فصل في وصف الإمام بالنص وفضائلهوما يتصل بذلك من فضائل أهل البيت وشيعتهم ومحبيهم 2

الصفحة 230   

الباب الخامس

 

في قوله تعالى * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) *(1)

 

من طريق العامة وفيه سبعة عشر حديثا:

 

 

الحديث الأول: من مسند أحمد بن حنبل عن أبيه أحمد قال: وفيما كتب إلينا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي يذكر أن الحارث بن الحسن الطحان حدثه قال: حدثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: لما نزلت * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قالوا: يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم قال: " علي وفاطمة وابناهما "(2).

 

الحديث الثاني: من الجزء السادس من (صحيح البخاري) على حد من أوله في تفسير قوله تعالى: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قال: حدثني محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت طاووسا عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تعالى * (إلا المودة في القربى) * قال سعيد بن جبير: قربى آل محمد صلوات الله عليهم(3).

 

الحديث الثالث: من صحيح مسلم من الجزء الخامس في أوله في تفسير قوله تعالى: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قال: سئل ابن عباس (رضي الله عنه) عن هذه الآية فقال ابن جبير: هي قربى آل محمد (عليهم السلام)(4).

 

الحديث الرابع: الثعلبي في تفسير قوله تعالى: * (قل لا أسألكم عليه أجرا...) * الآية قال: اختلفوا في قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر الله تعالى بمودتهم قال: فأخبرني الحسين بن محمد الثقفي العدل حدثنا برهان بن علي الصوفي حدثنا محمد بن عبد الله بن سليم الحضرمي حدثنا حرب بن الحسن

 

____________

 

(1) الشورى: 23.

 

(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 669 ح 1141.

 

(3) صحيح البخاري: 6 / 37.

 

(4) لم يوجد في صحيح مسلم المطبوع ونقله في العمدة عن مسلم: 49 ح 40، وكذلك في الطرائف:

 

113 / ح 169.

 

الصفحة 231 

الطحان حدثنا حسين الأشقر عن قيس عن الأشتر بن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟

 

قال: " علي وفاطمة وابناهما صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين "(1).

 

الحديث الخامس: ومن (تفسير الثعلبي) أيضا قال: أنبأني عقيل بن محمد أخبرنا المعاني ابن المبتلى حدثنا محمد بن جرير حدثني محمد بن عمارة حدثنا إسماعيل بن أبان حدثنا الصباح بن يحيى المري عن السدي عن أبي الديلم قال: لما جئ بعلي بن الحسين صلوات الله عليه أسيرا قائما على درج مسجد دمشق قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصل شأفتكم(2) وقطع قرن الفتنة فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): " أقرأت القرآن؟ "

 

قال: نعم.

 

قال: " قرأت * (ال حم) * قال: قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم.

 

قال: " قرأت * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) *

 

قال: لأنتم هم؟!

 

قال: " نعم "(3).

 

ثم قال علي بن الحسين (عليه السلام): أفقرأت في بني إسرائيل * (وآت ذي القربى حقه) * قال: وأنكم القرابة التي أمر الله أن يؤتى حقه؟ قال: نعم.

 

الحديث السادس: الثعلبي أيضا في تفسيره قال: أخبرني ابن فيجويه حدثنا ابن حبش حدثنا أبو القاسم الفضل حدثنا علي بن الحسين حدثنا إسماعيل بن موسى حدثنا الحكم بن ظهير عن السدي عن ابن مالك عن ابن عباس (رضي الله عنه) * (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) *(4) قال: المودة لآل محمد (صلى الله عليه وآله)(5).

 

الحديث السابع: ومن (الجمع بين الصحاح الستة) لأبي الحسن رزين من الجزء الثاني من أجزاء أربعة في تفسير سورة حم قوله تعالى: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قال ابن جبير: قربى آل محمد (عليهم السلام)(6).

 

____________

 

(1) العمدة: 23 - 24 عن الثعلبي.

 

(2) في المصدر: وأستأصلكم.

 

(3) بحار الأنوار: 23 / 252 ح 31 عن الثعلبي.

 

(4) الشورى: 23.

 

(5) العمدة: 27 عن الثعلبي.

 

(6) بحار الأنوار: 23 / 250 ذيل ح 24.

 

الصفحة 232 

الحديث الثامن: ومن الجمع بين الصحاح الستة أيضا بإسناده عن طاوس أن ابن عباس (رضي الله عنه) سئل عن قوله تعالى: * (إلا المودة في القربى) * فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد (عليهم السلام)(1).

 

الحديث التاسع: محمد بن جرير برجاله في كتاب (المناقب) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام):

 

" أخرج فناد في الناس ألا من ظلم أجيرا أجره فعليه لعنة الله ألا من تولى غير مواليه لعنة الله إلا من سب أبويه فعليه لعنة الله " فنادى بذلك فدخل عمر وجماعة على النبي (صلى الله عليه وآله) وقالوا: هل من تفسير لما نادى؟

 

قال: " نعم أمرته أن ينادي ألا من ظلم أجيرا أجره لعنه الله وإن الله يقول: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * فمن ظلمنا فعليه لعنة الله وأمرته أن ينادي من تولى غير مواليه فعليه لعنه الله والله يقول النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ومن كنت مولاه فعلي مولاه فمن والى غيره وغير ذريته فعليه لعنة الله وأمرته أن ينادي من سب أبويه فعليه لعنة الله وأنا أشهد الله وأشهدكم أنا وعلي أبوا المؤمنين فمن سب أحدنا فعليه لعنة الله " فلما خرجوا قال عمر: يا أصحاب محمد ما أكد النبي لعلي بغدير خم ولا في غيره أشد من تأكيده في يومنا هذا قال خباب بن الإرث: كان ذلك قبل وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بتسعة عشر يوما(2).

 

الحديث العاشر: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان العامة قال: أخبرنا شيخنا العلامة نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني بقرائتي عليه وأنا أسمع في رجب أو شعبان سنة خمس وستين وستمائة قال: أنبأنا الشيخ رضي الدين [ المؤيد بن محمد بن علي الطوسي ثم النيشابوري والشيخ الإمام شهاب الدين ] أبو بكر بن أبي سعيد عبد الله بن الصفار النيسابوري بسماعه من والده وبإجازته من عبد الجبار بن محمد الخواري قال أنبأنا الشيخ الدين عبد الجبار بن محمد الخواري البيهقي سماعا عليه قال: أنبأنا أبو حنان المزكي أنبأنا أبو العباس محمد بن إسحاق نبأنا الحسن بن علي بن زياد السري نبأنا يحيى بن عبد الحميد الحماني نبأنا حسين الأشقر نبأنا قيس نبأنا الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) *.

 

قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين يأمرنا الله بمودتهم؟

 

قال: " علي وفاطمة وولدهما (عليهم السلام) "(3).

 

الحديث الحادي عشر: علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني في كتاب (مقاتل الطالبين) قال:

 

____________

 

(1) الطرائف: 27 - 28.

 

(2) الطرائف: 37 - 38.

 

(3) السمطين: 2 / 13 / ب 2 / ح 359.

 

الصفحة 233 

قال الحسن في خطبة له بعد موت أبيه: " أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد، أنا ابن البشير أنا ابن النذير أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه، وأنا ابن السراج المنير وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، والذين افترض الله مودتهم في كتابه إذ يقول: * (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) *(1) فالحسنة مودتنا أهل البيت "(2).

 

الحديث الثاني عشر: موفق بن أحمد عن مقاتل والكعبي لما نزلت هذه الآية * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قالوا: هل رأيتم أعجب من هذا يسفه أحلامنا ويشتم آلهتنا ويرى قتلنا ويطمع أن نحبه فنزل * (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم) * أي ليس لي من ذلك أجر لأن منفعته المودة تعود إليكم وهو ثواب الله تعالى ورضاه(3).

 

الحديث الثالث عشر: أبو نعيم صاحب (حلية الأبرار) بإسناده إلى الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: لما نزلت * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين يأمرنا الله بمودتهم؟ قال: " علي وفاطمة وأولادهما "(4).

 

الحديث الرابع عشر: المالكي في (الفصول المهمة) قال: روى الإمام أبو الحسين البغوي في تفسيره يرفعه بسنده إلى ابن عباس (رضي الله عنه) قال: لما نزلت قوله تعالى: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال: " علي وفاطمة وابناهما "(5).

 

الحديث الخامس عشر: المالكي قال: روى السدي عن ابن مالك عن ابن عباس (رضي الله عنه) في قوله تعالى: * (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) * قال: المودة لآل محمد (صلى الله عليه وآله) فهؤلاء هم أهل بيتي(6).

 

الحديث السادس عشر: ابن المغازلي الشافعي في كتاب (المناقب) أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إجازة أن أبا أحمد عمر بن عبد الله بن شوذب أخبرهم حدثنا عثمان ابن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال حدثنا محمد بن الصباح الدولابي قال: حدثنا الحكم بن ظهير عن السدي في قوله تعالى: * (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) * قال: المودة في آل محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: وفي قوله تعالى * (ولسوف يعطيك ربك فترضى) * قال: رضى محمد (صلى الله عليه وآله) أن

 

____________

 

(1) الشورى: 23.

 

(2) مقاتل الطالبيين: 33 ط. النجف وفي طبعة: إن ذكر الخبر في بيعته، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 16 / 30.

 

(3) المناقب: 275 / 255.

 

(4) حلية الأولياء: 3 / 201، وشواهد التنزيل: 2 / 189.

 

(5) الفصول المهمة: 152، وشواهد التنزيل: 2 / 189 ح 822، وتفسير ابن كثير: 4 / 122.

 

(6) تفسير القرطبي: 16 / 24، وتفسير الدر المنثور: 6 / 7 مورد الآية.

 

الصفحة 234 

يدخل أهل بيته الجنة(1).

 

الحديث السابع عشر: صاحب (المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة) قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن صابر قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن هاشم بدمشق عن عبد الله بن جعفر العسكري بالرقة عن يحيى بن عبد الحميد عن جعفر ابن الأشعري عن الأعمش عن سعد بن جبير عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: لما نزلت * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمر الله تعالى بمودتهم؟ قال: " علي وفاطمة وولداهما "(2).

 

____________

 

(1) مناقب ابن المغازلي: 195 / ح 360.

 

(2) تفسير نور الثقلين: 4 / 572 ح 68، وتأويل الآيات: 2 / 545، وفي رحاب النبي وآله: 79.

 

الصفحة 235 

 

الباب السادس

 

في قوله تعالى * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * الآية(1)

 

من طريق الخاصة وفيه اثنان وعشرون حديثا

 

 

الحديث الأول: محمد ين يعقوب عن الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشا عن المثنى عن زرارة عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قال: " هم الأئمة (عليهم السلام) "(2).

 

الحديث الثاني: محمد بن يعقوب أيضا عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لأبي جعفر الأحول وأنا أسمع فقال: " أتيت البصرة " قال: نعم فقال: " كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الأمر ودخولهم فيه "

 

فقال: والله إنهم لقليل وقد فعلوا وأن ذلك لقليل فقال: " عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير "

 

ثم قال: " ما يقول أهل البصرة في هذه الآية * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) *؟ قلت:

 

جعلت فداك إنهم يقولون: إنهم لأقارب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " كذبوا إنما نزلت فينا خاصة في أهل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء (عليهم السلام) "(3).

 

الحديث الثالث: عبد الله بن جعفر الحميري في (قرب الإسناد) عن محمد بن خالد الطيالسي عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) للأحول: " أتيت البصرة " وذكر مثله إلا لفظة خاصة(4).

 

الحديث الرابع: محمد ين يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد ابن حكيم عن أبي مسروق عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت أنا نكلم الناس فنحتج عليهم بقول الله عز وجل: * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * فيقولون: نزلت في أمراء السرايا فنحتج عليهم بقوله عز وجل: * (إنما وليكم الله ورسوله...) * إلى آخر الآية فيقولون: نزلت في المؤمنين ونحتج عليهم بقول الله عز وجل: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * فيقولون: نزلت

 

____________

 

(1) الشورى: 23.

 

(2) الكافي: 1 / 413 ح 7.

 

(3) الكافي: 8 / 93 ح 66.

 

(4) قرب الإسناد: 128 / 450.

 

الصفحة 236 

في قربى المسلمين قال: فلم أدع شيئا مما حضرني ذكره من هذا وشبهه إلا ذكرته فقال لي: " إذا كان ذلك فادعهم إلى المباهلة " قلت: وكيف أصنع؟ قال: " أصلح نفسك ثلاثا " وأظنه قال " وصم واغتسل وأبرز أنت وهو إلى الجبال فشبك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه ثم أنصفه وابدأ بنفسك وقل: اللهم رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم إن كان أبو مسروق جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما ثم رد الدعوة عليه فقل: وإن كان فلان جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما " ثم قال لي: " فإنك لا تلبث أن ترى ذلك فيه فوالله ما وجدت خلقا يجيبني إليه "(1).

 

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) * قال: " من تولى الأوصياء من آل محمد واتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الأولين حتى تصل ولايتهم إلى آدم (عليه السلام)، وهو قول الله عز وجل: * (من جاء بالحسنة فله خير منها) * يدخله الجنة وهو قول الله عز وجل: * (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم) * يقول: أجر المودة الذي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به وتنجون من عذاب يوم القيامة وقال لأعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والإنكار: * (قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) * يقول متكلفا: إن أسألكم ما لستم بأهله فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض. أما يكفي محمد أن يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا فقالوا ما أنزل الله هذا وما هو إلا شئ يتقوله يريد أن يرفع أهل بيته على رقابنا(2) ولئن قتل محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا وأراد الله عز وجل ذكره أن يعلم نبيه (صلى الله عليه وآله) الذي أخفوا في صدورهم وأسروا به فقال في كتابه عز وجل: * (أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشاء الله يختم على قلبك) * يقول: لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلم بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم، وقد قال الله عز وجل: * (يمحو الله الباطل ويحق الحق بكلماته) * يقول الحق: لأهل بيتك الولاية أنه عليم بذات الصدور ويقول بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك والظلم بعدك: وهو قول الله عز وجل: * (وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون) *(3).

 

الحديث السادس: ابن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان

 

____________

 

(1) الكافي: 2 / 513 ح 1.

 

(2) الكافي: 8 / 379 ح 574.

 

(3) الأنبياء: 3.

 

الصفحة 237 

عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى * (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) *(1) قال: " الإقتراف التسليم لنا والصدق علينا وأن لا يكذب علينا "(2).

 

الحديث السابع: سعد بن عبد الله في بصائر الدرجات عن محمد بن عيسى بن عبيد عن فضالة ابن أيوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) * فقال: " الإقتراف الحسنة هو التصديق لنا والصدق علينا "(3).

 

الحديث الثامن: سعد هذا عن يعقوب ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله(4).

