معرفة ما ورد من الأخبار في وجوب الغيبة

الصفحة 529 

504 / 108 - أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر، عن الحسن بن علي الزبيري، عن عبد الله بن محمد بن خالد (1) الكوفي، عن منذر بن محمد بن قابوس، عن نصر بن السندي (2)، عن أبي داود، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة، عن الأصبغ بن نباتة، قال: أتيت أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) فوجدته مفكرا، ينكت في الأرض (3)، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما لي أراك مفكرا، تنكت في الأرض؟ أرغبة منك فيها؟

____________

(1) في النسخ: خلف، والصحيح ما أثبتناه. انظر رجال الكشي: 566 / 1070، التحرير الطاوسي: 284 / 426.

(2) في " ط ": نضر بن السندي، والظاهر صحة (منصور بن السندي) على ما في الكافي وغيبة النعماني، إذ يروي عنه منذر بن محمد بن قابوس، ويروي عن منذر عبد الله بن محمد بن خالد الكوفي. الكافي 1: 273 / 7، وانظر معجم رجال الحديث 18: 348.

(3) نكت الأرض بقضيب ونحوه: ضربها به فأثر فيها، يفعلون ذلك حال التفكر.

الصفحة 530 

فقال: لا والله، ما رغبت في الدنيا قط، ولكني فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر، هو المهدي، يملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما، تكون له حيرة وغيبة، يضل فيها قوم، ويهتدي بها آخرون.

فقلت: يا أمير المؤمنين، وكم تكون تلك الحيرة، وتلك الغيبة؟ قال (عليه السلام): وأني لك ذلك، وكيف لك العلم بهذا الأمر يا أصبغ! أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة.(1)

505 / 109 - وعنه، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام، قال: حدثنا محمد ابن عبد الله الحميري، قال: حدثنا هارون بن مسلم البصري، عن مسعدة بن صدقة الربعي، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم أجمعين) أنه قال في خطبة له بالكوفة:

" اللهم لا بد لأرضك من حجة لك على خلقك يهديهم إلى دينك ويعلمهم علمك، لئلا تبطل حجتك، ولا يضل أتباع أوليائك، بعد إذ هديتهم به، إما ظاهر ليس بالمطاع، أو مكتتم ليس له دفاع، يترقبه أولياؤك، وينكره أعداؤك، إن غاب شخصه عن الناس لم يغب علمه في أوليائك من علمائهم ".(2)

506 / 110 - حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله العلوي المحمدي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن زرارة بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: للقائم غيبتان، إحداهما أطول من الأخرى.(3)

507 / 111 - أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام، عن إبراهيم بن هاشم، عن علي بن حسان، عن داود الرقي، قال:

سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن صاحب هذا الأمر، فقال: هو الطريد، الشريد،

____________

(1) كمال الدين وتمام النعمة: 288 / 1، غيبة النعماني: 60 / 4، الاختصاص: 209، غيبة الطوسي: 164 / 127.

(2) كمال الدين وتمام النعمة: 302 / 11.

(3) الفصول العشرة في الغيبة: 18.

الصفحة 531 

الفريد، الوحيد، المنفرد عن أهله، المكنى بعمه، الموتور بأبيه.(1)

508 / 112 - وروي عن محمد بن عبد الحميد و عبد الصمد بن محمد جميعا، عن حنان بن سدير، عن علي بن الحزور، عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) يقول: صاحب هذا الأمر الشريد، الطريد، الوحيد (2).

509 / 113 - وروى الحسن بن محمد بن سماعة الصيرفي، قال: حدثنا الحسين ابن مثنى الحناط (3)، عن عبيد الله بن زرارة، (4)، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:

يفقد الناس إمامهم، يشهد الموسم يراهم ولا يرونه.(5)

510 / 114 - أخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله، قال: حدثنا أبو جعفر، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن سدير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن في القائم سنة من يوسف.

قلت: كأنك تذكر خبره (6) وغيبته.

