجعل يأخذ ثوبا و يعطيني ثوبا حتّى شاطرني جميع ملكه و جعل يقول يا أخي هل سررت فأقول إي و اللّه و زدت على السّرور فلمّا كان أيّام الموسم قلت لا كافأت هذا الأخ بشي‏ء أحبّ إلى اللّه و رسوله من الخروج إلى الحجّ و الدّعاء له و المصير إلى مولاي و سيّدي و شكره عنده و مسألة الدّعاء له فخرجت إلى مكّة و جعلت طريقي على مولاي فلمّا دخلت عليه رأيت السّرور في وجهه و قال يا فلان ما خبرك مع الرّجل فجعلت أورد عليه خبري معه و جعل يتهلّل وجهه و يبين السّرور فيه فقلت يا سيّدي سرّك فيما آتاه إليّ سرّه اللّه في جميع أموره فقال إي و اللّه لقد سرّني و اللّه لقد سرّ آبائي و اللّه لقد سرّ أمير المؤمنين ع و اللّه لقد سرّ رسول اللّه ص و اللّه لقد سرّ اللّه تعالى في عرشه

 و رواه أحمد بن محمّد بن فهد في عدّة الدّاعي، عن الحسن بن عليّ بن يقطين مثله باختلاف يسير و حيث إنّ الظّاهر اتّحاد الخبرين فالظّاهر أنّ الاشتباه فيما في الأربعين و العدّة و أنّ الإمام الموجود فيه هو الكاظم لا الصّادق ع و سبب الاشتباه لعلّه من كلمة الصّابر في الخطّ القديم أو توهّم أنّه لقب الصّادق ع و وجه الظّهور كون يحيى بن خالد في أيّام الرّشيد لا المنصور كما لا يخفى

15    السّيّد هبة اللّه في الكتاب المذكور، عن الأربعين لأبي الفضل محمّد بن سعيد عن صفوان بن مهران الجمّال قال دخل زياد بن مروان العبديّ على مولاي موسى بن جعفر ع فقال لزياد أ تقلّد لهم عملا فقال بلى يا مولاي فقال و لم ذاك قال فقلت يا مولاي إنّي رجل لي مروءة و عليّ عيلة و ليس لي مال فقال ع يا زياد و اللّه لأن أقع من السّماء إلى الأرض فأنقطع قطعا و يفصّلني الطّير بمناقيرها مفصّلا مفصّلا لأحبّ إليّ من أن أتقلّدهم عملا فقلت إلّا لما ذا فقال إلّا لإعزاز مؤمن أو فكّ أسره إنّ اللّه وعد من يتقلّد لهم عملا أن يضرب عليه سرادقا من نار حتّى يفرغ اللّه من حساب الخلائق فامض و أعزز من إخوانك واحدا و اللّه من وراء ذلك يفعل ما يشاء

16  ، و عن هشام بن سالم قال قال أبو عبد اللّه ع إنّ للّه عزّ و جلّ مع ولاة الجور أولياء يدفع بهم عن أوليائه أولئك هم المؤمنون حقّا

17  ، و عن المفضّل بن عمر قال قال أبو عبد اللّه ع ما من سلطان إلّا و معه من يدفع اللّه به عن المؤمنين أولئك أوفر حظّا في الآخرة

18  ، و فيه قال شكا رجل إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ع قال شيعة ولد الحسين أخيك أكثر مالا منكم و أنتم تشكون الحاجة قال أولئك يتعرّضون للسّلطان و عمله و نحن لا نتعرّض له قال إذا دخلتم في عمل السّلطان فتصلون إخوانكم و تدفعون عنهم قال منّا من يفعل ذلك قال إذا دفعتم عن إخوانكم و وصلتموهم و عضدتموهم و واسيتموهم فلا بأس و إن لم تفعلوا ذلك فلا و لا كرامة

19  ، و عن عليّ بن جعفر ع قال كتبت إلى أبي الحسن ع أنّ قوما من مواليك يدخلون في عمل السّلطان فلا يؤثرون على إخوانهم أحدا و إن نابت أحدا من مواليك نائبة قاموا بها فكتب أولئك هم المؤمنون حقّا عليهم صلوات من ربّهم و رحمة و أولئك هم المهتدون

20  ، و عن الجبليّ قال قلت لأبي عبد اللّه ع يكون الرّجل من أصحابنا مع هؤلاء في ديوانهم فيخرجون إلى بعض النّواحي فيصيبون غنيمة قال يقضي منها إخوانه

21  ، و عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال سألته عن عمل السّلطان و الدّخول معهم فيما هم فيه فقال لا بأس إذا وصلت إخوانك و عدت أهل ولايتك

22  ، و عن عمّار قال كان عند أبي عبد اللّه ع جماعة فسألهم هل فيكم من يدخل في عمل السّلطان قالوا ربّما دخل الرّجل منّا فيه قال كيف مواساة من دخل في عمل السّلطان لإخوانهم و إدخالهم المنافع عليهم قالوا لا نعرف ذلك منهم قال إذا كانوا كذلك فابرءوا منهم

23  ، و عن عليّ بن يقطين قال قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر ع اضمن لي واحدة أضمن لك ثلاثا اضمن لي أنّه لا يأتي أحد من موالينا في دار الخلافة إلّا قمت له بقضاء حاجته أضمن لك أن لا يصيبك حرّ السّيف أبدا و لا يظلّك سقف سجن أبدا و لا يدخل الفقر بيتك أبدا قال الحسن فذكرت لمولاي كثرة تولّي أصحابنا أعمال السّلطان و اختلاطهم بهم قال ما يكون أحوال إخوانهم معهم قلت مجتهد و مقصّر قال من أعزّ أخاه في اللّه و أهان أعداءه في اللّه و تولّى ما استطاع نصيحته أولئك يتقلّبون في رحمة اللّه و مثلهم مثل طير يأتي بأرض الحبشة في كلّ صيفة يقال له القدم فيبيض و يفرخ بها فإذا كان وقت الشّتاء صاح بفراخه فاجتمعوا إليه و خرجوا معه من أرض الحبشة فإذا قام قائمنا ع اجتمع أولياؤنا من كلّ أوب ثمّ تمثّل بقول عبد المطّلب

فإذا ما بلغ الدّور إلى منتهى الوقت أتى طير القدم‏بكتاب فصّلت آياته و بتبيان أحاديث الأمم

24  ، و عن حمران بن أعين عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال ما من دولة يتداول من الدّول إلّا و لنا و لأوليائنا فيها ناصر يتقرّبون إليه بحوائجهم فإن كان فيها مسرعا كان لنا وليّا من السّلطان بريئا و إن كان فيها متوانيا كان منّا بريئا و للسّلطان وليّا

25  ، و عن صفوان بن مهران قال كنت عند أبي عبد اللّه ع إذ دخل عليه رجل من الشّيعة فشكا إليه الحاجة فقال له ما يمنعك من التّعرّض للسّلطان فتدخل في بعض أعماله فقال إنّكم حرّمتموه علينا فقال خبّرني عن السّلطان لنا أو لهم قال بل لكم قال أ هم الدّاخلون علينا أم نحن الدّاخلون عليهم قال بل هم الدّاخلون عليكم قال فإنّما هم قوم اضطرّوكم فدخلتم في بعض حقّكم فقال إنّ لهم سيرة و أحكاما قال ع أ ليس قد أجرى لهم النّاس على ذلك قال بلى قال أجروهم عليهم في ديوانهم و إيّاكم و ظلم مؤمن

26    الكشّيّ في رجاله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن سيف بن عميرة عن أبي حمزة الثّماليّ قال قال سمعت أبا جعفر ع يقول من أحللنا له شيئا أصابه من أعمال الظّالمين فهو له حلال لأنّ الأئمّة منّا مفوّض إليهم فما أحلّوا فهو حلال و ما حرّموا فهو حرام

 و رواه الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن محمّد بن خالد الطّيالسيّ عن ابن عميرة مثله

 باب 40 -وجوب ردّ المظالم إلى أهلها إن عرفهم و إلّا تصدّق بها

1    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في حديث فمن نال من رجل شيئا من عرض أو مال وجب عليه الاستحلال من ذلك و الانفصال من كلّ ما كان منه إليه و إن كان قد مات فليتنصّل من المال إلى ورثته إلى أن قال ع و إن لم يعرف أهلها تصدّق بها عنهم على الفقراء و المساكين

2    الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال لا عدل أفضل من ردّ المظالم

 و باقي أخبار الباب تقدّم في أبواب جهاد النّفس

 باب 41 -جواز قبول الولاية من قبل الجائر مع الضّرورة و الخوف و جواز إنفاذ أمره بحسب التّقيّة إلّا في القتل المحرّم

1    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن الحسن بن موسى قال روى أصحابنا عن الرّضا ع قال قال له رجل أصلحك اللّه كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون و كأنّه أنكر ذلك عليه فقال له أبو الحسن يا هذا أيّهما أفضل النّبيّ أو الوصيّ فقال لا بل النّبيّ قال فأيّهما أفضل مسلم أو مشرك قال لا بل مسلم قال فإنّ العزيز عزيز مصر كان مشركا و كان يوسف ع نبيّا و إنّ المأمون مسلم و أنا وصيّ و يوسف سأل العزيز أن يولّيه حتّى قال اجعلني على خزائن الأرض إنّي حفيظ عليم و المأمون أجبرني على ما أنا فيه

2    الشّيخ المفيد في الإرشاد، أخبرني الشّريف أبو محمّد الحسن بن محمّد قال حدّثنا جدّي قال حدّثني موسى بن سلمة قال كنت بخراسان مع محمّد بن جعفر فسمعت أنّ ذا الرّئاستين خرج ذات يوم و هو يقول وا عجباه و قد رأيت عجبا سلوني ما رأيت فقالوا و ما رأيت أصلحك اللّه قال رأيت المأمون أمير المؤمنين يقول لعليّ بن موسى ع قد رأيت أن أقلّدك أمور المسلمين و أفسخ ما في رقبتي و أجعله في رقبتك و رأيت عليّ بن موسى ع يقول يا أمير المؤمنين لا طاقة لي بذلك و لا قوّة فما رأيت خلافة قطّ كانت أضيع منها إنّ أمير المؤمنين يتفصّى منها و يعرضها على عليّ بن موسى ع و عليّ بن موسى يرفضها و يأباها

3    و فيه، مرسلا و كان المأمون قد أنفذ إلى جماعة من آل أبي طالب فحملهم إليه من المدينة و فيهم الرّضا عليّ بن موسى ع فأخذ بهم على طريق البصرة حتّى جاء بهم و كان المتولّي لإشخاصهم المعروف بالجلوديّ فقدم بهم على المأمون فأنزلهم دارا و أنزل الرّضا عليّ بن موسى ع دارا و أكرمه و عظّم أمره ثمّ أنفذ إليه إنّي أريد أن أخلع نفسي من الخلافة و أقلّدك إيّاها فما رأيك في ذلك فأنكر الرّضا ع هذا الأمر و قال له أعيذك باللّه يا أمير المؤمنين من هذا الكلام و أن يسمع به أحد فردّ عليه الرّسالة فإذا أبيت ما عرضت عليك فلا بدّ من ولاية العهد من بعدي فأبى عليه الرّضا ع إباء شديدا فاستدعاه إليه و خلا به و معه الفضل بن سهل ذو الرّئاستين و ليس في المجلس غيرهم و قال له إنّي قد رأيت أن أقلّدك أمر المسلمين و أفسخ ما في رقبتي و أضعه في رقبتك فقال له الرّضا ع اللّه اللّه يا أمير المؤمنين إنّه لا طاقة لي بذلك و لا قوّة لي عليه قال فإنّي مولّيك العهد من بعدي فقال له اعفني من ذلك يا أمير المؤمنين فقال له المأمون كلاما فيه كالتّهدّد له على الامتناع عليه فقال له فيكلامه إنّ عمر بن الخطّاب جعل الشّورى في ستّة أحدهم جدّك عليّ بن أبي طالب ع و شرط فيمن خالف منهم أن يضرب عنقه و لا بدّ من قبولك ما أريده منك فإنّي لا أجد محيصا عنه فقال له الرّضا ع فإنّي مجيبك إلى ما تريد من ولاية العهد على أنّني لا آمر و لا أنهى و لا أفتي و لا أقضي و لا أولّي و لا أعزل و لا أغيّر شيئا ممّا هو قائم فأجابه المأمون إلى ذلك كلّه

4    و في الإختصاص، عن محمّد بن عيسى عن أخيه جعفر بن عيسى عن إسحاق بن عمّار قال سأل رجل أبا عبد اللّه ع عن الدّخول في عمل السّلطان فقال هم الدّاخلون عليكم أم أنتم الدّاخلون عليهم فقال لا بل هم الدّاخلون علينا قال لا بأس بذلك

 باب 42 -ما ينبغي للوالي العمل به في نفسه و مع أصحابه و مع رعيّته

1    دعائم الإسلام، روّينا عن عليّ ص أنّه قال بعث رسول اللّه ص سريّة و استعمل عليها رجلا من الأنصار و أمرهم أن يطيعوه و لمّا كان ذات يوم غضب عليهم فقال أ ليس قد أمركم رسول اللّه ص أن تطيعوني قالوا نعم قال فاجمعوا حطبا فجمعوه فقال أضرموا نارا ففعلوا فقال لهم ادخلوها فهمّوا بذلك ثمّ جعل بعضهم يمسك بعضا و يقولون إنّما فررنا إلى رسول اللّه ص من النّار فما زالوا ]كذلك[ حتّى خمدت النّار و سكن غضب الرّجل فبلغ ذلك رسول اللّه ص فقال لو دخلوها لما خرجوا منها إلى يوم القيامة إنّما الطّاعة في المعروف

، و عن عليّ ص أنّه ذكر عهد رسول اللّه ص إلى عليّ ع قال الّذي حدّثناه أراه من كلام عليّ ع إلّا أنّا روّيناه أنّه رفعه فقال عهد رسول اللّه ص عهدا كان فيه بعد كلام ذكره ثمّ قال ص

فيما يجب على الأمير من محاسبة نفسه

 أيّها الملك المملوك اذكر ما كنت فيه و انظر إلى ما صرت إليه و اعتقد لنفسك ما تدوم و استدلّ بما كان على ما يكون و ابدأ بالنّصيحة لنفسك و انظر في أمر خاصّتك و في معرفة ما عليك و لك فليس شي‏ء أدلّ لامرئ على ما له عند اللّه من أعماله و لا على ما له عند النّاس من آثاره فاتّق اللّه في خاصّة نفسك و راقبه فيما حمّلك و تعبّد له بالتّواضع إذ رفعك فإنّ التّواضع طبيعة العبوديّة و التّكبّر من أخلاق الرّبوبيّة و لا تميلنّ بك عن القصد رتبة تروم بها ما ليس لك و لا تبطرنّ نعم اللّه عليك عن إعظام حقّه فإنّ حقّه لن يزداد عليك إلّا عظما و لا تكوننّ كأنّك بما أحدث اللّه لك من الكرامة ترى أنّه أسقط عنك شيئا من فرائضه و أنّك استحققت عليه وضع الصّعاب عنك فتنهمك في بحور الشّهوات فإنّك إن تفعل همدت وزر ذلك على قلبك و تذمم عواقب ما فاتك من أمرك فاعرف قدرك و ما أنت إليه صائر و اذكر ذلك حقّ ذكره و أشعر قلبك الاهتمام به فإنّه من اهتمّ بشي‏ء أكثر ذكره و أكثر التّفكّر فيما تصنع و في من يشاركك فيما تجمع فإنّك لست مجاوزا في غاية المنتهى أجل بعض أخدانك و السّاعة تأتي من ورائك و ليس الّذي تبلغ به قضاء ما يحقّ عليك بقاطع عنك شيئا من لذّاتك الّتي تحلّ لك ما لم تجاوز في ذلك قصد ما يكفيك إلى فضول ما لا يصل من نفعه إليك إلّا ما أنت عليه في غاية من الغناء فتحمل بنفسك ما ليس غايتك منه إلّا حظّ عينك و ما وراء ذلك منفعة لغيرك فيقصر في ذلك أملك و ليعظم من عواقبه وجلك

ذكر ما فيه موعظة الأمير لمن كان قبله

 انظر أيّها الملك المملوك أين آباؤك و أين الملوك من أعدائك الّذين أكلوا الدّنيا منذ كانت فإنّما تأكل ما أسأروا و تدير ما أداروا و أين كنوزهم الّتي جمعوا و أجسادهم الّتي نعّموا و أبناؤهم الّذين كرّموا هل ترى أقلّ منهم عقبا و أخمد منهم ذكرا و اذكر ما كنت تأمل من الإحسان إن أحسن اللّه إليك و لا يغلبنّك هواك على حظّك و لا تحملنّك رقّتك على الولد على أن تجمع لهم ما لا يحول دون شي‏ء قضاه اللّه عليهم و أراد بلوغه فيهم فتهلك نفسك في أمر غيرك و تشقيها في نعيم من لا ينظر لك ]و لذّات[ من لا يألم لألمك اذكر الموت و ما تنظر من فجأة نقماته و لا تأمن من عاجل نزوله بك و أكثر ذكرك زوال أمر الدّنيا و انقلاب دهرها و ما قد رأيت من تغيّر حالاتها بك و بغيرك إنّك كنت حدّيثا من عرض النّاس و كنت تعيب بذخ الملوك و تجبّرهم في سلطانهم و تكبّرهم على رعيّتهم و تسرّعهم إلى السّطوة و إفراطهم في العقوبة و تركهم العفو و الرّحمة و سوء ملكتهم و لزوم غلبتهم و جفوتهم لمن تحت أيديهم و قلّة نظرهم في أمر معادهم و طول غفلتهم عن الموت و طول رغبتهم في الشّهوات و قلّة ذكرهم للخطيئات و تفكّرهم في نقمات الجبّار و قلّة انتفاعهم بالعبر و طول أملهم للغير و قلّة اتّعاظهم بما جرى عليهم من صروف التّجارب و رغبتهم في الأخذ و قلّة إعطائهم للواجب و طول قسوتهم على الضّعفاء و الإيثار لخواصّهم و الاستئثار و الإغماض و لزوم الإصرار و غفلتهم عمّا خلقوا له و استخفافهم بما أمروا و تضييعهم لما حمّلوا أ فنصيحة كانت عيب ذلك منك عليهم و استقباحه منهم أو نفاسة لما كانوا فيه عليهم فإن كان ذلك نصيحة فأنت اليوم أولى بالنّصيحة لنفسك و إن كانت نفاسة فهل معك أمان من سطوات اللّه أم عندك منعة تمتنع بها من عذاب اللّه أم استغنيت بنعمة اللّه عليك عن تحرّى رضاه أو قويت بكرامته إيّاك على الإصحار لسخطه و الإصرار على معصيته أم هل لك مهرب يحرزك منه أم ربّ غيره تلجأ إليه أم لك صبر على احتمال نقماته أم أصبحت ترجو دائرة من دوائر الدّهور تخرجك من قدرته إلى قدرة غيره فأحسن النّظر في ذلك لنفسك و اعمل فيه بعقلك و همّك و أكثر عرضه على قلبك و اعلم أنّ النّاس ينظرون من أمرك إلى مثل ما كنت تنظر فيه من أمر من كان في مثل حالك من قبلك و يقولون فيك ما كنت تقوله فيهم انظر أين الملوك و أين ما جمعوا ممّا دخلت عليهم المعائب و به قيلت فيهم الأقاويل ما ذا شخصوا به معهم منه و ما ذا بقي لمن بعدهم فاذكر حالك و حال من تقدّمك ممّن كان في مثل حالك و ما جمع و كنز هل بقيت له تلك الكنوز حين أراد اللّه نزعها منه و هل ضرّك إذ كنت لا كنز لك حين أراد اللّه صرف هذا الأمر إليك فلا ترى أنّ الكنوز تنفعك و لا تثق بها ليومك فيما تأمل نفعه في غدك بل لتكن أخوف الأشياء عندك و أوحشها لديك عاقبة و ليكن أحبّ الكنوز إليك و أوثقها عندك نفعا و عائدة الاستكثار من صالح الأعمال و اعتقاد صالح الآثار فإنّك إن تعمل هواك في ذلك و تصرفه من غيره يقلل همّك و يطيّب عيشك و ينعم بالك و لتكن قرّة عينك بالزّهد و صالح الآثار أفضل من قرّة عيون أهل الجمع بالجمع عليك بالقصد فيما تجمع و فيما تنفق و لا تعدنّ الاستكثار من جمع الحرام قوّة و لا كثرة الإعطاء في غير حقّ جودا فإنّ ذلك يجحف بعضه ببعض و لكنّ القوّة و الجود أن تملك هواك شحّ النّفس بأخذ ما يحلّ لك و سخاء النّفس بإعطاء ما يحقّ عليك انتفع في ذلك بعلمك و اتّعظ فيه بما قد رأيت من أمور غيرك و خاصم نفسك عند كلّ أمر تورده و تصدره خصومة عامد للحقّ جهده ينتصف للّه و للنّاس من نفسه غير موجب لها العذر حيث لا عذر و لا منقاد للهوى في ورطات الرّدى فإنّ عاجل الهوى لذيذ و له غبّ وخيم

