الباب في أن الركبان يوم القيامة أربعة منهم علي (عليه السلام) من طريق الخاصة

الصفحة 30   

وفيه خمسة أحاديث

الأول: الشيخ في أماليه قال: حدثنا محمد بن محمد يعني المفيد قال: أخبرني أبو علي الحسن ابن علي بن الفضل الداودي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن بشر العسكري قال: حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهدي الأبلي قال:

حدثنا إسحاق بن سليمان الهاشمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا هارون الرشيد قال: حدثني أبي المهدي قال: حدثنا أمير المؤمنين المنصور أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن عبد الله بن عباس عن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " يا أيها الناس، نحن في القيامة ركبان أربعة ليس غيرنا " فقال له قائل: بأبي أنت وأمي يا رسول الله من الركبان؟

قال: " أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وابنتي فاطمة على ناقتي العضباء، وعلي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة، خطمها من اللؤلؤ الرطب، وعيناها من ياقوتتين حمراويين، وبطنها من زبرجد أخضر، عليها قبة من لؤلؤة بيضاء يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، وظاهرها من رحمة الله، وباطنها من عفو الله، إذا أقبلت زفت، وإذا أدبرت زفت، وهو أمامي، على رأسه تاج من نور يضئ لأهل الجمع، ذلك التاج له سبعون ركنا كل ركن يضئ كالكوكب الدري في أفق السماء وبيده لواء الحمد وهو ينادي في القيامة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله فلا يمر بملأ من الملائكة إلا قالوا: نبي مرسل ولا يمر بنبي إلا يقول ملك مقرب، فينادي مناد من بطنان العرش، يا أيها الناس ليس هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ويجئ شيعته من بعده فينادي مناد لشيعته: من أنتم؟

فيقولون: نحن العلويون فيأتيهم النداء، أيها العلويون، أنتم آمنون ادخلوا الجنة مع من كنتم توالون "(1).

____________

(1) أمالي الطوسي: 35 / مجلس 2 / ح 4.

الصفحة 31   

الثاني: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الله البطل عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يقول: " يا معشر الأنصار، يا معشر بني هاشم، يا معشر بني عبد المطلب، أنا محمد رسول الله ألا إني خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي أنا وعلي وحمزة وجعفر ".

فقال قائل: يا رسول الله هؤلاء معك ركبان يوم القيامة؟

فقال: " ثكلتك أمك إنه لن يركب يومئذ إلا أربعة أنا وعلي وفاطمة وصالح نبي الله، فأما أنا فعلى البراق، وأما فاطمة فعلى ناقتي العضباء، وأما صالح فعلى ناقة الله التي عقرت، وأما علي فعلى ناقة من نوق الجنة، زمامها من ياقوت، عليه حلتان خضراوان، فيقف بين الجنة والنار وقد ألجم الناس العرق يومئذ، فتهب ريح من قبل العرش فتنشف عنهم عرقهم، فيقول الملائكة المقربون والأنبياء والصديقون، ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل، فينادي مناد من قبل العرش، معشر الخلائق إن هذا ليس بملك مقرب ولا نبي مرسل ولكنه علي بن أبي طالب (عليه السلام) أخو رسول الله في الدنيا والآخرة "(1).

الثالث: ابن بابويه في كتاب النصوص على الأئمة الاثني عشر قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد الخدري قال: حدثني أبو الحسين محمد بن أبي عبد الله الكاتب قال: حدثني محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثني مندل بن علي عن أبي نعيم عن محمد بن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: " أنت الإمام، والحسن والحسين إمامان سيدا شباب أهل الجنة، وتسعة من صلب الحسين (عليه السلام) أئمة أبرار معصومون، ومنهم قائمنا أهل البيت، ثم قال:

يا علي ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ".

فقام إليه رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأمي يا رسول الله ومن هم؟

قال: " أنا على دابة البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت، وعمي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي علي على ناقة من نوق الجنة وبيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله، محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيقول الآدميون: ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش، فيجيبهم ملك من بطنان العرش: ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حامل عرش، هذا الصديق [ الأكبر ] علي بن

____________

(1) أمالي الصدوق: 275 / مجلس 37 / ح 7.

الصفحة 32   

أبي طالب "(1).

الرابع: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مهدي ستة عشر وأربعمائة في منزله ببغداد في درب الزعفراني قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الحافظ قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال:

حدثنا خزيمة بن هامان المروزي قال: حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة "

فقال له العباس بن عبد المطلب عمه: فداك أبي وأمي من هؤلاء الأربعة؟

قال (صلى الله عليه وآله): " أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة، مديحة الجنبين، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمن، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا، على كل ركن ياقوتة حمراء تضئ للراكب مسير ثلاثة أيام وبيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فيقول الخلائق: من هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش؟

فينادي مناد من بطن العرش: ليس بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم "(2).

الخامس: ابن بابويه في كتاب الخصال قال: حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل قال:

حدثنا أبو محمد عبد الله بن زيدان البلخي فيما قرأه عليه أبو العباس بن عقدة قال: حدثني علي بن المثنى قال: حدثني زيد بن حباب قال: حدثني عبد الله بن لهيعة قال: حدثني جعفر بن ربيعة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة " فقام إليه العباس بن عبد المطلب فقال: من هم يا رسول الله؟

فقال: " أما أنا فعلى البراق، ووجهها كوجه الإنسان، وخدها كخد الفرس، وعرفها من لؤلؤ مسموط، وأذناها زبرجدتان خضراوان، وعيناها مثل الكوكب الزهرة يتوقدان مثل النجمين المضيئين، لها شعاع مثل شعاع الشمس، ينحدر من نحرها الجمان، مطوية الحلق، طويلة اليدين والرجلين، لها نفس كنفس الآدميين، تسمع الكلام وتفهمه، وهي فوق الحمار ودون البغل ".

قال العباس: ومن يا رسول الله؟

____________

(1) عيون الأخبار: 1 / 53 / ح 189، وكفاية الأثر: 100 ما روي عن زيد بن أرقم.

(2) أمالي الطوسي: 258 / مجلس 10 / ح 4.

الصفحة 33   

قال (صلى الله عليه وآله): " وأخي صالح على ناقة الله عز وجل التي عقرها قومه.

قال العباس: ومن يا رسول الله؟

قال (صلى الله عليه وآله): وعمي حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء على ناقتي العضباء ".

قال العباس ومن يا رسول الله؟

قال (صلى الله عليه وآله): " وأخي علي على ناقة من نوق الجنة زمامها من لؤلؤ رطب، عليها محمل من ياقوت أحمر قضبانه من الدر الأبيض، على رأسه تاج من نور عليه حلتان خضراوان وبيده لواء الحمد وهو ينادي: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول الخلائق:

ما هذا إلا نبي مرسل أو ملك مقرب، فينادي مناد من بطنان العرش: ليس هذا بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ".

قال ابن بابويه عقيب هذا الحديث: هذا حديث غريب لما فيه من ذكر البراق ووصفه وذكر حمزة بن عبد المطلب(1).

____________

(1) الخصال: 203 / ح 19.