 

الحديث التاسع: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد ابن مسرور (قدس سره) قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع إليه في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان وذكر حديث الفرق بين الآل والأمة وذكر (عليه السلام) آيات الاصطفاء للآل (عليهم السلام) من القرآن في الظاهر دون الباطن وهي اثنتا عشرة إلى أن قال (عليه السلام): " السادسة قوله عز وجل: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) *(5) وهذه خصوصية للنبي (صلى الله عليه وآله) إلى يوم القيامة وخصوصية للآل دون غيرهم، وذلك أن الله عز وجل ذكر نوحا (عليه السلام) في كتابه * (يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون) *(6) وحكى عز وجل عن هود (عليه السلام) أنه قال: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون) *(7)

 

وقال عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وآله): قل يا محمد * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * * (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) * ولم يفرض الله مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا ولا يرجعون إلى ضلال أبدا، وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوا له فلا يسلم قلب الرجل له فأحب الله عز وجل أن لا يكون في قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) على المؤمنين شئ ففرض عليهم مودة ذوي القربى فمن أخذ بها وأحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأحب أهل بيته لم يستطع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يبغضه ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته فعلى رسول الله أن

 

____________

 

(1) الشورى: 23.

 

(2) الكافي: 1 / 391 ح 4.

 

(3) بصائر الدرجات: 521 / 6 وفي المصدر: الإقتراف: التسليم لنا والصدق علينا ولا يكذب علينا.

 

(4) بصائر الدرجات: 521 / 7.

 

(5) الشورى: 23.

 

(6) هود: 29.

 

(7) هود: 51.

 

الصفحة 238 

يبغضه، لأنه ترك فريضة من فرائض الله، فأي فضيلة وأي شرف يتقدم هذا أو يدانيه؟ فأنزل الله هذه الآية على نبيه * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس إن الله قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه فلم يجبه أحد فقال: يا أيها الناس إنه ليس بذهب ولا فضة ولا مطعم ولا مشرب فقالوا: هات إذا فتلا عليهم هذه الآية فقالوا: أما هذه فنعم فما وفي بها أكثرهم، وما بعث الله عز وجل نبيا إلا أوحى إليه لا يسأل قومه أجرا لأن الله يوفي أجر الأنبياء ومحمد (صلى الله عليه وآله) فرض الله عز وجل مودة قرابته على أمته وأمره أن يجعل أجره فيهم ليوادوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب الله عز وجل لهم فإن المودة أنما تكون على قدر معرفة الفضل فلما أوجب الله ذلك ثقل لثقل وجوب الطاعة فأخذ بها قوم أخذ الله ميثاقهم على الوفاء وعاند أهل الشقاق والنفاق وألحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الذي حده الله.

 

فقالوا: القرابة هم العرب كلها وأهل دعوته فعلى أي الحالين كان فقد علمنا أن المودة هي للقرابة فأقربهم من النبي (صلى الله عليه وآله) أولاهم بالمودة كلما قربت القرابة كانت المودة على قدرها، وما أنصفوا نبي الله (صلى الله عليه وآله) في حيطته ورأفته، وما من الله به على أمته مما تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه لا يودوه في قرابته وذريته وأهل بيته وأن لا يجعلوهم منهم بمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وحبا لنبيه فكيف والقرآن ينطق به ويدعوا إليه والأخبار ثابتة أنهم أهل المودة والذين فرض الله مودتهم ووعد الجزاء عليها أنه ما وافى أحد بهذه المودة مؤمنا مخلصا إلا استوجب الجنة، لقول الله عز وجل في هذه الآية: * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * مفسرا ومبينا.

 

ثم قال أبو الحسن (عليه السلام): " حدثني أبي عن جدي عن آبائه عن الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: اجتمع المهاجرين والأنصار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا رسول الله إن لك مؤونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فأحكم فيها بارا مأجورا اعط منها ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج فأنزل الله الروح الأمين فقال يا محمد * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * يعني تؤدوا قرابتي من بعدي فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده إن هو إلا شئ افتراه في مجلسه، وكان ذلك من قولهم عظيما فأنزل الله عز وجل * (أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون

الصفحة 239 

فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم) * فبعث إليهم النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: هل من حدث؟

 

فقالوا: أي والله قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فبكوا واشتد بكاؤهم فأنزل الله عز وجل * (هو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون) * "(1).

 

الحديث العاشر: ابن بابويه قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى البصري قال: حدثنا محمد بن زكريا قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد قال حدثني أبو نعيم قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق ابن حاجب قال: حدثنا عبد الله بن زياد عن علي بن الحسين (عليهم السلام) قال لرجل: " أما قرأت كتاب الله عز وجل؟ " قال: نعم.

 

قال: " أما قرأت هذه الآية * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قال: بلى قال: " فنحن أولئك "(2).

 

الحديث الحادي عشر: محمد بن العباس بن ماهيار في تفسيره فيما نزل في أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن وهو ثقة في الحديث قال: حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي عن أبي محمد إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن محمد بن جعفر بن محمد قال: حدثني عمي علي بن جعفر عن الحسين بن زيد عن الحسن بن زيد عن أبيه عن جده (عليه السلام) قال: خطب الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) حين قتل علي (عليه السلام) فقال: " وأنا من أهل بيت افترض الله مودتهم على كل مسلم حيث يقول: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * * (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) * فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت "(3).

 

الحديث الثاني عشر: محمد بن العباس قال: حدثنا عبد العزيز عن محمد بن زكريا عن محمد ابن عبد الله الجشمي عن الهيثم بن عدي عن سعيد بن صفوان عن عبد الملك بن عمير عن الحسين ابن علي صلوات الله عليهما في قوله عز وجل: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قال:

 

" إن القرابة التي أمر الله بصلتها وعظم حقها وجعل الخير فيها قرابتنا أهل البيت الذين أوجب الله حقنا على كل مسلم "(4).

 

الحديث الثالث عشر: أحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتاب (المحاسن) عن الحسن بن علي الخزاز عن مثنى الحناط عن عبد الله بن عجلان قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله * (قل لا

 

____________

 

(1) أمالي الصدوق: 619 / المجلس 79 / ح 1.

 

(2) أمالي الصدوق: 230 / ح 242.

 

(3) بحار الأنوار: 23 / 251 ح 26.

 

(4) بحار الأنوار: 23 / 251 ح 27.

 

الصفحة 240 

أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قال: " هم الأئمة الذين لا يأكلون الصدقة ولا تحل لهم "(1).

 

الحديث الرابع عشر: عبد الله بن جعفر الحميري في (قرب الإسناد) عن هارون ابن مسلم قال:

 

حدثني مسعدة بن صدقة قال: حدثنا جعفر بن محمد عن آبائه أنه لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " أيها الناس إن الله تبارك وتعالى قد فرض لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ قال: فلم يجبه أحد منهم فانصرف فلما كان من الغد قام فيهم فقال مثل ذلك ثم قام فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث فلم يتكلم أحد فقال: أيها الناس إنه ليس من ذهب ولا فضة ولا مطعم ولا مشرب قالوا: فالقه إذا قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل علي * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * " قالوا: أما هذه فنعم فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فوالله ما وفى بها إلا سبعة نفر سلمان وأبو ذر وعمار والمقداد بن الأسود الكندي وجابر بن عبد الله الأنصاري ومولى لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يقال له: الكبيت(2) وزيد بن أرقم "(3).

 

الحديث الخامس عشر: المفيد في (الإختصاص) قال: حدثني جعفر بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن هارون ابن مسلم عن أبي الحسن الليثي عن جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام) وذكر مثل الحديث السابق(4).

 

الحديث السادس عشر: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: حدثني أبي عن ابن أبي نجران عن عاصم ابن حميد عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول في قول الله: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * " يعني في أهل بيته قال: جاء الأنصار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: إنا قد أوينا ونصرنا فخذ طائفة من أموالنا استغن بها على ما أنابك فأنزل الله * (قل لا أسألكم عليه أجرا) * يعني على النبوة * (إلا المودة في القربى) * أي في أهل بيته ثم قال: ألا ترى إن الرجل يكون له صديق وفي نفس ذلك الرجل شئ على أهل بيته فلا يسلم صدره فأراد الله أن لا يكون في نفس رسول الله شئ على أمته ففرض عليهم المودة في القربى، فإن أخذوا أخذوا مفروضا وإن تركوا تركوا مفروضا ".

 

قال: " فانصرفوا من عنده وبعضهم يقول: عرضنا عليه أموالنا فقال قاتلوا عن أهل بيتي من بعدي وقالت طائفة: ما قال هذا رسول الله وجحدوه وقالوا كما حكى الله تعالى * (أم يقولون افترى على الله كذبا) * فقال الله * (فإن يشاء الله يختم على قلبك) * قال لو افتريت * (ويمحو الله الباطل) * يعني

 

____________

 

(1) المحاسن: 1 / 145 ح 48.

 

(2) في المصدر: الثبيت.

 

(3) قرب الإسناد: 78 / 254.

 

(4) الإختصاص: 63.

 

الصفحة 241 

يبطله * (ويحق الحق بكلماته) * يعني بالنبي وبالأئمة (عليهم السلام) والقائم من آل محمد * (إنه عليم بذات الصدور) * ثم قال * (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات...) * إلى قوله: * (ويزيدهم من فضله) * يعني الذين قالوا: إن القول ما قال رسول الله ثم قال: * (والكافرون لهم عذاب شديد) *(1)

 

وقال أيضا * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) *(2) قال: أجر النبوة أن لا تؤذوهم ولا تقطعوهم ولا تبغضوهم وتصلوهم ولا تنقضوا العهد فيهم لقوله تعالى: * (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) *(3) قال: " جاءت الأنصار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: إنا قد نصرنا وفعلنا فخذ من أموالنا ما شئت فأنزل الله * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * يعني في أهل بيته ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ذلك من حبس أجيرا أجره فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، وهو محبة آل محمد ثم قال: * (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) *(4) وهي إقرار الإمامة لهم والإحسان إليهم وبرهم وصلتهم * (نزد له فيها حسنا) * أي تكافئ ذلك بالإحسان "(5).

 

الحديث السابع عشر: الشيخ في أماليه بإسناده عن الحسن (عليه السلام) في خطبة له قال: " فيما أنزل الله على محمد (صلى الله عليه وآله) * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * * (ومن يقترف حسنة) * واقتراف الحسنة مودتنا "(6).

 

الحديث الثامن عشر: الطبرسي ذكر أبو أبو حمزة الثمالي في تفسيره قال: حدثني عثمان بن عمير عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن العباس (رضي الله عنه) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين قدم المدينة واستحكم الإسلام قالت الأنصار فيما بينها: نأتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنقول: إن تعرك أمور هذه أموالنا تحكم فيها من غير حرج ولا محظور فأتوه في ذلك فنزلت * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * فقرأها عليهم فقال: تودون قرابتي من بعدي، فخرجوا من عنده مسلمين لقوله، فقال المنافقون: إن هذا لشئ افتراه في مجلسه وأراد يذللنا لقرابته من بعده فنزلت * (أم يقولون افتراه على الله كذبا) * فأرسل إليهم فتلا عليهم فبكوا واشتد بكاؤهم(7) فأنزل الله * (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده الآية) *. فأرسل في أثرهم فبشرهم وقال: * (ويستجيب الذين آمنوا) * وهم الذين سلموا

 

____________

 

(1) الشورى: 24 - 26.

 

(2) الشورى: 23.

 

(3) الرعد: 21.

 

(4) الشورى: 23.

 

(5) تفسير القمي: 2 / 275.

 

(6) أمالي الطوسي: 270 / ذيل ح 501.

 

(7) في المصدر: عليهم.

 

الصفحة 242 

لقوله.

ثم قال الطبرسي: ذكر أبو حمزة الثمالي عن السدي أنه قال: إن اقتراف الحسنة المودة لآل محمد (صلى الله عليه وآله)، ثم قال: وصح عن الحسن بن علي (عليه السلام) أنه خطب الناس فقال في خطبته: " أنا من [ أهل البيت ] الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * * (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) * فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت [ أصحاب الكساء ] "(1).

 

وقال أيضا في معنى الآية: إن معناه إلا أن تؤدوا قرابتي وعترتي وتحفظون فيهم، عن علي بن الحسين (عليه السلام) وسعيد بن جبير وعمر بن شعيب وجماعة، قال: وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليه السلام)(2).

 

الحديث التاسع عشر: الطبرسي قال: وأخبرنا السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني قال:

 

أخبرنا الحاكم أبو القاسم [ الحسكاني ] قال: حدثنا القاضي أبو بكر الحميري قال: أخبرنا أبو العباس الضبعي قال: أخبرنا الحسن بن علي بن زياد السري قال: أخبرنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال:

 

أخبرنا الحسين بن الأشتر قال: أخبرنا قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت * (قل لا أسألكم عليه أجرا) * الآية قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال:

 

" علي وفاطمة وولدهما "(3).

 

الحديث العشرون: الطبرسي قال: وأخبرنا السيد أبو الحمد قال: أخبرنا أبو القاسم الحاكم بالإسناد المذكور في كتاب (شواهد التنزيل لقواعد التفضيل) مرفوعا إلى أبي أمامة الباهلي قال:

 

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله تعالى خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمارها وأشياعنا أوراقها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا ومن زاغ عنها هوى، ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام حتى يصير كالشن البالي، ثم لم يدرك محبتنا كبه الله على منخريه في النار ثم تلا: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * "(4).

 

____________

 

(1) ليست في المصدر.

 

(2) مجمع البيان: 9 / 49 - 48، وتفسير أبي حمزة: 294.

 

(3) مجمع البيان: 9 / 48.

 

(4) مجمع البيان: 9 / 48 - 49، وشواهد التنزيل: 2 / 210.

 

الصفحة 243 

الحديث الحادي والعشرون: الطبرسي قال: وروى زاذان عن علي عليه الصلاة والسلام قال:

 

" فينا، في آل حم، آية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن " ثم قرأ هذه الآية(1).

 

الحديث الثاني والعشرون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم ابن إسحاق (قدس سره) قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى البصري قال: أخبرنا محمد بن زكريا قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد قال:

 

حدثنا أبو نعيم قال: حدثني حاجب عبيد الله بن زياد (لعنه الله) وذكر حديث سبي آل محمد ويسيرهم إلى يزيد إلى أن قال: وقال أهل الشام الجفاة ما رأينا سبايا أحسن من هؤلاء فمن أنتم فقالت: سكينة بنت الحسين (عليه السلام) نحن سبايا آل محمد فأقيموا على درج المسجد حيث يقام السبايا وفيهم علي بن الحسين (عليه السلام) وهو يومئذ فتى شاب فأتاهم شيخ من أشياخ أهل الشام فقال لهم:

 

الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وقطع قرن الفتنة فلم يأل من شتمهم فلما انقضى كلامه قال له علي ابن الحسين (عليه السلام): " أما قرأت كتاب الله عز وجل؟ " قال: نعم، قال: " أما قرأت هذه الآية * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) *؟ " قال: بلى قال: " فنحن أولئك " ثم قال: " أما قرأت هذه الآية * (وآت ذا القربى حقه) *؟ " قال: بلى قال: " فنحن هم فهل قرأت هذه الآية * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *؟ " قال: بلى " فنحن هم " فرفع الشامي رأسه إلى السماء ثم قال:

 

اللهم إني أتوب إليك ثلاث مرات، اللهم إني أبرء إليك من عدو آل محمد ومن قتلة أهل بيت محمد لقد قرأت القرآن فما شعرت بهذا قبل اليوم(2).