 في أمر الأمراء بالعدل في رعاياهم و الإنصاف من أنفسهم

 أشعر قلبك الرّحمة لرعيّتك و المحبّة لهم و التّعطّف عليهم و الإحسان إليهم و لا تكوننّ عليهم سبعا تغتنم زللهم و عثراتهم فإنّهم إخوانك في النّسبة و نظراؤك في الحقّ يفرط منهم الزّلل و تعتريهم العلل و يتوى على أيديهم في العمد و الخطإ فأعطهم من عفوك و صفحك مثل الّذي تحبّ أن يعطيك من هو فوقك و فوقهم و اللّه ابتلاك بهم و ولّاك أمرهم و احتجّ عليك بما عرّفك من محبّة العدل و العفو و الرّحمة و لا تستخفّنّ ترك محبّته و لا تنصبنّ نفسك لحربه فإنّه لا يدان لك بنقمته و لا غنى بك عن عفوه و رحمته و لا تعجلنّ بعقوبته و لا تسرعنّ إلى بادرة وجدت عنها مخرجا و لا تقولنّ إنّي أمير أصنع ما شئت فإنّ ذلك يسرع في كسر العمل و إذا أعجبك ما أنت فيه و حدّثت لك عظمته و دخلتك أبّهة أبطرتك و استقدرتك على من تحتك فاذكر عظم قدرة اللّه عليك و فكّر في الموت و ما بعده فإنّ ذلك ينقص من زهوك و يكفّ من مرحك و يحقّر في عينيك ما استعظمته من نفسك و إيّاك أن تباهي اللّه في عظمته و لا تضاهيه في جبروته و أن تختال عليه في ملكه فإنّ اللّه مذلّ كلّ جبّار و مهين كلّ مختال أنصف النّاس من نفسك و من أهلك و من خاصّتك فإنّك إن لا تفعل تظلم و من يظلم عباد اللّه فاللّه خصمه دون عباده و من يكن اللّه خصمه فهو له حرب حتّى ينزع و ليس شي‏ء أدعى لتغيّر نعمة أو تعجيل نقمة من إقامة على ظلم فإنّ اللّه يسمع دعوة كلّ مظلوم و إنّ اللّه عدوّ للظّالمين و من عاداه اللّه فهو رهين بالهلكة في الدّنيا و الآخرة و ليكن أحبّ الأمور إليك أوسطها في الحقّ و أجمعها لطاعة الرّبّ و رضى العامّة فإنّ سخط العامّة يجحف برضى الخاصّة و إنّ سخط الخاصّة يحتمل رضى العامّة و ليس أحد من الرّعيّة أشدّ على الوالي في الرّضا مئونة و أقلّ على البلاء معونة و أشدّ بغضا للإنصاف و أكثر سؤالا بإلحاف و أقلّ مع ذلك عند العطاء شكرا و عند الإبطاء عذرا و عند الملمّات من الأمور صبرا من الخاصّة و إنّما اجتماع أمر الولاة و يد السّلطان و غيظ العدوّ العامّة فليكن صفوك لهم ما أطاعوك و اتّبعوا أمرك دون غيرهم و ليكن أبغض رعيّتك إليك أكثرهم كشفا لمعايب النّاس فإنّ في النّاس معايب أنت أحقّ من تغمّدها و كره كشف ما غاب منها و إنّما عليك أحكام ما ظهر لك و اللّه يحكم في ما غاب عنك اكره للنّاس ما تكره لنفسك و استر العورة ما استطعت يستر اللّه منك ما تحبّ ستره و أطلق عن النّاس عقد كلّ حقد و اقطع عنهم سبب كلّ وتر و لا تركبنّ شبهة و لا تعجلنّ إلى تصديق ساع فإنّ السّاعي غاشّ و إن قال قول النّصيح و لا تدخلنّ في مشورتك بخيلا يقصر عن الفضل غايته و لا حريصا يعدك فقرا و يزيّن لك شرّها و لا جبانا يضيّق عليك الأمور فإنّ البخل و الجبن و الحرص غريزة واحدة يجمعها سوء الظّنّ باللّه و اعلم أنّ شرّ دخائلك و شرّ وزرائك من كان للأشرار دخيلا و وزيرا ممّن شركهم في الآثام و أقام لهم كلّ مقام فلا تدخلنّ أولئك في أمرك و لا تشركهم في دولتك كما شركوا في دولة غيرك و لا يعجبك شاهد ما يحضرونك به فإنّهم إخوان الظّلمة و أعوان الأثمة و ذئاب كلّ طمع و أنت تجد في النّاس خلفا منهم ممّن له معرفة أفضل من معرفتهم و نصح أعلى من نصحهم ممّن قد تصفّح الأمور فأبصر مساوئها و اهتمّ بما جرى عليه منها ممّن هو أخفّ عليك مئونة و أحسن لك معونة و أشدّ عليك عطفا و أقلّ لغيرك إلفا

 ممّن لا يعاون ظالما على ظلم و لا آثما على إثم فاتّخذ من أولئك خاصّة تجالسهم في خلواتك و يحضرونك في ملئك ثمّ ليكن أكرمهم عليك أقولهم للحقّ و أحوطهم على رعيّتك بالإنصاف و أقلّهم لك مناظرة بذكر ما كره لك و الصق بأهل الورع و الصّدق و ذوي العقول و الإحسان و ليكن أبغض أهلك و وزرائك إليك أكثرهم لك إطراء بما فعلت أو تزيينا لك بغير ما فعلت و أسكتهم عنك صانعا بما صنعت فإنّ كثرة الإطراء يكثر الزّهو و يدني من العزّة و أكثر القول أن يشرك فيه تزكية السّلطان لأنّه لا يقصر به على حدود الحقّ دون التّجاوز إلى الإفراط و لا تجمعنّ المحسن و المسي‏ء عندك منزلة يكونان فيها سواء فإنّ ذلك تزهيد لأهل الإحسان في إحسانهم و تدريب لأهل الإساءة في أساءتهم و اعلم أنّه ليس شي‏ء أدعى بحسن ظنّ وال برعيّته من إحسانه إليهم و تخفيف المؤن عنهم و قلّة الاستكراه لهم فليكن لك في ذلك ما يجمع لك حسن الظّنّ برعيّتك فإنّ حسن الظّنّ بهم يقطع عنك هموما كثيرة و إنّ أحقّ من حسن ظنّك به من حسن عنده بلاؤك من أهل الخير و أحقّ من ساء ظنّك به من ساء عنده بلاؤك فاعرف موضع ذلك و لا تنقض سنّة صالحة عمل بها الصّالحون قبلك و اجتمعت بها الألفة و صلحت عليها العامّة و لا تحدثنّ سنّة تضرّ بشي‏ء من ماضي سنن العدل الّتي سنّت قبلك فيكون الأجر لمن سنّها و الوزر عليك بما نقضت منها و أكثر مدارسة العلماء و مناظرة الحكماء في تثبيت سنن العدل على مواضعها و إقامتها على ما صلح به النّاس فإنّ ذلك يحيي الحقّ و يميت الباطل و يكتفى به دليلا على ما يصلح به النّاس لأنّ السّنّة الصّالحة من أسباب الحقّ الّتي يعرف بها و دليل أهلك إلى السّبل إلى طاعة اللّه فيها

 في ذكر معرفة طبقات النّاس

 اعلم أنّ النّاس خمس طبقات لا يصلح بعضها إلّا لبعض فمنهم الجنود و منهم أعوان الوالي من القضاة و العمّال و الكتّاب و نحوهم و منهم أهل الخراج من أهل الأرض و غيرهم و منهم التّجّار و ذوو الصّناعات و منهم الطّبقة السّفلى و هم أهل الحاجة و المسكنة فالجنود تحصين الرّعيّة بإذن اللّه تعالى عزّ و جلّ و زين الملك و عزّ الإسلام و سبب الأمن و الخفض و لا قوام للجند إلّا بما يخرج اللّه لهم من الخراج و الفي‏ء الّذي يقومون به على جهاد عدوّهم و عليه يعتمدون فيما يصلحهم و من يلزمهم مئونته من أهليهم و لا قوام للجند و أهل الخراج إلّا بالقضاة و العمّال و الكتّاب لما يقومون به من أمرهم و يجمعون من منافعهم و يأمنون عليه من خواصّهم و عوامّهم و لا قوام لهم جميعا إلّا بالتّجّار و ذوي الصّناعات فيما ينتفعون به من صناعاتهم و يقومون به من أسواقهم و يكفونهم في مباشرة الأعمال بأيديهم في الصّناعات الّتي لا يبلغها رفقهم و الطّبقة السّفلى من أهل الحاجة و المسكنة يبتلون بالحاجة إلى جميع النّاس و في اللّه لكلّ سعة و لكلّ على الأمير حقّ بقدر ما يحقّ له و ليس يخرجه من حقّه ما ألزمه اللّه من ذلك إلّا بالاهتمام به و الاستعانة باللّه عليه و أن يوطّن نفسه على لزوم الحقّ فيما وافق هواه أو خالفه

ذكر ما ينبغي للوالي أن ينظر فيه من أمر جنوده

 ولّ أمر جنودك أفضلهم في نفسك حلما و أجمعهم للعلم و حسن السّياسة و صالح الأخلاق ممّن يبطئ عن الغضب و يسرع إلى العذر و يراقب الضّعيف و لا يلحّ على القويّ ممّن لا يثيره العنف و لا يقعد به الضّعف و الصق بأهل العفّة و الدّين و السّوابق الحسنة ثمّ بأهل الشّجاعة منهم فإنّهم جمّاع الكرم و شعبة من العزّ و دليل على حسن الظّنّ باللّه و الإيمان به ثمّ تفقّد من أمورهم ما يتفقّده الوالد من ولده و لا يعظمنّ في نفسك شي‏ء أعطيتهم إيّاه و لا تحقّرنّ لهم لطفا تلطفهم به فإنّه يرفق بهم كلّ ما كان منك إليهم و إن قلّ و لا تدعنّ تفقّد لطيف أمورهم اتّكالا على نظرك في جسيمها فإنّ للّطيف موضعا ينتفع به و للجسيم موضعا لا يستغنى فيه عنه و ليكونوا آثر رعيّتك عندك و أفضلهم منزلة منك أسبغ عليهم في التّعاون و أفضل عليهم في البذل ما يسعهم و يسع من وراءهم من أهاليهم حتّى يكون همّهم خالصا في جهاد عدوّك و تنقطع همومهم ممّا سوى ذلك و أكثر إعلامهم ذات نفسك لهم من الأثرة و المكرمة و حسن الإرضاء و حقّق ذلك بحسن الإثار فيهم و اعطف عليك قلوبهم باللّطف فإنّ أفضل قرّة أعين الولاة استفاضة الأمن في البلاد و ظهور مودّة الأجناد و إذا كانوا كذلك سلمت صدورهم و صحّت بصائرهم و اشتدّت حيطتهم من وراء أمرائهم و لا تكل جنودك إلى غنائمهم أحدث لهم عند كلّ مغنم عطيّة من عندك لتستصرفهم بها و تكون داعية لهم إلى مثلها و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه و اخصص أهل الشّجاعة و النّجدة بكلّ عارفة و امدد لهم أعينهم إلى صور عميقات ما عندهم بالبذل في حسن الثّناء و كثرة المسألة عنهم رجلا رجلا و ما أبلي في كلّ مشهد و إظهار ذلك منك عنه فإنّ ذلك يهزّ الشّجاع و يحرّض غيره ثمّ لا تدع مع ذلك أن يكون لك عليهم عيون من أهل الأمانة و الصّدق يحرّضونهم عند اللّقاء فيكتبون بلاء كلّ امرئ منهم حتّى كأنّك شاهدته ثمّ اعرف لكلّ امرئ منهم ما كان منه و لا تجعلنّ بلاء امرئ منهم لغيره و لا تقصرنّ به دون بلائه و كافئ كلّ امرئ منهم بقدر ما كان منه و اخصصه بكتاب منك تهزّه به و تنبّؤه بما بلغك عنه و لا يحملنّك شرف امرئ على أن تعظّم من بلائه إن كان صغيرا و لا ضعف امرئ على أن تستخفّ ببلائه إن كان جسيما و لا تفسدنّ أحدا منهم عندك علّة عرضت له أو نبوة كانت منه قد كان له قبلها حسن بلاء فإنّ العزّ بيد اللّه يعطيه إذا شاء و يكفّه إذا شاء و لو كانت الشّجاعة تفتعل لافتعلها أكثر النّاس و لكنّها طبائع بيد اللّه ملكها و تقدير ما أحبّ منها و إن أصيب أحد من فرسانك و أهل النّكاية المعروفة في أعدائك فاخلفه في أهله بأحسن ما يخلف به الوصيّ الموثوق به في اللّطف بهم و حسن الولاية لهم حتّى لا يرى عليهم أثر فقده و لا يجدوا لمصابه فإنّ ذلك يعطف عليك قلوب فرسانك و يزدادون به تعظيما لطاعتك و تطيب النفوس بالرّكوب لمعاريض التّلف في تسديد أمرك و لا قوّة إلّا باللّه

ذكر ما ينبغي أن ينظر فيه من أمور القضاة

 انظر في القضاء بين النّاس نظر عارف بمنزلة الحكم عند اللّه فإنّ الحكم ميزان قسط اللّه الّذي وضع في الأرض لإنصاف المظلوم من الظّالم و الأخذ للضّعيف من القويّ و إقامة حدود اللّه على سنّتها و منهاجها الّتي لا يصلح العباد و البلاد إلّا عليها فاختر للقضاء بين النّاس أفضل رعيّتك في نفسك و أجمعهم للعلم و الحلم و الورع ممّن لا تضيق به الأمور و لا تمحّكه الخصوم و لا يضجره عيّ العيّ و لا يفرطه جور الظّلّم و لا تشرف نفسه على الطّمع و لا يدخل في إعجاب يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه أوقفهم عند الشّبهة و آخذهم لنفسه بالحجّة و أقلّهم تبرّما من تردّد الحجج و أصبرهم على كشف الأمور و إيضاح الخصمين و لا يزدهيه الإطراء و لا يشليه الإغراء و لا يأخذ فيه التّبليغ بأن يقال قال فلان و قال فلان فولّ القضاء من كان كذلك ثمّ أكثر تعاهد أمره و قضاياه و ابسط عليه من البذل ما يستغني به عن الطّمع و تقلّ به حاجته إلى النّاس و اجعل له منك منزلة لا يطمع فيها غيره حتّى يأمن اغتيال الرّجال إيّاه عندك و لا يحابي أحدا للرّجاء و لا يصانعه لاستجلاب حسن الثّناء أحسن توقيره في مجلسك و قرّبه منك و أنفذ قضاياه و أمضها و اجعل له أعوانا يختارهم لنفسه من أهل العلم و الورع و اختر لأطرافك قضاة تجهد فيهم نفسك على قدر ذلك ثمّ تفقّد أمورهم و قضاياهم و ما يعرض لهم من وجوه الأحكام فلا يكن في حكمهم اختلاف فإنّ ذلك ضياع للعدل و عورة في الدّين و سبب للفرقة و إنّما يختلف القضاة لاكتفاء كلّ امرئ منهم برأيه دون الإمام فإذا اختلف القاضيان فليس لهما أن يقيما على اختلافهما في الحكم دون رفع ما اختلفا فيه من ذلك إلى الإمام و كلّ ما اختلف فيه النّاس فمردود إليه و لا قوّة إلّا باللّه

ذكر ما ينبغي أن ينظر فيه من أمور عمّاله

 انظر في أمور عمّالك الّذين تستعمل فليكن استعمالك إيّاهم اختيارا و لا يكوننّ محاباة و لا إيثارا فإنّ الأثرة بالأعمال و المحاباة بها جماع من شعب الجور و الخيانة للّه و إدخال الضّرر على النّاس و ليست تصلح أمور النّاس و لا أمور الولاة إلّا بصلاح من يستعينون به على أمورهم و يختارونه لكفاية ما غاب عنهم فاصطف لولاية أعمالك أهل الورع و العفّة و العلم بالسّياسة و الصق بذوي التّجربة و العقول و الحياء من أهل البيوتات الصّالحة أهل الدّين و الورع فإنّهم أكرم النّاس أخلاقا و أشدّ لأنفسهم صونا و إصلاحا و أقلّ من المطامع إشرافا و أحسن في عواقب الأمور نظرا من غيرهم فليكوننّ عمّالك و أعوانك و لا تستعمل إلّا شيعتك ثمّ أسبغ عليهم العمالات و أوسع عليهم الأرزاق فإنّ ذلك يزيدهم قوّة على استصلاح أنفسهم و غنى عن تناول ما تحت أيديهم و هو مع ذلك حجّة لك عليهم في شي‏ء إن خالفوا فيه أمرك و تناولوا من أمانتك ثمّ لا تدع مع ذلك تفقّد أعمالهم و بعثة العيون عليهم من أهل الأمانة و الصّدق فإنّ ذلك يزيدهم جدّا في العمارة و رفقا بالرّعيّة و كفّا عن الظّلم و تحفّظا من الإعواز مع ما للرّعيّة في ذلك من القوّة و احذر أن تستعمل أهل التّكبّر و التّجبّر و النّخوة و من يحبّ الإطراء و الثّناء و الذّكر و يطلب شرف الدّنيا و لا شرف إلّا بالتّقوى و إن وجدت أحدا من عمّالك بسط يده إلى خيانة أو ركب فجورا اجتمعت لك به عليه أخبار عيونك من سوء ثناء رعيّتك اكتفيت بها شاهدا و بسطت عليه العقوبة في بدنه و أخذته بما أصاب من عمله ثمّ بمن نصبته للنّاس فوسمته بالخيانة و قلّدته عار التّهمة فإنّ ذلك تنكيل و عظمة لغيره إن شاء اللّه تعالى

