سورة التّغابن

سورة التّغابن‏

مدنيّة.

و قال ابن عبّاس : مكّيّة غير ثلاث آيات من آخرها نزلت  بالمدينة: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ. (إلى آخر السّورة).

عدد آياتها ثمان عشرة آية بالإجماع.

بسم الله الرحمن الرحيم‏

في كتاب ثواب الأعمال ، بإسناده: عن أبي عبد الله- عليه السّلام- قال : من قرأ سورة التّغابن في فريضة ، كانت شفيعة له يوم القيامة، وشاهد عدل عند من يجيز شهادتها، لا تفارقه حتى يدخل  الجنّة.

و

بإسناده : عن جابر قال: سمعت أبا جعفر- عليه السّلام- يقول: من قرأ بالمسبّحات كلّها قبل أن ينام، لم يمت حتّى يدرك القائم- عليه السّلام-. وإن مات كان في جوار النّبيّ- صلّى اللّه عليه وآله-.و

في مجمع البيان : ابيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه وآله- قال : من قرأ سورة التّغابن، دفع  عنه موت الفجأة.

 

يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ: بدلالتها على كماله واستغنائه. لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ.

قدّم الظّرفين [للدلالة]  على اختصاص الأمرين به من حيث الحقيقة .

وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ : لأنّ نسبة ذاته وقدرته إلى الكلّ على سواء.

ثمّ شرع فيما ادّعاه  فقال: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ: منكر له بربوبيّته وخالقيّته.

وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ: مصدّق. بخالقيّته وقدرته.

وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ : فيعاملكم بما يناسب أعمالكم.

و في تفسير عليّ بن إبراهيم : قال: هذه الآية خاصّة في المؤمنين والكافرين.

حدّثنا  عليّ بن الحسين، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن ابن محبوب، عن الحسين ابن نعيم الصّحّاف قال: سألت الصّادق- عليه السّلام- عن قوله: فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ.

فقال: عرف اللّه إيمانهم بولايتنا، وكفرهم بتركها، [يوم أخذ عليهم الميثاق وهم في عالم الذرّ وفي صلب آدم- عليه السّلام-] .

و في مجمع البيان : ولا يجوز حمله على أنّ اللّه- تعالى- خلقهم مؤمنين وكافرين،لأنّه لم يقل كذلك، بل أضاف الكفر والإيمان إليهم وإلى فعلهم.

قال النّبيّ- صلّى اللّه عليه وآله-: كلّ مولود يولد على الفطرة. (تمام الخبر)

و

قال- عليه السّلام- حكاية عن اللّه- سبحانه-: خلقت عبادي كلّهم حنفا .

و نحو ذلك من الأخبار كثير.

و

في أصول الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن الحسين  بن نعيم الصحّاف  قال: سألت أبا عبد اللّه- عليه السّلام- عن قول اللّه- عزّ وجلّ-: فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ.

فقال: عرف اللّه إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق، وفي صلب آدم وهم ذرّ.

عليّ ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن محمّد بن الفضيل قال: قال أبو جعفر- عليه السّلام-: حبّنا إيمان، وبغضنا كفر.

عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن رجل، عن زرارة، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: قلت: أصلحك اللّه- تعالى- ما تأمرني أنطلق فأتزوّج بأمرك؟

فقال لي: إن كنت فاعلا، فعليك بالبلهاء من النّساء.

قلت: وما البلهاء؟

قال: ذوات الخدور العفائف.

فقلت: من هي على دين سالم بن أبي حفصة ؟

قال: لا.

فقلت: من هي على دين ربيعة الرّأي ؟فقال: لا، ولكنّ العواتق اللّواتي لا ينصبن كفرا ولا يعرفن ما تعرفون.

قلت: وهل تعدو أن تكون مؤمنة أو كافرة؟

فقال: تصوم وتصلّي [و تتّقي اللّه‏] ، ولا تدري ما أمركم.

قلت: قد قال اللّه- عزّ وجلّ-: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ.

لا، واللّه، لا يكون أحد من النّاس ليس بمؤمن ولا كافر.