 

الحديث الثالث والعشرون: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي في منزله بدرب الزعفراني ببغداد في الكرخ سنة عشرة وأربعمائة قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة أملا في مسجد براثا لثمان بقين من جمادى الأولى سنة ثلاثين وثلاثمائة قال: حدثنا علي بن الحسين بن عبيد قال: حدثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة عن معروف عن أبي الطفيل قال: خطب الحسن بن علي (عليهما السلام) بعد وفاة علي (عليه السلام) وذكر أمير المؤمنين فقال: " خاتم الوصيين ووصي خاتم الأنبياء وأمير المؤمنين والشهداء والصالحين " ثم قال: أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعطيه الراية فيقاتل جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح الله عليه، ما ترك ذهبا ولا فضة إلا شئ له علي صبي له وما ترك في بيت المال إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم " ثم قال: " من عرفني فقد

 

____________

 

(1) مجمع البيان: 9 / 49.

 

(2) أمالي الصدوق: 229 / مجلس 31 / ح 3.

 

الصفحة 244 

عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) " ثم تلا هذه الآية قول يوسف: " * (اتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب) * أنا ابن البشير وأنا ابن النذير وأنا ابن الدعي إلى الله وأنا ابن السراج المنير وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وأنا من أهل البيت الذين كان جبرائيل ينزل عليهم ومنهم كان يعرج وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم وولايتهم فقال فيما أنزل على محمد (صلى الله عليه وآله) * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * * (ومن يقترف حسنة) * واقتراف الحسنة مودتنا "(1).

 

____________

 

(1) أمالي الطوسي: 270 / مجلس 10 / ح 39.

 

الصفحة 245 

 

الباب السابع

 

في قوله تعالى * (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه

وسلموا تسليما) *(1) وكيفية الصلاة عليه من الصلاة على محمد آل محمد وثواب ذلك

 

من طريق العامة وفيه ثلاثة وعشرون حديثا

 

 

الحديث الأول: الثعلبي في تفسير هذه الآية قال: أخبرنا عبد الله بن حامد حدثنا المطيري حدثنا علي بن حرب حدثنا ابن فضيل حدثنا يزيد بن أبي زياد قال: حدثنا أبو الحسن بن أبي الفضل العبدي حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا هيثم بن بشير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثني كعب بن عجرة قال: لما نزلت * (إن الله وملائكته يصلون على النبي... الآية) * قلنا: يا رسول الله قد علمنا السلام عليك، وكيف الصلاة عليك؟ قال:

 

" قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد "(2).

 

الحديث الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة في كتاب (فرائد السمطين) في فضائل المرتضى وفاطمة والحسن والحسين قال: أخبرنا الشيخ الإمام مجد الدين أبو الفضل عبد الله بن محمود بن مودود بقرائتي عليه ببغداد بالرباط الصاحي العلائي بالمأمونية شرقي دجلة يوم الثلاثاء الثامن من شهر شعبان سنة إحدى وسبعين وستمائة قال: أنبأنا والدي الشيخ الإمام شهاب الدين محمود إجازة إن لم يكن سماعا قال: أنبأنا الشيخ الإمام شهاب محمد ابن إسماعيل بن علي بن أبي الصيف اليماني في منارة الحرم الشريف زاده الله تعالى تشريفا وتعظيما في ذي الحجة سنة ست وسبعين وخمسمائة قال: أنبأنا الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب بن علي القرطبي بقرائتي عليه قال: أنبأنا الشيخ الإمام أبو القاسم خلف بن عبد الملك الأنصاري قال: أنبأنا أبو محمد بن عناب ومن أصله نقلته قال: أنبأنا أبو حفص عمر بن عبيد الله الذهلي قال: أنبأنا القاضي أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن قطيس قال: نبأنا أبو محمد عبد الله بن إسماعيل بن حرب قال: نبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن

 

____________

 

(1) الأحزاب: 56.

 

(2) بحار الأنوار: 27 / 257 ح 5 عن الثعلبي.

 

الصفحة 246 

حيويه قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو البصري قال: نبأنا زياد بن يحيى قال: نبأنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال: نبأنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عبد الرحمن بن بشر بن مسعود عن أبي مسعود قال: لما نزلت هذه الآية * (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) * قالوا: يا رسول الله قد علمنا السلام عليك، فكيف الصلاة، فقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: " قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ".

 

قال أبو بكر: وهذا الحديث رواه أيوب عن عبد الوهاب عن هشام عن ابن سيرين عن عبد الرحمن بن بشر بن مسعود مرسلا ولم يقل عن أبي مسعود إلا عبد الوهاب عن هشام(1).

 

الحديث الثالث: إبراهيم الحمويني هذا بالإسناد إلى أبي القاسم خلف الأنصاري قال: وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد فيما قرأ عليه وأنا أسمع قال: قرأ علي أبي وأنا أسمع قال: نبأنا خلف بن يحيى أنبأنا عبد الله بن يوسف بن وضاح نبأنا أبن أبي شيبة قال: نبأنا هشيم قال: نبأنا يزيد ابن أبي زياد قال: نبأنا عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال لما نزلت هذه الآية * (إن الله وملائكته يصلون على النبي... الآية) * قلنا: يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟

 

فقال: " قولوا: اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد كما جعلتها على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد، مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد " قال يزيد: وكان ابن أبي ليلى يقول: وعلينا معهم.(2)

 

الحديث الرابع: من صحيح البخاري في الجزء الرابع منه في الكراس الرابعة منه وكان الجزء تسعة كراريس فهي أو في من ثلاثة قال: حدثنا قيس بن حفص وموسى بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا أبو فروة مسلم بن سالم الهمداني حدثني عبد الله بن عيسى أنه سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: بلى، فاهدها إلي فقال: سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلنا يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن الله علمنا كيف نسلم؟ قال: " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلي إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما

 

____________

 

(1) فرائد السمطين: 1 / 31 / ب / ح 9.

 

(2) فرائد السمطين: 1 / 32 / ح 9.

 

الصفحة 247 

باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد "(1).

 

الحديث الخامس: من صحيح البخاري من الجزء السادس في أول كراسه من أوله بإسناده قال:

 

حدثني سعد بن يحيى بن سعد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا مسعود عن الحكم عن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قيل: يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة؟ قال: " قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد "(2).

 

الحديث السادس: ومن صحيح البخاري قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا الليث قال:

 

حدثني ابن الهادي عن عبد الله بن حباب عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: قلنا: يا رسول الله هذا التسليم فكيف نصلي عليك؟ قال: " قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم "(3).

 

الحديث السابع: ومن صحيح مسلم في الجزء الرابع في أواسطه بإسناده قال: قلنا يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفنا فكيف الصلاة عليك؟

 

فقال (صلى الله عليه وآله): " قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد "(4).

 

الحديث الثامن: الثعلبي في تفسيره قال أخبرنا الحسين حدثنا أبو العباس محمد بن همام حدثنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن رزين حدثني حسان - يعني بن حسان - حدثنا حماد بن سلمة ابن أخت حميد الطويل - عن علي بن زيد جذعان عن شهر بن حوشب عن أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال لفاطمة (رضي الله عنه): " ائتيني بزوجك وابنيك " فأتت بهم فألقى عليهم كساء ثم رفع يده عليهم فقال: اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد فإنك حميد مجيد " قالت: فرفعت الكساء لأدخل معهم فاجتذبه فقال: " إنك على خير " قال:

 

وروى أبو حاتم عن أبي هريرة قال نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم فقال: " إني حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم "(5).

 

الحديث التاسع: إبراهيم بن محمد الحمويني المتقدم قال: أخبرنا العدل عز الدين محمد بن علي بن أبي البدر البغدادي بقرائتي عليه بمنزل زرود منصرفنا من حج بيت الله الحرام زيد شرفا

 

____________

 

(1) صحيح البخاري: 4 / 118.

 

(2) صحيح البخاري: 6 / 27.

 

(3) صحيح البخاري.

 

(4) صحيح مسلم: 20 / 16.

 

(5) بحار الأنوار: 23 / 250 ذيل 24.

 

الصفحة 248 

وقدسا بكرة يوم الجمعة الثامن من عشر من شهر الله الحرام ذي القعدة سنة أربع وتسعين وستمائة قلت له: أخبرك الشيخ عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمزة بن قايس القبيطي أبي طالب بسماعك عليه بقراءة الحافظ محمد بن النجار في شعبان سنة خمس وثلاثين وستمائة بالمستنصرية فأقر به قال: أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي قال: أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن ابن أحمد الدوني عن القاضي أبي نصر الكسار عن أبي بكر أحمد بن محمد السني عن الإمام أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قال: أنبأنا إسحاق بن منصور قال: أنبأنا محمد بن يوسف قال: أنبأنا يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

 

" من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات "(1).

 

الحديث العاشر: الحمويني هذا قال وبالإسناد المتقدم إلى أبي عبد الرحمن النسابي قال:

 

أخبرنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي في حديثه عن أبيه عن عثمان بن حكيم عن خالد بن سلمة عن موسى بن طلحة، قال: سألت زيد بن خارجة قال: أنا سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " صلوا علي فاجتهدوا في الدعاء وقولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد "(2).

 

الحديث الحادي عشر: الحمويني هذا قال: أخبرنا الشيخ الإمام المفتي في حرم الله تعالى محب الدين أحمد بن عبد الله بن أبي بكر الطبري المكي بمكة المعظمة بالحرم الشريف تجاه الكعبة المقدسة زيدت قدسا قدام قبة الصخرة زيدت شرفا يوم السبت بعد صلاة العصر الرابع عشر من شهر الله الحرام ذي الحجة سنة تسع وسبعين وستمائة وعدهن في يدي قال: أنبأنا القاضي الحرم الشريف إسحاق بن أبي بكر البطري وعدهن في يدي قال: أنبأنا الشيخ الإمام شرف الدين أبو المظفر محمد بن علوان بن مهاجر الموصلي وعدهن في يدي قال: نبأنا الشيخ أبو الفرح يحيى ابن محمود بن سعد الثقفي وعدهن في يدي قال: نبأنا جدي وعدهن في يدي قال: أنبأنا الشيخ أبو بكر ابن خلف وعدهن في يدي قال: أنبأنا الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه ابن نعيم الحاكم وعدهن في يدي قال: وعدهن في يدي أبو بكر بن أبي خادم الحافظ بالكوفة وقال لي: عدهن في يدي حرب بن الحسن الطحان وقال لي: عدهن في يدي يحيى بن المساور الحناط وقال لي عدهن: في يدي عمرو بن خالد وقال لي: عدهن في يدي زيد بن علي بن الحسين وقال لي: عدهن في يدي علي بن الحسين بن علي، وقال لي: عدهن في يدي علي بن أبي طالب

 

____________

 

(1) فرائد السمطين: 1 / 24 / ح 1.

 

(2) فرائد السمطين: 1 / 25 / ح 2.

 

الصفحة 249 

صلوات الله عليه، وقال لي: عدهن في يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) عدهن في يدي جبرائيل (عليه السلام) وقال جبرائيل: هكذا نزلت بهن من عند رب العزة " اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم ترحم على محمد وآل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم تحنن على محمد وآل محمد كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم وسلم على محمد وآله محمد كما سلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد "(1).

 

الحديث الثاني عشر: الحمويني هذا قال أخبرنا الشيخ الإمام جمال الدين أحمد بن محمد ابن محمد عرف بمذكويه القزويني بقرائتي عليه بها في الخانقاه الملكي الإمامي رحم الله بانيه ضحوة يوم الأحد الثاني من شهر ذي القعدة سنة سبع وثمانين وستمائة قلت له: أخبرك الشيخ ضياء الدين عبد الوهاب بن علي بن علي المعروف ب (ابن سكينة) إجازة؟ قال: نعم، قال: أنبأنا شيخ الإسلام جمال السنة أبو عبد الله محمد بن حمويه الجويني إجازة قال: أنبأنا إسماعيل بن عبد الغافر قال:

 

أنبأنا السيد أبو المعالي إسماعيل بن الحسن الحسني قال: أنبأنا الشيخ أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الهروي الكوفي قال: نبأنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال: " أنبأنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده علي بن الحسين (عليه السلام) عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صلى على محمد وعلى آل محمد مائة مرة قضى الله تعالى له مائة حاجة "(2).

 

الحديث الثالث عشر: الحمويني هذا قال: أنبأني الإمام نجم الدين عثمان بن الموفق والشيخ مجد الدين عبد الله بن محمود قالا: أنبأنا الشيخ المسند رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي إجازة قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل العزاوي إجازة قال: نبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنبأنا علي بن عمر الحافظ نبأنا أبو بكر النيسابوري، نبأنا أبو الأزهر، نبأنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد نبأنا أبي عن ابن إسحاق قال: وحدثني في الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ المرء المسلم صلى عليه في صلاته محمد بن إبراهيم بن الحرث التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري أخي يا حارث الخزرجي عن أبي مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو قال: أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونحن عنده فقال: يا رسول الله

 

____________

 

(1) فرائد السمطين: 1 / 26 / ح 3.

 

(2) فرائد السمطين: 1 / 28 / ح 6.

 

الصفحة 250 

أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا؟

 

قال: فصمت رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله ثم قال: " إذا صليتم علي فقولوا اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد " قال علي: هذا الإسناد حسن متصل(1).

 

الحديث الرابع عشر: الحمويني هذا بهذا الإسناد إلى الإمام أبي بكر أحمد البيهقي الحافظ قال: أنبأ أبو عبد الله الحافظ نبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ أحمد بن إبراهيم بن ملحان نبأ يحيى بن بكر نبأ الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يحيى بن السباق عن رجل من بني الحرث عن ابن مسعود عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد وترحم على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد "(2).

 

الحديث الخامس عشر: الحمويني هذا قال: أخبرني العلامة نجم الدين عبد الغفار بن عبد الكريم بن عبد الغفار القزويني - وغيره رحمهم الله - إجازة بروايتهم عن شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي إجازة قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف ب (ابن البطي) سماعا عليه قال: أنبأ أبو الفضل حمد بن أحمد أنبأ الحافظ أبو نعيم أحمد ابن عبد الله الأصبهاني قال أنبأ علي بن أحمد المصيصي قال: نبأنا أحمد بن خليد الحلبي قال:

 

أنبأنا أبو ثوبة الربيع بن نافع قال: أنبأ يزيد بن ربيعة عن يزيد بن أبي مالك عن أبي الأزهر عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم اللهم إنهم مني وأنا منهم، فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم ".

