الباب في النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غدير خم بالولاية المقتضية للإمارة والإمامة في قوله (صلى الله عليه وآله) من

الصفحة 268 

من طريق العامة وفيه تسعة وثمانون حديثا

الأول: من مسند أحمد بن حنبل قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا زيد ابن علي بن ثابت، عن البر بن غالب(1) قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سفره فنزلنا في غدير خم ونودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله (صلى الله عليه وآله) تحت شجرة فصلى الظهر وأخذ بيد علي فقال:

" ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. فأخذ بيد علي فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه قال فلقيه عمر(2) فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب: أصبحت(3) مولى كل مؤمن ومؤمنة "(4).

الثاني: أحمد بن حنبل قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، قال: حدثنا أبو عبيدة، عن ميمون أبي عبد الله(5) قال: قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بواد يقال له: واد خم فأمر بالصلاة فصلاها(6) قال: فخطبنا وظلل لرسول الله بثوب على شجرة(7) من الشمس فقال: " ألستم تعلمون؟ - أو لستم تشهدون - أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى! قال: من كنت مولاه فعلي مولاه(8) اللهم عاد من عاداه، ووال من والاه "(9).

الثالث: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، حدثنا حسين بن محمد وأبو نعيم(10) قال:

____________

(1) الصحيح: علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب.

(2) في المصدر: فلقيه عمر بعد ذلك.

(3) في المصدر: أصبحت وأمسيت.

(4) مسند أحمد بن حنبل: 4 / 281، سنن ابن ماجة: 1 / 28 و 29، والغدير: 1 / 18 - 19.

(5) في البداية والنهاية: أبي عبيد عن ميمون بن أبي عبد الله.

(6) في المصدر: فصلاها بهجير.

(7) في المصدر: على شجرة سمرة.

(8) في المصدر: فمن كنت مولاه فإن عليا مولاه.

(9) مسند أحمد بن حنبل: 4 / 372، البداية والنهاية: 7: 349. وللحديث مصادر كثيرة في الغدير ج: 29 - 37.

(10) في المصدر: أبو نعيم المعنى.

الصفحة 269 

حدثنا فطر، عن أبي الطفيل قال: جمع علي - رضي الله عنه - الناس في الرحبة ثم قال(1): " أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام "؟ فقام ثلاثون من الناس. وقال أبو نعيم: فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس: " أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "(2).

الرابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا حجاج بن الشاعر قال: حدثنا سيابة(3) قال:

حدثني نعيم بن حكيم قال: حدثني أبو مريم ورجل من جلساء علي(4) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال يوم غدير خم: " من كنت مولاه فعلي مولاه ". قال: فزاد الناس بعد: " وال من والاه وعاد من عاداه "(5).

الخامس: أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي مريم، أو زيد بن أرقم - شعبة الشاك - عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:

" من كنت مولاه فعلي مولاه ". قال سعيد بن جبير: وأنا قد سمعت مثل هذا عن ابن عباس، قال:

أظنه قال وكتمته(6).

السادس: أحمد بن حنبل قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا حبيش بن الحرث(7) بن لقيط النخعي(8) عن رباح بن الحرث قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا: السلام عليك يا مولانا. قال:

كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا سمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم: " من كنت مولاه فهذا علي(9) مولاه " قال رباح: فلما مضوا اتبعتهم وسألت من هم؟(10) قالوا نفر من الأنصار فيهم أبو

____________

(1) في المصدر: ثم قال لهم.

(2) مسند أحمد بن حنبل: 4 / 370، البداية والنهاية: 7: 347، وفي آخرهما: " وعاد من عاداه، قال: فخرجت وكأن في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت عليا رضي الله عنه يقول: كذا وكذا. قال: فما تنكر؟

قد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول له ذلك ".

(3) في المصدر: شبابة.

(4) في المصدر: من جلساء علي عن علي - رضي الله عنه -.

(5) مسند أحمد بن حنبل: 1 / 152، البداية والنهاية: 2 / 349، مجمع الزوائد: 9: 107، تاريخ الخلفاء ص 14، تهذيب التهذيب: 7: 337، الغدير: 1 / 54 - 56.

(6) فضائل أمير المؤمنين للإمام أحمد، البداية والنهاية: 7: 349، الغدير: 1 / 35.

(7) في البداية والنهاية: حسين بن الحرث، وفي الغدير: حنش بن الحارث.

(8) في البداية والنهاية: الأشجعي.

(9) في البداية والنهاية: فإن هذا علي.

(10) في البداية والنهاية: فسألت من هؤلاء.

الصفحة 270 

أيوب الأنصاري(1).

السابع: أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الملك، عن أبي عبد الرحمن الكندي، عن زاذان أبي عمر قال: سمعت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس: من شهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ما قال(2)؟ فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه "(3).

الثامن: أحمد بن حنبل قال: حدثنا ابن نمير قال: حدثنا عبد الملك بن عطية العوفي قال:

أتيت(4) زيد بن أرقم فقلت له: إن خالي(5) حدثني عنك بحديث في شأن علي - رضي الله تعالى عنه - يوم غدير خم فأنا أحب أن أسمعه منك فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم فقلت له:

ليس عليك مني بأس قال: نعم كنا بالجحفة فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلينا ظهرا وهو آخذ بيد علي - رضي الله تعالى عنه - فقال: " أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى! قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه ". قال: فقلت له: هل قال (رسول الله): اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال: إنما أخبرك كما سمعت(6).

التاسع: أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال:

سمعت سعيد بن وهب قال: نشد علي الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) فشهدوا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه "(7).

العاشر: أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة بن أبي إسحاق سمعت عمرو وزاد فيه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبه، وابغض من أبغضه "(8).

____________

(1) فضائل أمير المؤمنين للإمام أحمد، البداية والنهاية: 7: 348 - 349. الرياض النضرة: 2 / 169، مجمع الزوائد: 9: 104.

(2) في المصدر: يوم غدير خم وهو يقول ما قال.

(3) مسند أحمد بن حنبل: 1 / 84، البداية والنهاية: 7: 349، مجمع الزوائد: 9: 107، صفة الصفوة: 1 / 121، مطالب السؤل ص 54، كنز العمال: 6 / 407.

(4) في المصدر: حدثنا عبد الملك يعني: ابن أبي سليمان، عن عطية العوفي قال: سألت.

(5) في المصدر: ختنا لي.

(6) مسند أحمد بن حنبل: 4 / 368.

(7) مسند أحمد بن حنبل: 5 / 366، البداية والنهاية: 7: 348.

(8) فضائل أمير المؤمنين للإمام أحمد بن حنبل واللفظ فيه هكذا:

" حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عمر - أدام - وزاد فيه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبه. قال شعبة: أو قال: أبغض من أبغضه.

الصفحة 271 

الحادي عشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع النبي في حجة الوداع حتى كنا بغدير خم فنودي فينا إلى الصلاة جامعة(1) وكسح لرسول الله (صلى الله عليه وآله) بين شجرتين فأخذ بيد علي فقال: " ألست أولى(2) بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى! قال ألست أولى(3) بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى (يا رسول الله) قال: هذا مولى من أنا مولاه(4) اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب(5) أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة "(6).

الثاني عشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، عن أبي ليلى الكندي أنه حدثه قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: - ونحن ننتظر جنازة - فسأله رجل من القوم فقال: يا أبا عامر أسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم يقول لعلي: " من كنت مولاه فعلي مولاه "؟ قال: نعم! قال أبو ليلى: فقلت لزيد بن أرقم: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: نعم. قالها أربع مرات(7).

الثالث عشر: أحمد بن حنبل قال: حدثنا معمر، عن طاوس، عن أبيه قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا إلى اليمن علينا وخرج بريدة الأسلمي فبعث علي في بعض السبي فشكاه بريدة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من كنت مولاه فعلي مولاه "(8).

____________

(1) في المصدر: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سفر فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة.

(2) في المصدر: تحت شجرتين، فصلى الظهر، وأخذ بيد علي - رضي الله تعالى عنه - فقال: ألستم تعلمون أني أولى..

(3) في المصدر: قال: ألستم تعلمون أني أولى.

(4) في المصدر: قال: فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

(5) في المصدر: قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا يا بن أبي طالب.

(6) مسند أحمد بن حنبل: 4 / 281، ورواه جمع من الحفاظ وأئمة الحديث. راجع الغدير: 1 / 18 - 19.

(7) التقريب للكندي: 435، وفضائل أمير المؤمنين للإمام أحمد: 2 / 663 ط. المدينة و 14 ط. بيروت.

(8) رواه الإمام أحمد بن حنبل في فضائل أمير المؤمنين ولفظه:

" حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: لما بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا إلى اليمن خرج بريدة الأسلمي معه فعتب على علي في بعض الشئ فشكاه بريدة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من كنت مولاه فعلي مولاه (فإن عليا مولاه).

الصفحة 272 

الرابع عشر: أحمد بن حنبل قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش عن سعيد بن عبيد، عن ابن بريدة، عن بريدة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من كنت مولاه فعلي مولاه "(1).

الخامس عشر: أحمد بن حنبل قال: حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثنا ابن أبي عيينة(2)، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة قال: غدوت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتغير فقال:

" يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين(3) من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله! قال: من كنت مولاه فعلي مولاه "(4).

السادس عشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الله بن الصقر سنة تسع وتسعين ومأتين قال: حدثنا يعقوب بن حمدان(5) بن كاسب قال: حدثنا سفيان بن أبي نجيح، عن أبيه وربيعة الجرشي إنه ذكر علي عند رجل وعنده سعد ابن أبي وقاص فقال له سعد: أتذكر عليا؟ إن له مناقب أربعة لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من كذا وكذا وذكر حمر النعم، قوله: لأعطين الراية، وقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه، ونسي سفيان واحدة(6).

السابع عشر: من صحيح مسلم من الجزء الرابع منه، على حد ثمانية عشر قاعدة من أوله. قال:

حدثنا زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا، عن ابن علية. قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثني يزيد بن حيان(7) قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة، وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم. فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت، يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا.، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يا بن أخي، والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فما حدثتكم فأقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما فينا

____________

(1) مسند أحمد: 1 / 48، وفضائل أمير المؤمنين للإمام أحمد. ولفظ الحديث فيه: " من كنت وليه فعلي وليه ".

(2) في المصدر: ابن أبي غنية.

(3) في المصدر: ألست أولى بالمسلمين.

(4) فضائل أمير المؤمنين، لأحمد بن حنبل: 14 ط. بيروت.

(5) في المصدر: حميد.

(6) مستدرك الحاكم: 3 / 116.

(7) في المصدر: حدثني أبو حيان، حدثني يزيد بن حيان.

الصفحة 273 

خطيبا بماء يدعى خما، بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: " أما بعد: أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني(1) رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين:

أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي "، فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده(2).

الثامن عشر: من صحيح مسلم - أيضا - قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل.

