الباب في أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير البررة

الصفحة 62   

من طريق العامة وفيه اثنان وأربعون حديثا

الأول: أبو المؤيد موفق بن أحمد أخطب خوارزم من أعيان علماء المخالفين في كتاب فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) - وكلما في هذا الكتاب عنه فهو منه - قال: أنبأني الإمام صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني، أخبرنا الحسين(1) بن أحمد المقري، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد، حدثنا محمد - وهو ابن عثمان - عن شيبة(2)، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، حدثنا علي بن عابس(3) عن الحرث بن الحصين، عن القسم(4) بن جندب، عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا أنس اسكب لي وضوءا " ثم قام فصلى ركعتين ثم قال: " يا أنس، أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، وخاتم الوصيين " قال: قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار وكتمته، إذ جاء علي (عليه السلام) فقال: " من هذا يا أنس "؟ فقلت: علي(5) فقام مستبشرا فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجه علي عن وجهه(6) فقال علي: " يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل "(7)؟ قال:

" وما يمنعني وأنت تؤدي عني، وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي "(8).

الثاني: أبو المؤيد أيضا قال: أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي، عن الشريف أبي طالب المفضل(9) بن محمد بن طاهر الجعفري بإصبهان، عن الحافظ

____________

(1) في مناقب الخوارزمي: الحسن.

(2) في مناقب الخوارزمي: حدثني محمد بن عثمان بن أبي شيبة.

(3) في مناقب الخوارزمي: علي بن عباس.

(4) في مناقب الخوارزمي: القاسم.

(5) في مناقب الخوارزمي: جاء علي.

(6) في مناقب الخوارزمي: يمسح عرق وجهه، ويمسح عرق وجه علي على وجهه.

(7) في مناقب الخوارزمي: ما صنعته.

(8) ذكره الخوارزمي في كتابيه المناقب: 42 ط. النجف ومقتل الحسين: 1 / 46، وحلية الأولياء: 1 / 63 مع اختلاف يسير في ألفاظهما.

(9) في مناقب الخوارزمي: وأخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرني عبدوس هذا إجازة عن الشريف أبي طالب الفضل.

الصفحة 63   

أبي بكر محمد(1) بن موسى بن مردويه بن فورك الإصبهاني، حدثني عبد الله بن محمد بن يزيد، حدثني محمد بن أبي يعلى، حدثني إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، حدثني زكريا بن الحسين(2) أبو علي الخزاز البصري، حدثني مندل بن علي، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيته فغدا عليه علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - بالغداة وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد، فدخل فإذا النبي في صحن البيت فإذا(3) رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي، فقال: السلام عليك كيف أصبح رسول الله؟ قال: " بخير يا أخا رسول الله " فقال(4) علي: " جزاك الله عنا أهل البيت خيرا "، قال له دحية: إني أحبك، وإن لك عندي مدحة أزفها إليك، أنت أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، أنت سيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين ولواء الحمد بيدك يوم القيامة تزف أنت وشيعتك يوم القيامة مع محمد وحزبه إلى الجنة زفافا، قد أفلح من تولاك وخسر من تخلاك(5)، محب محمد محبوك، ومبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد، أدن مني صفوة الله فأخذ رأس النبي فوضعه في حجره(6) فقال النبي: " ما هذه الهمهمة "؟ فأخبره علي (عليه السلام) بما جرى فقال: " يا علي لم يكن دحية ولكن كان جبرئيل(7) سماك باسم سماك الله به فهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين "(8).

قلت: وروي الحديث السابق من طريق العامة - أيضا - إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيانهم قال: أخبرنا العدل الصالح رشيد الدين محمد بن عمر بن أبي القسم المقري بقرائتي عليه ببغداد إجازة بروايته، عن شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد بن عبد الله السهروردي - رضي الله عنه - قال: نبأنا محمد بن عبد الباقي بن سلمان(9) سماعا، أنبأنا أحمد بن عبد الله(10) قال: نبأنا محمد ابن أحمد بن علي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، حدثنا علي بن محمد بن عابس، عن الحرث بن حصيرة، عن القاسم(11) ابن جندب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا أنس اسكب لي وضوءا "، ثم قام فصلى ركعتين ثم قال:

____________

(1) في مناقب الخوارزمي: أحمد.

(2) في مناقب الخوارزمي: زكريا بن يحيى.

(3) في مناقب الخوارزمي: الدار وإذا.

(4) في مناقب الخوارزمي: قال له.

(5) في مناقب الخوارزمي: وخاب وخسر من عاداك.

(6) في مناقب الخوارزمي: فوضعه في حجره وذهب، فرفع رسول الله رأسه.

(7) في مناقب الخوارزمي: ليس هو دحية الكلبي هو جبرائيل.

(8) مناقب الخوارزمي: 231 ط. النجف.

(9) في فرائد السمطين: سليمان.

(10) في فرائد السمطين: أنبأنا أحمد بن أحمد أنا أحمد بن عبد الله.

(11) في فرائد السمطين: القسم.

 

 

 

 

الصفحة 64   

" يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المرسلين - وساق الحديث إلى آخره إلى أن قال -: وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي " قال أحمد بن عبد الله: روي جابر الجعفي، عن أبي الطفيل، عن أنس نحوه(1).

الثالث: موفق بن أحمد قال: أخبرني شهردار إجازة، أخبرنا عبدوس هذا كتابة، حدثني الشيخ أبو الفرج محمد بن سهل، حدثني أبو العباس أحمد بن إبراهيم ابن بركان(2) ابن زكريا الغلابي(3) حدثني الحسن بن موسى بن محمد بن عباد الجزار، حدثني عبد الرحمن بن القاسم الهمداني، حدثني أبو حاتم محمد بن محمد الطالقاني أبو مسلم، عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(4) عن الأمين موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن البر الحسين(5) بن علي ابن أبي طالب، [ عن البر الحسين بن علي بن أبي طالب ](6) عن المرتضى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، عن المصطفى محمد الأمين سيد الأولين والآخرين إنه قال لعلي بن أبي طالب: " يا أبا الحسن كلم الشمس فإنها تكلمك " قال علي (عليه السلام): " السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله تعالى " فقالت الشمس: وعليك السلام يا أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، يا علي أنت وشيعتك في الجنة يا علي: أول من تنشق عنه الأرض محمد ثم أنت، وأول من يحيى(7) محمد ثم أنت، وأول من يكسى محمد ثم أنت، قال: فانكب علي ساجدا وعيناه تذرفان دموعا، فانكب عليه النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: " يا أخي وحبيبي إرفع رأسك فقد باهى الله بك [ أهل ] سبع سماوات "(8).

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / الباب 27.

(2) في مناقب الخوارزمي: تركان.

(3) في مناقب الخوارزمي: حدثني زكريا بن عثمان أبو القاسم ببغداد، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي.

(4) في مناقب الخوارزمي: عن الناصح علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الثقة محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن الأمين...

