الباب في عقاب من شك في أمير المؤمنين وأشرك به أو شك في الأئمة (عليهم السلام) من طريق الخاصة

الصفحة 136 

وفيه سبعة أحاديث

الأول: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن محمد الصائغ العدل قال: حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزاز قال: حدثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة الخراساني عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا حذيفة حجة الله عليكم بعدي علي بن أبي طالب الكفر به كفر بالله، والشرك به شرك بالله، والشك فيه شك في الله، الإلحاد فيه إلحاد في الله، والإنكار له إنكار لله، والإيمان به إيمان بالله، لأنه أخو رسول الله ووصيه وإمام أمته ومولاهم وهو حبل الله المتين وعروته الوثقى التي لا انفصام لها، وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له: محب غال ومقصر.

يا حذيفة لا تفارقن عليا فتفارقني ولا تخالفن عليا فتخالفني، إن عليا مني وأنا منه من أسخطه فقد أسخطني ومن أرضاه فقد أرضاني(1).

الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي (رضي الله عنه) عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر والمشرك به مشرك، والمحب له مؤمن والمبغض له منافق والمقتفي لأثره لاحق، والمحارب له مارق والراد عليه زاهق، علي نور الله في بلاده وحجته على عباده وسيف الله على أعدائه ووارث علم أنبيائه، علي كلمة الله العليا وكلمة أعدائه السفلى، علي سيد الأوصياء ووصي سيد الأنبياء، علي أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وإمام المسلمين لا يقبل الله الإيمان إلا بولايته وطاعته(2).

الثالث: أمالي الشيخ الطوسي قال: أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد - قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن - يعني ابن الوليد - قال: حدثني أبي عن سعيد بن عبد الله قال:

____________

(1) أمالي الصدوق: 265 ح 282 المجلس: 22 ح 4.

(2) أمالي الصدوق: 61 ح 20 المجلس 2 ح 6.

الصفحة 137 

حدثنا عبد الله بن هارون قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن العرزمي قال: حدثنا المعلى بن هلال عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أعطاني الله خمسا وأعطى عليا خمسا، أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم، وجعلني نبيا وجعل عليا وصيا، وأعطاني الكوثر وأعطى عليا السلسبيل، وأعطاني الوحي وأعطى عليا الإلهام، وأسرى بي إليه وفتحت له أبواب السماء [ والحجب ] حتى رأى ما رأيت ونظر إلى ما نظرت إليه(1).

ثم قال: يا بن عباس خالف من خالف عليا ولا تكونن له(2) ظهيرا ولا وليا، فوالذي بعثني بالحق ما يخالفه أحد إلا غير الله ما به من نعمة وشوه خلقه قبل إدخاله النار، يا بن عباس لا تشك في علي فإن الشك فيه كفر يخرج عن الإيمان ويوجب الخلود في النار(3).

الرابع: شرف الدين النجفي في " تأويل الآيات الباهرة " قال: وروى أبو عمر الزاهد في كتابه بإسناده إلى محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهم السلام) قال: قلت له: إنا نرى الرجل من المخالفين عليكم له عبادة واجتهاد وخشوع فهل ينفعه ذلك؟ فقال: يا محمد إنما مثلهم كمثل أهل بيت بني إسرائيل كان إذا اجتهد واحد منهم أربعين ليلة ودعا الله أجيب وإن رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة ثم دعا الله فلم يستجب له فأتى عيسى ابن مريم يشكو إليه ما هو فيه وسأله الدعاء له، قال: فتطهر عيسى (عليه السلام) ثم دعا الله فأوحى الله إليه: يا عيسى عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتي منه، إنه دعاني وفي قلبه شك منك فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله ما استجبت له، قال: فالتفت عيسى (عليه السلام) وقال له: تدعو ربك وفي قلبك شك من نبيه؟ فقال: يا روح الله وكلمته قد كان ما قلت فاسأل الله أن يذهب به عني، فدعا له عيسى (عليه السلام) فتقبل الله منه وصار الرجل من جملة أهل بيته، وكذلك نحن أهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشك فينا(4).