ح - وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا جرير، كلاهما عن أبي حيان، بهذا الإسناد، نحو حديث إسماعيل. وزاد في حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى والنور. من استمسك به وأخذ به، كان على الهدى، ومن أخطأه ضل(3).

التاسع عشر: من صحيح مسلم - أيضا - قال: وحدثنا محمد بن بكار بن الريان، حدثنا حسان - يعني إبراهيم - عن سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، قال: دخلنا عليه فقلنا له: لقد صاحبت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصليت خلفه، وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان. غير أنه قال: ألا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله. من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة. وفيه فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا. وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر. ثم يطلقها فترجع إلى أهلها(4) وقومها. أهل بيته أصله، وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده(5).

العشرون: من تفسير الثعلبي في تفسير قوله تعالى: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) *(6) قال: قال أبو جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) معناه: " بلغ ما أنزل إليك في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام) ".

وفي نسخة أخرى، إنه قال: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك) * في علي. وقال: هكذا أنزلت،

____________

(1) في المصدر: يأتي.

(2) صحيح مسلم: 4 / 1873. ط / بيروت / 1972.

(3) صحيح مسلم: 4 / 1874.

(4) في المصدر: أبيها.

(5) صحيح مسلم: 4 / 1874.

(6) المائدة: 67.

الصفحة 274 

رواه جعفر بن محمد. فلما نزلت هذه الآية أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد علي وقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه "(1).

الحادي والعشرون: الثعلبي أيضا قال: أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن السري، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد، حدثنا مسلم الكجي(2)، حدثنا ابن منهال، حدثنا حماد، عن علي بن يزيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: لما أقبلنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع كنا بغدير خم فنادى أن الصلاة جامعة، وكسح للنبي تحت شجرة فأخذ بيد علي فقال: " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: هذا مولى من أنا مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ". قال: فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة(3).

الثاني والعشرون: من تفسير الثعلبي قال: أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد القاضي(4)، حدثنا أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين، عن حسان، عن الكلبي(5)، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) * الآية. نزلت(6) في علي بن أبي طالب، أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بأن يبلغ فيه فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد علي (عليه السلام) فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "(7).

الثالث والعشرون: الثعلبي - أيضا، في تفسير قوله تعالى: * (سأل سائل بعذاب واقع) *(8) قال:

وسئل سفيان بن عيينة عن قول الله عز وجل: * (سأل سائل بعذاب واقع) * فيمن نزلت؟ قال:

سألتني(9)، عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك. حدثني جعفر بن محمد(10)، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: " لما كان رسول الله بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي صلوات الله عليه

____________

(1) الغدير: 1 / 217. عن الكشف والبيان للثعلبي.

(2) الصحيح: أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي.

(3) الغدير: 1 / 274، عن الكشف والبيان.

(4) في الغدير: القايني.

(5) في الغدير: محمد بن الحسن السبيعي، حدثنا علي بن محمد الدهان والحسين بن إبراهيم الجصاص، حدثنا حسين بن حكم، حدثنا حسن بن حسين، عن حبان عن الكلبي.

(6) في الغدير: قال: نزلت.

(7) الغدير: 1 / 217 - 218، عن الكشف والبيان.

(8) المعارج: 1.

(9) في الغدير: فقال: سألتني.

(10) في الغدير: أبي، عن جعفر بن محمد.

الصفحة 275 

فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فشاع ذلك وطار في البلاد فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ناقته وعقلها ثم أتى النبي وهو في ملأ من أصحابه فقال: يا محمد(1) أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك(2)، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلنا، وأمرتنا أن نحج البيت فقبلنا، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه. فهذا شئ منك أم من الله؟ فقال: والذي لا إله إلا هو إنه من أمر الله. فولى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله وأنزل الله تعالى: * (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع) *(3).

الرابع والعشرون: من الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث الخامس، من أفراد مسلم، من مسند ابن أبي أوفى، عن يزيد بن حيان قال: انطلقنا أنا وحصين ابن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد ابن أرقم فلما جلسنا إليه قال حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا.، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يا بن أخي والله لقد كبرت سني. وقدم عهدي. ونسيت بعض الذي أعي(4) من رسول الله (صلى الله عليه وآله). فما حدثتكم فاقبلوه، وإلا فلا تكلفونيه(5) ثم قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة. فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: " أما بعد: ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين: كتاب الله فيه الهدى

____________

(1) في الغدير: فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ناقة له حتى أتى الأبطح فنزل عن ناقته فأناخها فقال: يا محمد.

(2) في الغدير: وأمرتنا بالزكاة فقبلنا.

(3) الكشف والبيان للثعلبي في تفسير سورة سأل سائل. وأخرج جمع من علماء أهل السنة في كتبهم المعتبرة منهم:

الحاكم الحسكاني الحنفي في كتابه (شواهد التنزيل لقواعد التفضيل.

وأخرجه العلامة الزرندي الحنفي في كتابه: نظم درر السمطين ص 93. ط النجف الأشرف.

وأخرجه العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 24 ط. النجف الأشرف.

ورواه الشبلنجي الشافعي في كتابه: نور الأبصار ص 116.

قد أفرد العلامة الأميني بحثا صافيا في الغدير: 1 / 239 - 266، جمع فيه نصوص من رواه من علماء أهل السنة في كتب التفسير والحديث فراجع.

(4) في صحيح مسلم: كنت أعي.

(5) في صحيح مسلم: وما لا، فلا تكلفونيه.

الصفحة 276 

والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ". فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد! أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال:

نساؤه أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.

قال الحميدي: زاد في حديث جرير " كتاب الله فيه الهدى والنور، من استمسك به، وأخذ به، كان على الهدى، ومن أخطأه ضل ".

وفي حديث سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان نحوه، غير أنه قال: " ألا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله، وهو حبل الله من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة. وفيه:

فقلنا من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا. وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أصله، وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده "(1).

الخامس والعشرون: من الجمع بين الصحاح الستة - من الجزء الثالث: من جمع أبي الحسن رزين العبدري إمام الحرمين في باب مناقب أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب، وذلك على حد ثلث الكتاب، من صحيح أبي داود السجستاني. وهو كتاب السنن، ومن صحيح الترمذي، قال ابن سريحة وزيد بن أرقم: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه "(2).

السادس والعشرون: ومن الكتاب المذكور، من الباب المذكور، من صحيح أبي داود - وهو كتاب السنن - وصحيح الترمذي، عن حصين بن سبرة أنه قال لزيد ابن أرقم: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يا بن أخي والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فما حدثتكم فاقبلوه، وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال:

قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة عند الجحفة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: " أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي عز وجل فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي. فإنهما لن يفترقا حتى يلقوني على الحوض ". فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ أليس

____________

(1) صحيح مسلم: 4 / 1873، ط. بيروت. ومر الحديث بسنده ولفظه في ص 330 من هذا الجزء.

(2) إحقاق الحق: 6 / 229، عن الجمع بين الصحاح. ورواه الترمذي في جامعه، ط. الهند 1310.

الصفحة 277 

نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته! ولكن قد تكون المرأة ثم تطلق فترجع إلى أهلها، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.

وفي رواية جرير عنه قال: كتاب الله فيه الهدى والنور، من استمسك به كان على الهدى ومن أخطأه ضل(1).

السابع والعشرون: من مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الواسطي الشافعي قال:

أخبرنا أبو يعلى علي بن عبيد الله بن العلاف البزاز إذنا قال: أخبرنا عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزاز قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عثمان قال: حدثني محمد بن أبي بكر بن عبد الرزاق، حدثني أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلبي قال: حدثني مسلم بن إبراهيم، حدثني نوح بن قيس الحدادي(2) حدثني الوليد بن صالح، عن ابن امرأة زيد بن أرقم قال: أقبل نبي الله (صلى الله عليه وآله) من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ثم نادى: الصلاة جامعة! فخرجنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في يوم شديد الحر وإن منا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الحر حتى انتهينا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال: " الحمد لله نحمده ونستعينه، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد: أيها الناس فإنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف ما عمر من قبله، وإن عيسى ابن مريم لبث في قومه أربعين سنة، وإني قد شرعت في العشرين، ألا وإني يوشك أن أفارقكم، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون فهل بلغتكم؟ فماذا أنتم قائلون؟ فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون: نشهد أنك عبد الله ورسوله، قد بلغت رسالته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره، وعبدته حتى أتاك اليقين، جزاك الله عنا خير ما جازى(3) نبيا عن أمته.

فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؟ وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق والنار(4) حق، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا بلى، قال: أشهد(5) أن قد صدقتم وصدقتموني،

____________

(1) صحيح مسلم: 4: 1873 / 36، ومطالب السؤول: 1 / 23.

(2) في المصدر: الحداني. وهم طائفة أزديون من ولد حدان بن شمس.

(3) في المصدر: خير ما جزى.

(4) في المصدر: وأن النار.

(5) في المصدر: فأني أشهد أن قد صدقتكم.

الصفحة 278 

ألا وإني فرطكم، وإنكم تبعي، توشكون أن تردوا علي الحوض، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما؟ قال، فاعتل(1) علينا ما نقول الآن(2) حتى قام رجل من المهاجرين فقال:

بأبي أنت وأمي يا نبي الله ما الثقلان؟ قال (صلى الله عليه وآله): الأكبر منهما كتاب الله سبب(3) بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به ولا تضلوا، والأصغر منهما عترتي. من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي! فلا تقتلوهم ولا تقهروهم، ولا تقصروا عنهم فأني قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني، ناصرهما لي ناصر، وخاذلهما لي خاذل، ووليهما ولي، وعدوهما لي عدو. ألا وإنها لم تهلك أمة قبلكم حتى تدين بأهوائها وتظاهر على نبوتها، وتقتل من قام بالقسط منها، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فرفعها وقال: من كنت وليه(4) فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه قالها ثلاثا ".

هذا آخر الخطبة(5).

الثامن والعشرون: أبو الحسن بن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن طاوان قال: أخبرنا أبو الخير أحمد بن الحسين(6) بن السماك قال: حدثني أبو محمد جعفر بن نصير الخلدي، حدثني علي بن سعيد بن قتيبة الرملي قال: حدثني حمزة بن ربيعة(7) القرشي، عن مطرق الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة، كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بيد علي بن أبي طالب فقال:

" ألست أولى بالمؤمنين(8) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه "، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن أبي طالب(9) أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، فأنزل الله تعالى:

* (اليوم أكملت لكم دينكم) *(10).

التاسع والعشرون: أبو الحسن بن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن عمر بن

____________

(1) في المصدر: فاعيل علينا. يقال: علت الضالة أعيل: إذا لم تدر أي وجه تبغيها.

(2) في المصدر: ما ندري ما الثقلان.

(3) في المصدر: سبب طرف (طرفه) بيد الله.

(4) في المصدر: من كنت مولاه فهذا مولاه، ومن كنت وليه..

(5) المناقب لابن المغازلي ص 17 - 18.

(6) في المصدر: حدثنا أبو الحسن أحمد بن الحسين.

(7) في المصدر: حدثنا ضمرة بن ربيعة.

