معرفة وجوب القائم (عليه السلام) وأنه لا بد أن يكون

الصفحة 441 

413 / 17 - حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن المظفر الحافظ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الصوري، قال: حدثنا رواد (1)، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

المهدي من ولدي، وجهه كالكوكب الدري، واللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، يرضى بخلافته أهل السماء والطير في الجو، ويملك عشرين سنة.(2)

____________

(1) في النسخ: داود، وهو تحريف، وما في المتن هو الصحيح وهو: رواد بن الجراح الشامي، الراوي عن سفيان الثوري، روى عنه محمد بن إبراهيم الصوري هذا الحديث بهذا السند في لسان الميزان 5: 23 و 24، وانظر تهذيب الكمال 9: 227.

(2) نوادر المعجزات: 196 / 5، الفردوس 4: 221 / 6667، العمدة: 439 / 922، البيان في أخبار صاحب الزمان: 501 و 513، كشف الغمة 2: 481، ذخائر العقبى: 136، الفصول المهمة: 294، الحاوي للفتاوي 2:

66، الصواعق المحرقة: 164، حلية الأبرار 2: 583، نور الأبصار: 346.

الصفحة 442 

414 / 18 - وحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي الحفري (1) بالكوفة، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن حفص قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن راشد، قال: حدثنا يحيى بن سالم، عن فطر عن خليفة وصباح بن يحيى المزني ومندل بن علي، كلهم ذكره عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال:

كنا جلوسا عن النبي (صلى الله عليه وآله) ذات يوم، إذ أقبل (2) فتية من بني عبد المطلب، فلما نظر إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) اغرورقت عيناه (3)، فقلنا: يا رسول الله، لا نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه (4)؟

قال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتطريدا وتشريدا، حتى يجئ قوم من هاهنا - وأشار بيده إلى المشرق - أصحاب رايات سود، يسألون الحق فلا يعطونه - حتى أعادها ثلاثا - فيقاتلون فينصرون، ولا يزالون كذلك حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي، فيملأها قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا، فمن أدركه منكم فليأته ولو حبوا على الثلج.(5)

415 / 19 - وحدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقيقي (6)، قال: حدثنا أبو الطيب أحمد بن عبيد الله

____________

(1) في " ط ": الخفري.

(2) في " ط ": فأقبل.

(3) في " ط " زيادة: بالدموع.

(4) في " ط ": رسول الله أرأيت شيئا تكرهه؟

(5) سنن ابن ماجة 2: 1366 / 4082، مستدرك الحاكم 4: 464، البيان في أخبار صاحب الزمان: 491، كشف الغمة 2: 472 و 478، الحاوي للفتاوي 2: 60، حلية الأبرار 2: 704، غاية المرام: 700 / 98، يأتي مثله في الأحاديث (22 و 23 و 24).

(6) في ترجمته من تاريخ بغداد 11: 302، وسير أعلام النبلاء 15: 444 وغيرهما: الدقاق، وكلاهما نسبة إلى الدقيق وبيعه، انظر أنساب السمعاني 2: 485. وصفه الذهبي بالشيخ الإمام المحدث المكثر الصادق، مسند العراق... توفي سنة 344 هـ.

الصفحة 443 

الأنطاكي، قال: حدثني اليمان بن سعيد المحتسبي (1)، قال: حدثنا خالد بن يزيد القسري (2)، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الهاشمي، عن أبي جعفر أمير المؤمنين عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

كيف تهلك أمة أنا أولها، وعيسى بن مريم في آخرها، والمهدي من أهل بيتي في وسطها؟! (3)

416 / 20 - حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، قال: حدثنا عبد الجبار بن شيران (4) بالبصرة، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا الحكم بن أسلم وشعيب بن واقد، قالا: حدثنا جعفر بن سليمان، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

والذي نفسي بيده، إن مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى منا.

ثم ضرب (5) منكب الحسين (عليه السلام)، وقال: من هذا، من هذا.(6)

417 / 21 - وحدثني محمد بن عبد الله الشيباني، قال: حدثنا علي بن حفص

____________

(1) في " ع ": المحصبي.

(2) في النسخ والبيان: القشيري، وما في المتن هو الصواب، نسبة إلى قسر بطن من بجيلة، وهو الناصبي المعروف خالد بن عبد الله بن يزيد البجلي القسري: أمير العراقين البصرة والكوفة لهشام بن عبد الملك وكانت أمه نصرانية بنى لها كنيسة تتعبد فيها، قتل بالكوفة 126 هـ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال 8: 107، وفيات الأعيان 2: 226، سير أعلام النبلاء 5: 425.

(3) تفسير الطبري 3: 203 قطعة منه، نوادر المعجزات: 197 / 6، مناقب ابن المغازلي: 395 / 449، البيان في أخبار صاحب الزمان: 508، كشف الغمة 2: 484، فرائد السمطين 2: 339 / 593، كنز العمال 14:

269 / 38682.

(4) في " ع ": عبد الله بن الخيار بن سيراب، وفي " م ": عبد الله (الجبار نسخة بدل) بن سيراب، وفي " ط ":

عبد الجبار بن سيراب، وما في المتن من رجال النجاشي: 347، ذكره في الذين رووا عن محمد بن زكريا بن دينار الغلابي كتبه.

(5) في " ط " زيادة: يده على.

(6) غيبة الطوسي: 191 / 154، البيان في أخبار صاحب الزمان: 501، الفصول المهمة: 296، إثبات الهداة 7: 135 / 672 عن كتاب عيون المعجزات للسيد المرتضى و 7: 144 / 698 عن كتاب مناقب فاطمة (عليها السلام) وولدها.

الصفحة 444 

ابن مسافر الهذلي بتنيسق (1)، قال: حدثني أبو صالح، قال: حدثنا موسى بن محمد بن عطاء أبو طاهر البلقاوي ببيت المقدس، قال: حدثني الوليد بن محمد الموقري (2)، قال:

كنت واقفا بالرصافة - يعني رصافة هشام - نصف النهار على باب الزهري، فمر اللعانون (3) يطوفون برأس زيد بن علي (عليه السلام)، فبكى، وقال: أهلك (4) أهل هذا البيت (5) العجلة.

قلت: يا أبا بكر، ويملكون؟

قال: نعم حدثني علي بن الحسين، عن أبيه (عليهما السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة (صلوات الله عليها): المهدي من ولدك.(6)

418 / 22 - وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي، قال: حدثنا أبي (7)، قال: حدثنا سمرة بن حجر، عن حمزة بن النصيبي، عن زيد بن رفيع، عن أبي عبيدة (8)، عن عبد الله بن مسعود، قال:

____________

(1) في " ع، م ": ببلنيس، ولم نعثر على مدينة تسمى بهذين الاسمين، ولعل الصواب بتنيس، جزيرة في بحر مصر قريبة من البر ما بين الفرما ودمياط، معجم البلدان 2: 51.

(2) في " ع، م ": المرقزي، وفي " ط ": المروزي، كلاهما تصحيف، والصواب ما في المتن، ذكره السمعاني في الأنساب 5: 409، وابن حجر في تهذيب التهذيب 11: 148، وعد البلقاوي في الرواة عنه. والنسبة إلى الموقر موضع بنواحي البلقاء، مراصد الاطلاع 3: 1335.

(3) في مقاتل الطالبيين: فسمع - الزهري - أصوات لعابين. وفي تهذيب تاريخ ابن عساكر: فإذا رأس زيد يطاف به بيد لعابين.

(4) كذا في المقاتل وغيره، وصحفت في النسخ: يملك.

(5) في " ط " زيادة: ولكن.

(6) مقاتل الطالبيين: 97، كشف الغمة 2: 468، الحاوي للفتاوي 2: 66، تهذيب تاريخ ابن عساكر 6: 26.

(7) (قال: حدثنا أبي) ليس في " ع "، والصواب إثباتها، وهو إسحاق بن البهلول بن حسان التنوخي أبو يعقوب، من كبار العلماء، له مسند كبير، وحدث عنه ولده أحمد، وروى هو عن سمرة بن حجر أبو حجر الخراساني. راجع تاريخ بغداد 4: 30 و 6: 366 و 9: 328.

(8) هو ابن عبد الله بن مسعود، اسمه عامر، وقيل اسمه كنيته روى عن أبيه وقيل لم يسمع منه، وروى عنه زيد بن رفيع الفزاري، راجع تهذيب الكمال 14: 61، ميزان الاعتدال 2: 103.

الصفحة 445 

كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ مر فتية من بني هاشم، كأن (1) وجوههم المصابيح، فبكى النبي (صلى الله عليه وآله) فقلت: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال إنا أهل بيت قد اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنه سيصيب أهل بيتي قتل وتطريد وتشريد في البلاد، حتى يتيح (2) الله لنا راية تجئ من المشرق، من نصرها نصر (3)، ومن يشاقها يشاق، ثم يخرج عليهم رجل من أهل بيتي اسمه كاسمي، وخلقه كخلقي (4)، تؤوب إليه أمتي كما تؤوب الطير إلى أوكارها، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.(5)

419 / 23 - وحدثني أبو المفضل، قال: حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان الكوفي الغزال ببغداد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا يحيى بن سالم الفراء، عن صباح ابن يحيى وفطر بن خليفة، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة ابن قيس، عن عبد الله بن مسعود، قال: كنا حول رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ أقبلت فتية من بني هاشم، فلما نظر إليهم اغرورقت عيناه، فقلنا: يا رسول الله، لا نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه. فقال: إنا أهل بيت أختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وهؤلاء أهل بيتي (6) أختار الله لهم الآخرة، وسيلقون بعدي تطريدا وتشريدا وبلاء شديدا، حتى يجئ قوم من هاهنا - وأشار بيده إلى المشرق - أصحاب رايات سود، يسألون الحق فلا يعطونه - حتى أعادها ثلاثا - فيقاتلون حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، فمن أدرك ذلك منكم فليأته ولو حبوا.

قال أبو المفضل: ورواه عمرو بن قيس الملائي، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، عن عبيدة السلماني، عن عبد الله، وكلاهما عندي صحيح.(7)

____________

(1) في " ع، م " زيادة: في.

(2) في " ع، م ": يفتح.

(3) في " ط ": من يهزها يهز.

(4) في " ع ": خلقته كخلقي، وفي " م ": خلقته كخلقته.

(5) تقدمت تخريجاته في الحديث (18).

(6) في " ع ": الدنيا وأهل بيتي هؤلاء.

(7) تقدمت تخريجاته في الحديث (18).

الصفحة 446 

420 / 24 - حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي ومحمد بن جعفر بن رباح (1) الأشجعي، قالا، حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي: قالا: أخبرنا حنان بن سدير، قال: كنت أختلف إلى عمرو بن قيس الملائي أتعلم منه القرآن، وكان الناس يجيئونه ويسألونه عن هذا الحديث، حتى حفظته منه.

فحدثني عمرو بن قيس الملائي، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، عن أبي (2) عبيدة، عن عبد الله، قال: أتينا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فخرج إلينا مستبشرا يعرف السرور في وجهه، فما سألناه عن شئ إلا أخبرنا، ولا سكتنا إلا ابتدأنا، حتى مرت به فتية من بني هاشم، فيهم الحسن والحسين، فلما أن رآهم خثر (3) لهم، وانهملت عيناه بالدموع. فقالوا له: يا رسول الله، خرجت إلينا مستبشرا، نعرف السرور في وجهك، فما سألناك عن شئ إلا أخبرتنا ولا سكتنا إلا ابتدأتنا، حتى مرت بك الفتية، فخثرت لهم، وانهملت عيناك.