(5) في المخطوطة: الحسن.

(6) ما بين المعقوفتين غير موجود في المصادر.

(7) في مناقب الخوارزمي: يحبى. (والحبوة: ما يشتمل به من ثوب أو عمامة).

(8) ذكره الموفق بن أحمد في " المناقب ": 63 - 64، وفي كتابه الآخر " مقتل الحسين ": 1 / 50، ورواه الشيخ سليمان القندوزي في " ينابيع المودة ": 140 ط 10 إسطنبول.

الصفحة 65   

الرابع: موافق بن أحمد قال: أخبرنا(1) الإمام الحافظ أبو العلا الحسن بن أحمد العطار أخبرني أبو الحسن المقري أخبرني أحمد بن عبد الله بن داهر بن يحيى عن ابن عباس(2) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ودمه دمي(3) وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " وقال: " يا أم سلمة اشهدي واعلمي واسمعي هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي والباب الذي أؤتى منه وأخي في الدين(4) وخدني في الآخرة ومعي في السنام الأعلى "(5).

الخامس: موفق بن أحمد قال: في معجم الطبراني بإسناده إلى عبد الله بن عليم الجهني قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله عز وجل أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي: أنه سيد المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين "(6).

السادس: إبراهيم بن محمد الحمويني في كتاب (فرائد السمطين) قال: أخبرني الشيخ الإمام مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر، والخطيب نجم الدين خطيب باب البصرة إذنا بروايتهما: عن أحمد بن يعقوب بن عبد الله بن عبد الواحد المارستاني القيم، والأنجب بن أبي السعادات بن محمد الحمامي إجازة.

ح - والقاضي بهاء الدين عبد الغفار(7) ابن عبد المجيد بن وهودان الرباني الريحاني(8) مشافهة بروايته، عن برهان الدين إبراهيم بن الحسن بن محمد العربوني(9) إجازة بروايتهم، عن الشيخ أبي محمد لاحق بن علي بن منصور بن كاره الخزيمي المقري قال العربون(10) سماعا عليه قال: أنبأنا

____________

(1) في مناقب الخوارزمي: أنبأني.

(2) كذا ورد السند في " المناقب " أخبرني الحسن بن أحمد المقري، أخبرني أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرني أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي، حدثني محمد بن جرير، حدثني عبد الله بن داهر بن يحيى الرازي، حدثني أبي داهر بن يحيى المقري، حدثني الأعمش، عن عباية، عن ابن عباس.

(3) في مناقب الخوارزمي: لحمه من لحمي، ودمه من دمي.

(4) في كتب الحديث: أخي في الدنيا.

(5) المناقب للخوارزمي: 86.

(6) المناقب للخوارزمي: 235، فرائد السمطين، السمط الأول.

(7) في الفرائد: بهاء الدين بن عبد الغفار.

(8) في الفرائد: وهسوذان الرناني الزنجاني.

(9) في الفرائد: الغزنوي.

(10) في الفرائد: قال الغزنوي.

الصفحة 66   

الرئيس العالم أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم ابن بيهان(1) الكاتب قال: أنبأنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي قراءة عليه في منزله في درست(2) الزعفراني يوم السبت من رجب سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وأنا أسمع، حدثنا أبو يوسف بن سفيان الغنوي، حدثنا أبو طاهر محمد بن سلم(3) الحضرمي، حدثنا حسن بن حسين العدني، حدثنا يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش ابن حبيب، عن ابن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأم سلمة:

" هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي، ودمه دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، يا أم سلمة هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين، ووصيي وعيبة علمي(4)، وبابي الذي أؤتى منه، أخي في الدنيا والآخرة، ومعي في السنام الأعلى يقتل القاسطين والناكثين والمارقين "(5).

السابع: الحمويني أيضا قال: أنبأني العدل أبو طالب علي بن أنجب الخازن البغدادي رحمه الله مشافهة وكتابة قال: أنبأنا شيخ الشيوخ ضياء الدين أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين(6) البغدادي إجازة بروايته، عن شيخ الإسلام أبي عبد الله محمد بن حمويه الجويني إجازة عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن البزار، عن الشيخ الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أنبأنا أبو طاهر الغفار بن أحمد الأزدي، حدثنا محمد بن عبد الله الصيرفي وعلي بن إبراهيم البلدي وجماعة قالوا، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدب، قال: نبأنا عبد الرزاق، قال: نبأنا سفيان الثوري(7) عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن عبد الرحمن بن سهمان(8) قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) وهو آخذ بضبع علي يوم الحديبية وهو يقول:

" هذا أمير البررة، وقاتل الكفرة(9)، منصور من نصره، مخذول من خذله، ومد بها صوته "(10).

____________

(1) في الفرائد: نبهان.

(2) في الفرائد: في درب.

(3) في الفرائد: محمد بن نسيم.

(4) في الفرائد: ووعاء علمي.

(5) فرائد السمطين 1 / 150 / ح 113، المناقب للخوارزمي: 86.

(6) في الفرائد: علي بن علي الأمين.

(7) في الفرائد: أبو سفيان الثوري.

(8) في الفرائد: بهمان. وهو الصحيح، كما في تهذيب التهذيب.

(9) في الفرائد: وقاتل الفجرة.

(10) فرائد السمطين 1 / 157 / ح 119 السمط الأول. وأخرجه من طريق جابر بن عبد الله الأنصاري الخطيب البغدادي في تاريخه: 2 / 377، والحاكم في المستدرك: 3 / 129 وصححه.

الصفحة 67   

الثامن: ابن المغازلي في كتاب المناقب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي إنك سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين ".

قال أبو القاسم الطائي: سألت أبا أحمد ثعلبا(1) عن اليعسوب فقال: هو الذكر من النحل الذي يقدمها.

وإسناد هذا الخبر يرويه ابن المغازلي عن إسحاق بن إبراهيم بن غسان(2) البصري إجازة أن أبا علي الحسين بن أحمد(3) ابن [ محمد بن ] أبي زيد [ حدثهم ] قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله(4) ابن أبي عامر الطائي قال: حدثنا أحمد بن عامر قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي إنك سيد المسلمين ". الخبر بتمامه(5).

التاسع: ما رواه الشيخ أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة لعلي أمير المؤمنين والأئمة من ولده وفضائلهم (عليهم السلام) من طريق المخالفين العامة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي أنت أمير المؤمنين، وإمام المتقين، يا علي أنت سيد الوصيين، ووارث علم النبيين، وخير

____________

(1) في المناقب: أحمد بن يحيى، ثعلب.

(2) في المناقب: أبو القسم إبراهيم بن عسان.

(3) في المناقب: الحسن بن علي بن أحمد.

(4) في المناقب: القسم بن عبد الله.

(5) أخرجه الفقيه ابن المغازلي في (المناقب) ونسخته المخطوطة في (مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) العامة - في النجف الأشرف).