ذكر ما ينبغي تعاهده من أهل الخراج

 تعاهد أهل الخراج و انظر كلّ ما يصلحهم فإنّ في مصالحهم صلاح من سواهم و لا صلاح لمن سواهم إلّا بهم لأنّهم الثّمال دون غيرهم و النّاس عيال عليهم و ليكن نظرك في عمارة أرضهم و صلاح معاشهم أشدّ من نظرك في زجاء خراجهم فإنّ الزّجاء لا يكون إلّا بالعمارة و من يطلب الزّجاء بغير العمارة يخرّب البلاد و يهلك العباد و لا يقيم ذلك إلّا قليلا و لكن اجمع أهل الخراج من كلّ بلد ثمّ مرهم فليعلموك حال بلادهم و الّذي فيه صلاحهم و صلاح أرضهم و زجاء خراجهم ثمّ سل عمّا يرفع إليك أهل العلم من غيرهم فإن شكوا إليك ثقل خراجهم أو علّة دخلت عليهم من انقطاع ماء أو فساد أرض غلب عليها غرق أو عطش أو آفة مجحفة خفّفت عنهم ما ترجو أن يصلح اللّه به ما كان من ذلك و أمرت بالمعونة على استصلاح ما كان من أمورهم ممّا لا يقوون عليه لأنّ اللّه جاعل لك في عاقبة الاستصلاح غبطة و ثوابا إن شاء اللّه فاكفهم مئونة ما كان من ذلك و لا تثقّلنّ شيئا خففته عنهم و إن احتملته من المئونات فإنّما هو ذخر لك عندهم يقوون به على عمارة بلادك و تزيين ملكك مع ما يحسن اللّه به من ذكرك و يستجمّهم به لغدك ثمّ تكون مع ذلك بما ترى من عمارة أرضهم و زجاء خراجهم و ظهور مودّتهم و حسن نيّاتهم و استفاضة الخير فيهم أقرّ عينا و أعظم غبطة و أحسن ذخرا منك بما كنت مستخرجا منهم بالكدّ و الإجحاف فإن حزنك أمر تحتاج فيه إلى الاعتماد عليهم وجدت معتمدا بفضل قوتهم على ما تريد بما ذخرت فيهم من الجمام و كانت مودّتهم لك و حسن ظنّهم و ثقتهم بما عوّدتهم من عدلك و رفقك مع معرفتهم بقدرك فيما حدث من الأمور قوّة لهم يحتملون بها ما كلّفتهم و يطيبون بها نفسا بما حمّلتهم فإنّ العمل يحتمل بإذن اللّه ما حمّلت عليه و عمران البلاد أنفع من عمران الخزائن لأنّ مادّة عمران الخزائن إنّما تكون من عمران البلاد و إذا خربت البلاد انقطعت مادّة الخزائن فخربت بخراب الأرض و إنّما يؤتى خراب الأرض و هلاك أهلها من إسراف أنفس الولاة في الجمع و سوء ظنّهم بالمدّة و قلّة انتفاعهم بالغير ليس بهم ]إلّا[ أن يكونوا يعرفون ]أنّ[ التّخفيف و استجمامهم بذلك في العام للعام القابل و الإنفاق على ما ينبغي الإنفاق عليهم منها ما هو أزجى لخراجها و أحسن لأثرهم فيها و لكنّهم يقولون و يقول القائل لهم لا تؤخّروا جباية العام إلى قابل كأنّكم واثقون بالبقاء إلى قابل و لكفى عجبا برأيهم في ذلك و برأي من يزيّنه لهم فما الوالي إلّا على إحدى منزلتين إمّا أن يبقى إلى قابل فيكون قد أصلح الأرض و استصلح رعيّته فرأى حسنا في عاقبة أثره في ذلك ما تقرّ به عينه و يكثر به سروره و تقلّ به همومه و يستوجب به حسن الثّواب على ربّه و إمّا أن تنقطع مدّته قبل القابل فهو إلى ما عمل به من صلاح و إحسان أحوج و الثّناء عليه و الدّعاء له أكثر و الثّواب له عند اللّه أفضل و إن جمع لغيره في الخزائن ما أخرب به البلاد و أهلك به الرّعيّة صار مرتهنا لغيره و الإثم فيه عليه و ليس تبقى من أمور الولاة إلّا ذكرهم و ليس يذكرون إلّا بسيرهم و آثارهم حسنة كانت أم قبيحة فأمّا الأموال فلا بدّ من أن يؤتى عليها فيكون نفعها لغيره أو لنائبة من نوائب الدّهر تأتي عليها فتكون حسرة على أهلها و إن أحببت أن تعرف عواقب الإحسان و الإساءة و ضياع العقول من ذلك فانظر في أمور من مضى من صالح العمّال و الولاة و شرارهم و هل تجد منهم أحدا ممّن حسنت في النّاس سيرته و خفّت عليهم مئونته إذا سخط بإعطاء حقّ نفسه أضرّ به ذلك في شدّة ملكه أو في لذّات بدنه أو في حسن ذكره في النّاس و هل تجد أحدا ممّن ساءت في النّاس سيرته و اشتدّت عليهم مئونته كان له بذلك من العزّ في ملكه مثل ما دخل عليه من النّقص به في دنياه و آخرته فلا تنظر إلى ما تجمع من الأموال و لكن انظر إلى ما تجمع من الخيرات و تعمل من الحسنات فإنّ المحسن معان و اللّه وليّ التّوفيق و الهادي إلى الصّواب

ذكر ما ينبغي أن ينظر فيه من أمور كتّابه

 انظر كتّابك فاعرف حال كلّ امرئ منهم فيما يحتاج إليه منه فإنّ للكتّاب منازل و لكلّ منزلة منها حقّ من الأدب لا يحتمله غيره فاجعل لولاية عليا أمورك منهم رؤساء تتخيّرهم لها على مبلغ كلّ امرئ منهم في احتمال ما تولّيه و ولّ كتابة خواصّ رسائلك الّتي تدخل بها في مكيدتك و مكنون سرّك أجمعهم لوجوه صالح الأدب و أعونهم لك على أمر من جلائل الأمور و أجزلهم فيها رأيا و أحسنهم فيها دينا و أوثقهم فيها نصحا و أطواهم عنك لمكنون الأسرار ممّن لا تبطره الكرامة و لا يزدهيه الألطاف و لا تنجم به دالّة يمتنّ بها عليك في خلاء أو يلتمس إظهارها في ملاء و إصدار ما ورد عليه من كتب غيرك عن استعمال معرفة الصّواب فيما يأخذ لك و يعطي منك و لا يضعف عقدة عقدها لك و لا يعجز عن إطلاق عقدة عقدت عليك و لا يجهل في ذلك معرفة نفسه و مبلغ قدره في الأمور فإنّه من جهل قدر نفسه كان بقدر غيره أجهل و ولّ ما دون ذلك من كتابة رسائلك و خراجك و دواوين جنودك كتّابا تجهد نفسك في اختيارهم فإنّها رءوس أعمالك و أجمعها لنفعك و نفع رعيّتك فلا يكوننّ اختيارك ولاتها على فراستك فيهم و لا على حسن الظّنّ منك بهم فإنّه ليس شي‏ء أكثر اختلافا لفراسة أولي الأمر و لا خلافا لحسن ظنونهم من كثير من الرّجال و لكن اخترهم على آثارهم فيما ولّوا قبلك فإنّ ذلك من صالح ما يستدلّ به النّاس بعضهم على أمور بعض و اجعل لرأس كلّ أمر من تلك الأمور رئيسا من أهل الأمانة و الرّأي ممّن لا يقهره كبير الأمور و لا يضيّع لديه صغيرها ]ثمّ لا تدع مع ذلك[ أن تتفقّد أمورهم و تنظر في أعمالهم و تتلطّف بمسألة ما غاب عنك من أحوالهم حتّى تعلم كيف معاملتهم النّاس فيما ولّيتهم فإنّ في كثير من الكتّاب شعبة من العزّ و نخوة و إعجابا و تسرّعا كثيرا من التّبرّم بالنّاس و الضّجر عند المنازعة و الضّيق عند المراجعة و لا بدّ للنّاس من طلب حاجاتهم فمتى جمعوا عليهم الإبطاء بها و الغلظة ألزموك عيب ذلك و أدخلوا مئونته عليك و في النّظر في ذلك من صلاح أمورك مع ما لك عند اللّه من الجزاء حظّ عظيم إن شاء اللّه تعالى

ذكر ما ينبغي للوالي أن ينظر فيه من أمر طبقة التّجّار و الصّنائع

 انظر إلى التّجّار و أهل الصّناعات و استوص بهم خيرا فإنّهم مادّة للنّاس ينتفعون بصناعاتهم و ممّا يجلبون إليهم من منافعهم و مرافقهم في البرّ و البحر و من رءوس الجبال و بلدان مملكة العدوّ و حيث لا يعرف أكثر النّاس مواضع ما يحتاجون إليه من ذلك و لا يطيقون الإيثار به بأنفسهم فلهم بذلك حقّ و حرمة يجب حفظها لهم فتفقّدوا أمورهم و اكتب إلى عمّالك فيهم و اعلم مع ذلك أنّ في كثير منهم شحّا قبيحا و حرصا شديدا و احتكارا للتّربّص و الغلاء و التّضييق على النّاس و التّحكّم عليهم و في ذلك مضرّة عظيمة على النّاس و عيب على الولاة فامنعهم من ذلك و تقدّم إليهم فيه فمن خالف أمرك فخذ يدك فوق يده بالعقوبة الموجعة إن شاء أو أبى

ذكر ما ينبغي للوالي أن ينظر فيه من أمور أهل الفقر و المسكنة

 و لا تضيّعنّ أمور الطّائفة الأخرى من المساكين و ذوي الحاجات و أن تجعل لهم قسما من مال اللّه يقسّم فيهم مع الحقّ المفروض الّذي جعل اللّه لهم في كتابه من الصّدقات و فرّق ذلك في أعمالك فليس أهل موضع أحقّ به من أهل موضع بل لأقصاهم من الحقّ ما لأدناهم و كلّ قد استرعيت أمره فلا يشغلنّك عن تعاهد أمورهم النّظر في أمر غيرهم فإنّ لكلّ منك نصيبا لا تعذر بتضييعه و تفقّد حاجات مساكين النّاس و فقرائهم ممّن لا تصل إليك حاجته و ممّن تقتحمه العيون و تحقّره النّاس عن رفع حاجاته إليك و انصب لهم أوثق من عندك في نفسك نصيحة و أعظمهم في الخير حسبة و أشدّهم للّه تواضعا ممّن لا يحقّر الضّعفاء و لا يستشرف العظماء و مرهم فليرفعوا إليك أمورهم ثمّ انظر فيها نظرا حسنا فإنّ هزيل الرّعيّة أحوج إلى الإنصاف و التّعاهد من ذوي السّمانة و تعاهد أهل الزّمانة و البلاء و أهل اليتم و الضّعف و ذوي السّتر من أهل الفقر الّذين لا ينصبون أنفسهم لمسألة يعتمدون عليها فاجعل لهم من مال اللّه نصيبا تريد بذلك وجه اللّه و القربة إليه فإنّ الأعمال إنّما تخلص بصدق النّيّات

ذكر ما ينبغي أن يأخذ الوالي به نفسه من الأدب و حسن السّيرة

 و لا بدّ و إن اجتهدت في إعطاء كلّ ذي حقّ حقّه أن تتطلّع أنفس طوائف منهم إلى مشافهتك بالحاجات و ذلك على الولاة ثقل و مئونة و الحقّ ثقيل إلّا على من خفّفه اللّه عليه و لذلك ثقل ثوابه في الميزان فاجعل لذوي الحاجات من نفسك قسما و وقتا تأذن لهم فيه و تتّسع بما يرفعونه إليك و تليّن لهم جناحك و تحتمل خرق ذوي الخرق منهم و عيّ أهل العيّ فيهم بلا أنفة منك و لا ضجر فمن أعطيت منهم فأعطه هنيئا و من حرمت منهم فامنعه بإجمال و حسن ردّ و ليس من شي‏ء أضيع لأمور الولاة من التّواني و اغتنام تأخير يوم إلى يوم و ساعة إلى ساعة و التّشاغل بما لا يلزم عمّا يلزم فاجعل لكلّ شي‏ء تنظر فيه وقتا لا يقصر به عنه ثمّ أفرغ فيه مجهودك و أمض لكلّ يوم عمله و أعط لكلّ ساعة قسطها و اجعل لنفسك فيما بينك و بين اللّه أفضل تلك المواقيت و إن كانت كلّها للّه إذا صحّت نيّتك و لا تقدّم شيئا على فرائض دينك في ليل و لا نهار حتّى تؤدّي ذلك كاملا موفّرا و لا تطل الاحتجاب فإنّ ذلك باب من سوء الظّنّ بك و داعية إلى فساد الأمور عليك و النّاس بشر لا يعرفون ما غاب عنهم و تخيّر حجّابك و أقص منهم كلّ ذي أثرة على النّاس و تطاول و قلّة إنصاف و لا تقطع أحدا من حشمك و لا من أهلك ضيعة و لا تأذن لهم في اتّخاذها إذا كان يضرّ فيها بمن يليه من النّاس و لا تدفعنّ صلحا دعاك إليه عدوّك فإنّ في الصّلح دعة للجنود و رخاء للمهموم و أمنا للبلاد فإن أمكنتك القدرة و الفرصة من عدوّك فانبذ عهده إليه و استعن باللّه عليه و كن أشدّ ما تكون لعدوّك حذرا عند ما يدعوك إلى الصّلح فإنّ ذلك ربّما كان مكرا و خديعة و إذا عاهدت فحط عهدك بالوفاء و ارع ذمّتك بالأمانة و الصّدق و إيّاك و الغدر بعهد اللّه و الإخفار لذمّته فإنّ اللّه جعل عهده أمانا أمضاه بين العباد برحمته و الصّبر على ضيق ترجو انفراجه خير من غدر تخاف أوزاره و تباعته و سوء عاقبته و إيّاك و التّسرّع إلى سفك الدّماء لغير حلّها فإنّه ليس شي‏ء أعظم من ذلك تباعة و لا تطلبنّ تقوية ملك زائل لا تدري ما حظّك من بقائه و بقائك له بهلاك نفسك و التّعرّض لسخط ربّك إيّاك و الإعجاب بنفسك و الثّقة بها فإنّ ذلك من أوثق فرص الشّيطان في نفسه إيّاك و العجلة بالأمور قبل أوانها و التّواني فيها قبل إبّانها و زمانها و إمكانها و اللّجاجة فيها إذا تنكّرت و الوهن إذا تبيّنت فإنّ لكلّ أمر موضعا و لكلّ حالة حالا

 أقول هذا العهد كأنّه هو عهد أمير المؤمنين ع إلى مالك الأشتر حين ولّاه مصر. و رواه السّيّد في نهج البلاغة و الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول و إن كان بينها اختلاف شديد في الزّيادة و النّقصان كما أنّ بين الأخيرين أيضا اختلافا فيهما و حيث إنّه لا بدّ لنا من نقل ذلك العهد لكثرة فوائده المناسبة لهذا الباب فنحن نسوقه بلفظ السّيّد

 قال السّيّد رحمه اللّه و من عهد له ع كتبه للأشتر النّخعيّ على مصر و أعمالها حين اضطرب أمر أميره محمّد بن أبي بكر رحمه اللّه و هو أطول عهد كتبه و أجمعه للمحاسن بسم اللّه الرّحمن الرّحيم هذا ما أمر به عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين مالك بن الحارث الأشتر في عهده إليه حين ولّاه مصر جبوة خراجها و جهاد عدوّها و استصلاح أرضها و أهلها و عمارة بلادها أمره بتقوى اللّه و إيثار طاعته و اتّباع ما أمره به في كتابه من فرائضه و سننه الّتي لا يسعد أحد إلّا باتّباعها و لا يشقى إلّا مع جحودها و إضاعتها و أن ينصر اللّه سبحانه بيده و قلبه و لسانه فإنّه جلّ اسمه قد تكفّل بنصرة من نصره و إعزاز من أعزّه و أمره أن يكسر نفسه عند الشّهوات و يزعها عند الجمحات فإنّ النّفس أمّارة بالسّوء إلّا ما رحم اللّه ثمّ اعلم يا مالك أنّي وجّهتك إلى بلاد قد جرت عليها دول قبلك من عدل و جور و أنّ النّاس ينظرون من أمورك مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك و يقولون فيك ما كنت تقول فيهم و إنّما يستدلّ على الصّالحين بما يجري اللّه لهم على ألسن عباده فليكن أحبّ الذّخائر إليك ذخيرة العمل الصّالح فاملك هواك و شحّ بنفسك عمّا لا يحلّ لك فإنّ الشّحّ بالنّفس الإنصاف منها فيما أحببت و كرهت و أشعر قلبك الرّحمة بالرّعيّة و المحبّة لهم و اللّطف بهم و لا تكوننّ عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم فإنّهم صنفان إمّا أخ لك في الدّين و إمّا نظير لك في الخلق يفرط منهم الزّلل و يعرض لهم العلل و يؤتى على أيديهم في العمد و الخطإ فأعطهم من عفوك و صفحك مثل الّذي تحبّ أن يعطيك اللّه من عفوه و صفحه فإنّك فوقهم و والي الأمر عليك فوقك و اللّه فوق من ولّاك و قد استكفاك أمرهم و ابتلاك بهم و لا تنصبنّ نفسك لحرب اللّه فإنّه لا يد لك بنقمته و لا غنى بك عن عفوه و لا تندمنّ على عفو و لا تبجحنّ بعقوبة و لا تسرعنّ إلى بادرة وجدت عنها مندوحة و لا تقولنّ إنّي مؤمّر آمر فأطاع فإنّ ذلك إدخال في القلب و منهكة في الدّين و تقرّب من الغير و إذا أحدث لك ما أنت فيه من سلطان أبّهة أو مخيلة فانظر إلى عظم ملك اللّه فوقك و قدرته منك على ما لا تقدر عليه من نفسك فإنّ ذلك يطامن إليك من طماحك و يكفّ عنك من غربك و يفي إليك بما عزب عنك من عقلك إيّاك و مساماة اللّه في عظمته و التّشبّه به في جبروته فإنّ اللّه يذلّ كلّ جبّار و يهين كلّ مختال أنصف اللّه و أنصف النّاس من نفسك و من خاصّة أهلك و من لك فيه هوى من رعيّتك فإنّك إن لا تفعل تظلم و من ظلم عباد اللّه كان اللّه خصمه دون عباده و من خاصمه اللّه أدحض حجّته فكان للّه حربا حتّى ينزع و يتوب و ليس شي‏ء أدعى إلى تغيير نعمة