فقال (صلى الله عليه وآله): إنا أهل بيت اختار الله (عز وجل) لنا الآخرة على الدنيا، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريدا في البلاد، حتى ترتفع رايات سود من المشرق، فيسألون الحق فلا يعطون، ويقاتلون فينصرون، فيعطون الذي سألوا، فمن أدركهم منكم - أو من أبنائكم - فليأتهم ولو حبوا على الثلج، فإنها رايات هدى، يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما.(4)

421 / 25 - وحدثنا أبو المفضل، قال: حدثنا محمد بن الحسن الكوفي، عن محمد بن عبد الله الفارسي، عن يحيى بن ميمون الخراساني، عن عبد الله بن سنان،

____________

(1) في " ع ": رزباح، وفي " م ": زرباح.

(2) في " ع، م ": عن إبراهيم بن، وهو خطأ.

(3) في حديث " أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو خاثر النفس " قال الجرزي: أي ثقيل النفس غير طيب ولا نشيط. " النهاية 2: 11 ".

(4) تقدمت تخريجاته في الحديث (18).

الصفحة 447 

عن أخيه محمد بن سنان الزاهري، عن سيدنا الصادق (1) جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه، عن جده الحسين، وعن عمه الحسن، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: قال لي:

يا علي، إذا تم من (2) ولدك أحد عشر إماما، فالحادي عشر منهم المهدي من أهل بيتي.(3)

422 / 26 - وبهذا الاسناد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: إذا توالت ثلاثة أسماء من الأئمة من ولدي: محمد وعلي والحسن، فرابعها هو القائم المأمول المنتظر.(4)

423 / 27 - وحدثني أبو المفضل، قال: حدثني أبو الطيب الصابوني، عن جعفر القصيري (5)، عن علي بن هارون، عن عبد الله بن خلف الحلبي، عن أبي حمزة الثمالي، عن محمد الباقر، عن أبيه علي، عن الحسين بن علي (عليهم السلام)، قال:

دخلت أنا وأخي الحسن على جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأجلسني على فخذه، وأجلس أخي على فخذه الآخر، ثم قبلنا وقال:

يا ابني، أنعم بكما من إمامين زكيين صالحين! اختاركما الله (عز وجل) مني ومن أبيكما وأمكما، واختار من صلبك يا حسين تسعة، تاسعهم قائمهم، وكلهم في المنزلة والفضل عند الله واحد.(6)

424 / 28 - وعنه، قال: حدثني علي بن الحسن المنقري (7) الكوفي، قال:

____________

(1) في " ط ": أبي عبد الله.

في " ع، م " زيادة: عدد.

(3) نحو في كمال الدين وتمام النعمة: 139 / 7، والعدد القوية: 70 / 107.

(4) كمال الدين وتمام النعمة: 333 / 2 و: 334 / 3، الهداية الكبرى: 374.

(5) في " ع ": القصيري.

(6) الهداية الكبرى: 374، كمال الدين وتمام النعمة: 269 / 12.

(7) في الهداية: المقرئ.

الصفحة 448 

حدثني أحمد بن زيد الدهان، عن مكحول (1) بن إبراهيم، عن رستم (2) بن عبد الله بن خالد المخزومي، عن سليمان الأعمش، عن محمد بن خلف الطاطري، عن زاذان، عن سلمان (رضي الله عنه)، قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله (تبارك وتعالى) لم يبعث نبيا ولا رسولا إلا جعل له اثني عشر نقيبا.

فقلت: يا رسول الله، لقد عرفت هذا من أهل الكتابين (3).

فقال: يا سلمان: هل علمت من نقبائي ومن الاثني عشر الذين اختارهم الله للأمة من بعدي؟

فقلت: الله ورسوله أعلم.

فقال: يا سلمان، خلقني الله من صفوة نوره، ودعاني فأطعته، وخلق من نوري عليا، ودعاه فأطاعه، وخلق من نور علي فاطمة، ودعاها فأطاعته، وخلق مني ومن علي وفاطمة: الحسن، ودعاه فأطاعه، وخلق مني ومن علي وفاطمة: الحسين، فدعاه فأطاعه.

ثم سمانا (4) بخمسة أسماء من أسمائه، فالله المحمود وأنا محمد، والله العلي وهذا علي، والله الفاطر وهذه فاطمة، والله ذو (5) الاحسان وهذا الحسن، والله المحسن وهذا الحسين.

ثم خلق منا ومن نور الحسين، تسعة أئمة، فدعاهم فأطاعوه، قبل أن يخلق (6) سماء مبنية، وأرضا (7) مدحية، ولا ملكا ولا بشرا، وكنا نورا نسبح الله، ونسمع له ونطيع.

قال سلمان: فقلت يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، فما لمن عرف هؤلاء؟

فقال: يا سلمان، من عرفهم حق معرفتهم، واقتدى بهم، ووالى وليهم، وتبرأ

____________

(1) في الهداية: مخول، راجع الجرح والتعديل 8: 399.

(2) في " ع، م ": رشدم، وفي الهداية: رشده.

(3) في " ع ": الكنايس.

(4) في " ع، م ": اسمانا.

(5) في " ع، م ": ولله.

(6) في " ع، م ": خلق الله.

(7) في " ع، م ": ولا أرض.

الصفحة 449 

من (1) عدوهم، فهو والله منا، يرد حيث نرد، ويسكن حيث نسكن.

فقلت: يا رسول الله، وهل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم وأنسابهم؟

فقال: لا يا سلمان.

فقلت: يا رسول الله، فأنى لي بهم وقد عرفت إلى الحسين؟

قال: ثم سيد العابدين علي بن الحسين، ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين، ثم ابنه (2) جعفر بن محمد لسان الله الصادق، ثم ابنه موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله (عز وجل)، ثم ابنه علي بن موسى الرضي لأمر الله، ثم ابنه محمد بن علي المختار من خلق (3) الله، ثم ابنه علي محمد الهادي إلى الله، ثم ابنه الحسن بن علي الصامت الأمين لسر الله، ثم ابنه محمد بن الحسن الهادي المهدي الناطق القائم بحق (4) الله.

ثم قال: يا سلمان، إنك مدركه، ومن كان مثلك، ومن تولاه بحقيقة المعرفة.

قال سلمان: فشكرت الله كثيرا ثم قلت: يا رسول الله وإني مؤجل إلى عهده؟.

قال: يا سلمان إقرأ * (فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) * (5).

قال سلمان: فاشتد بكائي وشوقي، ثم قلت: يا رسول الله، أبعهد منك؟

فقال: إي والله، الذي أرسل محمدا (6) بالحق، مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة، وكل من هو منا ومعنا (7)، ومضام فينا، إي والله يا سلمان، وليحضرن

____________

(1) في " ط ": وعادى.

(2) (ابنه) ليس في " ع، م ": وكذا في الموارد الآتية.

(3) في " ط ": المختار لأمر.

(4) في " ط ": بأمر.

(5) الاسراء 17: 5 و 6.

(6) في " ط ": أرسلني.

(7) (ومعنا) ليس في " ع، م ".

الصفحة 450 

إبليس وجنوده، وكل من محض الإيمان محضا ومحض الكفر محضا، حتى يؤخذ بالقصاص والأوتار (1)، ولا يظلم ربك أحدا، ويحقق (2) تأويل هذه الآية: * (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) * (3).

قال سلمان: فقمت من بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما يبالي سلمان متى لقي الموت، أو الموت لقيه (4).

425 / 29 - وحدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن خيران الأنباري، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد العقيقي، عن أبيه، عن أبي هاشم داود بن الجعفري، قال: حدثني معتب مولى جعفر بن محمد، قال: سمعت مولاي (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

إن نبيا من أنبياء الله (عز وجل) طرده قومه، فأوى إلى الديلم، فآووه ونصروه، وسألوه أن يدعو الله لهم، فدعا لهم أن يكثر الله عددهم، ويعلي أيديهم على عدوهم، ويمنع أرضهم وبلدهم، ويجعل فيهم ومنهم أنصارا للقائم المهدي من آل محمد (صلى الله عليه وآله).

426 / 30 - وحدثني أبو الحسن الأنباري، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن الجصاص، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن يحيى التميمي، قال: حدثني الحسن بن علي الزبيري العلوي، قال: حدثني محمد بن علي الأعلم المصري، قال:

حدثني إبراهيم بن يحيى الجواني، قال: حدثني المفضل بن عمر، قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): يا مفضل، كيف يقرأ أهل العراق هذه الآية؟

قلت: يا سيدي، وأي آية؟

____________

(1) في " ع، م " زيادة: والأثوار.

(2) في " ط ": وذلك.

(3) القصص 28: 5 و 6.

(4) في " ط ": بين يديه وما أبالي لقيت الموت أو لقيني.

الهداية الكبرى: 375، مقتضب الأثر: 6، المحتضر: 152، حلية الأبرار 2: 644.

الصفحة 451 

فقال: قول الله (تعالى): * (ويستعجل بها الذين آمنوا بها والذين لا يؤمنون مشفقون منها) *.

فقلت: يا سيدي، ليس كذا نقرأ.

فقال: كيف تقرأ؟

فقلت: * (يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق) * (1).

فقال لي: ويحك! أتدري ما هي؟

فقلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم.

فقال: والله، ما هي إلا قيام القائم، وكيف يستعجل به من لا يؤمن به؟! والله ما يستعجل به إلا المؤمنون، ولكنهم حرفوها حسدا لكم فاعلم ذلك يا مفضل (2).

427 / 31 - أخبرني علي بن هبة الله، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى القمي، قال: حدثنا علي بن أحمد بن موسى بن محمد الدقاق ومحمد ابن محمد بن عصام، قالا: حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا القاسم بن العلاء، قال:

حدثني إسماعيل الفزاري، قال: حدثني محمد بن جمهور العمي، عن ابن أبي نجران، عمن ذكره، عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): يا بن رسول الله، لم سمي علي (3) أمير المؤمنين، وهو اسم ما تسمى (4) به أحد قبله، ولا يحل لأحد بعده؟

فقال: لأنه ميرة العلم، يمتار منه، ولا يمتار من أحد سواه.

قال: فقلت: يا بن رسول الله، فلم سمي سيفه ذا الفقار.

فقال (عليه السلام): لأنه ما ضرب به أحدا من خلق الله (عز وجل) إلا أفقره في هذه الدنيا من أهله وولده، وأفقره في الآخرة من الجنة.

____________

(1) الشورى 42: 18.

(2) نوادر المعجزات: 197 / 7، إثبات الهداة 7: 144 / 700، المحجة للبحراني: 191.

(3) (علي) ليس في " ع، م ".

(4) في " ط ": لم يسم.

الصفحة 452 

قال: فقلت: يا بن رسول الله، ألستم كلكم قائمين بالحق؟

قال: بلى.

قلت: فلم سمي القائم قائما؟

قال: لما قتل جدي الحسين (عليه السلام) ضجت الملائكة إلى الله (عز وجل) بالبكاء والنحيب، وقالوا: إلهنا، وسيدنا، أتغفل (1) عمن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك؟ فأوحى الله (عز وجل) إليهم: قروا ملائكتي، فوعزتي وجلالي، لانتقمن منهم ولو بعد حين. ثم كشف الله (عز وجل) (2) عن الأئمة من ولد الحسين (عليهم السلام) للملائكة، فسرت الملائكة بذلك، فإذا أحدهم قائم (3) يصلي، فقال الله (تعالى) بذلك القائم أنتقم منهم.(4)

428 / 32 - وأخبرني أبو طاهر عبد الله بن أحمد الخازن، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن مسلم بن البراء الجعابي، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي القمي، عن أبيه، قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين، قال: حدثني أخي الحسن، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله):

لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم الحق، وذلك حين يأذن الله (عز وجل) له، فمن تبعه نجا، ومن تخلف عنه هلك، الله، الله، عباد الله، فأتوه ولو حبوا على الثلج، فإنه خليفة الله (عز وجل) وخليفتي (5).

____________

(1) في " ط ": إلهنا اتصفح.

(2) في " ط ": كشف لهم.

(3) في " ط ": ورأوا أحدهم قائما.