وذكره المتقي الهندي في (كنز العمال): 6 / 153، والحاكم في (المستدرك): 3 / 129، والذهبي في (ذيل المستدرك): 3 / 129، والثعلبي في (الكشف والبيان) (خ) والخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد): 2 / 377 و: 4 / 219 وعبيد الله الهندي في (أرجح المطالب): 28، ومحمد صالح الكشفي الحنفي في (المناقب المرتضوية) ص 102، ومحمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤل): 31، وشهاب الدين أحمد بن حجر في (لسان الميزان): 1 / 197، والسيوطي في (الجامح الصغير): 2 / 140، وابن حجر الهيتمي في (الصواعق) ص 123، وعلي المتقي في (منتخب كنز العمال) - المطبوع بهامش مسند أحمد بن حنبل: 5 / 30، وعبد الرؤف المناوي في (كنوز الحقائق) ص 98، ورستم خان البدخشي في (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) توجد نسخته المصورة - في مكتبة الإمام أمير المؤمنين العامة في النجف الأشرف -.

وأخرجه محمد بن الصبان الشافعي في (إسعاف الراغبين) - المطبوع بهامش نور الأبصار - ص 178، والسيد محمد بن درويش (أسنى المطالب) ص 136.

الصفحة 68   

الصديقين، وأفضل السابقين يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين، وخليفة خير المرسلين، يا علي أنت مولى المؤمنين، يا علي أنت الحجة بعدي على الناس أجمعين، استوجب الجنة من تولاك واستحق النار من عاداك، يا علي والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية لو أن عبدا عبد الله ألف عام ما قبل الله ذلك منه إلا بولايتك وولاية الأئمة من ولدك وإن ولايتك لا يقبل الله عز وجل إلا بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمة من ولدك أخبرني بذلك جبرائيل فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر "(1).

العاشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكين يقعدان على الصراط فلا يجوز أحد إلا ببراءة(2) أمير المؤمنين ومن لم تكن له براءة أمير المؤمنين أكبه الله على منخريه في النار، وذلك قول الله عز وجل: * (وقفوهم إنهم مسؤولون) *(3) " قلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله: ما معنى براءة أمير المؤمنين؟ قال: " مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول الله "(4).

الحادي عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " والذي بعثني بالحق بشيرا، ما استقر الكرسي والعرش، ولا دار الفلك، ولا قامت السماوات والأرض، إلا بأن كتب الله عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين وإن الله عرج بي إلى السماء واختصني بلطيف ندائه قال: يا محمد قلت: لبيك ربي وسعديك فقال: أنا المحمود وأنت محمد شققت اسمك من اسمي وفضلتك على جميع بريتي فانصب أخاك عليا علما(5) يهديهم إلى ديني، يا محمد إني جعلت عليا أمير المؤمنين فمن تأمر عليه لعنته، ومن خالفه عذبته، ومن أطاعه قربته، يا محمد إني قد جعلت عليا إمام المسلمين فمن تقدم عليه أخزيته، ومن عصاه استجفيته، إن عليا سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين، وحجتي على الخلق أجمعين "(6).

الثاني عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبي (صلى الله عليه وآله) إذ

____________

(1) البحار: 27 / 6، وكنز الفوائد: 185.

(2) البراءة: السلامة من الذنب والعيب وغيرهما.

(3) الصافات: 24.

(4) رواه المجلسي في البحار: 39 / 201، عن (اليقين في إمرة أمير المؤمنين).

(5) في البحار: علما لعبادي.

(6) البحار: 37 / 338.

الصفحة 69   

دخل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: " السلام عليك يا رسول الله " فقال: " وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته "، فقال علي: " وأنت حي يا رسول الله "؟ فقال: " نعم وأنا حي.

وأنت(1) يا علي(2) مررت بنا أمس يومنا وأنا وجبرائيل في حديث ولم تسلم، فقال جبرائيل: ما بال أمير المؤمنين مر بنا ولم يسلم أما والله لو سلم لسررنا ورددنا عليه "، فقال علي (عليه السلام): " يا رسول الله رأيتك ودحية استخليتما في حديث فكرهت أن أقطعه عليكما " فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " أما إنه لم يكن دحية وإنما كان جبرائيل (عليه السلام) " فقلت: " يا جبرائيل كيف سميته أمير المؤمنين؟ " فقال: " كان والله في غزوة بدر أن اهبط على محمد فمره(3) أن يأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن يجول بين الصفين فسماه الله تعالى من السماء أمير المؤمنين(4) فأنت يا علي أمير من في السماء، وأمير من في الأرض، وأمير من مضى وأمير من بقي، فلا أمير قبلك ولا أمير بعدك، لأنه لا يجوز أن يسمى بهذا الاسم من لم يسم الله تعالى به "(5).

الثالث عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أنس بن مالك قال: كنت خادما لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فبينا أنا أوضيه إذ قال: " يدخل داخل وهو أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين وقائد الغر المحجلين " فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار حتى قرع الباب فإذا هو علي بن أبي طالب فلما دخل عرق وجه النبي (صلى الله عليه وآله) عرقا شديدا فمسح العرق من وجهه بوجه علي ابن أبي طالب فقال: " نزل في شئ؟ قال أنت مني تؤدي عني وتقضي ديني وتبلغ رسالاتي " فقال علي (عليه السلام): " يا رسول الله أما أنت تبلغ الرسالة "؟ قال: " بلى ولكن تعلم الناس من بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون وتخبرهم بذلك "(6).

ورواه صاحب كتاب المناقب من طريق العامة أيضا عن أنس بن مالك.

____________

(1) في مناقب آل أبي طالب: قال: يا رسول الله أنت حي وتسميني أمير المؤمنين؟ قال: نعم، إنما سماك جبرائيل من عند الله وأنا حي، يا علي مررت.

(2) في المخطوطة: وأنك.

(3) في البحار: فقال: كان الله أوحى إلي في غزوة بدر أن اهبط على محمد فأمره.

(4) في البحار: فسماه بأمير المؤمنين في السماء.

(5) ذكر شطرا منه ابن شهرآشوب في المناقب: 3 / 54، البحار: 37 / 307.

(6) روي المجلسي هذا الحديث بألفاظ مختلفة، راجع البحار: 37 / 324 و: 38 / 17 و 127 و 134. فرائد السمطين: 1 / 145 / ح 109، مناقب أمير المؤمنين لسليمان الكوفي: 1 / 394، مائة منقبة: 57 / ح 31 وورد المقطع الأخير منه في المستدرك 3 / 122، حلية الأولياء: 1 / 63، ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق: 2 / 259 / ح 773.

