(أبو الحسن علي بن محمد (عليه السلام

الصفحة 409 

معرفة ولادته

قال أبو محمد الحسن بن علي الثاني (عليه السلام): ولد بالمدينة يوم الاثنين لثلاث خلون من شهر رجب، سنة أربع عشرة ومائتين من الهجرة.

وكان مقامه مع أبيه ست سنين وخمسة أشهر.

وعاش بعد أبيه ثلاث وثلاثين سنة وتسعة أشهر.

وكانت سنو إمامته بقية ملك الواثق، (1)، ثم ملك المتوكل (2)، ثم أحمد المستعين، ثم ملك المعتز.

وفي آخر ملكه استشهد ولي الله وقد كمل عمره أربعين سنة، وذلك في يوم الاثنين لثلاث خلون من رجب سنة خمسين ومائتين من الهجرة، مسموما.

ويقال: إنه قبض الاثنين لثلاث خلون من شهر رجب سنة أربع وخمسين ومائتين من الهجرة (3).

____________

(1) في تاج المواليد: 131، وإعلام الورى: 355، ومناقب ابن شهرآشوب 4: 401: كانت في أيام إمامته بقية ملك المعتصم ثم الواثق، وهو الصواب كما ذكرنا في شهادة أبيه (عليهم السلام).

(2) سقط هنا محمد المنتصر. انظر الجوهر الثمين 1: 146 والمصادر المتقدمة.

(3) الكافي 1: 416، تاج المواليد: 132، مناقب ابن شهرآشوب 4: 401.

الصفحة 410 

ويقال يوم الاثنين لخمس ليال خلون من جمادى (1) سنة أربع وخمسين ومائتين (2).

ودفن بسر من رأى، في داره.

خبر أمه (عليه السلام):

368 / 1 - حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني أبو النجم بدر ابن عمار الطبرستاني، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي، قال: روى محمد بن الفرج ابن إبراهيم بن عبد الله بن جعفر، قال: دعاني أبو جعفر محمد بن علي بن موسى (عليهم السلام) فأعلمني أن قافلة قد قدمت، وفيها نخاس، معه جوار، ودفع إلي سبعين دينارا، وأمرني بابتياع جارية وصفها لي (3).

فمضيت وعملت بما أمرني به، فكانت تلك الجارية أم أبي الحسن (عليه السلام).

وروي أن اسمها سمانة، وأنها كانت مولدة (4).

369 / 2 - وروى محمد بن الفرج وعلي بن مهزيار، عن السيد (عليه السلام) أنه قال: أمي عارفة بحقي، وهي من أهل الجنة، لا يقربها شيطان مارد، ولا ينالها كيد جبار عنيد، وهي مكلوءة (5) بعين الله التي لا تنام، ولا تتخلف (6) عن أمهات الصديقين والصالحين (7).

____________

(1) في الكافي 1: 416: لأربع ليال بقين من جمادى الآخرة، وفي كشف الغمة 2: 375: لخمس ليال بقين من جمادى الآخرة.

(2) (ومائتين من الهجرة ويقال... وخمسين ومائتين) ليس في " ع، م ".

(3) (لي) ليس في " ع، م ".

(4) المولد: العربي غير المحض، ومن ولد عند العرب وتأدب بآدابهم.

إثبات الوصية: 193، مدينة المعاجز: 538 / 1.

(5) أي محفوظة ومصانة.

(6) في " ع، م ": تخلف.

(7) إثبات الوصية: 193، مدينة المعاجز: 538 / 1.

الصفحة 411 

 

نسبه (عليه السلام)

علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.

ويكنى:

أبا الحسن.

ولقبه:

المرتضى، والهادي، والعسكري، والعالم، والدليل، والموضح، والرشيد، والشهيد، والوفي، والنجيب، والمتقي (1)، والمتوكل، والخالص (2).

وأمه:

أم ولد، يقال لها: السيدة، ويقال لها: سمانة والله أعلم (3).

وبوابه:

عثمان بن سعيد العمري (4).

[نقش خاتمه (عليه السلام)]:

وكان له خاتم نقش فصه ثلاثة أسطر:

ما شاء الله.

لا قوة إلا بالله.

أستغفر الله.(5)

____________

(1) في " ط ": والتقي.

(2) الهداية الكبرى: 313، مناقب ابن شهرآشوب 4: 401، الفصول المهمة: 277.