(4) علل الشرائع: 160 / 1، حلية الأبرار 2: 676.

(5) كفاية الأثر: 106، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 59 / 230، إثبات الهداة 7: 144 / 701.

الصفحة 453 

429 / 33 - وبإسناده، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمر أمتي رجل من ولد الحسين، يملأ الأرض (1) عدلا كما ملئت ظلما.(2)

430 / 34 - وأخبرني أبو الحسن علي، قال: حدثنا أبو جعفر، قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثني العباس بن عامر، عن وهب بن جميع مولى إسحاق بن عمار، قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن إبليس، قوله: * (رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم) * (3) أي يوم هو؟.

قال: يا وهب، أتحسب أنه يوم يبعث الله (تعالى) الناس؟ لا، ولكن الله (عز وجل) أنظره إلى يوم يبعث الله (عز وجل) قائمنا، فإذا بعث الله (عز وجل) قائمنا، فيأخذ بناصيته، ويضرب عنقه، فذلك يوم الوقت المعلوم.(4)

431 / 35 - حدثنا أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:

يكون منا تسعة بعد الحسين بن علي، تاسعهم قائمهم، وهو أفضلهم.(5)

432 / 36 - أخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله، قال: حدثنا أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسى القمي، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن

____________

(1) في " ط ": الدنيا.

(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 66 / 293، ينابيع المودة: 445.

(3) الحجر 15: 36 - 38.

(4) تفسير العياشي 2: 242 / 14، حلية الأبرار 2: 681.

(5) إثبات الوصية: 227، ونحوه في الكافي 1: 448 / 15، وكمال الدين وتمام النعمة: 350 / 45، والخصال: 419 / 12، وغيبة النعماني: 94، والارشاد: 348، وغيبة الطوسي: 140 / 104.

الصفحة 454 

يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

إن الله (عز وجل) اختار من الأيام يوم الجمعة، ومن الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر، فجعلها خيرا من ألف شهر.

واختار من الناس الأنبياء، واختار من الأنبياء الرسل، واختارني من الرسل، فاختار مني عليا، واختار من علي الحسن والحسين، واختار من الحسين أئمة (1) ينفون عن التنزيل تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، تاسعهم باطنهم، وهو ظاهرهم، وهو قائمهم.(2)

433 / 37 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحميري، قال: حدثنا أحمد بن ميثم، قال: حدثنا سليمان بن صالح، قال: حدثنا أبو الهيثم القصاب، عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:

إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها، واستغنى العباد عن ضوء الشمس، وصار الليل والنهار واحدا، وذهبت الظلمة، وعاش الرجل في زمانه ألف سنة، يولد له في كل سنة غلام، لا يولد له جارية، يكسوه الثوب فيطول عليه كلما طال، ويتلون عليه أي لون شاء (3).

434 / 38 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر بن محمد الحميري، عن محمد بن فضيل، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: إذا قام القائم، يأمر الله الملائكة بالسلام على المؤمنين، والجلوس معهم في مجالسهم، فإذا أراد واحد حاجة أرسل القائم من بعض

____________

(1) في " ع ": الأوصياء، (أئمة) ليس في " م ".

(2) إثبات الوصية: 227، كمال الدين وتمام النعمة: 281 / 32، غيبة النعماني: 67 / 7، مقتضب الأثر: 9 بطريقين.

(3) الارشاد: 363 " نحوه "، إثبات الهداة 7: 145 / 702، حلية الأبرار 2: 634، يأتي مثله الحديث (87).

الصفحة 455 

الملائكة أن يحمله، فيحمله الملك حتى يأتي القائم، فيقضي حاجته، ثم يرده.

ومن (1) المؤمنين من يسير في السحاب، ومنهم من يطير مع الملائكة، ومنهم من يمشي مع الملائكة مشيا، ومنهم من يسبق الملائكة، ومنهم من تتحاكم الملائكة إليه، والمؤمنون أكرم على الله من الملائكة، ومنهم من يصيره القائم قاضيا بين مائة ألف من الملائكة.(2)

435 / 39 - وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، قال: حدثنا محمد ابن حمران المدائني (3)، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن بشير، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته، متى يقوم قائمكم؟

قال: يا أبا الجارود، لا تدركون.

فقلت: أهل زمانه.

فقال: ولن تدرك أهل زمانه، يقوم قائما بالحق بعد إياس من الشيعة، يدعو الناس ثلاثا فلا يجيبه أحد، فإذا كان اليوم الرابع تعلق بأستار الكعبة، فقال: يا رب، انصرني، ودعوته لا تسقط، فيقول (تبارك وتعالى) للملائكة الذين نصروا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدر، ولم يحطوا سروجهم، ولم يضعوا أسلحتهم فيبايعونه، ثم يبايعه من الناس ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، يسير إلى المدينة، فيسير الناس حتى يرضى الله (عز وجل)، فيقتل ألفا وخمسمائة قرشيا ليس فيهم إلا فرخ زنية.

ثم يدخل المسجد فينقض الحائط حتى يضعه إلى الأرض، ثم يخرج الأزرق وزريق غضين طريين، يكلمهما فيجيبانه، فيرتاب عند ذلك المبطلون، فيقولون: يكلم الموتى؟! فيقتل منهم خمسمائة مرتاب في جوف المسجد، ثم يحرقهما بالحطب الذي جمعاه ليحرقا به عليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، وذلك الحطب عندنا نتوارثه، ويهدم قصر المدينة.

ويسير إلى الكوفة، فيخرج منها ستة عشر ألفا من البترية، شاكين في السلاح،

____________

(1) في " ع، م ": وفي.

(2) إثبات الهداية 7: 145 / 703.

(3) كذا في النسخ، ولعله حمدان بالدال المهملة، راجع معجم رجال الحديث 16: 39.

 

 

الصفحة 456 

قراء القرآن، فقهاء في الدين، قد قرحوا جباههم، وشمروا ثيابهم، وعمهم النفاق، وكلهم يقولون: يا بن فاطمة، ارجع لا حاجة لنا فيك. فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء، فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجل، ولا يصاب من أصحابه أحد، دماؤهم قربان إلى الله. ثم يدخل الكوفة فيقتل مقاتليها حتى يرضى الله (عز وجل).

قال: فلم أعقل المعنى، فمكثت قليلا، ثم قلت وما يدريه؟ - جعلت فداك - متى يرضى الله (عز وجل).

قال: يا أبا الجارود، إن الله أوحى إلى أم موسى، وهو خير من أم موسى، وأوحى الله إلى النحل، وهو خير من النحل. فعقلت المذهب، فقال لي: أعقلت المذهب؟ قلت:

نعم.

فقال: إن القائم (عليه السلام) ليملك ثلاثمائة وتسع سنين، كما لبث أصحاب الكهف في كهفهم، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، ويفتح الله عليه شرق الأرض وغربها، يقتل الناس حتى لا يرى إلا دين محمد (صلى الله عليه وآله)، يسير بسيرة سليمان بن داود (عليهما السلام)، يدعو الشمس والقمر فيجيبانه، وتطوى له الأرض، فيوحي الله إليه، فيعمل بأمر الله.(1)

436 / 40 - وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الحميري، قال:

حدثنا القاسم بن إسماعيل، عن الحسن بن علي، عن أبي المغرا، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: ويل لطغاة العرب من أمر قد اقترب.

قلت: جعلت فداك، كم مع القائم (عليه السلام) من العرب؟

قال: نفر يسير.

فقلت: والله، إن يصف هذا الأمر منهم لكثير!

قال: لا بد للناس من أن يمحصوا، ويميزوا، ويغربلوا، ويستخرج الغربال خلقا

____________

(1) غيبة الطوسي: 474 / 496 " قطعة منه "، تاج المواليد: 153، حلية الأبرار 2: 599.

الصفحة 457 

كثيرا (1).

437 / 41 - وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الحميري، قال:

حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن القاسم، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب (2)، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):

كأني بالقائم (عليه السلام) على ظهر النجف، لبس درع رسول الله (صلى الله عليه وآله) تتقلص عليه، ثم ينتفض بها، فتستدير عليه، ثم يتغشى بثوب إستبرق، ثم يركب فرسا له أبلق، بين عينيه شمراخ (3)، ينتفض به حتى لا يبقى أهل له إلا أتاهم بين ذلك الشمراخ، حتى تكون آية له.

ثم ينشر راية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهي المغلبة، عودها من عهد غرس الله، وسيرها من نصر الله، لا يهوي بها إلى شئ إلا أهلكته.

قال: قلت: مخبئة هي أم يؤتى بها؟

قال: بل يأتي بها جبرئيل (عليه السلام)، وإذا نشرها أضاء لها ما بين المشرق والمغرب، ووضع الله يده على رؤوس العباد، فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد، وأعطي قوة أربعين رجلا، فلا يبقى ميت يومئذ إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره، حيث (4) يتزاورون في قبورهم، ويتباشرون بخروج القائم، فيهبط مع الراية إليه ثلاثة عشر ألف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا.

قال: قلت: كل هؤلاء ملائكة؟

قال: نعم، كلهم ينتظرون قيام القائم، الذين كانوا مع نوح في السفينة، والذين

____________

(1) في " ط ": من الغربال خلق كثير.

الكافي 1: 302 / 2، غيبة النعماني: 204 / 6 " نحوه " و 204 / 7، العدد القوية: 74 / 123.

(2) كذا في كامل الزيارات وغيبة النعماني، وهو الصواب، وفي النسخ: عبد الله بن عمرو (عمر ظ) بن أبان ابن تغلب الكلبي، راجع معجم رجال الحديث 1: 151 و 10: 281 و 13: 10.

(3) الشمراخ: غرة الفرس إذا دقت وسالت وجللت الخيشوم.

(4) في " ط ": حتى.

الصفحة 458 

كانوا مع إبراهيم حين القي في النار، والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر، والذين كانوا مع عيسى حيث رفعه الله إليه، وألف مع النبي مسومين، وألف مردفين، وثلاثمائة وثلاثة عشر كانوا مع النبي (صلى الله عليه وآله) يوم بدر، وأربعة آلاف هبطوا إلى الأرض ليقاتلوا مع الحسين (عليه السلام) فلم يؤذن لهم، فرجعوا في الاستيمار، فهبطوا وقد قتل الحسين (عليه السلام)، فهم شعث غبر عند قبره، يبكونه إلى يوم القيامة، وما بين قبر الحسين (عليه السلام) إلى السماء مختلف الملائكة.(1)

438 / 42 - وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الحميري، قال:

حدثني أحمد بن جعفر، قال: حدثني علي بن محمد، يرفعه إلى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في صفة القائم (عليه السلام):

كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسجد السهلة (2)، على فرس محجل، له شمراخ، يزهو، ويدعو، ويقول في دعائه:

لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا، لا إله إلا الله تعبدا ورقا.

اللهم يا معين كل مؤمن وحيد، ومذل كل جبار عنيد، أنت كهفي حين تعييني المذاهب، وتضيق علي الأرض بما رحبت.

اللهم خلقتني وكنت عن خلقي غنيا، ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين.

يا منشر الرحمة من مواضعها، ومخرج البركات من معادنها، ويا من خص نفسه بشموخ الرفعة، فأولياؤه بعزه يتعززون، يا من وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقها، فهم من سطوته خائفون. أسألك باسمك الذي قصر عنه خلقك، فكل لك مذعنون، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تنجز لي أمري، وتعجل لي الفرج، وتكفيني، وتعافيني، وتقضي حوائجي، الساعة الساعة، الليلة الليلة، إنك على كل شئ قدير.(3)

____________

(1) نحوه في كامل الزيارات: 119 / 5 و: 192 / 9، وكمال الدين وتمام النعمة: 671 / 22، وغيبة النعماني:

309 / 4 و: 310 / 5، وقطعة منه في العدد القوية: 74 / 124.

(2) من مساجد الكوفة.

(3) العدد القوية: 75 / 125.

