الباب في قوله تعالى: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * من طريق العامة

الصفحة 61

الباب في قوله تعالى: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) *(1)

من طريق العامة وفيه ثلاثة وعشرون حديثا

الحديث الأول: موفق بن أحمد الخوارزمي من أعيان علماء العامة قال: كتب عمرو بن سعد بن أبي العاص إلى معاوية في رد مكاتبة معاوية إليه في طلبه الإعانة على قتال أمير المؤمنين (عليه السلام)، كتب إليه عمرو بن سعد من عمرو بن سعد أبي العاص صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد فقد وصل لي كتابك فقرأته ثم فهمته فأما ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي والتهور في الضلالة معك وإعانتي إياك على الباطل واختراط السيف في وجه علي (رضي الله عنه) وهو أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووصيه ووارثه وقاضي دينه ومنجز وعده وزوج أبنته سيدة نساء أهل الجنة وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة فلن يكون، وأما ما قلت: إنك خليفة عثمان فقد صدقت ولكن تبين اليوم عزلك عن خلافته وقد بويع لغيره فزالت خلافتك، وأما ما عظمتني به ونسبتني إليه من صحبة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإني صاحب جيشه فلا اغتر بالتزكية ولا أميل بها عن الملة، وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووصيه إلى البغي والحسد لعثمان وسميت الصحابة فسقة وزعمت أنه أشلاهم على قتله فهذا كذب وغواية.

ويحك يا معاوية أما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبات على فراشه، وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة، وقد قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله): " هو مني وأنا منه وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " وقد قال فيه يوم غدير خم: " ألا ومن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله " وهو الذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم خيبر: " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " وهو الذي قال فيه يوم الطير: " اللهم أئتني بأحب الخلق إليك " فلما دخل عليه قال: " إلي وإلي " وقد قال فيه يوم بني النضير: " علي إمام البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله " وقد قال (صلى الله عليه وآله): " علي وليكم من بعدي " وأكد القول عليك وعلي وعلى جميع المسلمين وقال: " إني

____________

(1) هود: 17.

الصفحة 62   

مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي " وقد قال: " أنا مدينة العلم وعلي بابها " وقد علمت يا معاوية ما أنزل الله تعالى في كتابه فيه من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد كقوله تعالى: * (يوفون بالنذر) * * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * وقد قال الله تعالى: * (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) * وقد قال الله تعالى لرسوله: * (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * وقد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) " أما ترضى أن يكون سلمك سلمي وحربك حربي وتكون أخي ووليي في الدنيا والآخرة يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أحبك أدخله الله الجنة ومن أبغضك أدخله الله النار " وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين والسلام(1).

الحديث الثاني: الموفق بن أحمد قوله تعالى: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * قال ابن عباس: هو علي شهد للنبي وهو منه(2).

الحديث الثالث: إبراهيم بن محمد الحمويني من فضلاء العامة في كتاب (فرائد السمطين) أخبرني الشيخ مجد الدين محمد بن يحيى بن الحسن الكرجي بقرائتي عليه في قزوين في داره، أنبأنا أبو المؤيد محمد بن علي الطوسي إجازة، أنبأنا جدي لأمي أبو العباس محمد بن العباس الغضائري المعروف بعباسة، أنبأنا الشيخ أبو سعيد محمد بن سعد الفرخزادي قال: أنبأنا الإمام أحمد ابن محمد ابن إبراهيم أبو إسحاق الثعلبي قال: أخبرني أبو عبد الله القاشي أنبأنا القاضي أبو الحسين النصيبي نبأ أبو بكر السبيعي نبأ علي بن محمد الدهان والحسين بن إبراهيم الجصاص قال:

أنبأنا حسين بن الحكم نبأ حسن بن الحسين بن الخير عن حبان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: * (أفمن كان على بينة) * رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (يتلوه شاهد منه) * علي (عليه السلام) خاصة(3).

الحديث الرابع: الحمويني هذا بإسناده السابق عن السبيعي نبأ علي بن إبراهيم بن محمد العلوي عن الحسين بن الحكم نبأ إسماعيل بن صبيح نبأ أبو الجارود عن حبيب بن يسار عن زادان قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " والذي فلق الحبة وبرء النسمة لو كسرت لي وسادة يقول: ثنيت فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم، والذي فلق الحبة وبرء النسمة ما من رجل من قريش جرت

____________

(1) المناقب: 199 / ح 240.

(2) المناقب: 278 / ح 267.

(3) فرائد السمطين: 1 / 338 / ب 63 / ح 260.

