الباب في قوله تعالى: * (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله) * من طريق الخاصة

الصفحة 74   

وفيه سبعة أحاديث

الحديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " نزلت في علي وحمزة والعباس وشيبة قال العباس: أنا أفضل لأن سقاية الحاج بيدي، وقال شيبة: أنا أفضل لأن حجابة البيت بيدي، وقال: حمزة أنا أفضل لأن عمارة المسجد الحرام بيدي، وقال علي (عليه السلام): أنا أفضل لأني آمنت قبلكم ثم هاجرت وجاهدت فرضوا برسول الله (صلى الله عليه وآله) حكما، فأنزل الله تعالى * (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله) *... إلى قوله * (إن الله عنده أجر عظيم) * "(1).

الحديث الثاني: إبراهيم هذا قال: وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب قوله * (كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين) * ثم وصف علي بن أبي طالب * (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون) * ثم وصف ما لعلي (عليه السلام) عنده فقال: * (يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم) * "(2).

الحديث الثالث: محمد بن يعقوب عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن بن مسكان عن أبي بصير عن أحدهما (عليهما السلام) قول الله: " * (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر) * " نزلت في حمزة وعلي وجعفر والعباس وشيبة أنهم فخروا بالسقاية والحجابة فأنزل الله عز وجل * (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله) * وكان علي وحمزة وجعفر صلوات الله عليهم * (الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند

____________

(1) تفسير القمي: 1 / 284.

(2) تفسير القمي: 1 / 284.

الصفحة 75   

الله) * "(1).

الحديث الرابع: الشيخ الطوسي في مجالسه قال: أخبرني جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله الفداني(2) قال: حدثنا الربيع بن سيار قال: حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر (رضي الله عنه) أن عليا (عليه السلام) وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلقوا عليهم بابه ويتشاوروا في أمرهم وأجلهم ثلاثة أيام، فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قتل ذلك الرجل، وإن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان، فلما توافقوا جميعا على رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب: " [ إني ] أحب أن تسمعوا مني ما أقول لكم فإن يكن حقا فاقبلوه، وإن يكن باطلا فأنكروه " قالوا: قل، فذكر مناقبه لهم وهم يوافقونه على ثبوتها له دونهم، وقال لهم في ذلك: " فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية * (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله) * غيري؟ قالوا: لا(3).

الحديث الخامس: العياشي في تفسيره بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قيل له: يا أمير المؤمنين أخبرنا بأفضل مناقبك؟ قال: " نعم كنت أنا وعباس وعثمان ابن أبي شيبة في المسجد الحرام، قال عثمان بن أبي شيبة: أعطاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخزانة، يعني:

مفاتيح الكعبة، وقال العباس: أعطاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) السقاية وهي زمزم، ولم يعطك شيئا يا علي قال: فأنزل الله * (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله) * "(4).

الحديث السادس: العياشي بإسناده عن أبي بصير عن إحداهما (عليهما السلام) في قول الله: * (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام) * قال: " نزلت في علي وحمزة وجعفر والعباس وشيبة أنهم فخروا في السقاية والحجابة فأنزل الله * (أجعلتم سقاية الحاج) *... إلى قوله * (واليوم الآخر) * الآية فكان علي وحمزة وجعفر (عليهم السلام) * (الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وجاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند الله) *(5).

الحديث السابع: الطبرسي في (مجمع البيان) قال: روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده

____________

(1) الكافي: 8 / 203 ح 245.

(2) في المصدر: العدلي.

(3) أمالي الطوسي: 545 - 550 ح 1168 مجلس 19 ح 4 والحديث طويل.

(4) تفسير العياشي: 2 / 83 ح 34.

(5) تفسير العياشي: 2 / 83 ح 35.

الصفحة 76   

عن أبي بريدة عن أبيه قال: بينما شيبة والعباس يتفاخران إذ مر عليهما(1) علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: " بماذا تتفاخران؟ " فقال العباس؟ لقد أوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد: سقاية الحاج، وقال شيبة: أوتيت عمارة المسجد الحرام فقال علي (عليه السلام): " وأنا أقول لكما لقد(2) أوتيت على صغري ما لم تؤتيا " فقالا: وما أتيت يا علي؟

قال: " ضربت خراطيمكما بأسيف حتى آمنتما بالله ورسوله " فقام العباس مغضبا يهرول(3)

حتى دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: أما ترى ما استقبلني به علي؟ فقال: " ادعوا لي عليا " فدعي له فقال: " ما حملك على ما استقبلت به عمك؟ " فقال: " يا رسول الله صدمته الحق فإن شاء فليغضب، وإن شاء فليرض " فنزل جبرئيل (عليه السلام) وقال: " يا محمد ربك يقرأ عليك السلام ويقول:

أتل عليهم: * (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر) *... إلى قوله * (إن الله عنده أجر عظيم) * [ فقال العباس: إنا قد رضينا ثلاث ](4).

____________

(1) في المصدر: بهما.

(2) في المصدر: استحييت لكما فقد.

(3) في المصدر: يجر ذيله.

(4) مجمع البيان: 5 / 28، وشواهد التنزيل: 1 / 329 ح 338.