الصفحة 459 

439 / 43 - وحدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي، قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا حبيب بن الحسين، قال: حدثنا أبو هاشم عبيد بن خارجة، عن علي بن عثمان، عن فرات بن الأحنف، قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) ونحن نريد زيارة أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، فلما صرنا إلى الثوية نزل فصلى ركعتين، فقلت: يا سيدي، ما هذه الصلاة؟

قال: هذا موضع منبر القائم، أحببت أن أشكر الله في هذا الموضع. ثم مضى ومضيت معه حتى انتهى إلى القائم الذي على الطريق، فنزل فصلى ركعتين، فقلت:

ما هذه الصلاة؟

قال: ها هنا نزل القوم الذين كان معهم رأس الحسين (عليه السلام) في صندوق، فبعث الله (عز وجل) طيرا فاحتمل الصندوق بما فيه، فمر بهم جمال، فأخذوا رأسه، وجعلوه في الصندوق وحملوه، فنزلت وصليت ها هنا شكرا لله. ثم مضى ومضيت معه حتى انتهى إلى موضع، فنزل وصلى ركعتين، وقال: ها هنا قبر أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، أما إنه لا تذهب الأيام حتى يبعث الله رجلا ممتحنا في نفسه بالقتل، يبني عليه حصنا فيه سبعون طاقا.

قال حبيب بن الحسين: سمعت هذا الحديث قبل أن يبنى على الموضع شئ، ثم إن محمد بن زيد وجه فبنى (1) عليه، فلم تمض الأيام حتى امتحن محمد في نفسه بالقتل.(2)

440 / 44 - وبإسناده عن محمد بن همام، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا أحمد بن زيد (3)، عن محمد بن عمار، عن أبيه، عن أبي

____________

(1) في " م " يبني.

(2) حلية الأبرار 2: 638.

(3) كذا في النسخ، وتقدم السند في الحديث (67) من دلائل الإمام الصادق (عليه السلام)، وفيه: أحمد بن مدبر، وفي الاختصاص: أحمد بن المؤدب من ولد الأشتر.

الصفحة 460 

بصير، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده رجل من أهل خراسان، وهو يكلمه بلسان لم أفهمه، ثم رجعا إلى شئ فهمته، فسمعت أبا عبد الله يقول: اركض برجلك الأرض، فإذا بحر تحت الأرض، على حافته فارسان (1)، قد وضعا أذقانهما على قرابيس (2) سروجهما، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): هؤلاء من أنصار القائم (عليه السلام).(3)

441 / 45 - وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا أحمد بن مابنداز والحميري، قالا: حدثنا أحمد بن هلال، قال: حدثني الحسن بن محبوب، قال: قال لي الرضا (عليه السلام):

يا حسن، إنه ستكون فتنة صماء صيلم (4)، تسقط فيها كل وليجة وبطانة (5)، وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي، يحزن لفقده أهل الأرض والسماء، كم من حرة مؤمنة ومؤمن يتأسف ويتلهف، وحيران لفقده.

ثم أطرق ورفع رأسه، فقال: بأبي وأمي سمي جدي، وشبيهي، وشبيه موسى ابن عمران، [عليه] جيوب النور (6) تتوقد من ضياء الشمس، كأني بهم آيس (7) ما كانوا، قد نودوا نداء تسمعه من البعد، كما تسمعه من القرب، يكون رحمة (8) على المؤمنين، وعذابا على الكافرين.

____________

(1) في النسخ: فرسان.

(2) القرابيس: جمع قربوس، حنو السرج.

(3) الاختصاص: 325 / 2، مدينة المعاجز: 401 / 159.

(4) قال في النهاية 3: 54: الفتنة الصماء: هي التي لا سبيل إلى تسكينها لتناهيها في دهائها، لأن الأصم لا يسمع الاستغاثة، فلا يقلع عما يفعله، وقيل: هي كالحية الصماء التي لا تقبل الرقي.

والصيلم: الداهية " النهاية 3: 49 ".

(5) الوليجة: الدخيلة، وخاصتك من الناس، والبطانة: السريرة والصاحب " مجمع البحرين - ولج - 2: 335، - بطن - 6: 412 ".

(6) في " ط ": حبور وأنوار، وفي " ع ": حبور والنور.

(7) في " ع، م ": أيسوا.

(8) في " ط " زيادة: الله.

الصفحة 461 

قلت: بأبي وأمي، ما ذلك النداء؟

قال: ثلاثة أصوات في رجب.

أولها: ألا لعنة الله على الظالمين.

والثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين.

والثالث: يرون بدنا (1) بارزا مع قرن الشمس، ينادي: ألا إن الله قد بعث (2) فلان بن فلان على هلاك الظالمين. فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج، وتشفى صدورهم، ويذهب غيظ قلوبهم، وزاد الحميري: ويتمنى الأموات أنهم أحياء.(3)

442 / 46 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي ابن عبد الكريم الزعفراني، قال: حدثنا أبو طالب عبد الله بن الصلت، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن سنان، عن داود الرقي، قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال له: ما بلغ من علمكم؟ قال: ما بلغ من سؤالكم.

فقال الرجل: بحر ماء هذا، هل تحته شئ؟

قال أبو عبد الله: نعم، رأي العين أحب إليك، أو سمع الأذن؟

قال الرجل: بل رأي العين، لأن الأذن قد تسمع ما لا تدري ولا تعرف، وما يرى بالعين يشهد به القلب.

فأخذ بيد الرجل ثم انطلق حتى أتى شاطئ البحر، فقال: أيها العبد المطيع لربه، أظهر ما فيك. فانفلق البحر عن آخر ماء فيه، وظهر ماء أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب رائحة من المسك، وألذ من الزنجبيل، فقال له: يا أبا عبد الله، جعلت فداك، لمن هذا؟

قال: للقائم (عليه السلام) وأصحابه.

____________

(1) في " ع، م ": بدرا.

(2) في " ع، م ": قد بعث الله.

(3) إثبات الوصية: 227، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 6 / 14، غيبة النعماني: 180 / 28، غيبة الطوسي:

439 / 431، الخرائج والجرائح 3: 1168 / 65، مختصر بصائر الدرجات: 38 و 214.

الصفحة 462 

قال: متى؟

قال: إذا قام القائم وأصحابه فقد الماء الذي على وجه الأرض، حتى لا يوجد ماء، فيضج المؤمنون إلى الله بالدعاء، فيبعث الله لهم هذا الماء، فيشربونه وهو محرم على من خالفهم.

قال: ثم رفع رأسه، فرأى في الهواء خيلا مسرجة ملجمة، ولها أجنحة، فقلت:

يا أبا عبد الله، ما هذه الخيل؟

فقال: هذا خيل القائم (عليه السلام) وأصحابه.

قال الرجل: أنا أركب شيئا منها؟

قال إن كنت من أنصاره.

قال: فأشرب من هذا الماء؟

قال: إن كنت من شيعته.(1)

443 / 47 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا محمد بن علي بن عبد الكريم، قال: حدثنا أبو طالب عبد الله بن الصلت، قال: حدثنا محمد بن علي بن عبد الله الخياط (2)، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا قام القائم (عليه السلام) استنزل المؤمن الطير من الهواء، فيذبحه، فيشويه، ويأكل لحمه، ولا يكسر عظمة، ثم يقول له: إحي بإذن الله. فيحيا ويطير، وكذلك الظباء من الصحارى.

ويكون ضوء البلاد نوره (3)، ولا يحتاجون إلى شمس ولا قمر، ولا يكون على وجه الأرض مؤذ، ولا شر، ولا إثم (4)، ولا فساد أصلا، لأن الدعوة سماوية، ليست بأرضية، ولا يكون للشيطان فيها وسوسة، ولا عمل، ولا حسد، ولا شئ من الفساد،

____________

(1) مدينة المعاجز: 421 / 250.

(2) في " ع ": الحناط.

(3) في " ط ": ونورها.

(4) في " ط ": ولا شر ولا سم.

الصفحة 463 

ولا تشوك الأرض والشجر، وتبقى زروع الأرض (1) قائمة، كلما أخذ منها شئ نبت من وقته، وعاد كحاله، وإن الرجل ليكسو ابنه الثوب فيطول معه كلما طال، ويتلون عليه أي لون أحب وشاء.

ولو أن الرجل الكافر دخل جحر ضب، أو توارى خلف مدرة، أو حجر، أو شجر، لأنطق الله ذلك الستر (2) الذي يتوارى فيه، حتى يقول: يا مؤمن، خلفي كافر فخذه. فيأخذه ويقتله.(3)

ولا يكون لإبليس هيكل يسكن فيه - والهيكل: البدن - ويصافح المؤمنون الملائكة، ويوحى إليهم، ويحيون - ويجتمعون - الموتى بإذن الله.

قال: يأتي على الناس زمان لا يكون المؤمن إلا بالكوفة، أو يحن إليها.(4)

444 / 48 - وحدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي، قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا إسحاق بن محمد الصيرفي، عن محمد (5) بن إبراهيم الغزالي، قال: حدثني عمران الزعفراني، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):

إذا ظهر القائم (عليه السلام) من ظهر هذا البيت، بعث الله معه سبعة وعشرين (6) رجلا، منهم أربعة عشر رجلا من قوم موسى (عليه السلام)، وهم الذين قال الله (تعالى): * (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) * (7)، وأصحاب الكهف ثمانية، والمقداد

____________

(1) في " ط ": وتبقى الأرض.

(2) في " ط، ع ": الشئ.

(3) في " ط ": فيؤخذ ويقتل.

(4) نوادر المعجزات: 198 / 8، حلية الأبرار 2: 635.

(5) في حلية الأبرار: إسحاق.

(6) كذا في النسخ، والمعدود ستة وعشرون، وفي تفسير العياشي وروضة الواعظين اتفق العدد مع المعدود (27) بتغيير في الأسماء، فراجع.

(7) الأعراف 7: 159.

الصفحة 464 

وجابر الأنصاري، ومؤمن آل فرعون، ويوشع بن نون وصي موسى (عليهما السلام).(1)

445 / 49 - وحدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن نصر، قال: حدثنا أبو نعيم (2)، قال: حدثنا ياسين العجلي، عن إبراهيم بن محمد ابن الحنفية، عن أبيه، عن علي (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة.(3)

446 / 50 - وبإسناده عن أبي علي النهاوندي، قال: حدثنا محمد بن بندار، قال: حدثنا محمد بن سعيد الخراساني، عن أبي عمران الطبري، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):

إذا قام قائمنا رد الله كل مؤذ للمؤمنين في زمانه في الصور التي كانوا عليها وفيها، بين أظهرهم، لينتصف منهم المؤمنون.(4)

447 / 51 - وبإسناده عن أبي علي النهاوندي، عن محمد بن بندار، عن محمد ابن سعيد، عن أبي عمران، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا مفضل، أنت وأربعة وأربعون رجلا تحشرون مع القائم، أنت على يمين القائم تأمر وتنهى، والناس إذ ذاك أطوع لك منهم اليوم.(5)

448 / 52 - وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا إسحاق بن محمد بن سميع، عن

____________

(1) تفسير العياشي 2: 32 / 90، روضة الواعظين 2: 266، حلية الأبرار 2: 618.

(2) هو الفضل بن دكين التيمي، أبو نعيم الملائي، من كبار شيوخ البخاري، تقريب التهذيب 2: 110.

(3) مسند أحمد 1: 84، تاريخ البخاري الكبير 1: 317 / 994، سنن ابن ماجة 2: 1367 / 4085، مسند أبي يعلى 1: 359 / 205، كمال الدين وتمام النعمة: 152 / 15، حلية الأولياء 3: 177، البيان في أخبار صاحب الزمان: 487، الملاحم والفتن: 163 عن كتاب الفتن لأبي يحيى زكريا بن يحيى البزاز، كشف الغمة 2: 477، فرائد السمطين 2: 331 / 583، حلية الأبرار 2: 709.