 اللّه و تعجيل نقمته من إقامة على ظلم فإنّ اللّه يسمع دعوة المظلومين و هو للظّالمين بالمرصاد و ليكن أحبّ الأمور إليك أوسطها في الحقّ و أعمّها في العدل و أجمعها لرضى الرّعيّة فإنّ سخط العامّة يجحف برضى الخاصّة و إنّ سخط الخاصّة يغتفر مع رضى العامّة و ليس أحد من الرّعيّة أثقل على الوالي مئونة في الرّخاء و أقلّ له معونة في البلاء و أكره للإنصاف و أسأل بالإلحاف و أقلّ شكرا عند الإعطاء و أبطأ عذرا عند المنع و أضعف صبرا عند ملمّات الدّهر من الخاصّة و إنّما عمود الدّين و جماع المسلمين و العدّة للأعداء العامّة من الأمّة فليكن صغوك لهم و ميلك معهم و ليكن أبعد رعيّتك منك و أشنأهم عندك أطلبهم لمعايب النّاس فإنّ في النّاس عيوبا الوالي أحقّ من سترها و لا تكشفنّ عمّا غاب عنك منها فإنّما عليك تطهير ما ظهر لك و اللّه يحكم على ما غاب عنك و استر العورة ما استطعت يستر اللّه منك ما تحبّ ستره من رعيّتك أطلق عن النّاس عقدة كلّ حقد و اقطع عنهم سبب كلّ وتر و تغاب عن كلّ ما لا يصحّ لك و لا تعجلنّ إلى تصديق ساع فإنّ السّاعي غاشّ و إن تشبّه بالنّاصحين و لا تدخلنّ في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل و يعدك الفقر و لا جبانا يضعفك عن الأمور و لا حريصا يزيّن لك الشّره بالجور فإنّ البخل و الجبن و الحرص غرائز شتّى يجمعها سوء الظّنّ باللّه إنّ شرّ وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرا و من شركهم في الآثام فلا يكوننّ لك بطانة فإنّهم أعوان الأثمة و إخوان الظّلمة و أنت واجد منهم خير الخلف ممّن له مثل آرائهم و نفاذهم و ليس عليه مثل آصارهم و أوزارهم ممّن لم يعاون ظالما على ظلمه و لا آثما على إثمه أولئك أخفّ عليك مئونة و أحسن لك معونة و أحنى عليك عطفا و أقلّ لغيرك إلفا فاتّخذ أولئك خاصّة لخلواتك و حفلاتك ثمّ ليكن آثرهم عندك أقولهم بمرّ الحقّ و أقلّهم مساعدة فيما يكون منك ممّا كره اللّه لأوليائه واقعا ذلك من هواك حيث وقع و الصق بأهل الورع و الصّدق ثمّ رضهم على أن لا يطروك و لا يبجّحوك بباطل لم تفعله فإنّ كثرة الإطراء يحدث الزّهو و يدني من الغرّة و لا يكوننّ المحسن و المسي‏ء عندك بمنزلة سواء فإنّ في ذلك تزهيدا لأهل الإحسان في الإحسان و تدريبا لأهل الإساءة على الإساءة و ألزم كلا منهم ما ألزم نفسه و اعلم أنّه ليس شي‏ء بأدعى إلى حسن ظنّ وال برعيّته من إحسانه إليهم و تخفيفه للمئونات عنهم و ترك استكرامه إيّاهم على ما ليس له قبلهم فليكن منك في ذلك أمر يجتمع لك به حسن الظّنّ برعيّتك فإنّ حسن الظّنّ يقطع عنك نصبا طويلا و إنّ أحقّ من حسن ظنّك به لمن حسن بلاؤك عنده و إنّ أحقّ من ساء ظنّك به لمن ساء بلاؤك عنده و لا تنقض سنّة صالحة عمل بها صدور هذه الأمّة و اجتمعت بها الألفة و صلحت عليها الرّعيّة و لا تحدثنّ سنّة تضرّ بشي‏ء من ماضي تلك السّنن فيكون الأجر لمن سنّها و الوزر عليك بما نقضت منها و أكثر مدارسة العلماء و مناقشة الحكماء في تثبيت ما صلح عليه أمر بلادك و إقامة ما استقام به النّاس قبلك و اعلم أنّ الرّعيّة طبقات لا يصلح بعضها إلّا ببعض و لا غنى ببعضها عن بعض فمنها جنود اللّه و منها كتّاب العامّة و الخاصّة و منها قضاة العدل و منها عمّال الإنصاف و الرّفق و منها أهل الجزية و الخراج من أهل الذّمّة و مسلمة النّاس و منها التّجّار و أهل الصّناعات و منها الطّبقة السّفلى من ذوي الحاجة و المسكنة و كلّ قد سمّى اللّه سهمه و وضع على حدّه فريضة في كتابه أو سنّة نبيّه محمّد ص عهدا منه عندنا محفوظا فالجنود بإذن اللّه حصون الرّعيّة و زين الولاة و عزّ الدّين و سبل

 الأمن و ليس تقوم الرّعيّة إلّا بهم ثمّ لا قوام للجنود إلّا بما يخرج اللّه لهم من الخراج الّذي يقوون به في جهاد عدوّهم و يعتمدون عليه فيما أصلحهم و يكون من وراء حاجتهم ثمّ لا قوام لهذين الصّنفين إلّا بالصّنف الثّالث من القضاة و العمّال و الكتّاب لما يحكمون من المعاقد و يجمعون من المنافع و يؤتمنون عليه من خواصّ الأمور و عوامّها و لا قوام لهم جميعا إلّا بالتّجّار و ذوي الصّناعات فيما يجتمعون عليه من مرافقهم و يقيمون من أسواقهم و يكفونهم من التّرفّق بأيديهم ممّا لا يبلغه رفق غيرهم ثمّ الطّبقة السّفلى من أهل الحاجة و المسكنة الّذين يحقّ رفدهم و معونتهم و في اللّه لكلّ سعة و لكلّ على الوالي حقّ بقدر ما يصلحه و ليس يخرج الوالي من حقيقة ما ألزمه اللّه تعالى من ذلك إلّا بالاهتمام و الاستعانة باللّه و توطين نفسه على لزوم الحقّ و الصّبر عليه فيما خفّ عليه أو ثقل فولّ من جنودك أنصحهم في نفسك للّه و لرسوله و لإمامك و أنقاهم جيبا و أفضلهم حلما ممّن يبطئ عن الغضب و يستريح إلى العذر و يرأف بالضّعفاء و ينبو على الأقوياء ممّن لا يثيره العنف و لا يقعد به الضّعف ثمّ الصق بذوي الأحساب و البيوتات الصّالحة و السّوابق الحسنة ثمّ أهل النّجدة و الشّجاعة و السّخاء و السّماحة فإنّهم جماع من الكرم و شعب من العرف ثمّ تفقّد من أمورهم ما يتفقّده الوالدان من ولدهما و لا يتفاقمنّ في نفسك شي‏ء قوّيتهم بهم و لا تحقّرنّ لطفا تعاهدتهم به و إن قلّ فإنّه داعية لهم إلى بذل النّصيحة لك و حسن الظّنّ بك و لا تدع تفقّد لطيف أمورهم اتّكالا على جسيمها فإنّ لليسير من لطفك موضعا ينتفعون به و للجسيم موقعا لا يستغنون عنه و ليكن آثر رءوس جنودك عندكمن واساهم في معونته و أفضل عليهم من جدته بما يسعهم و يسع من وراءهم من خلوف أهليهم حتّى يكون همّهم همّا واحدا في جهاد العدوّ فإنّ عطفك عليهم يعطف قلوبهم عليك و إنّ أفضل قرّة عين الولاة استقامة العدل في البلاد و ظهور مودّة الرّعيّة و إنّه لا تظهر مودّتهم إلّا بسلامة صدرهم و لا تصحّ نصيحتهم إلّا بحيطتهم على ولاة أمورهم و قلّة استثقال دولهم و ترك استبطاء انقطاع مدّتهم فافسح في آمالهم و واصل من حسن الثّناء عليهم و تعديل ما أبلى ذوو البلاء منهم فإنّ كثرة الذّكر لحسن فعالهم تحضّ الشّجاع و تحرّض النّاكل إن شاء اللّه ثمّ اعرف لكلّ امرئ منهم ما أبلي و لا تضمّنّ بلاء امرئ إلى غيره و لا تقصرنّ به دون غاية بلائه و لا يدعونّك شرف امرئ إلى أن تعظّم من بلائه ما كان صغيرا و لا ضعة امرئ إلى أن تستصغر من بلائه ما كان عظيما و اردد إلى اللّه و رسوله ما يضلعك من الخطوب و يشتبه عليك من الأمور فقد قال اللّه سبحانه لقوم أحبّ إرشادهم يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا اللّه و أطيعوا الرّسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شي‏ء فردّوه إلى اللّه و الرّسول فالرّدّ إلى اللّه الأخذ بمحكم كتابه و الرّدّ إلى الرّسول الأخذ بسنّته الجامعة غير المفرّقة ثمّ اختر للحكم بين النّاس أفضل رعيّتك في نفسك ممّن لا تضيق به الأمور و لا يمحكه الخصوم و لا يتمادى في الزّلّة و لا يحصر من الفي‏ء إلى الحقّ إذا عرفه و لا يشرف نفسه إلى طمع و لا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه أوقفهم في الشّبهات و آخذهم بالحجج و أقلّهم تبرّما بمراجعة الخصم و أصبرهم على تكشّف الأمور و أصرمهم عند اتّضاح الحكم ممّن لا يزدهيه إطراء و لا يستميله إغراء و أولئك قليل ثمّ أكثر تعاهد قضائه و افسح له في البذل ما يزيح علّته و تقلّ معه حاجته إلى النّاس و أعطه من المنزلة لديك ما لا يطمع فيه غيره من خاصّتك ليأمن بذلك اغتيال الرّجال له عندك فانظر في ذلك نظرا بليغا فإنّ هذا الدّين قد كان أسيرا في أيدي الأشرار يعمل فيه بالهوى و تطلب فيه الدّنيا

 ثمّ انظر في أمور عمّالك فاستعملهم اختيارا و لا تولّهم محاباة و أثرة فإنّهما جماع من شعب الجور و الخيانة و توخّ منهم أهل التّجربة و الحياء من أهل البيوتات الصّالحة و القدم في الإسلام المتقدّمة فإنّهم أكرم أخلاقا و أصحّ أعراضا و أقلّ في المطامع إسرافا و أبلغ في عواقب الأمور نظرا ثمّ أسبغ عليهم الأرزاق فإنّ ذلك قوّة لهم على استصلاح أنفسهم و غنى لهم عن تناول ما تحت أيديهم و حجّة عليهم إن خالفوا أمرك أو ثلموا أمانتك ثمّ تفقّد أعمالهم و ابعث العيون من أهل الصّدق و الوفاء عليهم فإنّ تعاهدك في السّرّ لأمورهم حدوة لهم على استعمال الأمانة و الرّفق بالرّعيّة و تحفّظ من الأعوان فإن أحد منهم بسط يده إلى خيانة اجتمعت بها عليه عندك أخبار عيونك اكتفيت بذلك شاهدا فبسطت عليه العقوبة في بدنه و أخذت ما أصاب من عمله ثمّ نصبته بمقام المذلّة و وسمته بالخيانة و قلّدته عار التّهمة و تفقّد أمر الخراج بما يصلح أهله فإنّ في صلاحه و صلاحهم صلاحا لمن سواهم و لا صلاح لغيرهم إلّا بهم لأنّ النّاس كلّهم عيال على الخراج و أهله و ليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج لأنّ ذلك لا يدرك إلّا بالعمارة و من طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد و أهلك العباد و لم يستقم أمره إلّا قليلا فإن شكوا علّة أو ثقلا أو انقطاع شرب أو بالّة أو إحالة أرض اغتمرها غرق و أجحف بها عطش خفّفت عنهم بما ترجو أن يصلح به أمرهم و لا يثقلنّ شي‏ء عليك خفّفت به المئونة عنهم فإنّه ذخر يعودون به عليك في عمارة بلادك و تزيين ولايتك مع استجلابك حسن ثنائهم و تبجّحك باستفاضة العدل فيهم معتمدا فضل قوّتهم بما ذخرت عندهم من إجمامك لهم و الثّقة منهم بما عوّدتهم من عدلك عليهم في رفقك بهم فربّما حدث من الأمور ما إذا عوّلت فيه عليهم من بعد احتملوه طيّبة أنفسهم به

 فإنّ العمران يحتمل ما حمّلته و إنّما يؤتى خراب الأرض من إعواز أهلها و إنّما يعوز أهلها لإشراف أنفس الولاة على الجمع و سوء ظنّهم بالبقاء و قلّة انتفاعهم بالعبر ثمّ انظر في حال كتّابك فولّ على أمورك خيرهم و اخصص رسائلك الّتي تدخل فيها مكايدك و أسرارك بأجمعهم لوجوده صالح الأخلاق ممّن لا تبطره الكرامة فيجترئ بها عليك في خلاف لك بحضرة ملإ و لا يقصر به الغفلة عن إيراد مكاتبات عمّالك عليك و إصدار جواباتها على الصّواب عنك و فيما يأخذ لك و يعطي منك و لا يضعف عقدا اعتقده لك و لا يعجز عن إطلاق ما عقد لك و لا يجهل مبلغ قدر نفسه في الأمور فإنّ الجاهل بقدر نفسه يكون بقدر غيره أجهل ثمّ لا يكن اختيارك إيّاهم على فراستك و استنامتك و حسن الظّنّ منك فإنّ الرّجال يتعرّضون لفراسات الولاة بتصنّعهم و حسن خدمتهم و ليس وراء ذلك من النّصيحة و الأمانة شي‏ء و لكن اختبرهم بما ولّوا للصّالحين قبلك فاعمد لأحسنهم كان في العامّة أثرا و أعرفهم بالأمانة وجها فإنّ ذلك دليل على نصيحتك للّه و لمن ولّيت أمره و اجعل لرأس كلّ أمر من أمورك رأسا منهم لا يقهره كبيرها و لا يتشتّت عليه كثيرها و مهما كان في كتّابك من عيب فتغابيت عنه ألزمته ثمّ استوص بالتّجّار و ذوي الصّناعات و أوص بهم خيرا المقيم منهم ببدنه و المضطرب بماله و المترفّق بيديه فإنّهم موادّ المنافع و أسباب المرافق و جلّابها عن المباعد و المطارح في برّك و بحرك و سهلك و جبلك و حيث لا يلتئم النّاس لمواضعها و لا يجترءون عليها فإنّهم سلم لا تخاف بائقته و صلح لا تخشى غائلته و تفقّد أمورهم بحضرتك و في حواشي بلادك و اعلم مع ذلك أنّ في كثير منهم ضيقا فاحشا و شحّا قبيحا و احتكارا للمنافع و تحكّما في البياعات و ذلك باب مضرّة للعامّة و عيب على الولاة فامنع من الاحتكار فإنّ رسول اللّه ص منع منه و ليكن البيع بيعا سمحا بموازين عدل و أسعار لا تجحف بالفريقين من البائع و المبتاع فمن قارف حكرة بعد نهيك إيّاه فنكّل به و عاقبه في غير إسراف ثمّ اللّه اللّه في الطّبقة السّفلى من الّذين لا حيلة لهم من المساكين و المحتاجين و أهل البؤس و الزمنى فإنّ في هذه الطّبقة قانعا و معترّا فاحفظ للّه ما استحفظك من حقّه فيهم و اجعل لهم قسما من بيت مالك و قسما من غلّات صوافي الإسلام في كلّ بلدة فإنّ للأقصى منهم مثل الّذي للأدنى و كلّ قد استرعيت حقّه فلا يشغلنّك عنهم بطر فإنّك لا تعذر بتضييع التّافه لإحكامك الكثير المهمّ فلا تشخص همّك عنهم و لا تصعّر خدّك لهم و تفقّد أمور من لا يصل إليك منهم ممّن تقتحمه العيون و تحقره الرّجال ففرّغ لأولئك ثقتك من أهل الخشية و التّواضع فليرفع إليك أمورهم ثمّ اعمل فيهم بالإعذار إلى اللّه سبحانه يوم تلقاه فإنّ هؤلاء من بين الرّعيّة أحوج إلى الإنصاف من غيرهم و كلّ فأعذر إلى اللّه في تأدية حقّه إليه و تعهّد أهل اليتم و ذوي الرّقّة في السّنّ ممّن لا حيلة له و لا ينصب للمسألة نفسه و ذلك على الولاة ثقيل و الحقّ كلّه ثقيل و قد يخفّفه اللّه على أقوام طلبوا العافية فصبّروا أنفسهم و وثقوا بصدق موعود اللّه لهم و اجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرّغ لهم فيه شخصك و تجلس لهم مجلسا عامّا فتواضع فيه للّه الّذي خلقك و تقعد عنهم جندك و أعوانك من أحراسك و شرطك حتّى يكلّمك مكلّمهم غير متعتع فإنّي سمعت رسول اللّه ص يقول في غير موطن لن تقدّس أمّة لا يؤخذ للضّعيف فيها حقّه من القويّ ثمّ

 احتمل الخرق منهم و العيّ و نحّ عنك الضّيق و الأنف يبسط اللّه عليك بذلك أكناف رحمته و يوجب لك ثواب طاعته و أعط ما أعطيت هنيئا و امنح في إجمال و إعذار ثمّ أمور من أمورك لا بدّ لك من مباشرتها منها إجابة عمّالك بما يعيا عنه كتّابك و منها إصدار حاجات النّاس عند ورودها عليك بما تحرج به صدور أعوانك و أمض لكلّ يوم عمله فإنّ لكلّ يوم ما فيه و اجعل لنفسك فيما بينك و بين اللّه أفضل تلك المواقيت و أجزل تلك الأقسام و إن كانت كلّها للّه إذا صلحت فيها النّيّة و سلمت فيها الرّعيّة و ليكن في خاصّة ما تخلص به للّه دينك إقامة فرائضه الّتي هي له خاصّة فأعط اللّه من بدنك في ليلك و نهارك و وفّ ما تقرّبت به إلى اللّه من ذلك كاملا غير مثلوم و لا منقوص بالغا من بدنك ما بلغ فإذا قمت في صلاتك للنّاس فلا تكوننّ منفّرا و لا مضيّعا فإنّ في النّاس من به العلّة و له الحاجة و قد سألت رسول اللّه ص حين وجّهني إلى اليمن كيف أصلّي بهم فقال صلّ بهم صلاة أضعفهم و كن بالمؤمنين رحيما و أمّا بعد هذا فلا تطوّلنّ احتجابك عن رعيّتك فإنّ احتجاب الولاة عن الرّعيّة شعبة من الضّيق و قلّة علم بالأمور و الاحتجاب منهم يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه فيصغر عندهم الكبير و يعظم الصّغير و يقبح الحسن و يحسن القبيح و يشاب الحقّ بالباطل و إنّما الوالي بشر لا يعرف ما توارى عنه النّاس به من الأمور و ليست على الحقّ سمات تعرف بها ضروب الصّدق من الكذب و إنّما أنت أحد رجلين إمّا امرؤ سخط نفسه بالبذل في الحقّ ففيم احتجابك من واجب حقّ تعطيه أو فعل كريم تسديه أو مبتلى بالمنع فما أسرع كفّ النّاس عن مسألتك إذا أيسوا من بذلك مع أنّ أكثر حاجات النّاس إليك ما لا مئونة فيه عليك من شكاة مظلمة أو طلب إنصاف في معاملة ثمّ إنّ للوالي خاصّة و بطانة فيهم استئثار و تطاول و قلّة إنصاف فاحسم مئونة أولئك بقطع أسباب تلك الأحوال و لا تقطّعنّ لأحد من خاصّتك و حامّتك قطيعة و لا يطمعنّ منك في اعتقاد عقدة تضرّ بمن يليها من النّاس في شرب أو عمل مشترك يحملون مئونته على غيرهم فيكون مهنأ ذلك لهم دونك و عيبه عليك في الدّنيا و الآخرة و ألزم الحقّ من لزمه من القريب و البعيد و كن في ذلك صابرا محتسبا واقعا ذلك من قرابتك و خواصّك حيث وقع و ابتغ عاقبته بما يثقل عليك منه فإنّ مغبّة ذلك محمودة و إن ظنّت الرّعيّة بك حيفا فأصحر لهم بعذرك و اعدل عنهم ظنونهم بإصحارك فإنّ في ذلك أعذارا تبلغ فيه حاجتك من تقويمهم على الحقّ و لا تدفعنّ صلحا دعاك إليه عدوّك للّه فيه رضى فإنّ في الصّلح دعة لجنودك و راحة من همومك و أمنا لبلادك و لكنّ الحذر كلّ الحذر من عدوّك بعد صلحه فإنّ العدوّ ربّما قارب ليتغفّل فخذ بالحزم و اتّهم في ذلك حسن الظّنّ و إن عقدت بينك و بين عدوّ لك عقدة أو ألبسته منك ذمّة فحط عهدك بالوفاء و ارع ذمّتك بالأمانة و اجعل نفسك جنّة دون ما أعطيت فإنّه ليس من فرائض اللّه سبحانه شي‏ء النّاس عليه أشدّ اجتماعا مع تفرّق أهوائهم و تشتّت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود و قد التزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استوبلوا من عواقب الغدر فلا تغدرنّ بذمّتك و لا تخيسنّ بعهدك و لا تختلنّ عدوّك فإنّه لا يجترئ على اللّه إلّا جاهل شقيّ و قد جعل اللّه عهده و ذمّته أمنا أفضاه بين العباد برحمته و حريما يسكنون إلى منعته و يستفيضون إلى جواره فلا إدغال و لا مدالسة و لا خداع فيه و لا تعقد عقدا يجوز فيه العلل و لا تعوّلنّ على لحن قول بعد التّأكيد و التّوثقة و لا يدعونّك ضيق أمر