 

قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما جمع فاطمة وعليا والحسن والحسين تحت ثوبه فقال واثلة: وكنت واقفا على الباب فقلت: وعلي يا رسول الله بأبي أنت وأمي؟ قال: " اللهم وعلى واثلة " قال إبراهيم بن محمد الحمويني: هذا وهو من أعيان علماء العامة عقد ذكره هذه الأحاديث(3).

 

فائدة: قال الإمام العلامة فخر الدين محمد بن عمر الرازي جعل الله أهل بيت نبيه محمد (صلى الله عليه وآله)

 

____________

 

(1) فرائد السمطين: 1 / 29 / ح 7.

 

(2) فرائد السمطين: 1 / 29 / ح 8.

 

(3) فرائد السمطين: 1 / 33 / ح 12.

 

الصفحة 251 

مساويا له في خمسة أشياء الأول في المحبة: قال الله تعالى: * (فاتبعوني يحببكم الله) * وقال:

 

لأهل بيته * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * والثاني في تحريم الصدقة قال (عليه السلام):

 

" حرمت الصدقة علي وعلى أهل بيتي " والثالث في الطهارة قال الله تعالى: * (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة) * وقال: لأهل بيته * (ويطهركم تطهيرا) * الرابع في السلام قال: " السلام عليك أيها النبي " وقال في أهل بيته: " سلام على آل يس " الخامس في الصلوات على الرسول وعلى الآل كما في آخر التشهد(1).

 

الحديث السادس عشر: الحمويني هذا بإسناده إلى أبي نصر محمد بن إبراهيم السمرقندي حدثني أبو عثمان سعد بن هاشم بن مزيد بطبرية حدثنا أبو أحمد أيوب بن نصر ابن موسى حدثنا حماد بن عمر وعن السري بن خالد حدثنا قال أبو نصر: وحدثنا أبو علي الحسين بن حميد بن موسى بمصر نبأنا زهير بن عباد نبأنا محمد بن أيوب حدثني أبو البحتري وهب بن وهب القرشي كلاهما عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) واللفظ لأبي علي أنه قال لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): " إذا هالك أمر فقل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد أسألك أن تكفيني شر ما أخاف واحذر فإنك تكفي ذلك "(2).

 

الحديث السابع عشر: الفقيه ابن المغازلي الشافعي قال: عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صلى على محمد وآل محمد مائة مرة قضى الله تعالى له مائة حاجة "(3).

 

الحديث الثامن عشر: أبو نعيم من الجزء الرابع من كتاب حلية الأولياء بإسناده عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت * (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) * جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال:

 

يا رسول لله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك فقال: " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد " قال أبو نعيم: حديث صحيح متفق عليه(4).

 

الحديث التاسع عشر: أبو نعيم أيضا بإسناده عن عبد الله بن طلحة عن أبيه قال: قلنا: يا رسول الله قد علمنا السلام عليك؟ فكيف الصلاة عليك؟ قال: " قولوا: اللهم صلى على محمد وعلى آل

 

____________

 

(1) فرائد السمطين: 1 / 35 عن الرازي.

 

(2) فرائد السمطين: 1 / 39 ح 2.

 

(3) مناقب ابن المغازلي: 185 / ح 338.

 

(4) حلية الأولياء: 4 / 356.

 

الصفحة 252 

محمد، وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد "(1).

 

الحديث العشرون: أبو نعيم روى خالد بن سلمة عن موسى بن طلحة عن يزيد بن خارجة الأنصاري (قدس سره) مثل الحديث السابق قبله بلا فضل(2).

 

الحديث الحادي والعشرون: من الجزء الثاني من كتاب (الفردوس) في باب الميم عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " من صلى على محمد وآل محمد مائة مرة قضى الله له مائة حاجة "(3).

 

الحديث الثاني والعشرون: ومن الجزء الثاني من كتاب (الفردوس) أيضا من باب الميم بالإسناد قال عن أمير المؤمنين (عليه السلام): " ما من دعاء إلا بينه وبين السماء حجاب حتى يصلي على النبي وعلى آل محمد فإذا فعل ذلك انخرق ذلك الحجاب ودخل الدعاء، فإذا لم يفعل ذلك رجع الدعاء "(4).

 

الحديث الثالث والعشرون: ومن كتاب (مناقب الصحابة) للسمعاني بالإسناد قال: عن الحارث وعاصم بن ضمرة عن علي (عليه السلام) قال: " كل دعاء عن السماء محجوب حتى يصلي على محمد وآل محمد "(5).

 

____________

 

(1) حلية الأولياء: 4 / 373.

 

(2) حلية الأولياء: 4 / 373.

 

(3) الفردوس: 4 / 61 ح 5681، ومناقب ابن المغازلي: 296.

 

(4) ينابيع المودة: 3 / 5232.

 

(5) مجمع الزوائد: 10 / 160، وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات، والمعجم الأوسط: 1 / 220 ح 725.

 

الصفحة 253 

 

الباب الثامن

 

في قوله تعالى * (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه

وسلموا تسليما) *(1) وكيفية الصلاة وثواب ذلك

 

من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا

 

 

الحديث الأول: الطبرسي في (الاحتجاج) في معنى الآية قال (عليه السلام): " لهذه الآية ظاهر وباطن فالظاهر قوله " صلوا عليه "، والباطن قوله: * (وسلموا تسليما) * أي سلموا لمن وصاه واستخلفه فضله عليكم وما عهد به إليه تسليما، وهذا مما أخبرتك أنه لا يعلم تأويله إلا من لطف حسه وصفا ذهنه "(2).

 

الحديث الثاني: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الليثي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثنا علي بن الجعد قال: أخبرنا شعبة قال: حدثنا الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلى يقول: لقيت كعب عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج علينا فقلنا: يا رسول ألا قد علمنا كيف السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ قال:

 

" قولوا: اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد "(3).

 

الحديث الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبي قال:

 

حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن عبد الله بن الحسن بن علي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من قال: صلى الله على محمد وآله قال الله جل جلاله:

 

صلى الله عليك فليكثر من ذلك، ومن قال: صلى الله على محمد ولم يصل على آله لم يجد ريح الجنة وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام "(4).

 

الحديث الرابع: ابن بابويه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنه) قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر قال: حدثنا المعلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور العمي عن أحمد بن

 

____________

 

(1) الأحزاب: 56.

 

(2) الإحتجاج: 1 / 77.

 

(3) أمالي الصدوق: 470 / مجلس 61 / ح 5.

 

(4) أمالي الصدوق: 462 / مجلس 60 / ح 6.

 

الصفحة 254 

حفص البزار الكوفي عن أبيه عن ابن أبي حمزة عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) * فقال:

 

الصلاة من الله عز وجل رحمة، ومن الملائكة تزكية، ومن الناس دعاء وأما قوله: * (وسلموا تسليما) * فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه قال: فقلت له كيف نصلي على محمد وآل محمد قال:

 

تقولون: صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته ".

 

قال: قلت: فما ثواب من صلى على النبي وآله بهذه الصلوات؟

 

قال: " الخروج من الذنوب والله كهيئته يوم ولدته أمه "(1).

 

الحديث الخامس: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: قال صلوات الله عليه تزكية له وثناء عليه، وصلوات الملائكة مدحهم له، وصلوات الناس دعاؤهم له والتصديق والإقرار بفضله وقوله:

 

* (وسلموا تسليما) * يعني سلموا له بالولاية وبما جاء به(2).

 

الحديث السادس: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى عن علي بن الجعد عن شعيب عن الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلى يقول: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ قلت: بلى قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج إلينا فقلت: يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ قال: " قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد "(3).

 

الحديث السابع: ابن بابويه عن أبيه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد قال:

 

حدثنا أبي عن أبي المغيرة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم أحد * (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) * اللهم صل على محمد وذريته قضى الله له مائة حاجة سبعين في الدنيا وثلاثين في الآخرة " قال: قلت ما معنى صلاة الله وملائكته وصلاة المؤمنين؟ قال: " صلاة الله رحمة من الله وصلاة ملائكته تزكية منهم له وصلاة المؤمنين دعاء منهم له "(4).

 

الحديث الثامن: ابن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم

 

____________

 

(1) معاني الأخبار: 367 / 1.

 

(2) تفسير القمي: 2 / 196.

 

(3) بحار الأنوار: 27 / 259 ح 10.

 

(4) ثواب الأعمال: 156.

 

الصفحة 255 

وعبد الرحمن بن أبي نجران جميعا عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " كل دعاء يدعى الله عز وجل به محجوب عن السماء حتى يصلي على محمد وآل محمد "(1).

الحديث التاسع: ابن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان ابن يحيى قال: كنت عند الرضا (عليه السلام) فعطس فقلت له: صلى الله عليك، ثم عطس فقلت: صلى الله عليك ثم عطس فقلت: صلى الله عليك، فقلت له جعلت فداك إذا عطس مثلك نقول له كما يقول بعضنا لبعض يرحمك الله أو كما نقول قال: " نعم أليس تقول صلى الله على محمد وآل محمد "

 

قلت: بلى قال: " ارحم محمدا وآل محمد؟ " [ قالت ]: بلى قال: " فقد صلى الله عليه ورحمه وإنما صلواتنا عليه رحمة لنا وقربه "(2).

 

الحديث العاشر: ابن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " من عطس ثم وضع يده على قصبته أنفه ثم قال: الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا كما هو أهله وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم خرج من منخره الأيسر طائر أصغر من الجراد وأكبر من الذباب حتى يصير تحت العرش يستغفر الله له إلى يوم القيامة "(3).

 

الحديث الحادي عشر: ابن يعقوب عن علي بن محمد بن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن عمر بن يزيد قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): " يا عمر إنه إذا كان ليلة الجمعة نزل من السماء ملائكة بعدد الذر وفي أيديهم أقلام الذهب وقراطيس الفضة لا يكتبون إلى ليلة السبت إلا الصلاة على محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) فأكثر منها " وقال: " يا عمر إن من السنة أن تصلي على محمد وعلى أهل بيته في كل يوم جمعة ألف مرة وفي سائر الأيام مائة مرة "(4).

 

الحديث الثاني عشر: ابن يعقوب عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يعقوب بن عبد الله عن إسحاق بن فروخ مولى آل طلحة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " يا إسحاق بن فروخ من صلى على محمد وآل محمد عشرا صلى الله عليه وملائكته مائة مرة ومن صلى على محمد وآل محمد مائة مرة صلى الله عليه وملائكته ألفا أما تسمع قول الله عز وجل: * (هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما) * "(5).

 

____________

 

(1) الكافي: 2 / 493 ح 10.

 

(2) الكافي: 2 / 653 ح 4.

 

(3) الكافي: 2 / 657 ح 22.

 

(4) الكافي: 3 / 416 ح 13.

 

(5) الكافي: 2 / 493 ح 13.

 

الصفحة 256 

الحديث الثالث عشر: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه وحسين بن أبي العلا عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إذا ذكر النبي فأكثروا الصلاة عليه فإنه من صلى على النبي صلى الله عليه وآله صلاة واحدة صلى الله عليه ألف صلاة في ألف صف من الملائكة، ولم يبق شئ مما خلقه الله إلا صلى على العبد لصلاة الله عليه وصلاة ملائكته فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور "(1).

 

الحديث الرابع عشر: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهما السلام) قال: " ما في الميزان شئ أثقل من الصلاة على محمد وآل محمد، وإن الرجل لتوضع أعماله في الميزان فيميل به فيخرج (صلى الله عليه وآله) الصلاة عليه فيضعها في ميزانه فيرجح "(2).

 

الحديث الخامس عشر: ابن يعقوب بإسناده وابن بابويه أيضا بإسنادها عن ناحية قال: قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): " إذا صليت يوم الجمعة فقل: اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك والسلام عليه عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته، فإنه من قالها في دبر العصر كتب الله عز وجل له مائة ألف حسنة ومحى عنه مائة ألف سيئة وقضى له بها مائة ألف حاجة ورفع له بها مائة ألف درجة "(3).

 

الحديث السادس عشر: الشيخ الطوسي في مجالسه بإسناده عن العباس عن بشر بن بكار عن عمر بن شمر عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام): " إن ملكا من الملائكة سأل الله أن يعطيه سمع العباد فأعطاه فذلك الملك قائم حتى تقوم الساعة ليس أحد من المؤمنين يقول: صلى الله على محمد وآله وسلم إلا قال الملك وعليك السلام. ثم يقول الملك: يا رسول الله إن فلانا يقرئك السلام فيقول رسول الله وعليه السلام "(4).

 

الحديث السابع عشر: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمد بن عيسى بن عبيد عن سليمان بن رشيد عن أبيه عن معاوية بن عمار قال: ذكرت عند أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) بعض الأنبياء فصليت عليه فقال: " إذا ذكرت أحدا من الأنبياء فابدأ بالصلاة على محمد ثم عليه

 

____________

 

(1) الكافي: 2 / 492 ح 5.

 

(2) الكافي: 2 / 494 ح 15.

 

(3) الكافي: 3 / 429 ح 4.

 

(4) أمالي الطوسي: 678 / مجلس 37 / ح 16.

 

الصفحة 257 

فقل صلى الله على محمد وآله وعلى جميع الأنبياء "(1).

 

الحديث الثامن عشر: ابن بابويه حدثنا حمزة بن محمد العلوي (قدس سره) قال: أخبرني علي بن إبراهيم ابن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن مالك الجهني قال: ناولت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) شيئا من الرياحين فأخذه وشمه ووضعه على عينيه ثم قال: " من تناول ريحانة فشمها ووضعها على عينه ثم قال: اللهم صلى على محمد وآل محمد لم تقع على الأرض حتى يغفر له "(2).

 

الحديث التاسع عشر: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب (رضي الله عنه) قال:

 

حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع عن أبيه قال: حدثني يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين سيد العابدين عن أبيه الحسين بن علي سيد الشهداء عن أبيه علي بن أبي طالب سيد الأوصياء قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صلى علي ولم يصل على آلي لم يجد ريح الجنة وأن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام "(3).

 

الحديث العشرون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال:

 

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال: حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال:

 

أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال: حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال: حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " لا يزال الدعاء محجوبا عن السماء حتى يصلي على محمد وآل محمد (عليهم السلام) "(4).

 

____________

 

(1) أمالي الطوسي: 462 / مجلس 60 / ح 9.

 

(2) أمالي الطوسي: 338 / مجلس 45 / ح 7.

 

(3) أمالي الطوسي: 267 / مجلس 36 / ح 12.