(4) إثبات الهداة 7: 146 / 708، حلية الأبرار 2: 618.

(5) إثبات الهداة 7: 146 / 709.

الصفحة 465 

محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) في قول الله (عز وجل): * (يومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله) * (1).

قال: في قبورهم بقيام القائم (عليه السلام).(2)

449 / 53 - وأخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله، قال: حدثنا أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، قال: حدثنا أبي، عن سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن فضيل بن يسار، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن خرج السفياني ما تأمرني؟

قال: إذا كان ذلك كتبت إليك.

قلت: فكيف أعلم أنه كتابك؟

قال: أكتب إليك بعلامة كذا وكذا. وقرأ آية من القرآن.

قال: فقلت لفضيل: ما تلك الآية؟ قال: ما حدثت بها أحدا غير بريد العجلي.

قال زرارة: أنا أحدثك بها، هي * (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا) * (3).

قال: فسكت الفضيل، ولم يقل لا، ولا نعم.(4)

450 / 54 - وأخبرني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله، قال: حدثني أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري، قال: حدثني أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا علي بن محمد بن نهيد الحصيني، قال: حدثنا أبو علي الشهرياري، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن، عن جعفر بن قرم، عن هارون بن حماد، عن مقاتل، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي، عشر خصال قبل يوم القيامة، ألا تسألني عنها؟

____________

(1) الروم 30: 4 و 5.

(2) حلية الأبرار 2: 618، المحجة للبحراني: 171.

(3) النحل 16: 38.

(4) تفسير العياشي 2: 260 / 29، المحجة للبحراني: 118.

الصفحة 466 

قلت: بلى، يا رسول الله.

قال: اختلاف وقتل أهل الحرمين، والرايات السود، وخروج السفياني، وافتتاح الكوفة، وخسف بالبيداء، ورجل منا أهل البيت يبايع له بين زمزم والمقام، يركب إليه عصائب أهل العراق وأبدال الشام، ونجباء أهل مصر، وتصير أهل اليمن عدتهم عدة أهل بدر، فيتبعه بنو كلب يوم الأعماق.

قلت: يا رسول الله، ما بنو كلب؟

قال: هم أنصار السفياني، يريد قتل الرجل الذي يبايع له بين زمزم والمقام، ويسير بهم فيقتلون وتباع ذراريهم على باب مسجد دمشق، والخائب (1) من غاب عن غنيمة كلب ولو بعقال.(2)

451 / 55 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، قال:

حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الكريم، عن أبي إسحاق الثقفي، قال: حدثنا محمد بن سليمان النخعي، قال: حدثنا السري بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن علي السلمي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام)، قال: إنما سمي المهدي مهديا (3) لأنه يهدي لأمر خفي، يهدي لما في صدور الناس، يبعث إلى الرجل فيقتله لا يدري في أي شئ قتله، ويبعث ثلاثة راكب، قال: هي بلغة غطفان " ركبان ":

أما راكب فيأخذ ما في أيدي أهل الذمة من رقيق المسلمين، فيعتقهم.

وأما راكب فيظهر البراءة منهما - يغوث ويعوق - في أرض العرب.

وراكب يخرج التوراة من مغارة (4) بأنطاكية، ويعطى حكم سليمان (عليه السلام).(5)

452 / 56 - وبإسناده عن أبي علي النهاوندي، قال: حدثنا أبو عبد الله

____________

(1) في " م، ط ": والغائب.

(2) عنه، معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام) 1: 506 / 348.

(3) (مهديا) ليس في " ع ".

(4) في " ط ": مفازة.

(5) إثبات الهداة 7: 146 / 711 و 169 / 786 قطعة منه، حلية الأبرار 2: 556.

الصفحة 467 

الزعفراني، قال: حدثنا أبو طالب، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن سنان، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: إذا قام قائمنا بعث في أقاليم الأرض، في كل إقليم رجلا، فيقول له: عهدك في كفك واعمل بما ترى.(1)

453 / 57 - وبإسناده عن أبي علي النهاوندي، قال: حدثنا أبو القاسم بن أبي حية (2)، قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل (3)، قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد (4) عبد الواحد بن واصل السدوسي، قال: حدثنا عوف (5)، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وعدوانا، ثم يخرج رجل من عترتي - أو قال: من أهل بيتي - يملأها قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وعدوانا (6).

454 / 58 - وبإسناده عن أبي علي النهاوندي، قال: حدثنا إسحاق، عن يحيى ابن سليم، قال: حدثنا هشام بن حسان، عن المعلى بن أبي المعلى، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أبشروا بالمهدي، فإنه يأتي (7) في آخر الزمان على شدة وزلازل، يسع الله له الأرض عدلا وقسطا.(8)

____________

(1) إثبات الهداة 7: 147 / 712.

(2) هو عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الوهاب بن أبي حية أبو القاسم وراق الجاحظ، وثقه الدارقطني والخطيب، روى عن إسحاق بن أبي إسرائيل، مات سنة (319 هـ). تاريخ بغداد 11: 28.

(3) هو أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامجر المروزي، وثقه غير واحد، مات سنة (245 هـ).

تاريخ بغداد 6: 356، تهذيب الكمال 2: 398.

(4) زاد في النسخ: قال: حدثنا، وهو خطأ، وأبو عبيدة الحداد كنية ولقب عبد الواحد، وثقه غير واحد، مات سنة (190 هـ). تهذيب التهذيب 6: 440.

(5) وهو عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري الأعرابي، وثقه أحمد والنسائي وابن سعد، وكان يسمى الصدوق. طبقات ابن سعد 7: 258، تهذيب التهذيب 8: 166.

(6) مسند أحمد 3: 36، مسند أبي يعلى 2: 274 / 987، مستدرك الحاكم 4: 557، الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8: 290 / 6784، إلزام الناصب 1: 338.

(7) في " ع ": يهدي.

(8) إثبات الهداة 7: 147 / 713.

الصفحة 468 

455 / 59 - وعنه، عن أبي علي النهاوندي، قال: حدثنا محمد بن أحمد القاساني، قال: حدثنا أبو مسلم محمد بن سليمان البغدادي، عن أبي عثمان، عن هشام، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

كيف أنتم إذا استيأستم من المهدي، فيطلع عليكم صاحبكم مثل قرن الشمس، يفرح به أهل السماء والأرض.

فقيل: يا رسول الله، وأني يكون ذلك؟

قال: إذا غاب عنهم المهدي، وأيسوا منه.(1)

456 / 60 - وبإسناده عن أبي علي النهاوندي، قال: حدثنا محمد بن أحمد القاساني، قال: حدثنا علي بن سيف (2)، قال حدثني أبي، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: نزلت في بني فلان ثلاث آيات:

قوله (عز وجل): * (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا) * (3) يعني القائم بالسيف * (فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس) * (4).

وقوله (عز وجل): * (فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) * (5) قال أبو عبد الله (عليه السلام): بالسيف.

وقوله (عز وجل) * (فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون * لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون) * (6) يعني القائم (عليه السلام)، يسأل بني

____________

(1) مختصر البصائر: 18، إثبات الهداة 7: 147 / 715، معجم أحاديث الإمام المهدي 1: 259 / 161.

(2) هو علي بن سيف بن عميرة الكوفي، ثقة، روى عن أبيه، وقد روى عنه القاساني بواسطة محمد بن سليمان، كما يأتي في الحديث (66)، وانظر رجال النجاشي: 189 و 278.

(3 و 4) يونس 10: 24.

(5) الأنعام 6: 44 و 45.

(6) الأنبياء 21: 12 و 13.

الصفحة 469 

فلان عن كنوز بني أمية.(1)

457 / 61 - وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن همام، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن سفيان بن المهدي، عن أبان (2)، عن أنس بن مالك، قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم، فرأى عليا (عليه السلام)، فوضع يده بين كتفيه، ثم قال:

يا علي، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من عترتك، يقال له (المهدي) يهدي إلى الله (عز وجل)، ويهتدي به العرب، كما هديت أنت الكفار والمشركين من الضلالة.

ثم قال: ومكتوب على راحته (3): بايعوه، فإن البيعة لله (عز وجل).(4)

458 / 62 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: حدثنا (5) أبي، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا ابن أبي حية، قال:

حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: حدثنا جرير، عن مطر (6) الوراق، قال: أخبرنا أبو الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ليقومن على أمتي رجل من أهل بيتي، أقنى (7)، أجلى (8)، يوسع الأرض عدلا، كما أوسعت جورا،

____________

(1) المحجة للبحراني: 98.

(2) روى عن أنس كل من: أبان بن صالح بن عمير القرشي، وأبان بن أبي عياش العبدي البصري، راجع تهذيب الكمال 2: 9 و 19، و 3: 354.

(3) في " ط ": راحتيه.

(4) الملاحم والفتن: 139 قطعة منه، إثبات الهداة 7: 147 / 716.

(5) في " م ": حدثني.

(6) في " ع، م ": مصر، وفي " ط ": معد، والصواب ما في المتن، كما في مسند أحمد وأبي يعلى وغيرهما، وهو مطر بن طهمان الوراق أبو رجاء الخراساني السلمي. تهذيب التهذيب 10: 167، سير أعلام النبلاء 5: 452.

(7) القنا في الأنف: طوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه. " النهاية 4: 116 ".

(8) الأجلى: الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته. " النهاية 1: 290 ".

الصفحة 470 

يملك سبع سنين (1).

459 / 63 - وقال أبو علي النهاوندي: وجدت في كتاب لبعض إخواننا: روي عن الصادق (عليه السلام)، أن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: قال لي النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي، صاحب الحلي، أخبركم بأمري، أنذركم بأس المهدي، يقيم فيكم سنة النبي، وذلك عند بيعة الصبي، عند طلوع الكواكب الدرية، يفزع من بالمشرق والمغرب.

460 / 64 - وقال أبو علي النهاوندي: وحدثني أبو الحسن (2) الحصيني، قال:

حدثني محمد بن الحسن الصفار (3)، عن الحسن بن علي الخزاز، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام)، قال: يكون في أمتي - يعني القائم - سنة (4) من أربعة أنبياء: سنة من موسى (عليه السلام)، خائف يترقب، وسنة من يوسف (عليه السلام)، يعرفهم وهم له منكرون، وسنة من عيسى (عليه السلام)، وما قتلوه وما صلبوه، وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله)، يقوم بالسيف.(5)

461 / 65 - وقال أبو علي النهاوندي، حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد القاساني، قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو القاسم الزندودي (6)، قال:

حدثنا إبراهيم بن مهران، عن عمرو بن شمر، قال: قلت لجابر: إذا قام قائم آل محمد كيف السلام عليه؟

قال: إنك إذا أدركته، ولن تدركه إلا أن تكون مكرورا، فستراني إلى جنبه، راكبا

____________

(1) مسند أحمد 3: 17، مسند أبي يعلى 2: 367 / 1128، مجمع الزوائد 7: 314.

(2) في " م، ط ": الحسين.

(3) في " ط " زيادة: مملوكه، وفي " ع، م ": مموله.

(4) في " ع، م " شبيه، وكذا في المواضع الآتية.

(5) نحوه في الإمامة والتبصرة: 93 / 84، كمال الدين وتمام النعمة: 28 و 152 / 16 و: 326 / 6 و: 329 / 11 و: 350 / 46، غيبة النعماني: 164 / 5، تقريب المعارف: 190، غيبة الطوسي: 60 / 57 و: 424 / 408، الخرائج والجرائح 2: 936، ويأتي نحوه الحديث (115).

(6) في " ط ": الزندوري، وقد ورد في أنساب السمعاني 3: 171 و 174: الزندرودي والزندوردي.

