الباب في حديث الرمانة من طريق العامة

الصفحة 313 

من كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة عن عبد الله بن عمر يرويه عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: جاء بالمدينة غيث فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): قم يا أبا الحسن لتنظر إلى آثار رحمة الله تعالى فقلت: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألا أصنع طعاما يكون معنا فقال: الذي نحن في ضيافته أكرم، ثم نهض وأنا معه حتى جئنا إلى وادي العقيق، فوافينا ربوة فما استوينا للجلوس حتى أظلنا غمام أبيض له رائحة كالكافور والأذفر، وإذا بطبق بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإذا فيه رمان فأخذ رمانة وأخذت رمانة فاكتفينا بهما، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فوقع في نفسي ولداي وزوجتي، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): كأني بك يا علي وأنت تريد لولديك وزوجتك، خذ ثلاثا، فأخذت ثلاث رمانات وارتفع الطبق، فلما عدنا إلى المدينة لقينا أبو بكر فقال: أين كنتم يا رسول الله؟

 

قال: كنا بوادي العقيق ننظر إلى آثار رحمة الله تعالى فقال: ألا أعلمتماني حتى كنت أصنع لكما طعاما؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): الذي كنا في ضيافته أكرم، قال أمير المؤمنين: فنظر أبو بكر إلى ثقل كمي والرمان فيه، فاستحييت ومددت إليه بكمي ليتناول منه رمانة، فلم أجد شيئا في كمي فنفضت كمي ليرى أبو بكر ذلك، فافترقنا وأنا متعجب من ذلك، فلما وصلت إلى باب فاطمة (عليها السلام) وجدت في كمي ثقلا فإذا هو الرمان، فلما دخلت ناولتها إياه وعدوت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما نظر إلي تبسم فقال: كأني بك يا علي قد عدت إلي تحدثني بما كان رجع منك والرمان، يا علي لما هممت أن تناوله لأبي بكر لم تجد شيئا، إن جبرئيل (عليه السلام) أخذه، فلما وصلت إلى دارك أعاده إلى كمك، يا علي إن فاكهة الجنة لا يأكل منها في الدنيا إلا النبيون والأوصياء وأولادهم(1).

____________

(1) مدينة المعاجز: 1 / 341 ح 219، و 3 / 321 ح 908.