 

(4) أمالي الطوسي: 662 / مجلس 35 / ح 23.

 

الصفحة 258 

 

الباب التاسع

 

في قوله تعالى * (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة...) * الآية(1)

 

من طريق العامة وفيه حديثان

 

 

الحديث الأول: ما رواه ابن المغازلي الشافعي في كتاب (المناقب) يرفعه إلى علي بن جعفر قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (كمشكاة فيه مصباح المصباح) * قال: " المشكاة فاطمة (عليها السلام) والمصباح الحسن والحسين (عليهما السلام) والزجاجة كأنها كوكب دري قال: كانت فاطمة كوكبا دريا بين نساء العالمين * (يوقد من شجرة مباركة) * الشجرة المباركة إبراهيم * (لا شرقية ولا غربية) * لا يهودية ولا نصرانية * (يكاد زيتها يضئ) * قال: يكاد العلم ينطق منها ولو * (لم تمسه نار) * * (نور علي نور) * قال: فيها إمام بعد إمام * (يهدي الله لنوره من يشاء) * قال: يهدي الله لولايتنا من يشاء(2).

 

الحديث الثاني: صاحب (المناقب الفاخرة) في العترة الطاهرة بإسناده إلى علي بن جعفر قال:

 

سألت أبا الحسن (رضي الله عنه) عن قول الله تعالى: * (كمشكاة فيه مصباح المصباح) * قال: " المشكاة فاطمة (عليها السلام) والمصباح الحسن والزجاجة الحسين * (كأنها كوكب دري) * [ قال: كانت فاطمة كأنها كوكب دري ] من نساء العالمين توقد من شجرة مباركة، الشجرة إبراهيم (عليه السلام) * (لا شرقية ولا غربية) * لا يهودية ولا نصرانية * (يكاد زيتها يضئ ولم تمسسه نار) * معناه يكاد العلم ينطق منها * (نور على نور) * منها إمام بعد إمام * (يهدي الله لنوره من يشاء) * [ قال: يهدي لولايتنا من يشاء ] "(3).

 

____________

 

(1) النور: 35.

 

(2) مناقب ابن المغازلي: 195 / ح 361.

 

(3) الصراط المستقيم: 1 / 296، والبحار: 23 / 315.

 

الصفحة 259 

 

الباب العاشر

 

في قوله تعالى * (الله نور السماوات والأرض مثل نوره... الآية) *

 

من طريق الخاصة وفيه خمسة عشر حديثا

 

 

الحديث الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن العباس بن هلال قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (الله نور السماوات والأرض) * فقال: " هاد لأهل السماء وهاد لأهل الأرض " في رواية البرقي " هدى من في السماوات وهدى من في الأرض "(1).

 

الحديث الثاني: ابن يعقوب عن علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد ابن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الله بن القاسم عن صالح بن سهل الهمداني قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة) * فاطمة (عليها السلام) * (فيها مصباح) * الحسن * (المصباح في زجاجة) * الحسين * (الزجاجة كأنها كوكب دري) * فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا * (يوقد من شجرة مباركة) * إبراهيم (عليه السلام) * (زيتونة لا شرقية ولا غربية) * لا يهودية ولا نصرانية * (يكاد زيتها يضئ) * يعني يكاد العلم ينفجر بها * (ولو لم تمسسه نار نور على نور) * إمام منها بعد إمام * (يهدي الله لنوره من يشاء) * يهدي الله للأئمة (عليهم السلام) من يشاء * (ويضرب الله الأمثال للناس) * قلت * (أو كظلمات) * قال الأول وصاحبه * (يغشاه موج) * الثالث * (من فوقه موج) * ظلمات الثاني * (بعضها فوق بعض) * معاوية لعنه الله وفتن بني أمية * (إذا أخرج يده) * المؤمن * (في ظلمة) * فتنتهم * (لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا) * إماما من ولد فاطمة (عليها السلام) * (فما له من نور يوم القيامة) *(2).

 

الحديث الثالث: ابن يعقوب عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي وهو قول الله عز وجل: * (الله نور السماوات والأرض مثل نوره) * يقول: أنا هادي السماوات والأرض مثل العلم الذي أعطيته وهو نوري الذي يهتدي به مثل * (المشكاة فيها مصباح) *

 

____________

 

(1) الكافي: 1 / 115 ح 4.

 

(2) الكافي: 1 / 195 ح 5.

 

الصفحة 260 

فالمشكاة قلب محمد (صلى الله عليه وآله) والمصباح النور الذي فيه العلم وقوله * (المصباح في زجاجة) * يقول: إني أريد أن أقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في الزجاجة * (كأنها كوكب دري) * فأعلمهم فضل الوصي * (توقد من شجرة مباركة) * فأصل الشجرة المباركة إبراهيم (عليه السلام) وهو قول الله عز وجل رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد، وهو قول الله عز وجل: * (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم لا شرقية ولا غربية) * فيقول: لستم يهود فتصلون قبل المغرب ولا نصارى فتصلون قبل المشرق، وأنتم على ملة إبراهيم (عليه السلام) وقد قال الله عز وجل: * (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين) * وقوله: * (يكاد زيتها يضئ ولم لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء) * يقول: مثل أولادكم الذين يولدون منكم كمثل الزيت الذي يتخذ من الزيتون: * (يكاد زيتها يضئ ولم لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء) * يقول:

 

يكادون أن يتكلموا بالنبوة ولو لم ينزل عليهم ملك "(1).

 

الحديث الرابع: ابن بابويه قال: حدثنا إبراهيم بن هارون الهيسي بمدينة السلام قال:

 

حدثني محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال: حدثنا الحسين بن أيوب عن الحسين بن سليمان عن محمد بن هارون الذهبي عن الفضل ابن يسار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) الصادق (عليه السلام): * (الله نور السماوات والأرض) * قال: كذلك الله عز وجل قال: قلت * (مثل نوره) * قال: " محمد (صلى الله عليه وآله) " قلت:

 

* (كمشكاة) * قال " صدر محمد (صلى الله عليه وآله) " قلت: * (فيها مصباح) * قال: " فيه نور العلم يعني النبوة " قلت * (المصباح في زجاجة) * قال: " علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) صدر إلى قلب علي (عليه السلام) " قلت: * (كأنها) * قال:

 

" لأي شئ تقرأ * (كأنها) * " فقلت: فكيف أقرء جعلت فداك؟ قال: * (كأنه كوكب دري) * قلت * (توقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية) * قال: " ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لا يهودي ولا نصراني " قلت: * (يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار) * قال: " يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد (صلى الله عليه وآله) من قبل أن ينطق به " قلت: * (نور على نور) * قال: " الإمام في أثر الإمام "(2).

 

الحديث الخامس: ابن بابويه قال: حدثنا إبراهيم بن هارون الهيسي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال: حدثنا جعفر بن محمد بن الحسين الزهري قال: حدثنا أحمد بن صبيح قال: حدثنا طريف بن ناصح عن عيسى بن راشد عن محمد بن علي بن الحسين في قول الله عز

 

____________

 

(1) الكافي: 8 / 380 ح 574.

 

(2) معاني الأخبار: 15 / 7.

 

الصفحة 261 

وجل: * (المشكاة فيها مصباح) * قال: " * (المشكاة) * نور العلم في صدر محمد (صلى الله عليه وآله) * (المصباح في زجاجة) * الزجاجة صدر علي (عليه السلام) صار علم النبي (صلى الله عليه وآله) إلى صدر علي (عليه السلام) * (الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة) * قال نور العلم * (لا شرقية ولا غربية) * قال: لا يهودية ولا نصرانية * (يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار) * قال: يكاد العالم من آل محمد (عليهم السلام) يتكلم بالعلم قبل أن يسأل * (نور على نور) * يعني إماما مؤيدا بنور العلم والحكمة في أثر إمام من آل محمد (عليهم السلام) وذلك من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة ".

 

الحديث السادس: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن أسلم الجبلي عن الخطاب ين عمرو مصعب بن عبد الله الكوفيين عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة) * " فالمشكاة صدر نبي الله (صلى الله عليه وآله) فيه المصباح * (والمصباح) * هو العلم * (في زجاجة الزجاجة) * والزجاجة أمير المؤمنين وعلم نبي الله (صلى الله عليه وآله) عنده "(1).

 

الحديث السابع: ابن بابويه رواه مرسلا عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن قول الله عز وجل * (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) * فقال: " هو مثل ضربه الله عز وجل لنا "(2).

 

الحديث الثامن: علي بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد قال:

 

حدثنا محمد بن الحسين الصايغ قال: حدثنا الحسن بن علي عن صالح بن سهل الهمداني قال:

 

سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في قول الله عز وجل: * (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) * " المشكاة فاطمة (عليها السلام) فيها مصباح الحسن المصباح والحسين في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري كان فاطمة (عليها السلام) كوكب دري بين نساء أهل الأرض * (يوقد من شجرة مباركة) * توقد من إبراهيم (عليه السلام) * (لا شرقية ولا غربية) * يعني لا يهودية ولا نصرانية * (يكاد زيتها يضئ) * يكاد العلم ينفجر منها * (ولو لم تمسه نار نور) * على نور إمام منها بعد إمام * (يهدي الله لنوره من يشاء) * يهدي الله إلى الأئمة من يشاء أن يدخله في نور ولايتهم مخلصا * (ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم) * "(3).

 

الحديث التاسع: علي بن هاشم قال: حدثني أبي عن عبد الله بن جندب قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أسأله عن تفسير هذه الآية فكتب إلي الجواب: " أما بعد فإن محمدا (صلى الله عليه وآله) كان أمين

 

____________

 

(1) التوحيد: 159 / 5.

 

(2) التوحيد: 157 / 2.

 

(3) تفسير القمي: 2 / 102.

 

الصفحة 262 

الله في خلقه فلما قبض النبي (صلى الله عليه وآله) كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الإسلام وما من فئة تضل مائة وتهدي مائة إلا ونحن نعرف سائقها وقائدها وناعقها، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق، وإن شيعتنا المكتوبون بأسمائهم أسماء آبائهم أخذ الله علينا وعليهم الميثاق ويردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الإسلام غيرنا وغيرهم إلى يوم القيامة، نحن الآخذون بحجزة نبينا ونبينا آخذ بحجزة ربنا، والحجزة النور وشيعتنا آخذون بحجزتنا من فارقنا هلك، ومن تابعنا نجا والمفارق لنا والجاحد لولايتنا كافر ومتبعنا وتابع أوليائنا مؤمن لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن ومن مات وهو يحبنا كان حقا على الله أن يبعثه معنا نحن نور لمن تبعنا وهدى لمن اهتدى بنا، ومن لم يكن منا فليس من الإسلام في شئ بنا فتح الله الدين، وبنا يختمه وبنا أطعمكم الله عشب الأرض وبنا أنزل قطر السماء وبنا آمنكم الله من الغرق في بحركم ومن الخسف في بركم وبنا نفعكم الله في حياتكم وفي قبوركم وفي محشركم وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان مثلنا في كتاب الله مشكاة، والمشكاة في القنديل فنحن المشكاة فيها مصباح المصباح محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والمصباح في زجاجة من عنصره الطاهر الزجاجة، كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ولا دعية ولا منكرة * (يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار) * القرآن * (نور على نور) * * (يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم) * فالنور علي (عليه السلام) يهدي الله لولايتنا من أحب وحق على الله أن بعث ولينا مشرقا جهة منيرا برهانه طاهرا عند الله حجته حقا على الله أن يجعل أوليائنا المتقين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيق فشهداؤنا لهم فضل على الشهداء بعشر درجات، ولشهيد شيعتنا فضل على كل شهيد غيرنا بتسع درجات.

 

نحن النجباء ونحن أفراط الأنبياء ونحن أولاد الأوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله ونحن أولى الناس برسول الله ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه * (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا) * والذي أوحينا إليك يا محمد ما وصينا به إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب قد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم ونحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة أولي العلم وأولي العزم من الرسل والأنبياء أن أقيموا الدين كما قال ولا تتفرقوا فيه وإن كبر على المشركين من أشرك بولاية علي ما تدعوهم إليه من ولاية الله يا محمد يهدي إليه من ينيب من يجيبك إلى ولاية

الصفحة 263 

علي (عليه السلام) وقد بعثت بكتاب منه هدى فتدبره وافهمه فإنه شفاء لما في الصدور "(1).

 

الحديث العاشر: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت (عليهم السلام) قال:

 

حدثنا محمد بن جعفر الحسني عن إدريس بن زياد الحناط عن أبي عبد الله أحمد بن عبد الله الخراساني عن يزيد بن إبراهيم أبي حبيب الساجي عن أبي عبد الله عن أبيه علي بن الحسين (عليه السلام) أنه قال: " مثلنا في كتاب الله كمثل مشكاة فنحن المشكاة والمشكاة الكوة فيها مصباح، والمصباح في زجاجة والزجاجة محمد (صلى الله عليه وآله) كأنه كوكب دري يوقد من شجرة مباركة قال: علي (عليه السلام) * (زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور) * القرآن * (يهدي الله لنوره من يشاء) * يهدي لولايتنا من أحب(2).

 

الحديث الحادي عشر: محمد بن العباس قال: حدثنا الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن قال: حدثنا أصحابنا أن أبا الحسن (عليه السلام) كتب إلى عبد الله بن جندب قال لي علي بن الحسين (عليه السلام): " إن مثلنا في كتاب الله كمثل المشكاة، والمشكاة في القنديل فنحن المشكاة * (فيها مصباح) * والمصباح محمد (صلى الله عليه وآله) * (المصباح في زجاجة) * نحن الزجاجة * (توقد من شجرة مباركة) * علي * (زيتونة) * معروفة * (لا شرقية ولا غربية) * لا منكرة ولا دعية * (يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور القرآن على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم) * بأن يهدي من أحب إلى ولايتنا "(3).

 

الحديث الثاني عشر: محمد بن العباس بن محمد بن أبي الحسين الخطاب الزيات قال: حدثني أبي عن موسى بن سعد عن عبد الله بن القاسم بإسناده إلى صالح بن سهل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل * (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) * قال: المشكاة فاطمة (عليها السلام) * (فيها مصباح) * " الحسن * (المصباح) * الحسين * (في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري) * فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الجنة * (توقد من شجرة مباركة) * إبراهيم (عليه السلام) * (زيتونة لا شرقية ولا غربية) * لا يهودية ولا نصرانية * (يكاد زيتها يضئ) * أي يكاد العلم ينفجر منها * (ولو لم تمسسه نار نور على نور) * إمام بعد إمام * (يهدي الله لنوره من يشاء) * يهدي الله للأئمة من يشاء * (ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم) *(4).

 

الحديث الثالث عشر: المفيد في (الاختصاص) عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن

 

____________

 

(1) تفسير القمي: 2 / 104.

 

(2) بحار الأنوار: 23 / 311 ح 16.

 

(3) بحار الأنوار: 23 / 324 ح 40.

