الصلاة

بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الصلاة مقدمة في فضل الصلاة اليومية وأنها أفضل الاعمال الدينية: إعلم أن الصلاة أحب الاعمال إلى الله تعالى وهي آخر وصايا الأنبياء (عليهم السلام) (1). وهي عمود الدين، إذا قبلت قبل ما سواها، وإن ردت رد ما سواها (2). وهي أول ما ينظر فيه من عمل إبن آدم فإن صحت نظر في عمله، وإن لم تصح لم ينظر في بقية عمله، (3) ومثلها كمثل النهر الجاري (4) فكما أن من إغتسل فيه في كل يوم خمس مرات لم يبق في بدنه شئ من الدرن، كذلك كلما صلى صلاة كفر ما بينهما من الذنوب وليس ما بين المسلم وبين أن يكفر إلا أن يترك الصلاة (5) وإذا كان يوم القيامة يدعى بالعبد فأول شئ يسأل عنه الصلاة فإذا جاء بها تامة وإلا زخ في النار (6) وفي الصحيح: قال ]

____________
(* 1) الوسائل باب: 10 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها حديث، 2. (* 2) وردت بهذا المضمون أحاديث كثيرة منها حديث: 10 من باب 8: من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها. (* 3) الوسائل باب: 8 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها حديث: 13. (* 4) الوسائل باب: 2 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها حديث: 3 والحديث في المتن منقول بالمعنى. (* 5) الوسائل باب: 11 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها حديث: 6 و 7. (* 6) الوسائل باب: 7 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها حديث: 6.

===============

( 4 )

[ مولانا الصادق (عليه السلام): " ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة ألا ترى إلى العبد الصالح عيسى بن مريم (عليه السلام) قال: وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا " (* 1) وروى الشيخ في حديث عنه (عليه السلام) قال: " وصلاة فريضة تعدل عند الله ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات ". (* 2) وقد إستفاضت الروايات في الحث على المحافظة عليها في أوائل الاوقات (* 3)، وأن من إستخف بها كان في حكم التارك لها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ليس مني من إستخف بصلاته " (* 4). وقال: " لا ينال شفاعتي من إستخف بصلاته " (* 5). وقال: " لا تضيعوا صلاتكم، فإن من ضيع صلاته حشر مع قارون وهامان وكان حقا على الله أن يدخله النار مع المنافقين " (* 6). وورد: (بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس في المسجد إذ دخل رجل فقام فصلى فلم يتم ركوعه ولا سجوده فقال: (عليه السلام): نقر كنقر الغراب لئن مات هذا وهكذا صلاته ليموتن على غير ديني " (* 7). وعن أبي بصير ]

____________
(* 1) الوسائل باب: 10 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها حديث: 1. (* 2) الوسائل باب: 1 من أبواب مقدمة العبادات حديث: 34. (* 3) راجع الوسائل والمستدرك في أوائل أبواب أعداد الفرائض وأبواب المواقيت. (* 4) الوسائل باب: 6 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها حديث: 1 و 5 و 7 و 8. (* 5) الوسائل باب: 6 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها حديث: 10. (* 6) الوسائل باب: 7 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها حديث: 7. (* 7) الوسائل باب: 8 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها حديث: 2.

===============

( 5 )

[ قال: " دخلت على أم حميدة أعزيها بأبي عبد الله (عليه السلام) فبكت وبكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد الله عند الموت لرأيت عجبا، فتح عينيه ثم قال: إجمعوا كل من بيني وبينه قرابة قالت: فما تركنا أحدا إلا جمعناه، فنظر إليهم ثم قال: إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة " (* 1) وبالجملة ما ورد من النصوص في فضلها أكثر من أن يحصى. ولله در صاحب الدرة حيث قال: تنهى عن المنكر والفحشاء * أقصر فهذا منتهى الثناء