(8) في المصدر: بالمؤمنين من أنفسهم.

(9) في المصدر: يا علي بن أبي طالب.

(10) المناقب لابن المغازلي ص 18 - 19. فرائد السمطين - السمط الأول، الباب 13 عن أبي هريرة، تاريخ بغداد ج 8: 290 بسندين، البداية والنهاية: 7: 346 و 349 بألفاظ مختلفة.

 

 

 

 

الصفحة 279 

عبد الله بن شوذب قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن الحين الزعفراني قال: حدثني أحمد بن يحيى بن عبد الحميد، حدثني إسرائيل الملائي، عن الحكم، عن أبي سليمان المؤذن، عن زيد بن أرقم قال: نشد علي الناس في المسجد قال: " أنشد الله رجلا سمع النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "، فكنت أنا فيمن كتم فذهب بصري(1).

الثلاثون: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال: حدثنا الحسين بن محمد العلوي العدل قال: حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، عن ابن لهيعة، عن ابن هبيرة وبكر بن سوادة، عن قبيصة بن ذويب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزل بخم فتنحى الناس عنه، وأمر عليا(2) فجمعهم، فلما اجتمعوا قام فيهم، وهو متوسد علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

" أيها الناس إنه قد كرهت تخلفكم علي حتى خيل إلي أنه ليس شجرة أبغض إليكم تليني(3)، ثم قال: لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه، فرضي الله عنه كما أنا راض عنه، فإنه لا يختار على قربي ومحبتي شيئا، ثم رفع يديه وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ".

قال: فابتدر الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يبكون ويتضرعون ويقولون: يا رسول الله ما تنحينا عنك إلا كراهية أن نثقل عليك، فنعوذ بالله سبحانه من سخط رسوله(4) فرضي رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنهم عند ذلك(5).

الحادي والثلاثون: ابن المغازلي قال: حدثني أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله الأصفهاني - قدم علينا واسطا - إملاء من كتابه، لعشر بقين من شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وأربعمائة قال: حدثني محمد بن علي بن عمر بن المهدي قال: حدثني سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثني أحمد بن إبراهيم بن كيسان الثقفي الأصفهاني قال: حدثني إسماعيل بن

____________

(1) المناقب لابن المغازلي ص 23، البداية والنهاية: 7: 346.

(2) في المصدر: فتنحى الناس عنه، ونزل معه علي بن أبي طالب، فشق على النبي تأخر الناس فأمر عليا.

(3) في المصدر: أبغض إليكم من شجرة تليني.

(4) في المصدر: فنعوذ بالله من شرور أنفسنا وسخط رسول الله.

(5) المناقب لابن المغازلي ص 25 - 26 البداية والنهاية: 7: 346، عن جابر وغيره.

الصفحة 280 

عمر البجلي قال: حدثني مسعر بن كدام، عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد قال:

شهدت عليا (عليه السلام) على المنبر ناشدا أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) من سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم يقول ما قال فليشهد فقام اثني عشر رجلا منهم أبو سعيد الخدري وأبو هريرة وأنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ".

قال أبو الحسن بن المغازلي: - الراوي لذلك - قال أبو القاسم الفضل بن محمد: هذا حديث صحيح عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحو من مائة نفس منهم العشرة، وهو حديث ثابت لا أعرف له علة. تفرد علي (عليه السلام) بهذه الفضيلة لم يشركه فيها أحد(1).

الثاني والثلاثون: ابن المغازلي من طريق أحمد بن حنبل يرفع الحديث إليه كراهية التطويل بذكر أول راو، ومن يرفع الخبر إليه أحمد، عن أبي طالب محمد بن عثمان يرفعه إلى أبي الضحى إلى زيد بن أرقم الحديث(2).

الثالث والثلاثون: ابن المغازلي، عن أحمد، عن أبي طاهر محمد بن علي البيع، عن أحمد بن الصلت الأهوازي يرفعه إلى عطية، عن أبي سعيد الخدري الحديث(3).

الرابع والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي، عن أحمد، عن أبي طالب محمد بن أحمد بن عثمان عن محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي يرفعه إلى حبة العرني، وعبد خير، وعمر، وذي مرة قالوا: سمعنا علي بن أبي طالب ينشد الناس في الرحبة بذكر يوم الغدير، فقام اثنا عشر رجلا من أهل بدر منهم زيد بن أرقم فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول يوم غدير

____________

(1) المناقب لابن المغازلي ص 26 - 27.

(2) المناقب لابن المغازلي ص 19 - 20. واللفظ فيه:

أخبرنا أبو طالب محمد بن عثمان قال: حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن البواب قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا وهبان قال: أخبرنا خالد بن عبد الله، عن الحسن بن عبد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من كنت وليه فعلي وليه - أو مولاه.

(3) المناقب لابن المغازلي ص 20 ولفظ الحديث فيه:

أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي البيع قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي قال: حدثنا محمد بن جعفر المطيري قال: حدثنا علي بن الحسين الهاشمي، حدثنا أبي، حدثنا فضيل بن برزوق، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

الصفحة 281 

خم: " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "(1).

الخامس والثلاثون: ابن المغازلي، عن أحمد بن عبد الوهاب، عن الحسين بن محمد العدل العلوي الواسطي يرفعه إلى بريدة، يذكر خروجه مع علي (عليه السلام) إلى اليمن وشكايته عليا، وقول النبي (صلى الله عليه وآله) عند ذلك: " من كنت مولاه فعلي مولاه، ومن كنت وليه فعلي وليه " وقد تقدم سياق الخبر(2).

السادس والثلاثون: ابن المغازلي، عن أحمد بن حنبل، عن أبي الفضل محمد بن الحسين بن عبد الله البرخي الأصفهاني يرفعه إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، علي (عليه السلام) قال: " قال رسول الله(3): من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "(4).

السابع والثلاثون: ابن المغازلي، عن أحمد بن محمد البزاز قال: حدثني الحسين ابن محمد

____________

(1) المناقب لابن المغازلي ص 20، واللفظ فيه:

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن المظفر بن موسى ابن عيسى الحافظ البغدادي قال: حدثنا محمد بن علي بن إسماعيل قال: حدثنا الحسين بن علي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سلمة بن الفضل الأبرش قاضي الري، عن الجراح الكندي عن أبي إسحاق الهمداني، عن عبد خير، وعمرو ذي مرة وحبة العرني قالوا: سمعنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) ينشد الناس في الرحبة: من سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقام اثني عشر رجلا من أهل بدر منهم زيد بن أرقم قالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم:

من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

(2) هكذا ورد لفظ الحديث في المناقب لابن المغازلي ص 21 / أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد العدل العلوي الواسطي قال:

حدثنا أبو عيسى جبير بن محمد الواسطي قال: حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: بعثنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سرية واستعمل عليا (عليه السلام)، فلما رجعنا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كيف وجدتم صحبة صاحبكم؟ قال: فشكوته - أو شكاه غيري - وكنت رجلا مكبابا فرفعت رأسي فإذا النبي (صلى الله عليه وآله) قد احمر وجهه وهو يقول: من كنت وليه فعلي وليه.

(3) كذا لفظ السند في المصدر: أخبرنا أبو الفضل محمد بن حسين بن عبيد الله البرجي الأصفهاني فيما كتب به إلى أن أحمد بن عبد الرحمن بن العباس الأسدي حدثهم: حدثنا أبو حامد أحمد بن جعفر الأشعري قال: حدثنا يعلي بن محمد بن جمهور، عن أحمد ابن حمزة، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده عن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:.

(4) المناقب لابن المغازلي ص 21 - 22.

الصفحة 282 

العدل يرفعه إلى رياح بن الحرث(1) قال: كنا مع علي في الرحبة إذ جاء ركب من الأنصار فقالوا:

السلام عليك يا مولانا! كيف أنتم(2) قوم من العرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه ". ثم انصرفوا، فقلت: من القوم؟ فقالوا: قوم من الأنصار، وفينا أبو أيوب الأنصاري(3).

الثامن والثلاثون: ابن المغازلي الشافعي، عن أحمد بن حنبل قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال:

حدثني الحسين بن محمد العدل قال: حدثني الجواربي قال: حدثني يحيى الصوفي(4) قال:

حدثني إسماعيل بن أبي الحكم الثقفي قال: حدثني شاذان، عن عمران بن مسلم، عن سويد بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: " من كنت مولاه فعلي مولاه "(5).

التاسع والثلاثون: ابن المغازلي، عن أحمد قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن عثمان يرفعه إلى الأعمش(6)، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه "(7).

الأربعون: ابن المغازلي، عن أحمد قال: أخبرنا أبو الحسين(8) علي بن عمر ابن عبد الله بن شوذب قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال: حدثني أحمد بن يحيى بن عبد الحميد، حدثني أبو إسرائيل الملائي، عن الحكم، عن أبي سليمان المؤذن، عن زيد بن أرقم قال: نشد علي (عليه السلام) الناس في المسجد قال: " أنشد الله رجلا سمع النبي (صلى الله عليه وآله) يقول من كنت مولاه

____________

(1) هكذا ورد السند في المصدر: أخبرنا أحمد بن محمد البزاز قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد العدل قال: حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر قال: حدثنا الرمادي قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا حنش بن الحارث، عن رياح بن الحارث قال: كنا مع علي.

(2) في المصدر: قال: كيف ذا وأنتم.

(3) المناقب لابن المغازلي ص 22.

(4) في المصدر: أحمد بن يحيى الصوفي.

(5) المناقب لابن المغازلي ص 22.

(6) سند الحديث في المصدر هكذا جاء: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ قال: حدثنا محمد يعني: ابن علي بن إسماعيل: حدثنا محمد بن نهار بن عمار قال: حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات قال: حدثنا يحيى الحماني، حدثنا أبو محمد قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:

(7) المناقب لابن المغازلي ص 23.

(8) في المصدر: أبو الحسن.

الصفحة 283 

فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ". فكنت أنا فيمن(1) كتم فذهب بصري(2).

الحادي والأربعون: ابن المغازلي عن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال: أخبرنا الحسين بن محمد العلوي العدل الواسطي يرفعه إلى عطية العوفي(3) قال: رأيت ابن أبي أوفى في دهليز(4) بعدما ذهب بصره فسألته عن حديث فقال: إنكم يا أهل الكوفة فيكم ما فيكم، قال: قلت:

أصلحك الله إني لست منهم، ليس عليك مني عار، قال: أي حديث؟ قال: قلت: حديث علي (عليه السلام) يوم غدير خم، فقال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجته يوم غدير خم وهو آخذ بعضد علي فقال:

" يا أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى يا رسول الله فقال: من كنت مولاه فهذا مولاه "(5).

الثاني والأربعون: ابن المغازلي الشافعي، عن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن طاوان قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد العلوي العدل الواسطي يرفعه إلى الأعمش(6) عن سعد ابن عبيدة، عن ابن بريد، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من كنت مولاه فعلي مولاه "(7).