(3) الكافي 1: 416، الهداية الكبرى: 313، روضة الواعظين: 246، مناقب ابن شهرآشوب 4: 401، كشف الغمة 2: 374 و 376، المستجاد: 507.

(4) تاريخ الأئمة: 33، الفصول المهمة: 278، نور الأبصار: 334. وفي مناقب ابن شهرآشوب 4: 403:

محمد بن عثمان العمري.

(5) في الفصول المهمة: 278 ونور الأبصار: 334: هو الله ربي وهو عصمني من خلقه، وفي مصباح الكفعمي: حفظ العهود من أخلاق المعبود.

الصفحة 412 

 

ذكر ولده (عليه السلام)

أبو محمد الحسن الإمام (عليه السلام)، والحسين (1)، وجعفر، ومن البنات، عائشة ودلالة (2).

وروى أبو علي محمد بن همام: أنه كان له أبو محمد (3) الحسن الإمام، وجعفر، وإبراهيم، فحسب.

وفي رواية أخرى: أنه كان له أبو محمد الإمام، ومحمد، والحسين، وجعفر (4).

ذكر معجزاته (عليه السلام)

370 / 3 - قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، حدثنا سفيان، عن أبيه، قال: رأيت علي بن محمد (عليه السلام) ومعه جراب ليس فيه شئ. فقلت: أترى (5) ما تصنع بهذا؟ فقال: أدخل يدك فيه. فأدخلتها فما وجدت شيئا، فقال: أعد. فأعدت يدي فإذا هو مملوء دنانير (6).

371 / 4 - قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي، قال:

حدثنا عمارة بن زيد، قال: قلت لعلي بن محمد الوفي (عليه السلام): هل تستطيع أن تخرج من هذه الأسطوانة رمانا؟ قال: نعم، وتمرا وعنبا وموزا. ففعل ذلك وأكلنا وحملنا (7).

____________

(1) في " ع، م ": والحسن.

(2) الارشاد: 334، وذكر محمدا بدل دلالة.

(3) في " ط ": له من الولد.

(4) المستجاد من كتاب الارشاد: 514، وزاد فيه: وعائشة.

(5) في " ع، م ": أتراك.

(6) نوادر المعجزات: 184 / 1.

(7) نوادر المعجزات: 185 / 2.

الصفحة 413 

372 / 5 - قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عمارة بن زيد، قال: قلت لأبي الحسن علي (عليه السلام) أتقدر أن تصعد إلى السماء حتى تأتي بشئ ليس في الأرض لنعلم ذلك؟ فارتفع في الهواء وأنا أنظر إليه حتى غاب، ثم رجع ومعه طير من ذهب في أذنيه أشنفة (1) من ذهب، وفي منقاره درة، وهو يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله، فقال: هذا طير من طيور الجنة. ثم سيبه فرجع (2).

373 / 6 - قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن زيد، قال: كنت عند علي بن محمد (عليه السلام)، إذ دخل عليه (3) قوم يشكون الجوع، فضرب بيده إلى الأرض وكان لهم برا ودقيقا (4).

374 / 7 - وروى محمد بن جعفر (5) الملقب بسجادة، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: حدثتني أم محمد مولاة أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بالخبر، وهي مع الحسن (6) بن موسى، قالت: دنا أبو الحسن علي بن محمد من الباب وقد ذعر (7) حتى جلس في حجر أم أبيها (8) بنت موسى، فقالت له: فديتك (9)، مالك؟

قال لها: مات أبي، والله، الساعة. قالت: فكتبنا ذلك اليوم، فجاءت وفاة أبي

____________

(1) الأشنفة: جمع شنف، القرط.

(2) نوادر المعجزات: 185 / 3.

(3) في " ط ": فدخل إليه.

(4) نوادر المعجزات: 185 / 4.

(5) في " ط ": ابن الحسن. والملقب بسجادة هو الحسن بن علي بن أبي عثمان: غال من أصحاب الإمام الجواد (عليه السلام). ذكره الشيخ الطوسي في رجاله: 400 / 11.

(6) في " ط ": الحسين.

(7) في " ع ": رعد. وذعر: دهش وفزع.

