سورة الزّلزلة

سورة الزّلزلة

قيل: مدنيّة.

و قيل: مكّيّة.

و آيها ثمان أو تسع.

بسم الله الرحمن الرحيم‏

في كتاب ثواب الأعمال ، بإسناده: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: لا تملّوا من قراءة إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ فإنّ من كانت قراءته في نوافله، لم يصبه اللّه بزلزلة أبدا ولم يمت بها، ولا بصاعقة، ولا بآفة من آفات الدّنيا. فإذا مات امر به إلى الجنّة، فيقول اللّه: عبدي أبحتك جنّتي، فاسكن منها حيث شئت وهويت، لا ممنوعا ولا مدفوعا.

و في مجمع البيان : ابيّ بن كعب، عن النّبيّ- صلّى اللّه عليه وآله- قال: من قرأها، فكأنّما قرأ البقرة، واعطي من الأجر كمن قرأ ربع القرآن.

و عن أنس بن مالك  قال: سأل النّبيّ- صلّى اللّه عليه وآله- رجلا من أصحابه، فقال: يا فلان، هل تزوّجت؟

قال: لا، وليس عندي ما أتزوّج به.

قال: أليس معك قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ؟قال: بلى.

قال: ربع القرآن، قال: أليس معك قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ؟

قال: بلى.

قال: ربع القرآن، قال: أليس معك إذا زلزلت؟

قال: بلى.

قال: ربع القرآن، ثمّ قال: تزوّج تزوّج تزوّج.

و في أصول الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن أبيه، عمّن ذكره، عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- أنّه قال: لا تملّوا من قراءة إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها فإنّه من كانت قراءته بها [في نوافله‏]  لم يصبه اللّه بزلزلة أبدا ولم يمت بها، ولا بصاعقة، ولا بآفة من آفات الدّنيا حتّى يموت. وإذا مات، نزل عليه ملك كريم من عند ربّه، فيقعد عند رأسه، فيقول: يا ملك الموت، ارفق بوليّ اللّه، فإنّه كان كثيرا ما يذكرني ويذكر تلاوة هذه السّورة. وتقول له السّورة مثل ذلك. ويقول ملك الموت: قد أمرني ربّي أن أسمع له وأطيع، ولا اخرج روحه حتّى يأمرني بذلك، فإذا أمرني أخرجت روحه. ولا يزال ملك الموت عنده حتّى يأمره بقبض روحه، إذا كشف له الغطاء فيرى منازله في الجنّة، فيخرج روحه في ألين ما يكون من العلاج، ثمّ يشيّع روحه إلى الجنّة سبعون ألف ملك يبتدرون بها إلى الجنّة.

إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها : اضطرابها المقدّر لها عند النّفخة الأولى، أو الثّانية. أو الممكن لها. أو اللّائق بها في الحكمة.

و قري‏ء  بالفتح، وهو اسم الحركة. وليس  في الأبنيّة فعلال إلّا في المضاعف.

وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها : ما في جوفها من الدّفائن أو الأموات، جمع ثقل، وهو متاع البيت.

وَ قالَ الْإِنْسانُ ما لَها .

قيل»

: لما يبهرهم من الأمر الفظيع.و قيل : المراد بالإنسان: الكافر، فإنّ المؤمن يعلم مالها.

و في تفسير عليّ بن إبراهيم : إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها قال: من النّاس. وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها قال: ذلك أمير المؤمنين- عليه السّلام-.

و في كتاب علل الشّرائع ، بإسناده إلى تميم بن حاتم  قال: كنّا مع عليّ- عليه السّلام- حيث توجّهنا إلى البصرة، قال: فبينما نحن نزول إذ اضطربت الأرض، فضربها عليّ- عليه السّلام- بيده الشّريفة  وقال لها: مالك؟ ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم ، ثمّ قال لنا: أما إنّها لو كانت الزّلزلة الّتي ذكرها اللّه في كتابه العزيز لأجابتني، ولكنّها ليست بتلك.

و في روضة الكافي : عليّ بن محمّد، عن صالح، عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بكر الحضرميّ، عن تميم بن حاتم مثل ما في كتاب العلل بتغيير يسير غير مغيّر للمعنى المقصود.

يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ قيل : تحدّث الخلق بلسان الحال.

أَخْبارَها : ما لأجله زلزالها، وإخراجها.