قال: وما تنكر من ذلك، هذه الأمة أشباه الخنازير، إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء، تاجروا يوسف وبايعوه، وخاطبوه وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه، حتى قال لهم: أنا يوسف. فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يكون الله في الأوقات يريد أن يستر عنهم حجته.

لقد كان يوسف (عليه السلام) إليه ملك مصر، وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد أن يعلم مكانه لقدر على ذلك، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر، فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته

____________

(1) تقدمت تخريجاته في الحديث (88).

(2) كمال الدين وتمام النعمة: 303 / 13.

(3) في " ط ": العطار.

(4) عده البرقي في رجاله: 23 من أصحاب الصادق (عليه السلام)، وتقدم في الحديث (81) بعنوان عبيد بن زرارة.

(5) تقدمت تخريجاته في الحديث (81).

(6) في " ط " حياته.

الصفحة 532 

ما فعل بيوسف (عليه السلام)، أن يكون يمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه، حتى يأذن الله (عز وجل) له أن يعرفهم نفسه، كما أذن ليوسف (عليه السلام) حين قال لهم: أنا يوسف، فقالوا: أنت يوسف! (1)

511 / 115 - وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال: حدثنا يحيى بن زكريا، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن زيد الكناسي، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: صاحب هذا الأمر فيه سنة من يوسف، وسنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله).

وأما شبهه من يوسف، فإن إخوته يبايعونه ويخاطبونه وهم لا يعرفونه، وأما شبهه من موسى، فخائف، وأما شبهه من عيسى، فالسياحة، وأما شبهه من محمد، فالسيف.(2)

512 / 116 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر، عن عبد الله بن عامر، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عمرو بن مساور، عن مفضل الجعفي، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم والتنويه. ثم قال: أما والله، ليغيبن سنينا من دهركم، ولتمخضن (3)، حتى يقال: مات، وأي واد سلك، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الإيمان، وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة، لا يدرى أي من أي.

قال: فبكيت، ثم قلت: كيف نصنع؟

قال: فقال: يا أبا عبد الله، ثم نظر إلى الشمس داخلة في الصفة (4) فقال: يا أبا

____________

(1) كمال الدين وتمام النعمة: 144 / 11.

(2) تقدمت تخريجاته في الحديث (64).

(3) أي إن الله (تعالى) يتدبر عواقبكم بابتلائكم بأنواع الفتن، وفي غيبة النعماني، وليخملن، والظاهر صوابه.

(4) اسم يطلق على البيت الصيفي، وما له ثلاث حوائط، والموضع المظلل من المسجد.

الصفحة 533 

عبد الله، ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم.

قال: فقال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس.(1)

513 / 117 - وروى محمد بن عيسى والحسن بن طريف جميعا، عن حماد بن عيسى، عن معروف بن خربوذ (2)، عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) أنه قال: نحن بني (3) هاشم كنجوم السماء، كلما غاب نجم بدا نجم، حتى إذا أشرتم إليه بأيديكم، وأومأتم بحواجبكم، ومددتم إليه رقابكم جاء ملك الموت، فيغيب من بين أظهركم، فلبثتم سنين من دهركم لا تدرون أيا من أي، واستوت بنو عبد المطلب، وكانوا كأسنان المشط، فإذا أطلع الله لكم نوركم فاحمدوا الله واشكروه.(4)

514 / 188 - أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن أبي القاسم جعفر بن محمد العلوي، عن عبد الله بن أحمد بن نهيك - أبو العباس النخعي، الشيخ الصالح - عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن موسى، عن يعقوب بن شعيب، قال:

سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الناس ما يمدون أعناقهم إلى أحد من ولد عبد المطلب إلا هلك، حتى يستوي ولد عبد المطلب، لا يدرون أيا من أي، فيمكثون بذلك سنين من دهرهم، ثم يبعث لهم صاحب هذا الأمر.(5)

515 / 119 - وروى يعقوب بن يزيد، عن سليمان بن الحسن، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أخبرني عنكم.