قال: فقال أبو جعفر: قول اللّه أصدق من قولك، يا زرارة، أ رأيت قول اللّه»- عزّ وجلّ-: خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ؟ فلمّا قال:

عسى قلت: ما هم إلّا مؤمنين أو كافرين؟! قال: فقال: فما تقول في قوله - عزّ وجلّ-: إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً [إلى الكفر]  وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا إلى الإيمان؟

فقلت: ما هم إلّا مؤمنين أو كافرين.

فقال: واللّه، ما هم بمؤمنين ولا كافرين.

ثمّ أقبل عليّ فقال: ما تقول في أصحاب الأعراف؟

فقلت: ما هم إلّا مؤمنين أو كافرين. إن دخلوا الجنّة، فهم مؤمنون، وإن دخلوا النّار، فهم كافرون.

فقال: واللّه، ما هم بمؤمنين ولا كافرين. ولو كانوا مؤمنين لدخلوا الجنّة، كما دخلها المؤمن . ولو كانوا كافرين لدخلوا النّار، كما دخلها الكافرون، ولكنّهم قوم قد استوت حسناتهم وسيّئاتهم فقصرت بهم الأعمال، وأنّهم لكما قال اللّه. (الحديث)

عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن سليم، مولى طربال، قال: حدّثني هشام، عن حمزة بن الطّيّار قال: قال لي أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: النّاس على ستّة أصناف.

قال: قلت: تأذن لي أن أكتبها؟قال: نعم.

قلت: ما أكتب؟

قال: اكتب : أهل الوعيد من أهل الجنّة وأهل النّار، واكتب : آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً .

قال: قلت: من هؤلاء؟

قال : وحشيّ منهم.

قال: واكتب: وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ .

قال: واكتب: إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً  إلى الكفر وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا إلى الإيمان فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ.

قال: واكتب: أصحاب الأعراف.

قال: قلت: وما أصحاب الأعراف؟

قال: قوم استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فإن أدخلهم النّار فبذنوبهم، وإن أدخلهم الجنّة فبرحمته.

عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن حمّاد، عن حمزة بن الطّيّار قال: قال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: النّاس على ستّ فرق، يؤولون كلّهم إلى ثلاث فرق: الإيمان، والكفر، والضّلال. وهم أهل الوعيد  الّذين وعدهم اللّه الجنّة والنّار، المؤمنون، والكافرون، والمستضعفون، والمرجون لأمر اللّه إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ، والمعترفون بذنوبهم خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً، وأهل الاعراف.

عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن بعض أصحابه، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر- عليه السّلام- عن المستضعف.

فقال: هو الّذي لا يهتدي حيلة إلى الكفر فيكفر، ولا يهتدي سبيلا إلى‏الإيمان، لا يستطيع أن يؤمن ولا يستطيع أن يكفر، فهم الصّبيان ومن كان من الرّجال والنّساء على مثل عقول الصّبيان مرفوع عنهم القلم.

خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ: بالحكمة البالغة.

وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ: فصوركم من جملة ما خلق فيهما بأحسن صورة، حيث زيّنكم بصفوة أوصاف الكائنات، وخصّكم بخلاصة خصائص المبدعات، وجعلكم أنموذج المخلوقات.

وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ : فأحسنوا سرائركم حتّى لا تمسخ  بالعذاب ظواهر كم.

و

في أصول الكافي : عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن موسى بن القاسم [بن معاوية، و]  عن محمّد بن يحيى، عن العمركيّ بن عليّ، جميعا، عن عليّ بن جعفر، عن أبي الحسن، موسى- عليه السّلام- [قال:]  قال أبو عبد اللّه- عليه السّلام-: إنّ اللّه خلقنا فأحسن خلقنا، وصورنا فأحسن صورتنا، وجعلنا خزّانه  في [سمائه و]  أرضه، ولنا نطقت الشّجرة ، وبعبادتنا عبد اللّه، ولو لأنا ما عبد اللّه.

يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ : فلا يخفى عليه ما يصحّ أن يعلم كليّا كان أو جزئيا.

