أبواب الصّدقة

 باب 1 -تأكّد استحبابها مع كثرة المال و قلّته و مع الدّين

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص ما نقص مال من صدقة فأعطوا و لا تجبنوا

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص يدفع بالصّدقة الدّاء و الدّبيلة و الغرق و الحرق و الهدم و الجنون فعدّ رسول اللّه ص إلى سبعين بابا من الشّرّ

 و في حديثه ص أنّ امرأة من بني إسرائيل أخذ ولدها الذّئب فاتّبعته و معها رغيف تأكل منه فلقيها سائل فناولته الرّغيف فألقى الذّئب ولدها فسمعت قائلا يقول و هي لا تراه خذي اللّقمة بلقمة

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص الصّدقة تدفع عن ميتة السّوء

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص استنزلوا الرّزق بالصّدقة

 و رواه الصّدوق في الخصال، في حديث الأربعمائة عن أمير المؤمنين ع مثله

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص كلّكم يكلّم ربّه يوم القيامة ليس بينه و بينه ترجمان فينظر أمامه فلا يجد إلّا ما قدّم و ينظر عن يمينه فلا يجد إلّا ما قدّم ثمّ ينظر عن يساره فإذا هو بالنّار فاتّقوا النّار و لو بشقّ تمرة فإن لم يجد أحدكم فبكلمة ليّنة

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع قال قيل يا رسول اللّه ما الّذي يباعد الشّيطان منّا قال الصّوم يسوّد وجهه و الصّدقة تكسر ظهره الخبر

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص الصّدقة بعشر الخبر

8    كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول كان أبو ذرّ يقول في عظته يا مبتغي العلم تصدّق قبل أن لا تعطي شيئا و لا تمنعه إنّما مثل الصّدقة لصاحبها كمثل رجل طلبه قوم بدم فقال لا تقتلوني و اضربوا لي أجلا و أسعى في رضاكم و كذلك المرء المسلم بإذن اللّه كلّما تصدّق بصدقة حلّ بها عقدة من رقبته حتّى يتوفّى اللّه أقواما و قد رضي عنهم و من رضي اللّه عنه فقد أعتق من النّار

9    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللّه ع قال ما من شي‏ء إلّا وكّل به ملك إلّا الصّدقة فإنّها تقع في يد اللّه

10  ، و عن مالك بن عطيّة عن أبي عبد اللّه ع قال قال عليّ بن الحسين ع ضمنت على ربّي أنّ الصّدقة لا تقع في يد العبد حتّى تقع في يد الرّبّ و هو قوله تعالى أنّ اللّه هو يقبل التّوبة عن عباده و يأخذ الصّدقات

11    دعائم الإسلام، عن عليّ ع أنّه قال أتى رسول اللّه ص ثلاثة نفر فقال أحدهم يا رسول اللّه لي مائة أوقيّة من ذهب فهذه عشر أواق منها صدقة و جاء بعده آخر فقال يا رسول اللّه لي مائة دينار فهذه منها عشرة دنانير ]منها[ صدقة و جاء الثّالث فقال يا رسول اللّه لي عشرة دنانير فهذا دينار منها صدقة فقال لهم رسول اللّه ص كلّكم في الأجر سواء كلّكم تصدّق بعشر ماله

12  ، و عنه ع قال تصدّقت بدينار يوما فقال رسول اللّه ص يا عليّ أ ما علمت أنّ صدقة المؤمن لا تخرج من يده حتّى تفكّ عنها لحيّ سبعين شيطانا

13  ، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال أربع من كنّ فيه و كان من فرقه إلى قدمه ذنوب غفر اللّه له و بدّلها حسنات الصّدقة و الحياء و حسن الخلق و الشّكر

14  ، و عن رسول اللّه ص أنّه قال الصّدقة بعشر أمثالها

  العلّامة الكراجكيّ في كنز الفوائد، عن محمّد بن أحمد بن شاذان عن أبيه عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن محمّد بن زياد عن المفضّل بن عمر عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد اللّه ع قال ملعون ملعون من وهب اللّه له مالا فلم يتصدّق منه بشي‏ء أ ما سمعت النّبيّ ص قال صدقة درهم أفضل من صلاة عشر ليال

16    الصّدوق في الأمالي، عن أبي الحسن محمّد بن القاسم الأسترآباديّ عن أحمد بن الحسن الحسينيّ عن أبي محمّد العسكريّ عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال إنّ العبد إذا مات قالت الملائكة ما قدّم و قالت النّاس ما أخّر فقدّموا فضلا يكن لكم و لا تؤخّروا كلّا يكن عليكم فإنّ المحروم من حرم خير ماله و المغبوط من ثقّل بالصّدقات و الخيرات موازينه و أحسن في الجنّة بها مهاده و طيّب على الصّراط بها مسلكه

17  ، و فيه في خبر المناهي عن النّبيّ ص أنّه قال ألا و من تصدّق بصدقة فله بوزن كلّ درهم مثل جبل أحد من نعيم الجنّة

18  ، و عن عليّ بن أحمد بن موسى المتوكّل عن محمّد بن هارون عن عبيد اللّه بن موسى عن عبد العظيم عن أبي جعفر عن آبائه قال قال أمير المؤمنين ع من أيقن بالخلف جاد بالعطيّة

19  ، و عن صالح بن عيسى العجليّ عن محمّد بن عليّ بن عليّ عن محمّد بن الصّلت عن محمّد بن بكير عن عبّاد بن عبّاد المهلّبيّ عن سعد بن عبد اللّه عن هلال بن عبد اللّه عن عليّ بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيّب عن عبد الرّحمن بن سمرة قال كنّا عند رسول اللّه ص فقال رأيت البارحة عجائب إلى أن قال ص و رأيت رجلا من أمّتي يتّقي حرّ النّار و شررها بيده و وجهه فجاءته صدقته فكانت ظللا على رأسه و سترا على وجهه

 و رواه في كتاب فضائل الأشهر، مثله سندا و متنا

20    عبد اللّه بن جعفر الحميريّ في قرب الإسناد، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصّادق عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص إنّ المعروف يمنع مصارع السوء و إنّ الصّدقة تطفئ غضب الرّبّ

21    ابن الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبيه عن المفيد عن أحمد بن الحسين بن أسامة عن عبيد اللّه بن محمّد ]عن محمّد[ بن يحيى عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصّادق عن أبيه ع قال قال النّبيّ ص إنّ الصّدقة تزيد صاحبها كثرة فتصدّقوا يرحمكم اللّه الخبر

22    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن أبي قلابة قال قال رسول اللّه ص من أعطى درهما في سبيل اللّه كتب اللّه له سبعمائة حسنة

23    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال عليكم بالصّدقة فإنّ فيها ستر العورة و تكون ظلّا فوق الرّأس و تكون سترا من النّار

 و روي أنّ الصّدقة تقع في يد الرّحمن قبل أن تقع في يد المسكين

24  ، و عن لقمان أنّه قال لابنه إذا أخطأت خطيئة فأعط صدقة

25  ، و عن النّبيّ ص أنّه قال تصدّقوا تكفّوا بها وجوهكم عن النّار

  و قال ص المؤمن في ظلّ صدقته يوم القيامة

26    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن عبد اللّه بن طلحة عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال قال رسول اللّه ص إنّ التّواضع لا يزيد العبد إلّا رفعة فتواضعوا يرفعكم اللّه و الصّدقة لا تزيد المال إلّا كثرة فتصدّقوا يرحمكم اللّه و العفو لا يزيد العبد إلّا عزّة فاعفوا يعزّكم اللّه

27    الشّيخ ابن فهد ره في عدّة الدّاعي، عن الصّادق ع أنّه قال ما أحسن عبد الصّدقة في الدّنيا إلّا أحسن اللّه الخلافة على ولده من بعده

28    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن أمير المؤمنين ع أنّه لمّا فرغ من دفن الصّدّيقة الطّاهرة ع أتى إلى القبور و قال السّلام عليكم يا أهل القبور أمّا أموالكم فقسمت و أمّا بيوتكم فسكنت و أمّا نساؤكم فنكحت هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم فناداه هاتف ما أكلناه ربحناه و ما قدّمناه وجدناه و ما خلّفناه خسرناه

29  ، و عن رسول اللّه ص قال لا حظّ لك في مالك إلّا ما أكلته و أفنيته أو لبسته و أفنيته أو تصدّقته و أجريته

30    القاضي أبو عبد اللّه محمّد بن سلامة القضاعيّ في كتاب الشّهاب، عن النّبيّ ص قال ما أحسن عبد الصّدقة إلّا أحسن اللّه الخلافة على تركته

 و قال ص ما نقص مال من صدقة

 و قال ص إنّ اللّه ليدرأ بالصّدقة سبعين ميتة من السّوء

31    ابن أبي جمهور في عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال اليد العليا خير من اليد السّفلى و اليد العليا منفقة و اليد السّفلى السّائلة و ابدأ بمن تعول

32    و في درر اللآّلي، عنه ص قال الصّدقة تدفع ميتة السّوء

33  ، و عن أنس قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه ليدرأ بالصّدقة عن صاحبها سبعين ميتة من السّوء أدناها الهمّ

   ، و عن عديّ بن حاتم قال قال رسول اللّه ص ما منكم أحد ]إلّا[ سيكلّمه اللّه ليس بينه و بينه حجاب فينظر عن يمينه فلا يرى إلّا ما قدّم و ينظر عن شماله فلا يرى إلّا ما قدّم ثمّ ينظر بين يديه فيرى النّار فمن استطاع أن يقي وجهه النّار و لو بشقّ تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيّبة

35  ، و عن أبي حبيب عن بعض أصحاب النّبيّ ص أنّه سمع رسول اللّه ص يقول إنّ ظلّ المؤمن يوم القيامة صدقته

36  ، و عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ أنّ رسول اللّه ص قال لكعب بن عجرة يا كعب الصّلاة برهان و الصّوم جنّة و الصّدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النّار

37  ، و عن أبي بريدة عن أبيه قال قال رسول اللّه ص ما يخرج الرّجل شيئا من الصّدقة حتّى يفكّ عنها لحيّ سبعين شيطانا

38  ، و عن أبي ذرّ قال قال رسول اللّه ص ما خرج صدقة من يد رجل حتّى يفكّ عنها لحيّ سبعين شيطانا كلّهم ينهاه عنها

39  ، و عنه عنه ص أنّه قال الصّلاة عمود الدّين و الإسلام و الجهاد سنام العمل و الصّدقة شي‏ء عجيب شي‏ء عجيب شي‏ء عجيب

   باب 2- أنّه يستحبّ للإنسان أن يعول أهل بيت من المسلمين بل يختاره ندبا على الحجّ

1    الشّيخ المفيد في الإرشاد، عن أبي محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى عن جدّه عن أبي نصر عن عبد الرّحمن بن صالح عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال كان بالمدينة كذا و كذا أهل بيت يأتيهم رزقهم و ما يحتاجون إليه لا يدرون من أين يأتيهم فلمّا مات عليّ بن الحسين ع فقدوا ذلك

 باب 3 -استحباب الصّدقة عن المريض

1    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن عبد اللّه بن طلحة عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال داووا مرضاكم بالصّدقة و ادفعوا أبواب البلايا بالاستغفار إلى أن قال قلت كيف نداوي مرضانا بالصّدقة قال إنّ رسول اللّه ص قيل له يا رسول اللّه أيّ الصّدقة أفضل قال جهد المقلّ و إذا كان عندك مريض قد أعياك مرضه فخذ رغيفا من خبزك فاجعله في منديل أو خرقة نظيفة فكلّما دخل سائل فليعط منه كسرة و يقال له أدع لفلان فإنّهم يستجاب لهم فيكم و لا يستجاب لهم في أنفسهم

  دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال ارغبوا في الصّدقة و بكّروا بها إلى أن قال و لا تستخفّوا بدعاء المساكين للمرضى منكم فإنّه يستجاب لهم فيكم و لا يستجاب لهم في أنفسهم

3    نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع الصّدقة دواء منجح

4    الصّدوق في الخصال، في حديث الأربعمائة عنه ع أنّه قال داووا مرضاكم بالصّدقة

 باب 4 -استحباب صدقة الإنسان بيده خصوصا المريض و أمر السّائل بالدّعاء له

1    العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي بكر عن السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص خلّتان لا أحبّ أن يشاركني فيهما أحد وضوئي فإنّه من صلاتي و صدقتي فإنّها من يدي إلى يد السّائل فإنّها تقع في يد الرّحمن

 و رواه في الجعفريّات، بإسناده المتقدّم عن رسول اللّه ص  مثله و فيه فإنّها تقع في كفّ الرّحمن

2    الشّيخ ورّام في تنبيه الخواطر، قيل كان حارثة بن النّعمان قد ذهب بصره فاتّخذ خيطا من مصلّاه إلى باب حجرته و وضع عنده مكتلا فيه تمر فكان إذا جاء المسكين يسأل أخذ من ذلك المكتل ثمّ أخذ بطرف الخيط حتّى يناوله و كان أهله يقولون له نحن نكفيك فيقول سمعت رسول اللّه ص يقول مناولة المسكين تقي ميتة السّوء

3    نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطّويلة

4    دعائم الإسلام، عن أبي جعفر ع في حديث يأتي في كيفيّة صدقة عليّ بن الحسين ع باللّيل إلى أن قال ع يبتغي بذلك فضل صدقة السّرّ و فضل صدقة اللّيل و فضل إعطاء الصّدقة بيده الخبر

، و عن جعفر بن محمّد ع أنّ بعض أهل بيته ذكر له أمر عليل عنده فقال له ادع بمكتل فاجعل فيه برّا و اجعله بين يديه و أمر غلمانك إذا جاء سائل أن يدخلوه إليه فيناوله منه بيده و يأمره أن يدعو له الخبر

6    جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن أبي بصير عن أحدهما ع قال أفضل الصّدقة أن يعطي الرّجل بيده إلى السّائل

 باب 5 -استحباب كثرة الصّدقة بقدر الجهد

1    نهج البلاغة، في وصيّة أمير المؤمنين لابنه الحسن ع و إذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم القيامة فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه فاغتنمه و حمّله إيّاه و أكثر من تزويده و أنت قادر عليه فلعلّك تطلبه فلا تجده و اغتنم من استقرضك في حال غناك ليجعل قضاءه لك في يوم عسر لك

2    ابن شهرآشوب في المناقب، عن سفيان بإسناده عن عليّ ع عن النّبيّ ص أنّه قال فيما استطعت تصدّقت

، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال كان في وصيّة رسول اللّه ص لعليّ ع يا عليّ أوصيك في نفسك خصالا فاحفظها ثمّ قال اللّهمّ أعنه إلى أن قال و الخامسة الأخذ بسنّتي في صلواتي و صيامي و صدقتي إلى أن قال و أمّا الصّدقة فجهدك حتّى تقول قد أسرفت

 باب 6 -استحباب الصّدقة و لو بالقليل على الغنيّ و الفقير

1    السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده الصّحيح عن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص كلّكم مكلّم ربّه يوم القيامة ليس بينه و بينه ترجمان فينظر أمامه فلا يجد إلّا ما قدّم و ينظر عن يمينه فلا يجد إلّا ما قدّم ثمّ ينظر عن يساره فإذا هو بالنّار فاتّقوا النّار و لو بشقّ تمرة فإن لم يجد أحدكم فبكلمة طيّبة

2    و روى في دعواته، عن النّبيّ ص أنّه قال الصّدقة تصدّ سبعين بابا من الشّرور و روي أنّ سائلا وقف على خيمة و فيها امرأة و بين يديها صبيّ في المهد و كانت تأكل و ما بقي إلّا لقمة فأعطته فلمّا كان بعد ساعة اختطف الذّئب ولدها من المهد فتبعته قليلا فرمى به من غير سوء و سمعت هاتفا يقول لقمة بلقمة

  أمالي ابن الشّيخ، عن أبيه عن المفيد عن المظفّر بن محمّد عن محمّد بن همّام عن أحمد بن مابندار عن منصور بن العبّاس عن الحسن بن عليّ الخزّاز عن عليّ بن عقبة عن سالم بن أبي حفصة قال لمّا هلك أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع قلت لأصحابي انتظروني حتّى أدخل على أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع فأعزّيه فدخلت عليه فعزّيته ثمّ قلت إنّا للّه و إنّا إليه راجعون ذهب و اللّه من كان يقول قال رسول اللّه ص فلا يسأل عمّن بينه و بين رسول اللّه ص و اللّه لا يرى مثله أبدا قال فسكت أبو عبد اللّه ع ساعة ثمّ قال قال اللّه عزّ و جلّ إنّ من عبادي من يتصدّق بشقّ تمرة فأربّيها له كما يربّي أحدكم فلوّه حتّى أجعلها له مثل أحد فخرجت إلى أصحابي فقلت ما رأيت أعجب من هذا كنّا نستعظم قول أبي جعفر ع قال رسول اللّه ص بلا واسطة فقال لي أبو عبد اللّه ع قال اللّه عزّ و جلّ بلا واسطة

4    تفسير الإمام، ع قال رسول اللّه ص عباد اللّه أطيعوا اللّه في أداء الصّلوات المكتوبات و الزّكوات المفروضات و تقرّبوا إلى اللّه بعد ذلك بنوافل الطّاعات فإنّ اللّه عزّ و جلّ يعظّم به المثوبات و الّذي بعثني بالحقّ نبيّا إنّ عبدا من عباد اللّه ليقف يوم القيامة موقفا يخرج عليه من لهب النّار أعظم من جميع جبال الدّنيا حتّى ما يكون بينه و بينها حائل بينا هو كذلك قد تحيّر إذا تطاير بين الهواء رغيف أو حبّة فضّة قد واسى بها أخا مؤمنا على إضافته فتنزل حواليه فتصير كأعظم الجبال مستديرا حواليه تصدّ عنه ذلك اللّهب فلا يصيبه من حرّها و لا دخانها شي‏ء إلى أن يدخل الجنّة الخبر

5    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، مرسلا أنّ العبد إذا تصدّق بلقمة من الخبز أو بشقّ من التّمر يربّيها اللّه تعالى و ينميها حتّى تصير كجبل أحد و يأتي به اللّه تعالى يوم القيامة عند الميزان فيحاسب فتصير كفّة حسناته خفيفة فيتحيّر الرّجل فيأتي اللّه تعالى بصدقة فتوضع في كفّة حسناته فتصير ثقيلة و ترجّح على كفّة سيّئاته فيقول العبد يا إلهي ما هذه الطّاعة الثّقيلة الّتي لا أرى نفسي عملها فيقول اللّه تعالى هذا شقّ التّمر الّذي تصدّقت لي في يوم كذا كنت أربيها لك إلى وقت حاجتك لتكون فيها إغاثتك

6    و فيه و في مجمع البيان، عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ اللّه تعالى يقبل الصّدقات و لا يقبل منها إلّا الطّيّب و يربّيها لصاحبها كما يربّي أحدكم مهره أو فصيله حتّى إنّ اللّقمة لتصير مثل أحد

7    نوادر عليّ بن أسباط، عن عمرو بن ساير عن جابر عن أبي جعفر ع قال إنّ عابدا عبد اللّه في دير له ثمانين سنة ثمّ أشرف فإذا هو بامرأة فوقعت في نفسه فنزل إليها فراودها عن نفسها فأجابته فقضى حاجته منها فلمّا قضى حاجته طرقه الموت و اعتقل لسانه فمرّ به سائل فأشار إليه بإصبعه أن خذ رغيفا من كساه فأخذه فأحبط اللّه عمل ثمانين سنة بتلك الزّنية و غفر له بذلك الرّغيف فأدخله الجنّة