الثالث والأربعون: ابن المغازلي، عن أحمد بن حنبل قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثني الحسين بن محمد العلوي العدل الواسطي يرفعه إلى ابن عباس رضي الله عنه، عن ابن بريدة، عن أبيه(8) قال: غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فقدمت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتغير فقال: " يا بريدة أولست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

____________

(1) في المصدر: وكنت أنا ممن.

(2) المناقب لابن المغازلي ص 23.

(3) كذا لفظ السند في المصدر: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال: حدثنا الحسين ابن محمد العلوي العدل الواسطي قال: حدثنا ابن مبشر قال: حدثنا عمار بن خالد قال: حدثنا إسحاق الأزرق، عن عبد الملك، عن عطية العوفي.

(4) في المصدر: وهو في دهليز له.

(5) المناقب لابن المغازلي ص 23 - 24.

(6) لفظ السند في المصدر هو هكذا: أخبرنا أحمد بن محمد بن طاوان قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد العلوي العدل قال: حدثنا أبو الحسن علي بن مبشر قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش.

(7) المناقب لابن المغازلي ص 24. وفيه: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كنت وليه فعلي وليه.

(8) كذا ورد لفظ السند في المصدر: أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا الحسين ابن محمد العلوي العدل قال:

حدثنا أبو الحسين بن أخي كبير الزيات قال: حدثنا إسحاق الحربي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا ابن أبي غنية، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة قال:.

الصفحة 284 

قلت: بلى يا رسول الله! قال: من كنت مولاه فعلي مولاه "(1).

الرابع والأربعون: صدر الأئمة أخطب خوارزم موفق بن أحمد - من أعيان علماء العامة - في كتاب مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أخبرني سيد الحفاظ(2) شهردار ابن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، حدثنا عبد الله بن إسحاق البغوي قال: حدثنا الحسين بن عليل الغنوي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الزراع، حدثنا قيس بن حفص، حدثنا علي بن الحسين(3)، حدثنا أبو هريرة، عن أبي سعيد الخدري أن النبي(4) (صلى الله عليه وآله) يوم دعا الناس إلى غدير خم أمر بما تحت الشجرة من الشوك فقم، وذلك يوم الخميس، يوم دعا الناس إلى علي وأخذ بضبعه ثم رفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطه، ثم لم يفترقا (يتفرقا) حتى نزلت هذه الآية: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) *(5) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي ". ثم قال: " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأنصر من نصره، وأخذل من خذله ". فقال له حسان بن ثابت: أتأذن لي رسول الله أن أقول أبياتا. قال: " قل ببركة الله تعالى ".

فقال حسان بن ثابت يا معشر مشيخة قريش اسمعوا شهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال:

 

يناديهم يوم الغدير نبيهم         بخم وأسمع بالرسول مناديا

بأني مولاكم نعم ووليكم         فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت ولينا ولا تجدن في الخلق للأمر عاصيا

فقال له: قم يا علي فإنني        رضيتك من بعدي إماما وهاديا(6)

 

الخامس والأربعون: موفق بن أحمد قال: حدثنا الشيخ الزاهد أبو الحسين(7) علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين

____________

(1) المناقب لابن المغازلي ص 24 - 25.

(2) في المصدر: أبو منصور شهردار.

(3) في المصدر: حدثنا أبو الحسن العبدي.

(4) في المصدر: إنه قال: إن النبي.

(5) المائدة: 3.

(6) المناقب للخوارزمي ص 80 - 81، وفيه:

 

فمن كنت مولاه فهذا وليه       فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليه         وكن للذي عادى عليا معاديا

 

(7) في المصدر: أبو الحسن.

الصفحة 285 

البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا خلف بن سالم(1)، عن يحيى بن حماد، عن أبو عوانة، عن سليمان الأعمش قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع، ونزل بغدير خم، أمر بدوحات فقممن ثم قال: " كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض "(2). ثم أخذ بيد علي فقال:

" من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ". فقلت: أنت سمعت من رسول الله هذا؟ فقال: نعم! ما كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينه وسمعه بأذنه(3).

السادس والأربعون: موفق بن أحمد بإسناده المتقدم عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا علي ابن أحمد بن عبدان(4) أخبرنا أحمد بن سليمان المؤدب، حدثنا عثمان، حدثنا زيد بن(5) الحباب، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن درعان(6)، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: أقبلنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة حتى إذا كنا بين مكة والمدينة نزل فأمر مناديا ينادي بالصلاة جامعة قال:

فأخذ بيد علي ثم قال: " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى! قال ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى! قال: هذا ولي من أنا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه من كنت مولاه فعلي مولاه "(7) فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال، هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة(8).

السابع والأربعون: موفق بن أحمد بإسناده المتقدم عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا الحاكم، أخبرنا أبو عبد الله(9) الحافظ، حدثني أبو يعلى الزبير بن عبد الله الثوري، حدثنا أبو جعفر أحمد بن البزاز(10)، حدثنا علي بن سعيد الرقي، حدثنا ضمرة بن شوذب(11) عن مطر الوراق، عن شهر بن

____________

(1) في المصدر: إسماعيل بن أحمد الواعظ، عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرني أبو عبد الله قال: وحدثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، حدثنا صالح بن محمد الحافظ، حدثني خلف بن سالم.

(2) في المصدر: ثم قال: إن الله عز وجل مولاي وأنا ولي كل مؤمن ومؤمنة، ثم أخذ.

(3) المناقب للخوارزمي ص 93.

(4) في المصدر: حمدان.

(5) في المصدر: يزيد.

(6) في المصدر: يزيد بن جدعان.

(7) في المصدر: من كنت مولاه فعلي مولاه، ينادي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأعلى صوته.

(8) المناقب للخوارزمي ص 94.

(9) في المصدر: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله.

(10) في المصدر: أحمد بن عبد الله البزاز.

(11) في المصدر: ضمرة، عن ابن شوذب.

الصفحة 286 

حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة كتب الله له صيام ستين سنة، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بيد علي (عليه السلام) وقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأنصر من نصره، وأخذل من خذله "، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مسلم(1).

الثامن والأربعون: موفق بن أحمد في حديث مكاتبة معاوية لعمرو بن العاص في أن يستفزه في محاربة علي (عليه السلام) فأبى عليه عمرو بن العاص، فأجاب معاوية في جواب مكاتبته، فقال عمرو في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وما قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله): " هو مني وأنا منه وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ". وقد قال فيه يوم غدير خم: " ألا من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأخذ من خذله "(2).

التاسع والأربعون: موفق بن أحمد بإسناده قال: قال الأصبغ بن نباتة: دخلت على معاوية وهو جالس على نطع من الأدم، متكئا على وسادتين خضراوتين، وعن يمينه عمرو بن العاص وحوشب، وذو الكلاع، وعن يساره أخوه عتبة، وابن عامر، وابن كريز، والوليد بن عتبة، وعبد الرحمن بن خالد، وشرحبيل بن السمط، وبين يديه أبو هريرة، وأبو الدرداء، والنعمان بن بشير، وأبو أمامة الباهلي، قال: فلما قرأ الكتاب قال: إن عليا لا يدفع إلينا قتلة عثمان، فقلت له: يا معاوية لا تعتل بقتلة عثمان، فإنك تطلب الملك والسلطان، ولو كنت أردت نصره حيا لنصرته، ولكنك تربصت به لتجعل ذلك سببا إلى وصولك إلى الملك، فغضب فأردت(3) أن يزيد غضبه فقلت لأبي هريرة: يا صاحب رسول الله إني أحلفك بالله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة وبحق حبيبه المصطفى (صلى الله عليه وآله) ألا أخبرتني أشهدت غدير خم؟ قال: بلى شهدته! قلت: فما سمعته يقول في علي؟

قال: سمعته يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصر، واخذل من خذله "، فقلت له: فإذا أنت واليت عدوه، وعاديت وليه فتنفس أبو هريرة الصعداء وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون(4).

الخمسون: من الجزء الرابع من كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم، من حديث طلحة بن مصرف

____________

(1) المناقب للخوارزمي ص 94.

(2) تقدم الحديث.

(3) في المصدر: فغضب من كلامي فأردت.

(4) جزء من حديث طويل، ذكره الخوارزمي في المناقب ص 133 - 136.

الصفحة 287 

يرفعه إلى عمير(1) بن سعد قال: شهدت عليا على المنبر ناشدا أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفيهم:

أبو سعيد، وأبو هريرة، وأنس بن مالك وهم حول المنبر وعلي على المنبر وحول المنبر اثنا عشر رجلا هؤلاء منهم فقال علي: نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟

قالوا(2) اللهم نعم. وقعد رجل (وهو أنس بن مالك) فقال: ما منعك أن تقوم؟ قال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت فقال: اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببلاء قال: فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة(3).

قال أبو نعيم: ورواه أيضا ابن عائشة عن إسماعيل مثله. قال: ورواه أيضا الأجلح - وهاني بن أيوب، عن طلحة بن مصرف. والذي به الوضح هو أنس بن مالك.

الحادي والخمسون: من كتاب أنساب الأشراف لأحمد بن يحيى البلاذري في الجزء الأول - في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) - قال: قال علي على المنبر: " أنشد الله رجلا سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) - يقول يوم غدير خم: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه إلا قام وشهد "؟ وتحت المنبر أنس بن مالك، والبراء بن عازب، وجرير بن عبد الله البجلي، فأعادها فلم يجبه أحد: فقال اللهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتى تجعل به آية يعرف بها. قال: فبرص أنس، وعمي البراء، ورجع جرير أعرابيا بعد هجرته فأتي الشراة فمات في بيت أمه(4).

الثاني والخمسون: السمعاني في كتاب فضائل الصحابة بإسناده، عن الحسن بن كثير، عن زيد ابن أرقم أن رجلا أتاه يسأله عن عثمان وعلي(5). فإنا قد أقبلنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزاة خيبر(6) فنزلنا الغدير غدير خم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فأخذ بيد علي حتى أشخصها ثم قال: من كنت مولاه فهذا مولاه "(7).

____________

(1) لفظ السند في الحلية هكذا: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كيسان، حدثنا إسماعيل ابن عمرو البجلي، حدثنا مسعر بن كدام، عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد.

(2) في المصدر: فقاموا كلهم فقالوا.

(3) حلية الأولياء: 5 / 26.

(4) أنساب الأشراف: 2 / 386 طبعة دار الفكر - بيروت.

(5) في البحار: فقال: أما عثمان فيرجى أمره إلى الله، وأما على فإنا قد أقبلنا.

(6) في البحار: في غزاة حنين.

(7) البحار: 37 / 197 - 198، عن فضايل الصحابة للسمعاني، ترجمة الإمام علي في تاريخ دمشق: 2 / 42 / ح 544.

الصفحة 288 

الثالث والخمسون: السمعاني - أيضا بإسناده عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع حتى إذا كنا بغدير خم نودي فينا أن الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله (صلى الله عليه وآله) تحت شجرتين فأخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بيد علي فقال: " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثم قال رسول الله:

فإن هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ". قال: فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئا يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة(1).

الرابع والخمسون: السمعاني بإسناده، عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:

" من كنت مولاه فعلي مولاه "(2).