و تقديم تقرير ، القدرة على العلم لأنّ دلالة المخلوقات على قدرته أوّلا وبالذّات، وعلى علمه بما فيها من الإتقان والاختصاص ببعض الأنحاء.

أَ لَمْ يَأْتِكُمْ: يا أيّها الكفّار.

نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ، كقوم نوح وهود وصالح.

فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ صرر  كفرهم في الدّنيا.

و أصله، الثّقل. ومنه: «الوبيل» لطعام يثقل المعدة، و«الوابل» للمطر الثّقيل القطار.وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ : في الآخرة.

ذلِكَ، أي: المذكور [من الوبال والعذاب‏] .

بِأَنَّهُ: بسبب أنّ الشّأن.

كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ: بالمعجزات.

و

في تفسير عليّ بن إبراهيم : أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابه، عن حمزة بن ربيع، عن عليّ بن سويد السّائيّ  قال: سألت العبد الصّالح- عليه السّلام- عن قول اللّه: ذلِكَ

بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ‏

.

قال: البينات هم الأئمّة.

فَقالُوا أَ بَشَرٌ يَهْدُونَنا: أنكروا وتعجّبوا أن يكون الرسل الرّسول بشرا. والبشر يطلق للواحد والجمع.

فَكَفَرُوا: بالرّسل.

وَ تَوَلَّوْا: عن التّدبّر [في البيّنات‏] .

وَ اسْتَغْنَى اللَّهُ: عن كلّ شي‏ء فضلا عن طاعتهم.

وَ اللَّهُ غَنِيٌّ: عن عبادتهم وغيرها.

حَمِيدٌ : يدلّ على حمده كلّ مخلوق.

زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا «الزّعم» ادّعاء العلم. ولذلك يتعدّي إلى مفعولين، وقد قام مقامها «أن» بما في حيّزه .

قُلْ بَلى‏ وَرَبِّي: تبعثون.

لَتُبْعَثُنَّ: قسم أكد به الجواب.

ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ: بالمحاسبة والمجازاة.وَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ : لقبول المادة، وحصول القدرة التّامّة.

فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، محمّد- صلّى اللّه عليه وآله-.

وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا.

قيل : يعني: القرآن، فإنّه باعجازه ظاهر بنفسه مظهر لغيره ممّا فيه شرحه وبيانه.

و

في أصول الكافي : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن عليّ بن مرداس قال: حدّثنا صفوان بن يحيى والحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب، عن أبي خالد الكابليّ قال: سألت أبا جعفر- عليه السّلام- عن قول اللّه- عزّ وجلّ-: فَآمِنُوا بِاللَّهِ (الآية).

فقال: يا أبا خالد، النُّورِ واللَّه، الأئمّة من آل محمّد إلى يوم القيامة. وهم، واللّه، نور اللّه  الّذي أنزل. وهم، واللّه، نور اللّه في السّموات وفي الأرض.

و اللّه، يا أبا خالد، لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشّمس المضيئة بالنّهار.

و هم، واللّه، ينوّرون قلوب المؤمنين، ويحجب اللّه نورهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم.

و اللّه، يا أبا خالد، لا يحبّنا، عبد ويتولّانا حتّى يطهّر اللّه قلبه، ولا يطهّر اللّه قلب عبد حتّى يسلم لنا ويكون سلما لنا، فإذا كان سلما لنا، سلمه اللّه من شديد الحساب، وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر .

أحمد بن مهران ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، عن عليّ بن أسباط والحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب، عن أبي خالد الكابليّ قال: سألت أبا جعفر- عليه السّلام- عن قول اللّه- تعالى-: فَآمِنُوا بِاللَّهِ (الآية).

فقال: يا أبا خالد، النُّورِ واللّه، الأئمّة.

يا أبا خالد، لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشّمس المضيئة بالنّهار، هم الّذين ينوّرون قلوب المؤمنين، ويحجب اللّه نورهم عمّن يشاء فتظلم قلوبهم ويغشاهم بها.أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبيد اللّه ، عن محمّد بن الحسين  وموسى بن عمر، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن- عليه السّلام- قال: والإمامة هي النّور، وذلك قوله- عزّ وجلّ-: فَآمِنُوا بِاللَّهِ (الآية).