8    ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال اتّق اللّه و لو بشقّ تمرة فإن لم تجد فبكلمة طيّبة

 باب 7 -استحباب التّبكير بالصّدقة كلّ صباح و كلّ يوم و أنّه لا بدّ فيها من النّيّة

1    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال ارغبوا في الصّدقة و بكّروا بها فما من مؤمن يتصدّق بصدقة حين يصبح يريد بها ما عند اللّه إلّا دفع اللّه بها عنه شرّ ما ينزل من السّماء في ذلك اليوم أو قال وقاه اللّه شرّ ما ينزل من السّماء في ذلك اليوم

2    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ في بني آدم ثلاثمائة و ستّين عظما فعلى كلّ عظم منها كلّ يوم صدقة

3    الشّيخ المفيد في مجالسه، عن محمّد بن عمر الجعابيّ عن أحمد بن محمّد بن عقدة عن جعفر بن عبد اللّه عن أخيه عن إسحاق بن جعفر بن محمّد ع عن محمّد بن هلال قال قال لي أبوك جعفر بن محمّد ع تصدّق بشي‏ء عند البكور فإنّ البلاء لا يتخطّى الصّدقة

4    و في الإختصاص، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال لا خير في القول إلّا مع العمل و لا في المنظر إلّا مع المخبر و لا في المال إلّا مع الجود و لا في الصّدق إلّا مع الوفاء و لا في الفقه إلّا مع الورع و لا في الصّدقة إلّا مع النّيّة و لا في الحياة إلّا مع الصّحّة و لا في الوطن إلّا مع الأمن و المسرّة

5    ثقة الإسلام في الكافي، عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن بعض أصحابه و عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير جميعا عن محمّد بن أبي حمزة عن حمران عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال فإذا رأيت الحقّ قد مات و ذهب أهله إلى أن قال و رأيت الصّدقة بالشّفاعة و لا يراد بها وجه اللّه و يعطى لطلب النّاس إلى أن قال فكن مترقّبا و اجتهد ليراك اللّه عزّ و جلّ في خلاف ما هم عليه الخبر

6    السّيّد عليّ بن طاوس في فرج المهموم، نقلا من كتاب التّوقيعات لعبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن أحمد بن محمّد بن عيسى بإسناده إلى الكاظم ع أنّه كتب إلى أخيه عليّ بن جعفر و ساقه إلى أن قال و مر فلانا لا فجعنا اللّه به بما يقدر عليه من الصّيام إلى أن قال و لا يخلو كلّ يوم أو يومين من صدقة على ستّين مسكينا أو ما يحرّكه عليه النّيّة و ما جرى و تمّ الخبر

7    ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن النّبيّ ص قال على كلّ مسلم في كلّ يوم صدقة قيل فمن لم يجد قال فيعمل بيده و ينفع نفسه و يتصدّق به الخبر

 باب 8 -استحباب الصّدقة عند توقّع البلاء و الخوف من الأسواء و الدّاء

1    دعائم الإسلام، عن النّبيّ ص أنّه قال يدفع بالصّدقة الدّاء و الدّبيلة و الغرق و الحرق و الهدم و الجنون حتّى عدّ سبعين نوعا من البلاء

، و عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع أنّه قال كان في بني إسرائيل رجل له نعمة و لم يرزق من الولد غير واحد و كان له محبّا و عليه شفيقا فلمّا بلغ مبلغ الرّجال زوّجه ابنة عمّ له فأتاه آت في منامه فقال إنّ ابنك هذا ليلة يدخل بهذه المرأة يموت فاغتمّ لذلك غمّا شديدا و كتمه و جعل يسوّف الدّخول حتّى ألحّت امرأته عليه و ولده و أهل بيت المرأة فلمّا لم يجد حيلة استخار اللّه و قال لعلّ ذلك كان من الشّيطان فأدخل أهله عليه و بات ليلة دخوله قائما يصلّي و ينتظر ما يكون من اللّه حتّى إذا أصبح غدا عليه فأصابه على أحسن حال فحمد اللّه و أثنى عليه فلمّا كان اللّيل نام فأتاه ذلك الّذي كان أتاه في منامه فقال إنّ اللّه عزّ و جلّ دفع عن ابنك و أنسأ أجله بما صنع بالسّائل فلمّا أصبح غدا على ابنه فقال يا بنيّ هل كان لك صنيع صنعته بسائل في ليلة ابتنائك بامرأتك فقال و ما أردت من ذلك قال تخبرني به فاحتشم منه فقال لا بدّ من أن تخبرني بالخبر قال نعم لمّا فرغنا ممّا كنّا فيه من إطعام النّاس بقيت لنا فضول كثيرة من الطّعام و أدخلت إلى المرأة فلمّا خلوت بها و دنوتمنها وقف سائل بالباب فقال يا أهل الدّار واسونا ممّا رزقكم اللّه فقمت إليه و أخذت بيده و أدخلته و قرّبته إلى الطّعام و قلت له كل من الطّعام فأكل حتّى صدر و قلت أ لك عيال قال نعم قلت فاحمل إليهم ما أردت فحمل ما قدر عليه و انصرف و انصرفت أنا إلى أهلي فحمد اللّه أبوه و أخبره بالخبر

، و عن عليّ بن الحسين ع أنّه نظر إلى حمام مكّة قال أ تدرون ما سبب كون هذا الحمام في الحرم قالوا ما هو يا ابن رسول اللّه قال كان في أوّل الزّمان رجل له دار فيها نخلة قد أوى إلى خرق في جذعها حمام فإذا فرّخ صعد الرّجل فأخذ فراخه فذبحها فأقام بذلك دهرا طويلا لا يبقى له نسل فشكا ذلك الحمام إلى اللّه عزّ و جلّ ممّا ناله من الرّجل فقيل له إن رقى إليك بعد هذا فأخذ لك فرخا صرع عن النّخلة فمات فلمّا كبرت فرخ الحمام رقى إليها الرّجل و وقف الحمام لينظر إلى ما يصنع فلمّا توسّط الجذع وقف سائل بالباب فنزل فأعطاه شيئا ثمّ ارتقى فأخذ الفراخ و نزل بها فذبحها و لم يصبه شي‏ء فقال الحمام ما هذا يا ربّ فقيل له إنّ الرّجل تلافى نفسه بالصّدقة فدفع عنه و أنت فسوف يكثر اللّه في نسلك و يجعلك و إيّاهم بموضع لا يهاج منهم شي‏ء إلى أن تقوم السّاعة و أتي به إلى الحرم فجعل فيه و فيه برواية أخرى فألهمه اللّه عزّ و جلّ المصير إلى هذا الحرم و حرّم صيده فأكثر ما ترون من نسله و هو أوّل حمام سكن الحرم

4    القطب الرّاونديّ في قصص الأنبياء، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال كان ورشان يفرخ في شجرة و كان رجل يأتيه إذا أدرك الفرخان فيأخذ الفرخين فشكا ذلك الورشان إلى اللّه عزّ و جلّ فقال إنّي سأكفيكه فأفرخ الورشان و جاء الرّجل و معه رغيفان فصعد الشّجرة و عرض له سائل فأعطاه أحد الرّغيفين ثمّ صعد فأخذ الفرخين و نزل بهما فسلّمه اللّه تعالى لما تصدّق به

5    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال كانوا يرون أنّ الصّدقة يدفع بها عن الرّجل المظلوم

، و عن النّبيّ ص البلايا لا تتخطّى على الصّدقة إنّ الصّدقة لتدفع سبعين بابا من السّوء

7    عوالي اللآّلي، عن العلّامة الحلّيّ في بعض كتبه قال مرّ النّبيّ ص يوما بيهوديّ يتحطّب في صحراء فقال لأصحابه إنّ هذا اليهوديّ لتلدغه اليوم حيّة و يموت فلمّا كان آخر النّهار رجع اليهوديّ بالحطب على رأسه على جاري عادته فقال له الجماعة يا رسول اللّه ما عهدناك تخبر بما لم يكن فقال و ما ذاك قالوا إنّك أخبرت اليوم بأنّ هذا اليهوديّ تلدغه أفعى و يموت و قد رجع فقال ص عليّ به فأتي به إليه فقال يا يهوديّ ضع الحطب و حلّه فحلّه فرأى فيه أفعى فقال يا يهوديّ ما صنعت اليوم من المعروف فقال ما صنعت شيئا غير أنّي خرجت و معي كعكتان فأكلت إحداهما ثمّ سألني سائل فدفعت إليه الأخرى فقال تلك الكعكة خلّصتك من الأفعى فأسلم على يده

   باب 9- استحباب قناعة السّائل و دعائه لمن أعطاه و زيادة إعطاء القانع الشّاكر و ردّ غير القانع

1    مجموعة الشّهيد، بخطّ الشّيخ شمس الدّين محمّد بن عليّ الجبّاعيّ قال قال السّيّد تاج الدّين بن معيّة و رفع إسناده إلى غوث السّنبسيّ قال مرّ بنا جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ في بعض أخطاره فاستنزلناه فنزل فبات بنا و أصبح فلمّا علمت أنّه أنس الرّاحة قلت له يا جابر هلّا أخبرتنا شيئا من مكارم أخلاق أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع فقال كنت أنا و قنبر و عليّ ع فبينا نحن قعود إذ هدف إلينا أعرابيّ فقال السّلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته فقال عليّ ع عليك السّلام و رحمة اللّه و بركاته يا أخا العرب فقال الأعرابيّ يا أمير المؤمنين إنّ لي إليك حاجة قد رفعتها إلى اللّه قبل أن أرفعها إليك فإن أذنت بقضائها حمدنا اللّه و شكرناك و إن لم تقضها شكرنا اللّه و عذرناك فقال عليّ ع خطّ حاجتك على الأرض فإنّي أرى أثر الفقر عليك بيّنا فكتب على الأرض أنا فقير فقال عليّ ع يا قنبر أعطه حلّتي فأحضرها و أفرغها عليه فأنشده كسوتني حلّة تبلى محاسنها فسوف أكسوك من حسن الغنا حللا إن نلت حسن ثناء نلت مكرمة و لست تبغي بما قد نلته بدلا إنّ الثّناء ليحيي ذكر صاحبه كالغيث يحيي نداه السّهل و الجبلا قال فلمّا سمع كلام الأعرابيّ قال يا أخا العرب أمّا إذا كان معك هذا فادن إلى هاهنا فلمّا دنا منه قال أعطه يا قنبر من بيت مال المسلمين خمسين دينارا قال جابر فقلت يا أمير المؤمنين أمرته أن يخطّ بين يديك فكتب أنا فقير فأمرت له بحلّتك فأفرغت عليه فأنشد أبياتا فرفعت منزلته إليك و أمرت له بخمسين دينارا فقال عليّ ع نعم يا جابر سمعت رسول اللّه ص يقول انزلوا النّاس منازلهم

 و رواه الصّدوق في الأمالي، مسندا و الشّيخ إبراهيم الكفعميّ في كتاب مجموع الغرائب، عن كتاب فتاوى الفتاوات و في روايتهما اختلاف و قد أخرجتهما في كتابنا المسمّى بالكلمة الطّيّبة

2    دعائم الإسلام، عن عليّ بن الحسين ع أنّه كان إذا أعطى السّائل شيئا فيسخطه انتزعه منه و أعطاه غيره

، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال و كان أبي ع ربّما اختبر السّؤّال ليعلم القانع من غيره و إذا وقف به السّائل أعطاه الرّأس فإن قبله قال دعه و أعطاه من اللّحم و إن لم يقبله تركه و لم يعطه شيئا

4    الحافظ البرسيّ في مشارق الأنوار، إنّ فقيرا سأل الصّادق ع فقال لعبده ما عندك قال أربعمائة درهم قال أعطه إيّاها فأعطاه فأخذها و ولّى شاكرا فقال لعبده أرجعه فقال يا سيّدي سألت فأعطيت فما ذا بعد العطاء فقال له قال رسول اللّه ص خير الصّدقة ما أبقت غنى و أنا لم نغنك فخذ هذا الخاتم فقد أعطيت فيه عشرة آلاف درهم فإذا احتجت فبعه بهذه القيمة

5    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، روي أنّ ملك الموت دخل على سليمان ع و عنده رجل فقال لم يبق من عمره إلّا خمسة أيّام ثمّ تصدّق الرّجل برغيف فقال السّائل مدّ اللّه في عمرك فزاد اللّه في عمره خمسين سنة

 باب 10 -استحباب افتتاح النّهار بالصّدقة و افتتاح اللّيل بالصّدقة و افتتاح الخروج في ساعة النّحوس و غيرها بالصّدقة

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال كانت أرض بين أبي و رجل فأراد قسمتها و كان الرّجل صاحب نجوم فنظر السّاعة الّتي فيها السّعود فخرج فيها و نظر إلى السّاعة الّتي فيها النّحوس فبعث إلى أبي فلمّا اقتسما الأرض خرج خير السّهمين لأبي فجاء صاحب النّجوم فتعجّب فقال له أبي ما لك فأخبره الخبر فقال له أبي أدلّك على خير ممّا صنعت إذا أصبحت فتصدّق بصدقة يذهب عنك نحس ذلك اليوم و إذا أمسيت فتصدّق بصدقة يذهب عنك نحس تلك اللّيلة

2    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال ارغبوا في الصّدقة و بكّروا بها فما من مؤمن يتصدّق بصدقة حين يصبح يريد بها ما عند اللّه إلّا دفع اللّه بها عنه شرّ ما ينزل من السّماء في ذلك اليوم أو قال وقاه اللّه شرّ ما ينزل من السّماء في ذلك اليوم

، و عنه ع أنّه كان له مولى بينه و بين رجل دار فمات فورثه فأرسل إلى الرّجل ليقسم الدّار معه و كان الرّجل صاحب نجوم فتثاقل عن قسمتها فتوخّى السّاعة الّتي فيها سعوده فجاء إلى أبي عبد اللّه ع فيها فأرسل معه من يقاسمها و كان الرّجل يهوى منها سهما فخرج السّهم لأبي عبد اللّه ع فلمّا رأى ذلك الرّجل أخبره بالخبر فقال أ فلا أدلّك على خير ممّا قلت قال نعم جعلني اللّه فداك تصدّق بصدقة إذا أصبحت يذهب عنك نحس يومك و تصدّق بصدقة إذا أمسيت يذهب عنك نحس ليلتك و لو لا أن ترى أنّ النّجم أسعدك لتركنا حصّتنا لك من هذه الدّار

4    السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب فرج المهموم، نقلا من كتاب التّجمّل عن ابن أذينة عن ابن أبي عمير قال كنت أبصر بالنّجوم و أعرفها و أعرف الطّالع فيدخلني شي‏ء من ذلك فشكوت ذلك إلى أبي عبد اللّه ع فقال إذا وقع في نفسك شي‏ء من ذلك فخذ شيئا و تصدّق على أوّل مسكين تلقاه فإنّ اللّه تعالى يدفع عنك

5    الصّدوق في الهداية، عن الصّادق ع أنّه قال تصدّق و اخرج أيّ يوم شئت

6    الرّاونديّ في لبّ اللّباب، روي أنّ عليّا ع لم يملك غير أربعة دراهم فتصدّق بدرهم ليلا و بدرهم نهارا و بدرهم سرّا و بدرهم علانية فقال النّبيّ ص ما حملك على هذا فنزل الّذين ينفقون أموالهم باللّيل و النّهار سرّا و علانية فلهم أجرهم عند ربّهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون فقال النّبيّ ص ألا إنّ لك ذلك

7    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي إسحاق قال كان لعليّ ع و ساق إلى قوله ما حملك على ما صنعت قال إنجاز موعود اللّه فأنزل اللّه الآية

   باب 11- استحباب الصّدقة في السّرّ و اختيارها على الصّدقة في العلانية

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص الصّدقة في السّرّ تطفئ غضب الرّبّ عزّ و جلّ

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص صنيع المعروف يدفع ميتة السّوء و الصّدقة في السّرّ تطفئ غضب الرّبّ و صلة الرّحم تزيد في العمر و تنفي الفقر و قول لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم كنز من كنوز الجنّة و هي شفاء من تسعة و تسعين داء أدناه الهمّ

3    البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة عن الحسن بن حمزة العلويّ عن عليّ بن محمّد بن محمّد بن أبي القاسم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص الصّدقة في السّرّ تطفئ غضب الرّبّ

  الشّيخ الطّوسيّ في مجالسه، عن أحمد بن عبدون عن عليّ بن محمّد بن الزّبير عن عليّ بن الحسن بن فضّال عن العبّاس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشانيّ عن أبي أسامة عن أبي عبد اللّه ع قال كان عليّ بن الحسين ع يقول الصّدقة في السّرّ تطفئ غضب الرّبّ الخبر

5    دعائم الإسلام، عن أمير المؤمنين ع أنّ رسول اللّه ص قال إنّ صدقة السّرّ تطفئ غضب الرّبّ فإذا تصدّق أحدكم بيمينه فليخفها عن شماله

، و عن أبي جعفر ع أنّه قال لمّا أخذت في غسل أبي عليّ بن الحسين ع أحضرت معي من رآه من أهل بيته فنظروا إلى مواضع السّجود منه في ركبتيه و ظاهر قدميه و بطن كفّيه و جبهته قد غلظت من أثر السّجود حتّى صارت كمبارك البعير و كان ص يصلّي في كلّ يوم و ليلة ألف ركعة ثمّ نظروا إلى حبل عاتقه و عليه أثر قد اخشوشن فقالوا لأبي جعفر ع أمّا هذه فقد علمنا أنّها من أثر السّجود فما هذا الّذي على عاتقه قال ع و اللّه ما علم به أحد غيري و ما علمته من حيث علم أنّي علمته و لو لا أنّه قد مات ما ذكرتهكان إذا مضى من اللّيل صدره قام و قد هدأ كلّ من في منزله فأسبغ الوضوء و صلّى ركعتين خفيفتين ثمّ نظر إلى كلّ ما فضل في البيت عن قوت أهله فجعله في جراب ثمّ رمى به إلى عاتقه و خرج محتسبا يتسلّل لا يعلم به أحد فيأتي دورا فيها أهل مسكنة و فقر فيفرّق ذلك عليهم و هم لا يعرفونه إلّا أنّهم قد عرفوا ذلك عنه فكانوا ينتظرونه فإذا أقبل قالوا هذا صاحب الجراب و فتحوا أبوابهم له ففرّق عليهم ما في الجراب و انصرف به فارغا يبتغي بذلك فضل صدقة السّرّ و فضل صدقة اللّيل و فضل إعطاء الصّدقة بيده ثمّ يرجع فيقوم في محرابه فيصلّي باقي ليله فهذا الّذي ترون على عاتقه أثر ذلك الجراب

، و عن رسول اللّه ص أنّه قال إنّ صدقة السّرّ لتطفئ غضب الرّبّ و إنّ الصّدقة لتطفئ الخطايا كما يطفئ الماء النّار و إنّ الصّدقة لتدفع ميتة السّوء و إنّ صلة الرّحم لتزيد في الرّزق و العمر و تنفي الفقر و إنّ قول لا إله إلّا اللّه و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه كنز من كنوز الجنّة و هي شفاء من تسعة و تسعين داء أوّلها الهمّ