الخامس والخمسون: السمعاني بإسناده عن البراء أن النبي (صلى الله عليه وآله) نزل بغدير خم وأمر فكسح بين شجرتين وصيح بالناس فاجتمعوا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى! قال: ألست أولى بالمؤمنين من آبائهم؟ قالوا: بلى! فدعا عليا فأخذ بعضده ثم قال: هذا وليكم من بعدي. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "، فقام عمر إلى علي فقال:

ليهنك يا بن أبي طالب أصبحت - أو قال أمسيت - مولى كل مؤمن(3).

السادس والخمسون: السمعاني بإسناده عن سالم بن أبي الجعد قال: قيل لعمر: إنك تصنع بعلي ما لا تصنعه بأحد من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله)(4) قال: لأنه مولاي(5).

السابع والخمسون: ومن كتاب الفضائل لأبي سعد السمعاني أيضا بإسناده قال: قدم أبو هريرة ودخل المسجد فاجتمعنا حوله وقام رجل وقال: أنشدك أن أسألك أن حديثا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه " قال: نعم قال:

____________

(1) الغدير: 1 / 274 و 279، عن الكشف والبيان للثعلبي، مسند أحمد 4 / 281، وفضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 1596 ح 1016 وص 610 / ح 1042، أنساب الأشراف: 2 / 356 بحذف آخر الحديث.

(2) المناقب لابن المغازلي ص 22، الرياض النضرة: 2 / 161، ذخائر العقبى ص 67، البداية والنهاية:

7: 349، أسنى المطالب ص 3، الغدير: 1 / 56 - 57 ترجمة الإمام علي في تاريخ دمشق: 2 / 79 / ح 851.

(3) ترجمة الإمام علي في تاريخ دمشق: 2 / 47 / ح 548 - 552.

(4) في المخطوطة: إنك تصنع بعلي شيئا لا تصنعه بأحد من أصحاب رسول الله.

(5) فيض الغدير: 6 / 218، المناقب للخوارزمي ص 97، الغدير: 1 / 303 ترجمة الإمام علي في تاريخ دمشق: 2 / 82 / ح 548.

الصفحة 289 

فإني رأيتك واليت أعداءه وعاديت أولياءه(1)(2).

الثامن والخمسون: موفق بن أحمد بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي: " من كنت مولاه فعلي مولاه "(3).

التاسع والخمسون: موفق بن أحمد بإسناده عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن ومؤمنة "(4).

الستون: موفق بن أحمد قال: أخبرنا أبو محمد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار(5) السكري ببغداد، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: حدثني سعيد بن وهب وعبد خير أنهما سمعا عليا برحبة الكوفة يقول: " أنشد الله من سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه "، فقام(6) عدة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) فشهدوا أنهم سمعوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ذلك(7).

الحادي والستون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال: أخبرني الشيخ مجد الدين عبد الله بن محمود بن مودود الحنفي بقرائتي عليه ببغداد ثالث رجب سنة اثنين وسبعين وستمائة، قال(8) الشيخ أبو بكر المسمار بن عمر بن العويس البغدادي سماعا عليه قال:

أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي سماعا عليه.

وأخبرنا الإمام الفقيه كمال الدين أبو غالب هبة الله بن أبي القسم بن أبي غالب السامري بقراءتي

____________

(1) رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 1 / 360 ولفظه: روى سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عمر بن عبد الغفار، أن أبا هريرة لما قدم مع معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة، ويجلس الناس إليه، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال: يا أبا هريرة؟ أنشدك أسمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي بن أبي طالب: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؟ فقال: اللهم نعم: قال: فأشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه.

(2) ترجمة الإمام علي في تاريخ دمشق: 2 / 74 / ح 573 - 575.

(3) تقدم الحديث، وقال العلامة في الغدير: 1 / 51 وقال هذا الحديث بطوله أخرجه جمع كثير من الحفاظ بأسانيدهم الصحاح منهم: إمام الحنابلة أحمد بن حنبل في مسنده: 1 / 331، والحاكم في المستدرك: 3 / 132، والخوارزمي في المناقب ص 75، ومحب الدين الطبري في الرياض: 2 / 203، وفي ذخائر العقبى ص 87 والحمويني في فرائد السمطين، وابن كثير في البداية والنهاية: 7: 337، والهيثمي في مجمع الزوائد: 9: 108، والكنجي في الكفاية ص 115، وابن حجر في الإصابة: 2 / 509.

(4) المناقب للخوارزمي: 92، ط النجف الأشرف.

(5) في المصدر: يحيى بن هارون بن عبد الجبار.

(6) في المصدر: قال: فقام.

(7) المناقب للخوارزمي ص 95.

(8) في المصدر: أنبأنا.

 

 

 

 

الصفحة 290 

عليه بجامع القصر ببغداد ليلة الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة اثنين وثمانين وستمائة قال: أنبأنا الشيخ محاسن بن عمر بن رضوان الحرائيني(1) سماعا عليه في الحادي والعشرين من المحرم سنة اثنين وعشرين وستمائة قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر الزعفراني(2) سماعا عليه في السادس عشر من شهر رجب سنة خمسين وخمسمائة(3) قال: أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي بن إبراهيم الفرا الناساسي(4) سماعا عليه قال: ابن الزاغوني في شهر شعبان سنة ثلاث وستين وأربعمائة قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت قراءة عليه وأنا أسمع في رجب ثالث عشر من الشهر(5) سنة خمس وأربعمائة قال: أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي المكنى بأبي إسحاق قال: أنبأنا أبو سعيد الأشج قال:

أنبأنا المطلب بن زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: كنت عند جابر بن عبد الله في بيته، وعلي بن الحسين ومحمد ابن الحنفية وأبو جعفر فدخل رجل من أهل العراق فقال: أنشدك الله ألا حدثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: كنا بالجحفة بغدير خم وثم ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار فخرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خباء أو فسطاط فأشار بيده ثلاثا فأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه "(6).

الثاني والستون: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا قال: أخبرنا الإمام الزاهد وحيد الدين محمد ابن أبي بكر(7) بن أبي يزيد الجويني بقراءتي عليه بخير آباد في جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وستمائة قال: أنبأنا الإمام سراج الدين محمد بن أبي الفتوح اليعقوبي سماعا قال: أنبأنا والدي الإمام فخر الدين أبو الفتوح بن أبي عبد الله محمد بن عمر بن يعقوب قال: أنبأنا الشيخ الإمام محمد ابن علي بن الفضل القاري.

ح - وأخبرني السيد الإمام الأطهر فخر الدين المرتضى بن محمود الحسني الأشتري إجازة في سنة إحدى وسبعين وستمائة بروايته، عن والده قال: أخبرني الإمام مجد الدين أبو القاسم عبد الله ابن محمد القزويني قال: أنبأنا جمال السنة أبو عبد الله محمد بن حمويه بن محمد الجويني قال:

أنبأنا جمال الإسلام أبو المحاسن علي بن شيخ الإسلام الفضل بن محمد الفارندي قال: أنبأنا الإمام

____________

(1) في المصدر: الجرايبي.

(2) في المصدر: الزاغوني.

(3) في الغدير: خمس وخمسمائة.

(4) في المصدر: البابياسي، وفي الغدير: البانياسي.

(5) في المصدر: في ثالث عشر من رجب.

(6) فرائد السمطين 1: 62 / ح 29، الغدير: 1 / 205.

(7) في المصدر: محمد بن محمد بن أبي بكر.

الصفحة 291 

عبد الله بن علي شيخ وقته المشار إليه في الطريقة، ومقدم أهل الإسلام في الشريعة قال: نبأنا أبو الحسن علي بن محمد ابن بندار القزويني بمكة، نبأنا علي بن محمد الجبري قراءة عليه، نبأنا محمد بن عبيدة القاضي، نبأنا إبراهيم بن الحجاج، نبأنا حماد، عن علي بن زيد، وأبي هارون العبدي، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع النبي (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع حتى إذا كنا بغدير خم فنادى فينا الصلاة جامعة وكسح للنبي (صلى الله عليه وآله) تحت شجرتين فأخذ النبي بيد علي ثم قال: " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى! قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه(1)؟

قال: أليس أزواجي أمهاتهم؟ قالوا: بلى! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإن هذا مولى من أنا مولاه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "، ولقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال له: هنيئا لك يا بن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

أورده الإمام الحافظ شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي بتفاوت فيه في فضائل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ونقلته من خطه المبارك(2).

الثالث والستون: الحمويني هذا قال: أخبرنا الشيخ الإمام عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان المقدسي بقرائتي عليه بمدينة نابلس، والشيخ الصالح محمد بن عبد الله الأنصاري الجرساني(3) إجازة بروايته، عن أبي عبد الله بن الفضل العزاوي(4) إذنا بروايته، عن الشيخ الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين قال: أنبأنا علي بن أحمد بن عبيد(5) قال: أنبأنا أحمد بن سليمان المؤدب قال: حدثنا عثمان قال: حدثنا زيد بن الجناب(6) قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: أقبلنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجته حتى إذا كنا بين مكة والمدينة نزل فأمر مناديا الصلاة جامعة، قال: فأخذ بيد علي فقال: " ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى! قال: فهذا ولي من أنا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، من كنت مولاه فعلي مولاه "، فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت

____________

(1) في المصدر: قالوا: بلى، قال:

(2) فرائد السمطين 1: 64 / ح 30، الغدير: 1 / 278 - 279.

(3) في المصدر: والشيخ الصالح أبو عبد الله محمد النجار المعروف بابن المرمح البغدادي إجازة في سنة.. وسبعين وستمائة، بروايتهما عن القاضي جمال الدين أبي القسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري الحرستاني.

(4) في المصدر: الفراوي.

(5) في المصدر: علي بن أحمد بن عبدان قال: أنبأنا أحمد بن عبيد.

(6) في المصدر: يزيد بن الحباب.

الصفحة 292 

مولى كل مؤمن ومؤمنة(1).

الرابع والستون: الحمويني قال: أنبأني أبو عبد الله بن يعقوب الحنبلي، أنبأنا عبد الرحمن بن عبد السميع، أنبأنا شاذان بن جبرائيل قراءة عليه، أنبأنا محمد بن عبد العزيز بن أبي طالب أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي النظيري(2) قال: أنبأنا الحسن بن أحمد بن الحسن أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن سحنويه التستري قال: حدثنا يعقوب ابن إبراهيم قال: نبأنا عمر بن شبه، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: حدثني يزيد بن عمر بن مورق قال: كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس فتقدمت إليه فقال: ممن أنت فقال: قلت: من قريش! قال: من أي قريش أنت؟ قلت: من بني هاشم! قال: من أي بني هاشم؟ فسكت، فوضع يده على صدره فقال: أنا والله مولى علي بن أبي طالب ثم قال:

حدثني عدة أنهم سمعوا النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: " من كنت مولاه فعلي مولاه " ثم قال: يا مزاحم كم تعطي أمثاله؟ قال: مائة ومائتي درهم قال: أعطه خمسين دينارا لولاية علي بن أبي طالب، ثم قال: الحق ببلدك فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك(3).