(8) في " ط ": الباب وهو يرعد فدخل وجلس في حجر أم أيمن، وفي " ع، م ": أم أيما بدل أم أبيها، وهو تصحيف، إذ إن " أم أبيها " هو اسم إحدى بنات الإمام الكاظم (عليه السلام) انظر الهداية الكبرى: 264، والارشاد: 302.

(9) (فديتك) ليس في " ع، م ".

الصفحة 414 

جعفر (عليه السلام) (1) في ذلك اليوم الذي أخبر (2).

375 / 8 - وروى المعلى بن محمد البصري، عن أحمد بن محمد بن عبد الله قال:

كتب إليه محمد بن الحسين بن مصعب المدائني يسأله عن السجود على الزجاج. قال:

فلما نفذ الكتاب حدثت (3) نفسي: إنه مما أنبتت الأرض وأنهم قالوا: لا بأس بالسجود على ما أنبتت الأرض.

قال: فجاء الجواب: لا تسجد، وإن حدثتك نفسك أنه مما أنبتت الأرض (4)، فإنه من الرمل والملح، والملح سبخ، والرمل سبخ، والسبخ بلد ممسوخ (5).

376 / 9 - وروى المعلى بن محمد. عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن علي بن محمد النوفلي، قال: قال علي بن محمد (عليه السلام) لما بدأ المتوكل بعمارة الجعفري (6) في سر من رأى (7): يا علي، إن هذا الطاغية يبتلى ببناء مدينة لا تتم، ويكون حتفه فيها قبل تمامها (8)، على يد فرعون من فراعنة الأتراك.

ثم قال: يا علي، إن الله (عز وجل) اصطفى محمدا (صلى الله عليه وآله) بالنبوة والبرهان، واصطفانا بالمحبة والتبيان (9) وجعل كرامة الصفوة لمن ترى. يعني نفسه (عليه السلام) (10).

377 / 10 - قال: وسمعته (عليه السلام) يقول: اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون

____________

(1) في " ط " زيادة: وإنه توفي.

(2) في " ع، م ": اليوم مستوي، وفي المدينة: يوم مسيري. إثبات الوصية: 194، كشف الغمة 2: 384، مدينة المعاجز: 542 / 23.

(4) في " ط ": قلت في.

(4) زاد في إثبات الوصية: فحال.

(5) الكافي 3: 332 / 14، إثبات الوصية: 195، علل الشرائع: 342 / 5، كشف الغمة 2: 384.

(6) اسم قصر بناه المتوكل قرب سامراء، واستحدث عنه مدينة انتقل إليها، وفيه قتلى سنة (247 هـ).

معجم البلدان 2: 143.

(7) في " ع، م ": علي بن محمد (صلى الله عليه) لما بدأ الموسوم بالمتوكل، بعمارة سر من رأى والحفرية قال.

(8) في " ط ": يا علي هذا الطاغية يقتل بهذا البناء قبل أن يتم ويكون حتفه فيه قبل التمام.

(9) في " ط ": والبيان.

(10) إثبات الوصية: 202، وقطعة منه في مدينة المعاجز: 542 / 25.

الصفحة 415 

حرفا، وإنما كان عند آصف منه حرف واحد، فتكلم به فانطوت (1) الأرض التي (2) بينه وبين سبأ. فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان (عليه السلام)، ثم بسطت الأرض في أقل من طرفة عين. وعندنا منه اثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله (عز وجل) استأثر به في علم الغيب (3).

378 / 11 - وروى معاوية بن حكيم. عن أبي الفضل الشامي (4)، عن هارون ابن الفضل، قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) صاحب العسكر في اليوم الذي توفي فيه أبوه أبو جعفر (عليه السلام)، يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى والله (5) أبو جعفر (عليه السلام).

فقلت له: كيف تعلم وهو ببغداد وأنت هاهنا بالمدينة.

فقال: لأنه تداخلني ذلة واستكانة لله (عز وجل) لم أكن أعرفها (6).

379 / 12 - وروى محمد بن عياض، عن هارون (7)، عن رجل كان رضيع أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: بينا أبو الحسن (عليه السلام) جالس مع مؤدب له - يعني أبا زكريا - وأبو جعفر عندنا ببغداد وأبو الحسن يقرأ في لوح على مؤدبه (8) إذ بكى بكاء شديدا، فسأله (9) المؤدب: مم بكاؤك يا سيدي (10)؟ فلم يجبه، فقال له: إئذن لي

____________

(1) في " ع، م ": فأغرقت له.