الخامس: الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان في أماليه قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي إجازة قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن فصال قال: حدثنا علي بن أسباط عن محمد بن يحيى أخي مغلس عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهما السلام) قال: قلت: أما ترى الرجل من المخالفين عليكم له عبادة واجتهاد وخشوع فهل ينفع ذلك شيئا؟

فقال: يا محمد إن مثلنا أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل وكان لا يجتهد أحد منهم

____________

(1) في المصدر للحديث تكملة كبيرة لعل المصنف اختصره.

(2) في المصدر: لهم.

(3) أمالي الطوسي: 7 ح 19 و: 188 ح 317 و: 104 ح 161 المجلس 4 ح 15 بتفاوت.

(4) تأويل الآيات: 1 / 87 ح 73.

 

 

 

 

الصفحة 138 

أربعين ليلة إلا دعا فأجيب، وإن رجلا اجتهد أربعين ليلة ثم دعا فلم يستجب له، فأتى عيسى ابن مريم يشكو إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء له، فتطهر عيسى وصلى ثم دعا فأوحى الله: يا عيسى إن عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتي منه إنه دعاني وفي قلبه شك منك، فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله ما استجبت له، فالتفت عيسى (عليه السلام) فقال: أتدعو ربك وفي قلبك شك من نبيه، قال: يا روح الله وكلمته قد كان والله ما قلت فاسأل الله تعالى أن يذهب به عني، فدعا له عيسى (عليه السلام) فتقبل الله منه وصار في حد أهل بيته، وكذلك نحن أهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشك فينا(1).

وهذا لحديث والذي قبله واحد وذكرناهما على التعدد لتغاير السند.

السادس: أمالي المفيد هذا قال: أخبرني محمد بن عمران المرزباني قال: حدثنا أبو الفضل عبد الله بن محمد الطوسي (ره) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا علي بن حكيم الأدمي قال: أخبرنا شريك بن عثمان بن أبي زرعة عن سالم بن أبي الجعد قال: سئل جابر بن عبد الله الأنصاري وقد سقط حاجباه على عينيه فقيل له: أخبرنا عن علي بن أبي طالب؟ فرفع حاجبيه بيديه ثم قال: ذاك خير البرية لا يبغضه إلا منافق ولا يشك فيه إلا كافر(2).

السابع: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رض) قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن قتيبة بن سعيد عن عمرو بن غزوان عن أبي مسلم قال: خرجت مع الحسن البصري وأنس بن مالك حتى أتينا باب أم سلمة (رض) وقعد أنس على الباب ودخلت مع الحسن البصري سمعت الحسن وهو يقول: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فقالت له: وعليك السلام من أنت يا بني؟ فقال: أنا الحسن البصري، فقالت:

فيما جئت يا حسن؟

فقال لها: جئت لتحدثيني بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقالت أم سلمة: والله لأحدثنك بحديث سمعته أذناي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلا فصمتا ورأته عيناي وإلا فعميتا ووعاه قلبي وإلا فطبع الله عليه وأخرس لساني إن لم أكن سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي ابن أبي طالب (عليه السلام): يا علي ما من عبد لقي الله عز وجل يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلا لقي الله بعبادة صنم أو وثن. قال: فسمعت الحسن البصري وهو يقول: الله أكبر أشهد أن عليا مولاي ومولى المؤمنين، فلما خرج قال له أنس بن مالك: ما لي أراك تكبر؟

____________

(1) أمالي المفيد: 2 - 3 المجلس الأول ح 2.

(2) أمالي المفيد: 62 ح 7.

الصفحة 139 

قال: سألت أمنا أم سلمة أن تحدثني بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علي (عليه السلام) فقالت لي:

كذا وكذا، فقلت: الله أكبر أشهد أن عليا مولاي ومولى كل مؤمن، فسمعت عند ذلك أنس بن مالك وهو يقول: أشهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال هذه المقالة ثلاث مرات أو أربع مرات(1).

