مواعظ لقمان في الخوف من الله

يا بني : خف الله عزوجل خوفا لو اتيت القيامة ببر الثقلين خفت ان يعذبك.

وارج الله رجاء لو وافيت القيامة باثم الثقلين رجوت ان يغفر الله لك.

فقال له ابنه : يا ابت كيف اطيق هذا وانما لي قلب واحد ؟ فقال له لقمان :

يا بني : لو استخرج قلب المؤمن يوجد فيه نوران نور للخوف ونور للرجاء ، لو وزنا لما رجح احدهما على الآخر بمثقال ذرة ، فمن يؤمن بالله يصدق ما قال الله عزوجل ، ومن يصدق ما قال الله يفعل ما امره الله ، ومن يفعل ما امره الله لم يصدق ما قال الله ، فان هذه الاخلاق يشهد بعضها لبعض.

فمن يؤمن بالله ايمانا صادقا يعمل لله خالصا ناصحا ، ومن يعمل خالصا ناصحا فقد آمن بالله صادقا. ومن اطاع الله خافه ، ومن خافه فقد احبه ، ومن احبه فقد اتبع امره ، ومن اتبع امره استوجب جنته ومرضاته ، ومن لم يتبع رضوان الله تعالى فقد هان عليه سخطه ، نعوذ بالله من سخط الله (1).

يا بني : خف الله مخافة لا تيأس من رحمته ، وارجه رجاء لا تأمن من مكره.

يا بني : انْه النفس عن هواها ، فانك ان لم تنه النفس عن هواها لن تدخل الجنة ولن تراها ـ ويروى : انه نفسك عن هواها ، فان في هواها رداها (2).

________________________________________

1 ـ البحار : ج 13 ص 412.

2 ـ البحار : ج 13 ص 429.