 لزمك فيه عهد اللّه إلى طلب انفساخه بغير الحقّ فإنّ صبرك على ضيق ترجو انفراجه و فضل عاقبته خير من غدر تخاف تبعته و أن تحيط بك فيه من اللّه طلبته فلا تستقيل فيها دنياك و لا آخرتك إيّاك و الدّماء و سفكها بغير حلّها فإنّه ليس شي‏ء أدعى لنقمة و لا أعظم لتبعة و لا أحرى بزوال نعمة و انقطاع مدّة من سفك الدّماء بغير حقّها و اللّه سبحانه مبتدئ بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدّماء يوم القيامة فلا تقوّينّ سلطانك بسفك دم حرام فإنّ ذلك ممّا يضعفه و يوهنه بل يزيله و ينقله و لا عذر لك عند اللّه و لا عندي في قتل العمد لأنّ فيه قود البدن و إن ابتليت بخطإ و أفرط عليك سوطك و يدك بعقوبة فإنّ في الوكزة فما فوقها مقتلة فلا تطمحنّ بك نخوة سلطانك عن أن تؤدّي إلى أولياء المقتول حقّهم و إيّاك و الإعجاب بنفسك و الثّقة بما يعجبك منها و حبّ الإطراء فإنّ ذلك من أوثق فرص الشّيطان في نفسه ليمحق ما يكون من إحسان المحسن و إيّاك و المنّ على رعيّتك بإحسانك و التّزيّد فيما كان من فعلك و أن تعدهم فتتبع موعودك بخلفك فإنّ المنّ يبطل الإحسان و التّزيّد يذهب بنور الحقّ و الخلف يوجب المقت عند اللّه و عند النّاس فإنّ اللّه سبحانه يقول كبر مقتا عند اللّه أن تقولوا ما لا تفعلون و إيّاك و العجلة بالأمور قبل أوانها و التّساقط فيها عند إمكانها أو اللّجاجة فيها إذا تنكّرت أو الوهن عنها إذا استوضحت فضع كلّ أمر موضعه و أوقع كلّ أمر موقعه و إيّاك و الاستئثار بما النّاس فيه أسوة و التّغابي عمّا تعنى به ممّا قد وضح للعيون فإنّه مأخوذ منك لغيرك و عمّا قليل تنكشف عنك أغطية الأمور و ينتصف منك للمظلوم املك حميّة أنفك و سورة حدّك و سطوة يدك و غرب لسانك و احترس من كلّ ذلك بكفّ البادرة و تأخير السّطوة حتّى يسكن غضبك فتملك الاختيار و لن تحكم ذلك من نفسك حتّى تكثر همومك بذكر المعاد إلى ربّك و الواجب عليك أن تتذكّر ما مضى لمن تقدّمك من حكومة عادلة أو سنّة فاضلة أو أثر عن نبيّنا محمّد ص أو فريضة في كتاب اللّه فتقتدي بما شاهدت ممّا عملنا به فيها و تجتهد لنفسك في اتّباع ما عهدت إليك في عهدي هذا و استوثقت به من الحجّة لنفسي عليك لكيلا يكون لك علّة عند تسرّع نفسك إلى هواها و من هذا العهد و هو آخره و أنا أسأل اللّه تعالى بسعة رحمته و عظيم قدرته على إعطاء كلّ رغبة أن يوفّقني و إيّاك لما فيه رضاه من الإقامة على العذر الواضح إليه و إلى خلقه مع حسن الثّناء في العباد و جميل الأثر في البلاد و تمام النّعمة و تضعيف الكرامة و أن يختم لي و لك بالسّعادة و الشّهادة إنّا إليه راغبون و السّلام على رسول اللّه و سلّم تسليما كثيرا

3    السّيّد محي الدّين أبو حامد محمّد بن عبد اللّه الحلبيّ ابن أخي ابن زهرة في الأربعين، عن أبي الحرب محمّد بن الحسن الحسينيّ البغداديّ عن الفقيه قطب الدّين أبي الحسن سعيد بن هبة اللّه الرّاونديّ عن الشّيخ أبي جعفر محمّد بن عليّ بن المحسن الحلبيّ عن الشّيخ أبي الفتح محمّد بن عليّ الكراجكيّ عن الشّيخ المفيد إلى آخر ما في الوسائل و الظّاهر أنّ من هذا الكتاب أخذ الشّهيد رحمه اللّه رسالة الصّادق ع إلى النّجاشيّ والي الأهواز

4    و في النّهج، من كتاب له إلى قثم بن العبّاس و هو عامله على مكّة أمّا بعد فأقم للنّاس الحجّ و ذكّرهم بأيّام اللّه و اجلس لهم العصرين فأفت المستفتي و علّم الجاهل و ذكّر العالم و لا يكن لك إلى النّاس سفير إلّا لسانك و لا حاجب إلّا وجهك و لا تحجبنّ ذا حاجة عن لقائك بها فإنّها إن ردّت عن أبوابك في أوّل وردها لم تحمد فيما بعد على قضائها فانظر إلى ما اجتمع عندك من مال اللّه فاصرفه إلى من قبلك من ذي العيال و المجاعة مصيبا به مواضع المفاقر و الخلّات و ما فضل عن ذلك فاحمله إلينا لنقسّمه في من قبلنا

 باب 43 -عدم جواز التّصدّق بالمال الحرام إذا عرف أربابه

1    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في قول اللّه عزّ و جلّ و لا تيمّموا الخبيث منه تنفقون فقال كان النّاس حين أسلموا عندهم مكاسب من الرّبا أو من أموال خبيثة فكان الرّجل يتعمّدها من بين ماله فيتصدّق بها فنهاهم اللّه عن ذلك

 و باقي أخبار الباب تقدّم في أبواب الصّدقة

 باب 44 -أنّ جوائز الظّالم و طعامه حلال و إن لم يكن له مكسب إلّا من الولاية إلّا أن يعلم كونه حراما بعينه و أنّه يستحبّ الاجتناب و حكم وكيل الوقف المستحلّ له

1    ابنا بسطام في طبّ الأئمّة، عن الأشعث بن عبد اللّه عن محمّد بن عيسى عن أبي الحسن الرّضا عن موسى بن جعفر ع قال لمّا طلب أبو الدّوانيق أبا عبد اللّه ع و همّ بقتله فأخذه صاحب المدينة و وجّه به إليه إلى أن ذكر دخوله ع عليه قال ثمّ أمره بالانصراف و حباه و أعطاه فأبى أن يقبل شيئا و قال يا أمير المؤمنين أنا في غناء و كفاية و خير كثير فإذا هممت ببرّي فعليك بالمتخلّفين من أهل بيتي فارفع عنهم القتل قال قد قبلت يا أبا عبد اللّه و قد أمرت بمائة ألف درهم ففرّق بينهم فقال وصلت الرّحم يا أمير المؤمنين الخبر

2    الصّدوق في العيون، عن أحمد بن محمّد بن الصّقر و عليّ بن محمّد بن مهرويه معا عن عبد الرّحمن بن أبي حاتم عن أبيه عن الحسن بن الفضل عن الرّضا عن أبيه ص قال أرسل أبو جعفر الدّوانيقيّ إلى جعفر بن محمّد ع إلى أن قال فلمّا دخل جعفر بن محمّد ع و نظر إليه من بعيد تحرّك أبو جعفر على فراشه قال مرحبا و أهلا بك يا أبا عبد اللّه ما أرسلنا إليك إلّا رجاء أن نقضي دينك و نقضي ذمامك ثمّ سأله مسألة لطيفة عن أهل بيته و قال و قد قضى اللّه حاجتك و دينك و أخرج جائزتك الخبر

3    محمّد بن عليّ بن شهرآشوب في المناقب، عن الرّبيع الحاجب قال أخبرت الصّادق ع بقول المنصور لأقتلنّك و لأقتلنّ أهلك حتّى لا أبقي على الأرض منكم قامة سوط و لأخربنّ المدينة حتّى لا أترك فيها جدارا قائما فقال ع لا ترع من كلامه و دعه في طغيانه فلمّا صار بين السّترين سمعت المنصور يقول أدخلوه إليّ سريعا فأدخلته عليه فقال مرحبا بابن العمّ النّسيب و بالسّيّد القريب ثمّ أخذ بيده و أجلسه على سريره و أقبل عليه ثمّ قال أ تدري لم بعثت إليك فقال ع و أنّى لي العلم بالغيب فقال أرسلنا إليك لتفرّق هذه الدّنانير في أهلك و هي عشرة آلاف دينار فقال ع ولّها غيري فقال أقسمت عليك يا أبا عبد اللّه لتفرّقها على فقراء أهلك ثمّ عانقه بيده و أجازه و خلع عليه الخبر

4    و فيه، التمس محمّد بن سعيد من الصّادق ع رقعة إلى محمّد بن سماليّ في تأخير خراجه فقال ع قل له سمعت جعفر بن محمّد ع يقول من أكرم لنا مواليا فبكرامة اللّه بدأ و من أهانه فلسخط اللّه تعرّض و من أحسن إلى شيعتنا فقد أحسن إلى أمير المؤمنين ع و من أحسن إلى أمير المؤمنين ع فقد أحسن إلى رسول اللّه ص و من أحسن إلى رسول اللّه ص فقد أحسن إلى اللّه و من أحسن إلى اللّه كان و اللّه معنا في الرّفيع الأعلى قال فأتيته و ذكرته فقال باللّه سمعت هذا الحديث من الصّادق ع فقلت نعم فقال اجلس ثمّ قال يا غلام ما على محمّد بن سعيد من الخراج قال ستّون ألف درهم قال أمح اسمه من الدّيوان و أعطاني بدرة و جارية و بغلة بسرجها و لجامها قال فأتيت أبا عبد اللّه ع فلمّا نظر إليّ تبسّم الخبر

5    السّيّد عليّ بن طاوس في مهج الدّعوات، عن الحسن بن محمّد النّوفليّ عن الرّبيع صاحب المنصور قال حججت مع أبي جعفر المنصور إلى أن ذكر دخوله في المدينة بعد رجوعه من الحجّ و أمره بإحضار الصّادق ع قال فلمّا قرب منه جعفر بن محمّد ع قال له المنصور ادن منّي يا ابن عمّي و تهلّل وجهه و قرّبه منه حتّى أجلسه معه على السّرير ثمّ قال يا غلام ائتني بالحقّة فأتاه بالحقّة فإذا فيها قدح الغالية فغلفه منها بيده ثمّ حمله على بغلة و أمر له ببدرة و خلعة ثمّ أمره بالانصراف الخبر

 و رواه في البحار، عن التّلّعكبريّ في مجموع الدّعوات، مثله

، و عن محمّد بن أبي القاسم الطّبريّ عن محمّد بن أحمد بن شهريار عن محمّد بن محمّد بن عبد العزيز العكبريّ عن محمّد بن عمر القطّان عن عبد اللّه بن خلف عن محمّد بن إبراهيم الهمدانيّ عن الحسن بن عليّ البصريّ عن الهيثم بن عبد اللّه الرّمّانيّ و العبّاس بن عبد العزيز العنبريّ عن الفضل بن الرّبيع عن أبيه قال بعث المنصور إبراهيم بن جبلة ليشخص جعفر بن محمّد ع إلى أن ذكر دخوله ع عليه قال فقال المنصور يا غلام ائتني بالغالية فأتاه بها فجعل يغلفه بيديه ثمّ دفع إليه أربعة آلاف دينار و دعا بدابّته فأتاه بها فجعل يقول قدّم قدّم إلى أن أتى بها إلى عند سريره فركب جعفر بن محمّد ع الخبر

7    و من كتاب عتيق، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن صفوة عن محمّد بن العبّاس العاصميّ عن الحسن بن عليّ بن يقطين عن أبيه عن محمّد بن الرّبيع الحاجب قال قعد المنصور يوما في قصره في القبّة الخضراء إلى أن ذكر إرساله إلى الصّادق ع في آخر اللّيل و دخوله ع عليه و عتابه عليه و اعتذاره إلى أن قال قال يا ربيع هات العيبة من موضع كانت فيه العيبة فأتيته بها فقال أدخل يدك فيها فكانت مملوءة غالية وضعها في لحيته و كانت بيضاء فاسودّت و قال لي احمله على فاره من دوابّي الّتي أركبها و أعطه عشرة آلاف درهم و شيّعه إلى منزله مكرّما الخبر

، و عن الفضل بن الرّبيع قال لمّا اصطبح الرّشيد يوما استدعى حاجبه فقال له امض إلى عليّ بن موسى العلويّ ع و أخرجه من الحبس و ألقه في بركة السّباع إلى أن ذكر أمره بإخراجه و إدخاله عليه فلمّا حضر بين يدي الرّشيد عانقه ثمّ حمله إلى مجلسه و رفعه فوق سريره و قال يا ابن العمّ إن أردت المقام عندنا ففي الرّحب و السّعة و قد أمرنا لك و لأهلك بمال و ثياب فقال لا حاجة في المال و لا الثّياب و لكن في قريش نفر يفرّق ذلك عليهم و ذكر له قوما فأمر لهم بصلة و كسوة الخبر

 قال السّيّد لربّما كان هذا الحديث عن الكاظم موسى بن جعفر ع لأنّه كان محبوسا عند الرّشيد لكنّني ذكّرت هذا كما وجدته

9    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد عن محمّد بن إسماعيل العلويّ قال حدّثني محمّد بن الزّبرقان الدّامغانيّ قال قال أبو الحسن موسى بن جعفر ع لمّا أمر هارون الرّشيد بحملي دخلت عليه فسلّمت فلم يردّ السّلام إلى أن قال في آخر الحديث و هو طويل فقال يعني هارون أحسنت و هو كلام موجز جامع فارفع حوائجك يا موسى فقلت يا أمير المؤمنين أوّل حاجتي إليك أن تأذن لي في الانصراف إلى أهلي إلى أن قال فقال ازدد فقلت عليّ عيال كثير و أعيننا بعد اللّه ممدودة إلى فضل أمير المؤمنين و عادته فأمر لي بمائة ألف درهم و كسوة و حملني و ردّني إلى أهلي مكرّما

10    السّيّد عليّ بن طاوس في أمان الأخطار، نقلا عن كتاب دلائل الإمامة تصنيف محمّد بن جرير الطّبريّ الإماميّ من أخبار معجزات مولانا محمّد بن عليّ ع بإسناده عن الصّادق ع ذكر خبرا طويلا في أمر هشام بإشخاصه و إشخاص أبيه ع إلى الشّام و ما جرى بينه و بينهما ع إلى أن قال ع فبعث إلينا بالجائزة و أمرنا أن ننصرف إلى المدينة الخبر

11    و في كتاب فتح الأبواب، عن محمّد بن الحسين بن داود الخراجيّ عن أبيه و محمّد بن عليّ بن حسن المقرئ عن عليّ بن الحسين بن أبي يعقوب الهمدانيّ عن جعفر بن محمّد الحسنيّ عن الآمديّ عن عبد الرّحمن بن قريب عن سفيان بن عيينة عن الزّهريّ قال دخلت مع عليّ بن الحسين ص على عبد الملك بن مروان فاستعظم عبد الملك ما رأى من أثر السّجود بين عيني عليّ بن الحسين ع إلى أن قال ثمّ أقبل يسأله عن حاجاته و ممّا قصد له فشفّعه فيمن شفع و وصله بمال

12    و في مهج الدّعوات، عن عليّ بن عبد الصّمد عن محمّد بن أبي الحسن عمّ والده عن جعفر بن محمّد الدّوريستيّ عن والده عن الصّدوق محمّد بن بابويه و أخبرني جدّي عن والده عن جماعة من أصحابنا منهم السّيّد أبو البركات و عليّ بن محمّد المعاذيّ و محمّد بن عليّ العمريّ و محمّد بن إبراهيم بن عبد اللّه المدائنيّ جميعا عن الصّدوق عن أبيه عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن جدّه عن أبي نصر الهمدانيّ قال حدّثتني حكيمة بنت محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر عمّة أبي محمّد الحسن بن عليّ ع و ذكر قصّة طويلة جرت بين أبيها ع و بين زوجته أمّ الفضل بنت المأمون و فيها ذكر الحرز المشهور بحرز الجواد ع إلى أن قالت قال المأمون لياسر سر إلى ابن الرّضا ع و أبلغه عنّي السّلام و احمل إليه عشرين ألف دينار و قدّم إليه الشّهريّ الّذي ركبته البارحة ثمّ أمر بعد ذلك الهاشميّين أن يدخلوا عليه بالسّلام و يسلّموا عليه قال ياسر فأمرت لهم بذلك و دخلت أنا أيضا معهم و سلّمت عليه و أبلغت التّسليم و وضعت المال بين يديه و عرضت الشّهريّ عليه فنظر إليه ساعة ثمّ تبسّم الخبر

13    الشّيخ المفيد في الإرشاد، عن جعفر بن محمّد بن قولويه عن محمّد بن يعقوب الكلينيّ عن عليّ بن محمّد عن إبراهيم بن محمّد الطّاهريّ قال مرض المتوكّل و ذكر كيفيّة شفائه بمعالجة الإمام أبي الحسن ع و أنّ أمّه حملت إليه ع عشرة آلاف دينار لمّا بشّرت بعافية ولدها إلى أن ذكر أنّه سعي به ع بعد ذلك إلى المتوكّل فأمر سعيدا حاجبه أن يهجم ليلا عليه و يأخذ ما يجد عنده فلم يجد إلّا المال المذكور و سيفا فحمل إليه قال فأمر أن يضمّ إلى البدرة بدرة أخرى قال قال لي احمل ذلك إلى أبي الحسن و اردد عليه السّيف و الكيس بما فيه الخبر