الصفحة 70   

الرابع عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " والله خلفني رسول الله في أمته فأنا حجة الله عليهم بعد نبيه، وأن ولايتي لتلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض وإن الملائكة لتتذاكر فضلي وذلك تسبيحها عند الله أيها الناس اتبعوني أهدكم سواء السبيل ولا تأخذوا يمينا وشمالا فتضلوا، أنا وصي نبيكم وخليفته، وإمام المؤمنين وأميرهم ومولاهم، وأنا قائد شيعتي إلى الجنة وسائق أعدائي إلى النار، أنا سيف الله على أعدائه ورحمته على أوليائه، أنا صاحب حوض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولوائه وصاحب مقام شفاعته، والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين خلفاء الله في أرضه وأمنائه على وحيه، وأئمة المسلمين بعد نبيه، وحجج الله على بريته "(1).

الخامس عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " معاشر الناس اعلموا أن لله تعالى بابا من دخله أمن من النار ومن الفزع الأكبر "، فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال: يا رسول الله إهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه، قال: " هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين وأمير المؤمنين وأخو رسول رب العالمين، وخليفة الله على الناس أجمعين، معاشر الناس من أحب أن يتمسك(2) بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك(3) بولاية علي ابن أبي طالب فإن ولايته ولايتي وطاعته طاعتي، معاشر الناس من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب، معاشر الناس من سره الله ليقتدي بي فعليه أن يتوالى ولاية علي بن أبي طالب بعدي(4) والأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي ".

فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ما عدة الأئمة؟ فقال: " يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه، عدتهم عدة الشهور، وهو عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، وعدتهم عدة العيون التي انفجرت منه لموسى بن عمران (عليه السلام) حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، وعدة نقباء(5) بني إسرائيل قال الله تعالى:

* (ولقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا) *(6) فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما

____________

(1) مائة منقبة: 59 / ح 32.

(2) في المخطوط: يستمسك.

(3) في المخطوط: يستمسك.

(4) في البحار: من سره أن يتولى ولاية الله فليقتد بعلي بن أبي طالب والأئمة من ذريتي.

(5) في البحار: وعدتهم عدة نقباء.

(6) المائدة: 12.

الصفحة 71   

أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم "(1).

السادس عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن رافع مولى عائشة: فكنت إذا كان عندها قريبا فأعاطيهم فبينا النبي (صلى الله عليه وآله)(2) عندها ذات يوم إذ أحد يدق الباب(3) فخرجت إليه فإذا جارية معها طبق(4) مغطى قال: فرجعت إلى عائشة وأخبرتها فقالت: أدخلها فأدخلتها فدخلت فوضعته بين يدي عائشة، فوضعته بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله)(5) فجعل يتناول منها ويأكل وخرجت الجارية.

فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " ليت أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين يأكل معي "(6) فقالت عائشة: ومن أمير المؤمنين وسيد المسلمين؟ فسكت ثم أعاد الكلام مرة أخرى فقالت عائشة: مثل ذلك فسكت، فجاء رجل(7) فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو علي بن أبي طالب فرجعت(8) فقلت: هذا علي بن أبي طالب، فقال النبي (صلى الله عليه وآله)(9): " مرحبا وأهلا لقد تمنيتك مرتين حتى إذا أبطأت علي سألت الله عز وجل أن يأتيني بك اجلس وكل "(10) فجلس وأكل معه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله):

" قاتل الله من قاتلك وعادى من عاداك " فقالت عائشة ومن يقاتله ويعاديه؟ قال: " أنت ومن معك مرتين "(11).

السابع عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا سلمان من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة(12) ومن أبغضها فهو في النار، يا سلمان حب فاطمة ينفع في مائة من المواطن الموت أيسرها(13) القبر والمحشر والصراط والمحاسبة فمن رضيت عنه فاطمة(14) رضيت عنه، ومن رضيت عنه رضي الله عنه، ومن غضبت عليه فاطمة غضبت

____________

(1) اليقين ص 60، البحار: 36 / 263.

(2) في البحار: عن رافع مولى عائشة قال: كنت غلاما أخدمها، فكنت إذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندها أكون قريبا أعاطيها، قال: فبينا رسول الله (صلى الله عليه وآله).

(3) في البحار: إذا جاء جاء فدق الباب.

(4) في البحار: إناء.

(5) في البحار: فوضعته عائشة بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) (6) في البحار: عندي يأكل معي.

(7) في البحار: فجاء جاء.

(8) في البحار: قال: فرجعت.

(9) في البحار: فقال النبي (صلى الله عليه وآله) أدخله فلما دخل قال النبي (صلى الله عليه وآله).

(10) في البحار: اجلس فكل معي. إلى هنا ينتهي الحديث في البحار.

(11) البحار: 38 / 351. اليقين: 13 و 14.

(12) في البحار: في الجنة معي.

(13) في البحار: في مائة موطن أيسر تلك المواطن الموت والقبر والميزان.

(14) في البحار: ابنتي فاطمة.

الصفحة 72   

عليه ومن غضبت عليه غضب الله عليه يا سلمان ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين عليا، وويل لمن ظلم ذريتها وشيعتها "(1).

الثامن عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:

" ليلة أسري بي إلى السماء دخلت(2) الجنة فرأيت نورا ضرب به وجهي، فقلت لجبرائيل: ما هذا النور الذي رأيته؟ فقال: يا محمد ليس هذا النور نور الشمس ولا نور القمر، ولكن جارية من جواري علي بن أبي طالب (عليه السلام) اطلعت(3) من قصرها فنظرت إليك فضحكت فهذا النور خرج من فيها وهي تدور في الجنة إلى أن يدخلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(4).

التاسع عشر: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه الحسين الشهيد قال: سئل النبي (صلى الله عليه وآله) عن قوله تعالى: * (طوبى لهم وحسن مآب) *(5) قال:

" نزلت في أمير المؤمنين وطوبى شجرة في دار أمير المؤمنين في الجنة ليس من دور الجنة شئ إلا وفيه غصن منها "(6).

العشرون: ابن شاذان هذا من طريق العامة عن الرضا عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

" ستكون بعدي فتنة ومظلمة الناجي منها من تمسك بالعروة الوثقى "، فقيل: يا رسول الله وما العروة الوثقى؟ قال: " ولاية سيد الوصيين "، قيل: يا رسول الله ومن سيد الوصيين؟ قال: " أمير المؤمنين " قيل: يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟ قال: " مولى المسلمين وإمامهم بعدي "؟ قيل:

يا رسول الله ومن مولى المسلمين وإمامهم بعدك؟ قال: " أخي علي بن أبي طالب "(7).

الحادي والعشرون: ابن شاذان هذا من طريق العامة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله خلق في السماء الرابعة مائة ألف ملك، وفي السماء الخامسة ثلاثمائة ألف ملك، وفي السماء السابعة ملكا رأسه تحت العرش ورجلاه تحت الثرى وملائكة أكثر من ربيعة ومضر ليس لهم طعام ولا شراب إلا الصلاة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومحبيه، والاستغفار لشيعته

____________

(1) إيضاح دفائن النواصب: 39، البحار: 17 / 116.

(2) في البحار: أدخلت.

(3) في البحار: طلعت.

(4) اليقين في إمرة أمير المؤمنين: 62، البحار: 39 / 236.