قال: نحن بمنزلة هذه النجوم، إذا خفي (6) نجم بدا نجم منا، بأمن وإيمان،

____________

(1) إثبات الوصية: 224، كمال الدين وتمام النعمة: 347 / 35، غيبة النعماني: 152 / 10، غيبة الطوسي: 337 / 285.

(2) كذا، وفي سند الحديث سقط أو إرسال، لأن ابن خربوذ لا يروي عن أمير المؤمنين، بل يروي عن علي بن الحسين والباقر والصادق (عليهم السلام) وفي المصدر: معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الحديث.

(3) منصوب على الاختصاص.

(4) غيبة النعماني: 155 / 15 و 16 و 156 / 17 " نحوه ".

(5) رسالة في الغيبة للمفيد: 400 " نحوه ".

(6) في " ط ": أخفي.

الصفحة 534 

وسلام وإسلام، وفاتح ومفتاح، حتى إذا كان الذي تمدون إليه أعناقكم، وترمقونه بأبصاركم، جاء ملك الموت فذهب به، ويستوي بنو عبد المطلب، لا يدرى أي من أي، فعند ذلك يبدو لكم صاحبكم، فإذا ظهر لكم صاحبكم فاحمدوا الله عليه، وهو الذي يخير الصعبة والذلة.

قلت: جعلت فداك فأيهما يختار؟

قال: الصعبة على الذلة.(1)

516 / 120 - وروى أبو محمد الحسن بن عيسى، عن أبيه عيسى بن محمد ابن علي، عن أبيه محمد بن علي بن جعفر (2)، قال: قال: يا بني، إذا فقد الخامس من ولد السابع من الأئمة (عليه السلام)، فالله الله في أديانكم، فإنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة يغيبها، حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به.

يا بني، إنما هي محنة من الله (عز وجل) يمتحن بها خلقه، ولو علم آباؤكم أصح من هذا الدين لاتبعوه.

قال أبو الحسن: فقلت له: يا سيدي، من الخامس من ولد السابع؟

فقال: يا بني، عقولكم تصغر عن هذا، وأحلامكم تضيق عن حمله، ولكن إياكم أن تفشوا بذكره.(3)

517 / 121 - أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الحميري، قال: حدثنا إسحاق بن محمد ابن سميع المعروف بابن أبي بيان، عن عبيد بن خارجة، عن علي بن عثمان بن جرير، قال: حدثني أبو هاشم، عن فرات بن أحنف، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) وذكر

____________

(1) كمال الدين وتمام النعمة: 329 / 13.

(2) في المصادر بزيادة: عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام).

(3) إثبات الوصية: 224، كمال الدين وتمام النعمة: 359 / 1، كفاية الأثر: 264، غيبة الطوسي:

166 / 128، إعلام الورى: 433، إثبات الهداة 6: 416 / 164.

الصفحة 535 

القائم (عليه السلام) فقال: أما ليغيبن عنهم تمييزا لأهل الضلالة، حتى يقول الجاهل: مالله في آل محمد من حاجة.(1)

518 / 122 - وحدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي، قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن مالك، قال: حدثني إسحاق بن محمد، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن أبي بكير، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: للقائم غيبة قبل قيامه.

قلت: ولم ذاك؟

قال: يخاف على نفسه. يعني الذبح.(2)

519 / 123 - وأخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله، قال: حدثنا أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لصاحب هذا الأمر غيبتان، إحداهما أطول من الأخرى:

الأولى أربعين يوما، والأخرى ستة أشهر، ونحو ذلك.

520 / 124 - وأخبرني أبو الحسن محمد بن هارون، قال: حدثني أبي، قال:

حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد القاساني، عن زيد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم بن الحارث، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: لقائم آل محمد غيبتان، إحداهما أطول من الأخرى قال (عليه السلام): نعم.(3)

 

*  *  *

 

____________

(1) إثبات الوصية: 224، كمال الدين وتمام النعمة: 302 / 9، غيبة النعماني: 141، غيبة الطوسي:

340 / 290، إعلام الورى: 426.

(2) كمال الدين وتمام النعمة: 481 / 10، حلية الأبرار 2: 589.

(3) غيبة النعماني: 172 / 7.