  عليّ بن الحسين المسعوديّ في مروج الذّهب، قال سعي إلى المتوكّل بعليّ بن محمّد الجواد ع إلى أن ذكر بعثه جماعة من الأتراك فهجموا داره ليلا و حملوه إليه إلى أن قال فبكى المتوكّل حتّى بلّت لحيته دموع عينيه و بكى الحاضرون و دفع إلى عليّ ع أربعة آلاف دينار ثمّ ردّه إلى منزله مكرّما

15    الصّدوق في علل الشّرائع، نقلا من كتاب محمّد بن بحر الشّيبانيّ المعروف بكتاب الفروق بين الأباطيل و الحقوق عن أبي بكر محمّد بن الحسن بن إسحاق بن خزيمة النّيسابوريّ قال حدّثنا أبو طالب زيد بن أحرم قال حدّثنا أبو داود قال حدّثنا القاسم بن فضل قال حدّثنا يوسف بن مازن الرّاشيّ قال بايع الحسن بن عليّ ع معاوية على أن لا يسمّيه أمير المؤمنين و لا يقيم عنده شهادة و على أن لا يتعقّب على شيعة عليّ ع شيئا و على أن يفرّق في أولاد من قتل مع أبيه يوم الجمل و أولاد من قتل مع أبيه بصفّين ألف ألف درهم و أن يجعل ذلك من خراج دارابجرد

16    و فيه، مرسلا و كان الحسن و الحسين ع يأخذان من معاوية الأموال فلا ينفقان من ذلك على أنفسهما و لا على عيالهما ما تحمله الذّبابة بفيها

  مجموعة الشّهيد الأوّل، نقلا من كتاب الاستدراك لبعض أصحابنا المعاصرين للمفيد و فيه دعوات الصّادق ع عند دخلاته على المنصور قال دعاؤه ع في دخول آخر عليه و كان قد أمر بقتله فلقيه و أمر له بثلاثين بدرة بعد أن قام له و جلس بين يديه الخبر

18    دعائم الإسلام، عن أبي جعفر ع أنّه سئل عن جوائز المتغلّبين فقال قد كان الحسن و الحسين ع يقبلان جوائز معاوية لأنّهما كانا أهل ما يصل من ذلك إليهما و ما في أيدي المتغلّبين عليهم حرام و هو للنّاس واسع إذا وصل إليهم في خير و أخذوه من حقّه

 باب 45 -جواز شراء ما يأخذه الظّالم من الغلّات باسم المقاسمة و من الأموال باسم الخراج و من الأنعام باسم الزّكاة

1    الصّدوق في المقنع، و لا بأس بشراء الطّعام و الثّياب من السّلطان

 باب 46 -جواز النّزول على أهل الذّمّة و أهل الخراج ثلاثة أيّام و لا ينزل على المسلم إلّا بإذنه

1    الشّيخ الطّوسيّ في النّهاية، روي عن أبي عبد اللّه ع أنّه سئل عن النّزول على أهل الخراج فقال ثلاثة أيّام و روي ذلك عن النّبيّ ص

باب 47 -تحريم بيع الخمر و شرائها و حملها و المساعدة على شرائها فإن فعل تصدّق بالثّمن

1    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه قال لعن اللّه الخمر و عاصرها و معتصرها و بائعها و مشتريها و شاربها و ساقيها و مسقيها و آكل ثمنها و حاملها و المحمولة إليه

2    فقه الرّضا، ع لعن رسول اللّه ص الخمر و غارسها و عاصرها و حاملها و المحمولة إليه و بائعها و مبتاعها و شاربها و آكل ثمنها و ساقيها و المتحرّك المتحوّل فيها

3    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، أهدى تميمّ الدّاريّ راوية من خمر إلى النّبيّ ص فقال ص هي حرام قال أ فلا أبيعها و أنتفع بثمنها فقال لعن اللّه اليهود انطلقوا إلى ما حرّم اللّه عليهم من شحوم البقر و الغنم فأذابوها و جعلوها إهالة فباعوها و اشتروا به ما يأكلون و إنّ الخمر حرام و ثمنها حرام

   ، و عنه ص أنّه قال لعن اللّه الخمر و عاصرها و معتصرها و ساقيها و شاربها و حاملها و المحمولة إليه

5    الصّدوق في المقنع، اعلم أنّ اللّه تعالى حرّم الخمر بعينها و حرّم رسول اللّه ص كلّ شراب مسكر و لعن بائعها و مشتريها و آكل ثمنها و ساقيها و شاربها

6    جامع الأخبار، عن النّبيّ ص أنّه قال من شرب الخمر في الدّنيا سقاه اللّه تعالى يوم القيامة من سمّ الأساود و من سمّ العقارب شربة يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها فإذا شربها تفسّخ لحمه و جلده كالجيفة يتأذّى به أهل الجمع ثمّ يؤمر به إلى النّار ألا و شاربها و ساقيها و عاصرها و معتصرها و بائعها و مبتاعها و حاملها و المحمولة إليه و آكل ثمنها سواء في عارها و إثمها و لا يقبل اللّه تعالى منهم صلاة و لا صوما و لا حجّا و لا عمرة حتّى يتوب و كان حقّا على اللّه أن يسقيه بكلّ جرعة في الدّنيا شربة من صديد جهنّم إلى أن قال ألا و من باعها و من اشتراها لغيره أو اعتصرها لم يقبل اللّه تعالى منه صلاة و لا حجّا و لا اعتمارا و لا صوما حتّى يتوب منها الخبر

 باب 48 -تحريم بيع الفقّاع

1    الشّيخ الطّوسيّ في رسالة تحريم الفقّاع، أخبرني جماعة عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه و أحمد بن إدريس جميعا عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الوشّاء قال كتبت إليه يعني الرّضا ع أسأله عن الفقّاع فكتب حرام و هو خمر و من شربه كان بمنزلة شارب الخمر قال و قال لي أبو الحسن ع لو أنّ الدّار لي لقتلت بائعه و لجلدت شاربه

، و أخبرني جماعة عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أحمد بن الحسين عن محمّد بن إسماعيل عن سليمان بن جعفر قال قلت لأبي الحسن الرّضا ع ما تقول في شرب الفقّاع قال هو خمر مجهول يا سليمان فلا تشربه أما يا سليمان و لو كان الحكم لي و الدّار لي لجلدت شاربه و لقتلت بائعه

 باب 49 -تحريم بيع الخنزير و حكم من أسلم و له خمر و خنزير فمات و عليه دين

1    دعائم الإسلام، عن أبي جعفر ع أنّه سئل عن رجل كان له على رجل دراهم فباع خمرا أو خنازير فدفع ثمن ذلك إليه قضاء من دينه قال لا بأس أمّا للمقضيّ فحلال و أمّا للبائع فحرام قلت يحمل على ما لو كان المديون ذمّيّا

باب 50 -جواز بيع العصير و العنب و التّمر ممّن يعمل خمرا و كراهة بيع العصير نسيئة و تحريم بيعه بعد أن يغلي قبل ذهاب ثلثيه

1    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه سئل عن بيع العنب و التّمر و الزّبيب و العصير ممّن يصنعه خمرا قال لا بأس بذلك إذا باعه حلالا فليس عليه أن يجعله المشتري حراما

 باب 51 -جواز استخراج الفضّة من النّحاس

1    توحيد المفضّل، قال قال الصّادق ع فكّر يا مفضّل في هذه المعادن و ما يخرج من الجواهر المختلفة مثل الجصّ و الكلس و الجبين و المرتك و التّوتياء و الزّئبق و النّحاس و الرّصاص و الفضّة و الذّهب و الزّبرجد و الياقوت و الزّمرّد و ضروب الحجارة و كذلك ما يخرج منها من القار و الموميا و الكبريت و النّفط و غير ذلك ممّا يستعمله النّاس في مآربهم فهل يخفى على ذي عقل أنّ هذه كلّها ذخائر ذخرت للإنسان في هذه الأرض ليستخرجها فيستعملها عند الحاجة إليها ثمّ قصرت حيلة النّاس عمّا حاولوا من صنعتها على حرصهم و اجتهادهم في ذلك فإنّهم لو ظفروا بما حاولوا من هذا العلم ثمّ كان لا محالة سيظهر و يستفيض في العالم حتّى يكثر الذّهب و الفضّة و يسقطا عند النّاس فلا يكون لهما قيمة و يبطل الانتفاع بهما في الشّراء و البيع و المعاملات و لا كان يجبي السّلطان الأموال و لا يدّخرهما أحد للأعقاب و قد أعطي النّاس مع هذا صنعة الشّبه من النّحاس و الزّجاج من الرّمل و الفضّة من الرّصاص و الذّهب من الفضّة و أشباه ذلك ممّا لا مضرّة فيه فانظر كيف أعطوا إرادتهم فيما لا مضرّة فيه و منعوا ذلك فيما كان ضارّا لهم لو نالوه الخبر

 باب 52 -أنّه يكره أن ينزى حمار على عتيقة و لا يحرم ذلك و يكره أن تضرب النّاقة و ولدها طفل إلّا أن يتصدّق به أو يذبح

1    صحيفة الرّضا، ع عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص إنّا أهل بيت لا تحلّ لنا الصّدقة و أمرنا بإسباغ الوضوء و أن لا ننزي حمارا على عتيقة الخبر

 باب 53 -استحباب الغزل للمرأة

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص نعم شغل المرأة المؤمنة الغزل

  و بهذا الإسناد قال ص في حديث و علّموهنّ الغزل

2    السّيّد عليّ بن طاوس في اللّهوف، مرسلا قال قال يزيد لعليّ بن الحسين ع اذكر حاجاتك الثّلاث اللّاتي وعدتك بقضائهنّ إلى أن قال ع و الثّانية أن تردّ علينا ما أخذ منّا إلى أن قال ع و إنّما طلبت ما أخذ منّا لأنّ فيه مغزل فاطمة بنت محمّد ص الخبر

3    فرات بن إبراهيم الكوفيّ في تفسيره، معنعنا عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه ع قال مرض الحسن و الحسين ع إلى أن قال فلمّا عافى اللّه الغلامين ممّا بهما انطلق عليّ ع إلى جار له يهوديّ يقال له شمعون بن حارا فقال له يا شمعون أعطني ثلاثة أصوع من شعير و جزّة من صوف تغزله لك ابنة محمّد ص فأعطاه اليهوديّ الشّعير و الصّوف فانطلق إلى منزل فاطمة ع فقال لها يا ابنة رسول اللّه كلي هذا و اغزلي هذا الخبر

 و رواه الصّدوق في الأمالي، عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق عن أبي أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلوديّ عن الحسن بن مهران عن سلمة بن خالد عنه ع مثله

4    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه قال نعم شغل المرأة المؤمنة المغزل

باب 54 -في كراهة إجارة الإنسان نفسه و عدم تحريمها و أنّ للأجير أن يعمل لغير من استأجره بإذنه

1    أحمد بن محمّد السّيّاريّ في كتاب القراآت، عن حمّاد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي الجارود عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن قول اللّه جلّ اسمه الّذين يلمزون المطّوّعين من المؤمنين في الصّدقات قال ذهب أمير المؤمنين ع فآجر نفسه على أن يستقي كلّ دلو بتمرة يختارها فجمع مدّا فأتى به النّبيّ ص و عبد الرّحمن بن عوف على الباب فلمزه و وضع فيه الخبر

باب 55 -في كراهة ركوب البحر للتّجارة

1    الصّدوق في الهداية، عن الصّادق ع أنّه قال ما أجمل في الطّلب من ركب البحر

 باب 56 -كراهة التّجارة في أرض لا يصلّى فيها إلّا على الثّلج

1    سبط الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، نقلا من المحاسن عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ رجلا أتى أبا جعفر ع فقال له أصلحك اللّه إنّا نتّجر إلى هذه الجبال فنأتي أمكنة لا نستطيع أن نصلّي إلّا على الثّلج قال أ لا تكون مثل فلان يعني رجلا عنده يرضى بالدّون و لا يطلب التّجارة في أرض لا يستطيع أن يصلّي إلّا على الثّلج

 باب 57 -استحباب اختيار الإنسان التّجارة و طلب المعيشة في بلده إن أمكن

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص من سعادة المرء الخلطاء الصّالحون و الولد البارّ و الزّوجة المواتية و أن يرزق معيشته في بلدته

2    دعائم الإسلام، عن النّبيّ ص أنّه قال خمسة من السّعادة إلى أن قال و رزق المرء في بلده

3    القطب الرّاونديّ في دعواته، عن ربيعة بن كعب عن النّبيّ ص أنّه قال سمعته يقول من أعطي خمسا لم يكن له عذر في ترك عمل الآخرة إلى أن قال و معيشته في بلده

باب 58 -تحريم أكل مال اليتيم ظلما

1    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن سماعة عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن رجل أكل مال اليتيم هل له توبة فقال يؤدّي إلى أهله فإنّ اللّه يقول إنّ الّذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنّما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا و قال إنّه كان حوبا كبيرا

، و عن سماعة عن أبي عبد اللّه و أبي الحسن ع أنّ اللّه أوعد في مال اليتيم عقوبتين اثنتين أمّا إحداهما فعقوبة الآخرة و أمّا الأخرى فعقوبة الدّنيا قوله و ليخش الّذين لو تركوا من خلفهم ذرّيّة ضعافا خافوا عليهم فليتّقوا اللّه و ليقولوا قولا سديدا قال يعني بذلك ليخش أن أخلفه في ذرّيّته كما صنع هو بهؤلاء اليتامى

، و عن الحلبيّ عن أبي عبد اللّه ع إنّ في كتاب عليّ بن أبي طالب ع أنّ آكل مال اليتيم ظلما سيدركه وبال ذلك في عقبه من بعده و يلحقه و قال ع ذلك إمّا في الدّنيا فإنّ اللّه قال و ليخش الّذين لو تركوا من خلفهم ذرّيّة ضعافا خافوا عليهم و إمّا في الآخرة فإنّ اللّه يقول إنّ الّذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنّما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا

، و عن عبد الأعلى مولى آل سام قال قال أبو عبد اللّه ع مبتدئا من ظلم سلّط اللّه عليه من يظلمه أو على عقبه أو على عقب عقبه قال فذكرت في نفسي فقلت يظلم هو فسلّط على عقبه أو عقب عقبه فقال لي قبل أن أتكلّم إنّ اللّه يقول و ليخش الّذين لو تركوا

، و عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن الكبائر فقال منها أكل مال اليتيم ظلما و ليس في هذا اختلاف بين أصحابنا و الحمد للّه

، و عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص يبعث ناس من قبورهم يوم القيامة تأجّج أفواههم نارا فقيل يا رسول اللّه من هؤلاء قال الّذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنّما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا

، و عن عجلان قال قلت لأبي عبد اللّه ع من أكل مال اليتيم فقال هو كما قال اللّه إنّما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا قال هو من غير أن أسأله من عال يتيما حتّى ينقضي يتمه أو يستغني بنفسه أوجب اللّه له الجنّة كما أوجب لآكل مال اليتيم النّار

8    فقه الرّضا، ع أروي عن العالم ع أنّه قال من أكل مال اليتيم درهما واحدا ظلما من غير حقّ يخلّده اللّه في النّار و روي أنّ أكل مال اليتيم من الكبائر الّتي وعد اللّه عليها النّار فإنّ اللّه عزّ من قائل يقول إنّ الّذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنّما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا

، و روي إيّاكم و أموال اليتامى لا تعرّضوا لها و لا تلبسوا بها فمن تعرّض لمال اليتيم فأكل منه شيئا كأنّما أكل جذوة من النّار

10  ، و روي اتّقوا اللّه و لا يعرض أحدكم لمال اليتيم فإنّ اللّه جلّ ثناؤه يلي حسابه بنفسه مغفورا له أو معذّبا

11    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع في حديث شكواه من وجع العين قال قال رسول اللّه ص يا عليّ إنّ ملك الموت إذا نزل لقبض روح الفاجر نزل معه بسفّود من نار فنزع روحه فتصيح جهنّم فاستوى عليّ جالسا فقال يا رسول اللّه فهل يصيب ذلك أحدا من أمّتك فقال ص نعم حاكم جائر و آكل مال اليتيم و شاهد الزّور

12    الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال من ظلم يتيما عقّ أولاده

 باب 59 -جواز الأكل من مال اليتيم إذا كان في مقابله نفع له بقدره أو يطعمه عوضه كذلك

1    العيّاشيّ في تفسيره، عن الكاهليّ قال كنت عند أبي عبد اللّه ع فسأله رجل ضرير البصر فقال إنّا ندخل على أخ لنا في بيت أيتام معهم خادم لهم فنقعد على بساطهم و نشرب من مائهم و يخدمنا خادمهم و ربّما أطعمنا فيه الطّعام من عند صاحبنا و فيه من طعامهم فما ترى أصلحك اللّه فقال قد قال اللّه بل الإنسان على نفسه بصيرة فأنتم لا يخفى عليكم و قد قال اللّه و إن تخالطوهم فإخوانكم إلى لأعنتكم ثمّ قال إن يكن دخولكم عليهم فيه منفعة لهم فلا بأس و إن كان فيه ضرر فلا

، و عن أبي جعفر ع قال جاء رجل إلى النّبيّ ص فقال يا رسول اللّه إنّ أخي هلك و ترك أيتاما و لهم ماشية فما يحلّ لي منها فقال رسول اللّه ص إن كنت تليط حوضها و تردّ ناديتها و تقوم على رعيّتها فاشرب من ألبانها غير مجتهد للحلب و لا ضارّ بالولد و اللّه يعلم المفسد من المصلح

3    عوالي اللآّلي، و في الحديث أنّ رجلا قال للنّبيّ ص إنّ في حجري يتيما أ فآكل من ماله فقال بالمعروف لا مستأثرا مالا و لا واق مالك بماله

، و عن ابن عبّاس أنّ وليّ يتيم قال له ص أ فأشرب من لبن إبله قال إن كنت تبغي ضالّها و تلوط حوضها و تسقيها وردها فاشرب غير مضرّ بنسل و لا ناهك في الحلب

باب 60 -أنّه يجوز لقيّم مال اليتيم و الوصيّ أن يتناول منه أجرة مثله

1    العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي أسامة عن أبي عبد اللّه ع في قوله تعالى فليأكل بالمعروف فقال ذاك رجل يحبس نفسه على أموال اليتامى فيقوم لهم عليها فقد شغل نفسه عن طلب المعيشة فلا بأس أن يأكل بالمعروف إذا كان يصلح أموالهم و إن كان المال قليلا فلا يأكل منه شيئا

، و عن سماعة عن أبي عبد اللّه و أبي الحسن ع قال سألته عن قوله و من كان غنيّا فليستعفف و من كان فقيرا فليأكل بالمعروف قال بلى من كان يلي شيئا لليتامى و هو محتاج و ليس له شي‏ء و هو يتقاضى أموالهم و يقوم في ضيعتهم فليأكل بقدر الحاجة و لا يسرف و إن كان ضيعتهم لا تشغله عمّا يعالج لنفسه فلا يرزأنّ من أموالهم شيئا

، و عن محمّد بن مسلم قال سألته عن رجل بيده ماشية لابن أخ يتيم في حجره أ يخلط أمرها بأمر ماشيته فقال إن كان يليط حياضها و يقوم على هناتها و يردّ بادرها فليشرب من ألبانها غير مجتهد للحلاب و لا مضرّ بالولد ثمّ قال و من كان غنيّا فليستعفف و من كان فقيرا فليأكل بالمعروف

 باب 61 -جواز التّجارة بمال اليتيم مع كون التّاجر وليّا مليّا و وجود المصلحة و حكم الرّبح و الزّكاة