و قيل : ينطقها اللّه فتخبر بما عمل عليها.

و «يومئذ» بدل من «إذا»، وناصبها «تحدّث» أو أصل ، و«إذا» منتصب بمضمر.

و في كتاب علل الشّرائع ، بإسناده إلى هارون بن خارجة رفعه: عن فاطمة- عليها السّلام- قالت : أصاب النّاس زلزلة على عهد أبي بكر، ففزع النّاس إلى أبي بكرو عمر، فوجدوهما قد خرجا إلى عليّ- عليه السّلام- فزعين، فتبعهما النّاس إلى أن انتهوا إلى باب عليّ- عليه السّلام-، فخرج عليهم عليّ- عليه السّلام- غير مكترث لما هم فيه، فمضى واتّبعه النّاس حتّى انتهى إلى تلعة  فقعد عليها وقعدوا حوله، وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتج جائية وذاهبة.

فقال لهم عليّ- عليه السّلام-: كأنّكم قد هالكم ما ترون؟

قالوا: وكيف لا يهولنا ولم نر مثلها قطّ؟! قالت : فحرّك شفتيه، ثمّ ضرب الأرض بيده الشريفة  ثمّ قال لها: مالك اسكني؟ فسكنت بإذن اللّه، فتعجّبوا من ذلك أكثر من تعجّبهم الأوّل حيث خرج إليهم.

قال لهم: فإنّكم قد عجبتم من صنعي؟

قالوا: نعم.

قال: أنا الرّجل الّذي قال اللّه: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها، وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها، وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها. فأنا الإنسان الّذي يقول لها: مالك يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها إيّاي تحدّث.

و في مجمع البيان : وجاء في الحديث، أنّ النّبيّ- صلّى اللّه عليه وآله- قال: أ تدرون ما أخبارها؟

قالوا: اللّه ورسوله أعلم.

قال: أخبارها، أن تشهد على كلّ عبد وأمة بما عمل على ظهرها، تقول: عمل كذا وكذا، [و يوم كذا وكذا] . فهذا أخبارها.

و روى الواحديّ ، بإسناده مرفوعا إلى ربيعة الحرشي ، قال: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وآله-: حافظوا على الوضوء، وخير أعمالكم الصّلاة، وتحفّظوا من الأرض فإنّها أمّكم، وليس فيها أحد يعمل خيرا أو شرّا إلّا وهي مخبرة به.و قال أبو سعيد الخدريّ : إذا كنت بالبوادي فارفع صوتك بالأذان، فإنّي سمعت رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وآله- يقول: لا يسمعه جنّ  ولا إنس ولا حجر إلّا يشهد له.

و في الخرائج والجرائح : في روايات الخاصّة روى أبو حمزة الثّماليّ، عن أبي جعفر- عليه السّلام- قال: قرأت عند أمير المؤمنين- عليه السّلام-: إِذا زُلْزِلَتِ- إلى أن بلغ قوله-: وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها، يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها قال- عليه السّلام-: أنا الإنسان، وإيّاي تحدّث أخبارها.

و في شرح الآيات الباهرة : جاء في معنى تأويلها أحاديث، يظهر منها فضل أمير المؤمنين- عليه السّلام-، وأنّه هو الإنسان الّذي قد يكلّم الأرض [إذا زلزلت‏] .

فمنها: ما

رواه محمّد بن العبّاس، عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد اللّه بن حمّاد، عن الصّباح المزنيّ، عن الأصبغ بن نباتة قال: خرجنا مع عليّ- عليه السّلام- وهو يطوف في السّوق فيأمرهم بوفاء الكيل والوزن، حتّى إذا انتهى إلى باب القصر ركض  الأرض  برجله فتزلزلت، فقال: هي هي الآن، مالك اسكني؟

و اللّه، إنّي أنا الإنسان الّذي تنبّئه الأرض أخبارها أو رجل منّي.

و روى - أيضا-، عن عليّ بن عبيد اللّه  بن أسد، عن إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ، عن عبيد اللّه  بن سليمان النّخعيّ، عن محمّد الخرسانيّ ، عن فضيل بن الزّبير قال: إنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام- كان جالسا في الرّحبة، فتزلزلت الأرض، فضربها عليّ- عليه السّلام- [بيده‏]  ثمّ قال لها: قرّي، إنّه ما هو قيام، فلو كان ذلك لأخبرتني، وإنّي أنا الّذي تحدّثه الأرض أخبارها، ثمّ قرأ: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها، وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها، وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها، يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها، بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى‏ لَها. أما ترون أنّها تحدّث عن ربّها.