 

(4) بحار الأنوار: 23 / 305 ح 2.

 

الصفحة 264 

محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنحل بن جميل عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (الله نور السماوات والأرض مثل نوره) * " فهو محمد (صلى الله عليه وآله) فيها مصباح هو العلم، * (المصباح في زجاجة الزجاجة) * فزعم أن أمير المؤمنين وعلم نبي الله عنده "(1).

 

الحديث الرابع عشر: أبو علي الطبرسي قال: روي عن الرضا (عليه السلام) أنه قال: " نحن المشكاة فيها والمصباح هو محمد (صلى الله عليه وآله) * (يهدي الله لنوره من يشاء) * يهدي الله لولايتنا من أحب "(2).

 

الحديث الخامس عشر: جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت إلى مسجد الكوفة وأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يكتب بإصبعيه ويتبسم، فقلت له: يا أمير المؤمنين ما الذي يضحكك؟ فقال: " عجبت لمن يقرأ هذه الآية ولم يعرفها حق معرفتها " فقلت له: أي آية يا أمير المؤمنين؟ فقال: " قوله تعالى * (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) * المشكاة محمد (صلى الله عليه وآله) * (فيها مصباح) * أنا * (المصباح في زجاجة الزجاجة) * الحسن والحسين * (كأنها كوكب دري) * وهو علي بن الحسين * (يوقد من شجرة مباركة) * محمد بن علي * (مباركة زيتونة) * جعفر بن محمد * (لا شرقية) * موسى بن جعفر * (ولا غربية) * علي بن موسى الرضا * (يكاد زيتها يضئ) * محمد بن علي * (ولو لم تمسسه نار) * علي بن محمد * (نور على نور) * الحسن بن علي * (يهدي الله لنوره من يشاء) * القائم المهدي * (ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم) * "(3).

 

____________

 

(1) الإختصاص: 278.

 

(2) مجمع البيان: 7 / 251.

 

(3) تفسير البرهان: 3 / 136 ح 16، واللمعة البيضاء بتفاوت: 156.

 

الصفحة 265 

 

الباب الحادي عشر

 

في قوله تعالى * (في بيوت أذن الله أن ترفع يذكر فيها اسمه

يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال...) *(1)

 

من طريق العامة وفيه أربعة أحاديث:

 

 

الحديث الأول: عن أنس وبريدة قالا: قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (في بيوت أذن الله أن ترفع إلى قوله القلوب والأبصار) * فقام رجل قال: أي بيوت هذه يا رسول الله؟ قال: " بيوت الأنبياء " فقال: يا رسول الله هذا البيت منها بيت علي وفاطمة قال: " نعم من أفاضلها "(2).

 

الحديث الثاني: من تفسير مجاهد وأبي يوسف يعقوب ابن سفيان قال ابن عباس في قوله تعالى: * (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما) * أن دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالميرة فنزل عند أحجار الزيت ثم ضرب بالطبول ليأذن بقدومه ومضوا الناس إليه إلا على والحسن والحسين وفاطمة وسلمان وأبو ذر والمقداد وصهيب وتركوا النبي (صلى الله عليه وآله) قائم يخطب على المنبر فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " لقد نظر الله يوم الجمعة إلى مسجدي فلولا هؤلاء الثمانية الذين جلسوا في مسجدي لاضطرمت المدينة على أهلها نارا وحصبوا بالحجارة كقوم لوط ونزل فيهم * (رجال لا تلهيهم تجارة) * "(3).

 

الحديث الثالث: الثعلبي في تفسيره في تفسير الآية برفع الإسناد إلى أنس بن مالك قال قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الآية فقام رجل فقال يا رسول الله أي بيوت هذه يا رسول الله؟ قال: " بيوت الأنبياء " فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها، يعني بيت علي وفاطمة؟ قال: " نعم من أفاضلها "(4).

 

الحديث الرابع: الثعلبي في تفسيره في معنى الآية قال: حدثنا المنذر بن محمد القابوسي حدثنا الحسين بن سعيد حدثني أبي عن أبان بن تغلب عن مصقع بن الحرث عن أنس بن مالك وعن بريدة قالا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذه الآية * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) *... إلى قوله: * (والأبصار) * فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها يعني بيت علي وفاطمة قال نعم: " من أفاضلها "(5).

 

____________

 

(1) النور: 36.

 

(2) الدر المنثور: 5 / 50.

 

(3) مناقب آل أبي طالب: 1 / 407.

 

(4) العمدة: 152 عن الثعلبي.

 

(5) العمدة: 152 عن الثعلبي.

 

الصفحة 266 

 

الباب الثاني عشر

 

في قوله تعالى * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه

يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال...) *

 

من طريق الخاصة وفيه تسعة أحاديث

 

 

الحديث الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: حدثني أبي عن عبد الله بن جندب قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أسأله عن تفسير هذه الآية يعني قوله تعالى: * (الله نور السماوات والأرض...) * الآية وذكر (عليه السلام) في تفسيرها: " مثلنا في كتاب الله المشكاة والمشكاة في القنديل فنحن المشكاة " وساق الحديث وقد تقدم بتمامه في قوله تعالى: * (الله نور السماوات والأرض...) * الآية وفي آخر الرواية والدليل في قوله * (الله نور السماوات والأرض) * وأنها في أهل البيت (عليهم السلام) قال:

 

" والدليل على أن هذا مثل لهم قوله تعالى * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال) *... إلى قوله * (بغير حساب) * "(1).

 

الحديث الثاني: علي بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن همام قال حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا القاسم بن الربيع عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) * قال: " هي بيوت الأنبياء وبيت علي منها "(2).

 

الحديث الثالث: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن من ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إنكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا ولا تعرفوا، حتى تصدقوا ولا تصدقوا، حتى تسلموا أبوابا أربعة لا يصلح أولها إلا بآخرها ضل أصحاب الثلاثة وتاهوا تيها بعيدا، إن الله تبارك وتعالى لا يقبل إلا العمل الصالح ولا يقبل الله إلا الوفاء بالشروط والعهود، فمن وفى لله عز وجل بشرطه واستعمل ما وصف في عهده، نال ما عنده واستكمل ما وعد الله، إن الله تبارك وتعالى أخبر العباد بطريق الهدى وشرع لهم فيها المنار وأخبرهم كيف يسلكون فقال: * (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل

 

____________

 

(1) تفسير القمي: 2 / 104.

 

(2) تفسير القمي: 2 / 104.

 

الصفحة 267 

صالحا ثم اهتدى) *(1) وقال: * (إنما يتقبل الله من المتقين) *(2) فمن اتقى الله فيما أمره لقي الله مؤمنا بما جاء به محمد (صلى الله عليه وآله) هيهات هيهات وفات قوم وماتوا قبل أن يهتدوا فظنوا أنهم آمنوا وأشركوا من حيث لا يعلمون، إنه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى، ومن أخذ في غيرها سلك طريق الردى ووصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله وطاعة رسول بطاعته، فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع الله ولا رسوله، وهو الاقرار بما أنزل من عند الله عز وجل خذوا زينتكم عند كل مسجد والتمسوا البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فإنه أخبركم إنهم رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار، إن الله قد استخلص الرسل لأمره ثم استخلصهم مصدقين بذلك في نذره فقال: * (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) * تاه من جهل واهتدى من أبصر وعقل إن الله عز وجل يقول: * (أنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) *(3) وكيف يهتدي من لم يبصر وكيف يبصر من لم يتدبر اتبعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته وأقروا بما نزل من عند الله واتبعوا آثار الهدى فإنهم علامات الأمانة والتقى، واعلموا أنه لو أنكر رجل عيسى ابن مريم (عليه السلام) وأقر بمن سواه من الرسل لم يؤمن اقتصوا الطريق بالتماس المنار والتمسوا من وراء الحجب الآثار تستكملوا أمر دينكم وتؤمنوا بالله ربكم "(4).

 

الحديث الرابع: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت جالسا في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ أقبل رجل فسلم فقال: من أنت يا عبد الله؟ فقلت: رجل من أهل الكوفة فما حاجتك؟

 

 

فقال لي: أتعرف أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام)؟ قلت: نعم فما حاجتك إليه؟ قال: هيأت له أربعين مسألة أسأله عنها فما كان من حق أخذته وما كان من باطل تركته قال أبو حمزة: فقلت له: هل تعرف ما بين الحق والباطل؟

 

قال: نعم، قلت: فما حاجتك إليه إذ كنت تعرف ما بين الحق والباطل؟ فقال لي: يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون إذا رأيت أبا جعفر (عليه السلام) فأخبرني فما انقطع كلامه حتى أقبل أبو جعفر (عليه السلام) وحوله أهل خراسان وغيرهم يسألونه عن مناسك الحج فمضى حتى جلس مجلسه وجلس الرجل قريبا منه قال أبو حمزة: فجلست حيث أسمع الكلام وحوله عالم من الناس فلما قضى حوائجهم

 

____________

 

(1) طه: 82.

 

(2) المائدة: 27.

 

(3) الحج: 46.

 

(4) الكافي: 1 / 181 - 182 ح 6.

 

الصفحة 268 

وانصرفوا التفت إلى الرجل فقال له: " من أنت ".

قال أنا قتادة بن دعامة البصري فقال أبو جعفر: " أنت فقيه أهل البصرة " فقال: نعم فقال له أبو جعفر (عليه السلام): " ويحك يا قتادة إن الله عز وجل خلق خلقا من خلقه فجعلهم حججا على خلقه فهم أوتاده في الأرض قوام بأمره نجباء في علمه اصطفاهم قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه " قال:

 

فسكت قتادة طويلا ثم قال: أصلحك الله والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك فقال له أبو جعفر (عليه السلام): " ويحك أتدري أين أنت؟

 

أنت بين يدي * (بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ويسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة) * ونحن أولئك " فقال له قتادة: صدقت والله جعلني الله فداك والله ما هي بيوت حجارة ولا طين قال قتادة: فأخبرني عن الجبن؟ قال فتبسم أبو جعفر (عليه السلام) ثم قال: " رجعت مسائلك إلى هذا " فقال: ضلت علي، فقال: " لا بأس به " فقال إنه ربما جعلت فيه إنفحة الميت فقال: " ليس بها بأس إن الإنفحة ليس فيها عروق ولا فيها دم ولا لها عظم إنما تخرج من بين فرث ودم ثم قال: وإنما الإنفحة بمنزلة دجاجة ميتة أخرجت منها بيضة فهل توكل تلك البيضة " فقال قتادة: لا ولا أمر بأكلها، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): " ولم؟ " قال: لأنها من الميتة قال له: " فإن حضنت تلك البيضة فخرجت منها دجاجة أتأكلها؟ " قال نعم: قال: " فما حرم عليك البيضة وحلل لك الدجاجة؟ " ثم قال " فكذلك الإنفحة مثل البيضة فاشتر الجبن من أسواق المسلمين من أيدي المصلين ولا تسأل عنه إلا أن يأتيك من يخبرك عنه "(1).

 

الحديث الخامس: ابن يعقوب عن حميد بن زياد عن أبي العباس عن عبد الله بن أحمد الدهقان عن علي بن الحسن الطاهري عن محمد بن زياد بياع السابري عن أبان عن أبي بصير قال:

 

سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله الله عز وجل: * (في بيوت أذن الله...) * قال: " هي بيوت النبي (صلى الله عليه وآله) "(2).

 

الحديث السادس: محمد بن العباس في تفسيره قال: حدثنا المنذر بن محمد القابوسي قال:

 

حدثنا أبي عن عمه عن أبان بن تغلب عن بقيع بن الحرث عن أنس بن مالك عن بريدة قال: قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله): * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال) * فقام إليه رجل قال: أي بيوت هذه يا رسول الله؟ قال: " بيوت الأنبياء " فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها وأشار إلى بيت علي وفاطمة (عليها السلام) قال: " نعم من أفضلها "(3).

 

____________

 

(1) الكافي: 6 / 256 - 257 ح 1.

 

(2) الكافي: 8 / 331 ح 510.

 

(3) بحار الأنوار: 23 / 325 ح 1.

 

الصفحة 269 

الحديث السابع: محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن الحسن بن علي عن أبيه قال: حدثنا أبي عن محمد بن عبد الحميد عن محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قوله الله عز وجل: * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) * قال: " بيوت محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم بيوت علي (عليه السلام) منها "(1).

 

الحديث الثامن: محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل عن عيسى بن داود قال: حدثنا الإمام موسى بن جعفر عن أبيه (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال...) * قال: " بيوت آل محمد (صلى الله عليه وآله) بيت علي وفاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفر (عليهم السلام) " قلت: * (بالغدو والآصال) * قال: " الصلاة في أوقاتها " قال: " ثم وصفهم الله عز وجل وقال: * (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار) * قال: " هم الرجال لم يخلط الله معهم غيرهم " ثم قال: * (ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله) * قال: " ما اختصهم به من المودة والطاعة المفروضة وصير مأواهم الجنة والله يرزق من يشاء بغير حساب "(2).

 

الحديث التاسع: أبو علي الطبرسي في مجمع البيان قال: روى ابن عباس (رضي الله عنه) أنه قال: كنت في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد قرأ القارئ: * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال) * فقلت: يا رسول الله ما البيوت(3)؟ فقال (صلى الله عليه وآله): " بيوت الأنبياء (عليهم السلام) وأومأ بيده إلى بيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) ابنته (عليها السلام) "(4).

 

____________

 

(1) بحار الأنوار: 23 / 326 ح 2.

 

(2) بحار الأنوار: 23 / 326 ح 4.

 

(3) في المصدر: أي بيوت هذه؟

 

(4) مجمع البيان: 7 / 253 بتفاوت وفيه: فقام أبو بكر فقال: يا رسول الله: هذا البيت منها؟ يعني بيت علي وفاطمة، فقال: نعم من أفاضلها. وفضائل ابن شاذان: 104، والبحار: 23 / 326 كما في المتن.

 

الصفحة 270 

 

الباب الثالث عشر

 

في قوله تعالى * (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين...) *(1)

 

من طريق العامة وفيه حديثان

 

 

الحديث الأول: الثعلبي في تفسير هذه الآية قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد القاضي قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين ابن صالح السبيعي قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن ميثم بن نعيم قال:

 

حدثنا أبو عبادة السلولي عن الأعمش عن أبي واثل قال: قرأت في مصحف عبد الله بن مسعود (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل محمد على العالمين)(2).

 

الحديث الثاني: عن ابن عباس (رضي الله عنه) آل إبراهيم وآل عمران المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران وآل يس وآل محمد (عليهم السلام) بقوله تعالى: * (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهم المؤمنون وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين) *(3).