، و عن الحسن بن عليّ ع أنّه لمّا غسّل أباه عليّا ع نظروا إلى مواضع المساجد من ركبتيه و ظاهر قدميه كأنّها مبارك البعير و نظروا إلى عاتقه و فيه مثل ذلك فقالوا لأبي محمّد ع يا ابن رسول اللّه قد عرفنا أنّ هذا من إدمان الصّلاة و طول السّجود فما هذا الّذي نرى على عاتقه فقال أما لو لا أنّه مات ما حدّثتكم عنه كان لا يمرّ به يوم من الأيّام إلّا أشبع فيه مسكينا فصاعدا ما أمكنه فإذا كان اللّيل نظر إلى ما فضل عن قوت عياله يومهم ذلك فجعله في جراب فإذا هدأ النّاس وضعه على عاتقه و تخلّل المدينة و قصد قوما لا يسألون النّاس إلحافا ففرّقه فيهم من حيث لا يعلمون من هو لا يعلم بذلك أحد من أهله غيري فإنّي كنت اطّلعت ذلك منه يرجو بذلك فضل إعطاء الصّدقة بيده و دفعها سرّا و كان يقول إنّ صدقة السّرّ تطفئ غضب الرّبّ كما يطفئ الماء النّار

9    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال صدقة السّرّ تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النّار و تدفع سبعين بابا من البلاء

10  ، و عنه ص أنّه قال في القيامة سبعة يظلّهم اللّه تعالى في ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه و عدّ ص منهم من يتصدّق بيمينه و يخفيها عن شماله

11  ، و عنه ص أنّه قال المسرّ بالقرآن كالمسرّ بالصّدقة و الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصّدقة

   ، و عن عبد اللّه بن عبّاس أنّه قال يفضل صدقة التّطوّع في السّرّ على الصّدقة في العلانية بسبعين ضعفا

13    عوالي اللآّلي، روى ابن عبّاس عن النّبيّ ص أنّ صدقة السّرّ في التّطوّع تفضل علانيتها بسبعين ضعفا و صدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرّها بخمسة و عشرين ضعفا

14    السّيّد محمّد الحسينيّ العامليّ في كتاب الإثنا عشريّة في المواعظ العدديّة، نقلا عن كتاب لباب اللّباب عن النّبيّ ص أنّه قال لرجل تمنّى الموت الموت شي‏ء لا بدّ منه و سفر طويل ينبغي لمن أراده أن يرفع عشر هدايا إلى أن قال ص و هديّة ما لك أربعة أشياء البكاء من خشية اللّه و صدقة السّرّ و ترك المعاصي و برّ الوالدين

 باب 12 -استحباب الصّدقة باللّيل

1    الصّدوق في العيون، عن جعفر بن نعيم بن شاذان عن أحمد بن إدريس عن إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن العبّاس قال ما رأيت أبا الحسن الرّضا ع جفا أحدا بكلامه إلى أن قال و كان كثير المعروف و الصّدقة في السّرّ و أكثر ذلك يكون منه في اللّيالي المظلمة

  محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن معلّى بن خنيس قال خرج أبو عبد اللّه ع في ليلة قد رشّت و هو يريد ظلّة بني ساعدة فاتّبعته فإذا هو قد سقط منه شي‏ء فقال بسم اللّه اللّهمّ اردده علينا فأتيته فسلّمت عليه فقال معلّى قلت نعم جعلت فداك قال التمس بيدك فما وجدت من شي‏ء فادفعه إليّ فإذا أنا بخبز كثير منتشر فجعلت أدفع إليه الرّغيف و الرّغيفين و إذا معه جراب أعجر من خبز قلت جعلت فداك أحمله عليّ فقال أنا أولى به منك و لكن امض معي فأتينا ظلّة بني ساعدة فإذا نحن بقوم نيام فجعل يدسّ الرّغيف و الرّغيفين حتّى أتى على آخرهم حتّى إذا انصرفنا قلت له يعرف هؤلاء هذا الأمر قال لا لو عرفوا كان الواجب علينا أن نواسيهم بالدّقّة و هو الملح إنّ اللّه لم يخلق شيئا إلّا و له خازن يخزنه إلّا الصّدقة فإنّ الرّبّ تبارك و تعالى يليها بنفسه إلى أن قال قال ع إنّ صدقة اللّيل تطفئ غضب الرّبّ و تمحو الذّنب العظيم و تهوّن الحساب و صدقة النّهار تنمي المال و تزيد في العمر

   باب 13- تأكّد استحباب الصّدقة في الأوقات الشّريفة كيوم الجمعة و يوم عرفة و شهر رمضان

1    دعائم الإسلام، عن أبي جعفر ع أنّ سائلا هتف ببابه فقال يا ابن نبيّ اللّه و إيّاك فأعاد فقال له مثل ذلك فألحّ فقال أبو جعفر ع إن أردت فغدا إن شاء اللّه تعالى و كان ذلك يوم الخميس ثمّ قال لمن حضر من أصحابه إنّ الصّدقة تضاعف يوم الجمعة و كان ع يتصدّق في كلّ يوم جمعة بدينار

2    محمّد بن عليّ بن شهرآشوب في المناقب، عن الرّضا ع أنّه فرّق بخراسان ماله كلّه في يوم عرفة فقال له الفضل بن سهل إنّ هذا لمغرم فقال ع بل هو المغنم لا تعدّنّ مغرما ما اتّبعت به أجرا و مكرما

3    السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، قال أخبرني أبو الفتح رستم بن مسعود عن أحمد بن إبراهيم المعروف بالأخباريّ عن عليّ بن أبي خلف الطّبريّ عن عبد اللّه بن جعفر الحافظ عن عمران بن أحمد عن أبي محمّد سعيد عن أحمد بن موسى عن حمّاد بن عمرو عن يزيد بن رفيع عن أبي عالية عن عبد اللّه بن مسعود قال سمعت رسول اللّه ص يقول من صام رمضان إلى أن قال و من تصدّق في شهر رمضان بصدقة مثقال ذرّة فما فوقها كان أثقل عند اللّه عزّ و جلّ من جبال الأرض ذهبا تصدّق بها في غير شهر رمضان الخبر

 و يأتي تمامه في كتاب الصّوم

 باب 14 -استحباب المبادرة بالصّدقة قبل مرض الموت

1    الحسن بن أبي الحسن الدّيلميّ في أعلام الدّين، عن أمير المؤمنين ع قال قال النّبيّ ص لرجل إذا أردت أن يثري اللّه مالك فزكّه و إذا أردت أن يصحّ اللّه بدنك فأكثر من الصّدقة

2    الرّاونديّ في دعواته، سئل الصّادق ع أيّ الصّدقة أفضل قال أن تتصدّق و أنت صحيح تشحّ تأمل البقاء و تخاف الفقر و لا تمهّل حتّى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا و لفلان كذا و قد كان لفلان

  جامع الأخبار، عن النّبيّ ص أنّه قال درهم يعطيه الرّجل في صحّته خير من عتق رقبة عند الموت

4    ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، و في حديث صحيح أتى رجل النّبيّ ص فقال أنبئني بأحقّ النّاس بحسن الصّحبة قال أمّك قال ثمّ من قال أمّك قال ثمّ من قال أمّك قال ثمّ من قال أبوك قال يا رسول اللّه نبّئني عن مالي كيف أتصدّق به قال تصدّق و أنت صحيح شحيح تخشى الفقر و تأمل الغنى و لا تمهّل حتّى إذا كانت نفسك هاهنا و أشار إلى حلقه قلت مالي لفلان و أعطوا فلانا فهو لهم و إن كره

 باب 15 -كراهة ردّ السّائل الذّكر باللّيل

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إذا طرقكم سائل ذكر باللّيل فلا تردّوه

   باب 16- استحباب اختيار الصّدقة على المؤمن على ما سواها من العبادات المندوبة

1    الشّيخ جعفر بن أحمد بن عليّ القمّيّ في كتاب الغايات، عن الصّادق ع أنّه قال إنّ فوق كلّ صدقة صدقة و الصّدقة على فقراء المؤمنين أفضل

 باب 17 -استحباب الصّدقة و لو على غير المؤمن حتّى دوابّ البرّ و البحر و على الذّمّيّ عند ضرورته كشدّة العطش

1    الشّريف الزّاهد أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن الحسن بن عبد الرّحمن العلويّ الحسينيّ في كتاب التّعازي، بإسناده عن محمّد بن منصور عن راشد الطّويل عن أبي شريع قال سمعت جعفرا ع و هو يقول لأزوي غلام أبي بكر يا أزوي هل عندك شي‏ء تتصدّق به قال يا سيّدي ما نلت من صدقة علّمها من أين أصّدّق قال قصدني رجل إلى المسجد ذكر أنّه ما طعم طعاما منذ يومين و لا عياله قال أزوي فخرجت فرأيت رجلا من موالي آل تيم ممّن كان يفتري على آل رسول اللّه ص فدخلت و قلت له رأيتك مغموما بهذا السّائل أ لا أبشّرك قال لي قل قلت إنّه من أعدائكم فلا تغتمّ عليه فصاح يا محمّد فخرج عليه مسرعا فقال هلمّ بخاتميّ فجاء بخاتمين و قال أدخله عليّ فأدخلته فأخذ الخاتمين و دفعهما إليه ثمّ قال لي يا أزوي إنّ الصّدقة فريضة من اللّه حين وجودها و لا سيّما من يظنّ بك الخير

2    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص دخلت الجنّة فرأيت فيها صاحب الكلب الّذي أرواه من الماء

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع قال بينا رسول اللّه ص يتوضّأ إذ لاذ به هرّ البيت فعرف رسول اللّه ص أنّه عطشان فأصغى إليه الإناء حتّى شرب منه الهرّ ثمّ توضّأ بفضله

4    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن عبد الرّحمن بن أبي هاشم عن سالم بن مكرم عن أبي عبد اللّه ع قال كان عليّ بن الحسين ع مع أصحابه في طريق مكّة فمرّ به ثعلب و هم يتغدّون فقال عليّ بن الحسين ع لهم هل لكم أن تعطوني موثقا من اللّه لا تهيّجون هذا الثّعلب حتّى أدعوه فيجي‏ء إلينا فحلفوا له فقال يا ثعلب تعال أو قال ائتنا فجاء الثّعلب حتّى وقع بين يديه فطرح إليه عراقا فولّى به ليأكله فقال هل لكم أن تعطوني موثقا من اللّه و أدعوه أيضا فيجي‏ء فأعطوه فدعا فجاء فكلح رجل في وجهه فخرج يعدو فقال عليّ بن الحسين ع من الّذي خفر ذمّتي فقال رجل منهم يا ابن رسول اللّه كلحت في وجهه و لم أدر فأستغفر اللّه فسكت

5    البحار، عن بعض كتب المناقب المعتبرة بإسناده عن نجيح قال رأيت الحسن بن عليّ ع يأكل و بين يديه كلب كلّما أكل لقمة طرح للكلب مثلها فقلت له يا ابن رسول اللّه أ لا أرجم هذا الكلب عن طعامك قال دعه إنّي لأستحي من اللّه تعالى أن يكون ذو روح ينظر في وجهي و أنا آكل ثمّ لا أطعمه

6    السّيّد وليّ اللّه الرّضويّ في مجمع البحرين في مناقب السّبطين، عن الحسن البصريّ قال كان الحسين ع سيّدا زاهدا ورعا صالحا ناصحا حسن الخلق فذهب ذات يوم مع أصحابه إلى بستان له و كان في ذلك البستان غلام يقال له صافي فلمّا قرب من البستان رأى الغلام يرفع الرّغيف فيرمي بنصفه إلى الكلب و يأكل نصفه فتعجّب الحسين ع من فعل الغلام فلمّا فرغ من الأكل قال الحمد للّه ربّ العالمين اللّهمّ اغفر لي و لسيّدي و بارك له كما باركت على أبويه يا أرحم الرّاحمين فقام الحسين ع و نادى يا صافي فقام الغلام فزعا و قال يا سيّدي و سيّد المؤمنين إلى يوم القيامة إنّي ما رأيتك فاعف عنّي فقال الحسين ع اجعلني في حلّ يا صافي دخلت بستانك بغير إذنك فقال صافي بفضلك و كرمك و سؤددك تقول هذا فقال الحسين ع إنّي رأيتك ترمي بنصف الرّغيف إلى الكلب و تأكل نصفه فما معنى ذلك فقال الغلام يا سيّدي إنّ الكلب ينظر إليّ حين آكل فإنّي أستحيي منه لنظره إليّ و هذا كلبك يحرس بستانك من الأعداء و أنا عبدك و هذا كلبك نأكل من رزقك معا فبكى الحسين ع ثمّ قال إن كان كذلك فأنت عتيق للّه و وهب له ألف دينار فقال الغلام إن أعتقتني فإنّي أريد القيام ببستانك فقال الحسين ع إنّ الكريم إذا تكلّم بكلام ينبغي أن يصدّقه بالفعل البستان أيضا وهبته لك و إنّي لمّا دخلت البستان قلت اجعلني في حلّ فإنّي قد دخلت بستانك بغير إذنك كنت قد وهبت البستان بما فيه غير أنّ هؤلاء أصحابي لأكلهم الثّمار و الرّطب فاجعلهم أضيافك و أكرمهم لأجلي أكرمك اللّه يوم القيامة و بارك لك في حسن خلقك و رأيك فقال الغلام إن وهبت لي بستانك فإنّي قد سبلته لأصحابك

 باب 18 -تأكّد استحباب الصّدقة على ذي الرّحم و القرابة و لو كان شيخا و حكم من أراد الصّدقة على شخص ثمّ أراد العدول عنه

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قيل يا رسول اللّه أيّ الصّدقة أفضل قال على ذي الرّحم الكاشح

، و بهذا الإسناد أنّ رسول اللّه ص قال لسراقة بن مالك بن جعشم يا سراقة بن مالك أ لا أدلّك على أفضل الصّدقة قال بلى بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه قال أفضل الصّدقة على أختك و ابنتك مردودة عليك ليس لهما كاسب غيرك و رواه في موضع آخر بلفظ على أختيه و أبيك

 و رواه الرّاونديّ في نوادره، بسنده عنه ص مثله

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص صلة الرّحم تزيد في العمر و تنفي الفقر

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص الصّدقة بعشر و القرض بثمانية عشر و صلة الإخوان بعشرين و صلة الرّحم بأربعة و عشرين

5    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن عبد اللّه بن مسعود قال قال رسول اللّه ص اليد العليا خير من اليد السّفلى ابدأ بمن تعول أمّك و أباك و أختك و أخاك و أدناك فأدناك

   ، و فيه أنّه أتى رجل عند رسول اللّه ص فقال عندي دينار فقال اذهب و أنفقه على نفسك فقال عندي آخر قال اذهب و أنفقه على ولدك فقال عندي آخر فقال اذهب و أنفقه على أصدقائك فقال عندي آخر فقال أنفقه حيثما تعلم

، و فيه عنه ص أنّه قال صدقتك على الفقير صدقة و على الأقرباء صدقتان لأنّها صدقة و صلة الرّحم

8    جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن حكيم بن حزام قال سألت رسول اللّه ص و قلت أيّ الصّدقة قال على ذي رحم كاشح

، و عن الصّادق ع أفضل الصّدقة صدقة في اللّيل إلى ذي رحم كاشح

10    العلّامة الحلّيّ في الرّسالة السّعديّة، و ابن أبي جمهور في عوالي اللآّلي عن رسول اللّه ص أنّه قال الصّدقة على خمسة أجزاء جزء الصّدقة فيه بعشرة و هي الصّدقة على العامّة و قال تعالى من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و جزء الصّدقة فيه بسبعين و هي الصّدقة على ذوي العاهات و جزء الصّدقة فيه بسبعمائة و هي الصّدقة على ذوي الأرحام و جزء الصّدقة بسبعة آلاف و هي الصّدقة على العلماء و جزء الصّدقة بسبعين ألفا و هي الصّدقة على الموتى

11    البحار، عن كتاب الإمامة و التّبصرة عن الحسن بن حمزة العلويّ عن عليّ بن محمّد بن أبي القاسم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّد عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص الصّدقة ]على مسكين صدقة[ و هي على ذي رحم صدقة و صلة

12    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن عبد الرّحمن بن أبي نجران عن هشام بن سالم عن الحسن بن عليّ الحلّال قال ]أخبرني جدّي قال[ سمعت الحسين بن عليّ ع يقول سمعت رسول اللّه ص يقول لا صدقة و ذو رحم محتاج

   باب 19- جواز الصّدقة على المجهول الحال بالقليل و استحبابها على من وقعت له الرّحمة في القلب و عدم جواز الصّدقة على من عرف بالنّصب أو نحوه

1    زيد النّرسيّ في أصله، عن أبي عبد اللّه ع قال سئل إذا لم نجد أهل الولاية يجوز لنا أن نصّدّق على غيرهم فقال إذا لم تجدوا أهل الولاية في المصر تكونون فيه فابعثوا بالزّكاة المفروضة إلى أهل الولاية من غير أهل مصركم و أمّا ما كان في سوى المفروض من صدقة فإن لم تجدوا أهل الولاية فلا عليكم أن تعطوه الصّبيان و من كان في مثل عقول الصّبيان ممّن لا ينصب و لا يعرف ما أنتم عليه فيعاديكم و لا يعرف خلاف ما أنتم عليه فيتّبعه و يدين به و هم المستضعفون من الرّجال و النّساء و الولدان أن تعطوهم دون الدّرهم و دون الرّغيف و أمّا الدّرهم التّامّ فلا تعطى إلّا أهل الولاية قال فقال جعلت فداك فما تقول في السّائل يسأل على الباب و على الطّريق و نحن لا نعرف ما هو فقال لا تعطه و لا كرامة و لا تعط غير أهل الولاية إلّا أن يرقّ قلبك عليه فتعطيه الكسرة من الخبز و القطعة من الورق فأمّا النّاصب فلا يرقّنّ قلبك عليه و لا تطعمه و لا تسقه و إن مات جوعا أو عطشا و لا تغثه و إن كان غرقا أو حرقا فاستغاث فغطّه و لا تغثه فإنّ أبي نعم المحمّديّ كان يقول من أشبع ناصبا ملأ اللّه جوفه نارا يوم القيامة معذّبا كان أو مغفورا له

  الشّيخ الجليل أبو عليّ محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، بإسناده عن معاوية بن عمّار قال دخلت على أبي عبد اللّه ع و قد كانت الرّيح حملت العمامة عن رأسي في البدو قال معاوية فقلت لبّيك جعلت فداك يا ابن رسول اللّه قال حملت الرّيح العمامة عن رأسك قلت نعم قال هذا جزاء من أطعم الأعراب

3    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص انظروا إلى السّائل فإن رقّت قلوبكم له فهو صادق

4    العيّاشيّ في تفسيره، عن حريز عن برير قال قلت لأبي عبد اللّه ع أطعم رجلا سائلا لا أعرفه قال نعم أطعمه ما لم تعرفه بولاية و لا بعداوة إنّ اللّه يقول و قولوا للنّاس حسنا و لا تطعم من ينصب لشي‏ء من الحقّ أو دعا إلى شي‏ء من الباطل

   باب 20- كراهة ردّ السّائل و لو ظنّ غناه بل يعطيه شيئا و لو يسيرا أو يعده به فإن لم يجد شيئا ردّه ردّا جميلا

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص السّائل رسول ربّ العالمين ليبتلي به فمن أعطاه فقد أعطى اللّه و من ردّه فقد ردّ اللّه تعالى

 و رواه في الدّعائم، مثله

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص لا تردّوا السّائل و لو بظلف محترق

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص لو لا أنّ المساكين يكذبون ما أفلح من ردّهم

 و رواه في الدّعائم، مثله و زاد في آخره فلا تردّوا سائلا

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص لا تقطعوا على السّائل مسألته دعوه فليشكو بثّه و ليخبر حاله

   ، و بهذا الإسناد قال سمعت رسول اللّه ص يقول إنّ من مكارم الأخلاق صدق الحديث و إعطاء السّائل الخبر