و روى - أيضا-، عن الحسن بن عليّ بن مهزيار، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن سنان، عن يحيى الحلبيّ، عن عمر بن أبان، عن جابر الجعفيّ قال:

حدّثني تميم بن خزيم  قال: كنّا مع عليّ- عليه السّلام- حيث توجّهنا إلى البصرة، فبينا نحن نزول إذا اضطربت الأرض، فضربها عليّ- عليه السّلام- بيده، ثمّ قال لها: مالك [اسكني‏] ؟ فسكنت، ثمّ أقبل علينا بوجهه [الشريف‏]  ثمّ قال لنا: أما إنّها لو كانت الزّلزلة الّتي ذكرها اللّه في كتابه لأجابتني، ولكنّها ليست تلك.

و روى» أبو عليّ بن الحسن بن محمّد بن جمهور العمّيّ  التميمي قال: حدّثني الحسن بن عبد الرّحيم التّمّار قال: انصرفت من مجلس بعض الفقهاء فمررت على سلمان الشاذكوني، فقال لي: من أين جئت؟

فقلت: جئت من مجلس فلان، يعني: أنا، واضع كتاب الواحدة.

فقال لي: ما ذا قوله  فيه؟

قلت: شي‏ء من فضائل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام-.

فقال: واللّه، لأحدّثنك بفضيلة حدثني بها قرشي [عن قرشيّ‏]  إلى أن بلغ ستّة نفر منهم، ثمّ قال: رجفت قبور البقيع على عهد عمر بن الخطّاب، فضجّ أهل المدينة من ذلك، فخرج عمر وأصحاب رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وآله- يدعون لتسكن الرّجفة ، فما زالت تزيد إلى أن تعدّى ذلك إلى حيطان المدينة، وعزم أهلها على الخروج عنها.

 

فعند ذلك قال عمر: عليّ بأبي الحسن، عليّ بن أبي طالب- عليه السّلام-.

فحضر، فقال: يا أبا الحسن، ألا ترى إلى قبور البقيع  ورجفها حتّى تعدّى ذلك إلى حيطان المدينة، وقد همّ أهلها بالرّحلة عنها؟

فقال عليّ- عليه السّلام-: عليّ  بمائة من أصحاب رسول اللّه البدريّين. فاختارمن المائة عشرة فجعلهم خلفه، وجعل التّسعين من ورائهم، ولم يبق بالمدينة سوى هؤلاء إلّا حضر حتّى لم يبق بالمدينة ثيّب  ولا عاتق إلّا خرجت.

ثمّ دعا بأبي ذرّ وسلمان ومقداد وعمّار فقال لهم: كونوا بين يديّ، حتّى توسّط البقيع والنّاس محدقون به، فضرب الأرض برجله، ثمّ قال: مالك مالك [مالك‏] ؟

ثلاثا، فسكنت.

فقال: صدق اللّه وصدق رسوله ، لقد أنبأني بهذا الخبر وهذا اليوم وهذه السّاعة وباجتماع النّاس له، إنّ اللّه يقول في كتابه: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها، وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها، وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها. أما لو كانت هي هي، لقالت مالها وأخرجت إليّ أثقالها. ثمّ انصرف وانصرف النّاس معه، وقد سكنت الرّجفة.

بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى‏ لَها ، أي: تحدّث بسبب إيحاء ربّك لها بأن أحدث فيها ما دلّت على الأخبار، أو أنطقها بها.

و يجوز أن يكون بدلا من «أخبارها»، إذ يقال: حدّثته كذا وبكذا.

و اللّام بمعنى: «إلى» أو على أصلها، إذ لها في ذلك تشفّ من العصاة .

يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ: من مخارجهم، من القبور إلى الموقف.

أَشْتاتاً: متفرّقين بحسب مراتبهم.

لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ : جزاء أعمالهم .

و قرئ  بفتح الياء.

و في تفسير عليّ بن إبراهيم : قوله: أَشْتاتاً قال: يجيئون أشتاتا مؤمنين وكافرين ومنافقين. لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ [قال: يقفوا]  على ما فعلوه.

فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ  وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ :

تفصيل «ليروا» ولذلك قرئ : «يره» بالضّمّ.و قرأ  هشام بإسكان الهاء.

قيل : ولعلّ حسنة الكافر [و سيّئة]  المجتنب عن الكبائر تؤثّران في نقص الثّواب والعقاب.

و قيل : الآية مشروطة بعدم الإحباط والمغفرة. أو «من» الأولى مخصوصة بالسّعداء، والثّانية بالأشقياء ، لقوله: «أشتاتا».

و «الذّرّة» النّملة الصّغيرة، أو الهباء.

و في توحيد المفضل بن عمر : عن جعفر بن محمّد في الرّدّ على منكري الصّانع:

الحمد للّه مدبر الأدوار ومعيد الأكوار، طبقا عن طبق وعالما بعد عالم لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى  عدلا منه- تقدّست أسماؤه، وجلّت آلاؤه- ولا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ، يشهد بذلك قوله: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ في نظائر لها في كتابه.

و في مجمع البيان : في بعض الرّوايات، عن الكسائيّ خيرا يره وشرا يره بضمّ الياء فيهما، وهو رواية أبان بن عاصم، أيضا، وهي قراءة عليّ- عليه السّلام-.

و عن أبي عثمان المازنيّ ، عن أبي عبيدة قال: قدم صعصعة بن ناجية، جدّ الفرزدق على رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وآله- في وفد بني تميم، فقال: بأبي أنت وأمّي، يا رسول اللّه، أوصني خيرا.

قال: أوصيك بأمّك وأبيك وادانيك .

قال: زدني، يا رسول اللّه.

قال: احفظ ما بين لحييك ورجليك. ثمّ قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وآله-: ما شي‏ء بلغني عنك فعلته؟

فقال: يا رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وآله- رأيت النّاس يموجون على غير وجه ولم‏أدر أين الصّواب، غير أنّي علمت أنّهم ليسوا عليه، فرأيتهم يئدون بناتهم، فعرفت أنّ اللّه لم يأمرهم بذلك، فلم أتركهم يئدون وفديت ما قدرت.

و في رواية أخرى: أنّه سمع فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ فقال: حسبي، ما أبالي أن [لا]  أسمع من القرآن غير هذا.

و قال عبد اللّه بن مسعود : أحكم آية في القرآن فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ وكان رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وآله- ليسمّيها:

الجامعة.

و في روضة الكافي ، كلام لعليّ بن الحسين- عليه السّلام- في الوعظ والزّهد في الدّنيا، يقول فيه: واعلم يا ابن آدم، أنّ وراء هذا أعظم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيامة، يوم لا تقال فيه عثرة، ولا يؤخذ من أحد فدية، ولا تقبل من أحد معذرة، ولا لأحد فيه مستقبل توبة، ليس إلّا الجزاء بالإحسان والجزاء بالسّيّئات، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدّنيا مثقال ذرّة من خير وجده، ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدّنيا مثقال ذرّة من شرّ وجده.

و في تفسير عليّ بن إبراهيم : وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر- عليه السّلام- في قوله: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [يقول: إن كان من أهل النّار، وقد كان عمل في الدّنيا مثقال ذرة خيرا، يره‏]  يوم القيامة حسرة أنّه كان عمله لغير اللّه.

وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ يقول: إن كان من أهل الجنّة، رأى ذلك الشرّ يوم القيامة ثمّ غفر [اللّه- تعالى-]  له.

و في الكافي : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد ، [عن محمّد]  بن عليّ، عن محمّد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أبا الحسن الرّضا- عليه السّلام- أنّي أصبت بابنين وبقي لي بنيّ صغير.فقال: تصدّق عنه، ثمّ قال حين حضر قيامي: مر الصبيّ فليتصدّق بيده بالكسرة والقبضة والشي‏ء وإن قلّ، فإنّ كلّ شي‏ء يراد به اللّه وإن قلّ بعد أن تصدق النيّة فيه عظيم. إن اللّه- تعالى- يقول: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ.

و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.

و في أصول الكافي»، بإسناده إلى مسمع بن عبد الملك: عن أبي عبد اللّه- عليه السّلام- قال: قال رسول اللّه: إنّ العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مائة عام، وأنّه لينظر إلى أزواجه في الجنّة يتنعّمن.