(2) في " ع، م ": فيما.

(3) إثبات الوصية: 202، كشف الغمة 2: 385.

(4) في الكافي: الشهباني، وفي بعض نسخة: الميشائي، وفي البصائر وإثبات الوصية: الشيباني.

(5) (والله) ليس في " ع، م ".

(6) بصائر الدرجات: 487 / 3 و 5، الكافي 1: 312 / 5، إثبات الوصية: 194، نوادر المعجزات: 189 / 8.

(7) في البصائر: عن محمد بن عيسى، عن قارن، وفي إثبات الوصية: عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن قارون.

(8) في " ط ": أبا زكريا وهو يقرأ في لوح وأبوه ببغداد.

(9) في " ط ": فقال له.

(10) (يا سيدي) ليس في " ع، م ".

الصفحة 416 

بالدخول، فأذن له، فدخل (1) فارتفع الصياح (2) من داره بالبكاء، ثم خرج إلينا فسألوه عن السبب في بكائه، فقال: إن أبا جعفر أبي (عليه السلام) توفي الساعة.

قال: قلنا له: فما علمك؟

قال: دخلني من إجلال الله (عز وجل) شئ لم أكن أعرفه قبل ذلك، فعلمت أن أبي قد مضى.

قال: فعرفنا ذلك الوقت باليوم والشهر إلى أن ورد خبره، فإذا هو مات في ذلك الوقت بعينه (3).

380 / 13 - وحدثني أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن عيسى، المعروف بابن الخياط القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عبيد الله بن عياش، قال: حدثني أبو طالب عبيد الله بن أحمد الأنباري، قال: حدثني عبد الله بن عامر الطائي، قال: حدثنا جماعة ممن حضر العسكر بسر من رأى، قالوا: شهدنا هذا الحديث.

قال أبو طالب: هو ما حدثني به مقبل الديلمي قال: كان رجل بالكوفة له صاحب يقول بإمامة عبد الله بن جعفر بن محمد، فقال له صاحب له كان يميل إلى ناحيتنا ويقول بأمرنا: لا تقل بإمامة عبد الله، فإنه باطل، وقل بالحق.

قال: وما الحق حتى أتبعه؟

قال: إمامة (4) موسى بن جعفر (عليهما السلام) ومن بعده.

قال له الفطحي (5): ومن الإمام اليوم منهم؟

قال: علي بن محمد بن علي الرضا (عليهم السلام).

قال: فهل من دليل استدل به على ما قلت؟.

____________

(1) (فدخل) ليس في " ع، م ".

(2) في " م " نسخة بدل: النياح.

(3) بصائر الدرجات: 487 / 2، إثبات الوصية: 194، مدينة المعاجز: 543 / 26.

(4) في " ع، م ": الإمامة في.

(5) الفطحية: فرقة بائدة من الشيعة، قالوا إن الإمام بعد جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) هو ابنه عبد الله الأفطح، وسمي بالأفطح لأنه عريض الرأس، وقيل لأنه أفطح الرجلين. معجم الفرق الإسلامية: 186.

الصفحة 417 

قال: نعم، قال: وما هو؟

قال: اضمر في نفسك ما تشاء، والقه بسر من رأى فإنه يخبرك به. فقال: نعم.

فخرجا إلى العسكر وقصدا شارع أبي أحمد، فأخبرا أن أبا الحسن علي بن محمد مولانا ركب إلى (1) دار المتوكل، فجلسا ينتظران عودته، فقال الفطحي لصاحبه: إن كان صاحبك هذا إماما فإنه حين يرجع ويراني يعلم ما قصدته، فيخبرني به من غير أن أسأله (2). قال: فوقفا إلى أن عاد أبو الحسن (عليه السلام) من موكب المتوكل وبين يديه الشاكرية، ومن ورائه الركبة (3) يشيعونه إلى داره قال: فلما بلغ إلى الموضع الذي فيه الرجلان، التفت إلى الرجل الفطحي فتفل بشئ من فيه في صدر الفطحي، كأنه غرقئ (4) البيض، فالتصق في صدر الرجل كمثل دارة الدرهم، وفيه سطر مكتوب بخضرة: " ما كان عبد الله هناك، ولا كذلك (5) ".