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص من سألكم باللّه تعالى فأعطوه الخبر

7    دعائم الإسلام، عن رسول اللّه ص قال ردّوا السّائل و لو بظلف محترق

 و عن أمير المؤمنين ع أنّه قال ردّوا السّائل و لو بشقّ تمرة و أعطوا السّائل و لو جاء على فرس

، و عنه ع أنّه قال ربّما ابتلى اللّه أهل البيت بالسّائل ما هو من الجنّ و لا من الإنس ليبلوهم به و إنّ للّه ملائكة في صورة الإنس يسألون بني آدم فإذا أعطوهم شيئا أعطوه المساكين

، و عن أبي جعفر ع أنّه قال يوما لبعض أهله لا تردّوا سائلا فقال له رجل كان بحضرته من أصحابه يا ابن رسول اللّه إنّه قد يسأل من لا يستحقّ قال نخشى أن يردّوا من رأوا أنّه لا يستحقّ و يكون ممّن يستحقّ فينزل بهم و أعوذ باللّه ما نزل بيعقوب قال الرّجل يا ابن رسول اللّه ما الّذي نزل بيعقوب قال كان يعقوب النّبيّ ع يذبح لعياله في كلّ يوم شاة و يقسم لهم من الطّعام مع ذلك ما يسعهم و كان في عصره نبيّ من الأنبياء كريم على اللّه لا يؤبه له قد أخمل نفسه و لزم السّياحة و رفض الدّنيا فلا يشتغل بشي‏ء منها فإذا بلغ من الجهد توخّى دور الأنبياء و أبناء الأنبياء و الصّالحين و وقف لها و سأل ممّا يسأل السّؤّال من غير أن يعرف به فإذا أصاب ما يمسك رمقه مضى لما هو عليه و لمّا أغري ليلة بباب يعقوب و قد فرغوا من طعامهم و عندهم منه بقيّة كثيرة فسأل فأعرضوا عنه فلا هم أعطوه شيئا و لا صرفوه و أطال الوقوف ينتظر ما عندهم حتّى أدركه ضعف الجهد و ضعف طول القيام فخرّ من قامته قد غشي عليه فلم يقم إلّا بعد هويّ من اللّيل فنهض لما به و مضى لسبيله فرأى يعقوب في منامه تلك اللّيلة ملكا أتاه فقال يا يعقوب يقول لك ربّ العالمين وسّعت عليك في المعيشة و أسبغت عليك النّعمة فيعتري ببابك نبيّ من أنبيائي كريم عليّ قد بلغ الجهد فتعرض أنت و أهلك عنه و عندكم من فضول ما أنعمت به عليكم ما القليل منه يحييه فلم تعطوه شيئا و لم تصرفوه فيسأل غيركم حتّى غشي عليه فخرّ من قامته لاصقا بالأرض عامّة ليلته و أنت في فراشك مستبطن متقلّب في نعمتي عليك و كلاكما بعيني و عزّتي و جلالي لأبتلينّك ببليّة تكون لها حديثا في الغابرين فانتبه يعقوب ع مذعورا و فزع إلى محرابه فلزم البكاء و الخوف حتّى أصبح أتاه بنوه يسألونه ذهاب يوسف معهم ثمّ ذكر أبو جعفر ع قصّة يوسف بطولها

  عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، عن أبي البقاء إبراهيم بن الحسين البصريّ عن أبي طالب محمّد بن الحسن عن أبي الحسن محمّد بن الحسين بن أحمد عن محمّد بن وهبان الدّبيليّ عن عليّ بن أحمد بن كثير العسكريّ عن أحمد بن المفضّل أبي سلمة الأصفهانيّ عن أبي عليّ راشد بن عليّ بن وائل القرشيّ عن عبد اللّه بن حفص المدنيّ عن محمّد بن إسحاق عن سعيد بن زيد بن أرطأة عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين ع أنّه قال فيما أوصاه إليه البركة في المال من إعطاء الزّكاة و مواساة المؤمنين و صلة الأقربين و هم الأقربون يا كميل زد قرابتك المؤمن على ما تعطي سواه من المؤمنين و كن بهم أرأف و عليهم أعطف و تصدّق على المساكين يا كميل لا تردّنّ سائلا و لو بشقّ تمرة أو من شطر عنب يا كميل الصّدقة تنمى عند اللّه تعالى الخبر

 و رواه الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، و يوجد في بعض نسخ نهج البلاغة

11    الشّيخ إبراهيم الكفعميّ في كتاب مجموع الغرائب، عن الجواهر للشّيخ الفاضل محمّد بن محاسن البادرائيّ أنّه روى أنّ عيسى ع قال من ردّ السّائل محروما لا تغشى الملائكة بيته سبعة أيّام

  الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال للسّائل حقّ و إن جاء على فرس

13  ، و عن الحسين بن عليّ ع أنّ سائلا كان يسأل يوما فقال ع أ تدرون ما يقول قالوا لا يا ابن رسول اللّه قال ع يقول أنا رسولكم إن أعطيتموني شيئا أخذته و حملته إلى هناك و إلّا أرد إليه و كفّي صفر

14  ، و عنه ص قال لو لا أنّ السّائلين يكذبون ما قدّس من ردّهم

15  ، و عنه ص أنّه كان يقول اللّهمّ أحيني مسكينا و أمتني مسكينا و احشرني في زمرة المساكين فقالت له إحدى زوجاته لم تقول هكذا قال لأنّهم يدخلون الجنّة قبل الأغنياء بأربعين عاما ثمّ قال انظري ألّا تزجري المسكين و إن سأل شيئا فلا تردّيه و لو بشقّ تمرة و أحبّيه و قرّبيه إلى نفسك حتّى يقرّبك اللّه تعالى إلى رحمته

16  ، و روي أنّ اللّه تعالى يقول يوم القيامة لبعض عباده استطعمتك فلم تطعمني و استقيتك فلم تسقني و استكسيتك فلم تكسني فيقول العبد إلهي إنّه كان و كيف كان فيقول تعالى العبد الفلانيّ الجائع استطعمك فما أطعمته و الفلانيّ العاري استكساك فما كسوته فلأمنعنّك اليوم فضلي كما منعته

17    أبو عليّ محمّد بن همّام في كتاب التّمحيص، عن رسول اللّه ص أنّه قال لا يكمل المؤمن إيمانه حتّى يحتوي على مائة و ثلاث خصال إلى أن عدّ ص منها لا يردّ سائلا و لا يبخل بنائل

18    البحار، عن الدّيلميّ في أعلام الدّين عن أبي أمامة عن رسول اللّه ص أنّه قال قال الخضر ع من سئل بوجه اللّه عزّ و جلّ فردّ سائله و هو قادر على ذلك وقف يوم القيامة ليس لوجهه جلد و لا لحم إلّا عظم يتقعقع الخبر

19    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن زيد الشّحّام عن جعفر بن محمّد ع قال ما سئل رسول اللّه ص شيئا قطّ فقال لا إن كان عنده أعطاه و إن لم يكن عنده قال يكون إن شاء اللّه

20    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن عليّ بن أبي طالب ع أنّه خرج ذات يوم معه خمسة دراهم فأقسم عليه فقير فدفعها إليه فلمّا مضى فإذا بأعرابيّ على جمل فقال له اشتر هذا الجمل قال ليس معي ثمنه قال اشتر نسيئة فاشتراه بمائة درهم ثمّ أتاه إنسان فاشتراه منه بمائة و خمسين درهما نقدا فدفع إلى البائع مائة و جاء بخمسين إلى داره فسألته أي فاطمة ع عن ذلك فقال اتّجرت مع اللّه فأعطيته واحدا فأعطاني مكانه عشرة

21  ، و عن النّبيّ ص قال من نهر سائلا نهرته الملائكة يوم القيامة

 باب 21 -جواز ردّ السّائل بعد إعطاء ثلاثة

1    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه وقف به سائل و هو مع جماعة من أصحابه فسأله فأعطاه ثمّ جاء آخر فسأله فأعطاه ثمّ جاء الثّالث فأعطاه ثمّ جاء الرّابع فقال له يرزقنا اللّه و إيّاك ثمّ قال لأصحابه لو أنّ رجلا عنده مائة ألف ثمّ أراد أن يضعها موضعها لوجد

2    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن عجلان قال كنت عند أبي عبد اللّه ع فجاءه سائل فقام إلى مكتل فيه تمر فملأ يده ثمّ ناوله ثمّ جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله ثمّ جاء آخر فسأله فقال رزقنا اللّه و إيّاك

 باب 22 -عدم جواز الرّجوع في الصّدقة و حكم صدقة الغلام

1    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال إذا تصدّق الرّجل بصدقة لم يحلّ له أن يشتريها و لا أن يستوهبها و لا أن يملكها بعد أن تصدّق بها إلّا بالميراث فإنّها إن دارت له بالميراث حلّت له

2    ابن شهرآشوب في المناقب، عن كتاب الفنون قال نام رجل من الحاجّ في المدينة فتوهّم أنّ هميانه سرق فخرج فرأى جعفرا الصّادق ع مصلّيا و لم يعرفه فتعلّق به و قال له أنت أخذت همياني قال ما كان فيه قال ألف دينار قال فحمله إلى داره و وزن له ألف دينار و عاد إلى منزله و وجد هميانه فرجع إلى جعفر ع معتذرا بالمال فأبى قبوله و قال ع شي‏ء خرج من يدي لا يعود إليّ إلى أن قال فسأل الرّجل فقيل هذا جعفر الصّادق ع قال لا جرم هذا فعال مثله

3    السّيّد عليّ بن طاوس في مهج الدّعوات، نقلا من كتاب عتيق حدّثنا محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن صفوة عن محمّد بن العبّاس العاصميّ عن الحسن بن عليّ بن يقطين عن أبيه عن محمّد بن الرّبيع الحاجب عن جعفر بن محمّد ع في حديث طويل أنّه قال إنّا أهل بيت لا نرجع في معروفنا الخبر

 باب 23 -استحباب التماس الدّعاء من السّائل و استحباب دعاء السّائل لمن أعطاه

1    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال لا تستخفّوا بدعاء المساكين للمرضى منكم فإنّه يستجاب لهم فيكم و لا يستجاب لهم في أنفسهم

2    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن القاسم عن بريد العجليّ عن أبيه قال دخلت على أبي عبد اللّه ع فقلت له جعلت فداك قد كان الحال حسنة و إنّ الأشياء اليوم متغيّرة فقال إذا قدمت الكوفة فاطلب عشرة دراهم فإن لم تصبها فبع وسادة من وسائدك بعشرة دراهم ثمّ ادع عشرة من أصحابك و اصنع لهم طعاما فإذا أكلوا فاسألهم فيدعوا اللّه لك قال فقدمت الكوفة فطلبت عشرة دراهم فلم أقدر عليها حتّى بعت وسادة لي بعشرة دراهم كما قال و جعلت لهم طعاما و دعوت أصحابي عشرة فلمّا أكلوا سألتهم أن يدعوا اللّه لي فما مكثت حتّى مالت إليّ الدّنيا

 باب 24 -استحباب المساعدة على إيصال الصّدقة و المعروف إلى المستحقّ

1    الصّدوق في الخصال، عن حمزة بن محمّد العلويّ عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن جعفر الأشعريّ عن عبد اللّه بن ميمون القدّاح عن الصّادق ع عن آبائه عن النّبيّ ص أنّه قال الدّالّ على الخير كفاعله

2    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص من شفع شفاعة حسنة أو أمر بمعروف فإنّ الدّالّ على الخير كفاعله

3    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، قال روي أنّ الصّدقة لتجري على سبعين رجلا تكون أجر آخرهم كأوّلهم

  ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن رسول اللّه ص أنّه قال الخازن الأمين الّذي يؤدّي ما ائتمن به طيّبة به نفسه فإنّه أحد المتصدّقين

، و عنه ص أنّه قال صدقة المرأة من بيت زوجها غير مسرفة و لا مضرّة مع علم عدم كراهية لها أجر و له مثلها لها بما أنفقت و له بما اكتسب و للخازن مثل ذلك

 باب 25 -مواساة المؤمن في المال

1    جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن الصّادق ع أنّه قال أشدّ الأعمال ثلاثة إنصاف النّاس من نفسك حتّى لا ترضى لهم إلّا ما ترضى به لها منهم و مواساة الأخ في اللّه و ذكر اللّه على كلّ حال

، و عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال قلت ما أشدّ ما عمل العباد قال إنصاف المرء من نفسه و مواساة المرء أخاه و ذكر اللّه على كلّ حال الخبر

3    الصّدوق في مصادقة الإخوان، عن المفضّل بن عمر قال قال أبو عبد اللّه ع اختبر شيعتنا في خصلتين فإن كانتا فيهم و إلّا فاغرب ثمّ اغرب قلت ما هما قال المحافظة على الصّلاة و المواساة للإخوان و إن كان الشّي‏ء قليلا

4    الآمديّ في الغرر، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال المواساة أفضل الأعمال و قال أحسن الإحسان مواساة الإخوان

5    الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن أبي جعفر ع قال يجي‏ء أحدكم إلى أخيه فيدخل يده في كيسه فيأخذ حاجته فلا يدفعه فقلت ما أعرف ذلك فينا قال فقال أبو جعفر ع فلا شي‏ء إذا قلت فالهلكة إذا قال إنّ القوم لم يعطوا أحلامهم بعد

6    الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص سيّد الأعمال ثلاث إنصاف النّاس من نفسك و مواساة الأخ في اللّه و ذكرك اللّه تعالى في كلّ حال

7    أصل من أصول القدماء، قال دخل رجل إلى جعفر بن محمّد ع و قال يا ابن رسول اللّه ما المروّة قال ترك الظّلم و مواساة الإخوان في السّعة الخبر

8    دعائم الإسلام، عن أبي جعفر ع أنّه أوصى لبعض شيعته فقال يا معشر شيعتنا اسمعوا و افهموا وصايانا و عهدنا إلى أوليائنا اصدقوا في قولكم و برّوا في أيمانكم لأوليائكم و أعدائكم و تواسوا بأموالكم و تحابّوا بقلوبكم الخبر

 و باقي أخبار الباب يأتي في أبواب العشرة من كتاب الحجّ

 باب 26 -استحباب الإيثار على النّفس و لو بالقليل لغير صاحب العيال

1    الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عن سماعة عن أبي جعفر ع قال سألناه عن الرّجل لا يكون عنده إلّا قوت يومه و منهم من عنده قوت شهر و منهم من عنده قوت سنة أ يعطف من عنده قوت يوم على من ليس عنده شي‏ء و من عنده قوت شهر على من دونه و السّنة على نحو ذلك و ذلك كلّه الكفاف الّذي لا يلام عليه فقال ع هما أمران أفضلهم فيه أحرصكم على الرّغبة فيه و الأثرة على نفسه إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و إلّا لا يلام عليه و اليد العليا خير من اليد السّفلى و يبدأ بمن يعول

، و عن أمير المؤمنين ع أنّه قال قد فرض اللّه التّحمّل على الأبرار في كتاب اللّه قيل و ما التّحمّل قال إذا كان وجهك آثر من وجهه التمست له و قال في قول اللّه عزّ و جلّ و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و قال لا تستأثر عليه بما هو أحوج إليه منك

3    سبٍط الشّيخ الطّبرسيّ في مشكاة الأنوار، عن الصّادق ع أنّه سئل ما أدنى حقّ المؤمن على أخيه قال أن لا يستأثر عليه بما هو أحوج إليه منه

، و عن أنس ]قال[ إنّه أهدي لرجل من أصحاب النّبيّ ص رأس شاة مشويّ فقال إنّ أخي فلانا و عياله أحوج إلى هذا حقّا فبعث ]به[ إليه فلم يزل يبعث به واحد بعد واحد حتّى تداولوا بها سبعة أبيات حتّى رجعت إلى الأوّل فنزل و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون و في رواية فتداولته تسعة أنفس ثمّ عاد إلى الأوّل

5    الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال ثلاثة من حقائق الإيمان الإنفاق من الإقتار و الإنصاف من نفسك و بذل السّلام لجميع العالم

6    زيد الزّرّاد في أصله، قال قلت لأبي عبد اللّه ع نخشى أن لا نكون مؤمنين قال و لم ذاك فقلت و ذلك أنّا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه و ديناره و نجد الدّينار و الدّرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا و بينه موالاة أمير المؤمنين ع فقال كلّا إنّكم مؤمنون و لكن لا تكملون إيمانكم حتّى يخرج قائمنا فعندها يجمع اللّه أحلامكم فتكونون مؤمنين كاملين و لو لم يكن في الأرض مؤمنون كاملون إذا لرفعنا اللّه إليه و أنكرتم الأرض و أنكرتم السّماء ]بل[ و الّذي نفسي بيده إنّ في الأرض في أطرافها مؤمنين ما قدر الدّنيا كلّها عندهم يعدل جناح بعوضة إلى أن قال ع هم البررة بالإخوان في حال اليسر و العسر و المؤثرون على أنفسهم في حال العسر كذلك وصفهم اللّه فقال و يؤثرون الآية إلى أن قال حليتهم طول السّكوت بكتمان السّرّ و الصّلاة و الزّكاة و الحجّ و الصّوم و المواساة للإخوان في حال اليسر و العسر الخبر

، و فيه قال زيد سمعت أبا عبد اللّه ع يقول خياركم سمحاؤكم و شراركم بخلاؤكم و من خالص الإيمان البرّ بالإخوان و في ذلك محبّة من الرّحمن و مرغمة من الشّيطان و تزحزح عن النّيران

8    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، بإسناده عن أبي ذرّ رحمه اللّه عن النّبيّ ص أيّ الصّدقة أفضل قال جهد من مقلّ إلى فقير في سرّ

 كتاب الغايات، لجعفر بن أحمد القمّيّ مثله

، و عن أبي بصير عن أحدهما ع قال قلت ما أفضل الصّدقة قال جهد المقلّ أ ما سمعت اللّه يقول و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و يرى هاهنا فضلا

10    محمّد بن عليّ بن شهرآشوب في المناقب، قال روى جماعة عن عاصم بن كليب عن أبيه و اللّفظ له عن أبي هريرة أنّه جاء رجل إلى رسول اللّه ص فشكا إليه الجوع فبعث رسول اللّه ص إلى أزواجه فقلن ما عندنا إلّا الماء فقال ص من لهذا الرّجل اللّيلة فقال أمير المؤمنين ع أنا يا رسول اللّه فأتى فاطمة ع و سألها ما عندك يا بنت رسول اللّه فقالت ما عندنا إلّا قوت الصّبية لكنّا نؤثر ضيفنا به فقال ع يا بنت محمّد نوّمي الصّبية و أطفئي المصباح و جعلا يمضغان بألسنتهما فلمّا فرغا من الأكل أتت فاطمة ع بسراج فوجدت الجفنة مملوّة من فضل اللّه فلمّا أصبح صلّى مع النّبيّ ص فلمّا سلّم النّبيّ ص من صلاته نظر إلى أمير المؤمنين ع و بكى بكاء شديدا و قال يا أمير المؤمنين لقد عجب الرّبّ من فعلكم البارحة اقرأ و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة أي مجاعة الخبر

11  ، و عن محمّد بن الصّمة عن أبيه عن عمّه قال رأيت في المدينة رجلا على ظهره قربة و في يده صحفة يقول اللّهمّ وليّ المؤمنين و جار المؤمنين اقبل قرباني اللّيلة فما أمسيت أملك سوى ما في صحفتي و غير ما يواريني فإنّك تعلم أنّي منعت نفسي ]مع شدّة[ سغبي أطلب القربة إليك غنما اللّهمّ فلا تخلق وجهي و لا تردّ دعوتي فأتيته حتّى عرفته فإذا هو عليّ بن أبي طالب ع فأتى رجلا فأطعمه

