الباب في قوله (صلى الله عليه وآله): " الحق مع علي وعلي مع الحق يدور معه حيث دار " وقوله (صلى الله عليه وآله): " علي مع القرآن والقرآن معه " وآية الحق وراية الهد

الصفحة 287 

وفيه أحد عشر حديثا

الأول: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا علي بن موسى بن سعدان المعدل بالأنبار قال: حدثنا أحمد بن ميثم أبي نعيم الفطحي قال: حدثني جدي أبو نعيم الفضل قال: حدثني موسى بن قيس الحضرمي قال: حدثني سلمة بن كهيل عن عياض بن عياض وكان من أحبار أهل القبلة عن مالك بن حفويه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو آخذ بكف علي (عليه السلام): الحق بعدي مع علي (عليه السلام) يدور معه حيث دار.

الثاني: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن رباح الأشجعي قال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي قال: أخبرنا علي بن هشام بن البريد عن أبيه عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن موسى بن عبد الله بن يزيد يعني الخطمي عن صلة بن زفر أنه أدخل رأسه تحت الثوب بعدما سجى على حذيفة قال فقال له: إن هذه الفتنة قد وقعت فما تأمرني؟ قال: إذا أنت فرغت من دفني فشد على راحلتك والحق بعلي (عليه السلام) فإنه على الحق والحق لا يفارقه(1).

الثالث: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد بن جعفر الرزاز أبو العباس القرشي بالكوفة سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة قال: حدثني جدي أبو أمي محمد بن عيسى أبو جعفر القيسي قال: حدثني إسحاق بن يزيد الطائي قال: حدثني عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن عمران بن ظبيان عن عباد بن عبد الله الأسدي عن يزيد بن صوحان أنه حدثهم عن البصرة عن حذيفة بن اليمان أنه أنذرهم فتنة مشتبهة يرتكس فيها أقوام على وجوههم قال: ارقبوها قال: قلنا: كيف النجاة يا أبا عبد الله؟ قال: انظروا الفئة التي فيها علي (عليه السلام) فأتوها ولو زحفا على ركبكم فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: علي أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله

____________

(1) أمالي الطوسي / 483 / مجلس 17 / ح 25.

الصفحة 288 

إلى يوم القيامة(1).

الرابع: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد بن جعفر الرزاز القرشي قال: حدثنا جدي لأمي محمد بن عيسى القيسي قال: حدثنا إسحاق بن يزيد الطائي قال:

حدثنا هاشم بن البريد عن أبي سعيد التيمي قال: سمعت أبا ثابت مولى أبي ذر (رحمه الله) يقول: سمعت أم سلمة تقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه يقول، وقد امتلأت الحجرة من أصحابه: أيها الناس يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إني مخلف فيكم كتاب الله ربي عز وجل وعترتي أهل بيتي ثم أخذ بيد علي (عليه السلام) فرفعها فقال:

هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي، خليفتان نصيران لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فأسألهما ماذا خلفت فيهما(2)؟.

الخامس: ابن بابويه قال: أخبرنا القاضي أبو الفجر المعافي بن زكريا البغدادي قال: حدثنا أبو سليمان أحمد بن أبي هراسة قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد الأنصاري قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن عبد الحميد الأعرج عن عطاء قال:

دخلنا على عبد الله بن العباس وهو عليل بالطائف وقد ضعف فسلمنا عليه وجلسنا فقال لي: يا عطاء من القوم؟ فقلت: يا سيدي شيوخ هذا البلد، منهم عبد الله بن سلمة بن حضرم الطائفي وعمارة بن [ أي ] الأجلح وثابت بن مالك، فما زلت أذكر له واحدا بعد واحد ثم تقدموا إليه وقالوا:

يا بن عم رسول الله إنك رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسمعت منه ما سمعت فأخبرنا عن اختلاف هذه الأمة، فقوم قدموا عليا على غيره، وقوم جعلوه بعد ثلاثة قال: فتنفس ابن عباس فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: علي، مع الحق والحق مع علي، وهو الإمام والخليفة بعدي فمن تمسك به فاز ونجا ومن تخلف عنه ضل وغوى، يلي تكفيني وغسلي ويقضي ديني وأبو سبطي الحسن والحسين، ومن صلب الحسين تخرج الأئمة التسعة، ومنا مهدي هذه الأمة، فقال له عبد الله بن سلمة الحضرمي: يا بن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهل كنت تعرفنا قبل؟

فقال: قد والله أديت ما سمعت ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ثم قال: اتقوا الله عباد الله تقية من اعتبر تمهيدا وأتقى في وجل وكمش في مهل، ورغب في طلب ورهب في هرب، فاعملوا لآخرتكم قبل حلول آجالكم وتمسكوا بالعروة الوثقى من عترة نبيكم فإني سمعته (صلى الله عليه وآله) يقول: من تمسك بعترتي من بعدي كان من الفائزين ثم بكى بكاء شديدا فقال له القوم: أتبكي

____________

(1) أملي الطوسي / 482 / مجلس 17 / ح 23.