قال: النُّورِ هو الإمام- عليه السّلام-.

و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.

وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ : فمجاز عليه.

يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ: ظرف «لتنبّؤنّ»، أو مقدّر «باذكر».

و قرأ  يعقوب: «نجمعكم».

لِيَوْمِ الْجَمْعِ: لأجل ما فيه من الحساب والجزاء.

و «الجمع» جمع  الملائكة والثّقلين.

ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ: يغبن فيه بعضهم بعضا، لنزول السّعداء منازل الأشقياء لو كانوا سعداء، وبالعكس. مستعار  من تغابن التّجّار. و«الّلام» فيه للدّلالة على أنّ التّغابن الحقيقيّ هو التّغابن في أمور الآخرة، لعظمها ودوامها.

و

في كتاب معاني الأخبار ، بإسناده إلى حفص بن غياث: عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال: يَوْمُ التَّغابُنِ يوم يغبن أهل الجنّة أهل النّار.

و

في مجمع البيان : وقد روي عن النّبيّ- صلّى اللَّه عليه وآله- في تفسير هذا قوله:

ما من عبد مؤمن يدخل الجنة إلّا اري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا، وما من عبد يدخل النّار إلّا اري مقعده من الجنّة لو أحسن ليزداد حسرة.

وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً، أي: عملا صالحا.

يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً.و قرأ  نافع وابن عامر، بالنّون فيهما.

ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ :

الإشارة إلى مجموع الأمرين، ولذلك جعله الفوز العظيم، لأنّه جامع للمصالح من دفع المضارّ وجلب المنافع.

وَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ، كأنّها والآية المتقدّمة بيان للتّغابن وتفصيل له .

ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ: إلّا بتقديره وإرادته.

وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ: للثّبات، والاسترجاع عند حلولها.

و قرئ : «يهد قلبه» بالرّفع على إقامته مقام الفاعل، وبالنّصب على طريقة:

سفه نفسه. «و يهدأ» بالهمزة أي: يسكن [و يطمئنّ‏] .

و

في أصول الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد [عن محمّد]  بن سنان، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال: إنّ القلب ليترجّح  فيما بين الصّدر والحنجرة حتّى يعقد على الإيمان، فإذا عقد على الإيمان قرّ، وذلك قول اللَّه: وَمَنْ يُؤْمِنْ (الآية).

و في محاسن البرقيّ : عنه، عن أبيه، عن ابن سنان، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- مثله.

وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ : حتّى القلوب وأحوالها.

وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى‏ رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ، أي: فإن تولّيتم فلا بأس عليه، إذ وظيفته التّبليغ وقد بلّغ.

و

في شرح الآيات الباهرة : روى محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، من أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن الحسين بن نعيم الصّحّاف قال: سألت أبا عبد اللَّه‏- عليه السّلام- عن قول اللَّه- عزّ وجلّ-: وَأَطِيعُوا اللَّهَ (الآية).

فقال: أما، واللَّه، ما هلك من هلك  قبلكم، ولا يهلك  من هلك حتّى يقوم قائمنا إلّا في ترك ولايتنا وجحد حقّنا.

و أيم اللَّه، ما خرج رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه وآله- من الدّنيا حتّى ألزم رقاب هذه الأمّة حقّنا وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.

اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ : لأنّ إيمانهم يقتضي ذلك.

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ: يشغلكم عن طاعة اللَّه، أو يخاصمكم في أمر الدّين أو الدّنيا.

فَاحْذَرُوهُمْ: ولا تأمنوا غوائلهم.

وَ إِنْ تَعْفُوا: عن ذنوبهم بترك المعاقبة.

وَ تَصْفَحُوا: بالإعراض، وترك التثريب  عليها.

وَ تَغْفِرُوا: بإعفائها ، وتمهيد معذرتهم فيها.

فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ : يعاملكم بمثل ما عملتم، ويتفضّل عليكم.