الصفحة 63   

عليه المواسي إلا وأنا أعرف آية تسوقه إلى جنة أو تسوقه إلى نار " فقام رجل فقال: فأنت أي شئ نزل فيك، فقال علي صلوات الله عليه وآله: " * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * فرسول الله (صلى الله عليه وآله) على بينة من ربه ويتلوه أنا شاهد منه "(1).

الحديث الخامس: الحمويني هذا بإسناده عن السبيعي نبأ أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثني علي بن بزيع قال: حدثني حفص الفراء أنبأنا صباح الغراء مولى محارب عن جابر بن عبد الله قال: قال علي (عليه السلام): " ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه آية وآيتان " فقال له: رجل فأنت أي شئ نزل فيك؟

فقال علي (عليه السلام): " أما تقرأ الآية التي في هود * (ويتلوه شاهد منه) * "(2).

الحديث السادس: الحمويني هذا أنبأ أبي العدل تاج الدين علي بن أنجب بن عبيد الله أبو طالب الخازن قال: نبأ الإمام برهان الدين ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة قال: أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي قال: أنبأنا الشيخ الإمام الحافظ زين الدين والأئمة علي ابن أحمد العاصمي قال: أنبأنا شيخ القضاة إسماعيل بن شيخ السنة أحمد بن الحسين البيهقي قال: أنبأنا أبي قال: قال: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ نبأ أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني إملاء نبأ أحمد بن محمد بن حرث نبأ أبو طاهر أحمد بن عيسى بن محمد نبأ يحيى بن عبد الله العلوي خال جعفر بن محمد: نبأ نوح بن قيس عن الأعمش عن عمر بن مرة عن أبي البختري قال: رأيت ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) صعد المنبر بالكوفة وعليه مدرعة كانت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) متقلدا بسيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعمما بعمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي أصبعه خاتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقعد علي (عليه السلام) على المنبر وكشف عن بطنه وقال: " اسألوني من قبل أن تفقدوني فإن ما بين الجوانح مني علم جم هذا سفط العلم هذا لعاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا ما زقني رسول الله (صلى الله عليه وآله) زقا من غير وحي أوحي إلي، فوالله لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الله التوراة والإنجيل فتقول: صدق علي قد أفتاكم بما أنزل في وأنتم تتلون الكتاب فلا تعقلون، ويتلوه شاهد منه "(3).

الحديث السابع: الواحدي بإسناده عن عباد بن عبد الله الأسدي قال: سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يقول: " ما من أحد من قريش إلا وقد نزلت فيه آية وآيتان " فقال رجل: فما نزل فيك

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 338 / ب 63 / ح 261.

(2) فرائد السمطين: 1 / 340 / ب 63 / ح 262.

(3) فرائد السمطين: 1 / 340 / ب 63 / ح 263.

الصفحة 64   

قال: فغضب ثم قال: " أما والله لو لم تسألني على رؤوس القوم ما حدثتك " ثم قال: " هل تقرأ سورة هود (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) رسول الله (صلى الله عليه وآله) على بينة من ربه وأنا الشاهد "(1).

الحديث الثامن: الثعلبي في تفسير هذه الآية قال: أخبرنا أبو عبد الله القاري أخبرنا القاضي أبو القاسم النصيبي حدثنا أبو بكر السبيعي قال: حدثنا علي بن محمد الدهان والحسين عن حيان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس (رضي الله عنه) * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * قال: علي خاصة(2).

الحديث التاسع: الثعلبي عن السبيعي قال: أخبرنا علي بن إبراهيم بن محمد العلوي عن الحسين بن الحكم حدثنا إسماعيل بن صبيح حدثنا أبو الجارود حبيب بن يسار عن زادان قال:

سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " والذي فلق الحبة وبرئ النسمة لو كسرت لي الوسادة، يقول: وثنيت لي وسادة فأجلس عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوارتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم فوالذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه الآية والآيتان " فقال له رجل: فأنت أيش نزل فيك فقال علي (عليه السلام): " أما تقرا الآية التي في هود * (ويتلوه شاهد منه) * "(3).

الحديث العاشر: رواه الطبري بإسناده عن جابر بن عبد الله عن علي (عليه السلام)(4).

الحديث الحادي عشر: رواه أبو نعيم الحافظ بثلاثة طرق عن عباد بن عبد الله الأسدي في خبر قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * رسول الله (صلى الله عليه وآله) على بينة وأنا الشاهد "(5).

الحديث الثاني عشر: رواه النطنزي في الخصائص(6).

الحديث الثالث عشر: رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس * (أفمن كان على بينة من ربه) * قال: هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (ويتلوه شاهد منه) * هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان والله لسان رسول الله(7).

