الباب في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم القيامة حامل لواء الحمد وولي الحوض وساقيه من طريق العامة

الصفحة 34   

وفيه أحد عشر حديثا

الأول: موفق بن أحمد من عظماء علماء العامة قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ عن أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا محمد بن إسحاق الصنعاني، حدثنا إسماعيل بن أبان، أخبرنا ناصح أبو عبد الله المحملي عن سماك بن حرب عن جابر عن سمرة قال: قيل: يا رسول الله من يحمل رأيتك يوم القيامة؟

قال: " من عسى أن يحملها إلا من حملها في الدنيا، وهو علي بن أبي طالب "(1).

الثاني: الموفق بن أحمد بإسناده هذا عن أحمد بن الحسين، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، حدثنا سنان بن حاتم، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا ملك بن دنيار قال: سألت سعيد بن جبير فقلت: يا أبا عبد الله، من كان حامل راية رسول الله؟

قال: نظر إلي وقال: كأنك رخي البال، قال: فغضبت وشكوته إلى إخوانه عن القراء، قالوا لي لأنك سألته، فهو خائف من الحجاج وقد لاذ بالبيت، فسله الآن فسألته فقال: كان حاملها علي، هكذا سمعته من ابن عباس(2).

الثالث: موفق بن أحمد بإسناده هذا عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا أبو عبد الله الصفار، حدثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن مسلم الداري بأصفهان، حدثنا يحيى بن ضريس، حدثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن النبي قال: " أنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة، وأنت معي،

____________

(1) المناقب: 358 / ح 369.

(2) المناقب: 358 / ح 370.

الصفحة 35   

ومعنا لواء الحمد وهو بيدك، تسير به أمامي وتسبق به الأولين والآخرين "(1).

الرابع: موفق بن أحمد، قال مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا عاصم بن الحسين ابن محمد، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله، أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدثنا محمد بن أحمد ابن الحسين، حدثنا خزيمة بن ماهان المروزي، حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة " فقال له العباس بن عبد المطلب عمه: فداك أبي وأمي من هؤلاء الأربعة؟

قال: " أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي حمزة أسد الله على ناقة العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مديحة الجنبين، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمن، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ألف ركن، على كل ركن ياقوتة حمراء تضئ للراكب مسيرة ثلاثة أيام، وبيده لواء الحمد وهو ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فتقول الخلائق: من هذا؟

أهو ملك مقرب أم نبي مرسل أم حامل عرش؟ فينادي مناد من بطنان العرش، ليس هذا بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب، وصي رسول الله وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم "(2).

الخامس: موفق بن أحمد قال: أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد إجازة، أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف إذنا، أخبرنا إبراهيم عمر البرمكي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك، حدثنا الحسن بن علي البصري، حدثنا أبو عبد الله الحسن بن راشد الطفاوي والصباح بن عبد الله أبو بشر جار بدل بن المحبر قالا: حدثنا قيس بن الربيع، حدثنا سعد بن الخفاف عن عطية بن محدوج ابن زيد الألهاني أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخى بين المسلمين ثم قال: " يا علي أنت أخي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، أما علمت يا علي أنا أول من يدعى به يوم القيامة، يدعى بي فأقوم عن يمين العرش في ظله فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيين بعضهم على أثر بعض، فيقومون سماطين عن يمين العرش ويكسون حللا خضراء من حلل الجنة، ألا وإني أخبرك يا علي أن أمتي أول الأمم يحاسبون يوم القيامة، ثم أنت أول من يدعى لقرابتك مني ومنزلتك عندي، ويرفع إليك

____________

(1) المناقب: 359 / ح 371.

(2) المناقب: 359 / ح 372.

