الباب في أن علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) كله عند أمير المؤمنين (عليه السلام) وقول أمير المؤمنين (عليه السلام): " لو ثنيت لي الوسادة وجلست عليها لحكمت بين

الصفحة 275 

وفيه أربعة أحاديث

الأول: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال: أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني فيما كتب إلي من همدان، أخبرني أبي، أخبرني أبو إسحاق القفال بأصفهان، حدثني أبو إسحاق بن خرسيد، حدثني أبو سعيد أحمد بن زياد الأعرابي، حدثني نجيح بن إبراهيم بن محمد بن الحسن الزهري القاضي، حدثني أبو نعيم ضرار بن مرد، حدثني علي بن هاشم، حدثني محمد بن عبد الله الهاشمي عن أبي بكر محمد بن عمر بن حزم عن عباد بن عبد الله عن سلمان (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " أعلم أمتي بعدي علي بن أبي طالب "(1).

الثاني: ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد الفندجاني قال: حدثنا أبو الفتح هلال بن محمد الحفار قال: حدثني إسماعيل بن علي بن رزين قال: حدثني أبي قال: حدثني أخي دعبل بن علي الخزاعي قال: حدثني شعبة بن الحجاج عن أبي الصباح عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أتاني جبرئيل (عليه السلام) بدرنوك من درانيك الجنة فجلست عليه، فلما صرت بين يدي ربي كلمني وناجاني، فما علمت شيئا إلا علمته عليا فهو باب مدينة علمي " ثم دعاه إليه فقال: " يا علي سلمك سلمي وحربك حربي، وأنت العلم فيما بيني وبين أمتي "(2).

الثالث: موفق بن أحمد من أكابر علماء العامة قال: أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي قال: أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن محمد الواعظ، حدثني والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو

____________

(1) مناقب الخوارزمي 82 / 67.

(2) مناقب الخوارزمي 50 / 73، بحار الأنوار 38: 149.

الصفحة 276 

محمد أحمد بن عبد الله المزني إملاء، حدثنا أحمد بن محمد بن حرب، حدثنا أبو طاهر أحمد بن عيسى بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدثنا عبد الله بن يحيى العلوي، حدثنا جعفر بن محمد، حدثنا نوح بن قيس عن الأعمش عن عمر بن مرة عن أبي البختري قال: رأيت عليا كرم الله وجهه وقد صعد المنبر بالكوفة وعليه مدرعة كانت لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، متقلدا سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) معتمما بعمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وفي إصبعه خاتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقعد على المنبر فكشف عن بطنه وقال: " سلوني قبل أن تفقدوني فإن ما بين الجوانح من علم جم، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله، هذا ما زقني رسول الله (صلى الله عليه وآله) زقا من غير وحي أوحي إلي، فوالله لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم ولأهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الله التوراة والإنجيل فيقول: صدق علي، قد أفتاكم بما أنزل في، وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون "(1).

الرابع: إبراهيم بن محمد الحمويني من العامة في كتابه فرائد السمطين بإسناده المتصل إلى السبيعي قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن محمد العلوي عن الحسين بن الحكم، أنبأنا إسماعيل بن صبيح، أنبأنا أبو الجارود عن حبيب بن يسار عن زادان قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو كسرت لي وسادة - يقول: لو ثنيت - فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا وأنا أعرف آية تسوقه إلى جنة أو تقوده إلى نار " فقام رجل فقال: أنت أي شئ نزل فيك؟ فقال علي صلوات الله عليه: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه "(2).

والأحاديث في قوله (عليه السلام): " سلوني " قد تقدمت في الباب الخامس والثلاثين، وباب غزارة علم أمير المؤمنين (عليه السلام) وسعته من طريق العامة تقدم وهو الباب الخامس والعشرون فليؤخذ من هناك.

____________

(1) مناقب الخوارزمي 91 / 85.

(2) فرائد السمطين 1: 338 - 339 / 261، شواهد التنزيل للحاكم 1: 280 / 384.