(5) الرعد: 39.

(6) تفسير العياشي: 2 / 212، البحار: 8: 87 و 148.

(7) البحار: 36 / 20.

الصفحة 73   

المذنبين "(1).

الثاني والعشرون: ابن شاذان هذا من طريق العامة، عن محمد التقي عن أبيه عن جده موسى ابن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها وعمها الحسن بن علي (عليهم السلام) قالا: " حدثنا أمير المؤمنين قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما دخلت(2) الجنة رأيت فيها شجرة تحمل الحلي والحلل أسفلها خيل بلق وأوسطها حور العين وفي أعلاها الرضوان فقلت لجبرئيل: لمن هذه الشجرة؟ قال: هذه لابن عمك أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا أمر الله الخليقة بدخول الجنة يؤتى بشيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) حتى ينتهي بهم إلى هذه الشجرة فيلبسون الحلي والحلل ويركبون الخيل البلق وينادي مناد: هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب صبروا في الدنيا على الأذى فحبوا اليوم "(3).

ومن طريق العامة أيضا ما أنا ذاكره في هذا المعنى من أن عليا (عليه السلام) أمير المؤمنين وابنيه على أحاديث الباب.

قال الشيخ التقي الفاضل الشيخ علي بن عيسى في كتاب (كشف الغمة) قال (رحمه الله):

قد كان السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس (رحمه الله) وألحقه بسلفه جمع في ذلك كتابا سماه كتاب (اليقين في اختصاص مولانا علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين) ونقل في ذلك مما يزيد على ثلاثمائة طريق فاقتصرت من ذلك على ما أورده(4) نقلا من كتابه (رحمه الله) ونسبت كل حديث إلى ما أورده من علماء الجمهور مقتصرا عليهم دون من عداهم.

قال الحافظ أبو بكر أحمد بن مردويه وهو من عظماء علماء الجمهور، وقد رأيت مدحة(5) من كتاب معجم البلدان لياقوت بن عبد الله الحموي في ترجمة اسكاف ما هذا لفظه: وممن ينسب إليها أبو بكر بن مردويه، ومات بإسكاف سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وكان ثقة.

وذكر الحافظ سعد بن عبد القاهر في كتاب (رشح الولاء في شرح الدعاء) في إسناد الحديث المتضمن لوصف مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه إمام المتقين عن أبي بكر بن مردويه: إنه الإمام

____________

(1) البحار: 26 / 249، وفيه: لشيعته المذنبين ومواليه.

(2) في البحار: أدخلت.

(3) إيضاح دفائن النواصب: 56 و 57، البحار: 27 / 120.

(4) في المصدر: ما أوردته.

(5) في المصدر: في مدحه.

الصفحة 74   

الحافظ(1) طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه.

وذكر أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد المكي في كتاب المناقب في الفصل التاسع في فضائل شتى في جملة إسناده إلى أبي بكر أحمد بن مردويه(2) ما هذا لفظه(3): طراز المحدثين أحمد بن مردويه، وهذا لفظ حديثه من كتاب مناقب مولانا علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن ابن عباس:

قلت: أنا أذكر ما أورده مبنيا على عدد هذا الباب من الأحاديث.

الثالث والعشرون: عن ابن عباس قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) في صحن الدار(4) وإذا رأسه في حجر دحية(5) الكلبي فدخل علي (عليه السلام) فقال: " السلام عليك كيف أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله) " قال: بخير، قال له دحية: إني لأحبك وإن لك مدحة أزفها إليك، أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، أنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين، لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزف أنت وشيعتك مع محمد وحزبه إلى الجنان رواء(6) قد أفلح من تولاك، وخسر من تخلاك، محبوك محب محمد ومبغضوك مبغضو محمد(7) لن تنالهم شفاعة محمد، أدن مني يا صفوة الله فأخذ برأس(8) النبي (صلى الله عليه وآله) فوضعه في حجره ثم انتبه(9) فقال: " ما هذه الهمهمة "؟ فأخبره الحديث فقال: " لم يكن دحية الكلبي فإنه جبرائيل(10) سماك باسم سماك الله تعالى به، وهو الذي ألقى محبتك في قلوب(11) المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين "(12).

قال رضي الدين (رحمه الله): إن من ينقل هذا عن الله تعالى جل جلاله برسالة جبرائيل (عليه السلام)، وعن محمد (صلى الله عليه وآله) لمحجوج يوم القيامة إذا حضر بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) وسأله يوم القيامة عن مخالفته لما نقله واعتمد عليه.

الرابع والعشرون: عنه عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا أنس اسكب لي وضوءا أو ماءا

____________

(1) في المصدر: الحافظ النافذ ملك الحفاظ.

(2) في المصدر: أحمد بن موسى بن مردويه.

(3) في المصدر: الإمام الحافظ.

(4) في المصدر: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيته عليلا فغدا إليه علي (عليه السلام) وكان يحب أن لا يسبقه أحد، فدخل فإذا النبي في صحن الدار.

(5) في المصدر: دحية بن خليفة.

(6) في المصدر: إلى الجنان زفا.

(7) في المصدر: محبو محمد محبوك، ومبغضو محمد مبغضوك.

(8) في المصدر: رأس النبي.

(9) في المصدر: فانتبه (صلى الله عليه وآله).

(10) في المصدر: كان جبرائيل (عليه السلام).

(11) في المصدر: في صدور.

(12) كشف الغمة: 1 / 341.

 

 

الصفحة 75   

فتوضأ "(1) ثم انصرف فقال: يا أنس: " أول من يدخل علي اليوم أمير المؤمنين وسيد المسلمين، وخاتم الوصيين، وإمام الغر المحجلين " فجاء علي حتى ضرب الباب، فقال: " من هذا يا أنس "؟ فقال: هذا علي بن أبي طالب قال: " افتح له الباب "(2).

الخامس والعشرون: عن ابن مردويه يرفعه إلى بريدة قال: أمرنا النبي (صلى الله عليه وآله) أن نسلم على علي بإمرة المؤمنين(3)(4).

السادس والعشرون: وبالإسناد عن سالم مولى علي قال: كنت مع علي في أرض له وهو يحرثها حتى جاء أبو بكر وعمر فقالا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال:(5) " كنتم تقولون في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك "؟ فقال عمر: هو أمرنا(6).

السابع والعشرون: ومن المناقب عن ابن مردويه(7)، عن عبد الله قال: دخل علي (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) وعنده عائشة، فجلس بين النبي وبين عائشة فقالت: ما كان لك مجلس غير فخذي؟

فضرب النبي (صلى الله عليه وآله) على ظهرها فقال: " مه لا تؤذيني في أخي فإنه أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين يوم القيامة، يقعد على الصراط فيدخل أولياءه الجنة، ويدخل أعدائه النار "(8).