فقرأه الناس، وقالوا له: ما هذا؟ فأخبرهم وصاحبه بقصتهما، فأخذ التراب من الأرض فوضعه على رأسه وقال: تبا لما كنت عليه قبل يومي هذا، والحمد لله على حسن هدايته. وقال بإمامته (6).

381 / 14 - وحدثني أبو عبد الله القمي، قال: حدثني ابن عياش، قال: حدثني أبو طالب عبيد الله بن أحمد، قال: حدثني مقبل الديلمي، قال: كنت جالسا على بابنا بسر من رأى، ومولانا أبو الحسن (عليه السلام) راكب لدار (7) المتوكل الخليفة، فجاء فتح القلانسي، وكانت له خدمة لأبي الحسن (عليه السلام) فجلس إلى جانبي وقال: إن لي

____________

(1) في " ع، م ": راكب في.

(2) في " ع، م ": أخبره.

(3) الشاكرية: جمع شاكري، المستخدم. والركبة: جمع راكب.

(4) الغرقئ: القشرة الرقيقة الملتزقة ببياض البيض " المعجم الوسيط - غرق - 2: 650 ".

(5) في " ط ": ولا هو بذلك.

(6) في " ط ": لله الذي هداني وقال بإمامة أبي الحسن (عليه السلام).

مدينة المعاجز: 543 / 27.

(7) في " ع، م ": في دار.

الصفحة 418 

على مولانا أربعمائة درهم، فلو أعطانيها لانتفعت بها.

قال: قلت له: ما كنت صانعا بها؟

قال: كنت أشتري منها بمائتي درهم خرقا تكون في يدي، أعمل منها قلانس، وأشتري بمائتي درهم تمرا فأنبذه نبيذا.

قال: فلما قال لي ذلك أعرضت عنه بوجهي، فلم أكلمه لما ذكر، وأمسكت، وأقبل أبو الحسن (عليه السلام) على أثر هذا الكلام، ولم يسمع هذا الكلام أحد ولا حضره، فلما أبصرت به قمت إجلالا له، فأقبل حتى نزل بدابته في دار الدواب، وهو مقطب الوجه، أعرف الغضب في وجهه، فحين نزل عن دابته دعاني (1)، فقال: يا مقبل، ادخل فأخرج أربعمائة درهم، وادفعها إلى فتح هذا الملعون، وقل له: هذا حقك فخذه واشتر منه خرقا بمائتي درهم، واتق الله فيما أردت أن تفعله بالمائتي درهم الباقية.

فأخرجت الأربعمائة درهم فدفعتها إليه وحدثته القصة فبكى، وقال: والله، لا شربت نبيذا ولا مسكرا أبدا، وصاحبك يعلم ما نعمل (2).

382 / 15 - وحدثني أبو عبد الله القمي، قال: حدثني ابن عياش (3)، قال:

حدثني أبو الحسين محمد بن إسماعيل بن أحمد الفهقلي (4) الكاتب بسر من رأى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، قال: حدثني أبي قال: كنت بسر من رأى أسير في درب الحصاء فرأيت يزداد النصراني تلميذ بختيشوع وهو منصرف من دار موسى بن بغا، فسايرني وأفضى بنا الحديث إلى أن قال لي: أترى هذا الجدار، تدري من صاحبه؟ قلت: ومن صاحبه؟

____________

(1) في " ط ": واشتري بمائتي درهم تمرا أعمله نبيذا فأعرضت بوجهي عنه ولم أكلمه لما ذكر وأمسكت وأقبل أبو الحسن على أثر هذا الكلام ولم يسمعه أحد فلما أبصرته قمت إجلالا له فنزل عن دابته وهو مقطب الوجه فذهب لدار الدواب فدعاني.

(2) في " ع، م ": ما تعلم.

نوادر المعجزات: 186 / 5، مدينة المعاجز: 543 / 28.

(3) في " ع، ط ": ابن عدس.

(4) في " ط ": التهلي، وفي " ع ": الفقهاء، وفي البحار: القهقلي.

الصفحة 419 

قال: هذا الفتى العلوي الحجازي. يعني علي بن محمد بن الرضا (عليه السلام) وكنا نسير في فناء داره، قلت ليزداد: نعم فما شأنه؟

قال: إن كان مخلوق يعلم الغيب فهو.