 

 

الباب الرابع عشر

 

في قوله تعالى * (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران

على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) *

 

من طريق الخاصة وفيه ثلاثة عشر حديثا

 

 

الحديث الأول: الشيخ الطوسي في أماليه عن أبي محمد الفحام قال: حدثني محمد بن عيسى عن هارون قال أبو عبد الصمد إبراهيم عن أبيه عن جده وهو إبراهيم بن عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم قال: سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقرأ (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين) قال: هكذا نزلت(4). وقال الطبرسي في مجمع البيان: وفي قراءة أهل البيت: وآل محمد على العالمين(5).

 

____________

 

(1) آل عمران: 33.

 

(2) العمدة: 55 ح 55 عن الثعلبي، وشواهد التنزيل: 1 / 152 ح 165.

 

(3) العمدة: 59 / 63 عن الثعلبي.

 

(4) أمالي الطوسي: 300 / ح 592.

 

(5) مجمع البيان: 2 / 278.

 

الصفحة 271 

الحديث الثاني: علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره قال العالم عليه الرحمة: " نزل آل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين "(1).

 

الحديث الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد ابن مسرور رضي الله عنهما قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال: حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان وذكر الحديث إلى أن قال فيه: قال المأمون: هل فضل الله العترة على سائر الناس؟

 

فقال أبو الحسن (عليه السلام) " إن الله عز وجل أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه " فقال له المأمون: وأين ذلك من كتاب الله؟ فقال له الرضا (عليه السلام): " في قوله عز وجل: * (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض) *(2) قلت: يعني أن العترة داخلون في آل إبراهيم (عليهم السلام) لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ولد إبراهيم (عليه السلام) وهو دعوة أبيه إبراهيم على ما في رواية الخاصة والعامة في قوله (صلى الله عليه وآله): " أنا دعوة أبي إبراهيم (عليه السلام) " وعترة الرسول منه (صلى الله عليه وآله).

 

الحديث الرابع: محمد بن إبراهيم المعروف ب (ابن زينب النعماني) في كتاب (الغيبة) عن أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه وحدثني محمد ابن أحمد بن يحيى بن عمران عن أحمد بن محمد بن عيسى وحدثني علي بن محمد وغيره عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن محبوب وحدثنا عبد الواحد بن عبد الله الموصلي عن أبي علي أحمد بن محمد بن أبي ناشد عن أحمد بن هلال عن الحسن بن محبوب عن عمر وبن أبي المقدام عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال: أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): " يا جابر الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها " وذكر علامات القائم (عليه السلام) إلى أن قال في الحديث: " فينادي - يعني القائم (عليه السلام) - يا أيها الناس أنا نستنصر الله فمن أجابنا من الناس، فإنا أهل بيت نبيكم محمد ونحن أولى الناس بالله وبمحمد فمن حاجني في آدم فإنا أولى الناس بآدم، ومن حاجني في نوح فإنا أولى الناس بنوح، ومن حاجني في إبراهيم فإنا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجني في محمد (صلى الله عليه وآله) فإنا أولى الناس بمحمد (صلى الله عليه وآله) ومن حاجني في النبيين فإنا أولى الناس بالنبيين، أليس الله يقول في محكم كتابه * (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) * فإنا بقية من آدم وذخيرة

 

____________

 

(1) تفسير القمي: 1 / 100.

 

(2) أمالي الصدوق: 615 / ح 843.

 

الصفحة 272 

من نوح ومصطفى من إبراهيم وصفوة من محمد صلى الله عليهم أجمعين "(1).

 

الحديث الخامس: محمد بن الحسن الصفار في كتاب (بصائر الدرجات) عن إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن خلف بن حماد عن محمد القبطي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:

 

" الناس غفلوا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علي يوم غدير خم كما غفلوا يوم مشربة إبراهيم أتاه الناس يعودونه فجاء علي (عليه السلام) ليدنو من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يجد مكانا فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنهم لا يوسعون لعلي نادى: يا معشر الناس أفرجوا لعلي ثم أخذ بيده وأقعده معه على فراشه وثم قال: يا معشر الناس هؤلاء أهل بيتي تستخفون بهم وأنا حي بين ظهرانيكم أما والله لئن غبت عنكم فإن الله لا يغيب عنكم إن الروح والراحة والرضوان والبشر والبشارة والحب والمحبة لمن أئتم بعلي وولايته وسلم له وللأوصياء من بعده حقا لأدخلنهم في شفاعتي لأنهم أتباعي ومن تبعني فإنه مني مثل ما جرى فيمن اتبع إبراهيم لأني من إبراهيم وإبراهيم مني وديني دينه ودينه ديني وسنته سنتي وفضله من فضلي، وأنا أفضل منه وفضلي له فضل تصديق قوله قولي * (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) * وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وثبت قدم في مشربة أم إبراهيم حين عاده الناس في مرضه قال هذا "(2).

 

الحديث السادس: أحمد بن محمد بن خالد البرقي في (المحاسن) عن علي بن الحكم عن سعد بن خلف عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول (صلى الله عليه وآله): " الروح والراحة والفلح والفلاح والنجاح والبركة والعفو والعافية والمعافاة والبشرى والنصرة والرضا والقرب والقرابة والنصر والظفر والتمكين والسرور والمحبة من الله تبارك وتعالى علي من أحب علي بن أبي طالب (عليه السلام) ووالاه وتأمم به وأقر بفضله تولى الأوصياء من بعده حق مع علي (عليه السلام) أن أدخلهم في شفاعتي وحق على ربي أن يستجيب لي فيهم، وإنهم أتباعي ومن تبعني فإنه مني جرى في مثل إبراهيم (عليه السلام) وفي الأوصياء من بعدي لأني من إبراهيم وإبراهيم مني، دينه ديني وسنته سنتي، وأنا أفضل منه وفضلي من فضله وفضله من فضلي وتصديق قولي قول ربي: * (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) * "(3).

 

الحديث السابع: محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن حبان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: * (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من

 

____________

 

(1) الغيبة: 279 - 281 / 67.

 

(2) بصائر الدرجات: 53 / 1.

 

(3) المحاسن: 1 / 152 ح 74.

 

الصفحة 273 

بعض) * قال نحن منهم ونحن بقية تلك العترة "(1).

 

الحديث الثامن: العياشي بإسناده عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): عن قول الله * (إن الله اصطفى آدم ونوحا) * فقال: " هو آل إبراهيم وآل محمد على العالمين فوضعوا اسما مكان اسم "(2).

 

الحديث التاسع: العياشي بإسناده عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " لما قضى محمد (صلى الله عليه وآله) نبوته واستكملت أيامه أوحى الله: يا محمد قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك من الإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة في العقب من ذريتك فإني لم أقطع العلم والإيمان والأسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم وذلك قول الله: * (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) * وإن الله جل وتعالى لم يجعل العلم جهلا ولم يكل أمره إلى أحد من خلقه لا إلى ملك مقرب، ولا إلى نبي مرسل، ولكنه أرسل رسلا من ملائكته فقال له كذا وكذا فأمرهم بما يحب ونهاهم عما يكره فقص عليه أمر خلقه بعلمه فعلم ذلك العلم وعلم أنبياءه وأصفياءه من الأنبياء والأعوان والذرية التي بعضها من بعض فذلك قوله: * (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) *(3) فأما الكتاب فهو النبوة، وأما الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء في الصفوة، وأما الملك العظيم فهم الأئمة الهداة في الصفوة وكل هؤلاء من الذرية التي بعضها من بعض التي جعل فيهم البقية وفيهم العاقبة وحفظ الميثاق وحتى تنقضي الدنيا وللعلماء ولولاة الأمر الاستنباط للعلم والهداية "(4).

 

الحديث العاشر: العياشي بإسناده عن أبي عبد الرحمن عن أبي كلدة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:

 

" قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الروح والراحة والرحمة والنصر واليسر واليسار والرضا والرضوان والمخرج والفلح والقرب والمحبة من الله ومن رسوله لمن أحب عليا وأئتم بالأوصياء من بعده حقا على أن أدخلهم في شفاعتي، وحق على ربي أن يستجيب لي فيهم، لأنهم أتباعي ومن تبعني فإنه مني مثل إبراهيم جرى في ولايته مني، وأنا منه دينه ديني وديني دينه وسنته سنتي وسنتي سنته وفضلي فضله وأنا أفضل منه وفضلي له فضل تصديق قول ربي: * (ذرية بعضها من بعض والله

 

____________

 

(1) تفسير العياشي: 1 / 168 ح 29.

 

(2) تفسير العياشي: 1 / 168 ح 30.

 

(3) النساء: 54.

 

(4) تفسير العياشي: 1 / 168 ح 31.

 

الصفحة 274 

سميع عليم) * "(1).

 

الحديث الحادي عشر: العياشي بإسناده إلى أيوب قال: سمعني أبو عبد الله (عليه السلام) وأنا أقول * (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) * فقال لي: " وآل محمد كانت فمحوها وتركوا آل إبراهيم وآل عمران "(2).

 

الحديث الثاني عشر: أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما الحجة في كتاب الله أن آل محمد هم أهل بيته؟ قال: " قول الله تبارك وتعالى: * (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد) * هكذا نزلت * (على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) * ولا يكون الذرية من القوم إلا نسلهم من أصلابهم وقال: * (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور وآل عمران وآل محمد) * (صلى الله عليه وآله) رواية أبي خالد القماط(3).

 

الحديث الثالث عشر: وعن الشيخ الطوسي (قدس سره) روى أبو جعفر القلاني قال: حدثنا الحسين بن الحسن قال: حدثنا عمرو بن أبي المقدام عن يونس بن حباب عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم وآل عمران فرحوا واستبشروا وإذا ذكر عندهم آل محمد اشمأزت قلوبهم والذي نفس محمد بيده لو أن أحدهم وافى بعمل سبعين نبيا يوم القيامة ما قبل الله ذلك منه حتى يوافي بولايتي وولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(4) وقال أيضا روح بن روح عن رجاله عن إبراهيم النخعي عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقلت: يا أبا الحسن أخبرني بما أوصى إليك رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟

 

فقال: " سأخبركم إن الله اصطفى لكم الدين وارتضاه وأتم عليكم نعمته إن كنتم أحق بها وأهلها، وإن الله أوحى إلى نبيه أن يوصي إلي فقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي احفظ وصيتي وارفع ذمامي وأوف بعهدي وأنجز عداتي واقض ديني وأحيي سنتي وأدع إلى ملتي، لأن الله تعالى اصطفاني واختارني فذكرت دعوة أخي موسى (عليه السلام) فقلت: اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي كما جعلت هارون من موسى فأوحى الله عز وجل إلي أن عليا وزيرك وناصرك والخليفة من بعدك ثم قال: يا علي أنت من أئمة الهدى وأولادك منك فأنتم قادة الهدى والتقى والشجرة التي أنا أصلها وأنتم

 

____________

 

(1) تفسير العياشي: 1 / 169 ح 33.

 

(2) تفسير العياشي: 1 / 169 ح 34.

 

(3) تفسير العياشي: 1 / 169 ح 35.

 

(4) أمالي الطوسي: 140 / ح 229، وفيه: حتى يلقاه بولايتي وولاية أهل بيتي.

 

الصفحة 275 

فروعها فمن تمسك بها فقد نجا ومن تخلف عنها فقد هلك وهوى وأنتم الذين أوجب الله تعالى مودتكم وولايتكم والذين ذكرهم الله في كتابه ووصفهم لعباده فقال عز وجل من قائل: * (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) * فأنتم صفوة الله من آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران وأنتم الأسرة من إسماعيل والعترة الهادية من محمد صلى الله عليه وآله أجمعين "(1).

 

____________

 

(1) بحار الأنوار: 23 / 222 ح 24.

 

الصفحة 276 

 

الباب الخامس عشر

 

في قوله تعالى * (وأنذر عشيرتك الأقربين) *(1)

 

من طريق العامة وفيه خمسة أحاديث

 

 

الحديث الأول: من مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي (عليه السلام) قال: " لما نزلت هذه الآية * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * جمع النبي (صلى الله عليه وآله) من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا " قال: فقال لهم: " من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي، فقال رجل لم يسمه شريك: يا رسول الله أنت كنت تجد من يقوم بهذا؟ قال ثم قال لآخر: قال فعرض ذلك على أهل بيته، فقال علي: (عليه السلام) أنا "(2).

 

الحديث الثاني: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا أسود بن عامر قال: أخبرنا شريك عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي (عليه السلام):

 

" لما نزلت * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأربعين رجلا من أهل بيته، وإن الرجل منهم لا تحل جذعة وإن كان شاربا فرقا، فقدم إليهم فأكلوا حتى شبعوا، فقال لهم: من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي؟ فعرض ذلك على أهل بيته، فقال علي (عليه السلام): أنا " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي يقضي ديني عني وينجز مواعيدي " ولفظ الحديث للحماني وبعضه لحديث أبي خيثمة(3).

 

الحديث الثالث: الثعالبي في تفسيره في سورة الشعراء في تفسير هذه الآية قال: أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين حدثنا موسى بن محمد حدثنا الحسن بن علي بن شعيب العمري حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا علي بن هاشم عن صباح بن يحيى المزني عن زكري بن ميسرة عن أبي إسحاق عن البراء قال: لما نزلت * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني عبد المطلب، وهم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس، فأمر عليا أن يدخل

 

____________

 

(1) الشعراء: 214.

 

(2) مسند أحمد: 1 / 111.

 

(3) كنز العمال: 13 / 129 بتفاوت، وجواهر المطالب: 1 / 71، وتاريخ دمشق: 4 / 32 ط. دار الفكر.

 

الصفحة 277 

شاة فأدمها ثم قال: " أدنوا بسم الله " فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا، ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة " ثم قال لهم: " اشربوا بسم الله " فشربوا حتى رووا، فبدرهم أبو لهب فقال:

 

هذا ما سحركم به الرجل، فسكت النبي (صلى الله عليه وآله) يومئذ فلم يتكلم ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك الطعام والشراب ثم أنذرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من الله عز وجل والبشير لما لم يجئ به أحد جئتكم بالدنيا والآخرة فأسلموا وأطيعوني تهتدوا ومن يواخيني ويوازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني؟ " فسكت القوم وأعاد ذلك ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ويقول علي: " أنا "، فقال: أنت.

 

فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: أطع ابنك فقد أمر عليك.

 

وروي ذلك من طريق الثعلبي في تفسيره بالسند والمتن بتغيير يسير لا يضر بالمعنى(1).

 

الحديث الرابع: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة وهو من أعيان علماء العامة قال: ذكر الطبري في تاريخه عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " لما نزلت هذه الآية * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * على رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعاني فقال: يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا وعلمت أنه متى ما أبادرهم بهذا الأمر أر منهم ما أكره فصمت حتى جاءني جبرئيل فقال يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به يعذ بك ربك فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عسا من لبن ثم أجمع بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه رجلا، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعى بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به.