(2) أمالي الطوسي / 478 / مجلس 17 / ح 14.

الصفحة 289 

ومكانك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكانك؟

فقال لي: يا عطاء إنما أبكي لخصلتين طول المطلع وفراق الأحبة ثم تفرق القوم فقال: يا عطاء خذ بيدي واحملني إلى صحن الدار، فأخذنا بيده أنا وسعيد وحملناه إلى صحن الدار ثم رفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إني أتقرب إليك بمحمد وآل محمد، اللهم إني أتقرب إليك بولاية الشيخ علي بن أبي طالب، فما زال يكررها حتى وقع على الأرض فصبرنا عليه ساعة ثم أقمناه فإذا هو ميت رحمة الله عليه(1).

السادس: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة قال: حدثنا أبو الحسين زيد ابن جعفر بن محمد بن الحسين الخزاز بالكوفة سنة سبع وسبعين وثلاثمائة قال: حدثنا عباس بن عباس الجوهري ببغداد في دار عمارة قال: حدثني عفان بن مسلم قال: حدثني حماد بن سلمة عن الكلبي عن أبي صالح عن شداد بن أويس قال: لما كان يوم الجمل قلت: لا أكون مع علي ولا أكون عليه، وتوقفت عن القتال إلى انتصاف النهار، فلما كان قرب الليل ألقى الله في قلبي أن أقاتل مع علي فقاتلت معه حتى كان من أمره ما كان، ثم أتيت المدينة فدخلت على أم سلمة قالت: من أين أقبلت؟ قلت: من البصرة، قالت: مع أي الفريقين؟

قلت: يا أم المؤمنين إني توقفت عن القتال إلى انتصاف النهار فألقى الله عز وجل في قلبي بأن أقاتل مع علي، قالت: نعم ما عملت، لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من حارب عليا فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله، قلت: أفترين أن الحق مع علي؟ قالت: إي والله علي مع الحق والحق معه والله ما أنصف أمة محمد نبيهم إذ قدموا من أخره الله عز وجل ورسوله وأخروا من قدم الله ورسوله وأنهم صانوا حلائلهم في بيوتهم وأبرزوا حليلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى القتال، والله لقد سمعت رسول الله يقول: إن لأمتي فرقة وخلفة فجامعوها إذا اجتمعت وإذا افترقت فكونوا من النمط الأوسط، ثم ارقبوا أهل بيتي فإن حاربوا فحاربوا وإن سالموا فسالموا، وإن زالوا فزولوا فإن الحق معهم حيث كانوا، قلت: فمن أهل بيته؟ قالت: أهل بيته الذين أمرنا بالتمسك بهم وهم الأئمة بعده كما قال: عدد نقباء بني إسرائيل، علي وسبطاه وتسعة من صلب الحسين أهل بيته هم المطهرون والأئمة المعصومون، قلت: إنا لله، هلك الناس إذا، قالت كل حزب بما لديهم فرحون(2).

السابع: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب قال: حدثنا أحمد ابن علي الأصفهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثني جعفر بن الحسن عن عبيد الله بن

____________

(1) كفاية الأثر 19.

(2) كفاية الأثر: 181.

الصفحة 290 

موسى العبسي عن محمد بن علي السلمي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في علي خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا، وساق الحديث بذكر الخصال إلى أن قال في الحديث وقوله (عليه السلام): علي مع الحق والحق معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض وقوله (عليه السلام): علي قسيم الجنة والنار، وقوله (عليه السلام):

من فارق عليا فقد فارقني، ومن فارقني فقد فارق الله عز وجل(1). والحديث بتمامه يأتي إن شاء الله تعالى في الباب الثامن والأربعين.

