اخلاق العلماء

ضايقتْ سلطات الشاه الجائرة سماحة آية الله المرحوم ملا علي آخوند الهمداني ، حتى هجر مدينته ( همدان ) و انتقل الى مدينة ( مشهد ) المقدسة اعتراضاً على تصرفات السلطة الظالمة . و كان في مشهد المقدسة آنذاك المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد هادي الميلاني (رحمه الله) حيث كان يتمتع بمكانته العلمية و الاجتماعية ، فدخل عليه الشيخ ملاّ علي آخوند الهمداني ، و ضيّقه السيد الميلاني في داره و بالغ في إكرامه . 

 

و من جهة أخرى كان العلامة الطباطبائي صاحب ( تفسير الميزان ) يأتي الى ( مشهد ) لزيارة الامام الرضا (عليه السلام) سنوياً في كل صيف ، فهو أيضاً كان يرد على آية الله العظمى الميلاني . فاتفق هذه المرة أن اجتمع العالمان الكبيران في بيت السيد الميلاني مدّة شهر واحد ، و هي فرصة ثمينة لمثل هؤلاء العلماء لتبادل الآراء .

 

يقول فضيلة الشيخ أحمد الرحماني الهمداني ( حفظه الله ) : ذات يوم خرج العلامة الطباطبائي من منزل السيد الميلاني متجهاً الى حرم الامام الرضا (عليه السلام) ، فخرجتُ معه ، و في الطريق سألته عن مكانة الشيخ ملاّ آخوند الهمداني العلمية و المعنوية .

 

فقال بصوت هادىء و رزين : « على الناس أن يهاجروا من الأطراف و الاكناف و الأماكن البعيدة الى مدينة ( همدان ) لزيارة سماحة الآخوند و الاستفادة من مكانته الرفيعة » .

 

و بعد أيّام طرحتُ نفس السؤال على الآخوند الهمداني و سألته عن السيد الطباطبائي ، فقال آية الله الآخوند : « منذ فترة كنت أدعو الله تعالى بدعاء ورد أنّ من يقرأه يرزقه الله كنزاً . فتبين لي أن دعائي هذا قد استجابه الله ، و الكنز هو سماحة السيد الطباطبائي الذي رزقني الله صحبته هذه المدة » .([1])

 

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

[1]ـ مقدمة كتاب ( صد و بيست حديث ) بالفارسية / ص 11 .