الثامن والعشرون: عنه(9) عن أنس قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) في بيت أم حبيبة بنت أبي سفيان، فقال:

" يا أم حبيبة اعتزلينا، فإنا على حاجة " ثم دعا بوضوء فأحسن الوضوء ثم قال: " إن أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين، وأولى الناس بالناس "، قال أنس:

فجعلت أقول: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، قال فدخل علي فجاء يمشي حتى جلس إلى جنب النبي (صلى الله عليه وآله) فجعل(10) يمسح وجهه بيده، ثم يمسح بها وجه علي بن أبي طالب، فقال علي: " وما ذاك يا رسول الله "؟ قال: " إنك تبلغ رسالتي من بعدي وتؤدي عني، وتسمع الناس صوتي وتعلم

____________

(1) في المصدر: فتوضأ وصلى.

(2) في المصدر: بيا أمير المؤمنين.

(3) في المصدر: بيا أمير المؤمنين.

(4) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق: 2 / 260 / ح 784.

(5) في المصدر: فقيل.

(6) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق: 2 / 82 / 584.

(7) في المصدر: ومن مناقب ابن مردويه.

(8) كشف الغمة: 1 / 342.

(9) في المصدر: ومنه.

(10) في المصدر: فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله).

الصفحة 76   

الناس من كتاب الله ما لا يعلمون "(1).

التاسع والعشرون: ومن المناقب عن أنس قال: كنت خادما للنبي (صلى الله عليه وآله) فبينما أنا يوما أوضيه إذ قال: " يدخل رجل وهو أمير المؤمنين، وسيد الوصيين(2) وأولى الناس بالمؤمنين، وقائد الغر المحجلين "، قال أنس: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، فإذا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام).

الثلاثون: ومن المناقب أيضا، عن أنس(3) قال: بينا أنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ قال(4): الآن يدخل سيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين، وأولى الناس بالمؤمنين(5)، إذ طلع علي بن أبي طالب(6) فقام النبي فأخذ يمسح العرق عن جبهته ووجهه، ويمسح به وجه علي بن أبي طالب، ويمسح العرق عن وجه علي ويمسح به وجهه، فقال له علي: " يا رسول الله نزل في شئ "؟ قال: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. أنت أخي، ووزيري وخير من أخلفه(7) بعدي تقضي ديني وتنجز موعدي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي(8)، وتعلمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا، وتجاهدهم على التأويل كما جاهدتهم على التنزيل(9).

الحادي والثلاثون: ومن المناقب عن رافع مولى عائشة قال: كنت غلاما أخدمها فكنت إذا كان النبي (صلى الله عليه وآله) عندها أكون قريبا أعاطيها، قال: فبينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندها ذات يوم(10) إذ جاء فدق الباب(11) فخرجت إليه فإذا جارية معها إناء مغطى، قال: فرجعت إلى عائشة فأخبرتها فقالت:

ادخلها، فدخلت(12) فوضعته عائشة بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله)(13) فقال: " ليت أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين عندي يأكل معي "؟ فجاء جاء فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو علي بن

____________

(1) كشف الغمة: 1 / 342. ينحوه في ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق: 2 / 487 / ح 1014، حلية الأولياء:

1 / 63، مناقب الخوارزمي: 85.

(2) في المصدر: وسيد المسلمين.

(3) في المصدر: أنس بن مالك.

(4) في المصدر: إذ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله).

(5) في المصدر: بالنبيين.

(6) في المصدر: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم والي والي قال: فجلس بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخذ رسول الله (صلى الله عليه يمسح.

(7) في المصدر: أخلف.

(8) في المصدر: من بعدي.

(9) كشف الغمة: 1 / 343.

(10) في المصدر: ذات يوم عندها.

(11) في المصدر: قال فخرجت.

(12) في المصدر: فوضعته بين يدي عائشة.

(13) في المصدر: فجعل يأكل وخرجت الجارية، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله).

الصفحة 77   

أبي طالب (عليه السلام)، قال: فرجعت فقلت: هذا علي؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " أدخله "، فلما دخل قال له النبي (صلى الله عليه وآله): " وأهلا(1) لقد تمنيتك مرتين حتى أبطأت(2) علي فسألت الله تعالى عز وجل أن يأتيني بك اجلس فكل معي "(3).

الثاني والثلاثون:(4) عن أنس بن مالك قال: بينا أنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ قال: يطلع الآن قلت: فداك أبي وأمي من ذا، قال: سيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين، قال:

فطلع علي ثم قال لعلي: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى "(5).

الثالث والثلاثون: وعن الحافظ ابن مردويه عن داود بن أبي عوف قال: حدثني معاوية بن ثعلبة الليثي قال: ألا أحدثك بحديث لم يختلط؟ قلت: بلى، قال: مرض أبو ذر فأوصى إلى علي(6) فقال بعض من يعوده: لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر كان أجمل لوصيتك من علي، قال: والله لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين(7)، والله إنه الربيع الذي يسكن إليه، ولو قد فارقكم لأنكرتم الأرض(8) قال: قلنا: يا أبا ذر إنا لنعلم إن أحبهم إلى النبي (صلى الله عليه وآله) أحبهم إليك(9) قال: هذا الشيخ المظلوم المضطهد حقه يعني علي بن أبي طالب(10).

الرابع والثلاثون: وعن أبي ذر من طريق آخر من كتاب المناقب قال معاوية بن ثعلبة: مرض أبو ذر (رحمه الله) مرضا شديدا(11) فقيل له لو أوصيت إلى عمر بن الخطاب (رحمه الله) كان أجمل لوصيتك من علي!

فقال أبو ذر: أوصيت والله إلى أمير المؤمنين حقا حقا، وإنه لربي الأرض الذي يسكن إليه(12)، ولو قد فارقتموه لأنكرتم الأرض ومن عليها(13).

ربي، من قوله تعالى: * (وكأين من نبي قاتل معه ربيون) *(14) وهم الجماعة الكثيرون.

____________

(1) في المصدر: مرحبا وأهلا.

(2) في المصدر: لو أبطأت.

(3) كشف الغمة: 1 / 343.

(4) في المصدر: ومن المناقب.

(5) كشف الغمة: 1 / 343.

(6) في المصدر: علي بن أبي طالب.

(7) في المصدر: أوصيت إلى أمير المؤمنين، حق أمير المؤمنين.

(8) في المصدر: لأنكرتم الناس وأنكرتم الأرض.

(9) في المصدر: قال: أجل، قلنا فأيهم أحب إليك؟.

(10) كشف الغمة: 1 / 344، الطرائف: 24، اليقين: 143.

(11) في المصدر: حتى أشرف على الموت، فأوصى إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام).

(12) في المصدر: يسكن إليها ويسكن إليه.

(13) كشف الغمة: 1 / 344.

(14) آل عمران: 146.