الصفحة 471 

على فرس لي، ذنوب، أغر، محجل، مطلق يد (1) اليمنى، علي عمامة لي من عصب (2) اليمن، فأنا أول من يسلم عليه.(3)

462 / 66 - وقال أبو علي النهاوندي: حدثنا القاساني، قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا علي بن سيف، قال: حدثني أبي، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فشكا إليه طول دولة الجور، فقال له أمير المؤمنين: والله، لا يكون ما تأملون حتى يهلك المبطلون، ويضمحل الجاهلون، ويأمن المتقون، وقليل ما يكون حتى لا يكون لأحدكم موضع قدمه، وحتى تكونوا على الناس أهون من الميتة عند صاحبها، فبينا أنتم كذلك إذ جاء نصر الله والفتح، وهو قول ربي (عز وجل) في كتابه: * (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا) * (4).

463 / 67 - وقال أبو علي النهاوندي: حدثنا أبو علي هشام بن علي السيرافي، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، قال: حدثنا همام، عن المعلى بن زياد، قال: حدثني العلاء - رجل من مزينة (5) - عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذكر المهدي، فقال: يخرج عند كثرة اختلاف الناس وزلازل، فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، يرضى به ساكن السماء، وساكن الأرض، ويقسم المال قسمة صحاحا.

____________

(1) في " ط، ع ": يده، والمطلق من الخيل: ما لا تحجيل في إحدى قوائمه.

(2) العصب: ضرب من البرود. وقيل صبغ لا ينبت إلا باليمن.

(3) حليه الأبرار 2: 646.

(4) المحجة للبحراني: 107، ينابيع المودة: 424 " قطعة منه "، والآية من سورة يوسف 12: 110.

(5) في " م ": عن رجل من مرنية، وما في المتن هو الصواب، والعلاء هو ابن بشير المزني، قال عنه ابن حنبل في مسنده 3: 52: وكان بكاء عند الذكر، شجاعا عند اللقاء. روى عن أبي الصديق، وروى عنه المعلى ابن زياد القردوسي. راجع تهذيب الكمال 4: 223، تهذيب التهذيب 8: 177 و 10: 237، الجرح والتعديل 6:

353 و 8: 330.

 

 

الصفحة 472 

قال: قلت: وما صحاح؟ قال: بالسواء، قال: ويغنم الناس حتى لا يحتاج أحد أحدا، فينادي مناد: من له إلي من حاجة؟ فلا يجيبه أحد من الناس، إلا إنسان واحد، فيقول له: خذ.

قال: فيحثو في ثوبه ما لا يستطيع حمله، فيقول: احمل علي. فيأبى عليه، فيخفف منه، حتى يصير بقدر ما يستطيع أن يحمله، فيقول: ما كان في الناس أجشع نفسا من هذا. فيرجع إلى الخازن، فيقول: إنه قد بدا لي رده. فيأبى أن يقبله، فيقول:

إنا لا نقبل ممن أعطيناه. قال: فيمكث سبعا، أو ثماني، أو تسعا - يعني سنة - ولا خير في العيش بعد هذا.

أو قال: لا خير في الحياة بعده.(1)

464 / 68 - وأخبرني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: أخبرنا محمد بن همام، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا علي بن يونس الخزاز، عن إسماعيل بن عمر بن أبان، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أراد الله قيام القائم بعث جبرئيل في صورة طائر أبيض، فيضع إحدى رجليه على الكعبة، والأخرى على بيت المقدس، ثم ينادي بأعلى صوته: * (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) * (2).

قال: فيحضر القائم فيصلي عند مقام إبراهيم (عليه السلام) ركعتين، ثم ينصرف، وحواليه أصحابه، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، إن فيهم لمن يسري من فراشه ليلا، فيخرج ومعه الحجر، فيلقيه فتعشب الأرض.(3)

465 / 69 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثنا العباس بن مطران (4) الهمداني، قال:

____________

(1) البيان في أخبار صاحب الزمان: 505، الحاوي للفتاوي 2: 58، الملاحم والفتن: 165.

(2) النحل 16: 1.

(3) إثبات الهداة 7: 148 / 717، المحجة للبحراني: 115، حلية الأبرار 2: 615.

(4) كذا ولعله تصحيف عمران أو مهران.

الصفحة 473 

حدثنا إسماعيل بن علي المقرئ القمي، قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثني أبو جعفر العرجي، عن محمد بن يزيد، عن سعيد بن عباية (1)، عن سلمان الفارسي، قال:

خطبنا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بالمدينة، فذكر الفتنة وقربها، ثم ذكر قيام القائم من ولده، وأنه يملأها عدلا كما ملئت جورا.

قال سلمان: فأتيته خاليا، فقلت: يا أمير المؤمنين، متى يظهر القائم من ولدك!

فتنفس الصعداء وقال: لا يظهر القائم حتى يكون أمور الصبيان، وتضيع حقوق الرحمن، ويتغنى بالقرآن بالتطريب والألحان، فإذا قتلت ملوك بني العباس أولي العمى والالتباس، أصحاب الرمي عن الأقواس بوجوه كالتراس، وخربت البصرة، وظهرت العشرة.

قال سلمان: قلت: وما العشرة: يا أمير المؤمنين؟

قال: منها خروج الزنج، وظهور الفتنة (2)، ووقائع بالعراق، وفتن الآفاق، والزلازل العظيمة، مقعدة مقيمة، ويظهر الحندر والديلم بالعقيق والصيلم، وولاية القصاح بعقب الفم (3) الجناح، وظهور آيات مقتربات (4) في النواحي والجنبات، وعمران الفسطاط بعين العرب والأقباط، ويخرج الحائك الطويل بأرض مصر والنيل.

قال سلمان: فقلت: وما الحائك الطويل؟

قال: رجل صعلوك، ليس من أبناء الملوك، تظهر له معادن الذهب، ويساعده العجم والعرب، ويأتي له من كل شئ حتى يلي الحسن (5)، ويكون في زمانه العظائم والعجائب، وإذا سار بالعرب إلى الشام، وداس بالبرذون أرحام، وداس جبل الأردن واللكام (6)، وطار الناس من غشيته، وطار السيل من جيشه، ووصل جبل القاعوس (7)

____________

(1) في " ع، م ": عناية.

(2) في " ع ": الفتن.

(3) في " ع ": يعقب قم.

(4) في " ط ": مفتريات.

(5) لعله تصحيف " الحسني ": قصر في دار الخلافة ببغداد، أو " الحسنا " جبل قرب ينبع.

(6) اللكام: جبل مشرف على أنطاكية والمصيصة وطرطوس.

(7) لعله تصحيف " القاعون " جبل شاهق بالأندلس.

الصفحة 474 

في جيشه، فيجر به بعض الأمور، فيسرع الأسلاف، ولا يهنيه طعام ولا شراب حتى يعاود بأيلون (1) مصر، وكثرة الآراء والظنون، ولا تعجز العجوز، وشيد القصور، وعمر الجبل الملعون، وبرقت برقة فردت، واتصل الأشرار (2) بين عين الشمس وحلوان (3)، وسمع من الأشرار الأذان، فصعقت صاعقة ببرقة، وأخرى ببلخ (4)، وقاتل الأعراب البوادي، وجرت السفياني خيله، وجند الجنود، وبند البنود (5)، هناك يأتيه أمر الله بغته، لغلبة الأوباش (6)، وتعيش المعاش (7)، وتنتقص الأطراف، ويكثر الاختلاف، وتخالفه طليعة بعين طرطوس (8)، وبقاصية أفريقية، هناك تقبل رايات مغربية، أو مشرقية، فأعلنوا الفتنة في البرية، يا لها من وقعات طاحنات، من النبل (9) والأكمات، وقعات ذات رسون، ومنابت اللون، بعمران بني حام بالقمار الأدغام، وتأويل العين (10) بالفسطاط، من التربت (11) من غير العرب، والأقباط بأدبجة الديباج،

____________

(1) في " ع ": بابلون، ولعلها تصحيف " بابليون ": اسم عام لديار مصر بلغة القدماء.

(2) في " ع، م ": الامرار.

(3) عين شمس: مدينة فرعون بمصر، بينها وبين الفسطاط ثلاثة فراسخ. وحلوان: تطلق على عدة مواضع، منها: حلوان العراق، وهي آخر حدود السواد، وحلوان أيضا: قرية من قرى مصر مشرفة على النيل، وحلوان أيضا: بليدة بقوهستان، وهي آخر حدود خراسان.

(4) بلخ: مدينة مشهورة بخراسان: وتقع اليوم ضمن حدود أفغانستان الإقليمية، وبرقة: تطلق على مواضع عديدة، منها: اسم صقع كبير يشتمل على مدن وقرى بين الإسكندرية وإفريقية، ومنها: قرية من قرى قم.

(5) البنود: جمع بند، العقد أو الحيلة.

(6) الأوباش: جمع وبش، الأخلاط والسفلة.

(7) أي صعبت وتكلفت أسبابه.

(8) في " م ": طرسوس، وطرطوس: بلد بالشام على البحر، وطرسوس: مدينة بثغور الشام، بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم.

(9) في " ع ": وأحناط من النيل، وفي " م ": احنات من النيل.

(10) في " ع ": لعين.

(11) في " ع، م ": البريت.

الصفحة 475 

ونطحة (1) النطاح، بأحراث المقابر، ودروس المعابر، وتأديب المسكوب (2)، على السن المنصوب، باقصاح (3) رأس العلم والعمل في الحرب بغلبة بني الأصفر على الانعاد (4)، وقع المقدار، فما يغني الحذر، هناك تضطرب الشام، وتنصب الأعلام، وتنتقص التمام، وسد غصن الشجرة الملعونة الطاغية، فهنالك ذل (5) شامل، وعقل ذاهل، وختل قابل، ونبل ناصل، حتى تغلب الظلمة على النور، وتبقى الأمور من أكثر الشرور، هنالك يقوم المهدي من ولد الحسين (عليه السلام) (6)، لا ابن مثله، لا ابن، فيزيل الردى، ويميت (7) الفتن، وتتدارس (8) الركبتين، هناك يقضى لأهل الدين بالدين.

قال سلمان (رضي الله عنه): ثم انضجع ووضع يده تحت رأسه، يقول: شعار الرهبانية القناعة.(9)

466 / 70 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، قال: حدثنا أبي هارون بن موسى (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد (10) بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد الهاشمي المنصوري بسر من رأى من لفظه، قال: حدثنا أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى ابن المنصور الهاشمي، قال: حدثنا أبو الحسن علي (11) بن محمد بن علي بن موسى، عن

____________

(1) في " ع، م ": وبطحة.

(2) في " م ": المسكوت.

(3) في " ع ": بإفصاح.

(4) في " ط "، الانعار.

(5) في " ع، م ": قلا.

(6) (هنالك يقوم...) الجملة جواب ل " إذا " المتقدمة قبل سؤال سلمان (رضي الله عنه).

(7) في " ع ": ومميت.

(8) في " م ": تتداوس.

(9) العدد لقوية: 75 / 126، إثبات الهداة 7: 148 / 718 " قطعة منه "، معجم أحاديث الإمام المهدي 3: 14 / 569.

(10) زاد في النسخ: أبو المفضل، وهو سهو، إذ روى التلعكبري عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي بلا واسطة، كما في غيبة الطوسي: 136 / 100 وكفاية الأثر: 91 و 166 وغيرهما.

(11) في النسخ: حدثنا الحسن بن علي، وهو خطأ، والصواب ما في المتن، حيث روى عيسى بن أحمد، عن أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) نسخة ذكرها النجاشي في رجاله: 297.