الثامن: أبو الحسن علي بن محمد بن جمهور في كتاب " الواحدة " عن الحسن بن عبد الله الأطروش قال: حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسي السراج قال: حدثنا وكيع بن الجراح قال:

حدثنا الأعمش عن مورق العجلي عن أبي ذر الغفاري (رض) قال: كنت جالسا عند النبي (صلى الله عليه وآله) ذات يوم في منزل أم سلمة ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يحدثني وأنا أسمع إذ دخل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأشرق وجهه نورا فرحا بأخيه وابن عمه، ثم ضمه إليه وقبل ما بين عينيه ثم التفت إلي فقال: يا أبا ذر تعرف هذا الداخل علينا حق معرفته؟ قال أبو ذر: فقلت: يا رسول الله هذا أخوك وابن عمك وزوج فاطمة البتول وأبو الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبا ذر هذا الإمام الأزهر ورمح الله الأطول وباب الله الأكبر، فمن أراد الله فليدخل الباب، يا أبا ذر هذا القائم بقسط الله والذاب عن حريم الله [ والناصر لله ](2) والناصر لدين الله وحجة الله على خلقه إن الله عز وجل لم يزل يحتج على خلقه في الأمم كل أمة يبعث فيها نبيا، يا أبا ذر إن الله عز وجل جعل على ركن من أركان عرشه سبعين ألف ملك ليس لهم تسبيح ولا عبادة إلا الدعاء لعلي وشيعته والدعاء على أعدائه.

يا أبا ذر لولا علي ما بان حق من باطل ولا مؤمن من كافر ولا عبد الله، لأنه ضرب رؤس المشركين حتى أسلموا وعبد الله ولولا ذلك لم يكن ثوابا ولا عقابا ولا يستره من الله ساتر ولا يحجبه من الله حجاب وهو الحجاب والستر، ثم قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله)*(شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب)*(3).

يا أبا ذر إن الله تبارك وتعالى تفرد بملكه ووحدانيته وفردانيته في وحدانيته فعرف عباده المخلصين لنفسه وأباح لهم جنته فمن أراد أن يهديه عرف ولايته ومن أراد أن يطمس على قلبه أمسك عنه معرفته، يا أبا ذر هذا راية الهدى وكلمة التقوى والعروة الوثقى وإمام أوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة التي ألزمها الله المتقين فمن أحبه كان مؤمنا [ ومن أبغضه كان كافرا ] ومن ترك

____________

(1) أمالي الصدوق: 393 ح 506 المجلس 51 ح 15.

(2) ليست في مدينة المعاجز.

(3) الشورى: 13.

الصفحة 140 

ولايته كان ضالا مضلا ومن جحد ولايته كان مشركا، يا أبا ذر يؤتى بجاحد ولاية علي يوم القيامة أصم أعمى أبكم فيكبكب في ظلمات القيامة وفي عنقه طوق من نار لذلك الطوق ثلاثمائة شعبة، على كل شعبة منها شيطان يتفل في وجهه ويكلح في جوف قبره إلى النار.

فقال أبو ذر: فقلت: زدني بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟

فقال: نعم، إنه لما عرج بي إلى السماء فنظرت إلى سماء الدنيا أذن ملك من الملائكة وأقام الصلاة وأخذ بيدي جبرائيل (عليه السلام) فقدمني وقال: يا محمد صل [ بالملائكة فقد طال شوقهم إليك فصليت ] بسبعين صفا من الملائكة الصف ما بين المشرق والمغرب لا يعلم عددهم إلا [ الله ] الذي خلقهم عز وجل، فلما قضيت الصلاة أقبل إلي شرذمة من الملائكة يسلمون علي ويقولون لنا إليك حاجة فظننت أنهم سألوني الشفاعة، لأن الله عز وجل فضلني بالحوض والشفاعة على جميع الأنبياء، فقلت: ما حاجتكم ملائكة ربي؟