و

في تفسير عليّ بن إبراهيم : وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر- عليه السّلام- في قوله: إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وذلك أنّ الرّجل كان إذا أراد الهجرة إلى رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه وآله- تعلّق به ابنه وامرأته، وقالوا:

ننشدك اللَّه، أن تذهب عنّا وتدعنا فنضيع  بعدك.

فمنهم من يطيع أهله فيقيم، فحذرهم اللَّه أبناءهم ونساءهم ونهاهم عن طاعتهم.

و منهم من يمضي ويذرهم، ويقول: أما، واللَّه، لئن لم تهاجروا معي ثمّ يجمع اللَّه بيني وبينكم في دار الهجرة لا أنفعكم بشي‏ء أبدا. فلمّا جمع اللَّه بينه وبينهم، أمره‏اللَّه أن  يحسن إليهم ويصلهم وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا (الآية).

َّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ

: اختبار لكم.

اللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ‏

 : لمن آثر محبّة اللَّه وطاعته إلى محبّة الأموال والأولاد والسّعي لهم.

و

في نهج البلاغة : وقال- عليه السّلام-: لا يقولنّ أحدكم: اللّهمّ، إنّي أعوذ بك من الفتنة. لأنّه ليس أحد إلّا وهو مشتمل على فتنة، ولكن من استعاذ فليستعذ باللَّه  من مضلّات الفتن، فإنّ اللَّه يقول : وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ‏

 (الآية).

و

في مجمع البيان : وروي، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه قال: كان رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه وآله- يخطب، فجاء الحسن والحسين- عليه السّلام- وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه وآله- إليهما فأخذ هما فوضعهما في حجره على المنبر وقال:

صدق اللَّه- عزّ وجلّ-:نَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ نظرت إلى هذين الصّبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتّى قطعت

حديثي ورفعتهما. ثمّ أخذ في خطبته.

فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، أي: ابذلوا في تقواه جهدكم وطاقتكم.

وَ اسْمَعُوا مواعظه  وَأَطِيعُوا: أوامره.

وَ أَنْفِقُوا: في وجوه الخير خالصا لوجهه.

خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ، أي: افعلوا ما هو خير لها. وهو تأكيد للحثّ على امتثال هذه الأوامر.

و يجوز أن يكون صفة مصدر محذوف، أي: إنفاقا خيرا . وأخبرا «لكان» مقدّرا  جوابا للأوامر.و

في كتاب التّوحيد ، بإسناده إلى سهل بن محمّد  المصيصي : عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال: لا يكون العبد فاعلا ولا متحرّكا إلّا والاستطاعة معه من اللَّه. وإنّما وقع التكليف من اللَّه بعد الاستطاعة، ولا يكون مكلّفا للفعل إلّا مستطيعا.

حدّثنا  أبي، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللَّه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عمّن رواه من أصحابنا، [عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام-]  قال: سمعته يقول: لا يكون العبد فاعلا إلّا وهو مستطيع، وقد يكون مستطيعا غير فاعل، ولا يكون فاعلا أبدا حتّى يكون معه الاستطاعة.

حدّثنا  أبي- رحمه اللَّه-، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللَّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال: ما كلّف اللَّه العباد كلفة فعل، ولا نهاهم عن شي‏ء حتّى جعل لهم الاستطاعة ثمّ أمرهم ونهاهم، فلا يكون العبد آخذا ولا تاركا إلّا باستطاعة متقدّمة قبل الأمر والنّهي، وقبل الأخذ والتّرك، وقبل القبض والبسط.

حدّثنا  محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصّفّار، عن احمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد اللَّه- عليه السّلام- يقول: لا يكون من العبد قبض ولا بسط إلّا باستطاعة متقدّمة للقبض والبسط.