 

فلما وضعته تناول رسول الله (صلى الله عليه وآله) بضعة من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال: كلوا بسم الله، فأكلوا حتى ما لهم إلى شئ من حاجة، وأيم الله الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمته لجميعهم، ثم قال: اسق القوم يا علي فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعا، وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله.

 

فلما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال: لشد ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم ولم يتكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: من الغد يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا اليوم إلى مثل ما صنعت بالأمس ثم أجمعهم

 

____________

 

(1) العمدة: 38 عن الثعلبي.

 

الصفحة 278 

لي، ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتى ما لهم بشئ حاجة ثم قال: أسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا منه جميعا حتى رووا ثم تكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم أن شابا في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فأحجم القوم عنها جميعا وقلت: أنا وإني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا قال: قلت: أنا يا رسول الله أكون وزيرك عليه فأعاد القول فأمسكوا، وأعدت ما قلت فأخذ برقبتي ثم قال لهم: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع "(1).

 

الحديث الخامس: ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة) قال: روى أبو جعفر الطبري أيضا في التاريخ أن رجلا قال لعلي (عليه السلام): يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمك؟ دون عمك فقال علي (عليه السلام):

 

" هاؤم ثلاث مرات حتى اشرأب الناس ونشروا أذانهم ثم قال: جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني عبد المطلب بمكة وهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق فصنع مدا من طعام حتى أكلوا وشبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا ورووا وبقي الشراب كأنه لم يشرب ثم قال: يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي فلم يقم عليه أحد فقمت إليه، وكنت من أصغر القوم فقال:

 

أجلس قال: ذلك ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول أجلس حتى كان في الثالثة فضرب بيده على يدي، فعند ذلك ورثت ابن عمي دون عمي "(2).

 

____________

 

(1) شرح نهج البلاغة: 13 / 210.

 

(2) شرح نهج البلاغة: 13 / 212.

 

الصفحة 279 

 

الباب السادس عشر

 

في قوله تعالى * (وأنذر عشيرتك الأقربين) *

 

من طريق الخاصة وفيه ثمانية أحاديث

 

 

الحديث الأول: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد ابن مسرور (رضي الله عنه) قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال:

 

حضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان وذكر الحديث إلى أن قال: " قالت العلماء فأخبرنا هل فسر الله الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا (عليه السلام): " فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا وموضعا فأول ذلك قوله تعالى: * (وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك المخلصين) * هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى بذلك الآل فذكره رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهذه واحدة "(1).

 

الحديث الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبد العزيز قال: حدثنا المغيرة بن محمد قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال: حدثنا قيس بن الربيع وشريك بن عبد الله عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن علي بن أبي طالب قال: " لما نزلت * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * أي: رهطك المخلصين، دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني عبد المطلب وهم إذ ذاك أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فقال: أيكم يكون أخي ووارثي ووزيري ووصيي وخليفتي فيكم بعدي؟ فعرض عليهم ذلك رجلا رجلا كلهم يأبى ذلك حتى أتى عليا فقال: أنا يا رسول الله فقال: يا بني عبد المطلب هذا أخي ووارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام "(2).

 

الحديث الثالث: الشيخ الطوسي في مجالسه قال: حدثنا جماعة عن أبي الفضل قال: حدثنا أبو جعفر الطبري سنة ثمان وثلاثمائة قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا سلمة بن

 

____________

 

(1) أمالي الصدوق: 617 / مجلس 79 / ح 1.

 

(2) علل الشرايع: 1 / 170 / ح 2.

 

الصفحة 280 

الفضل الأبرش قال: حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم قال أبو المفضل: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي - واللفظ له - قال: حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي قال:

 

حدثنا سلمة ابن صالح الجعفي عن سليمان الأعمش وأبي مريم جميعا عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لي: يا علي إن الله تعالى أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين قال: فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى أناديهم بهذا الأمر أر منهم ما أكره فصمت على ذلك، وجاءني جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك، فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عسا من لبن ثم أجمع له بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به.

 

ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم أجمع وهم - يومئذ - أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا له دعاني بالطعام الذي صنعته لهم فجئت به فلما وضعته تناول رسول الله (صلى الله عليه وآله) جذمة من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال: خذوا بسم الله، فأكل القوم حتى صدروا ما لهم بشئ من الطعام من حاجة، وما أرى إلا مواضع أيديهم، وأيم الله نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم، ثم جئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا جميعا، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يكلمهم ابتدره أبو لهب بالكلام فقال: لشد ما سحركم صاحبكم.

 

فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لي: من الغد يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم أجمعهم لي قال: ففعلت ثم جمعتهم فدعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس وأكلوا حتى ما لهم به من حاجة ثم قال: أسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا، ثم تكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني ربي عز وجل أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤمن بي ويؤازرني على أمري فيكون أخي ووصي ووزيري وخليفتي في أهلي من بعدي؟ قال: فأمسك القوم وأحجموا عنها جميعا قال: فقمت، وإني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا فقلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك على ما بعثك الله به قال: فأخذ بيدي ثم قال: هذا أخي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا، قال: فقام القوم يضحكون ويقولون

 

الصفحة 281 

لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع "(1).

الحديث الرابع: محمد بن العباس بن ماهياد الثقة في تفسيره قال: حدثنا عبد الله بن زيد عن إسماعيل بن إسحاق الراشدي وعلي بن محمد بن مخلد الدهان عن الحسن بن علي بن عفان قال:

 

حدثنا أبو زكريا يحيى بن هاشم الشمساوي عن محمد بن عبد الله بن علي بن أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن أبيه عن جده أبي رافع قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع بني عبد المطلب في الشعب، وهم يومئذ ولد عبد المطلب لصلبه وأولاده أربعون رجلا، فصنع لهم رجل شاة ثم ثرد لهم ثردة وصب عليها ذلك المرق واللحم، ثم قدمها إليهم فأكلوا منها حتى تضلعوا، ثم سقاهم عسا واحدا من لبن فشربوا كلهم من ذلك العس حتى رووا منه.

 

فقال أبو لهب: والله إن منا لنفرا يأكل أحدهم الجفنة ولا تكاد تشبعه ويشرب الظرف من النبيذ فما يرويه، وأن ابن أبي كبشة دعانا فجمعنا على رجل شاة وعس من شراب فشبعنا وروينا منها إن هذا لهو السحر المبين، قال ثم دعاهم فقال لهم: " إن الله عز وجل قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين ورهطي المخلصين وأنتم عشيرتي الأقربون ورهطي المخلصون، وإن الله لم يبعث نبيا إلا جعل له من أهله أخا ووارثا ووزيرا ووصيا، فأيكم يقوم يبايعني على إنه أخي ووزيري ووارثي دون أهلي ووصيي وخليفتي في أهلي ويكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي "؟ فسكت القوم، فقال: " والله ليقومن قائمكم أو ليكونن في غيركم ثم لتندمن " قال: فقام علي (عليه السلام) وهم ينظرون إليه كلهم، فبايعه وأجابه إلى ما دعاه إليه، فقال له: " ادن مني " فدنا منه فقال له: " افتح فاك " ففتحه فنفث فيه من ريقه وتفل بين كتفيه وبين ثدييه، فقال أبو لهب: لبئس ما جزيت به ابن عمك أجابك لما دعوته إليه فملأت فاه ووجهه بزاقا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " بل ملأته علما وحلما وفقها "(2).

 

الحديث الخامس: علي بن إبراهيم في تفسيره وهو منسوب إلى الصادق (عليه السلام) قال: * (قال ورهطك منهم المخلصين) * وقال: قال: " نزلت بمكة فجمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني هاشم وهم أربعون رجلا كل واحد منهم يأكل الجذع ويشرب القربة، فاتخذ لهم طعاما يسيرا بسحب ما أمكن فأكلوا حتى شبعوا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من يكون وصيي ووزيري وخليفتي، فقال لهم أبو لهب: جزما سحركم محمد فتفرقوا، فلما كان اليوم الثاني أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ففعل بهم مثل ذلك، ثم سقاهم اللبن حتى رووا، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيكم يكون وصيي ووزيري وخليفتي. فقال أبو لهب:

 

____________

 

(1) أمالي الطوسي: 581 / مجلس 24 / ح 11.

 

(2) بحار الأنوار: 34 / 249 ح 43.

 

الصفحة 282 

جزما سحركم محمد فتفرقوا، فلما كان اليوم الثالث أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ففعل بهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيكم يكون وصيي ووزيري ومنجز عداتي ويقضي ديني؟

 

فقال علي (عليه السلام) وكان أصغرهم سنا وأحمشهم ساقا وأقلهم ما لا، فقال: أنا يا رسول الله فقال رسول الله: أنت هو "(1).

 

الحديث السادس: محمد بن العباس عن محمد بن الحسين الخثعمي عن عباد بن يعقوب عن الحسن بن حماد عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: عز وجل: * (ورهطك منهم المخلصين) * قال: " علي وحمزة وجعفر والحسن والحسين وآل محمد صلوات الله عليهم خاصة "(2).

 

الحديث السابع: أبو علي الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) في تفسير الآية قال عند الخاص والعام في الخبر المأثور عن البراء ابن عازب أنه قال: لما نزلت هذه الآية جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنة(3) ويشرب العس، فأمر عليا (عليه السلام) برجل شاة فأدمها(4) ثم قال لهم: " ادنوا بسم الله " فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا، ثم دعا بقعب(5) من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم: " اشربوا " فشربوا حتى رووا، فبدرهم أبو لهب فقال:

 

هذا ما سحركم به الرجل، فمكث رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يتكلم، فدعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب، ثم أنذرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من الله عز وجل والبشير فأسلموا وأطيعوني تهتدوا " ثم قال: " من يؤاخيني ويوازرني على هذا الأمر ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني؟ " فسكت القوم، فأعادها ثلاثا كل ذلك يسكت القوم، ويقول علي (عليه السلام): " أنا " فقال له في المرة الثالثة: " أنت هو " فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: أطع ابنك فقد أمر عليك. أورده الثعلبي في تفسيره، وقال في قراءة عبد الله بن مسعود " وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين " وروى ذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام)، هذا بلفظه انتهى كلام الطبرسي(6).

 

الثامن: عن إبراهيم الأوسي من كتابه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " لما نزلت سورة الشعراء في أخرها آية الانذار * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: " يا علي اطبخ ولو كراع شاة ولو صاع من طعام وقعب من لبن وأعمد إلى قريش " قال: فدعوتهم واجتمعوا أربعين بطلا

 

____________

 

(1) تفسير القمي: 2 / 124.

 

(2) بحار الأنوار: 25 / 213 ح 1.

 

(3) المسنة: ما بلغت الأربعة أشهر.

 

(4) أي خلطه بالأدام وهو الخبز.

 

(5) القعب: القدح الضخم.

 

(6) مجمع البيان: 7 / 356 - 357.

 

الصفحة 283 

بزيادة، وكان فيهم أبو طالب وحمزة والعباس فحضرت ما أمرني به رسول الله (صلى الله عليه وآله) معمولا فوضعته بين أيديهم فضحكوا استهزاءا، فأدخل إصبعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأربعة جوانب الجفنة.

 

فقال: كلوا أو قولوا: بسم الله الرحمن الرحيم، قال أبو جهل: يا محمد ما نأكل. فهل أحد منا ما يأكل الشاة مع أربعة أصواع من الطعام، قال: كل وأرني في أكلك، فأكلوا حتى تملوا، وأيم الله ما نرى أثر أكل أحدهم ولا نقص الزاد، فصاح بهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلوا، فقالوا: أو من يقدر على أكثر من هذا، فقال: أرفعه يا علي، فرفعته، فدنا منهم محمد (صلى الله عليه وآله) وقال: يا قوم اعلموا أن الله ربي وربكم، فصاح أبو لهب وقال: قوموا إن محمدا سحركم، فقاموا ومضوا فاستبقهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأراد أن يبطش بهم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يا علي أدن مني، فتركهم ودنا منه فقال له:

 

أمرنا بالإنذار لا بذا(1) الفقار لأن له وقتا، ولكن اعمل لنا من الطعام ما عملت، وأدع لي من دعيت، فلما أتى غدا فعلت بالأمس ما فعلت، فلما اجتمعوا وأكلوا كما أكلوا، قال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به من أمر الدنيا والآخرة، قيل: فقال أبو جهل: قد شغلنا أمر محمد فلو قابلتموه برجل مثله يعرف السحر والكهانة لكان أشرحنا، فعد كلامه عتبة بن ربيعة، وقال: والله إني بصير بما ذكرته وقال: والله لم لا تباحثه، قال: حاشا إن كان به ما ذكرت، فقال له: يا محمد أنت خير أم هاشم، أنت خير من عبد المطلب أنت خير أم عبد الله؟

 

أنت خير أم علي بن أبي طالب؟ دامغ الجبابرة قاصم أصلاب أكبرهم، فلم تضل آباءنا وتشتم آلهتنا، فإن كنت تريد الرئاسة عقدنا لك ألويتها وكن رئيسا لنا ما بطنت، وإن كان بك الباه زوجناك عشرة نسوة من أكبرنا، وإن كنت تريد المال جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك أنت وعقبك من بعدك، فما تقول؟ فقال: * (بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرانا عربيا...) * إلى آية * (فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) * فأمسك عتبة على فيه ورجع ناشده بالله أسكت، فسكت وقام ومضى، فقام من كان حاضرا خلفه فلم يلحقوه، فدخل ولم يخرج أبدا، وعدوه قريش فقال أبو جهل: قوموا بنا إليه، فدخلوا وجلسوا، قال أبو جهل: يا عتبة محمد سحرك، فقام قائما على قدميه، وقال: يا لكع الرجال، والله لو لم تكن ببيتي لقتلتك شر قتلة، يا ويلك قلت: محمد ساحر كاهن شاعر، سرنا إليه سمعناه تكلم بكلام من رب السماء فحلفته وأمسك، وقد سميتموه الصادق الأمين هل رأيتم منه كذبة؟ ولكني لو تركته يتمم ما قرأ لحل بكم الذهاب والعذاب "(2).

 

____________

 

(1) في الأصل: بذات.

 

(2) لم نجده في المصادر بهذه الألفاظ نعم روي قريب منه في مناقب أهل البيت للشيرواني: 104 - 105، وكنز العمال: 13 / 133 ح 36419.

 

الصفحة 284 

 

الباب السابع عشر

 

قوله تعالى * (وآت ذا القربى حقه والمسكين...) *(1)

 

من طريق العامة وفيه حديث واحد

 

 

الثعلبي في تفسيره في هذه الآية قال: عنى بذلك قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال الثعلبي: روى عن السدي عن أبي الديلمي قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام) لرجل من أهل الشام " أقرأت القرآن " قال:

 

نعم، قال " فما قرأت في بني إسرائيل * (وات ذا القربى حقه) *؟ قال: وإنكم القرابة التي أمر الله تعالى أن يؤتى حقه قال: " نعم "(2).