قالوا: إذا رجعت إلى الأرض فاقرأ عليا منا السلام وأعلمه بأنا قد طال شوقنا إليه، فقلت: ملائكة ربي تعرفوننا حق معرفتنا؟ فقالوا: يا رسول الله ولم لا نعرفكم وأنتم أول خلق خلقه الله من نور، خلقكم الله أشباح نور من نور في نور من نور الله، وجعل لكم مقاعد في ملكوته بتسبيح وتقديس وتكبير له، ثم خلق الملائكة مما أراه من أنوار شتى، وكنا نمر بكم وأنتم تسبحون الله وتقدسون وتكبرون وتحمدون وتهللون فنسبح ونقدس ونحمد ونهلل ونكبر بتسبيحكم وتقديسكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبيركم، فما نزل من الله عز وجل فإليكم وما صعد إلى الله تبارك وتعالى فمن عندكم فلم لا نعرفكم.

ثم عرج بي إلى السماء الثانية فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم، فقلت: ملائكة ربي هل تعرفوننا حق معرفتنا؟ قالوا: ولم لا نعرفكم وأنتم صفوة الله من خلقه وخزان علمه والعروة الوثقى والحجة العظمى وأنتم الجنب والجانب وأنتم الكراسي وأصول العلم(1) فاقرأ عليا منا السلام.

ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت: ملائكة ربي تعرفوننا حق معرفتنا؟ قالوا ولم لا نعرفكم وأنتم باب المقام وحجة الخصام وعلي دابة الأرض وفصل القضاء وصاحب العصا وقسيم النار غدا وسفينة النجاة من ركبها نجى ومن تخلف عنها في النار يتردى، ثم يوم القيامة أنتم الدعائم من تخوم الأقطار والأعمدة، وفساطيط السجاف الأعلى كواهل أنواركم فلم لا نعرفكم فاقرأ عليا منا السلام.

____________

(1) في مدينة المعاجز: القلم.

الصفحة 141 

ثم عرج بي إلى السماء الرابعة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت: ملائكة ربي تعرفوننا حق معرفتنا؟

قالوا: ولم لا نعرفكم وأنتم شجرة النبوة وبيت الرحمة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وعليكم ينزل جبرائيل بالوحي من السماء فاقرأ عليا منا السلام.

ثم عرج بي إلى السماء الخامسة فقالت الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت: ملائكة ربي تعرفوننا حق معرفتنا؟

قالوا: ولم لا نعرفكم ونحن نمر عليكم بالغداة والعشي بالعرش وعليه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيده الله بعلي بن أبي طالب [ ولي ] فعلمنا [ عند ] ذلك أن عليا ولي من أولياء الله عز وجل فاقرأه منا السلام.

ثم عرج بي إلى السماء السادسة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت: ملائكة ربي تعرفوننا حق معرفتنا؟

قالوا: ولم لا نعرفكم وقد خلق الله جنة الفردوس وعلى بابها شجرة ليس فيها ورقة إلا وعليها مكتوب بالنور: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب عروة الله الوثقى وحبل الله المتين، وعينه على الخلائق أجمعين، فاقرأه منا السلام.

ثم عرج بي إلى السماء السابعة فسمعت الملائكة يقولون: الحمد لله الذي صدقنا وعده، فقلت:

وبماذا وعدكم؟ قالوا: يا رسول الله لما خلقتم أشباح نور [ في نور ] من نور الله عرضت علينا ولايتكم فقبلناها وشكونا محبتكم إلى الله عز وجل، وأما أنت فوعدنا بأن يريناك معنا في السماء وقد فعل وأما علي فشكونا محبته إلى الله عز وجل فخلق لنا صورته [ في ] ملكا وأقعده عن يمين العرش على سرير من ذهب مرصع بالدر والجواهر عليه قبة من لؤلؤة بيضاء يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها بلا دعامة من تحتها ولا علاقة من فوقها قال لها صاحب العرش: قومي بقدرتي، فقامت فكلما اشتقنا إلى رؤية علي نظرنا إلى ذلك الذي في السماء فاقرأ عليا منا السلام(1).

____________

(1) مدينة المعاجز: 2 / 395 - 401 ح 428، وتأويل الآيات: 2 / 871 - 875.