حدّثنا  أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد اللَّه، عن محمّد بن الحسين، عن أبي شعيب المحامليّ  وصفوان بن يحيى، عن عبد اللَّه بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال: سمعته يقول، وعنده قوم يتناظرون في الأفاعيل والحركات، فقال:

الاستطاعة قبل الفعل، لم يأمر اللَّه بقبض ولا بسط إلّا والعبد لذلك مستطيع.حدّثنا  أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد اللَّه، عن يعقوب بن يزيد، عن مروك بن عبيد، عن عمرو  رجل من أصحابنا، عمّن سأل أبا عبد اللَّه- عليه السّلام- فقال له: إنّ لي أهل بيت قدريّة يقولون: نستطيع أن نعمل كذا وكذا، ونستطيع أن لا نعمل.

قال : فقال أبو عبد اللَّه- عليه السّلام-: [قل له‏]  هل تستطيع أن لا تذكر ما تكره وألّا تنسى ما تحبّ؟ فإن قال: لا. فقد ترك قوله، وإن قال: نعم فلا تكلّمه أبدا، فقد ادّعى الرّبوبيّة.

حدّثنا  أبي قال: حدّثنا سعد  بن عبد اللَّه، قال: حدّثنا أبو الخير ، صالح بن أبي حمّاد قال: حدّثني أبو خالد السّجستانيّ، عن عليّ بن يقطين، عن أبي إبراهيم- عليه السّلام- قال: مرّ أمير المؤمنين- عليه السّلام- بجماعة بالكوفة، وهم يختصمون في القدر.

فقال لمتكلّمهم: أبا للَّه تستطيع، أم مع اللَّه، أم من دون اللَّه تستطيع؟ فلم يدر ما يردّ عليه.

فقال أمير المؤمنين- عليه السّلام-: إن زعمت أنّك باللَّه تستطيع فليس لك من الأمر شي‏ء، وإن زعمت أنك مع الله تستطيع فقد زعمت أنّك شريك معه في ملكه، وإن زعمت أنّك من دون اللَّه تستطيع فقد ادّعيت الرّبوبيّة من دون اللَّه.

فقال: لا يا أمير المؤمنين، لا بل باللَّه أستطيع.

فقال: أما إنّك لو قلت غير هذا لضربت عنقك.

و

في أصول الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن  زعلان ، عن أبي طالب القمّي ، [عن رجل‏] ، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال: قلت: أجبر اللَّه العباد على المعاصي؟قال: لا.

قلت: ففوّض إليهم الأمر؟

قال: لا.

قلت: فما ذا؟

قال: لطف من ربّك بين ذلك.

عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرّحمن، عن غير واحد، عن أبي جعفر وأبي عبد اللَّه- عليهما السّلام- قالا: إنّ اللَّه أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذّنوب ثمّ يعذّبهم عليها، واللَّه أعزّ من أن يريد أمرا فلا يكون.

قال: فسئلا- عليهما السّلام- هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة؟

قالا: نعم، أوسع، ممّا بين السّماء والأرض.

عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس [بن عبد الرحمن‏] ، عن صالح بن سهل، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال: سئل عن الجبر والقدر.

فقال: لا جبر ولا قدر، ولكن منزلة بينهما فيهما لحقّ الّذي بينهما، لا يعلمها إلّا العالم أو من علّمها إيّاه العالم.

عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد، عن يونس، عن عدة ، عن أبي عبد اللَّه- عليه السّلام- قال: قال له رجل: جعلت فداك، أجبر اللَّه العباد على المعاصي؟

قال: اللَّه أعدل من أن يجبرهم على المعاصي ثمّ يعذّبهم عليها.

فقال له: جعلت فداك، ففوّض اللَّه إلى العباد؟

قال: فقال: لو فوّض إليهم، لم يحصرهم بالأمر والنّهي.

فقال: له: جعلت فداك، فبينهما منزلة؟

قال: فقال: نعم، أوسع ما بين السّماء والأرض.

محمّد بن يحيى ، وعليّ بن إبراهيم، جميعا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن‏الحكم وعبد اللَّه بن يزيد، جميعا، عن رجل من أهل البصرة قال: سألت أبا عبد اللَّه- عليه السّلام- عن الاستطاعة.

فقال: أ تستطيع أن تعمل ما لم يكوّن ؟

قال: لا.

قال: فتستطيع أن تنتهي عمّا قد كوّن؟

قال: لا.

