الباب في أن ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) من أصول الإسلام والأئمة الاثني عشر أركان الإيمان ومن أحبهم استكمله من طريق العامة

الصفحة 180 

وفيه خمسة أحاديث

الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من فضلاء علماء العامة قال: أخبرنا جعفر بن محمد، أنبأنا محمد بن عبد الله بن محمد البيع، أخبرني محمد بن علي بن دحيم الشيباني نبأنا أحمد بن حازم أنبأنا عاصم بن يوسف اليربوعي عن سفيان بن إبراهيم الحريري عن أبيه عن أبي صادق قال: قال علي (عليه السلام): أصول الإسلام ثلاثة لا ينفع واحدة منهن دون صاحبتها الصلاة والزكاة والموالاة.

قال الواحدي وهذا منتزع من قوله تعالى: *(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)* وذلك أن الله تعالى أثبت الموالاة بين المؤمنين ثم لم يصفهم إلا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فقال: *(الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة)* فمن والى عليا فقد والى الله ورسوله وقال الله تعالى في آية أخرى إن أحببه إلى عباده المؤمنين فقال: *(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)*(1).

الثاني: الواحدي: أنبأنا سعيد بن محمد بن إبراهيم الحرثي، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد الجرجرائي أنبأنا أبو محمد الحسن بن عبد الله العبيدي أنبأنا عبد الله بن سلمة، أنبأنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطا عن ابن عباس في قوله تعالى: *(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)* قال: نزلت في علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ما من مسلم إلا ولعلي (عليه السلام) في قلبه محبة(2).

قال الواحدي: أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم ابن حمويه، أنبأنا يحيى بن محمد العلوي، أنبأنا أبو علي الصواف ببغداد، أنبأنا الحسن بن علي بن الوليد بن النعمان الفارس، أنبأنا إسحاق بن بشر عن خالد بن يزيد عن حجرة الزيات عن أبي إسحاق عن البراء قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي صلوات الله عليه: يا علي قل: اللهم اجعل لي عندك عهدا وأجعل لي في صدور المؤمنين مودة. فنزل الله

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 79 / ب 14 / ح 49.

(2) ذخائر العقبى: 89، وجواهر العقدين: 2 / 246.

الصفحة 181 

تعالى: *(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)* قال: نزلت في علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله(1).

الثالث: الحمويني هذا قال: أخبرنا أبو إبراهيم بن أبي القاسم الصوفي، أنبأنا محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن عفر، أنبأنا أحمد بن الفرات، حدثنا عبد الحميد الحماني بإسناده عن قيس بن عطية عن أبي سعيد عن النبي (صلى الله عليه وآله)، في قوله عز وجل: *(وقفوهم إنهم مسؤولون)* قال: عن ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والمعنى أنهم يسألون هل والوه حق الموالاة كما أوصاهم به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وروى عن علي صلوات الله عليه جعل الموالاة أصلا من أصول الدين(2).

الرابع: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا بإسناده إلى أبي جعفر بن بابويه قال: أنبأنا أبي قال:

أنبأنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن عبد الله بن عبد الرحمن البصري عن أبي المغرا حميد بن المثنى [ العجلي ] عن أبي بصير عن خيثمة الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: نحن أمناء الله عز وجل، ونحن حجة الله، ونحن أركان الإيمان، ونحن دعائم الإسلام(3).

الخامس: الحمويني هذا قال: أخبرني الشيخ الصالح السيد شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله ابن أحمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن عساكر الشافعي الدمشقي بقراءتي عليه قال:

أنبأنا الشيخ الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي - إجازة - قال: أنبأنا جدي لأمي أبو العباس محمد بن العباس العصاري المعروف بعباسة - سماعا - قال: أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد قال: أنبأنا الإمام أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق الثعلبي أنبأنا عبد الله بن حامد، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن علي بن الحسين البلخي أنبأنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق، أنبأنا محمد بن أسلم الطوسي، أنبأنا يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن حازم عن جرير بن عبيد الله البجلي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من مات على حب آل محمد مات شهيدا، ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى

____________

(1) تفسير الدر المنثور: 4 / 287، والعمدة: 289 عن الثعلبي.

(2) فرائد السمطين: 1 / 79 / ب 14 / ح 47 - 48.

(3) فرائد السمطين: 2 / 253 باب 48 ح 523، وكمال الدين: 206 ح 20 باب 21 والحديث طويل.

الصفحة 182 

الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله زوار قبره ملائكة الرحمن، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة(1).

____________

(1) فرائد السمطين: 2 / 255، ح 524، باب 49، وتفسير الكشاف للزمخشري: 3 / 467 مورد آية المودة، والعمدة عن الثعلبي: 54، ح 52 بسند مغاير، ورشفة الصادي: 45، باب 4.