الباب في قوله تعالى: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون) * من طريق العامة

الصفحة 25   

وفيه اثنا عشر حديثا

الحديث الأول: أبو المؤيد موفق بن أحمد من أكابر العامة أخبرني شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، أخبرنا الشيخ أبو بكر بن حمويه، حدثنا أبو بكر الشيرازي حدثنا أبو حامد محمد بن أحمد بن عمران حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن يحيى البخاري، أخبرنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبن يمان عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه قال: كان لعلي (عليه السلام) أربعة دارهم فأنفقها واحدا ليلا وواحدا نهارا وواحدا سرا وواحدا علانية، فنزل قوله تعالى: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون) *(1).

الحديث الثاني: الثعلبي في تفسير الآية قال: روى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: لما أنزل الله تعالى * (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله) * الآية. بعث عبد الرحمن بن عوف الزهري بدنانير كثيرة إلى أصحاب الصفة حتى أغناهم، وبعث علي في جوف الليل بوسق من تمر ستون صاعا، وكان أحب الصدقتين إلى الله تعالى صدقة علي بن أبي طالب (عليه السلام) * (الذين ينفقون أموالهم) * الآية. يعني: بالنهار والعلانية وصدقة عبد الرحمن، وبالليل سرا صدقة علي بن أبي طالب (عليه السلام)(2).

الحديث الثالث: الثعلبي في تفسيره قال: وروى مجاهد عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: كان عند علي ابن أبي طالب (عليه السلام) أربعة دراهم لا يملك سواها فتصدق بدرهم سرا وبدرهم علانية ودرهم ليلا ودرهم نهارا فنزلت فيه هذه الآية(3).

الحديث الرابع: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال: أنبأني الشهاب محمد ابن يعقوب الحنبلي عن أبي طالب بن عبد السميع الهاشمي إجازة عن شاذان بن جبرئيل القمي

____________

(1) المناقب: 281 / ح 275.

(2) العمدة: 350 / 672 عن الثعلبي.

(3) العمدة: 349 / 669 عن الثعلبي.

الصفحة 26   

قراءة عليه، عن محمد بن عبد العزيز عن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي، قال:

أنبأنا الحسن بن الحسن المقري قال: أنبأنا أحمد بن عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا أحمد بن علي الخراز قال: أنبأنا محمود بن الحسن المروزي، وأخبرنا الفضل أحمد بن محمد ابن الحسن بن سليم، قال: أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسن بن علي بن القاسم، قال: أنبأنا محمد بن إبراهيم بن علي قال: أنبأنا أبو عروبة قال: أنبأنا سلمة بن حبيب قال: أنبأنا عبد الرزاق قال:

أنبأنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) * قال: نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) كانت معه أربعة دراهم فأنفق بالليل درهما وبالنهار درهما وفي السر درهما وبالعلانية درهما(1).

الحديث الخامس: المالكي في (الفصول المهمة) قال: نقل الواحدي في تفسيره(2) يرفعه بسنده إلى ابن عباس (رضي الله عنه) قال: كان مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) أربعة دراهم لا يملك غيرها فتصدق بدرهم سرا وبدرهم علانية فأنزل الله سبحانه وتعالى فيه: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون) *(3).

الحديث السادس: أبو نعيم الإصفهاني بإسناده عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: نزلت يعني هذه الآية * (الذين ينفقون) * في علي بن أبي طالب (عليه السلام) كانت معه أربعة دراهم أنفق بالليل درهما وبالنهار درهما وفي السر واحدا وفي العلانية درهما.

الحديث السابع: أبو نعيم قال: سلمه سرا درهما وعلانية(4).

الحديث الثامن: أبو نعيم روى الحديث يحيى بن اليمان ويحيى بن ضريس عن عبد الوهاب عن أبيه ولم يذكر ابن عباس(5).

الحديث التاسع: قال الحافظ أبو نعيم (رضي الله عنه) وحدثنا أحمد بن علي بالإسناد إلى عبد الوهاب عن أبيه قال: كانت لعلي (عليه السلام) أربعة دراهم فأنفق درهما ليلا ودرهما نهارا ودرهما سرا ودرهما علانية فنزلت * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار) *(6).

الحديث العاشر: ابن المغازلي يرفعه إلى ابن عباس في قوله تعالى: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) * قال: هو علي بن أبي طالب كان له أربعة دراهم فأنفق درهما سرا

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 356 / ب 66 / ح 282.

(2) أسباب النزول: 58 ط. القاهرة.

(3) الفصول المهمة.

(4) تفسير فرات: 73 ح 46، مجمع الزوائد: 6 / 324.

(5) تفسير الدر المنثور: 1 / 363، وشواهد التنزيل: 1 / 142 وما بعدها.

(6) المصدر السابق، وينابيع المودة: 1 / 275.

الصفحة 27   

ودرهما علانية ودرهما بالليل ودرهما بالنهار(1).

الحديث الحادي عشر: ابن شهرآشوب أورده من طريق العامة وغيرهم عن ابن عباس والسدي ومجاهد والكلبي وأبي صالح والواحدي والطوسي والثعلبي والطبرسي والماوردي والقشيري والثمالي والنقاش والفتال وعبد الله بن الحسين وعلي بن حرب الطائي في تفاسيرهم، أنه كان عند علي بن أبي طالب أربعة دارهم الفضة فتصدق بواحد ليلا وبواحد نهارا وبواحد سرا وبواحد علانية فنزل * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار) * فسمى كل درهم مالا وبشره بالقبول رواه النطنزي في الخصائص(2).

الحديث الثاني عشر: ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة) وهو من أعيان علماء العامة من المعتزلة قال: قال شيخنا أبو جعفر الإسكافي في الرد على الجاحظ: وأنتم أيضا رويتم أن الله تعالى لما أنزل آية النجوى فقال: * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم) * الآية لم يعمل بها إلا علي بن أبي طالب وحده مع إقراركم بفقره وذات يده وأبو بكر في الحال التي ذكرنا من السعة أمسك عن مناجاته فعاتب الله المؤمنين في ذلك فقال: * (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذا لم تفعلوا وتاب الله عليكم) * فجعل الله سبحانه ذنبا يتوب عليهم منه وهو إمساكهم عن تقديم الصدقة، فكيف سخت نفسه يعني أبا بكر بإنفاق أربعين ألفا وأمسك عن مناجاة الرسول، وإنما كان يحتاج فيها إلى إخراج درهمين وعلي (عليه السلام) وهو الذي أطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، وأنزلت فيه وفي زوجته وابنيه سورة كاملة من القرآن، وهو الذي ملك أربعة دارهم فأخرج منها درهما سرا ودرهما علانية ثم أخرج منها في النهار ودرهما وبالليل درهما، فأنزل الله فيه قوله تعالى: * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) * وهو الذي قدم بين يدي نجواه صدقة دون المسلمين كافة، وهو الذي تصدق بخاتمه وهو راكع فأنزل الله فيه * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *(3).

____________

(1) مناقب ابن المغازلي: 179 / ح 325.

(2) مناقب آل أبي طالب: 1 / 345.

(3) شرح نهج البلاغة: 13 / 274.