مِن أجل الصّديق لاأدخُل النّار

اشتهر المرجع المجاهد آية الله العظمى السيد حسين القمي (رحمه الله) بزهده و تقواه و جهاده ضد الحكومة البهلوية . . و اشتهر ايضاً في مجال الاخلاِ الاجتماعية بالصداقة وفق المعايير الشرعية ، فكان مع صديقه الى حدّ المشروع ، و عند المحذور الشرعي كان يرفض ان يدوس المعيار الشرعي لأجل سواد عين الصديق و حبّه له . . فكان يقول دائماً : انا اساير صديقي الى باب جهنّم ، و لكني من أجله لاأدخل جهنّم أبداً .

 

حتى أنه لمّا علم أن أحد أولاده الذي كان يدرس العلوم الدينية في الحوزة ، لايحضر الدروس بانتظام و استمرار ، قطع راتبه الشهري الذي يُعطى لطالب العلوم الدينية في الحوزات العلمية من بيت المال الاسلامي و قال له :

 

« انني لااستطيع صرف هذا المال عليك ، بناءً على ذلك تعهّد بنفسك للكدّ و العمل ، كيف أعطي من مال الحجّة بن الحسن الامام المهدي ( عجّل الله تعالى فرجه الشّريف ) لطلبة لايدرسون العلوم الدينية » .

 

فأطاعه ولده ، و ذهب يعمل . و كذلك حينما كان السيد القمي يريد السفر ، كان (رحمه الله) يطلب من تلامذته الراغبين في السفر معه ان يرافقوه لينتهز ساعات سفره ايضاً في تدريسهم و تعليمهم ، كيلا يكون قد صرف على نفسه من ذلك المال للسفر من دون عطاء مقابل ، و ما أفضل أن يكون ذلك هو طلب العلم .([1])