12    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن شقيق بن سلمة عن عبد اللّه بن مسعود قال صلّى رسول اللّه ص ليلة صلاة العشاء فقام رجل من بين الصّفّ فقال يا معاشر المهاجرين و الأنصار أنا رجل غريب فقير و أسألكم في مسجد رسول اللّه ص فأطعموني فقال رسول اللّه ص أيّها الحبيب لا تذكر الغربة فقد قطعت نياط قلبي أمّا الغرباء فأربعة قالوا يا رسول اللّه من هم قال مسجد ظهراني قوم لا يصلّون فيه و قرآن في أيدي قوم لا يقرءون فيه و عالم بين قوم لا يعرفون حاله و لا يتفقّدونه و أسير في بلاد الرّوم بين الكفّار لا يعرفون اللّه ثمّ قال ص من الّذي يكفي مئونة هذا الرّجل فيبوّئه اللّه في الفردوس الأعلى فقام أمير المؤمنين ع و أخذ بيد السّائل و أتى به إلى حجرة فاطمة ع فقال يا بنت رسول اللّه انظري في أمر هذا الضّيف فقالت فاطمة ع يا ابن العمّ لم يكن في البيت إلّا قليل من البرّ صنعت منه طعاما و الأطفال محتاجون إليه و أنت صائم و الطّعام قليل لا يغني غير واحد فقال أحضريه فذهبت و أتت بالطّعام و وضعته فنظر إليه أمير المؤمنين ع فرآه قليلا فقال في نفسه لا ينبغي أن آكل من هذا الطّعام فإن أكلته لا يكفيالضّيف فمدّ يده إلى السّراج يريد أن يصلحه فأطفأه و قال لسيّدة النّساء ع تعلّلي في إيقاده حتّى يحسن الضّيف أكله ثمّ ائتيني به و كان أمير المؤمنين ع يحرّك فمه المبارك يري الضّيف أنّه يأكل و لا يأكل إلى أن فرغ الضّيف من أكله و شبع و أتت خير النّساء ع بالسّراج و وضعته و كان الطّعام بحاله فقال أمير المؤمنين ع لضيفه لم ما أكلت الطّعام فقال يا أبا الحسن أكلت الطّعام و شبعت و لكنّ اللّه تعالى بارك فيه ثمّ أكل من الطّعام أمير المؤمنين ع و سيّدة النّساء و الحسنان ع و أعطوا منه جيرانهم و ذلك ممّا بارك اللّه تعالى فيه فلمّا أصبح أمير المؤمنين ع أتى إلى مسجد رسول اللّه ص فقال ص يا عليّ كيف كنت مع الضّيف فقال بحمد اللّه يا رسول اللّه بخير فقال إنّ اللّه تعالى تعجّب ممّا فعلت البارحة من إطفاء السّراج و الامتناع من الأكل للضّيف فقال من أخبرك بهذا فقال جبرائيل و أتى بهذه الآية في شأنك و يؤثرون على أنفسهم الآية

13  ، و عن أمير المؤمنين ع أنّه رأى يوما جماعة فقال من أنتم قالوا نحن قوم متوكّلون فقال ما بلغ بكم توكّلكم قالوا إذا وجدنا أكلنا و إذا فقدنا صبرنا فقال ع هكذا يفعل الكلاب عندنا فقالوا كيف نفعل يا أمير المؤمنين فقال كما نفعله إذا فقدنا شكرنا و إذا وجدنا آثرنا

   باب 27- استحباب تقبيل الإنسان يده بعد الصّدقة و تقبيل ما تصدّق به و شمّه بعد القبض و تقبيل يد السّائل

1    الشّيخ في مجالسه، عن أحمد بن عبدون عن عليّ بن محمّد بن الزّبير عن عليّ بن الحسن بن فضّال عن العبّاس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشانيّ عن أبي أسامة عن أبي عبد اللّه ع قال كان عليّ بن الحسين ع يقول الصّدقة تطفئ غضب الرّبّ قال و كان يقبّل الصّدقة قبل أن يعطيها السّائل قيل له ما يحملك على هذا قال فقال لست أقبّل يد السّائل إنّما أقبّل يد ربّي إنّها تقع في يد ربّي قبل أن تقع في يد السّائل

 باب 28 -استحباب القرض للصّدقة و صدقة من عليه قرض و استحباب الزّيادة في قضاء الدّين

1    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرميّ، عن ذريح المحاربيّ قال قال أبو عبد اللّه ع أتى رجل رسول اللّه ص فسأله فقال رسول اللّه ص من عنده سلف فقال رجل أنا يا رسول اللّه و أسلفه أربعة أوساق و لم يكن له غيرها فأعطاها السّائل فمكث رسول اللّه ص ما شاء اللّه ثمّ إنّ المرأة قالت لزوجها أ ما آن لك أن تطلب سلفك فتقاضى رسول اللّه ص فقال سيكون ذلك ففعل ذلك الرّجل مرّتين أو ثلاثا ثمّ إنّه دخل ذات يوم عند اللّيل فقال له ابن له جئت بشي‏ء فإنّي لم أذق شيئا اليوم ثمّ قال و الولد فتنة فغدا الرّجل على رسول اللّه ص فقال سلفي فقال سيكون ذلك فقال حتّى متى سيكون ذلك فقال رسول اللّه ص من عنده سلف فقال رجل من الأنصار أنا يا رسول اللّه فأسلفه ثمانية أوساق فقال الرّجل إنّما لي أربعة فقال له خذها فأعطاها إيّاه

2    ابن شهرآشوب في المناقب، قال روت الخاصّة و العامّة عن الخدريّ أنّ عليّا ع أصبح ساغبا فسأل فاطمة ع طعاما فقالت ما كان إلّا ما أطعمتك منذ يومين آثرت به على نفسي و على الحسن و الحسين إلى أن قال فخرج و استقرض من النّبيّ ص دينارا فخرج يشتري به شيئا فاستقبله المقداد قائلا ما شاء اللّه فناوله عليّ ع الدّينار ثمّ دخل المسجد فوضع رأسه و نام الخبر

 و هذا الخبر رواه جماعة من أصحابنا بألفاظ مختلفة أجمعها و أطولها ما رواه الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، و قد أخرجناه في كتابنا المسمّى بالكلمة الطّيّبة،

   باب 29- تحريم السّؤال من غير احتياج

1    الشّيخ الطّوسيّ في مجالسه، عن الحسين بن إبراهيم عن محمّد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن عليّ الزّعفرانيّ عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن محمّد بن مسلم قال قال أبو جعفر ع يا محمّد لو يعلم السّائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا و لو يعلم المعطي ما في العطيّة ما ردّ أحد أحدا قال ثمّ قال لي يا محمّد إنّه من سأل و هو بظهر غنى لقي اللّه مخموشا وجهه

2    القطب الرّاونديّ في الخرائج، روي أنّ رجلا جاء إلى النّبيّ ص فقال ما طعمت طعاما منذ يومين فقال عليك بالسّوق فلمّا كان من الغد دخل فقال يا رسول اللّه أتيت السّوق أمس فلم أصب شيئا فبتّ بغير عشاء قال فعليك بالسّوق فأتى بعد ذلك أيضا فقال عليك بالسّوق فانطلق إليها فإذا عير قد جاءت و عليها متاع فباعوه بفضل دينار فأخذه الرّجل و جاء إلى رسول اللّه ص فقال ما أصبت شيئا قال بل أصبت من عير آل فلان شيئا قال لا قال بلى ضرب لك فيها بسهم و خرجت منها بدينار قال نعم قال فما حملك على أن تكذب قال أشهد أنّك صادق و دعاني إلى ذلك إرادة أن أعلم أ تعلم ما يعمل النّاس و أن أزداد خيرا إلى خير فقال له النّبيّ ص من استغنى أغناه اللّه و من فتح على نفسه باب مسألة فتح اللّه عليه سبعين بابا من الفقر لا يسدّ أدناها شي‏ء فما رئي سائلا بعد ذلك ثمّ قال إنّ الصّدقة لا تحلّ لغنيّ و لا لذي مرّة سويّ أي لا يحلّ له أن يأخذها و هو يقدر أن يكفّ نفسه عنها

3    الصّدوق في الخصال، في حديث الأربعمائة عن أمير المؤمنين ع أنّه قال اتّبعوا قول رسول اللّه ص فإنّه قال من فتح على نفسه باب مسألة فتح اللّه عليه باب فقر

4    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن النّبيّ ص أنّه قال لا تزال المسألة بالعبد حتّى يلقى اللّه و ما في وجهه مضغة لحم

، و عنه ص أنّه قال من سأل شيئا لا يحتاج إليه تكون في يوم القيامة على وجهه خراش و جروح فقيل يا رسول اللّه بكم يستغني الرّجل عن السّؤال قال ص بخمسين درهما أو بقيمتها من الذّهب

، و عن قبيصة بن مخارق عنه ص في حديث يأتي أنّه قال و ما سواهنّ من المسألة فحرام و ما أكل منها صاحبها أكل حراما

7    كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفر ع يقول ثلاث أقسم أنّهنّ حقّ ما أعطى رجل شيئا من ماله فنقص من ماله و لا صبر عن مظلمة إلّا زاده اللّه بها عزّا و لا فتح على نفسه باب مسألة إلّا فتح اللّه عليه باب فقر

8    عوالي اللآّلي، عن النّبيّ ص قال لا تزال المسألة تأخذكم حتّى يلقى اللّه الواحد منكم و ليس في وجهه مضغة لحم

 باب 30 -كراهة المسألة مع الاحتياج حتّى سؤال مناولة السّوط و الماء

1    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي الفضيل عن محمّد بن جعفر الرّزّاز عن جدّه محمّد بن عيسى عن محمّد بن الفضل عن الرّضا عن آبائه ع قال قال رجل للنّبيّ ص علّمني عملا لا يحال بينه و بين الجنّة قال لا تغضب و لا تسأل النّاس شيئا و ارض للنّاس ما ترضى لنفسك

2    الشّيخ ورّام في تنبيه الخواطر، عن مالك بن عوف الأشجعيّ قال كنّا عند رسول اللّه ص تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال أ لا تبايعون رسول اللّه قلنا أ و ليس قد بايعناك يا رسول اللّه ثمّ قال أ لا تبايعون فبسطنا أيدينا فبايعناه فقال قائل بايعناك فعلى ما نبايعك فقال أن تعبدوا اللّه و لا تشركوا به شيئا و الصّلوات الخمس و تسمعوا و تطيعوا و أسرّ كلمة خفيّة و لا تسألوا النّاس شيئا

3    الشّيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن رسول اللّه ص أنّه قال إنّ اللّه كره لكم ثلاثا قيل و قال و كثرة السّؤال و إضاعة المال و نهى عن عقوق الأمّهات و وأد البنات و من منع و هات

، و عن أبي سعيد الخدريّ قال أقبل علينا عام مجدب فقمت و أتيت رسول اللّه ص لأسأله و أطلب منه شيئا فلمّا رآني فأوّل ما كلّمني أن قال من استعفّ أعفّه اللّه و من استغنى أغناه اللّه و من سألنا لم ندّخر عنه شيئا نجده فقلت ما قال لي الرّسول ص نعمل به و لا نسأله و نتعفّف حتّى يغنيني اللّه عن السّؤال فما سألته شيئا فكفاني اللّه بعده و أتانا من المال ما استغرقت فيه أنا و قومي حتّى لم يكن فينا من يحتاج إلى السّؤال

5    الشّهيد في الدّرّة الباهرة من الأصداف الطّاهرة، عن الرّضا ع أنّه قال المسألة مفتاح البؤس

، و قال ع وجهك ماء جامد يقطّره السّؤال فانظر عند من تقطّره

7    فقه الرّضا، ع و نروي أنّ رجلا أتى النّبيّ ص ليسأله فسمعه و هو يقول من سألنا أعطيناه و من استغنى أغناه اللّه فانصرف و لم يسأله ثمّ عاد إليه فسمع مثل مقالته فلم يسأله حتّى فعل ذلك ثلاثا فلمّا كان في اليوم الثّالث مضى فاستعار فأسا و صعد الجبل فاحتطب و حمله إلى السّوق فباعه بنصف صاع من شعير فأكله هو و عياله ثمّ دام على ذلك حتّى جمع ما اشترى به فأسا ثمّ اشترى بكرين و غلاما و أيسر فصار إلى النّبيّ ص فأخبره فقال ص أ ليس قد قلنا من سألنا أعطيناه و من استغنى أغناه اللّه

8    جامع الأخبار، عن النّبيّ ص أنّه قال من سأل النّاس أموالهم تكثّرا فإنّما هي جمرة فليستقلّ منهم أو ليستكثر و قال ص استعفّ عن السّؤال ما استطعت

 و قال ص من سأل من ظهر غنى فصداع في الرّأس و داء في البطن

9    كتاب جعفر بن محمّد بن شريح، عن عبد اللّه بن طلحة النّهديّ قال قال أبو عبد اللّه ع قال رسول اللّه ص أمرني ربّي بسبع خصال حبّ المساكين إلى أن قال و أن لا أسأل أحدا شيئا

 باب 31 -كراهة إظهار الاحتياج و الفقر

1    عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، عن إبراهيم بن الحسين عن محمّد بن الحسن بن عتبة عن محمّد بن الحسين بن أحمد عن محمّد بن وهبان عن عليّ بن أحمد العسكريّ عن أبي سلمة أحمد الأصفهانيّ عن راشد بن عليّ القرشيّ عن عبد اللّه بن حفص عن محمّد بن إسحاق عن سعد بن زيد عن كميل بن زياد قال قال أمير المؤمنين ع يا كميل لا تري النّاس افتقارك و اضطرارك و اصبر عليه احتسابا تعرف بستر

2    جامع الأخبار، عن رسول اللّه ص أنّه قال من جاع أو احتاج فكتمه عن النّاس و أفشاه إلى اللّه كان حقّا على اللّه أن يرزقه رزق سنة من الحلال

، و عن أبي عبد اللّه ع قال الفقر مخزون عند اللّه كالشّهادة و لا يعطيها إلّا من أحبّ من عباده المؤمنين

4    أبو الفتوح الكراجكيّ في كنز الفوائد، عن رسول اللّه ص أنّه قال من أبدى إلى النّاس ضرّه فقد فضح نفسه

5    الشّيخ الكشّيّ في رجاله، عن طاهر بن عيسى عن جعفر بن أحمد عن أبي الحسين عن عليّ بن الحسن عن العبّاس بن عامر عن مفضّل بن قيس بن رمّانة قال دخلت على أبي عبد اللّه ع فشكوت إليه بعض حالي و سألته الدّعاء فقال يا جارية هاتي الكيس الّذي وصلنا به أبو جعفر فجاءت بكيس فقال هذا كيس فيه أربعمائة دينار فاستعن به قال قلت لا و اللّه جعلت فداك ما أردت هذا و لكن أردت الدّعاء لي فقال لي و لا أدع الدّعاء و لكن لا تخبر النّاس بكلّ ما أنت فيه فتهون عليهم

   باب 32- جواز الشّكوى إلى المؤمن خاصّة و إعلام الإخوان بالضّيق مع الضّرورة

1    نهج البلاغة، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال لكميل بن زياد يا كميل لا بأس بأن تطلع أخاك على سرّك و من أخوك أخوك الّذي لا يخذلك عند الشدّة و لا يقعد عنك عند الجريرة و لا يدعك حين تسأله و لا يذرك و أمرك حتّى تعلمه الخبر

2    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الصّادق جعفر بن محمّد ع أنّه قال إنّ اللّه جعل الرّحمة في قلوب رحماء خلقه فاطلبوا الحوائج منهم و لا تطلبوها من القاسية قلوبهم فإنّ اللّه تبارك و تعالى أحلّ غضبه بهم

3    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن قبيصة بن مخارق الهلاليّ أنّه قال تحمّلت حمالة فأتيت النّبيّ ص أسأله فيها فقال أقم عندنا حتّى نعاونك عليها و اعلم أنّه لا تحلّ لأحد المسألة إلّا لإحدى ثلاث رجل تحمّل حمالة فحلّت له المسألة و رجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلّت له الصّدقة حتّى يصيب كفافا من عيش و رجل أصابته فاقة حتّى يقول ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد أصابت فلانا فاقة فحلّت له المسألة حتّى يصيب قواما من العيش و ما سواهنّ من المسألة يا قبيصة فسحت

  البحار، عن الدّيلميّ في أعلام الدّين عن أمير المؤمنين ع أنّه قال لولده الحسن ع يا بنيّ إذا نزل بك كلب الزّمان و قحط الدّهر فعليك بذوي الأصول الثّابتة و الفروع النّابتة من أهل الرّحمة و الإيثار و الشّفقة فإنّهم أقضى للحاجات و أمضى لدفع الملمّات و إيّاك و طلب الفضل و اكتساب الطّساسيج و القراريط من ذوي الأكفّ اليابسة و الوجوه العابسة فإنّهم إن أعطوا منّوا و إن منعوا كدّوا ثمّ أنشأ يقول

و اسأل العرف إن سألت كريما لم يزل يعرف الغنى و اليسارافسؤال الكريم يورث عزّا و سؤال اللّئيم يورث عاراو إذا لم تجد من الذّلّ بدّا فالق بالذّلّ إن لقيت كباراليس إجلالك الكبير بعار إنّما العار أن تجلّ الصّغارا

، و عن النّبيّ ص أنّه قال اطلبوا المعروف و الفضل من رحماء أمّتي تعيشوا في أكنافهم

6    أبو القاسم الكوفيّ المعاصر للكلينيّ في كتاب الأخلاق، عن أمير المؤمنين ع أنّه قال كلّ سؤال ذلّ و منقصة إلّا ما كان من سؤال الرّجل لإمامه أو عالمه أو والده فإنّه لا ذلّ عليه في ذلك و لا منقصة

، و عن رسول اللّه ص أنّه قال اطلبوا البذل من رحماء أمّتي فعليهم تنزل الرّحمة من اللّه و لا تطلبوه من القاسية قلوبهم فعليهم تنزل اللّعنة من اللّه

8    الحميريّ في قرب الإسناد، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه ع قال كان عليّ ع يقول في دعائه و هو ساجد و ساقه و فيه فإن جعلت لي حاجة إلى أحد من خلقك فاجعلها إلى أحسنهم وجها و خلقا و خلقا و أسخاهم بها نفسا و أطلقهم بها لسانا و أسمحهم بها كفّا و أقلّهم بها عليّ امتنانا

 باب 33 -استحباب الاستغناء عن النّاس و ترك طلب الحوائج منهم و اليأس ممّا في أيديهم

1    مجموعة الشّهيد، نقلا عن كتاب معاوية بن حكيم عن صفوان بن يحيى عن الحارث بن المغيرة البصريّ قال قال لي أبو عبد اللّه ع اليأس ممّا في أيدي النّاس عزّ للمسلم في دينه أ و ما سمعت قول حاتم إذا ما عرفت اليأس ألفيته الغنى إذا عرفته النّفس و الطّمع الفقر

2    الشّيخ الطّوسيّ في مجالسه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن الحسن بن عليّ بن سهل عن موسى بن عمر بن يزيد عن معمّر بن خلّاد عن الرّضا عن آبائه ع قال جاء أبو أيّوب خالد بن زيد إلى رسول اللّه ص فقال يا رسول اللّه أوصني و أقلل لعلّي أن أحفظ قال أوصيك بخمس باليأس عمّا في أيدي النّاس فإنّه الغنى و إيّاك و الطّمع فإنّه الفقر الحاضر الخبر