الثامن: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال: حدثنا الربيع بن سيار قال: حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر (رضي الله عنه) أن عليا (عليه السلام) وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلقوا عليهم بابه ويتشاوروا في أمرهم، وأجلهم ثلاثة أيام فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قتل ذلك الرجل، وإن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان، فلما توافقوا جميعا على رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب (عليه السلام): إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول لكم فإن يكن حقا فاقبلوه وإن يكن باطلا فأنكروه قالوا: قل، ثم ذكر فضائله وما قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهم يصدقونه إلى أن قال: أتعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: الحق بعدي مع علي وعلي مع الحق يزول الحق معه حيث زال قالوا: نعم(2).

التاسع: الشيخ المفيد في أماليه قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال: أخبرني الحسن بن علي الزعفراني قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثني المسعودي قال: حدثنا الحسن بن حماد عن أبيه قال: حدثني رزين بياع الأنماط قال: سمعت زيد ابن علي بن الحسين يقول: حدثني أبي عن أبيه قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يخطب الناس قال في خطبته: والله لقد بايع الناس أبا بكر وأنا أولى الناس بهم مني بقميصي هذا، فكظمت غيظي وانتظرت أمر ربي وألصقت كلاكلي بالأرض، ثم إن أبا بكر هلك واستخلف عمر وقد علم الله أني أولى الناس بهم بقميصي هذا، فكظمت غيظي وانتظرت أمر ربي ثم إن عمر هلك وقد جعلها شورى، فجعلني سادس ستة كسهم الجدة وقال: اقتلوا الأقل وما أراد غيري، فكظمت غيظي وانتظرت أمر ربي وألصقت كلاكلي بالأرض، ثم كان من أمر القوم بعد بيعتهم لي ما كان، ثم لم أجد

____________

(1) أمالي الصدوق: 148 / مجلس 20 / ح 1.

(2) أمالي الطوسي: 545 / مجلس 20 / ح 4.

الصفحة 291 

إلا قتالهم أو الكفر بالله(1).

العاشر: الشيخ في كتاب المجالس قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: أخبرنا محمد بن جرير أبو جعفر الطبري قراءة قال: حدثني محمد بن عمارة الأسدي قال: حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القتاد قال: حدثنا علي بن هاشم بن البريد عن أبيه قال: حدثني أبو سعيد التيمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: شهدت مع علي (عليه السلام) يوم الجمل فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس حتى إذا كان عند الظهر فكشف الله ذلك عني فقاتلت قتالا شديدا قال: ثم إني بعد ذلك أتيت المدينة فأتيت أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله) فسلمت واستأذنت فقيل: من ذا؟ فقلت: سائل، فقالت: أطعموا السائل، فقلت: إني والله ما أسأل طعاما ولا شرابا ولكني أبو ثابت مولى أبي ذر فقالت: مرحبا، فقصصت عليها قصتي قالت: فأين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟ قال: فقلت:

إلى أحسن ذلك، كشف الله ذلك عني حين زوال الشمس فقاتلت قتالا شديدا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى فرغ قالت: أحسنت، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول: إن عليا مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض(2).

الحادي عشر: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي شبح أبو الحسن الرافعي الصوفي بحران قال: حدثني أبو المعتمر عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن معاذ العامري بالرقة قال: حدثني [ أبي قال حدثني ] جدي عبد الله بن معاذ عن أبيه وعمه معاذ وعبيد الله ابني عبد الله عن عمهما يزيد بن الأصم قال: قدم شقير بن شجرة العامري بالمدينة فاستأذن على خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبي (صلى الله عليه وآله) وكنت عندها فقالت: ائذن للرجل فدخل فقالت: من أين أقبل الرجل؟ قال: من الكوفة، قالت: فمن أي القبائل أنت؟ قال: من بني عامر، قالت: حييت ازدد قربا، فما أقدمك؟ قال: يا أم المؤمنين رهبت أن تكبسني الفتنة لما رأيت من اختلاف الناس فخرجت فقالت: هل كنت بايعت عليا؟ قال: نعم، قالت: فارجع فلا تزل عن صفه، فوالله ما ضل ولا ضل به فقال: يا أماه فهل أنت محدثتي في علي بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قالت: اللهم نعم، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: علي آية الحق وراية الهدى، علي سيف الله يسله على الكفار والمنافقين، فمن أحبه فبحبي أحبه ومن أبغضه فببغضي أبغضه، ألا ومن أبغضني أو أبغض عليا لقي الله عز وجل ولا حجة له(3).

____________

(1) أمالي المفيد: 153 / ح 5.

(2) أمالي الطوسي: 506 / مجلس 18 / ح 15.

(3) أمالي الطوسي: 505 / مجلس 18 / ح 14.