1    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال ليس للوصيّ أن يتّجر بمال اليتيم فإن فعل كان ضامنا و كان الرّبح لليتيم

 و رواه في موضع آخر و زاد كان ضامنا لما نقص

، و عن أبي جعفر ع أنّه قال إذا اتّجر الوصيّ بمال اليتيم و لم يجعل ذلك له في الوصيّة فهو ضامن لما نقص من المال و الرّبح لليتيم

 قلت و الخبر الأوّل محمول على ما يظهر من الثّاني من عدم الولاية الّتي هي شرط لجواز التّجارة

 باب 62 -حكم الأخذ من مال الولد و الأب

1    كتاب العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللّه ص لرجل أنت و مالك لأبيك

   ، و بهذا الإسناد قال ع في كتاب عليّ ع أنّ الولد لا يأخذ من مال والده شيئا إلّا بإذنه و للوالد أن يأخذ من مال ابنه ما شاء الخبر

3    فقه الرّضا، ع اعلم أنّه جائز للوالد أن يأخذ من مال ولده بغير إذنه و ليس للولد أن يأخذ من مال والده إلّا بإذنه و إذا أرادت الأمّ أن تأخذ من ولدها فليس لها إلّا أن تقوم على نفسها لتردّه عليه و لو كان على رجل دين و لم يكن له مال و كان لابنه مال جاز أن يأخذ من مال ابنه فيقضي به دينه

4    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال لا يحلّ للرّجل من مال ولده شي‏ء إلّا بطيب نفسه إلّا أن يضطرّ إليه فيأكل بالمعروف قوته و لا يتلذّذ فيه

5    أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن النّبيّ ص أنّه قال يد الوالدين مبسوطتان في مال ولدهما إذا احتاجا إليه بالمعروف

، و قال رجل لرسول اللّه ص إنّ أبي ليأخذ من مالي ليأكله فقال أنت و مالك لأبيك

، و قال رجل لأمير المؤمنين ع كان لي عبد فأعتقه والدي عليّ من غير أمري و لا رضاي فقال والدك أملك بك و بمالك منك فإنّك و مالك من هبة اللّه لوالدك

 باب 63 -جواز تقويم جارية البنت و الابن الصّغيرين و وطئها بالملك إذا لم يكن وطئها الابن

1    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه سئل عن رجل له ولد طفل و للولد جارية مملوكة هل للأب أن يطأها قال ليس له ذلك إلّا أن يقوّمها على نفسه قيمة عدل ثمّ يأخذها و يكون لولده عليه ثمنها الخبر

2    كتاب العلاء، عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع أنّه قال في حديث و له أن يقع على جارية ابنه إذا لم يكن ابنه وقع عليها

 باب 64 -جواز إنفاق الزّوج من مال زوجته بإذنها و طيبة نفسها

1    العيّاشيّ في تفسيره، عن سعيد بن يسار قال قلت لأبي عبد اللّه ع جعلت فداك امرأة دفعت إلى زوجها مالا ليعمل به و قالت له حين دفعته إليه أنفق منه فإن حدث بي حدث فما أنفقت منه فلك حلال طيّب و إن حدث بك حدث فما أنفقت منه فلك حلال طيّب قال أعد يا سعيد المسألة فلمّا ذهبت أعرض عليه المسألة عرض فيها صاحبها و كان معي فأعاد عليه مثل ذلك فلمّا فرغ أشار بإصبعه إلى صاحب المسألة فقال يا هذا إن كنت تعلم أنّها قد أفضت بذلك إليك فيما بينك و بينها و بين اللّه فحلال طيّب ثلاث مرّات ثمّ قال يقول اللّه فإن طبن لكم عن شي‏ء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا

، و عن سماعة بن مهران عن أبي عبد اللّه أو أبي الحسن ع قال سألته عن قول اللّه فإن طبن لكم عن شي‏ء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا قال يعني بذلك أموالهنّ الّتي في أيديهنّ ممّا ملكن

 باب 65 -أنّ المرأة إذا أذنت لزوجها في الإنفاق من مالها لم يجز له أن يشتري منه جارية يطؤها

1    كتاب عبد اللّه بن يحيى الكاهليّ، برواية أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ عنه قال حدّثني عامر بن عمير قال قلت لأبي عبد اللّه ع جعلني اللّه فداك إنّ امرأتي أعطتني مالها كلّه و جعلتني منه في حلّ أصنع به ما شئت أ يكون لي أن أشتري منه جارية أطؤها قال ليس ذاك لك إنّما أرادت ما سرّك فليس لك ما ساءها

 باب 66 -عدم جواز صدقة المرأة من بيت زوجها إلّا بإذن زوجها و كذا المملوك من مال سيّده

1    وجدت في مجموعة عتيقة، فيها بعض الخطب و الظّاهر أنّ كلّها مأخوذة من كتاب أحمد بن عبد العزيز الجلوديّ و فيها حدّثنا يحيى بن عمر قال حدّثنا عيسى بن مسلم قال حدّثنا عمر بن إسحاق عن عبد اللّه بن أبي بكر عن محمّد بن مسلم عن مهران الثّقفيّ عن عبد اللّه بن محبوب عن رجل عن الحولاء العطّارة عن رسول اللّه ص في حديث طويل يأتي في كتاب النّكاح إن شاء اللّه تعالى قالت قال رسول اللّه ص يا حولاء و الّذي بعثني بالحقّ نبيّا و رسولا لا ينبغي للمرأة أن تتصدّق بشي‏ء من بيت زوجها إلّا بإذنه فإن فعلت ذلك كان له الأجر و عليها الوزر الخبر

2    الصّدوق في المقنع، و للمرأة أن تنفق من بيت زوجها بغير إذنه المأدوم دون غيره

 باب 67 -جواز استيفاء الدّين من مال الغريم الممتنع من الأداء بغير إذنه و لو من الوديعة إذا لم يستحلفه

1    الصّدوق في المقنع، قال النّبيّ ص من حلف باللّه فليصدق و من حلف له فليرض و من لم يرض فليس من اللّه و ليس لك أن تأخذ ممّن حلّفته شيئا و إن جحد رجل حقّك ثمّ وقع له عندك مال فلا تأخذ منه إلّا حقّك و مقدار ما حبسه عنك و تقول اللّهمّ إنّي لم آخذ ما أخذت منه خيانة و لا ظلما و لكنّي أخذته مكان حقّي فإن استحلفك على ما أخذت فجائز لك أن تحلف إذا قلت هذه الكلمة

باب 68 -أنّ من دفع إليه مال ليفرّقه في المحاويج و كان منهم جاز له أن يأخذ لنفسه كأحدهم و أن يعطي عياله إن كان منهم إلّا أن يعيّن له أشخاص

1    كتاب الحسين بن عثمان بن شريك، عن أبي الحسن ع في رجل أعطي مالا يقسّمه فيمن يحلّ له أ له أن يأخذ شيئا منه لنفسه و لم يسمّ له قال يأخذ لنفسه مثل ما أعطى غيره

 باب 69 -تحريم الغشّ بما يخفى كشوب اللّبن بالماء

1    صحيفة الرّضا، ع بإسناده عن آبائه ع قال قال النّبيّ ص ليس منّا من غشّ مسلما أو ضرّه أو ماكره

2    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه نهى عن شوب اللّبن بالماء إذا أريد به البيع لأنّه يكون غشّا فأمّا من شابه ليشربه فلا شي‏ء عليه في شوبه

3    و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال نهى رسول اللّه ص عن الخلابة و الخديعة و الغشّ و قال من غشّنا فليس منّا و قد اختلف النّاس في معنى قول النّبيّ ص من غشّنا فليس منّا فقال قوم يعني ليس من أهل ديننا و قال آخرون يعني ليس مثلنا و قال قوم ليس من أخلاقنا و لا فعلنا لأنّ ذلك ليس من أخلاق النّبيّين و لا الصّالحين و قال آخرون لم يتبعنا على أفعالنا و احتجّوا بقول إبراهيم ع فمن تبعني فإنّه منّي و أيّ وجه من هذه الوجوه كان مراده فالغشّ بها منهيّ عنه

، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه سئل عن خلط الطّعام و بعضه أجود من بعض فقال ع هو غشّ و كرهه فهذا و اللّه أعلم إذا كان الجيّد منه هو الّذي يظهره فأمّا إن كان يخفى و يكون الغالب عليه الظّاهر فيه الدّون فليس بغشّ و لا منهيّ عنه

5    السّيّد الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال ملعون من غشّ مسلما أو غرّه أو ماكره

 باب 70 -تحريم تشبّه الرّجال بالنّساء و النّساء بالرّجال

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد بن الأشعث حدّثنا محمّد بن بريد المقرئ حدّثنا أيّوب بن النّجّار حدّثنا الطّيّب بن محمّد عن عطاء عن أبي هريرة قال لعن رسول اللّه ص المخنّثين ]من[ الرّجال المتشبّهين بالنّساء و المترجّلات من النّساء المتشبّهات بالرّجال الخبر

  الشّيخ الطّبرسيّ في مجمع البيان، عن أبي أمامة عن النّبيّ ص قال أربع لعنهم اللّه من فوق عرشه و أمّنت عليه ملائكته الّذي يحصر نفسه فلا يتزوّج و لا يتسرّى لئلّا يولد له و الرّجل يتشبّه بالنّساء و قد خلقه اللّه ذكرا و المرأة تتشبّه بالرّجال و قد خلقها اللّه أنثى

3    كتاب أبي سعيد العصفريّ عبّاد، عن العرزميّ عن ثوير بن يزيد عن خالد بن سعدان عن جبير بن نقير الحضرميّ قال قال رسول اللّه ص لعن اللّه و أمّنت الملائكة على رجل تأنّث و امرأة تذكّرت الخبر

 باب 71 -استحباب الإهداء إلى المسلم و لو نبقا و قبول هديّته

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص يا أهل القرابة تزاوروا و لا تجاوروا و تهادوا فإنّ الهديّة تسلّ السّخيمة و الزّيارة تثبت المودّة

   ، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص تصافحوا فإنّ المصافحة تزيد في المودّة و الهديّة تذهب بالغلّ

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص الهديّة على ثلاثة وجوه هديّة مكافأة و هديّة مصانعة و هديّة للّه تعالى

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من أتاه اللّه برزق لم يتخطّ إليه رجله و لا مدّ إليه يده و لم يتكلّم به لسانه و لم يشدّ إليه ثيابه و لم يتعرّض له كان ممّن ذكره اللّه تعالى في السّماء و قرأ و من يتّق اللّه يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من تكرمة الرّجل لأخيه المسلم أن يقبل تحفته أو يتحفه بما عنده و لا يتكلّف له شيئا

 دعائم الإسلام، عنه ص مثله و مثل ما قبله

، و عن أمير المؤمنين ع أنّ رسول اللّه ص قال لو دعيت إلى ذراع شاة لأجبت و لو أهدي إليّ كراع لقبلت

   ، و عنه ع أنّه قال إذا أكرم أحدكم أخاه بالكرامة فليقبلها فإن كان ذا حاجة صرفها في حاجته فإن لم يكن محتاجا وضعها في موضع حاجته يعني يؤجر فيها صاحبها و من كان عنده جزاء فليجز و من لم يكن عنده جزاء فثناء حسن

، عنه ع أنّه أهدي إليه فالوذج فقال ما هذا قالوا يوم نيروز قال فنورزوا إن قدرتم كلّ يوم يعني ع تهادوا و تواصلوا في اللّه

، و عن رسول اللّه ص أنّه قال تصافحوا و تهادوا فإنّ المصافحة تزيد في المودّة و الهديّة تذهب الغلّ

10  ، و عنه ص أنّه قال يا أهل القرابة تزاوروا و لا تتجاوروا و تهادوا فإنّ الزّيارة تزيد في المودّة و التّجاور يحدث القطيعة و الهديّة تسلّ الشّحناء

11    أبو القاسم الكوفيّ في كتاب الأخلاق، عن رسول اللّه ص أنّه قال تهادوا تحاببوا

 و قال ص لو أهدي إليّ كراع لقبلت و لو دعيت إلى كراع لأكلت

 و قال الهديّة تذهب الشّحناء من القلوب

 و قال نعم الشّي‏ء الهديّة أمام الحاجة

  الصّدوق في العيون، عن محمّد بن أحمد بن الحسين عن عليّ بن محمّد بن عنبسة عن نعيم بن صالح عن الرّضا عن أبيه عن آبائه ع عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص نعم الشّي‏ء الهديّة مفتاح الحوائج

13    السّيّد أبو حامد ابن أخ السّيّد ابن زهرة في أربعينه، عن الشّيخ أبي الحسن أحمد بن وهب بن سليمان الواعظ عن الفقيه أبي الفتح قال أخبرنا عليّ بن محمّد الأنباريّ قال أخبرنا أبو عمرو قال أخبرنا إسماعيل قال حدّثنا محمّد قال حدّثنا بكر قال حدّثنا عائذ بن شريح قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول اللّه ص يا معشر الملإ تهادوا فإنّ الهديّة تذهب بالسّخيمة و لو دعيت إلى كراع أو ذراع شكّ عائذ لأجبت و لو أهدي إليّ ذراع أو كراع شكّ عائذ لقبلت

14  ، و عن الشّيخ ثقة الدّين محمّد بن أبي نصر عن الشّيخ أبي الفتح أحمد بن المبارك بن الحسين عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكيّ عن أبي محمّد عبد اللّه بن إبراهيم بن أيّوب البزّاز قال أخبرنا أبو مسلم بن عبد اللّه بن مسلم الكجّيّ البصريّ قال حدّثنا الأنصاريّ قال حدّثني إسماعيل المكّيّ عن الحسن أنّ رسول اللّه ص قال لا يردّ الرّجل هديّة فإن أخذ فليكافئه و الّذي نفسي بيده لو دعيت إلى ذراع لأجبت و لو أهدي إليّ كراع لقبلت

15    الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال الهديّة تجلب المحبّة

 و قال ع ثلاثة تدلّ على عقول أربابها الرّسول و الكتاب و الهديّة

16  ، و قال ع ما استعطف السّلطان و لا استسلّ سخيمة الغضبان و لا استميل المهجور و لا استنجحت صعاب الأمور و لا استدفعت الشّرور بمثل الهديّة

17    الصّدوق في كمال الدّين، عن أبيه عن محمّد بن يحيى العطّار و أحمد بن إدريس جميعا عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن عليّ بن مهزيار عن أبيه عمّن ذكره عن موسى بن جعفر ع في حديث طويل في إسلام سلمان و ساق القصّة إلى أن ذكر دخول رسول اللّه ص و أمير المؤمنين ع و جماعة في حائط مولاته اليهوديّة قال قال سلمان فدخلت على مولاتي و قلت لها هيّئي لي طبقا من رطب فقالت لك ستّة أطباق قال فجئت و حملت طبقا من رطب فقلت في نفسي إن كان فيهم نبيّ فإنّه لا يأكل الصّدقة و يأكل الهديّة إلى أن ذكر أنّه وضعه بين يديه ص و قال إنّه صدقة فلم يأكل قال و حملت طبقا آخر من رطب فوضعته بين يديه و قلت هذه هديّة فمدّ ص يده و قال بسم اللّه كلوا الخبر

18    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال الهديّة رزق اللّه فمن أهدي إليه شي‏ء فليقبله

 باب 72 -استحباب تعجيل ردّ ظروف الهدايا و كراهة ردّ هديّة الطّيب و الحلواء

1    أبو عليّ في أماليه، عن أبيه الشّيخ الطّوسيّ عن الحسين بن عبيد اللّه الغضائريّ عن أبي محمّد هارون بن موسى التّلّعكبريّ عن محمّد بن همّام عن عليّ بن الحسين الهمذانيّ عن محمّد بن خالد البرقيّ عن أبي قتادة القمّيّ قال قال أبو عبد اللّه ع أ تتهادون قال نعم يا ابن رسول اللّه قال فاستديموا الهدايا بردّ الظّروف إلى أهلها

 باب 73 -كراهة قبول هديّة الكافر و المنافق و عدم تحريمها و جواز أخذ ما يهديه المجوس إلى بيوت النّيران

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع أنّ رسول اللّه ص نهى عن زبد المشركين يريد هدايا أهل الحرب

2    السّيّد وليّ اللّه الرّضويّ في مجمع البحرين في فضائل السّبطين، روي في بعض الأخبار أنّ نصرانيّا أتى رسولا من ملك الرّوم إلى يزيد لعنه اللّه إلى أن قال قال يا يزيد اعلم أنّي دخلت المدينة تاجرا أيّام حياة النّبيّ ص و قد أردت أن آتيه بهديّة فسألت من أصحابه أيّ شي‏ء أحبّ إليه من الهدايا فقالوا الطّيب أحبّ إليه فحملت من المسك قارتين و قدرا من العنبر الأشهب و أتيته إليه و هو يومئذ في بيت أمّ سلمة فلمّا شاهدت جماله ازداد لعيني مشاهدة لقائه نورا و زادني سرورا و قد تعلّق قلبي بمحبّته فسلّمت عليه و وضعت الأعطار بين يديه فقال لي ما هذه فقلت هديّة محقّرة أتيت بها إلى حضرتك فقال ما اسمك قلت عبد الشّمس قال أنا أسمّيك عبد الوهّاب فإن قبلت منّي الإسلام قبلت منك الهديّة الخبر

 و رواه الشّيخ الطّريحيّ في المنتخب، مثله

3    ابن شهرآشوب في المناقب، في بغاله ص أهدى إليه المقوقس دلدل و كانت شهباء فدفعها إلى عليّ ع ثمّ كانت للحسن ثمّ للحسين ع ثمّ كبرت و عميت و هي أوّل بغلة ركبت في الإسلام و في أفراسه اللّزاز و قد أهداه المقوقس

 باب 74 -أنّ من أهدي إليه طعام أو فاكهة و عنده قوم استحبّ له مشاركتهم في ذلك و إطعامهم

1    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع أنّ رسول اللّه ص أهديت له هديّة و عنده جلساؤه فقال أنتم شركائي فيها

باب 75 -تحريم عمل الصّور المجسّمة و التّماثيل ذوات الأرواح خاصّة و اللّعب بها

1    الصّدوق في الخصال، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد عن أبي بصير و محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع عن أبيه عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع إيّاكم و عمل الصّور فإنّكم تسألون عنها يوم القيامة الخبر

2    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن عبد اللّه بن طلحة عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من أكل السّحت سبعة إلى أن قال و الّذين يصوّرون التّماثيل الخبر

3    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، روي أنّه يخرج عنق من النّار فيقول أين من كذب على اللّه و أين من ضادّ اللّه و أين من استخفّ باللّه فيقولون و من هذه الأصناف الثّلاثة فيقول من سحر فقد كذب على اللّه و من صوّر التّماثيل فقد ضادّ اللّه و من تراءى في عمله فقد استخفّ باللّه

4    الشّهيد الثّاني في منية المريد، عن النّبيّ ص أنّه قال أشدّ النّاس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيّا أو قتله نبيّ و رجل يضلّ النّاس بغير علم أو مصوّر يصوّر التّماثيل

  عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال إنّ أهل هذه الصّور يعذّبون يوم القيامة يقال أحيوا ما خلقتم

، و عن خالد الحذّاء عن عكرمة عن ابن عبّاس عن النّبيّ ص أنّه قال في حديث و من صوّر صورة عذّب حتّى ينفخ فيها الرّوح و ليس بنافخ