الصفحة 36   

لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين، آدم وجميع خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامة وطوله مسيرة ألف سنة، سنانه ياقوتة حمراء، قصبته فضة بيضاء، زجه درة خضراء، له ثلاث ذوائب من نور: ذؤابة في المشرق وذؤابة في المغرب والثالثة وسط السماء الدنيا مكتوب عليه ثلاثة أسطر، الأول بسم الله الرحمن الرحيم، والثاني الحمد لله رب العالمين، والثالث لا إله إلا الله، محمد رسول الله، طول كل سطر ألف سنة، وعرضه مسيرة ألف سنة، وتسير بلوائي والحسن عن يمينك والحسين عن شمالك حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش، ثم تكسى حلة خضراء من الجنة ثم ينادي مناد من تحت العرش، نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي، أبشر يا علي فإنك تكسى إذا كسيت، وتدعى إذا دعيت، وتحبى إذا حبيت "(1).

السادس: موفق بن أحمد قال: أخبرني الشيخ الثقة العدل الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر بن الزاغوني، حدثنا أبو الحسين محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الباقرجي، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن العلي بن بندار، حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن عامر الطائي، حدثنا أبي أحمد ابن عامر بن سليمان، حدثنا أبو الحسن علي بن موسى الرضا، حدثنا أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي، حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي إني سألت ربي خمس خصال فأعطاني: أما أولها فسألت ربي أن تنشق الأرض عني وأنفض التراب عن رأسي وأنت معي فأعطاني، وأما الثانية فسألت ربي أن يوقفني عند كفة الميزان وأنت معي فأعطاني، وأما الثالثة فسألت ربي أن يجعلك حامل لوائي، وهو لواء الله الأكبر، الذي تحته المفلحون الفائزون بالجنة فأعطاني، وأما الرابعة فسألت ربي أن تسقي أمتي من حوضي فأعطاني، وأما الخامسة فسألت ربي أن يجعلك قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني، فالحمد لله الذي من علي بذلك "(2).

السابع: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " يا علي إنه ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة " فقام إليه رجل من الأنصار وقال: فداك أبي وأمي أنت ومن؟

قال (صلى الله عليه وآله): " أنا على دابة الله البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت، وعمي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي علي على ناقة من نوق الجنة وبيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله، محمد

____________

(1) المناقب: 140 / ح 159.

(2) المناقب: 293 / ح 280.

 

 

 

 

الصفحة 37   

رسول الله، فيقول الآدميون: ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش، فيجيبهم رجل من بطنان العرش، يا معاشر الآدميين، ليس هذا بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(1).

الثامن: موفق بن أحمد عن سلمان عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه عن أنس بن مالك قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا [ أبا برزة ](2) إن الله رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب فقال:

إنه راية الهدى ومنار الإيمان وإمام أوليائي ونور جميع من أطاعني يا [ أبا برزة ] علي بن أبي طالب أميني غدا يوم القيامة، وصاحب رايتي في القيامة، وهو يعينني على(3) مفاتيح خزائن رحمة ربي "(4).

التاسع: موفق بن أحمد قال: ذكر الإمام محمد بن أحمد بن شاذان، حدثني هارون بن موسى، عن جعفر بن علي الدقاق عن الحرث بن محمد، عن سعد بن كثير عن محمد بن الحسين المعروف بشلقان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " أول من يدخل الجنة من النبيين والصديقين علي بن أبي طالب " فقام إليه أبو دجانة فقال: ألم تخبرنا عن الله سبحانه وتعالى أنه أخبرك أن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت، وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك؟

قال (صلى الله عليه وآله): " بلى، ولكن أما علمت إن حامل لواء الحمد إمامهم، وهو علي بن أبي طالب، [ وهو ] حامل لواء الحمد يوم القيامة بين يدي يدخل به الجنة وأنا على أثره ".

فقام علي (عليه السلام) وقد أشرق وجهه سرورا وهو يقول: الحمد لله الذي شرفنا يا رسول الله(5).