الحديث الرابع عشر: كتاب فصيح الخطب إنه سأله ابن الكوا فقال: وما أنزل فيك؟ قال قوله

____________

(1) ينابيع المودة: 1 / 295، والعمدة: 209 / ح 321.

(2) العمدة: 208 / 320 عن الثعلبي.

(3) العمدة: 209 / 321 عن الثعلبي.

(4) نهج الإيمان: 563، وشواهد التنزيل: 1 / 363 ح 379.

(5) خصائص الوحي المبين: 141، ومعرفة الصحابة: 1 / 307، وتفسير الدر المنثور: 3 / 324.

(6) المصدر السابق.

(7) شواهد التنزيل: 1 / 366 ح 383.

الصفحة 65   

تعالى: " * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * " وقد رواه زاذان بجواب ذلك(1).

الحديث الخامس عشر: رواه القاضي عثمان بن أحمد وأبو نصر القشيري في كتابهما(2).

الحديث السادس عشر: رواه الفلكي المفسر عن مجاهد وعبد الله بن سداد(3).

الحديث السابع عشر: ابن المغازلي الشافعي في تفسير قوله تعالى: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنا على بينة من ربه وعلي الشاهد "(4).

الحديث الثامن عشر: ابن المغازلي الشافعي بإسناده عن علي بن حابس قال: دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء قال أبو مريم: حدث عليا بالحديث الذي حدثتني به عن أبي جعفر قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) جالسا إذ مر علينا ابن عبد الله بن سلام قلت: جعلني الله فداك هذا ابن الذي عنده علم من الكتاب؟ قال: " لا. ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عز وجل * (الذي عنده علم من الكتاب) * * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) * "(5).

الحديث التاسع عشر: الثعلبي يرفعه إلى علي (عليه السلام) في حديث طويل قال علي (عليه السلام): " ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت الآية والآيتان " فقال له رجل: فأي شئ نزل فيك؟ فقال: " أما تقرأ * (ويتلوه شاهد منه) * "(6).

الحديث العشرون: ابن المغالي الشافعي يرفعه إلى عباد بن عبد الله قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " ما نزلت آية من كتاب الله إلا وقد علمت متى أنزلت وفيمن أنزلت، وما من قريش رجل إلا وقد أنزلت فيه آية من كتاب الله عز وجل تسوقه إلى جنة أو نار " فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين فما نزل فيك؟ قال: " لولا أنك سألتني على رؤوس الأشهاد لما حدثتك أما تقرأ * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * رسول الله (صلى الله عليه وآله) على بينة من ربه، وأنا الشاهد منه "(7).

الحديث الحادي والعشرون: روى الحبري مثل الحديث السابق بلا فصل(8).

الحديث الثاني والعشرون: ابن أبي الحديد من علماء المعتزلة في شرح نهج البلاغة قال: روى محمد بن إسماعيل بن عمرو البجلي قال: أخبرنا عمرو بن موسى الوجيهي عن المنهال بن عمرو

____________

(1) المصدر السابق: ح 386.

(2) نهج الإيمان: 563 - 565.

(3) ينابيع المودة: 1 / 225 - 294.

(4) مناقب ابن المغازلي: 175 / ح 318.

(5) مناقب ابن المغازلي: 194 / ح 358.

(6) العمدة: 208 / 320 عن الثعلبي.

(7) مناقب ابن المغازلي: 175 / ح 318.

(8) مناقب ابن المغازلي: 175 / ح 318.

الصفحة 66   

عن عبد الله بن الحارث قال: قال علي (عليه السلام) على المنبر: " ما أحد جرت عليه المواسي إلا وقد أنزل الله فيه قرآنا " فقام إليه رجل من مبغضيه فقال له: فما أنزل الله تعالى فيك؟ فقام الناس إليه يضربونه فقال: " دعوه أتقرأ سورة هود " قال: نعم قال: فقرأ عليه * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * ثم قال: " الذي كان على بينة من ربه محمد (صلى الله عليه وآله) والشاهد الذي يتلوه أنا "(1).

الحديث الثالث والعشرون: ابن أبي الحديد من الشرح أيضا قال روى صاحب كتاب (الغارات) عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول على المنبر: " ما أحد جرت عليه المواسي إلا وقد أنزل الله تعالى فيه قرآنا " فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين فما أنزل الله فيك؟

قال: يريد تكذيبه فقام الناس إليه يلكزونه في صدره وجنبه فقال: " دعوه أقرأت سورة هود؟

قال نعم، قال: أقرأت قوله سبحانه: * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) * " قال: نعم، قال: " صاحب البينة محمد والتالي الشاهد أنا "(2).

____________

(1) شرح نهج البلاغة: 2 / 287.

(2) شرح نهج البلاغة: 6 / 136.