3    نهج البلاغة، قال أمير المؤمنين ع في وصيّته للحسن ع و مرارة اليأس خير من الطّلب إلى النّاس ما أقبح الخضوع عند الحاجة و الجفاء عند الغنى

4    تفسير الإمام، ع عن عليّ بن الحسين ع أنّه قال للزّهريّ و اعلم أنّ أكرم النّاس على النّاس من كان خيره عليهم فائضا و كان عنهم مستغنيا متعفّفا و أكرم النّاس بعده عليهم من كان عنهم متعفّفا و إن كان إليهم محتاجا و إنّما أهل الدّنيا يعشقون أموال الدّنيا فمن لم يزاحمهم فيما يعشقونه كرم عليهم و من لم يزاحمهم فيها و مكّنهم منها و من بعضها كان أعزّ و أكرم

5    الشّهيد في الدّرّة الباهرة، عن الجواد ع أنّه قال عزّ المؤمن غناؤه عن النّاس

  فقه الرّضا، ع و أروي عن العالم ع أنّه قال اليأس ممّا في أيدي النّاس عزّ المؤمن في دينه و مروّته في نفسه و شرفه في دنياه و عظمته في أعين النّاس و جلالته في عشيرته و مهابته عند عياله و هو أغنى النّاس عند نفسه و عند جميع النّاس و أروي شرف المؤمن قيام اللّيل و عزّه استغناؤه عن النّاس و أروي اليأس غنى و الطّمع فقر حاضر و روي من أبدى ضرّه إلى النّاس فضح نفسه عندهم و أروي عن العالم ع أنّه قال وقّوا دينكم بالاستغناء باللّه عن طلب الحوائج

 و روي سخاء النّفس عمّا في أيدي النّاس أكثر من سخاء البذل

7    نهج البلاغة، في وصيّته لابنه الحسن ع و مرارة اليأس خير من الطّلب إلى النّاس

 و قال ع و أكرم نفسك عن كلّ دنيّة و إن ساقتك إلى الرّغبة فإنّك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا و لا تكن عبد غيرك و قد جعلك اللّه حرّا و ما خير لا ينال إلّا بشرّ و يسر لا ينال إلّا بعسر

 و قال ع ما أقبح الخضوع عند الحاجة

 و قال ع فقد يكون اليأس إدراكا إذا كان الطّمع هلاكا الوصيّة

 باب 34 -عدم جواز المنّ بعد الصّدقة و الصّنيعة

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص إنّ اللّه عزّ و جلّ كره لكم أشياء العبث في الصّلاة و المنّ في الصّدقة و الرّفث في الصّيام و الضّحك عند القبور و إدخال الأعين في الدّور بغير إذن و الجلوس في المساجد و أنتم جنب

، و عن الشّريف أبي الحسن عليّ بن عبد الصّمد الهاشميّ عن أبي بكر محمّد بن عبد اللّه الأبهريّ حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن وهب الحافظ قال حدّثنا محمّد بن المغيرة قال حدّثنا إبراهيم بن بكر قال حدّثنا العلاء بن خالد قال حدّثنا ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول اللّه ص الجنّة دار الأسخياء و الّذي نفسي بيده لا يدخل الجنّة بخيل و لا عاقّ والديه و لا منّان بما أعطاه

، و بالإسناد الأوّل عن رسول اللّه ص أنّه قال ثلاثة لا ينظر اللّه إليهم المنّان بالفعل و عاقّ والديه و مدمن خمر

4    كتاب الأعمال المانعة من دخول الجنّة، لجعفر بن أحمد القمّيّ عن عطيّة عن أبي سعيد قال قال رسول اللّه ص لا يدخل الجنّة عاقّ و لا منّان الخبر

 و عنه ص أنّه قال لا يدخل الجنّة عاقّ و لا مدمن خمر و لا منّان

5    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، عن الصّادق ع قال قال رسول اللّه ص من أسدى إلى مؤمن معروفا ثمّ آذاه بالكلام أو منّ عليه فقد أبطل اللّه صدقته

، و عن الصّادق ع أنّه قال فمن أنفق ماله ابتغاء مرضاة اللّه ثمّ امتنّ على من تصدّق عليه كان كما قال اللّه أ يودّ أحدكم أن تكون له جنّة من نخيل و أعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كلّ الثّمرات و أصابه الكبر و له ذرّيّة ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت قال الإعصار الرّياح فمن امتنّ على من تصدّق عليه كان كمن كان له جنّة كثيرة الثّمار و هو شيخ ضعيف له أولاد ضعفاء فتجي‏ء ريح أو نار فتحرق ماله كلّه

7    تفسير الإمام، ع دخل رجل على محمّد بن عليّ بن موسى الرّضا ع و هو مسرور فقال ما لي أراك مسرورا قال يا ابن رسول اللّه سمعت أباك يقول أحقّ يوم بأن يسرّ العبد فيه يوم يرزقه اللّه صدقات و مبرّات و سدّ خلّات من إخوان له مؤمنين و إنّه قصدني اليوم عشرة من إخواني المؤمنين الفقراء لهم عيالات فقصدوني من بلد كذا و كذا فأعطيت كلّ واحد منهم فلهذا سروري فقال محمّد بن عليّ لعمري إنّك حقيق بأن تسرّ إن لم تكن أحبطته أو لم تحبطه فيما بعد قال الرّجل و كيف أحبطته و أنا من شيعتكم الخلّص قال هاه قد أبطلت برّك بإخوانك و صدقاتك قال و كيف ذلك يا ابن رسول اللّه قال له محمّد بن عليّ اقرأ قول اللّه عزّ و جلّ يا أيّها الّذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ و الأذى قال الرّجل يا ابن رسول اللّه ما مننت على القوم الّذين تصدّقت عليهم و لا آذيتهم قال له محمّد بن عليّ ع إنّ اللّه عزّ و جلّ قال لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ و الأذى و لم يقل لا تبطلوا بالمنّ على من تتصدّقون عليه و بالأذى لمن تتصدّقون عليه و هو كلّ أذى الخبر

   باب 35- عدم جواز اللّوم على الإعطاء و الابتداء به و استكثاره

1    الحسن بن الفضل الطّبرسيّ في مكارم الأخلاق، عن كتاب النّبوّة عن عمر قال إنّ رجلا أتى النّبيّ ص ]فسأله[ فقال ما عندي شي‏ء و لكن اتّبع عليّ فإذا جاءنا شي‏ء قضيناه قال عمر فقلت يا رسول اللّه ما كلّفك اللّه ما لا تقدر عليه قال فكره النّبيّ ص ]قوله[ فقال الرّجل أنفق و لا تخف من ذي العرش إقلالا قال فتبسّم النّبيّ ص و عرف السّرور في وجهه

 و تقدّم عن مناقب ابن شهرآشوب، أنّ فضل بن سهل لام الرّضا ع على إنفاقه جميع ماله فقال ع لا تعدنّ مغرما ما اتّبعت به أجرا و مكرما

2    كتاب الغارات، لإبراهيم الثّقفيّ عن بعض أصحاب عليّ ع أنّه قيل له كم تصدّق أ لا تمسك قال إي و اللّه لو أعلم أنّ اللّه قبل منّي فرضا واحدا لأمسكت و لكنّي و اللّه ما أدري أ قبل اللّه منّي شيئا أم لا

   باب 36- استحباب الابتداء بالإعطاء و المعروف قبل السّؤال و الاستتار من الآخذ بحجاب أو ظلمة لئلّا يتعرّض للذّلّ

1    البحار، عن كتاب قضاء الحقوق للصّوريّ عن إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب قال كنت عند أبي عبد اللّه ع و عنده المعلّى بن خنيس إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان فقال يا ابن رسول اللّه ]أنا من مواليكم أهل البيت[ تعرف موالاتي إيّاكم و بيني و بينكم شقّة بعيدة و قد قلّ ذات يدي و لا أقدر أن أتوجّه إلى أهلي إلّا أن تعينني قال فنظر أبو عبد اللّه ع يمينا و شمالا و قال أ لا تسمعون ما يقول أخوكم إنّما المعروف ابتداء فأمّا ما أعطيت بعد ما سأل فإنّما هو مكافأة لما بذل لك من وجهه ثمّ قال فيبيت ليلة متأرّقا متململا بين اليأس و الرّجاء لا يدري أين يتوجّه بحاجته فيعزم على القصد إليك فأتاك و قلبه يجب و فرائصه ترتعد و قد نزل دمه في وجهه و بعد هذا فلا يدري أ ينصرف من عندك بكآبة الرّدّ أم بسرور النّجح فإن أعطيته رأيت أنّك قد وصلته و قد قال رسول اللّه ص و الّذي فلق الحبّة و برأ النّسمة لما يتجشّم من مسألته إيّاك أعظم ممّا ناله من معروفك قال فجمعوا للخراسانيّ خمسة آلاف درهم

  ابن شهرآشوب في المناقب، مرسلا وفد أعرابيّ المدينة فسأل عن أكرم النّاس بها فدلّ على الحسين ع فدخل المسجد فوجده مصلّيا فوقف بإزائه و أنشأ

لم يخب الآن من رجاك و من حرّك من دون بابك الحلقةأنت جواد و أنت معتمد أبوك قد كان قاتل الفسقةلو لا الّذي كان من أوائلكم كانت علينا الجحيم منطبقة

قال فسلّم الحسين ع و قال يا قنبر هل بقي من مال الحجاز شي‏ء قال نعم أربعة آلاف دينار فقال هاتها قد جاءها من هو أحقّ بها منّا ثمّ نزع برديه و لفّ الدّنانير فيها و أخرج يده من شقّ الباب حياء من الأعرابيّ و أنشأ

خذها فإنّي إليك معتذر و اعلم بأنّي عليك ذو شفقةلو كان في سيرنا الغداة عصا أمست سمانا عليك مندفقةلكنّ ريب الزّمان ذو غير و الكفّ منّي قليلة النّفقة

قال فأخذها الأعرابيّ و بكى فقال له لعلّك استقللت قال لا و لكن كيف يأكل التّراب جودك و هو المرويّ عن الحسن بن عليّ ع

3    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن محمّد بن جعفر بن أبي شاكر رفعه عن أبي عبد اللّه ع قال جزى اللّه المعروف إذا لم يكن يبدأ عن مسألة فأمّا إذا أتاك أخوك في حاجة كاد يرى دمه في وجهه مخاطرا لا يدري أ تعطيه أم تمنعه فو اللّه ثمّ و اللّه لو خرجت له من جميع ما تملكه ما كافيته

، و عنه ع أنّه قال إذا علم الرّجل أنّ أخاه المؤمن محتاج فلم يعطه شيئا حتّى سأله ثمّ أعطاه لم يؤجر عليه

5    الشّهيد في الدّرّة الباهرة، عن الحسن بن عليّ ع أنّه قال المعروف ما لم يتقدّمه مطل و لم يتعقّبه منّ و البخل أن يرى الرّجل ما أنفقه تلفا و ما أمسكه شرفا

6    الدّيلميّ في إرشاد القلوب، قال روي أنّ أمير المؤمنين ع إذا أتاه طالب في حاجته فقال له اكتبها على الأرض فإنّي أكره أن أرى ذلّ السّؤال في وجه السّائل

 باب 37 -استحباب متابعة العطايا و موالاة الأيادي

1    البحار، عن الحسن بن أبي الحسن الدّيلميّ في أعلام الدّين عن الصّادق ع أنّه قال ما توسّل إليّ أحد بوسيلة أحبّ إليّ من إذكاري بنعمة سلف منّي إليه أعيدها إليه

2    الشّيخ الطّوسيّ في أماليه، عن جماعة عن أبي المفضّل عن أحمد بن عبد الرّحيم عن إسماعيل بن محمّد بن إسحاق عن أبيه عن جدّه إسحاق عن أخيه موسى بن جعفر عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص استتمام المعروف أفضل من ابتدائه

3    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الصّادق ع أنّه قال ما من شي‏ء أحبّ إليّ من رجل سبقت منّي إليه يد أتبعها أختها و أحسنت ربّها لأنّي رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل

 باب 38 -استحباب فعل المعروف و أحكامه

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال سمعت رسول اللّه ص يقول أوّل من يدخل الجنّة المعروف أهله

2    ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال قال رسول اللّه ص كلّ معروف صدقة و كلّ ما أنفق المؤمن من نفقة على نفسه و عياله و أهله كتب له بها صدقة و ما وقى به عرضه كتب له صدقة الخبر

 و باقي أخبار الباب يأتي في كتاب الأمر بالمعروف

   باب 39- استحباب اختيار التّوسعة على العيال على الصّدقة على غيرهم

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قيل يا رسول اللّه أيّ الصّدقة أفضل قال على ذي الرّحم الكاشح

2    عوالي اللآّلي، روي أنّ رجلا أتى رسول اللّه ص ببيضة من ذهب أصابها في بعض الغزوات فقال خذها منّي صدقة فأعرض عنه فأتاه من جانب آخر ]فأعرض عنه[ فأتاه ثمّ قال هاتها مغضبا فأخذها و حذفها حذفا لو أصابه بها لشجّته أو عقرته ثمّ قال يجي‏ء أحدكم بماله كلّه فيتصدّق به و يجلس يتكفّف النّاس إنّما الصّدقة عن ظهر غنى

3    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، عن عبد اللّه بن مسعود قال قال رسول اللّه ص اليد العليا خير من اليد السّفلى ابدأ بمن تعول أمّك و أباك و أختك و أخاك ثمّ أدناك فأدناك

  محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن حمّاد اللّحّام عن أبي عبد اللّه ع قال لو أنّ رجلا أنفق ماله في سبيل اللّه ما كان أحسن و لا أوفق له أ ليس اللّه يقول و لا تلقوا بأيديكم إلى التّهلكة و أحسنوا إنّ اللّه يحبّ المحسنين يعني المتصدّقين

5    ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن أنس قال قال رسول اللّه ص أ لا أنبّئكم بخمسة دنانير بأحسنها و أفضلها قالوا بلى قال أفضل الخمسة الدّينار الّذي تنفقه على والدتك و أفضل الأربعة الدّينار الّذي تنفقه على والدك و أفضل الثّلاثة الدّينار الّذي تنفقه على نفسك و أهلك و أفضل الدّينارين الدّينار الّذي تنفقه على قرابتك و أخسّها و أقلّها أجرا الدّينار الّذي تنفقه في سبيل اللّه

، و عن ثوبان قال قال رسول اللّه ص أفضل دينار دينار أنفقه الرّجل على عياله و دينار أنفقه على دابّته في سبيل اللّه و دينار أنفقه على أصحابه في سبيل اللّه ثمّ قال و أيّ رجل أعظم أجرا من رجل سعى على عياله صغارا يعفّهم و يغنيهم اللّه به

، و عنه ص أنّه قال أفضل الدّنانير الأربعة دينار أعطيته مسكينا و دينار أعطيته في رقبة و دينار أنفقته في سبيل اللّه و دينار أنفقته على أهلك و إنّ أفضلها الدّينار الّذي أنفقته على أهلك

 باب 40 -استحباب إنفاق شي‏ء كلّ يوم و لو يسيرا و أحكام النّفقات

1    القطب الرّاونديّ في دعواته، عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ على كلّ مسلم في كلّ يوم صدقة قيل من يطيق ذلك قال ص إماطتك الأذى عن الطّريق صدقة و إرشادك الضّالّ إلى الطّريق صدقة و عيادتك المريض صدقة و أمرك بالمعروف صدقة و نهيك عن المنكر صدقة و ردّك السّلام صدقة

2    ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، عن النّبيّ ص أنّه قال على كلّ مسلم في كلّ يوم صدقة قيل فمن لم يجد قال فيعمل بيده و ينفع نفسه و يتصدّق به قيل فإن لم يستطع قال يعين ذا الحاجة الملهوف قيل فإن لم يستطع قال يأمر بالمعروف قيل فإن لم يستطع قال يمسك عن السّوء فإنّه له صدقة

   ، و في حديث آخر إماطتك الأذى عن الطّريق صدقة و إرشادك الرّجل صدقة و عيادتك المريض صدقة و اتّباعك الجنازة صدقة و أمرك بالمعروف و نهيك عن المنكر صدقة و ردّك السّلام صدقة

، و في حديث و كلّ تسبيحة صدقة و كلّ تهليلة صدقة و كلّ تكبيرة صدقة و كلّ تحميدة صدقة و صلاة ركعتين صدقة

 باب 41 -تأكّد استحباب الصّدقة و لو بالجاه على صاحب الضّرورة

1    الجعفريّات، بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص البائس الفقير الّذي لا يستطيع أن يخرج من زمانته

، و بهذا الإسناد عن عليّ ع أنّه قال في قوله تعالى و أطعموا البائس الفقير قال هو الزّمن الّذي لا يستطيع أن يخرج إليك من زمانته

3    نوادر عليّ بن أسباط، أخبرني رجل عن إسحاق بن عمّار قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول يأتي على النّاس زمان من سأل عاش و من سكت مات قال قلت جعلت فداك فإن أدركت ذلك الزّمان فما أصنع قال فقال إن كان عندك ما تنيلهم فأنلهم و إلّا فأعنهم بجاهك

 باب 42 -استحباب الصّدقة بأطيب المال و أحلّه و عدم جواز الصّدقة بالمال الحرام مع العلم بصاحبه

1    دعائم الإسلام، عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال في قول اللّه عزّ و جلّ و لا تيمّموا الخبيث منه تنفقون فقال كان النّاس حين أسلموا عندهم مكاسب من الرّبا أو من أموال خبيثة فكان الرّجل يتعمّدها من بين ماله فيتصدّق بها فنهاهم اللّه عزّ و جلّ عن ذلك

، و عن الحسين بن عليّ ع أنّه قيل له إنّ عبد اللّه بن عامر تصدّق اليوم بكذا و كذا و أعتق كذا و كذا فقال إنّما مثل عبد اللّه بن عامر كمثل الّذي يسرق الحاجّ ثمّ يتصدّق بما سرق إنّما الصّدقة الطّيّبة صدقة من عرق فيها جبينه و اغبرّ فيها وجهه قيل لأبي عبد اللّه ع من عني بذلك قال أمير المؤمنين ع

 و رواه في موضع آخر عنه ص هكذا أنّه ذكر عنده رجل من بني أميّة أنّه تصدّق بمال كثير... إلخ

، و عن جعفر بن محمّد ع أنّه كان يتصدّق بالسّكّر فقيل له في ذلك فقال ليس شي‏ء من الطّعام أحبّ إليّ منه و إنّي أحبّ أن أتصدّق بأحبّ الأشياء إليّ

4    السّيّد عليّ بن طاوس في فلاح السّائل، عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن موسى بن القاسم عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه ع قال قلت له آيتان في كتاب اللّه لا أدري ما تأويلهما فقال ع و ما هما إلى أن قال فقال ع الآية الأخرى قال قلت قوله تعالى و ما أنفقتم من شي‏ء فهو يخلفه و هو خير الرّازقين فأنفق فلا أرى خلفا قال أ فترى اللّه أخلف وعده قال قلت لا قال فمه قلت لا أدري قال لكنّي أخبرك إن شاء اللّه إلى أن قال و أمّا قولك تنفقون فلا ترون خلفا أما إنّكم لو كسبتم المال من حلّه ثمّ أنفقتم في حقّه لم ينفق رجل درهما إلّا أخلف اللّه عليه الخبر

5    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، و في الخبر إنّ اللّه يقبل الصّدقات و لا يقبل منها إلّا الطّيّب