قال: فقال له أبو عبد اللَّه- عليه السّلام-: فمتى أنت مستطيع؟

قال: لا أدري.

قال : فقال أبو عبد اللَّه- عليه السّلام-: إنّ اللَّه خلق خلقا فجعل فيهم آلة الاستطاعة ثمّ لم يفوّض إليهم، فهم مستطيعون للفعل وقت الفعل مع الفعل إذا فعلوا ذلك الفعل، فإذا لم يفعلوه [في ملكه‏]  لم يكونوا مستطيعين أن يفعلوا فعلا لم يفعلوه، لأنّ اللَّه أعز من أن يضادّه في ملكه أحد.

قال البصريّ: فالنّاس مجبورون؟

قال: لو كانوا مجبورين كانوا معذورين.

قال: ففوّض إليهم؟

قال: لا.

قال: فما هم؟

قال: علم منهم فعلا فجعل فيهم آلة الفعل، فإذا فعلوا كانوا مع الفعل مستطيعين.

قال البصريّ: أشهد أنّه الحقّ، وأنّكم أهل بيت النّبوّة والرّسالة.

محمّد بن أبي عبد اللَّه»، عن سهل بن زياد وعليّ بن إبراهيم، عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، جميعا، عن عليّ بن الحكم، عن صالح النيليّ  قال: سألت أبا عبد اللَّه- عليه السّلام-: هل للعباد من الاستطاعة شي‏ء؟قال: فقال لي: إذا فعلوا الفعل كانوا مستطيعين بالاستطاعة الّتي جعلها اللَّه فيهم.

قال: قلت: وما هي؟

قال: الآية، مثل: الزّاني إذا زنى كان مستطيعا للزّنا حين زنى، ولو أنّه ترك الزّنا ولم يزن، كان مستطيعا لتركه إذا ترك.

قال: ثمّ قال: ليس له من الاستطاعة قبل الفعل قليل ولا كثير، ولكن مع الفعل والتّرك كان مستطيعا.

قلت: فعلى ما ذا يعذبه؟ قال: بالحجّة البالغة  والآلة الّتي ركّب فيهم. إنّ اللَّه لم يجبر أحدا على معصيته، ولا أراد إرادة حتم الكفر من أحد، ولكن حين كفر كان في إرادة اللَّه [أن يكفر، وهم في إرادة اللَّه‏]  وفي علمه أن لا يصيروا إلى شي‏ء من الخير.

قلت: أراد منهم أن يكفروا؟

قال: ليس هكذا أقول، ولكنّي أقول: علم أنّهم سيكفرون فأراد الكفر لعلمه فيهم، وليست إرادة حتم إنّما هي إرادة اختيار.

وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .

سبق تفسيره.

و

في تفسير عليّ بن إبراهيم : حدّثني أبي، عن الفضل بن قرّة  قال: رأيت أبا عبد اللَّه- عليه السّلام- يطوف من أوّل اللّيل إلى الصّباح وهو يقول: اللّهمّ، قني شحّ نفسي.

فقلت: جعلت فداك، ما سمعتك، تدعو بغير هذا الدّعاء! قال: وأيّ شي‏ء أشدّ من شحّ النّفس، إن اللَّه يقول: وَمَنْ يُوقَ (الآية).

و

في مجمع البيان : وقال الصّادق- عليه السّلام-: من أدّى الزّكاة فقد وقى شحّ نفسه.إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ: بصرف المال فيما أمره.

قَرْضاً حَسَناً: مقرونا بالإخلاص وطيب القلب.

يُضاعِفْهُ لَكُمْ: يجعل لكم بالواحد عشرا إلى سبعمائة وأكثر.

و قرأ  ابن كثير وابن عامر ويعقوب: يضعفه لكم.

وَ يَغْفِرْ لَكُمْ: ببركة الإنفاق.

وَ اللَّهُ شَكُورٌ: يعطي الجزيل بالقليل.

حَلِيمٌ : لا يعاجل بالعقوبة.

عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ: لا يخفى عليه شي‏ء.

الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ : تام  القدرة [و العلم‏] .