الصفحة 78   

الخامس والثلاثون: وعن الحافظ ابن مردويه، عن رجاله، عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الجنة مشتاقة إلى أربعة من أمتي " قال فأتيت أبا بكر فقلت فاسأله من هم(1)؟ فقال أخاف أن لا أكون منهم فيعيروني بنو تيم، فأتيت عمر فقلت له(2) فقال أخاف أن لا أكون منهم فيعيروني بنو عدي، فأتيت عثمان فقلت له مثل ذلك، فقال: إني أخاف أن لا أكون منهم فيعيروني بنو أمية، فأتيت عليا وهو في ناضح(3) له فقلت له: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: الجنة مشتاقة(4) إلى أربعة من أمته فأسأله(5) من هم؟ فقال: " والله لأسألنه فإن كنت منهم حمدت(6) الله عز وجل وإن لم أكن منهم سألت الله عز وجل أن يجعلني منهم وأودهم ".

فجاء وجئت معه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فدخلنا عليه(7) ورأسه في حجر دحية الكلبي فلما رآه دحية قام إليه وسلم عليه وقال: خذ رأس ابن عمك يا أمير المؤمنين فأنت أحق به مني، فاستيقظ النبي (صلى الله عليه وآله) ورأسه في حجر علي فقال له: " يا أبا الحسن ما جئتنا إلا في حاجة "، قال: " بأبي أنت وأمي يا رسول الله دخلت ورأسك في حجر دحية الكلبي فقام إلي وسلم علي فقال خذ برأس ابن عمك إليك فأنت أحق به مني يا أمير المؤمنين "، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): " فهل عرفته "؟ فقال: " هو دحية الكلبي "، فقال له: " ذاك جبرائيل " فقال له: " بأبي أنت وأمي يا رسول الله أعلمني أنس أنك قلت:

الجنة(8) مشتاقة إلى أربعة من أمتي فمن هم " فأومى(9) بيده وقال: " أنت والله أولهم، أنت والله أولهم، قالها ثلاثا " فقال: " بأبي أنت وأمي فمن الثلاثة "؟ فقال له: " سلمان، والمقداد، وأبو ذر "(10).

قال المؤلف علي بن عيسى - عفى الله عنه - وعلى هذا فقد روى أحمد بن حنبل في مسنده مرفوعا إلى بريدة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله يحب من أصحابي أربعة أخبرني أنه يحبهم، وأمرني بحبهم "(11) قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: " إن عليا منهم، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود الكندي "(12).

____________

(1) في المصدر: إن الجنة تشتاق إلى أربعة من أمتي، فهبت أن أسأله من هم؟ فأتيت أبا بكر فقلت: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إن الجنة تشتاق إلى أربعة من أمتي فسله من هم؟

(2) في المصدر: فقلت له مثل ذلك.

(3) الناضح: ما سقي بالنضح.

(4) في المصدر: تشتاق.

(5) في المصدر: من أمتي فسله.

(6) في المصدر: لأحمدن.

(7) في المصدر: على النبي (صلى الله عليه وآله).

(8) في المصدر: إن الجنة.

(9) في المصدر: فأومى إليه.

(10) كشف الغمة: 1 / 345، اليقين: 147.

(11) في مسند أحمد: أن أحبهم.

(12) مسند أحمد: 5 / 351.

الصفحة 79   

السادس والثلاثون: قال علي بن عيسى قال السيد رضي الدين - رحمه الله تعالى - ومما نقلت من تاريخ الخطيب مرفوعا إلى ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة "، قال: فقام العباس(1) فقال فداك أبي ومن هم(2) قال: " أما أنا فعلى دابة الله البراق، وأما أخي صالح فعلى ناقة الله التي عقرت، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله فعلى ناقتي العضباء، وأخي وابن عمي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة(3) الظهر، رجليها من زمرد أخضر، مذهب(4) بالذهب الأحمر، رأسها من الكافور الأبيض، وذنبها من العنبر الأشهب، وقوايمها من المسك الأذفر، وعنقها من لؤلؤ عليها قبة من نور، باطنها عفو الله، وظاهرها رحمة الله، بيده لواء الحمد فلا يمر بملأ من الملائكة إلا قالوا هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش رب العالمين.

فينادي مناد من لدن العرش - أو قال من بطنان العرش -: ليس هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش رب العالمين هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم(5)، أفلح من صدقه وخاب من كذبه ولو أن عبدا عبد الله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتى يكون كالشن البالي، ولقي الله مبغضا لآل محمد أكبه الله على منخريه في جهنم "(6).

السابع والثلاثون: ومن مناقب موفق بن أحمد الخوارزمي مرفوعا إلى علي (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري بي إلى السماء حتى انتهيت إلى سدرة المنتهى(7) وقفت بين يدي ربي عز وجل فقال لي: يا محمد قلت: لبيك وسعديك، قال لقد بلوت(8) خلقي فأيهم رأيت أطوع لك؟

قال: قلت: يا رب عليا، قال: صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال: قلت: اختر لي فإن خيرتك خيرتي، فقال: قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا، ونحلته حلمي وعلمي(9) وهو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد

____________

(1) في المصدر: عمه العباس.

(2) في المصدر: فداك أبي وأمي أنت ومن؟

(3) دبجه: أي زينه بالديباج.

(4) في المصدر: مضبب. والمضبب الملبس.

(5) في المصدر: إلى جنات رب العالمين.

(6) في المصدر: في نار جهنم. والحديث أخرجه الإربلي في كشف الغمة: 1 / 346.

(7) في المصدر: ثم من السماء إلى السدرة المنتهى.

(8) في المصدر: فقال: قد بلوت.

(9) في المصدر: علمي وحلمي.

الصفحة 80   

قبله وليست لأحد بعده، يا محمد علي راية الهدى وإمام من أطاعني ونور أوليائي وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشره بذلك يا محمد ".

فقال النبي (صلى الله عليه وآله): قلت: " يا رب فقد بشرته فقال(1): أنا عبد الله وفي قبضته إن يعاقبني فبذنوبي ولم يظلمني شيئا، وإن يتمم لي وعدي فهو مولاي(2) فقال: فاجل يا رب قلبه واجعل ربيعه الإيمان قال: قد فعلت ذلك يا محمد غير أني اختصه(3) بشئ من البلاء لم أخص به أحدا من أوليائي، قال: يا رب أخي(4) وصاحبي قال سبق(5) في علمي أنه مبتلى، ولولا علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي "(6)(7).

الثامن والثلاثون: من مناقب الخوارزمي عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي، ودمه دمي(8)، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "(9).

وقال (صلى الله عليه وآله): " يا أم سلمة اسمعي واشهدي: هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي أؤتى منه، أخي في الدين وخدني(10) في الآخرة، ومعي في السنام الأعلى "(11).

التاسع والثلاثون: من مناقب الخوازمي عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) في بيته، فغدا علي بالغداة وكان لا يحب أن يسبقه إليه أحد فدخل فإذا النبي (صلى الله عليه وآله) في صحن الدار وإذا رأسه في حجر دحية الكلبي(12) والحديث قد تقدم نحوه.