الخامس والستون: الحمويني قال: أنبأني الصدر عزيز الدين محمد بن أبي القسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم الرافعي بروايته، عن أبيه العلامة عبد الكريم ابن محمد قال: أنبأنا أبو منصور ابن شيرويه الحافظ الديلمي إجازة قال: أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن الإمام أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة الحافظ بقراءتي عليه بأصفهان في داره، أنبأنا أبو عمر عثمان بن محمد بن أحمد بن سعيد الحلال، أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل، حدثنا جدي إسحاق، أنبأنا أحمد بن منيع بن عبد الرحمن بن جوشن أبي جعفر البغدادي وهو جد أبي القاسم البغوي من الأم ولذلك يقال له: ابن بنت منيع (رحمه الله) قال: أنبأنا حسين بن محمد، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مرة، عن علي بن أبي طالب - كرم الله وجه - قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم: اللهم أعنه وأعن به، وارحمه وارحم به، وانصره وانصر به، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "(4).

____________

(1) فرائد السمطين 1 / 65 / ح 31.

(2) في المصدر: النطنزي.

(3) فرائد السمطين 1: 66 / ح 32. ورواه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: 5 / 364، وأبو الفرج في الأغاني:

8: 165، وابن عساكر في تاريخه: 5 / 320، والغدير: 1 / 209 - 210.

(4) فرائد السمطين 1 / 67 / ح 33.

الصفحة 293 

السادس والستون: الحمويني قال: روى أبو القاسم بن أحمد الطبراني، عن الحسين التستري، عن يوسف بن محمد بن سابق، عن أبي مالك الحسن، عن جوهر، عن الضحاك، عن عبد الله بن عباس مثله(1).

السابع والستون: الحمويني قال: أخبرنا الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران ابن شبل بقراءتي عليه قلت له: أخبرك القاضي محمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل الخزستاني إجازة قال:

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي إجازة قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن البيهقي الحافظ قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قال: أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن نعيم قال: حدثنا أحمد بن حازم بن أبي عزيزة قال: أنبأنا أبو غسان قال: حدثنا فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق، عن سعيد(2) وعمرو ذي مرة قال: قال علي أنشد الله ولا أنشد إلا أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) من سمع خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم؟ قال: فقام اثنا عشر رجلا ستة من قبل سعيد، وستة من قبل عمرو فشهدوا: أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه "(3).

الثامن والستون: الحمويني قال: أخبرني الشيخ أبو الفضل إسماعيل بن أبي عبد الله بن حماد العسقلاني في كتابه، أنبأنا الشيخ حنبل بن عبد الله بن سعادة المكنى أبو صافي سماعا(4) أنبأ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين سماعا عليه، أنبأنا أبو علي بن المذهب سماعا عليه، أنبأنا أبو بكر القطيعي، أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أحمد بن عمر الوكيعي، قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا الوليد بن عقبة بن نزار العبسي(5) قال: حدثنا سماك بن عبيد بن الوليد العبسي قال: دخلت على عبد الرحمن ابن أبي ليلى فحدثني أنه شهد عليا في الرحبة قال: " أنشد الله رجلا سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يشهد يوم غدير خم إلا قام، ولا يقوم إلا من قد رآه "، فقام اثنا عشر رجلا فقالوا: قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده ويقوله: " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله "(6).

التاسع والستون: الحمويني قال: أخبرنا الشيخ كمال الدين أبو غالب هبة الله بن أبي القاسم بن

____________

(1) فرائد السمطين 1 / 68 / ح 34.

(2) في الغدير: سعيد بن أبي حدان.

(3) فرائد السمطين 1: 69 / ح 36، الغدير: 1 / 172.

(4) في المصدر والغدير: المكي الرصافي سماعا عليه.

(5) في المصدر: القيسي.

(6) فرائد السمطين 1 / 69 / ح 36، الغدير: 1 / 178.

الصفحة 294 

غالب السامري بقراءتي عليه ببغداد ليلة الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة اثنين وثمانين وستمائة بجامع القصر شرقي دجلة قال: أنبأنا محاسن بن عمر بن رضوان الخراساني(1) سماعا عليه عشية السبت الحادي والعشرين من محرم سنة اثنين وعشرين وستمائة قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله ابن نصر الزاغوني سماعا عليه يوم الجمعة السادس عشر من رجب سنة خمسين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن إبراهيم الناسي(2) قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت القرشي قال: أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي قال: أنبأنا محمد بن رنجويه قال: حدثنا الحميدي قال: نبأنا يعقوب بن جعفر قال: نبأنا ابن كثير المديني، عن مهاجر بن مسمار قال: أخبرتني عائشة بنت سعد، عن سعد، أنه قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بطريق مكة وهو متوجه إليها فلما بلغ غدير خم الذي بخم وقف الناس، ثم رد من مضى، ولحقه من تخلف منهم، فلما اجتمع الناس قال: " أيها الناس هل بلغت؟ قالوا: بلى! قال:

اللهم اشهد. قال: أيها الناس هل بلغت؟ قالوا: بلى! قال: اللهم اشهد. ثلاثا، أيها الناس من وليكم؟

قالوا: الله ورسوله ثلاثا، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأقامه ثم قال: من كان الله ورسوله وليه فإن هذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عداه "(3).

السبعون: الحمويني قال: أخبرني الإمام العلامة علاء الدين أبو حامد محمد ابن أبي بكر الطاوسي القزويني فيما كتب إلي من مدينة قزوين سنة ست وستين وستمائة إنه سمع على الشيخ تقي الدين محمد بن محمود بن إبراهيم الحمادي(4) جميع مسند الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل قال: أنبأنا الإمام أبو محمد عبد الغني ابن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني، والشيخ أبو علي بن إسحاق ابن الفرج قالا: نبأنا أبو القسم بن الحصين قال: أنبأنا أبو علي ابن المذهب قال: أنبأنا أبو بكر القطيعي قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:

حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: نبأنا حماد(5) قال: أنبأنا علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة، فكسح لرسول الله (صلى الله عليه وآله) تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى؟ قال: فأخذ بيد علي فقال: اللهم من كنت

____________

(1) في المصدر: الجرايبي.

(2) المصدر: البابناسي.

(3) فرائد السمطين 1 / 70 ح 37.

(4) في المصدر: الحمامي.

(5) في المصدر: حماد بن سلمة.

الصفحة 295 

مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "، قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، عن النبي (صلى الله عليه وآله) نحوه(1).

الحادي والسبعون: الحمويني قال: أنبأنا الشيخ تاج الدين أبو طالب علي بن الحسين(2) بن عثمان بن عبد الله الخازن قال: أنبأنا الإمام برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة قال:

أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي قال: أخبرني سيد الحفاظ فيما كتب إلي من همدان، أنبأنا الرئيس أبو الفتح كتابة، حدثنا عبد الله بن إسحاق البغوي، نبأنا الحسن بن عقيل الغنوي، نبأنا محمد بن عبد الله الزارع، نبأنا قيس بن حفص قال: حدثني علي ابن الحسين العبدي، عن أبي هارون العبدي(3) عن أبي سعيد الخدري أن النبي (صلى الله عليه وآله) يوم دعا الناس إلى غدير خم أمر الناس بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم، وذلك يوم الخميس، ثم دعا الناس إلى علي فأخذ بضبعه فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطه، ثم لم يفترقا حتى نزلت هذه الآية:

* (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) * فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

" الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي، والولاية لعلي، ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله "، فقال حسان بن ثابت: يا رسول الله أتأذن لي أن أقول أبياتا؟ قال: " قل ببركة الله تعالى ". فقال حسان بن ثابت: يا مشيخة قريش اسمعوا شهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم أنشأ يقول:

 

يناديهم يوم الغدير نبيهم         بخم واسمع بالرسول مناديا

بأني مولاكم نعم ووليكم         وقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت ولينا ولا تجدن في الخلق للأمر عاصيا

فقال له قم يا علي فإنني         رضيتك من بعدي إماما وهاديا(4)

 

الثاني والسبعون: الحمويني - أيضا - عن سيد الحفاظ هو أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي قال: أخبرني الحسن بن أحمد بن الحسين الحداد المقري الحافظ قال: نبأنا أحمد

____________

(1) فرائد السمطين 1 / 71 / ح 38.

(2) في المصدر: علي بن أنجب.

(3) في المصدر: أبي هارون بن العبدي.

(4) فرائد السمطين 1 / 72 / ح 39.

الصفحة 296 

ابن عبد الله بن أحمد قال: نبأنا محمد بن أحمد بن علي قال نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: نبأنا يحيى الحماني قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا الناس إلى علي (عليه السلام) في غدير خم وأمر بما تحت الشجرة من الشوك فقم وذلك يوم الخميس فدعا عليا فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) * فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي من بعدي، ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله " فقال حسان بن ثابت: ائذن لي يا رسول الله فأقول في علي أبياتا تسمعها فقال: " قل على بركة الله ". فقال حسان بن ثابت فقال: يا معشر مشيخة قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الولاية الثابتة:

 

يناديهم يوم الغدير نبيهم         بخم واسمع بالرسول مناديا(1)

 

الأبيات المتقدمة، وهذه الأبيات، والحديث مشهور في كتب العامة والخاصة، وقال الحمويني عقيب هذا الحديث والأبيات:

هذا حديث له طرق كثيرة إلى أبي سعيد سعد بن مالك الخدري الأنصاري(2).

الثالث والسبعون: الحمويني قال: أخبرني القاضي جلال الدين أبو المناقب محمود بن مسعود ابن أسعد بن العراقي الطاوسي القزويني إجازة بروايته، عن الشيخ إمام الدين عبد الكريم بن محمد ابن عبد الكريم إجازة قال: أنبأنا أبو منصور شهردار ابن شيرويه بن شهردار الحافظ إجازة قال: أنبأنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب ابن الإمام أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة الحافظ بقراءتي عليه بأصفهان في داره، أنبأنا أبو عمر عثمان بن محمد بن أحمد بن سعيد بن الخلال، أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل، أنبأنا جدي إسحاق،

____________

(1) في المصدر: يقول:

 

فمن مولاكم ووليكم    فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا

إلهك مولانا وأنت ولينا ولن تجدن منالك اليوم عاصيا

فقال له: قم يا علي فإنني        رضيتك من بعدي إماما وهاديا

هناك دعا اللهم وال وليه         وكن للذي عادى عليا معاديا

 

(2) فرائد السمطين 1 / 74 / ح 40.

الصفحة 297 

أخبرنا أحمد بن منيع، عن علي بن هاشم، عن أشعث بن سعيد، عن عبد الله بن بشر، عن أبي راشد، عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن الله عز وجل أيدني يوم بدر ويوم حنين بملائكة معتمين هذه العمة والعمة الحاجز بين المسلمين والمشركين. قاله (عليه السلام) لعلي لما عممه يوم غدير خم بعمامة سدل طرفها على منكبيه "(1).

