في العقبات على طريق المحشر

الصفحة 112 

قال الشيخ أبو جعفر - رحمه الله - في العقبات: اسم كل عقبة اسم فرض أو أمر أو نهي(1)(2).

قال الشيخ المفيد - رحمه الله -: العقبات عبارة عن الأعمال الواجبات(3) والمسألة عنها والمواقفة عليها، وليس المراد بها جبال في الأرض تقطع وإنما هي الأعمال شبهت(4) بالعقبات، وجعل الوصف لما يلحق الإنسان في تخلصه من تقصيره(5) في طاعة الله تعالى كالعقبة التي يجهد صعودها وقطعها(6).

قال الله تعالى: (فلا اقتحم العقبة وما أدريك ما العقبة فك رقبة)(7) الآية، فسمى سبحانه الأعمال التي كلفها العبد عقبات تشبيها لها بالعقبات والجبال لما يلحق الإنسان في أدائها من المشاق، كما يلحقه في صعود العقبات وقطعها.

____________

(1) الاعتقادات ص 71.

(2) بحار الأنوار 7: 128 - 129 / 11.

(3) في المطبوعة: الواجبة.

(4) (ح) (ش): شبهها.

(5) في المطبوعة: التقصير.

(6) بحار الأنوار 7: 129.

(7) البلد: 11 - 13.

الصفحة 113 

قال أمير المؤمنين - عليه السلام -: إن أمامكم عقبة كؤودا(1) ومنازل مهولة(2)، لا بد من الممر بها، والوقوف عليها، فإما برحمة من الله نجوتم، وإما بهلكة ليس بعدها انجبار(3)(4).

أراد - عليه السلام - بالعقبة: تخلص الإنسان من التبعات التي عليه، وليس كما ظنه الحشوية من أن في الآخرة جبالا وعقبات يحتاج الإنسان إلى قطعها ماشيا وراكبا(5)، وذلك لا معنى له فيما توجبه الحكمة من الجزاء، ولا وجه لخلق عقبات تسمى بالصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها من الفرائض، يسأم الإنسان أن يصعدها، فإن كان مقصرا في طاعة الله حال ذلك بينه وبين صعودها، إذ كان الغرض في القيامة المواقفة على الأعمال والجزاء عليها بالثواب والعقاب، وذلك غير مفتقر إلى تسمية(6) عقبات وخلق جبال، وتكليف قطع ذلك وتصعيبه(7) أو تسهيله مع أنه لم يرد خبر صحيح بذلك على التفصيل فيعتمد عليه وتخرج له الوجوه، وإذا لم يثبت بذلك خبر كان الأمر فيه ما ذكرناه(8).

____________

(1) صعبة شاقة المصعد.

(2) المهول: المخوف. ذو الهول.

(3) انجبر صلح بعد الكسر. ج.

(4) نهج البلاغة / الخطبة 202.

(5) بحار الأنوار 7: 129.

(6) (ح) (ش) (ق): نسبة.

(7) بحار الأنوار 7: 130.

(8) بحار الأنوار 7: 130.