6    محمّد بن مسعود العيّاشيّ في تفسيره، عن سماعة قال سأل أبا عبد اللّه ع رجل من أهل الجبال عن رجل أصاب مالا من أعمال السّلطان فهو يتصدّق منه و يصل قرابته و يحجّ ليغفر له ما اكتسب و يقول إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات فقال أبو عبد اللّه ع إنّ الخطيئة لا تكفّر الخطيئة و لكنّ الحسنة تكفّر الخطيئة ثمّ قال أبو عبد اللّه ع إن كان خلط الحرام حلالا فاختلّ جميعا فلم يعرف الحلال من الحرام فلا بأس

7    ابن أبي جمهور في درر اللآّلي، روي عن النّبيّ ص أنّه قال إنّ اللّه يقبل الصّدقات و لا يقبل منها إلّا الطّيّب و يأخذها بيمينه ثمّ يربّيها لصاحبها كما يربّي أحدكم مهره و فصيله حتّى تصير اللّقمة مثل جبل أحد و تصديق ذلك في كتاب اللّه يمحق اللّه الرّبا و يربي الصّدقات و إنّ اللّه يقبل التّوبة و يأخذ الصّدقات

، و في حديث آخر عنه ص قال ليس من مسلم يتصدّق بصدقة من طيّب إلّا وضعها في كفّ الرّحمن فيربّيها له حتّى يملأ كفّه

   باب 43 استحباب إطعام الطّعام

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد بن محمّد قال حدّثني موسى بن إسماعيل قال حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص إنّ أهون أهل النّار عذابا عمّي أخرجه من أصل الجحيم حتّى بلغ الضّحضاح عليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه و ابن جدعان فقيل يا رسول اللّه و ما بال ابن جدعان أهون أهل النّار عذابا بعد عمّك قال إنّه كان يطعم الطّعام

2    القطب الرّاونديّ في دعواته، عن حنان بن سدير عن أبيه قال قال أبو جعفر ع أ ما تستطيع أن تعتق كلّ يوم رقبة قال لا يبلغ مالي ذلك فقال تشبع كلّ يوم مؤمنا فإنّ إطعام المؤمن أفضل من عتق رقبة

3    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن الصّادق ع أنّه قال ما من مؤمن يدخل بيته مؤمنين فيطعمهما شبعهما إلّا كان ذلك أفضل من عتق نسمة

4    أحمد بن محمّد السّيّاريّ في كتاب التّنزيل و التّحريف، عن محمّد بن عمر بن يزيد عن عليّ بن الحسين ع قال إنّ اللّه تعالى قال فلا اقتحم العقبة و ما أدراك ما العقبة فكّ رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة قال علم اللّه أنّ كلّ أحد لا يقدر على فكّ رقبة فجعل إطعام اليتيم و المسكين مثل ذلك

 و باقي أخبار الباب يأتي في كتاب الأطعمة إن شاء اللّه تعالى

 باب 44 -استحباب تصدّق الإنسان بأحبّ الأشياء و أطيب الأطعمة كالسّكّر و نحوه

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص الصّدقة شي‏ء عجيب قال فقال أبو ذرّ الغفاريّ يا رسول اللّه فأيّ الصّدقات أفضل قال أغلاها ثمنا و أنفسها عند أهلها قال فإن لم يكن له مال قال عفو طعامك قال يا رسول اللّه فمن لم يكن له عفو طعام قال فضل رأي ترشد به صاحبك قال فإن لم يكن له رأي قال فضل قوّة تعين بها على ضعيف قال فإن لم يستطع قال الصّنيع لأجر و أن تعين مغلوبا قال يا رسول اللّه فإن لم يفعل قال فينحّي عن طريق المسلمين ما يؤذيهم قال يا رسول اللّه فإن لم يفعل قال تكفّ أذاك عن النّاس فإنّها صدقة تطهّر بها عن نفسك

2    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، إنّ رجلا من الصّحابة كان اسمه أبا طلحة و كان له في المدينة من النّخيل ما لم يكن لأحد غيره و كان له نخيل في تجاه مسجد الرّسول ص في غاية النّضارة و العمارة و كان كثير الغلّة و كان فيها عين ماء و الرّسول ص كان يأتي إليها و يشرب من مائها و يتوضّأ منها فلمّا نزل قوله تعالى لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون أتى أبو طلحة و قال يا رسول اللّه إنّ اللّه تعالى يعلم أنّ أحبّ المال إليّ و أكرمه عليّ هذه النّخيلات تصدّقت بها رجاء البرّ غدا لتكون لي ذخيرة يا رسول اللّه فضعها في موضع ترى فيه الصّلاح فقال الرّسول ص بخ بخ ذلك مال رابح لك

، و عن أبي أيّوب الأنصاريّ أنّه لمّا نزلت الآية كان لزيد بن حارثة فرس جميل يحبّه حبّا شديدا فأتى به إلى رسول اللّه ص و قال يا رسول اللّه إنّي شديد المحبّة لهذا الفرس و قد تصدّقت به فحمل عليه رسول اللّه ص ابنه أسامة بن زيد فكره ذلك زيد و قال يا رسول اللّه إنّي تصدّقت به فقال الرّسول ص وقع في محلّه و اللّه تعالى قبله منك

 و رواهما القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، مختصرا

4    الشّيخ الطّبرسيّ في مجمع البيان، عن أبي الطّفيل قال اشترى عليّ ع ثوبا فأعجبه فتصدّق به و قال سمعت رسول اللّه ص يقول من آثر على نفسه آثره يوم القيامة بالجنّة و من أحبّ شيئا فجعله للّه قال تعالى يوم القيامة قد كان العباد يكافئون فيما بينهم بالمعروف و أنا أكافئك اليوم بالجنّة

 باب 45 -تأكّد استحباب سقي الماء النّاس و البهائم و لو في موضع يوجد فيه

1    جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عن النّبيّ ص أنّه قال أفضل الصّدقة سقي الماء

، و عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال أفضل الصّدقة إبراد كبد حارّة

، و عن رسول اللّه ص أنّه قال من أفضل الأعمال إبراد الكبد الحرّى يعني سقي الماء

، و عن أبي علقمة مولى بني هاشم قال صلّى بنا رسول اللّه ص الصّبح ثمّ التفت إلينا فقال معاشر أصحابي رأيت البارحة عمّي حمزة بن عبد المطّلب و أخي جعفر بن أبي طالب و بين أيديهما طبق من نبق فأكلا ساعة فتحوّل لهما النّبق عنبا فأكلا ساعة فتحوّل العنب رطبا فدنوت منهما فقلت بأبي أنتما أيّ الأعمال أفضل فقالا وجدنا أفضل الأعمال الصّلاة عليك و سقي المال و حبّ عليّ بن أبي طالب ع

5    البحار، عن الدّيلميّ في أعلام الدّين عن النّبيّ ص أنّه قال خمس من أتى اللّه بهنّ أو بواحدة منهنّ وجبت له الجنّة من سقى هامة صادية أو حمل قدما حافية أو أطعم كبدا جائعة أو كسا جلدة عارية أو أعتق رقبة عانية

6    دعائم الإسلام، عن جعفر بن محمّد ع أنّه قال ما من مؤمن يطعم مؤمنا شبعة من طعام إلّا أطعمه اللّه من ثمار الجنّة و لا يسقيه ريّه إلّا سقاه اللّه من الرّحيق المختوم

، و عن رسول اللّه ص أنّ أعرابيّا سأله فقال يا رسول اللّه علّمني عملا أدخل به الجنّة قال أطعم الطّعام و أفش السّلام و صلّ و النّاس نيام قال لا أطيق ذلك قال فهل لك إبل قال نعم قال فانظر بعيرا منها فاسق عليه أهل بيت لا يشربون الماء إلّا غبّا فإنّك لعلّك لا ينفق بعيرك و لا يتحرّف سقاؤك حتّى تجب لك الجنّة

8    الشّيخ المفيد في الإختصاص، عن أبي حمزة الثّماليّ عن عليّ بن الحسين ع قال من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه اللّه من ثمار الجنّة و من سقى مؤمنا من ظمإ سقاه اللّه من الرّحيق المختوم و من كسا مؤمنا كساه اللّه من الثّياب الخضر

 و قال في آخر الحديث لا يزال في ضمان اللّه ما دام عليه سلك

 الحسين بن سعيد الأهوازيّ في كتاب المؤمن، عنه ع مثله

9    الجعفريّات، أخبرنا عبد اللّه أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص دخلت الجنّة فرأيت فيها صاحب الكلب الّذي أرواه

 و رواه السّيّد فضل اللّه الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن محمّد بن الأشعث مثله

10    القطب الرّاونديّ في لبّ اللّباب، عن النّبيّ ص قال من سقى أخاه المسلم شربة سقاه اللّه من شراب الجنّة و أعطاه بكلّ قطرة منها قنطارا في الجنّة

11  ، و عنه ص قال من سقى ظمآنا ]ظمآن[ سقاه اللّه من الرّحيق المختوم من سقى مؤمنا قربة من الماء أعتقه اللّه من النّار من سقى ظمآنا ]ظمآن[ في فلاة ورد حياض القدس مع النّبيّين

12    المستغفريّ في طبّ النّبيّ، ص قال أفضل الصّدقة الماء

 باب 46 -استحباب البرّ بالإخوان و السّعي في حوائجهم و صلة فقراء الشّيعة

1    زيد الزّرّاد في أصله قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول خياركم سمحاؤكم و شراركم بخلاؤكم و من خالص الإيمان البرّ بالإخوان و في ذلك محبّة من الرّحمن و مرغمة للشّيطان و تزحزح عن النّيران

  عماد الدّين الطّبريّ في بشارة المصطفى، عن محمّد بن شهريار الخازن عن محمّد بن الحسن بن داود عن محمّد بن عمر بن يحيى العلويّ عن أحمد بن محمّد بن عقدة عن محمّد بن الفضيل بن إبراهيم عن إبراهيم بن معقل عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول لا تدعوا صلة آل محمّد ع من أموالكم من كان غنيّا فعلى قدر غناه و من كان فقيرا فعلى قدر فقره و من أراد أن يقضي اللّه أهمّ الحوائج له فليصل آل محمّد ع و شيعتهم بأحوج ما يكون إليه من ماله

 الحسن بن عليّ بن شعبة في تحف العقول، عن المفضّل بن عمر عنه ع مثله

 باب 47 -جواز الصّدقة في حال ركوع الصّلاة بل استحبابها

1    أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطّبرسيّ في الإحتجاج، في رسالة أبي الحسن العسكريّ إلى أهل الأهواز في الجبر و التّفويض قال ع و أصحّ خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول اللّه ص حيث قال إنّي مستخلف فيكم خليفتين كتاب اللّه و عترتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي و إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض و اللّفظة الأخرى عنه في هذا المعنى بعينه قوله ص إنّي تارك فيكم الثّقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي و إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا فلمّا وجدنا شواهد هذا الحديث نصّا في كتاب اللّه مثل قوله إنّما وليّكم اللّه و رسوله و الّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة و يؤتون الزّكاة و هم راكعون ثمّ اتّفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين ع أنّه تصدّق بخاتمه و هو راكع فشكر اللّه ذلك و أنزل اللّه الآية فيه الخبر

، و عن أمير المؤمنين ع أنّه قال للزّنديق في حديث طويل قال المنافقون لرسول اللّه ص هل بقي لربّك علينا بعد الّذي فرض علينا شي‏ء آخر يفترضه فتذكره فتسكن أنفسنا إلى أنّه لم يبق غيره فأنزل اللّه في ذلك قل إنّما أعظكم بواحدة يعني الولاية فأنزل اللّه إنّما وليّكم اللّه و رسوله و الّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة و يؤتون الزّكاة و هم راكعون و ليس بين الأمّة خلاف أنّه لم يؤت الزّكاة يومئذ أحد و هو راكع غير رجل واحد لو ذكر اسمه في الكتاب لأسقط مع ما أسقط من ذكر الخبر

  الصّدوق في الخصال، عن أحمد بن الحسن القطّان و محمّد بن أحمد بن السّنانيّ و عليّ بن أحمد بن موسى الدّقّاق و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب و عليّ بن عبد اللّه الورّاق رضي اللّه عنهم قالوا حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال حدّثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب قال حدّثنا تميم بن بهلول قال حدّثنا سليمان بن حكيم عن ثور بن يزيد عن مكحول قال قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد ص أنّه ليس فيهم رجل له منقبة إلّا و قد شركته فيها و فضلته و لي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم إلى أن قال ع و أمّا الخامسة و السّتّون فإنّي كنت أصلّي في المسجد فجاء سائل فسأل و أنا راكع فناولته خاتمي من إصبعي فأنزل اللّه تبارك و تعالى فيّ إنّما وليّكم اللّه الآية الخبر

4    السّيّد عليّ بن طاوس في كتاب اليقين، عن محمّد بن جرير الطّبريّ عن القاضي أبي الفرج المعافى عن محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربيّ عن القاسم بن هشام بن يونس النّهشليّ عن الحسن بن الحسين عن معاذ بن مسلم عن عطاء بن السّائب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس في قول اللّه عزّ و جلّ إنّما وليّكم اللّه و رسوله و الّذين الآية قال اجتاز عبد اللّه بن سلام و رهطه معه برسول اللّه ص فقالوا يا رسول اللّه بيوتنا قاصية و لا نجد متحدّثا دون المسجد إنّ قومنا لمّا رأونا قد صدّقنا اللّه و رسوله و تركنا دينهم أظهروا لنا العداوة و البغضاء و أقسموا أن لا يخالطونا و لا يكلّمونا فشقّ ذلك علينا فبينا هم يشكون إلى النّبيّ ص إذ نزلت هذه الآية إنّما وليّكم اللّه الآية فلمّا قرأها عليهم قالوا قد رضينا بما رضي اللّه و رسوله و رضينا باللّه و رسوله و بالمؤمنين و أذّن بلال العصر و خرج النّبيّ ص فدخل و النّاس يصلّون ما بين راكع و ساجد و قائم و قاعد و إذا مسكين يسأل فقال النّبيّ ص هل أعطاك أحد شيئا فقال نعم قال ما ذا قال خاتم فضّة قال من أعطاكه قال ذاك الرّجل القائم قال النّبيّ ص على أيّحال أعطاكه قال أعطانيه و هو راكع فنظرنا فإذا هو أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع

5    و نقل في كتاب سعد السّعود، عن تفسير الثّقة محمّد بن العبّاس بن ماهيار عن عليّ بن زهرة الصّيرفيّ عن أحمد بن منصور عن عبد الرّزّاق قال كان خاتم عليّ ع الّذي تصدّق به و هو راكع حلقة فضّة فيها مثقال عليها منقوش الملك للّه

، و عن الحسن بن محمّد بن يحيى العلويّ قال حدّثنا جدّي يحيى بن الحسن قال حدّثنا أبو بريد أحمد بن يزيد قال حدّثنا عبد الوهّاب بن حازم عن مخلّد بن الحسن عن المبارك عن الحسن قال قال عمر بن الخطّاب أخرجت من مالي صدقة يتصدّق بها عنّي و أنا راكع أربعا و عشرين مرّة على أن ينزل فيّ ما نزل في عليّ ع فما نزل

7    فرات بن إبراهيم الكوفيّ في تفسيره، عن الحسين بن سعيد معنعنا عن أبي جعفر ع أنّ رسول اللّه ص كان يصلّي ذات يوم في المسجد فمرّ به فقير فقال له رسول اللّه ص هل تصدّق عليك بشي‏ء قال نعم مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه و أشار بيده فإذا هو عليّ بن أبي طالب ع فنزلت هذه الآية إنّما وليّكم اللّه الآية

8    الشّيخ شاذان بن جبرئيل القمّيّ في كتاب الرّوضة و الفضائل، بإسناده إلى جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال كنّا جلوسا عند رسول اللّه ص إذ ورد علينا أعرابيّ أشعث الحال عليه أثواب رثّة و الفقر بين عينيه فلمّا دخل و سلّم قال شعرا و ذكر الأبيات قال فلمّا سمع النّبيّ ص ذلك بكى بكاء شديدا ثمّ قال لأصحابه معاشر المسلمين إنّ اللّه تعالى سبق إليكم جزاء و الجزاء من اللّه غرف في الجنّة تضاهي غرف إبراهيم الخليل ع فمن كان منكم يواسي هذا الفقير فقال فلم يجبه أحد و كان في ناحية المسجد عليّ بن أبي طالب ع يصلّي ركعات التّطوّع كانت له دائما فأومأ إلى الأعرابيّ بيده فدنا منه فوقع إليه الخاتم من يده و هو في صلاته فأخذه الأعرابيّ و انصرف و هو يقول و ذكر أبياتا ثمّ إنّ النّبيّ ص أتاه جبرئيل و نادى السّلام عليك يا محمّد و ربّك يقرئك السّلام و يقول لك اقرأ إنّما وليّكم اللّه إلى قوله الغالبون فعند ذلك قام النّبيّ ص على قدميه و قال معاشر المسلمين أيّكم اليوم عمل خيرا حتّى جعله اللّه وليّ كلّ من آمن قالوا يا رسول اللّه ما فينا من عمل خيرا سوى ابن عمّك عليّ بن أبي طالب ع فإنّه تصدّق على الأعرابيّ بخاتمه و هو يصلّي الخبر

 و رواه الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، مثله و في لفظه أنّ الصّحابة لمّا رأوا ذلك فكلّ من كان عنده خاتم أعطاه حتّى روي أنّه اجتمع عنده أربعمائة خاتم

9    السّيّد هاشم في غاية المرام، عن عمّار السّاباطيّ عن أبي عبد اللّه ع إنّ الخاتم الّذي تصدّق به أمير المؤمنين ع وزن أربعة مثاقيل حلقته من فضّة و فصّه خمسة مثاقيل و هو من ياقوتة حمراء و ثمنه خراج الشّام و خراج الشّام ثلاثمائة حمل من فضّة و أربعة أحمال من ذهب و كان الخاتم لمروان بن طوق قتله أمير المؤمنين ع و أخذ الخاتم من إصبعه و أتى به إلى النّبيّ ص من جملة الغنائم و أمره النّبيّ ص أن يأخذ الخاتم فأخذ الخاتم و أقبل و هو في إصبعه و تصدّق به على السّائل في أثناء صلاته خلف النّبيّ ص

 باب 48 -استحباب التّصدّق بنصف المال

1    الصّدوق في الأمالي، عن محمّد بن إبراهيم الطّالقانيّ عن أحمد بن محمّد بن سعيد عن عليّ بن الحسن بن فضّال عن أبيه عن الرّضا عن آبائه ع قال لمّا حضرت الحسن بن عليّ ع الوفاة بكى فقيل له يا ابن رسول اللّه أ تبكي و مكانك من رسول اللّه ص الّذي أنت به و قد قال فيك رسول اللّه ص ما قال و قد حججت عشرين حجّة ماشيا و قد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتّى النّعل و النّعل فقال إنّما أبكي لخصلتين لهول المطّلع و فراق الأحبّة

 باب 49 -نوادر ما يتعلّق بأبواب الصّدقة

1    الجعفريّات، أخبرنا محمّد حدّثني موسى حدّثنا أبي عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ ع قال قال يا رسول اللّه أيّ الصّدقة أفضل قال الأسير المخضرّتا عيناه

 و رواه جعفر بن أحمد القمّيّ في كتاب الغايات، عنه هكذا أفضل الصّدقة على الأسير المخضرّتي عيناه من الجوع

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص أفضل الصّدقة على مملوك عند مليك سوء

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص إنّ المسألة كسب الرّجل بوجهه فأبقي رجل على وجهه أو ترك