الرابع والسبعون: الحمويني قال: أنبأني عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم الزهري، عن نقيب الهاشميين بواسط أبي طالب عبد السميع إجازة، أنبأنا شاذان بن جبرائيل بقراءتي عليه، أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمي، أنبأنا حاكم الدين محمد بن أحمد بن علي، قال: حدثنا الحافظ أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم إملاء قال: أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الخليلي ببلخ قال:

نبأنا أبو القسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي قال: نبأنا الهيثم بن كليب الشاشي قال: نبأنا عبد الرحمن بن منصور الحارثي قال: نبأنا أحمد بن عيسى بن عبد الله المعروف بأبي طاهر، حدثني أبي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد قال: حدثني أبي، عن جدي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمم علي بن أبي طالب عمامته السحاب فأرخاها من بين يديه ومن خلفه، ثم قال: " أقبل فأقبل "، ثم قال: " أدبر فأدبر "، قال: هكذا جائتني الملائكة(2).

الخامس والسبعون: الحمويني قال: أنبأني الشيخ المسند شرف الدين أبو الفضل ابن عساكر الدمشقي بإسناده، عن الشيخ الحرستاني إجازة، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي إجازة، عن أبي الحسن علي بن محمد المعري(3) قال: أنبأنا أبو منصور البغدادي قال: أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زياد الدقاق، نبأنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، حدثنا عبد الله بن محمد بن حفص القري يعرف بابن عائشة، حدثني أبو الربيع السمان، عن عبد الله بن بشير، عن أبي راشد الحراني، عن علي بن أبي طالب قال: عممني رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم بعمامة فسدل نمرقها على منكبي وقال: " إن الله أيدني يوم بدر وحنين بملائكة معتمين بهذه العمامة "(4).

السادس والسبعون: الحمويني قال: أخبرنا الشيخ الإمام عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بمدينة نابلس في مسجد، قلت له، أخبرك القاضي أبو القسم عبد الصمد بن محمد

____________

(1) فرائد السمطين 1 / 75 / ح 41.

(2) فرائد السمطين 1 / 76 / ح 42، نظم درر السمطين ص 112.

(3) في المصدر: علي بن محمد المفسر رحمه الله.

(4) فرائد السمطين 1 / 76 / ح 43.

الصفحة 298 

ابن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إجازة فأقربه، قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي إجازة، قال: أنبأنا شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ، قال: أنبأنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: حدثني أبو يعلي الزبيري ابن عبد الله الثوري، حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله البزاز، حدثنا علي بن سعيد الرقي، حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم الثماني عشر من شهر ذي الحجة كتب له صيام ستين سنة، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بيد علي (عليه السلام) فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره ". فقال له عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم(1).

السابع والسبعون: الحمويني قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن شاذان، حدثنا محمد بن مرة عن الحسن بن علي العاصمي، عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن جعفر بن سليمان الضبي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ قال: سئل سلمان الفارسي عن علي بن أبي طالب وفاطمة (عليهما السلام) فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " عليكم بعلي بن أبي طالب فإنه مولاكم فأحبوه، وكبيركم فاتبعوه، وعالمكم فأكرموه، وقائدكم إلى الجنة فعززوه، فإذا دعاكم فأجيبوه، وإذا أمركم فأطيعوه، أحبوه بحبي، وأكرموه بكرامتي، ما قلت لكم في علي بن أبي طالب إلا ما أمرني به ربي جلت عظمته "(2).

الثامن والسبعون: علي بن أحمد المالكي في الفصول المهمة قال: روي الترمذي، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من كنت مولاه فعلي مولاه " هذا اللفظ بمجرده رواه الترمذي ولم يزد عليه، وزاد غيره وهو الزهري ذكر اليوم والزمان والمكان، قال: لما حج رسول الله (صلى الله عليه وآله) حجة الوداع وعاد قاصدا المدينة قام بغدير خم، وهو ماء بين مكة والمدينة وذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام وقت الهاجرة فقال: " أيها الناس إني مسؤول وأنتم مسؤولون هل بلغت ونصحت؟

قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت! قال: وأنا أشهد أني قد بلغت ونصحت، ثم قال: أيها الناس أليس تشهدون أن لا إله إلا الله؟ وأني رسول الله؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، قال:

وأنا أشهد مثل ما شهدتم، ثم قال: أيها الناس قد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي:

كتاب الله وأهل بيتي، ألا وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض

____________

(1) فرائد السمطين 1 / 77 / ح 44.

(2) المصدر السابق.

الصفحة 299 

حوض ما بين بصرى وصنعاء عدد آنيته عدد النجوم، إن الله مسائلكم كيف تخلفوني في كتابه وفي أهل بيتي، ثم قال: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين؟ قالوا: الله ورسوله أولى بالمؤمنين، يقول ذلك ثلاث مرات(1) ثم قال في الرابعة - وأخذ بيد علي -: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه " يقولها ثلاث مرات، ألا فليبلغ الشاهد الغائب(2).

التاسع والسبعون: علي بن محمد المالكي هذا - وهو من أعيان علماء العامة - قال: وروي الحافظ أبو الفتوح سعد بن أبي الفضائل بن خلف العجلي في كتابه الموجز في فضائل الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم يرفعه يسنده إلى حذيفة بن أسيد الغفاري وعامر بن ليلى بن ضمرة قالا: لما صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع ولم يحج بعد غيرها أقبل حتى إذا كان بالجحفة نهى عن سمرات متقاربات بالبطحاء أن لا ينزل تحتهن أحد، حتى إذا أخذ القوم منازلهم أرسل فقم ما تحتهن، حتى إذا نودي بالصلاة صلاة الظهر عمد إليهن فصلى بالناس تحتهن، وذلك يوم غدير خم، ثم بعد فراغه من الصلاة قال: " أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمر نبي ألا نصف عمر النبي الذي كان قبله، وإني لأظن أني أدعى فأجيب، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون هل بلغت، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نقول قد بلغت وجهدت ونصحت وجزاك الله خيرا، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله؟ وأن محمدا عبده ورسوله؟ وأن جنته حق؟ وأن ناره حق؟ والبعث بعد الموت حق؟ قالوا، بلى! نشهد قال: اللهم أشهد، ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون، ألا فإن الله مولاي، وأنا أولى بكم من أنفسكم، ألا ومن كنت مولاه فعلي مولاه، وأخذ بيد علي فرفعها حتى نظرها القوم، ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "(3).

الثمانون: المالكي هذا قال: وروى الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي - رحمه الله تعالى - أيضا هذا الحديث بلفظه مرفوعا إلى البراء بن عازب، مشيرا إلى روايته عن أحمد بن حنبل، عن البراء بن عازب، وقد تقدمت في أول الباب(4).

الحادي والثمانون: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة - وهو من أعيان علماء المعتزلة - قال:

____________

(1) في المصدر: قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن أولى الناس بالمؤمنين أهل بيتي، قال: ذلك ثلاث مرات، ثم قال في الرابعة.

(2) الفصول المهمة ص 23، ط - النجف الأشرف.

(3) الفصول المهمة ص 24.

(4) الفصول المهمة ص 24، ولفظ الحديث المشار إليه مر في هذا الجزء.

الصفحة 300 

حدثنا إبراهيم(1) قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا الحسن بن الحكم النخعي، عن رياح بن الحارث النخعي قال: كنت جالسا عند علي بن أبي طالب (عليه السلام) إذ قدم عليه قوم متلثمون فقالوا:

السلام عليك يا مولانا؟ فقال لهم: " أولستم قوما عربا؟ " قالوا بلى. ولكنا سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول يوم غدير خم: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ". فقال: لقد رأيت عليا (عليه السلام) ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: " اشهدوا ". ثم إن القوم مضوا إلى رحالهم فتبعتهم فقلت لرجل منهم: من القوم؟ قالوا نحن رهط من الأنصار، وذلك يعنون رجلا منهم: أبو أيوب صاحب منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فأتيته فصافحته(2).

الثاني والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح قال: روى عثمان بن سعيد، عن شريك بن عبد الله قال: لما بلغ عليا (عليه السلام) أن الناس يتهمونه فيما يذكره من تقديم النبي وتفضيله على الناس قال: " أنشد الله من بقي ممن لقي رسول الله وسمع مقالته في يوم غدير خم إلا قام فشهد بما سمع "؟ فقام ستة ممن عن يمينه من أصحاب رسول الله، وستة ممن على شماله من الصحابة أيضا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ذلك اليوم وهو رافع بيدي علي (عليه السلام): " من كنت مولاه فهذا علي مولاه.

اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأحب من أحبه، وابغض من أبغضه "(3).

الثالث والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح قال: روى سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عمر بن عبد الغفار إن أبا هريرة لما قدم الكوفة مع معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة ويجلس الناس إليه، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال: يا أبا هريرة؟ أنشدك الله أسمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي بن أبي طالب: " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "؟ فقال: اللهم نعم قال: فأشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه، ثم قام عنه(4).

الرابع والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح قال: ذكر جماعة من شيوخنا البغداديين إن عدة من الصحابة والتابعين والمحدثين كانوا منحرفين عن علي (عليه السلام) قائلين فيه السوء ومنهم من كتم

____________

(1) في الغدير: إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي المعروف بابن ديزيل في كتاب صفين.

(2) شرح نهج البلاغة: 1 / 289، تاريخ ابن كثير: 11 / 71، الغدير: 1 / 188.

(3) شرح نهج البلاغة: 1 / 209، الغدير: 1 / 183.

(4) شرح نهج البلاغة: 1 / 360، الغدير ج: 204.

 

 

 

 

الصفحة 301 

مناقبه وأعان أعدائه ميلا مع الدنيا وإيثارا للعاجلة فمنهم: أنس بن مالك ناشد علي (عليه السلام) في رحبة القصر - أو قال برحبة الجامع بالكوفة - " أيكم سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه "؟ فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا بها وأنس بن مالك في القوم لم يقم. فقال له: يا أنس؟ ما يمنعك أن تقوم فتشهد فلقد حضرتها فقال: يا أمير المؤمنين! كبرت ونسيت. فقال: " اللهم إن كان كاذبا فارمه ببيضاء لا تواريها العمامة ". قال طلحة بن عمر: فوالله لقد رأيت الوضح به بعد ذلك أبيض بين عينيه.

وروى عثمان بن مطرف: أن رجلا سأل أنس بن مالك في آخر عمره عن علي بن أبي طالب؟

فقال: إني آليت أن لا اكتم حديثا سئلت عنه في علي بعد يوم الرحبة، ذاك رأس المتقين يوم القيامة، سمعته والله من نبيكم(1).

الخامس والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح، قال ابن نوح: واعجباه من قوم - يعني من أصحاب صفين - يعتريهم الشك في أمرهم لمكان عمار، ولا يعتريهم الشك لمكان علي (عليه السلام)، ويستدلون على أن الحق مع أهل العراق بكون عمار بين أظهرهم، ولا يعبؤون بمكان علي (عليه السلام)، ويحذرون من قول النبي (صلى الله عليه وآله) تقتلك الفئة الباغية ويرتاعون لذلك ولا يرتاعون لقوله (صلى الله عليه وآله) في علي (عليه السلام): " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ولا لقوله لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق "(2).

