الباب في قوله تعالى: * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسوله) * من طريق العامة

الصفحة 77   

الباب في قوله تعالى: * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسوله) *(1)

من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث

الحديث الأول: ما رواه صدر الأئمة عند العامة موفق بن أحمد قال: أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني إجازة أخبرنا محمد بن الحسين بن علي البزاز أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد العزيز أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر حدثنا أبو بكر محمد بن عمرو الحافظ، قال: حدثني أبو الحسن علي بن موسى الخراز من كتابه حدثنا الحسن بن علي الهاشمي حدثني إسماعيل بن أبان حدثنا أبو مريم عن ثوير بن أبي فاختة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال أبي دفع النبي (صلى الله عليه وآله) الراية يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ففتح الله تعالى على يده وأوقفه يوم غدير خم فأعلم الناس أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة وقال له: " أنت مني وأنا منك " وقال له: " تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل " وقال له: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " وقال له: " أنا سلم لمن سالمك وحرب لمن حاربك " وقال له: " أنت العروة الوثقى " وقال له: " أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم من بعدي " وقال له: " أنت إمام كل مؤمن ومؤمنة وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي " وقال له: " أنت الذي أنزل الله فيه * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) * ".

وقال له: " أنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي " وقال له: " أنا أول من تنشق الأرض عنه وأنت معي " وقال له: " أنا عند الحوض وأنت معي " وقال له: " أنا أول من يدخل الجنة وأنت معي تدخلها والحسن والحسين وفاطمة " وقال له: " إن الله تعالى أوحى إلي بأن أقوم بفضلك فقمت به في الناس وبلغتهم ما أمرني الله تعالى بتبليغه " وقال له: " أتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون " ثم بكى (صلى الله عليه وآله) فقيل له: مم بكاؤك يا رسول الله؟

____________

(1) التوبة: 3.

الصفحة 78   

قال: " أخبرني جبرئيل (عليه السلام) أنهم يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده، وأخبرني جبرائيل (عليه السلام) عن الله عز وجل أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الأمة على محبتهم وكان الشاني لهم قليلا والكاره لهم ذليلا وكثر المادح لهم، وذلك حين تغير البلاد وضعف العباد واليأس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم فيهم " قال النبي (صلى الله عليه وآله) " اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي، هو من ولد ابنتي فاطمة يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم وتتبعهم الناس راغب إليهم وخائف منهم " قال: وسكن البكاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال:

" معاشر المسلمين أبشروا بالفرج فإن وعد الله لا يخلف، وقضائه لا يرد وهو الحكيم الخبير، وإن فتح الله قريب اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا اللهم اكلأهم وارعهم وكن لهم وانصرهم وأعزهم ولا تذلهم واخلفني فيهم أنك على ما تشاء قدير "(1).

الحديث الثاني: الحبري في كتابه يرفعه إلى ابن عباس قال فيما نزل في القرآن خاصة في رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وأهل بيته من دون الناس من سورة البقرة * (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * الآية نزلت في علي وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وقوله تعالى: * (واركعوا مع الراكعين) * نزلت في رسول الله وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) وهما أول من صلى الله وركع وقوله تعالى:

* (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) * الخاشع والذليل، وفي صلاته المقبل عليها بقلبه يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليا (عليه السلام) وقوله تعالى: * (الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون) * نزلت في علي وعثمان بن مظعون وعمار بن ياسر وأصحاب لهم، وقوله تعالى: * (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته) * نزلت في أبي جهل * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) * نزلت في علي خاصة وهو أول من آمن وأول مصل بعد النبي (صلى الله عليه وآله) وقوله تعالى: * (قل أأنبئكم بخير من ذلكم) * الآيات: نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث وقوله تعالى: * (وأذان من الله ورسوله) * الآية، والمؤذن يومئذ عن الله ورسوله علي بن أبي طالب (عليه السلام)(2).

الحديث الثالث: البخاري في الجزء الخامس من صحيحه في قوله تعالى: * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسوله) * في نصف الجزء قال: حدثنا عبد الله ابن يوسف قال: حدثنا الليث قال: حدثني عقيل قال: ابن شهاب وأخبرني حميد بن عبد

 

____________

(1) المناقب: 61 / ح 31.

(2) تفسير فرات: 53 / ح 11، وتفسير الحبري الحديث الأول من سورة البقرة، وشواهد التنزيل: 1 / 96 ح 113 و ح 124 و ح 127.

الصفحة 79   

الرحمن أن أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في المؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، قال: حماد: ثم أردف النبي (صلى الله عليه وآله) بعلي (عليه السلام) وأمره أن يؤذن ببراءة، قال أبو هريرة: فأذن علي في أهل منى يوم النحر ببراءة، وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت العريان(1).

____________

(1) صحيح البخاري: 1 / 97.