الصفحة 476 

علي بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، قال: حدثني محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله):

رأيت ليلة أسري بي إلى السماء قصورا من ياقوت أحمر، وزبرجد أخضر، ودر ومرجان، وعقيان (1)، بلاطها المسك الأذفر، وترابها الزعفران، وفيها فاكهة ونخل ورمان، وحور وخيرات حسان، وأنهار من لبن، وأنهار من عسل، تجري على الدر والجوهر، وقباب على حافتي تلك الأنهار، وغرف وخيام، وخدم وولدان، وفرشها الإستبرق والسندس والحرير، وفيها أطيار (2)، فقلت: يا حبيبي جبرئيل، لمن هذه القصور؟ وما شأنها؟

فقال لي جبرئيل: هذه القصور وما فيها، خلقها الله (عز وجل) كذا، وأعد فيها ما ترى، ومثلها أضعاف مضاعفة، لشيعة أخيك علي، وخليفتك من بعدك على أمتك، وهم يدعون في آخر الزمان باسم يراد به (3) غيرهم، يسمون (الرافضة) وإنما هو زين لهم، لأنهم رفضوا الباطل، وتمسكوا بالحق، وهم السواد الأعظم، ولشيعة ابنه الحسن من بعده، ولشيعة أخيه الحسين من بعده، ولشيعة ابنه علي بن الحسين من بعده، ولشيعة ابنه محمد بن علي من بعده، ولشيعة ابنه جعفر بن محمد من بعده، ولشيعة ابنه موسى ابن جعفر من بعده، ولشيعة ابنه علي بن موسى من بعده، ولشيعة ابنه محمد بن علي من بعده، ولشيعة ابنه علي بن محمد من بعده، ولشيعة ابنه الحسن بن علي من بعده، ولشيعة ابنه محمد المهدي من بعده.

يا محمد، فهؤلاء الأئمة من بعدك، أعلام الهدى، ومصابيح الدجى، شيعتهم وشيعة جميع ولدك ومحبيهم شيعة الحق، وموالي الله، وموالي رسوله، الذين رفضوا الباطل

____________

(1) في " ط ": عقيقا، والعقيان: ذهب متكاثف في مناجمه، خالص مما يختلط به من الرمال والحجارة " المعجم الوسيط - عقي - 2: 618 ".

(2) في " ع، م ": أطناب.

(3) في " ع ": يؤديه، وفي " م ": يرد به.

الصفحة 477 

واجتنبوه، وقصدوا الحق واتبعوه، يتولونهم في حياتهم، ويزورونهم من بعد وفاتهم، متناصرين لهم، قاصدين على محبتهم رحمة الله عليهم، إنه غفور رحيم (1)

467 / 71 - وعنه، عن أبيه أبي محمد هارون بن موسى (رضي الله عنه)، قال: حدثني أبو علي الحسن بن محمد النهاوندي، قال: حدثني أحمد بن زهير، قال: حدثنا عبد الله ابن داهر الرازي، قال: حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من ولدي، يوافق اسمه اسمي، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا.(2)

468 / 72 - وعنه، عن أبيه، عن أبي علي، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال:

حدثنا عبد الله بن عمر، قال: حدثنا محمد بن مروان، قال: حدثنا عمارة بن أبي حفصة (3)، قال: أخبرنا زيد العمي (4)، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حدث يكون في أمتي، المهدي، إن قصر عمره فسبع، وإلا فثمان (5)، وإلا فتسع، وتنعم أمتي فيها نعمة لم يتنعموا مثلها قط، يرسل الله السماء عليهم مدرارا، فلا تدخر الأرض شيئا من النبات والمأكل، وسيقوم الرجل

____________

(1) الصراط المستقيم 2: 150.

(2) نحوه في حلية الأولياء 5: 75، والملاحم والفتن: 141 باب (69)، والفصول المهمة: 291، والحاوي للفتاوي 2: 59، كشف الغمة 2: 471 / 19، إثبات الهداة 7: 148 / 719.

(3) في النسخ: حبة، والصواب ما في المتن، وهو عمارة بن أبي حفصة نابت الأزدي العتكي، روى عن زيد العمي، وعنه محمد بن مروان بن قدامة العقيلي، مات سنة (132 هـ). تهذيب التهذيب 7: 415، سير أعلام النبلاء 6: 138.

(4) في النسخ: القمي، تصحيف صوابه ما في المتن، وهو زيد بن الحواري أبو الحواري العمي البصري سمي العمي لأنه كلما سئل عن شئ قال: حتى أسأل عمي، تهذيب الكمال 10: 56.

(5) في " ط ": أو ثمان.

(6) في " ع " ينعموا.

الصفحة 478 

فيقول: يا مهدي، أعطني. فيقول: خذ (1).

469 / 73 - وعنه، عن أبيه أبي محمد هارون بن موسى (رضي الله عنه)، قال:

حدثنا أبو علي، عن جعفر بن محمد، قال: حدثنا محمد بن سماعة الصيرفي، عن المفضل بن عيسى، عن محمد بن علي الهمذاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الليلة التي يقوم فيها قائم آل محمد ينزل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، وجبرئيل (عليه السلام)، على حراء، فيقول له جبرئيل (عليه السلام): أجب. فيخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) رقا من حجزة (2) إزاره، فيدفعه إلى علي (عليه السلام)، فيقول له: اكتب:

" بسم الله الرحمن الرحيم، هذا عهد من الله، ومن رسوله، ومن علي بن أبي طالب، لفلان بن فلان " باسمه واسم أبيه، وذلك قول الله (عز وجل) في كتابه: * (والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور) * (3) وهو الكتاب الذي كتبه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والرق المنشور الذي أخرجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجزة إزاره.

قلت: والبيت المعمور، أهو رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟

قال: نعم، المملي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والكاتب علي (عليه السلام).(4)

470 / 74 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، قال: حدثنا أبي هارون بن موسى (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن جرير الطبري، قال: حدثنا عيسى بن عبد الرحمن، قال: أخبرنا الحسن بن الحسين العرني، قال: حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي وعلي بن القاسم الكندي ويحيى بن المساور، عن علي بن المساور، عن علي ابن الحزور، عن الأصبغ بن نباتة، قال: كنا مع علي (عليه السلام) بالبصرة، وهو على بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد اجتمع حوله (5) أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله)، فقال: ألا

____________

(1) نحوه في مسند أحمد 3: 21، وسنن ابن ماجة 2: 1366 / 4083، وسنن الترمذي 4: 506 / 2232، ومستدرك الحاكم 4: 558، ومصابيح البغوي 3: 493 / 4213، والبيان في أخبار صاحب الزمان: 492 و 519، والفصول المهمة: 298، وكشف الغمة 2: 467 / 1، وفرائد السمطين 2: 315 / 566.

(2) الحجزة: معقد الإزار.

(3) الطور 52: 1 - 3.

(4) المحجة للبحراني: 212، إلزام الناصب 1: 95.

(5) في " م، ط ": هو و.

الصفحة 479 

أخبركم بأفضل خلق الله عند الله يوم يجمع الرسل؟

قلنا: بلى يا أمير المؤمنين.

قال: أفضل الرسل محمد، وإن أفضل الخلق بعدهم الأوصياء، وأفضل الأوصياء أنا، وأفضل الناس بعد الرسل والأوصياء، الأسباط، وإن خير الأسباط سبطا نبيكم - يعني الحسن والحسين - وإن أفضل الخلق بعد الأسباط الشهداء، وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب - قال ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) - وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين، مختصان بكرامة خص الله (عز وجل) بها نبيكم، والمهدي منا في آخر الزمان، لم يكن في أمة من الأمم مهديا ينتظر غيره.(1)

471 / 75 - وعنه، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن مالك الكوفي، قال، حدثنا محمد بن الحسن الطحان، الضحاك العجلي، عن محمد بن يزيد النخعي، عن سيف بن عميرة، قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): المؤمن ليخير في قبره، إذا قام القائم، فيقال له: قد قام صاحبك، فإن أحببت أن تلحق به فالحق، وإن أحببت أن تقيم في كرامة الله فأقم.(2)

472 / 76 - وعنه، عن أبيه (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال:

حدثنا أحمد بن علي القصير (3)، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي إسحاق السبيعي - أو غيره - عن الحارث الأعور، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو في بعض أزقة المدينة يمشي وحده، فسلمت عليه، واتبعته حتى انتهى إلى دار الثاني، وهو يومئذ خليفة، فاستأذن، فأذن له، فدخل ودخلت معه، فسلم على الثاني، وجلس، فحين استقرت به الأرض قال له: من علمك الجهالة يا مغرور،

____________

(1) الكافي 1: 374 / 34، إثبات الهداة 7: 148 / 720.

(2) حلية الأبرار 2: 617 و 641.

(3) في " ط ": القصيري.

الصفحة 480 

أما والله، ولو ركبت القفر (1)، ولبست الشعر، لكان خيرا لك من المجلس الذي قد جلسته، ومن علوك المنابر، أما والله، لو قبلت قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأطعت ما أمرك به، لما سميت أمير المؤمنين، ولكأني بك قد طلبت الإقالة كما طلبها صاحبك، ولا إقالة.

قال: صاحبي طلب منك الإقالة؟

قال: والله، إنك لتعلم أن صاحبك قد طلب مني الإقالة، ولم أقله، وكذلك تطلبها أنت، ووالله، لكأني بك وبصاحبك وقد أخرجتما طريين حتى تصلبا بالبيداء.

فقال له الثاني: ما هذا التكهن، فإنكم يا معشر بني عبد المطلب، لم تزل قريش تعرفكم بالكذب، أما والله لا ذقت حلاوتها وأنا أطاع.

قال له: إنك لتعلم أني لست بكاهن.

قال له: من يعمل بنا ما قلت؟

قال: فتى من ولدي، من عصابة قد أخذ الله ميثاقها.

فقال له: يا أبا الحسن، إني لأعلم أنك ما تقول إلا حقا، فأسألك بالله أن رسول الله سماني وسمى صاحبي؟

فقال له: والله، إن رسول الله سماك وسمى صاحبك.

قال: والله، لو علمت أنك تريد هذا، ما أذنت لك في الدخول. ثم قام فخرج، فقال لي: يا أبا الطفيل اسكت. فوالله ما علم أحد ما دار بينهما حتى قتل الثاني، وقتل أمير المؤمنين (عليه السلام).(2)

473 / 77 - وأخبرني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب (3)، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمد بن محمد الخلال (4)، قال:

____________

(1) في " ع ": الفقر، وفي " م ": القعر.

(2) حلية الأبرار 2: 600.

(3) في " ط ": الكابلي.

(4) في " ع ": الحلال.

الصفحة 481 

حدثني محمد بن إسكاب والحسن بن منصور الجصاص، قالا: حدثنا أبو النضر (1)، قال: حدثنا شيبان، عن مطر الوراق، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي، أجلى، أقنى، يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما، يكون سبع سنين.(2)

474 / 78 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، [قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك] (3)، قال:

حدثنا عباد بن يعقوب، قال: أخبرنا يحيى بن سالم، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: صاحب هذا الأمر أصغرنا سنا، وأخملنا شخصا.

قلت: متى يكون؟

قال: إذا سارت الركبان ببيعة الغلام، فعند ذلك يرفع كل ذي صيصية (4) لواء، فانتظروا الفرج (5).

475 / 79 - وحدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي، قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، قال: حدثنا عمر بن طرخان، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، عن علي بن عمر بن علي بن الحسين، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: القائم من ولدي،

____________

(1) هو هشام بن القاسم بن مسلم بن مقسم الليثي البغدادي من كبار شيوخ أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، ولد سنة (134 هـ). وتوفي سنة (207 هـ) وهو يروي عن أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن التميمي البصري المؤدب من شيوخ أبي حنيفة، توفي سنة (164 هـ). راجع بشأنهما تهذيب الكمال 12: 592، سير أعلام النبلاء 7: 406 و 9: 545، تهذيب التهذيب 11: 18.

(2) مسند أحمد 3: 17، فرائد السمطين 2: 324 / 574، الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8: 291 / 6787.

(3) أضفناه من غيبة النعماني وهو الصواب، حيث لم يرو ابن همام عن عباد إلا بواسطة، أو أكثر، ومنهم جعفر بن محمد بن مالك، راجع رجال النجاشي: 293، تهذيب الكمال 14: 175، معجم رجال الحديث 9:

210 و 218.