قلت: قال المؤلف علي بن عيسى - رضي الله عنه - قد أورد السيد السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس(13) قدس الله سره وألحقه بسلفه هذه الأحاديث من ثلاثمائة طريق وزيادة، اقتصرت منها على ما أوردته في هذا الكتاب المختصر، واكتفيت بما ذكرته منها، فلم أذكر كلما ذكر

____________

(1) في المصدر: قلت ربي قد بشرته فقال علي.

(2) في المصدر: وإن تمم لي وعدي فالله مولاي.

(3) في المصدر: مختصه.

(4) في المصدر: قال: قلت: ربي أخي.

(5) في المصدر: قد سبق.

(6) في المصدر: ولا أوليائي ولا أولياء رسلي.

(7) فرائد السمطين: 1 / 268 / ح 210، مناقب الخوارزمي: 303.

(8) في المصدر: لحمه من لحمي، ودمه من دمي.

(9) في المصدر: غير أنه.

(10) الخدن: بالكسر الصاحب والرفيق.

(11) كشف الغمة: 1 / 347.

(12) كشف الغمة: 1 / 347.

(13) في المصدر: علي بن طاووس.

الصفحة 81   

وعلمت أنه يستدرك بما أثبته(1) كما تدل الثمرة الواحدة على الشجر وما ادعى حصر مناقبه ومآثره، وليس ذلك في قوة البشر(2).

الأربعون: ما رواه ابن شهرآشوب من طريق العامة في كتاب المناقب، قال: وفي تفسير مجاهد قال: ما كان في القرآن: * (يا أيها الذين آمنوا) * فإن لعلي (عليه السلام) سابقة ذلك الآية لأنه سبقهم إلى الإسلام فسماه الله في تسع وثمانين موضعا أمير المؤمنين وسيد المخاطبين إلى يوم الدين(3).

ثم قال الخبر الذي يتضمن الأمر بالتسليم على أمير المؤمنين متواتر، الشيعة تنقله وهو أحد الألفاظ في النص الجلي، ورواه أكثر العامة من طرق مختلفة فلم نجد أحدا من رواتهم طعن فيها أو من علمائهم دفعها.

قوله (عليه السلام): " سلموا على علي بإمرة المؤمنين " روى ذلك علماؤهم كالمنقري بإسناده إلى عمران عن بريدة الأسلمي.

وروى يوسف بن كليب المسعودي بإسناده عن أبي داود(4) السبيعي.

وروى عباد بن يعقوب الأسدي بإسناده عن أبي داود(5) السبيعي، عن أبي بريدة أنه دخل أبو بكر على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " إذهب وسلم على أمير المؤمنين " فقال: يا رسول الله وأنت حي قال:

" نعم وأنا حي "، ثم جاء عمر فقال له مثل ذلك، وفي رواية السبيعي أنه قال عمر: ومن أمير المؤمنين؟

قال: " علي بن أبي طالب " قال: عن الله(6) وأمر رسوله قال: نعم(7).

إبراهيم الثقفي عن عبد الله بن جبلة الكناني، عن ذريح المحاربي، عن الثمالي عن الصادق (عليه السلام) أن بريدة كان غائبا بالشام فقدم وقد بايع الناس أبا بكر فأتاه في مجلسه فقال: " يا أبا بكر هل نسيت تسليمنا على علي بإمرة المؤمنين واجبة من الله ورسوله "؟

قال: يا بريدة إنك غبت وشهدنا وإن الله يحدث الأمر بعد الأمر، ولم يكن الله ليجمع لهذا

____________

(1) في المصدر: يستدل بما أثبته على ما لم أثبته.

(2) كشف الغمة: 1 / 348.

(3) مناقب آل أبي طالب: 3 / 53.

(4) في المصدر: عن داود عن بريدة.

(5) في المصدر: عن داود.

(6) في المصدر: عن أمر الله.

(7) مناقب آل أبي طالب: 3 / 53.

الصفحة 82   

البيت(1) النبوة والملك(2).

الثقفي والسري بن عبد الله بإسنادهما: إن عمران بن الحصين، وأبا بريدة قالا لأبي بكر: قد كنت أنت يومئذ فيمن سلم على علي بإمرة المؤمنين فهل تذكر ذلك اليوم أم نسيته؟ قال: بل أذكره فقال بريدة فهل ينبغي لأحد من المسلمين أن يتأمر على أمير المؤمنين؟ فقال عمر إن النبوة والإمامة لا تجتمع في بيت واحد فقال له بريدة: قال الله تعالى: * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) *(3) فقد جمع النبوة والملك(4).

الحادي والأربعون: من طريق العامة ما رواه في كتاب الفردوس لابن شيرويه يرفعه إلى حذيفة اليماني قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لو يعلم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد فقوله تعالى: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) *(5) فقالت الملائكة بلى فقال الله تبارك وتعالى أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي وليكم وأميركم "(6).

الثاني والأربعون: موفق ابن أحمد قال: أخبرنا أبو منصور شهردار بن شيرويه هذا فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا عبدوس هذا كتابة، عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمد بن طاهر الجعفري بإصبهان، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الإصبهاني، حدثني محمد بن عبد الله بن الحسين، حدثني علي بن الحسين بن إسماعيل، حدثني محمد بن الوليد العقيلي، حدثني قثم بن أبي قتادة الحراني، حدثنا وكيع عن خالد النوا، عن الأصبغ بن نباتة قال: لما أصيب زيد ابن صوحان يوم الجمل أتاه علي (عليه السلام) وبه رمق فوقف عليه [ أمير المؤمنين علي بن أبي

____________

(1) في المخطوطة: والمصدر: يجمع لأهل هذا البيت.

(2) مناقب آبي أبي طالب: 3 / 53.

(3) النساء 54.

(4) في المصدر والبحار: فقد جمع الله لهم النبوة والملك، قال: فغضب عمر وما زلنا نعرف في وجهه الغضب حتى مات. وأنشد بريدة الأسلمي:

 

أمر النبي معاشرا هم أسوة       ولهازم أن يدخلوا ويسلموا

تسليم من هو عالم مستيقن     أن الوصي هو الإمام القائم

 

مناقب آل أبي طالب: 3 / 53 - 54، البحار: 37 / 309 - 310 بلفظ أطول.

(5) الأعراف: 172.

(6) رواه المجلسي في البحار: 37 / 311 و 333، عن أبي جعفر (عليه السلام) باختلاف يسير.

الصفحة 83   

طالب ](1) وهو لما به فقال: " رحمك الله يا زيد، فوالله ما عرفتك(2) إلا خفيف المؤنة كثير المعونة " قال: فرفع إليه رأسه وقال: وأنت مولاي يرحمك الله، فوالله ما عرفتك إلا بالله عالما وبآياته عارفا، والله ما قاتلت معك من جهل ولكني سمعت حذيفة بن اليمان يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " علي أمير البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ألا وإن الحق معه ويتبعه، ألا فميلوا معه "(3).

____________

(1) ما بين المعقوفتين غير موجود في المصدر.

(2) في المصدر: ما عرفناك.

(3) مناقب الخوارزمي: 111.