السادس والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح قال: قال عمار بن ياسر في حديث له مع عمرو ابن العاص في يوم صفين قال له عمار: سأخبرك على ما أقاتلك عليه وأصحابك: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرني أن أقاتل الناكثين فقد فعلت، وأمرني أن أقاتل القاسطين، وأنتم هم، وأما المارقون فلا أدري أدركهم أو لا. أيها الأبتر ألست تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "؟ فأنا مولى الله ورسوله، وعلي مولاي بعدهما(3).

السابع والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح قال: روى أبو إسرائيل، عن الحكم، عن أبي سلمان(4) المؤذن أن عليا (عليه السلام) نشد الناس من سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " من كنت مولاه فعلي

____________

(1) شرح نهج البلاغة: 1 / 361، الغدير: 1 / 193 - 194.

(2) شرح نهج البلاغة: 2 / 271.

(3) شرح نهج البلاغة: 2 / 273.

(4) في المصدر: سليمان.

الصفحة 302 

مولاه ". فشهد له قوم وأمسك زيد بن أرقم فلم يشهد، وكان يعلمها، فدعا علي (عليه السلام) عليه بذهاب البصر فعمي، فكان يحدث بالحديث(1) بعد ما كف بصره(2).

الثامن والثمانون: ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب بإسناده إلى الوليد ابن صالح عن ابن امرأة زيد بن أرقم قال:(3) أقبل نبي الله في حجة الوداع(4) حتى نزل بغدير الجحفة، بين مكة والمدينة، فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ثم نادى: الصلاة جامعة! فخرجنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في يوم شديد الحر وإن منا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الحر(5) انتهينا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال... - ثم ذكر تحميده لله تعالى وتوحيده وشهادته برسالته ثم قال:(6) - " أيها الناس(7) إنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف ما عمر من قبله، وإن عيسى ابن مريم لبث في قومه أربعين سنة، وإني قد أشرعت في العشرين، إلا وإني يوشك أن أفارقكم ألا وإني مسؤول وأنتم مسؤولون فهل بلغتكم؟ فما أنتم قائلون؟

فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقول: نشهد أنك عبد الله ورسوله، قد بلغت رسالته وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره، وعبدته حتى أتاك اليقين، جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته.

ثم ذكر تفصيل ما بلغ إليهم من الوحدانية والرسالة والجنة والنار وكتاب الله ثم قال(8):

ألا وإني فرطكم، وأنتم تبعي، توشكون أن تردوا علي الحوض، فأسألكم عن ثقلي(9) كيف خلفتموني فيهما، قال: فاعيل علينا ما ندري ما الثقلان، حتى قال رجل من المهاجرين فقال: بأبي

____________

(1) في المصدر: يحدث الناس بالحديث.

(2) شرح نهج البلاغة: 1 / 362.

(3) كذا ورد السند في المصدر: أخبرنا أبو يعلى علي بن عبيد الله بن العلاف البزار إذنا قال: أخبرنا عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزار قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عثمان قال: حدثنا محمد بن بكر بن عبد الرزاق، حدثنا أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلبي قال: حدثني مسلم بن إبراهيم، حدثنا نوح بن قيس الحداني، حدثنا الوليد بن صالح عن ابن امرأة زيد بن أرقم قالت..

(4) في المصدر: من مكة في حجة الوداع.

(5) في المصدر: من شدة الرمضاء حتى انتهينا.

(6) كذا اللفظ في المصدر: ثم قال: الحمد لله نحمده ونستعينه، ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله.

(7) في المصدر: أما بعد: أيها الناس فإنه.

(8) في المصدر: فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله لا شريك له؟ وأن محمدا عبده ورسوله؟ وأن الجنة حق، وأن النار حق، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا: بلى، قال: فإني أشهد أن قد صدقتكم وصدقتموني، ألا وإني فرطكم.

(9) في المصدر: فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي.

الصفحة 303 

أنت وأمي يا نبي الله ما الثقلان؟ قال (صلى الله عليه وآله): الأكبر منهما كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله تعالى، وطرف بأيديكم، فتمسكوا به ولا تضلوا، والأصغر منهما عترتي.

ثم ذكر وصيته بعترته ثم قال:

فإني سألت لهما(1) اللطيف الخبير فأعطاني، ناصرهما ناصري، وخاذلهما خاذلي، ووليهما وليي، وعدوهما عدوي(2) ألا وإنها لم تهلك أمة قبلكم حتى تدين بأهوائها، وتظاهر على نبيها، وتقتل من قام بالقسط منها، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فرفعها فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه(3) ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاده ". قالها ثلاثا. هذا آخر الخطبة(4).

التاسع والثمانون: المالكي في الفصول المهمة قال: روى الإمام أبو الحسن الواحدي في كتابه المسمى بأسباب النزول يرفعه بسنده إلى أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) *(5) يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.

وقوله: بغدير خم: هو بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم مع التنوين، اسم لغيضة على ثلاثة أميال من الجحفة، وعندها غدير مشهور يضاف إلى الغيضة، فيقال: غدير خم. هكذا ذكره الشيخ محي الدين النووي(6).

أقول: خبر غدير خم قد بلغ حد التواتر من طريق العامة والخاصة، حتى أن محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ أخرج خبر غدير خم وطرقه من خمسة وسبعين طريقا، وأفرد له كتابا سماه كتاب الولاية، وهذا الرجل عامي المذهب(7).

____________

(1) كذا ورد اللفظ في المصدر: والأصغر منهما عترتي، من استقبل قبلتي، وأجاب دعوتي! فلا تقتلوهم، ولا تقهروهم، ولا تقصروا عنهم، فإني قد سألت لهم اللطيف الخبير.

(2) في المصدر: ناصر لهما لي ناصر، وخاذلهما لي خاذل، ووليهما لي ولي، وعدوهما لي عدو.

(3) في المصدر: فهذا مولاه.

(4) المناقب لابن المغازلي ص 16.

(5) المائدة: 67 و.

(6) الفصول المهمة ص 25.

(7) قال الذهبي في طبقاته 2 / 254. لما بلغ (محمد بن جرير) أن ابن أبي داود تكلم في حديث غدير خم عمل كتاب الفضائل وتكلم في تصحيح الحديث ثم قال: قلت: رأيت مجلدا من طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق.

وقال ابن كثير في تاريخه: 11 / 146 في ترجمة الطبري: إني رأيت له كتابا جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلدين ضخمين، وكتابا جمع فيه طرق حديث الطير.

الصفحة 304 

وذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة خبر يوم الغدير وأفرد له كتابا، وطرقه من مائة وخمسة طريق. هذا وقد تجاوز حد التواتر فلا يوجد خبر قط نقل من طرق بقدر هذه الطرق، فيجب أن يكون أصلا متبعا، وطريقا مهيعا.

والدليل على ما ذكرناه - أنه لم يوجد خبر له طرق كخبر غدير خم - ما حكاه السيد العلامة علي ابن موسى بن طاووس وعلي بن محمد بن شهرآشوب ذكرا عن شهرآشوب قال: سمعت أبا المعالي الجويني يتعجب ويقول: شاهدت مجلدا ببغداد في يدي صحاف فيه روايات غدير خم مكتوبا عليه المجلدة الثامنة والعشرون من طرق قوله: " من كنت مولاه فعلي مولاه " ويتلوه في المجلدة التاسعة والعشرين(1).

حكاية لطيفة: ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قال: حدثني يحيى بن سعيد بن علي الحنبلي المعروف بابن غالية(2) من ساكني قطفيا بالجانب الغربي ببغداد وأحد الشهود المعدلين بها قال: كنت حاضرا عند الفخر إسماعيل بن علي الحنبلي الفقيه المعروف بغلام ابن المثنى، وكان الفخر إسماعيل(3) هذا مقدم الحنابلة ببغداد في الفقه والخلاف، ويشتغل بشئ في علم المنطق، وكان حلو العبارة، وقد رأيته أنا وحضرت عنده وسمعت كلامه، توفي سنة عشرة وستمائة قال ابن غالية: ونحن عنده نتحدث، إذ دخل شخص من الحنابلة قد كان له دين على بعض أهل الكوفة فانحدر إليه يطالبه به فاتفق أن حضرت(4) زيارة يوم الغدير والحنبلي المذكور في الكوفة، وهذه الزيارة وهي اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ويجتمع بمشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) من الخلائق جموع عظيمة تتجاوز حد الإحصاء قال ابن غالية: فجعل الشيخ الفخر يسأل ذلك الشخص: ما رأيت؟ هل وصل مالك إليك؟ هل بقي لك منه بقية عند غريمك؟ وذلك الشخص يجاوبه حتى قال: يا سيدي لو شاهدت يوم الزيارة يوم الغدير لرأيت ما يجري عند قبر علي بن أبي طالب من الفضايح والأقوال الشنيعة وسب الصحابة جهارا بأصوات مرتفعة، من غير مراقبة ولا خيفة.

فقال إسماعيل: أي ذنب لهم، والله ما جرأهم على ذلك، ولا فتح لهم هذا الباب إلا صاحب هذا القبر، فقال ذلك الشخص: ومن هو صاحب القبر؟ قال: علي بن أبي طالب قال: يا سيدي هو الذي

____________

(1) ذكر هذه الحكاية القندوزي في ينابيع المودة ص 36 وقال: حكى العلامة علي بن موسى وعلي بن محمد أبي المعالي الجويني الملقب بإمام الحرمين أستاذ أبي حامد الغزالي رحمهما الله...

(2) في المصدر: عالية.

(3) في المصدر: إسماعيل بن علي.

(4) في المصدر: واتفق أن حضره.

الصفحة 305 

سن لهم ذلك، وعلمهم إياه، وطرقهم إليه؟ قال: نعم والله، قال: يا سيدي فإن كان محقا فما لنا نتولى فلانا وفلانا؟ وإن كان مبطلا فما لنا نتولاه؟ ينبغي أن نبرأ منه(1) أو منهما، قال ابن غالية: فقام إسماعيل مسرعا فلبس نعله وقال: لعن الله إسماعيل الفاعل (ابن الفاعل) إن كان يعرف جواب هذه المسألة، ودخل دار حرمه وقمنا نحن وانصرفنا(2).

____________

(1) في المصدر: أما منه.

(2) شرح نهج البلاغة: 2 / 496 ط - مصر - الميمنية.

هذا جل ما رواه السيد البحراني - قدس سره - من ألفاظ حديث الغدير نقلا عن مصادر العامة وذلك عن اثنين وأربعين واحدا من الصحابة والتابعين ولم يقف على مصادر السلف أكثر مما نقل عنها. وقد أفرد المرحوم الأميني - رحمه الله - دراسة صافية للحديث رواه فيها عن مائة وعشرة صحابيا، وعن أربعة وثمانين من التابعين، وعن ثلاثمائة وستين واحدا من الحفاظ وأئمة الحديث ممن رواة هذه الإثارة النبوية قرنا بعد قرن، وذكر ستة وعشرين مؤلفا أفرده العلماء حول الحديث وضبط ما صح لديهم من طرقه وألفاظه. راجع الغدير: 1 / 14 - 158.