(4) هي الحصون والقلاع، والشوكة التي في رجل الطيور، وقال الشيخ المجلسي في البحار 51: 39: كناية عن القوة والصولة. وانظر مجمع البحرين 4: 174.

(5) غيبة النعماني: 184 / 35.

الصفحة 482 

يعمر عمر خليل الرحمن، يقوم في الناس وهو ابن ثمانين (1) سنة، ويلبث فيها أربعين سنة، يملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت جورا وظلما.(2)

476 / 80 - وأخبرني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد قال:

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر، قال: حدثني محمد بن عبيد بن عتبة الكندي، قال:

حدثني إسماعيل بن أبان الوراق، قال: حدثنا عبد الله بن مسلم الملائي، عن أبي الحجاف، عن خالد بن عبد الملك، عن مطر الوراق، عن الناجي - يعني أبا الصديق - عن أبي مسلم (3) أنه سمعه يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أبشروا بالمهدي، فإنه يبعث على حين اختلاف من الناس شديد، يملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت جورا وظلما، يرضى عنه ساكنو السماء وساكنو الأرض، ويملأ الله (عز وجل) قلوب عباده غنى، ويسعهم عدله.(4)

477 / 81 - وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن همام، [قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك] (5)، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصيرفي (6)، قال: حدثني يحيى بن المثنى العطار، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: يفقد الناس إمامهم (7)، يشهد الموسم يراهم ولا يرون (8).

____________

(1) في " ط ": ثلاثين.

(2) إثبات الهداة 7: 149 / 722.

(3) كذا في سند هذا الحديث، وفي الأحاديث المتقدمة: 57، 58، 62، 67، 72، 77، عن أبي سعيد الخدري، انظر تهذيب الكمال 4: 223.

(4) مسند أحمد 3: 37 و 52، غيبة الطوسي: 178 / 136، البيان في أخبار صاحب الزمان: 505، الفصول المهمة: 297.

(5) من المصادر.

(6) كذا في النسخ، ويأتي في الحديث (113) الحسن بن محمد بن سماعة الصيرفي، وهو الموافق لما في غيبة النعماني: 175 / 13 وكمال الدين: 351 / 49. وفي أسانيد أخرى لهذا الحديث: إسحاق بن محمد الصيرفي، راجع معجم رجال الحديث 3: 70 و 5: 135 و 20: 87.

(7) في " ع، م ": إمام.

(8) الكافي 1: 272 / 6 و: 274 / 12، كمال الدين وتمام النعمة: 346 / 33 و: 351 / 49 و: 440 / 7، غيبة النعماني: 175 / 13، غيبة الطوسي: 161 / 119، ويأتي مثله الحديث (113).

الصفحة 483 

478 / 82 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال:

حدثنا أحمد بن هلال، قال: حدثني الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب وأبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إن لقيام قائمنا (عليه السلام) علامات، بلوى من الله للمؤمنين (1).

قلت: وما هي؟

قال: ذلك قول الله (عز وجل): * (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) * (2).

قال: * (لنبلونكم) * يعني المؤمن * (بشئ من الخوف) * من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم * (والجوع) * بغلاء أسعارهم * (ونقص من الأموال) * قال: فساد التجارات، وقلة (3) الفضل * (والأنفس) * موت ذريع، * (والثمرات) * قلة ريع ما يزرع وقلة بركة الثمار * (وبشر الصابرين) * عن ذلك بخروج القائم (عليه السلام).

ثم قال لي: يا محمد، هذا (4) تأويله * (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) * (5).

479 / 83 - وأخبرني أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس النعالي (6)، قال:

____________

(1) في " ع، م ": للمؤمن.

(2) البقرة 2: 155.

(3) في " ع ": وفضل.

(4) في " ع، م ": هو.

(5) كمال الدين وتمام النعمة 649 / 3، غيبة النعماني: 250 / 5، كشف الغمة 2: 462، المستجاد من كتاب الارشاد: 551، ينابيع المودة: 421، والآية من سورة آل عمران 3: 7.

(6) في " ط ": الثعلبي، وفي " ع ": الثعالبي، وفي " م ": الثعلابي، تصحيفات صوابها ما في المتن، وتقدمت ترجمته في الحديث (69) من دلائل فاطمة (عليه السلام).

الصفحة 484 

حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن زيد، قال: حدثني أبو محمد، عن أم سعيد الأحمسية، قالت: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك يا بن رسول الله، اجعل في يدي علامة من خروج القائم.

قالت: قال لي: يا أم سعيد، إذا انكسف القمر ليلة البدر من رجب، وخرج رجل من تحته، فذاك عند خروج القائم.(1)

480 / 84 - وأخبرني أبو عبد الله، قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا إبراهيم بن صالح النخعي، عن محمد ابن عمران، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: يكر (2) مع القائم (عليه السلام) ثلاث عشرة امرأة (3).

قلت: وما يصنع بهن؟

قال: يداوين الجرحى، ويقمن على المرضى، كما كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله).

قلت: فسمهن لي.

فقال القنواء بنت رشيد، وأم أيمن، وحبابة الوالبية، وسمية أم عمار بن ياسر، وزبيدة (4)، وأم خالد الأحمسية، وأم سعيد الحنفية، وصبانة (5) الماشطة، وأم خالد الجهنية (6).

481 / 85 - وأخبرني أبو الحسين، عن أبيه، عن ابن همام (7)، قال: حدثنا

____________

(1) إثبات الهداة 7: 149 / 724.

(2) في " ط ": يكن.

(3) المعدود في الحديث تسع نساء.

(4) في " ع، م ": زبيرة.

(5) في " ع ": صيانة.

(6) إثبات الهداة 7: 15 / 725، مدينة المعاجز: 513.

(7) الظاهر سقوط الواسطة بين ابن همام وسعدان، ولعله علي بن محمد بن مسعدة، شيخ ابن همام والراوي عن سعدان، راجع أمالي الطوسي 1: 166، بشارة المصطفى: 93، معجم رجال الحديث 12: 161.

الصفحة 485 

سعدان بن مسلم، عن جهم بن أبي جهمة (1) قال: سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول: إن الله (تبارك وتعالى) خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، ثم خلق الأبدان بعد ذلك، فما تعارف منها في السماء تعارف في الأرض، وما تناكر منها في السماء تناكر في الأرض، فإذا قام القائم (عليه السلام) ورث الأخ في الدين، ولم يورث الأخ في الولادة، وذلك قول الله (عز وجل) في كتابه: * (قد أفلح المؤمنون) * (2)، * (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون) * (3).

482 / 86 - وأخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله، قال: حدثنا أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن أبي القاسم - عمه (4) - عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن سليمان، عن داود بن النعمان، عن عبد الرحمن القصير، قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام) أما لو قام القائم لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد، وينتقم لأمه فاطمة (عليها السلام) منها.

قلت: جعلت فداك، ولم يجلدها الحد.

____________

(1) في " ط ": جرهم بن أبي جهنة، تصحيف، والصواب ما في المتن، وهو كوفي من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام)، له كتاب نوادر، رواه عنه سعدان بن مسلم، وقد اختلف في اسمه على أقوال، راجع رجال البرقي:

50، رجال الطوسي: 345، رجال النجاشي: 131، لسان الميزان 2: 143، وغيرها.

(2) المؤمنون 23: 1 (3) المحجة للبحراني: 146، والآية من سورة المؤمنون 23: 101.

(4) في النسخ: محمد بن علي بن ماجيلويه، عن محمد بن أبي القاسم عن عمه، وهو سهو، صوابه ما في المتن، ومحمد هو ابن أبي القاسم عبد الله - أو عبيد الله - بن عمران البرقي، صهر أحمد بن أبي عبد الله البرقي على ابنته، ثقة، عالم، فقيه، عارف بالأدب والشعر والغريب، له كتب رواها عنه محمد بن علي الملقب ماجيلويه، والذي يعبر عنه بعمي، راجع رجال النجاشي: 353، رجال الشيخ: 491، معجم رجال الحديث 11: 241 و 14،: 294 و 296 و 17: 55.

الصفحة 486 

قال: لقرفها (1) على أم إبراهيم.

قلت: فكيف أخره الله (عز وجل) للقائم (عليه السلام).

فقال: لأن الله (تبارك وتعالى) بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) رحمة، ويبعث القائم (عليه السلام) نقمة.(2)

483 / 87 - وأخبرني أبو عبد الله الحرمي، عن أبي محمد، عن ابن همام (3)، قال: حدثنا سليمان (4) بن صالح، قال: حدثني أبو الهيثم القصاب، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها، واستغنى العباد عن ضوء الشمس، وصار الليل والنهار واحدا، وذهبت الظلمة، وعاش الرجل في زمانه ألف سنة، يولد له في كل سنة غلام، لا يولد جارية، ويكسوه الثوب، فيطول عليه كلما طال، ويتلون عليه أي لون شاء.(5)

484 / 88 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن أبي علي محمد ابن همام، [قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك] (6) عن عباد بن يعقوب، قال: حدثني الحسن بن حماد (7) الطائي، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: صاحب هذا الأمر الطريد الشريد، الموتور بأبيه، وهو يكنى بعمه، المفرد (8) من أهله، اسمه اسم نبي (9).

____________

(1) القرف: التهمة، في " ط ": لفريتها.

(2) حلية الأبرار 2: 605.

(3) سقطت الواسطة بين همام وسليمان بن صالح، وقد تقدم في الحديث (37) وفيه: أبو علي محمد بن همام قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحميري، قال: حدثنا أحمد بن ميثم، قال: حدثنا سليمان بن صالح.

(4) في " ط، م ": سلمان.

(5) تقدمت تخريجاته في الحديث (37).

(6) من غيبة النعماني، وراجع تعليقتنا على الحديث (78).

(7) في " م، ط ": عماد، تصحيف، صوابه ما في المتن، راجع رجال الطوسي: 168.

(8) في " ط ": الفرد.

(9) غيبة النعماني: 178 / 22 و 23 و: 179 / 24، يأتي مثله الحديث (111).

الصفحة 487 

485 / 89 - وعنه، عن أبيه أبي محمد هارون بن موسى (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا علي بن محمد الرازي، عمن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العام الذي لا يشهد صاحب هذا الأمر الموسم، لا يقبل من الناس حجهم.(1)

486 / 90 - وعنه، عن أبيه، عن محمد بن همام، [قال: حدثنا جعفر بن محمد ابن مالك الفزاري] (2)، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد التميمي، قال: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قبل القائم (عليه السلام) خمس علامات:

السفياني، واليماني، والمرواني، وشعيب بن صالح، وكف تقول: هذا، هذا.(3)

487 / 91 - وعنه، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام (4)، قال: حدثنا القاسم ابن وهيب، قال: حدثني إسماعيل بن أبان، عن يونس بن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا خرج السفياني بعث جيشا إلينا، وجيشا إليكم، فإذا كان ذلك فأتونا على كل صعب وذلول.(5)

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد المصطفى وآله وسلم تسليما.

 

*  *  *

 

____________

(1) حلية الأبرار 2: 607.

(2) من غيبة النعماني، ولعله الصواب لبعد طبقتي ابن همام والتميمي. راجع معجم رجال الحديث 10: 93 و 307.

(3) نحوه في الكافي 8: 310 / 483، وكمال الدين وتمام النعمة: 649 / 1 و: 650 / 7، وغيبة النعماني:

252 / 9 و: 253 / 12، وغيبة الطوسي: 436 / 427، والبرهان في علامات آخر الزمان: 114 / 10.

(4) زاد في غيبة النعماني: قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، ولعله الصواب، ولم أعثر على ترجمة للقاسم بن وهيب، أو الحسن بن وهب كما في (الغيبة).

(5) غبية النعماني: 306 / 17.