الباب في رد الشمس إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) من طريق العامة

الصفحة 200 

وفيه ثمانية أحاديث

الأول: ابن المغازلي الفقيه الشافعي قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن الحسن العلوي في جمادى الأول سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة بقراءتي عليه فأقر به قال له: أخبركم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ قال: حدثنا محمود بن محمد وهو الواسطي قال: حدثنا عثمان حدثنا عبيد الله موسى قال: حدثنا فضيل بن مرزوق عن إبراهيم بن الحسن عن فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوحى إليه ورأسه في حجر علي فلم يصل العصر حتى غربت الشمس فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صليت يا علي؟

قال: لا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم إن عليا كان على طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس، فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت(1).

الثاني: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو الطاهر محمد بن علي البيع البغدادي فيما كتب به إلى أن أبا أحمد بن عبيد الله بن أبي مسلم القرضي البغدادي حدثهم قال: حدثنا أبو العباس أحمد ابن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الهمداني قال: حدثنا الفضل بن يوسف الجعفي قال: حدثنا محمد بن عقبة عن محمد بن الحسين عن عون بن عبد الله عن أبيه عن أبي رافع قال: رقد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على فخذ علي وحضرت صلاة العصر ولم يك علي صلى وكره أن يوقظ النبي (صلى الله عليه وآله) حتى غابت الشمس، فلما استيقظ قال: ما صليت يا أبا الحسن العصر؟

قال: لا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدعا النبي (صلى الله عليه وآله) فردت الشمس عليه بعد ما غابت حتى رجعت الصلاة العصر على الوقت فقام علي فصلاها العصر ولما قضى صلاة العصر غابت الشمس فإذا النجوم مشتبكة(2).

الثالث: موفق أحمد - من فضلاء العامة - قال: أخبرنا الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ

____________

(1) مناقب ابن المغازلي: 80 / ح 140.

(2) مناقب ابن المغازلي: 80 / ح 141.

الصفحة 201 

أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي - فيما كتب إلي من همدان - أخبرنا الحافظ أبو علي بن الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان - فيما أذن لي في الرواية عنه - أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة: أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني حدثني الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبيد الله الهمداني.

الرابع: وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتابه إلي من أصبهان في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه، حدثني سليمان بن أحمد بن علي بن سعيد الرازي حدثني محمد بن حميد، حدثني زافر بن سليمان بن الحارث بن محمد بن أبي الطفيل عامر بن واثلة في حديث احتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) على أهل الشورى من مناقبه وفضائله وهم يصدقونه فيما ذكر، فكان فيما قال: أمنكم أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى صلاة العصر غيري؟

قالوا: لا(1).

الخامس: موفق بن أحمد أيضا قال: أخبرني جمال الدين أبو ذر أحمد بن محمد أخبرني والدي قاضي القضاة شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن بندار أخبرنا والدي الإمام أبو ذر أحمد بن علي بن بندار أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن مالك المالكي القصار، حدثنا أبو بكر محمد بن علي الآملي الأصبهاني حدثنا أبو القاسم هشام بن محمد بن قرة الرعيني بمصر حدثنا الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلمة بن سلامة الأزدي المعروف بالطحاوي أخبرنا أبو أمية حدثنا عبيد الله بن موسى العبيسي، حدثنا الفضيل بن مرزوق عن إبراهيم بن الحسن بن فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوحى إليه ورأسه في حجر علي فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صليت يا علي؟

فقال (صلى الله عليه وآله): لا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليهم الشمس، قالت أسماء فرأيتها وقد غربت ثم رأيتها وقد طلعت بعدما غربت(2).

السادس: الموفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أبي جعفر الطحاوي هذا أخبرنا علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن أبي فديك أخبرني محمد بن موسى عن عون بن محمد عن أمه أم جعفر عن أسماء بنت عميس: أن النبي (صلى الله عليه وآله) صلى الظهر

____________

(1) المناقب: 313 / ح 314.

(2) المناقب: 306 / ح 301.

الصفحة 202 

بالصهباء ثم أرسل عليا في حاجة فرجع وقد صلى النبي (صلى الله عليه وآله) العصر، فلما عاد ولم يلحق الصلاة فوضع النبي (صلى الله عليه وآله) رأسه في حجر علي فلم يتحرك علي حتى غابت الشمس، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي صليت العصر؟

قال: لا، قال النبي (صلى الله عليه وآله): اللهم إن عبدك عليا أحتسب بنفسه على نبيك فرد عليه شرفها فقالت أسماء: فطلعت الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض، ثم قام علي فتوضأ ثم صلى العصر، ثم غابت الشمس، وذلك بصهباء في غزاة خيبر(1).

السابع: موفق بن أحمد قال: ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن بابويه الأصبهاني بنيسابور عن حامد بن محمد الهروي عن علي بن محمد بن عيسى عن محمد بن عكاشة عن محمد بن الحسين عن محمد بن سلمة عن خصيف عن مجاهد قال: قيل لابن عباس: ما تقول في علي - كرم الله وجهه - فقال: ذكرت والله أحد الثقلين سبق بالشهادتين وصلى القبلتين وبايع البيعتين وهو أبو السبطين الحسن والحسين، وردت عليه الشمس مرتين من بعدما غابت عن القبلتين، وجرد السيف تارتين وهو صاحب الكرتين فمثله في الأمة مثل ذي القرنين ذلك مولاي علي بن أبي طالب (عليه السلام)(2).

الثامن: إبراهيم بن محمد الحمويني - من علماء العامة - قال: أنبأني الشيخ شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر بروايته عن أم المؤيد بنت أبي القاسم بن الحسن - إجازة - قال: أنبأنا أبو القاسم بن طاهر العدل - إجازة - وأخبرنا الشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بنابلس، أنبأنا القاضي عبد الصمد بن محمد بن الفضل الأنصاري إجازة، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل العزاوي قال: أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا الإمام الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع قال: أنبأنا أبو زكريا القشيري، أنبأنا أبو عمرو أحمد ابن نصر، أنبأنا عباد بن يعقوب الرواجني، أنبأنا علي بن هاشم بن البريد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن علي بن حسن بن حسن بن فاطمة بنت علي أمير المؤمنين صلوات الله عليهم عن أسماء بنت عميس: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في حجر علي بن أبي طالب (عليه السلام) فكره أن يحركه حتى غابت الشمس ولم يصل العصر، فدعا رسول الله أن يرد عليه الشمس فأقبلت الشمس لها خوار حتى ارتفعت على قدر ما كان في وقت العصر، قال: فصلى ثم رجعت(3).

____________

(1) المناقب: 306 / ح 302.

(2) المناقب: 329 / ح 349.

(3) فرائد السمطين: 1 / 183 / ب 37 / ح 146.