العاشر: موفق أحمد بن أحمد قال: أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازة [ عن عبدوس ] عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمد ابن ظاهر الجعفري بأصبهان عن الحافظ أبي بكر محمد(6) بن موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني، حدثني عبد الله ابن محمد بن يزيد، حدثني محمد بن أبي يعلى، حدثني إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، حدثني زكريا بن يحيى أبو علي الخزاز البصري، حدثني مندل بن علي عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن

____________

(1) المناقب: 295 / ح 286.

(2) في المخطوط: بريدة.

(3) في الأصل: والأمين على.

(4) المناقب: 312 / ح 311.

(5) المناقب: 317 / ح 319.

(6) في المصدر: أحمد.

الصفحة 38   

ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيته فغدا عليه علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه -(1) بالغداة، وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد، فدخل فإذا النبي (صلى الله عليه وآله) في صحن البيت وإذا رأسه في حجر دحية ابن خليفة الكلبي فقال: السلام عليك، كيف أصبح رسول الله؟ فقال: بخير يا أخا رسول الله، فقال: جزاك الله عنا أهل البيت خيرا، قال له دحية: إني لأحبك، وإن لك عندي مدحة أزفها إليك، أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، أنت سيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين، ولواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزف أنت وشيعتك إلى الجنة مع محمد وحزبه إلى الجنان زفا زفا، قد أفلح من تولاك، وخسر من عاداك، فبحب محمد أحبوك، ومبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله)، ادن مني صفوة الله، فأخذ رأس النبي (صلى الله عليه وآله) فوضعه في حجره [ فذهب فوضع رسول الله رأسه ] فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " ما هذه الهمهمة "؟ فقال(2) علي بما جرى فقال: " يا علي لم يكن دحية، ولكن كان جبرائيل، سماك باسم سماك الله به، فهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين، ورهبتك في صدور الكافرين "(3).

الحادي عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني من علماء العامة قال: أنبأني الشيخان شمس الدين ابن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك كتابة المقدسيان رحمهما الله من محروسة دمشق بروايتهما عن أبي المجد زاهر بن الثقفي إجازة بروايته عن أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد المستملي النيشابوري إجازة قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي قال: أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال: أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ في معظم شيوخه، أنبأنا أبو القاسم بشر بن محمد بن محمد بن ياسين بن نضر بن سليمان بن سلمان بن ربيعة الباهلي القاضي ابن القضاة وكان خطته سلمان ربيعة وقت ورودهم مع عبد الله بن عامر بن كريز قال، أنبأنا الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة قال: أنبأنا أبو سعيد عمر بن عثمان بن راشد، أنبأنا عبد الله بن مسعود الشامي، أنبأنا ياسين بن محمد بن أيمن عن أبي صالح عن أبي حازم عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أعطاني ربي عز وجل خصالا في الدنيا وخصالا في الآخرة، أعطاني به في الدنيا أنه صاحب لوائي عند كل شدة وكريهة، وأعطاني به [ في الدنيا ] أنه غامضي وغاسلي ودافني، وأعطاني به في الدنيا أنه لن يرجع بعدي كافرا، وأعطاني به في الآخرة أنه صاحب لواء الحمد يقدمني به، وأعطاني به أنه متكئ في طول الحبس يوم القيامة، وأعطاني به

____________

(1) في المصدر المطبوع: عليه السلام.

(2) في المصدر: فأخبره.

(3) المناقب: 323 / ح 329.

الصفحة 39   

في الآخرة أنه عون لي على حمل مفاتيح الجنة ".

قال الحاكم: هذا حديث لم نكتبه إلا عن الحاكم أبي القسم من أصل كتابه، وذكر أن الإمام أبا بكر قال لأبيه: هل تعرفون ياسين غير جدكم؟

قالوا: لا فحدثهم بهذا الحديث، وهذا الباب وسيع الذيل من طريق العامة والخاصة متواتر من الفريقين في أن أمير المؤمنين (عليه السلام) حامل اللواء وساقي الحوض يوم القيامة، وهذا من المعلوم، وقد تقدم في الأبواب السابقة من ذلك(1).

____________

(1) فرائد السمطين: 10 / 228 ح 178.