 باب 76 -جواز بيع المملوك المولود من الزّنى و شرائه و استرقاقه على كراهية و عدم جواز بيع اللّقيط في دار الإسلام

1    كتاب مثنّى بن الوليد الحنّاط، عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّه ع عن ثمن ولد الزّنى قال تزوّج منه و لا تحجّ

2    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال ولد الزّاني لا خير فيه و لا ينبغي للرّجل أن يطلب الولد من جارية تكون ولد الزّنى و لا ينجّس الرّجل نفسه بنكاح ولد الزّنى و إن كان ولد الزّنى من أمة مملوكة فحلال لمولاها ملكه و بيعه و خدمته و يحجّ بثمنه إن شاء

 باب 77 -كراهة أكل ما تحمله النّملة

1    نهج البلاغة، قال ع و اللّه لو أعطيت الأقاليم السّبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي اللّه في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته

 باب 78 -تحريم الغناء حتّى في القرآن و تعليمه و أجرته و الغيبة و النّميمة

1    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال مجلس الغناء مجلس لا ينظر اللّه إلى أهله و الغناء يورث النّفاق و يعقب الفقر

، و عنه ع أنّه سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ و من النّاس من يشتري لهو الحديث ليضلّ عن سبيل اللّه الآية قال قال أبو جعفر ع هو الغناء و قد تواعد اللّه عليه بالنّار

، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه سئل عن الغناء فقال للسّائل ويحك إذا فرّق بين الحقّ و الباطل أين ترى الغناء يكون قال مع الباطل و اللّه جعلت فداك قال ففي هذا ما يكفيك

، و عنه ع أنّه سأل رجلا ممّن يتّصل به عن حاله فقال جعلت فداك مرّ بي فلان أمس فأخذ بيدي و أدخلني منزله و عنده جارية تضرب و تغنّي فكنت عنده حتّى أمسينا فقال أبو عبد اللّه ع ويحك أ ما خفت أمر اللّه أن يأتيك و أنت على تلك الحال إنّه مجلس لا ينظر اللّه إلى أهله الغناء أخبث ما خلق اللّه الغناء شرّ ما خلق اللّه الغناء يورث النّفاق الغناء يورث الفقر

، و عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه قال الغناء ينبت النّفاق في القلب كما ينبت النّخل الطّلع

، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال بيت الغناء بيت لا تؤمن فيه الفجيعة و لا تجاب فيه الدّعوة و لا تدخله الملائكة

، و عنه ع أنّه سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ و الّذين لا يشهدون الزّور و إذا مرّوا باللّغو مرّوا كراما قال من ذلك الغناء و الشّطرنج

، و عنه ع أنّه قال لرجل من أصحابه أين كنت أمس قال الرّجل فظننت أنّه قد عرف الموضع فقلت جعلت فداك مررت بفلان فتعلّق بي و أدخلني داره و أخرج إليّ جارية له فغنّت قال أ فأمنت اللّه على أهلك و مالك إنّ ذلك مجلس لا ينظر اللّه إلى أهله

9    فقه الرّضا، ع اعلم أنّ الغناء ممّا وعد اللّه عليه النّار في قوله و من النّاس من يشتري لهو الحديث ليضلّ عن سبيل اللّه بغير علم و يتّخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين

10    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال خمسة لا ينظر اللّه إليهم يوم القيمة إلى أن قال و المغنّي

   ، و في الخبر إنّ اللّه يقول يوم القيامة ملائكتي من حفظ سمعه و لسانه عن الغناء فأسمعوه حمدي و الثّناء عليّ

12    الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال طرق طائفة من بني إسرائيل ليلا عذاب فأصبحوا و قد فقدوا أربعة أصناف الطّبّالين و المغنّين الخبر

13    زيد النّرسيّ في أصله، عن أبي عبد اللّه ع و اجتنبوا قول الزّور الغناء و إنّ المؤمن عن جميع ذلك لفي شغل الخبر

14    جامع الأخبار، قال النّبيّ ص الغناء رقية الزّنى

15  ، و روى أبو أمامة عن النّبيّ ص أنّه قال ما رفع أحد صوته بغناء إلّا بعث اللّه شيطانين على منكبيه يضربان بأعقابهما على صدره حتّى يمسك

16    الصّدوق في المقنع، و إيّاك و الغناء فإنّ اللّه توعّد عليه النّار و الصّادق ع يقول شرّ الأصوات الغناء و قال اللّه تعالى و اجتنبوا قول الزّور و هو الغناء و قال و من النّاس من يشتري لهو الحديث ليضلّ عن سبيل اللّه بغير علم و يتّخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين و لهو الحديث في التّفسير هو الغناء

17    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال الغناء ينبت النّفاق في القلب كما ينبت الماء البقل

18  ، و روى ابن عبّاس و ابن مسعود في تفسير قوله تعالى و اجتنبوا قول الزّور و قوله تعالى و من النّاس من يشتري لهو الحديث أنّه الغناء

19  ، و عنه أنّه ص نهى عن الغناء و عن شراء المغنّيات و قال إنّ أجورهنّ من السّحت و لم يجوّز الغناء إلّا في النّياحة إذا لم تقل باطلا و في حداء الزّمل و في الأعراس إذا لم يسمعها الرّجال الأجانب و لم تغنّ بباطل

 باب 79 -تحريم استعمال الملاهي بجميع أصنافها و بيعها و شرائها

1    الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص أنهى أمّتي عن الزّمر و المزمار و الكوبات و الكيوبات

، و بهذا الإسناد قال عليّ ع تقوم السّاعة على قوم يشهدون من غير أن يستشهدوا و على الّذين يعملون عمل قوم لوط و على قوم يضربون بالدّفوف و المعازف

، و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه رفع إليه رجل كسر بربطا فأبطله

4    زيد النّرسيّ في أصله، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في حديث فيمن طلب الصّيد لاهيا و أنّ المؤمن لفي شغل عن ذلك شغله طلب الآخرة عن الملاهي إلى أن قال و إنّ المؤمن عن جميع ذلك لفي شغل ما له و للملاهي فإنّ الملاهي تورث قساوة القلب و تورث النّفاق و أمّا ضربك بالصّوالج فإنّ الشّيطان معك يركض و الملائكة تنفر عنك و إن أصابك شي‏ء لم تؤجر و من عثر به دابّته فمات دخل النّار

5    دعائم الإسلام، روّينا عن جعفر بن محمّد ع أنّه سئل عن اللّهو في غير النّكاح فأنكره و تلا قول اللّه عزّ و جلّ و ما خلقنا السّماء و الأرض و ما بينهما لاعبين لو أردنا أن نتّخذ لهوا لاتّخذناه من لدنّا إلى قوله تصفون

، و عن رسول اللّه ص أنّه قال أنهى أمّتي عن الزّفن و المزمار و عن الكوبة و الكنّارات

، و عن عليّ ع أنّه رفع إليه رجل كسر بربطا فأبطله و لم يوجب على الرّجل شيئا

، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال من ضرب في بيته بربطا أربعين صباحا سلّط اللّه عليه شيطانا لا يبقي عضوا منه إلّا قعد عليه فإذا كان ذلك نزع منه الحياء فلم يبال بما قال و لا ما قيل له

، و عنه ع أنّه قال مرّ بي أبي و أنا غلام صغير و قد وقفت على زمّارين و طبّالين و لعّابين أستمع فأخذ بيدي فقال مرّ لعلّك ممّن شمت بآدم فقلت و كيف ذلك يا أبه قال هذا الّذي ترى كلّه من اللّهو و الغناء إنّما صنعه إبليس شماتة بآدم ع حين أخرج من الجنّة

10    فقه الرّضا، ع و نروي أنّه من لقي في بيته طنبورا أو عودا أو شيئا من الملاهي من المعزفة و الشّطرنج و أشباهه أربعين يوما فقد باء بغضب من اللّه فإن مات في أربعين مات فاجرا فاسقا مأواه النّار و بئس المصير

11    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ اللّه حرّم الدّفّ و الكوبة و المزامير و ما يلعب به

12  ، و عنه ص أنّه قال نهينا عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند المصيبة مع خمش الوجوه و شقّ الجيوب و صوت عند النّعمة باللّهو و اللّعب بالمزامير و إنّهما مزامير الشّيطان

 و رواه في عوالي اللآّلي، عنه مثله باختلاف يسير

13  ، و عنه ص أنّه قال اللّعب بالكعاب و الصّفير بالحمام و أكل الرّبا سواء

14    عوالي اللآّلي، عن رسول اللّه ص أنّه نهى عن الضّرب بالدّفّ و الرّقص و عن اللّعب كلّه و عن حضوره و عن الاستماع إليه و لم يجز ضرب الدّفّ إلّا في الإملاك و الدّخول بشرط أن يكون في البكر و لا يدخل الرّجال عليهنّ

15  ، و عنه ص قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه خمر أو دفّ أو طنبور أو نرد و لا يستجاب دعاؤهم و ترتفع عنهم البركة

  الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن أبي أمامة عن رسول اللّه ص أنّه قال إنّ اللّه تعالى بعثني هدى و رحمة للعالمين و أمرني أن أمحو المزامير و المعازف و الأوتار و الأوثان و أمور الجاهليّة إلى أن قال إنّ آلات المزامير شراؤها و بيعها و ثمنها و التّجارة بها حرام الخبر

17    جامع الأخبار، قال رسول اللّه ص يحشر صاحب الطّنبور يوم القيامة و هو أسود الوجه و بيده طنبور من نار و فوق رأسه سبعون ألف ملك بيد كلّ ملك مقمعة يضربون رأسه و وجهه و يحشر صاحب الغناء من قبره أعمى و أخرس و أبكم و يحشر الزّاني مثل ذلك و صاحب المزمار مثل ذلك و صاحب الدّفّ مثل ذلك

18    الشّيخ الطّوسيّ في مجالسه، عن أبي الحسن عليّ بن خالد المراغيّ عن الحسين بن محمّد البزّاز عن أبي عبد اللّه جعفر بن عبد اللّه العلويّ المحمّديّ عن يحيى بن هاشم الغسّانيّ عن ابن عاصم النّبيل عن سفيان عن أبي إسحاق عن علقمة بن قيس عن نوف البكاليّ عن أمير المؤمنين ع أنّه قال في حديث فإن استطعت أن لا تكون عريفا و لا شاعرا و لا صاحب كوبة و لا صاحب عرطبة فافعل فإنّ داود ع رسول ربّ العالمين خرج ليلة من اللّيالي فنظر في نواحي السّماء ثمّ قال و اللّه ربّ داود إنّ هذه السّاعة لساعة ما يوافقها عبد مسلم يسأل اللّه فيها خيرا إلّا أعطاه إيّاه إلّا أن يكون عريفا أو شاعرا أو صاحب كوبة أو صاحب عرطبة

19    السّيّد الفاضل المعاصر في الرّوضات، عن رسالة قبائح الخمر للسّيّد الجليل الأمير صدر الدّين الدّشتكيّ عن الرّضا ع استماع الأوتار من الكبائر

20  ، و نقل أنّه سمع أمير المؤمنين ع رجلا يطرب بالطّنبور فمنعه و كسر طنبوره ثمّ استتابه فتاب ثمّ قال أ تعرف ما يقول الطّنبور حين يضرب قال وصيّ رسول اللّه ص أعلم فقال إنّه يقول ستندم ستندم أيا صاحبي ستدخل جهنّم أيا ضاربي

21    الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال المؤمن يعاف اللّهو و يألف الجدّ

 و قال ع لم يعقل من وله باللّعب و استهتر باللّهو و الطّرب

 باب 80 -تحريم سماع الغناء و الملاهي

1    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه بلغه عن قوم قدموا الكوفة فنزلوا في دار مغّن فقال لهم كيف فعلتم هذا قالوا ما وجدنا غيرها يا ابن رسول اللّه و ما علمنا إلّا بعد أن نزلنا فقال أمّا إذا كان ذلك فكونوا كراما فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول  و إذا مرّوا باللّغو مرّوا كراما

، و عنه ع أنّ رجلا سأله عن سماع الغناء فنهى عنه و تلا قول اللّه عزّ و جلّ إنّ السّمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤلا و قال يسأل السّمع عمّا سمع و الفؤاد عمّا عقد و البصر عمّا أبصر

، و عنه ع أنّه قال لا يحلّ بيع الغناء و لا شراؤه و استماعه نفاق و تعلّمه كفر

4    فقه الرّضا، ع و قد نروي عن أبي عبد اللّه ع أنّه سأله بعض أصحابه فقال جعلت فداك إنّ لي جيرانا و لهم جوار مغنّيات يغنّين و يضربن بالعود فربّما دخلت الخلاء فأطيل الجلوس استماعا منّي لهنّ قال فقال له أبو عبد اللّه ع لا تفعل فقال الرّجل و اللّه ما هو شي‏ء أتيته برجلي إنّما هو شي‏ء أسمع بأذني فقال أبو عبد اللّه ع أنت ما سمعت قول اللّه تبارك و تعالى إنّ السّمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤلا و أروي في تفسير هذه الآية أنّه يسأل السّمع عمّا سمع و البصر عمّا نظر و القلب عمّا عقد عليه الخبر

5    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال من استمع إلى اللّهو يذاب في أذنه الآنك

 باب 81 -تحريم اللّعب بالشّطرنج و نحوه

1    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ فاجتنبوا الرّجس من الأوثان و اجتنبوا قول الزّور فقال الرّجس من الأوثان الشّطرنج و قول الزّور الغناء

2    زيد النّرسيّ في أصله، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في حديث و أمّا الشّطرنج فهو الّذي قال اللّه عزّ و جلّ فاجتنبوا الرّجس من الأوثان الخبر

3    الصّدوق في المقنع، و في التّفسير، عن الصّادق ع أنّ الرّجس من الأوثان الشّطرنج

4    جامع الأخبار، روى عبد اللّه بن مسعود أنّ رسول اللّه ص مرّ بقوم يلعبون بالشّطرنج قال ما هذه التّماثيل الّتي أنتم لها عاكفون

 عوالي اللآّلي، عنه ص مثله

  القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال ملعون من جرّ اللّعب بالإستريق يعني الشّطرنج

6    الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن أمير المؤمنين ع أنّه مرّ بقوم يلعبون بالشّطرنج فقال ما هذه التّماثيل الّتي أنتم لها عاكفون و أخذ قدرا من التّراب و طرحه فيه قال الشّيخ يقول الّذين يتعاطون لعب الشّطرنج إنّه كلّما بسط نطعه وجد فيه شيئا من التّراب

 باب 82 -تحريم الحضور عند اللّاعب بالشّطرنج و السّلام عليه و بيعه و شرائه و أكل ثمنه و اتّخاذه و النّظر إليه و تقليبه و أنّ من قلّبه ينبغي أن يغسل يده قبل أن يصلّي

1    الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن النّبيّ ص أنّه قال ملعون من لعب بالإستريق يعني الشّطرنج و النّاظر إليه كآكل لحم الخنزير

 جامع الأخبار، عنه ص مثله

 و في خبر آخر النّاظر إليه كالنّاظر إلى فرج أمّه

2    فقه الرّضا، ع فأمّا الشّطرنج فإنّ اتّخاذها كفر باللّه العظيم و اللّعب بها شرك و تقلّبها كبيرة موبقة و السّلام على اللّاهي بها كفر و مقلّبها كالنّاظر إلى فرج أمّه

3    عوالي اللآّلي، قال الصّادق ع اللّاعب بالشّطرنج مشرك و السّلام على اللّاهي به معصية

 باب 83 -تحريم اللّعب بالنّرد و غيره من أنواع القمار

1    دعائم الإسلام، عن النّبيّ ص أنّه قال من لعب بالنّرد فقد عصى اللّه

 و قال ص و إيّاكم و هاتين الكعبتين المرسومتين فإنّهما من ميسر العجم

2    فقه الرّضا، ع و اللّاعب بالنّرد كمثل الّذي يأكل لحم الخنزير و مثل الّذي يلعب بها من غير قمار كمثل الّذي يضع يده في الدّم و لحم الخنزير و مثل الّذي يلعب في شي‏ء من هذه الأشياء كمثل الّذي مصرّ على الفرج الحرام و اتّق اللّعب بالخواتيم و الأربعة عشر و كلّ قمار حتّى لعب الصّبيان بالجوز و اللّوز و الكعاب

3    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن الحسين عن موسى بن القاسم العجليّ عن محمّد بن عليّ بن جعفر عن أبيه عن أخيه موسى عن أبيه جعفر ع قال النّرد و الشّطرنج من الميسر

4    عوالي اللآّلي، قال النّبيّ ص اللّاعب بالنّرد كمن غمس يده في لحم خنزير و دمه

 و عنه ص أنّه قال من لعب بالنّرد فكأنّما غمس يده في لحم خنزير و دمه

 و عنه ص أنّه قال من لعب بالنّرد فقد عصى اللّه و رسوله

 و روى الخبرين الأخيرين الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عنه ص مثله

 باب 84 -نوادر ما يتعلّق بأبواب ما يكتسب به

1    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص أنّه نهى عن بيع الولاء و عن هبته و قال الولاء شعبة من النّسب لا يباع و لا يوهب

، و عن أبي عبد اللّه عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع أنّه قال من تعدّى على شي‏ء ممّا لا يحلّ كسبه فأتلفه فلا شي‏ء عليه فيه و رفع إليه رجل كسر بربطا فأبطله

، و عن أبي جعفر ع أنّه قال من كسر بربطا أو لعبة من اللّعب أو بعض الملاهي أو خرق زقّ مسكر أو خمر فقد أحسن و لا غرم عليه

4    أبو العبّاس المستغفريّ في طبّ النّبيّ، ص قال إذا لم يكن للمرء تجارة إلّا في الطّعام طغى و بغى

5    ابن شهرآشوب في المناقب، عن خصال الكمال عن أبي الجيش البلخيّ أنّه يعني عليّا ع اجتاز بسوق الكوفة فتعلّق به كرسيّ فتخرّق قميصه فأخذه بيده ثمّ جاء به إلى الخيّاطين فقال خيطوا لي ذا بارك اللّه فيكم

6    الشّيخ ورّام في تنبيه الخاطر، عن رسول اللّه ص أنّه قال عمل الأبرار من الرّجال الخياطة و كان ص يخيط ثوبه و يخصف نعله و كان أكثر عمله ص في بيته الخياطة

7    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن الصّادق ع إنّ الأزلام عشرة سبعة لها أنصباء و ثلاثة لا أنصباء لها فالسّبعة هي الفذّ و التّوأم و الرّقيب و الحلس و النّافس و المسبل و المعلّى فالفذّ له سهم و التّوأم له سهمان و الرّقيب له ثلاثة و الحلس له أربعة و النّافس له خمسة و المسبل له ستّة و المعلّى له سبعة و الثّلاثة الباقية هي السّفيح و المنيح و الوغد و كانوا يعمدون إلى الجزور فيجزّئونه أجزاء ثمّ يجتمعون فيخرجون السّهام و يدفعونها إلى رجل و ثمن الجزور على من لم يخرج له شي‏ء من العقل و هو القمار

8    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن سيف بن عميرة عن أبي حمزة الثّماليّ و حدّثني محمّد بن خالد الطّيالسيّ عن سيف بن عميرة عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول من أحللنا له شيئا أصابه من أعمال الظّالمين فهو له حلال لأنّ الأئمّة منّا مفوّض إليهم فما أحلّوا فهو حلال و ما حرّموا فهو حرام