الباب في قوله تعالى: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * من طريق الخاصة

الصفحة 67   

وفيه أحد عشر حديثا

الحديث الأول: علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن أبي بصير والفضيل عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال: إنما نزلت * (أفمن كان على بينة من ربه) * يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (ويتلوه شاهد منه) * * (إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى أولئك يؤمنون به) * فقدموا وأخروا في التأليف "(1).

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي عن أحمد بن عمر الحلال قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " الشاهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورسول الله (صلى الله عليه وآله) على بينة من ربه "(2).

الحديث الثالث: محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين عن عبد الله بن حماد عن حماد عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " لو كسرت لي الوسادة فقعدت عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم وأهل الزبور بزبورهم وأهل الفرقان بفرقانهم بقضاء يصعد إلى الله يزهر، والله ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أو نهار إلا وقد علمت فيمن أنزلت، ولا ممن مر على رأسه المواسي من قريش إلا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنة أو إلى النار " فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين ما الآية التي نزلت فيك؟ قال له: " أما سمعت الله يقول: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * فرسول الله (صلى الله عليه وآله) على بينة من ربه وأنا شاهد له منه وأتلوه معه "(3).

الحديث الرابع: الشيخ في أماليه بإسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قام يوم الجمعة يخطب على المنبر فقال: " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا وقد

____________

(1) تفسير القمي: 1 / 324.

(2) الكافي: 1 / 190 ح 3.

(3) بصائر الدرجات: 132 / 1.

الصفحة 68   

نزلت فيه آية من كتاب الله عز جل أعرفها كما أعرفه " فقام إليه الرجل فقال: يا أمير المؤمنين ما آيتك التي نزلت فيك؟ فقال: " إذا سألت فافهم ولا عليك ألا تسأل عنها غيري، أقرأت سورة هود؟

فقال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: " أفسمعت قول الله عز وجل يقول: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * قال: نعم، قال: " فالذي * (على بينة من ربه) * محمد (صلى الله عليه وآله) الذي يتلوه شاهد منه - وهو الشاهد وهو منه - أنا علي بن أبي طالب وأنا الشاهد وأنا منه [ وله ] "(1).

الحديث الخامس: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي قال: حدثنا عبد الرحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين (عليه السلام) عن الحسن (عليه السلام) في خطبة طويلة خطبها بمحضر معاوية وقال (عليه السلام): " أقول معشر الخلائق فاسمعوا ولكم أفئدة وأسماع فعوا: إنا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام واختارنا واصطفانا واجتبانا فأذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيرا والرجس هو الشك، فلا نشك في الله الحق ودينه أبدا، وطهرنا من كل أفن وغية، مخلصين إلى آدم نعمة منه لم يفترق الناس [ قط ] فرقتين إلا جعلنا الله في خيرهما فأدت الأمور إلى أن بعث الله محمد (صلى الله عليه وآله) للنبوة واختاره للرسالة وأنزل عليه كتابه، ثم أمره بالدعاء إلى الله عز وجل فكان أبي (عليه السلام) أول من استجاب لله تعالى ولرسوله (صلى الله عليه وآله) وأول من آمن وصدق الله ورسوله وقد قال الله تعالى في كتابه المنزل على نبيه المرسل: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * فرسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي على بينة من ربه وأبي الذي يتلوه وهو شاهد منه " وساق الخطبة وهي طويلة(2).

الحديث السادس: الشيخ المفيد في أماليه قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي قال:

حدثنا علي بن عبد الله بن أسد الأصفهاني قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا إسماعيل بن أبان قال: حدثنا الصباح بن يحيى المزني عن الأعمش عن المنهال بن عمرو بن عباد ابن عبد الله قال: قام رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله تعالى:

* (أفمن كان على بينة من ربه) * قال: قال: " رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي كان على بينة من ربه وأنا الشاهد له ومنه، والذي نفسي بيده ما أحد جرت عليه المواسي من قريش إلا وقد أنزل الله فيه من كتابه طائفة والذي نفسي بيده لأن يكونوا يعلمون ما قضى الله لنا أهل البيت على لسان النبي الأمي

____________

(1) أمالي الطوسي: 372 / ح 808 / المجلس 13 / ح 52.