، و بهذا الإسناد قال قال رسول اللّه ص للسّائل في كلّ حقّ له كأجر المصّدّق عليه

 و روى هذه الرّوايات الثّلاث السّيّد الرّاونديّ في نوادره، بإسناده عن محمّد بن محمّد بن الأشعث مثله

، و بهذا الإسناد عن عليّ بن الحسين عن أبيه ع أنّ عليّا ع مرّ بالسّوق فنادى بأعلى صوته إنّ أسواقكم هذه يحضرها أيمان فشوبوا أيمانكم بالصّدقة فإنّ اللّه لا يقدّس من حلف باسمه كاذبا

6    الشّيخ الطّبرسيّ في مجمع البيان، في قوله تعالى من ذا الّذي يقرض اللّه قرضا حسنا الآية عن الكلبيّ أنّه روى عن النّبيّ ص أنّه قال من تصدّق بصدقة فله مثلاها في الجنّة فقال أبو الدحداح الأنصاريّ و اسمه عمرو بن الدّحداح يا رسول اللّه إنّ لي حديقتين إن تصدّقت بإحديهما فإنّ لي مثليها في الجنّة قال نعم قال و أمّ الدّحداح معي قال نعم قال الصّبيّة معي قال نعم فتصدّق بأفضل حديقته فدفعها إلى رسول اللّه ص فنزلت الآية فضاعف اللّه صدقته ألفي ألف و ذلك قوله تعالى أضعافا كثيرة قال فرجع أبو الدّحداح فوجد أمّ الدّحداح و الصّبيّة في الحديقة الّتي جعلها صدقته فقام على باب الحديقة و تحرّج أن يدخلها فنادى يا أمّ الدّحداح فقالت لبّيك يا أبا الدّحداح قال إنّي قد جعلت حديقتي هذه صدقة و اشتريت مثليها في الجنّة و أمّ الدّحداح معي و الصّبيّة معي قالت بارك اللّه لك فيما شريت و فيما اشتريت فخرجوا منها و أسلموا الحديقة إلى النّبيّ ص فقال النّبيّ ص كم من نخل متدلّ عذوقها لأبي الدّحداح في الجنّة

7    الشّيخ المفيد في الأمالي، عن الشّريف أبي محمّد الحسن بن حمزة عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصّفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان عن عمر الأفرق و حذيفة بن منصور عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد ع قال صدقة يحبّها اللّه إصلاح بين النّاس إذا تفاسدوا و تقريب بينهم إذا تباعدوا

8    ابن أبي جمهور في عوالي اللآّلي، عن سعيد بن جبير قال حدّثني ابن عبّاس أنّ النّبيّ ص قال من مشى إلى أخيه بدين ليقضيه إيّاه فله به صدقة و من أعان على حمل دابّة فله به صدقة و من أماط أذى فله به صدقة و من هدى زقاقا فله به صدقة و كلّ معروف صدقة

، و عنه ص قال أ يعجز أحدكم أن يكون إليه كفلان ]كفلان[ من الأجر فقيل و كيف ذلك فقال إذا أصبح يقول اللّهمّ إنّي تصدّقت بعرضي على عبادك و قال ص أ لا أنبّئكم بصدقة يسيرة يحبّها اللّه فقالوا ما هي قال إصلاح ذات البين إذا تقاطعوا

10    و في درر اللآّلي، عن أبي أسود الدّؤليّ عن أبي ذرّ قال  قالوا لرسول اللّه ص ذهب أهل الإيثار بالأجور يصلّون كما نصلّي و يصومون كما نصوم و يتصدّقون بفضول أموالهم فقال رسول اللّه ص أ و ليس قد جعل اللّه لكم ما تتصدّقون إنّ بكلّ تسبيحة صدقة و بكلّ تحميدة صدقة و في بضع أحدكم صدقة قال فقالوا يا رسول اللّه يأتي أحدنا شهوته و يكون له فيها أجر قال أ رأيتم لو وضعتموها في الحرام أ كان عليكم فيها وزر قالوا نعم قال فكذلك إذا وضعتموها في الحلال كان لكم فيها أجر

11  ، و عن سمرة بن جندب قال قال رسول اللّه ص ما تصدّق النّاس بصدقة أفضل من قول حسن الكلمة يفكّ بها الأسير و تجرّ بها إلى أخيك خيرا أو تدفع عنه مكروها أو مظلمة

12  ، و عن عطاء قال قال رسول اللّه ص لرجل من أصحابه هل صمت اليوم قال لا يا رسول اللّه قال فتصدّقت اليوم بشي‏ء قال لا قال فاذهب و أصب من امرأتك فإنّه منك عليها صدقة

13    الشّيخ أبو الفتوح الرّازيّ في تفسيره، أنّه لمّا نزلت الآية من ذا الّذي يقرض اللّه قرضا حسنا الآية قال كان رجل من الصّحابة اسمه أبو الدّحداح جاء إلى رسول اللّه ص و قال يا رسول اللّه إنّ اللّه تعالى يستقرض منّا و هو غنيّ عنّا فقال بلى حتّى يدخلكم الجنّة فقال يا رسول اللّه إن أقرضت اللّه تعالى فهل تضمن لي الجنّة فقال نعم من تصدّق بشي‏ء فله مثله في الجنّة فقال يا رسول اللّه و أهلي أمّ الدّحداح معي قال نعم قال و هذه بنتي دحداحة معي قال نعم قال فأعطني يدك فوضع رسول اللّه ص يده في يده فقال يا رسول اللّه إنّ لي حديقتين إحداهما فوق المدينة و الأخرى في أسفلها ما لي غيرهما قد أقرضتهما اللّه تعالى فقال رسول اللّه ص لا أقرض واحدة و أطلق الأخرى يكون عيشة لك و لعيالك فقال يا رسول اللّه لمّا قلت هذا فاشهد بأنّ أحسن الحديقتين للّه تعالى و هي حائط فيها ستّون نخيلة فقال رسول اللّه ص إذا يجزيك اللّه الجنّة فأتى أبو الدّحداح إلى أهله و ولده و هم في الحديقة يطوفون حول الأشجار و يعملون عملا فنادى و أنشأ يقول

هداك ربّي سبيل الرّشاد إلى سبيل الخير و السّداديبني من الحائط لي بالزّاد فقد مضى فرضا إلى التّنادأقرضته اللّه على اعتمادي بالطّوع لا منّ و لا أندادإلّا رجاء الضّعف في المعاد فارتحلي بالنّفس و الأولادو البرّ لا شكّ فخير زاد قدّمه المرء إلى المعاد

فقالت أمّ الدّحداح بارك اللّه لك فيما اشتريت و أنشأت تقول

بعلك أدّى ما لديه و نصح إنّ لك الخطّ إذا الخطّ وضح‏قد منع اللّه عيالي و منح بالعجوة السّوداء و الزّهر البلح‏و العبد يسعى و له ما قد كدح طول اللّيالي و له ما اجترح

و أخذت ما كان في حجور الأولاد و أكمامهم و طرحه و ما كان في أفواههم أخذه و طرحه و خرجوا و دخلوا حديقة أخرى و قال الرّسول ص كم من عذق و رواح و دار فناح في الجنّة لأبي الدّحداح

14  ، و عن رسول اللّه ص أنّه ذبح شاة في حجرة عائشة فاطّلع عليها فقراء المدينة فجاءوا و سألوا رسول اللّه ص و كان يعطيهم فلمّا دخل اللّيل لم يبق منها إلّا رقبتها فسأل عن عائشة ما بقي منها فقالت لم يبق منها إلّا رقبتها فقال ص قولي بقي كلّها إلّا رقبتها

15    الشّيخ شاذان بن جبرئيل القمّيّ في كتاب الرّوضة، و الفضائل، بإسناده عن عبد اللّه بن مسعود قال قال رسول اللّه ص لمّا أسري بي إلى السّماء و ذكر ص ما رآه مكتوبا على أبواب الجنّة و النّار إلى أن قال و على الباب الثّاني مكتوب لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه عليّ وليّ اللّه بكلّ شي‏ء حيلة و حيلة السّرور في الآخرة أربع خصال مسح رءوس اليتامى و التّعطّف على الأرامل و السّعي في حوائج المؤمنين و التّفقّد للفقراء و المساكين إلى أن قال و على الباب الثّامن مكتوب لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه عليّ وليّ اللّه من أراد الدّخول في هذه الأبواب فليتمسّك بأربع خصال السّخاء و حسن الخلق و الصّدقة و الكفّ عن أذى عباد اللّه إلى أن قال فيما رأى مكتوبا على أبواب النّار و على الباب الثّاني مكتوب من أراد أن لا يكون عريانا يوم القيامة فليكس الجلود العارية في الدّنيا و من أراد أن لا يكون عطشانا ]عطشان[ يوم القيامة فليسق العطاش في الدّنيا و من أراد أن لا يكون يوم القيامة جائعا فليطعم البطون الجائعة إلى أن قال و على الباب السّادس مكتوب أنا حرام على المجتهدين أنا حرام على المتصدّقين أنا حرام على الصّائمين

16    محمّد بن عليّ بن شهرآشوب في المناقب، عن أبي بكر الشّيرازيّ بإسناده عن مقاتل عن مجاهد عن ابن عبّاس أنّ النّبيّ ص أعطى عليّا ع يوما ثلاثمائة دينار أهديت إليه قال عليّ ع فأخذتها و قلت و اللّه لأتصدّقنّ اللّيلة من هذه الدّنانير صدقة يقبلها اللّه منّي فلمّا صلّيت العشاء الآخرة مع رسول اللّه ص أخذت مائة دينار و خرجت من المسجد فاستقبلتني امرأة فأعطيتها الدّنانير فأصبح النّاس بالغد يقولون تصدّق عليّ ع اللّيلة بمائة دينار على امرأة فاجرة فاغتممت غمّا شديدا فلمّا صلّيت اللّيلة القابلة صلاة العتمة أخذت مائة دينار و خرجت من المسجد و قلت و اللّه لأتصدّقنّ اللّيلة بصدقة يتقبّلها ربّي منّي فلقيت رجلا فتصدّقت عليه بالدّنانير فأصبح أهل المدينة يقولون تصدّق عليّ ع البارحة بمائة دينار على رجل سارق فاغتممت غمّا شديدا و قلت و اللّه لأتصدّقنّ اللّيلة صدقة يتقبّلها منّي فصلّيت العشاء الآخرة مع رسول اللّه ص ثمّ خرجت من المسجد و معي مائة دينار فلقيت رجلا فأعطيته إيّاها فلمّا أصبحت قال أهل المدينة تصدّق عليّ ع البارحة بمائة دينار على رجل غنيّ فاغتممت غمّا شديدا فأتيت رسول اللّه ص فخبّرته فقال لي يا عليّ هذا جبرئيل يقول لك إنّ اللّه عزّ و جلّ قد قبل صدقاتك و زكّى عملك إنّ المائة دينار الّتي تصدّقت بها أوّل ليلة وقعت في يدي امرأة فاسدة فرجعت إلى منزلها و تابت إلى اللّه عزّ و جلّ من الفساد و جعلت تلك الدّنانير رأس مالها و هي في طلب بعل تتزوّج به و إنّ الصّدقة الثّانية وقعت في يدي سارق فرجع إلى منزله و تاب إلى اللّه من سرقته و جعل الدّنانير رأس ماله يتّجر بها و إنّ الصّدقة الثّالثة وقعت في يدي رجل غنيّ لم يزكّ ماله منذ سنين فرجعإلى منزله و وبّخ نفسه و قال شحّا عليك يا نفس هذا عليّ بن أبي طالب ع تصدّق عليّ بمائة دينار و لا مال له و أنا فقد أوجب اللّه على مالي الزّكاة لأعوام كثيرة لم أزكّه فحسب ماله و زكّاه و أخرج زكاة ماله كذا و كذا دينارا و أنزل اللّه فيك رجال لا تلهيهم الآية

17  ، و فيه و سأله أي أمير المؤمنين ع أعرابيّ شيئا فأمر له بألف فقال الوكيل من ذهب أو فضّة فقال كلاهما عندي حجران فأعط الأعرابيّ أنفعهما له

18    عليّ بن إبراهيم في تفسيره، في قوله تعالى و يطعمون الطّعام حدّثني أبي عن عبد اللّه بن ميمون القدّاح عن أبي عبد اللّه ع قال كان عند فاطمة ع شعير فجعلوه عصيدة فلمّا أنضجوها و وضعوها بين أيديهم جاء مسكين فقال المسكين رحمكم اللّه أطعمونا ممّا رزقكم اللّه فقام عليّ ع فأعطاه ثلثها و لم يلبث أن جاء يتيم فقال اليتيم رحمكم اللّه أطعمونا ممّا رزقكم اللّه فقام عليّ ع فأعطاه ثلثها الثّاني ثمّ جاء أسير فقال الأسير رحمكم اللّه أطعمونا ممّا رزقكم اللّه فأعطاه عليّ ع الثّلث الباقي و ما ذاقوها فأنزل اللّه فيهم هذه الآية إلى قوله و كان سعيكم مشكورا في أمير المؤمنين ع و هي جارية في كلّ مؤمن فعل مثل ذلك للّه تعالى

19    ابن شهرآشوب في المناقب، عن سعيد بن عبد العزيز أنّ الحسن ع سمع رجلا يسأل ربّه تعالى أن يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف الحسن ع إلى منزله فبعث بها إليه

20    عليّ بن عيسى في كتاب كشف الغمّة، أنّ رجلا جاء إليه يعني الحسن ع فسأله حاجة فقال له يا هذا حقّ سؤالك يعظم لديّ و معرفتي بما يجب لك يكبر لديّ و يدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله و الكثير في ذات اللّه عزّ و جلّ قليل و ما في ملكي وفاء لشكرك فإن قبلت الميسور و رفعت عنّي مئونة الاحتفال و الاهتمام بما أتكلّفه من واجبك فعلت فقال يا ابن رسول اللّه أقبل القليل و أشكر العطيّة و أعذر على المنع فدعا الحسن ع بوكيله و جعل يحاسبه على نفقاته حتّى استقصاها قال هات الفاضل من الثّلاثمائة ألف درهم فأحضر خمسين ألفا قال فما فعل الخمسمائة دينار قال هي عندي قال أحضرها فأحضرها فدفع الدّراهم و الدّنانير إلى الرّجل و قال هات من يحملها لك فأتاه بحمّالين فدفع الحسن ع إليه رداءه لكرى الحمّالين فقال مواليه و اللّه ما بقي عندنا درهم فقال ع لكنّي أرجو أن يكون لي عند اللّه أجر عظيم

21    البحار، عن الحسن بن أبي الحسن الدّيلميّ في كتاب أعلام الدّين عن أبي أمامة أنّ رسول اللّه ص قال ذات يوم لأصحابه أ لا أحدّثكم عن الخضر قالوا بلى يا رسول اللّه قال بينا هو يمشي في سوق من أسواق بني إسرائيل إذ بصر به مسكين فقال تصدّق عليّ بارك اللّه فيك قال الخضر آمنت باللّه ما يقضي اللّه يكون ما عندي من شي‏ء أعطيكه قال المسكين بوجه اللّه لمّا تصدّقت عليّ إنّي رأيت الخير في وجهك و رجوت الخير عندك قال الخضر آمنت باللّه إنّك سألتني بأمر عظيم ما عندي شي‏ء أعطيكه إلّا أن تأخذني فتبيعني قال المسكين و هل يستقيم هذا قال الحقّ أقول لك إنّك سألتني بأمر عظيم سألتني بوجه ربّي عزّ و جلّ أما إنّي لا أخيبك في مسألتي بوجه ربّي فبعني فقدّمه إلى السّوق فباعه بأربعمائة درهم فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شي‏ء فقال الخضر ع إنّما ابتعتني التماس خدمتي فمرني بعمل قال إنّي أكره أن أشقّ عليك إنّك شيخ كبير قال لست تشقّ عليّ قال فقم و انقل هذه الحجارة قال و كان لا ينقلها دون ستّة نفر في يوم فقام فنقل الحجارة في ساعته فقال له أحسنت و أجملت و أطقت ما لم يطقه أحد قال ع ثمّ عرض للرّجل سفر فقال إنّي أحسبك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة و إنّي أكره أن أشقّ عليك قال لست تشقّ عليّ قال فاضرب من اللّبن شيئا حتّى أرجع إليك قال فخرج الرّجل لسفره و رجع و قد شيّد بناؤه فقال له الرّجل أسألك بوجه اللّه ما حسبك و ما أمرك قال إنّك سألتني بأمر عظيم بوجه اللّه عزّ و جلّ و وجه اللّه عزّ و جلّ أوقعني في العبوديّة و سأخبرك من أنا أنا الخضر الّذي سمعت به سألني مسكين صدقة و لم يكن عندي شي‏ء أعطيه فسألني بوجه اللّه عزّ و جلّ فأمكنته من رقبتي فباعني فأخبرك أنّه من سئل بوجه اللّه عزّ و جلّ فردّ سائله و هو قادر على ذلك وقف يوم القيامة ليس لوجهه جلد و لا لحم و لا دم إلّا عظم يتقعقع قال الرّجل شققت عليك و لم أعرفك قال لا بأس أبقيت و أحسنت قال بأبي أنت و أمّي احكم في أهلي و مالي بما أراك اللّه عزّ و جلّ أم أخيّرك فأخلّي سبيلك قال أحبّ أن تخلّي سبيلي فأعبد اللّه على سبيله فقال الخضر ع الحمد للّه الّذي أوقعني في العبوديّة فأنجاني منها

22    كتاب عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول بينما رسول اللّه ص مع أصحابه راكب على دابّته إذ نزل فخرّ ساجدا فقيل له يا رسول اللّه رأيناك صنعت شيئا لم تكن تصنعه قبل اليوم فقال ص أتاني ملك من عند ربّي فقال يا محمّد إنّ ربّك يقرئك السّلام و يقول يا محمّد إنّي أسرّك في أمّتك فلم يكن عندي مال أتصدّق به و لا عبد أعتقه فسجدت للّه شكرا

23    العلّامة الحلّيّ في الإيضاح، وجدت بخطّ السّيّد صفيّ الدّين محمّد بن معدّ الموسويّ رحمه اللّه يحيى بن بوش أخبرنا عبد القادر بن يوسف أخبرنا أبو محمّد الحريريّ أخبرنا أبو محمّد سهل بن عبد اللّه الدّيباجيّ حدّثنا عليّ بن الحسين بن عليّ بالرّملة حدّثنا عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن قريب و زيد بن أخزم قال حدّثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمّد ع أنّه دخل على أبي جعفر المنصور و عنده رجل من ولد زبير بن العوّام و قد سأله و قد أمر له بشي‏ء فسخط الزّبيريّ و استقلّه فأغضب المنصور ذلك من الزّبيريّ حتّى بان فيه الغضب فأقبل عليه أبو عبد اللّه ع فقال يا أمير المؤمنين حدّثني أبي عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه عن عليّ بن أبي طالب ع قال قال رسول اللّه ص من أعطى عطيّة طيّبة بها نفسه بورك للمعطي و المعطى فقال أبو جعفر و اللّه لقد أعطيت و أنا غير طيّب النّفس بها و لقد طابت بحديثك هذا ثمّ أقبل على الزّبيريّ فقال حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه أمير المؤمنين ع أنّه قال قال رسول اللّه ص من استقلّ قليل الرّزق حرمه اللّه كثيره فقال الزّبيريّ و اللّه لقد كان قليلا و لقد كثر عندي بحديثك هذا قال سفيان فلقيت الزّبيريّ فسألته عن تلك العطيّة فقال لقد كانت قليلة فبلغت في يدي خمسين ألف درهم و كان سفيان بن عيينة يقول مثل هؤلاء القوم مثل الغيث حيث وقع نفع