قلت: وكيف ذلك؟

قال: أخبرك عنه بأعجوبة لن تسمع بمثلها أبدا، ولا غيرك من الناس، ولكن لي الله عليك كفيل وراع أنك لا تحدث به عني أحدا، فإني رجل طبيب ولي معيشة أرعاها عند هذا السلطان. و (1) بلغني أن الخليفة استقدمه من الحجاز فرقا منه لئلا ينصرف إليه وجوه الناس، فيخرج هذا الأمر عنهم. يعني بني العباس.

قلت: لك علي ذلك، فحدثني به وليس عليك بأس، إنما أنت رجل نصراني، لا يتهمك أحد فيما تحدث به عن هؤلاء القوم، وقد ضمنت لك الكتمان.

قال: نعم، أعلمك أني (2) لقيته منذ أيام وهو على فرس أدهم، وعليه ثياب سود، وعمامة سوداء، وهو أسود اللون، فلما بصرت به وقفت (3) إعظاما له - لا وحق المسيح، ما خرجت من فمي إلى أحد من الناس - وقلت في نفسي: ثياب سود، ودابة سوداء، ورجل أسود، سواد في سواد في سواد، فلما بلغ إلي وأحد النظر قال: قلبك أسود مما ترى عيناك من سواد في سواد في سواد.

قال أبي (رحمه الله): قلت له: أجل فلا تحدث به أحدا، فما صنعت؟ وما قلت له؟

قال: سقط في يدي (4) فلم أجد جوابا.

____________

(1) في " ط ": السلطان قلت: لك ذلك قال.

(2) في " ط ": الأمر من بيته ثم سكت قلت فحدثني فإنما أنت نصراني لا يتهمك أحد إن حدثت في هذا الشأن وقد ضمنت لك الكتمان قال.

(3) في " ط ": اللون، فوقفت.

(4) أي ندمت وتحيرت.

 

 

الصفحة 420 

قلت له (1): أفما ابيض قلبك لما شاهدت؟

قال: الله أعلم.

قال أبي: فلما اعتل يزداد بعث إلي فحضرت عنده، فقال: إن قلبي قد ابيض بعد سواده، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله (2)، وأن علي بن محمد حجة الله على خلقه وناموسه الأعلم، ثم مات في مرضه ذلك، وحضرت الصلاة عليه (رحمه الله) (3).

383 / 16 - وقال أحمد بن علي: دعانا عيسى بن الحسن القمي أنا وأبا (4) علي، وكان أعرج (5)، فقال لنا: أدخلني ابن عمي أحمد بن إسحاق على أبي الحسن (عليه السلام)، فرأيته، وكلمه بكلام لم أفهمه، ثم قال له: جعلني الله فداك، هذا ابن عمي عيسى بن الحسن، وبه بياض في ذراعه وشئ قد تكتل كأمثال الجوز:

قال: فقال لي: تقدم يا عيسى. فتقدمت. فقال: أخرج ذراعك. فأخرجت ذراعي، فمسح عليها، وتكلم بكلام خفي طول فيه، ثم قال في آخره (6) ثلاث مرات: بسم الله الرحمن الرحيم.

ثم التفت إلى أحمد بن إسحاق، فقال له: يا أحمد بن إسحاق كان علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول: بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى الاسم الأعظم من بياض العين إلى سوادها.

ثم قال: يا عيسى، قلت: لبيك. قال: أدخل يدك في كمك ثم أخرجها.

فأدخلتها ثم أخرجتها، وليس في ذراعي (7) قليل ولا كثير (8).

____________

(1) في " ط ": سواد قلت له: فما أجبت قال: سقط في يدي ولم أحر جوابا قلت.

(2) في " ط ": محمدا عبده ورسوله.

(3) نوادر المعجزات: 187 / 6، فرج المهموم: 233، البحار 50: 161 / 50.

(4) في " ع، م ": القمي لي ولأبي.

(5) في " ع ": أهوج، وفي " م ": أجوح.

(6) (في آخره) ليس في " ع، م ".

(7) في " م ": يدي.

(8) نوادر المعجزات: 188 / 7، مدينة المعاجز: 544 / 30.

الصفحة 421 

والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى وآله وسلم تسليما، وبه ثقتي واعتمادي (1).

____________

(1) (بسم الله الرحمن الرحيم أقرب... واعتمادي) ليس في " ع ".