(2) أمالي الطوسي: 562 / ح 1174 / مجلس 11 / ح 1.

الصفحة 69   

أحب إلي من أن يكون لي ملأ هذه الرحبة ذهبا، والله ما مثلنا في هذه الأمة إلا كمثل سفينة نوح وكباب حطة في بني إسرائيل "(1).

الحديث السابع: سليم بن قيس الهلالي من كتابه نسخت عن قيس بن سعد بن عبادة في حديث له مع معاوية قال قيس: لقد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاجتمعت الأنصار إلى أبي بكر فقالوا:

نبايع سعدا، فجائت قريش فخاصموا [ الأنصار فخصموهم ] بحجة علي وأهل بيته وخاصمونا بحقه وقرابته من رسول الله، فما يعدد قريش أن يكونوا ظلموا الأنصار وآل محمد، ولعمري ما لأحد من الأنصار ولا من قريش ولا من العرب ولا من العجم في الخلافة حق ولا نصيب مع علي بن أبي طالب وولده من بعده (عليهم السلام).

فغضب معاوية وقال: يا بن سعد عن من أخذت هذا وعن من ترويه وممن سمعته؟ أبوك حدثك بهذا وعنه أخذته؟.

فقال له قيس بن سعد: أخذته عمن هو خير من أبي وأعظم حقا من أبي، قال: من هو؟ قال: علي ابن أبي طالب، أخذته من عالم هذه الأمة وربانها وصديقها وفاروقها الذي أنزل الله فيه وما أنزل * (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) * فلم يدع قيس آية نزلت فيه إلا ذكرها، فقال معاوية: إن صديقها أبو بكر وفاروقها عمر والذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام.

قال قيس: أحق بهذه الأسماء وأولى بها الذي أنزل الله فيه * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * الذي أنزل الله فيه * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * [ والله لقد نزلت * (وعلي لكل قوم هاد) * فأسقطتم ذلك، ] والذي نصبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه، وقال في غزوة تبوك: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(2).

الحديث الثامن: العياشي عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " الذي على بينة من ربه رسول الله (صلى الله عليه وآله) والذي تلاه من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم أوصياؤه واحد بعد واحد "(3).

الحديث التاسع: العياشي عن جابر بن عبد الله بن يحيى قال: سمعت عليا (عليه السلام) وهو يقول: " ما من رجل من قريش إلا وقد أنزلت فيه آية أو آيتان من كتاب الله " فقال له رجل من القوم: فما نزل فيك يا أمير المؤمنين؟

____________

(1) أمالي المفيد: 145 / 5.

(2) كتاب سليم بن قيس: 313.

(3) تفسير العياشي: 2 / 142 ح 12.

الصفحة 70   

فقال: " أما تقرأ الآية التي في هود * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * محمد (صلى الله عليه وآله) على بينة من ربه وأنا الشاهد "(1).

الحديث العاشر: علي بن عيسى في (كشف الغمة) قال عباد بن عبد الله الأسدي: سمعت عليا (عليه السلام) يقول وهو على المنبر: " ما من رجل من قريش إلا نزلت فيه آية أو آيتان " فقال رجل من تحته: فما نزل فيك أنت؟ فغضب ثم قال: " أما أنك لو لم تسألني على رؤوس الإشهاد(2) ما حدثتك ويحك هل تقرأ سورة هود " ثم قرأ علي (عليه السلام) " * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * رسول الله (صلى الله عليه وآله) على بينة وأنا الشاهد منه "(3).

الحديث الحادي عشر: (كشف الغمة) أيضا عن ابن عباس في معنى الآية: هو علي (عليه السلام) شهد للنبي (صلى الله عليه وآله) [ وهو منه ](4).

____________

(1) تفسير العياشي: 2 / 142 ح 13.

(2) في المصدر: القوم.

(3) كشف الغمة: 1 / 321.

(4) كشف الغمة: 1 / 313