في تعقيب صلاة الظهر

  «بسم الله الرحمن الرحيم»
 «سبحان ذي العز الشامخ المنيف، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم سبحان ذي الملك الفاخر القديم. والحمد لله الذي بنعمته بلغت ما بلغت من العلم به، والعمل له والرغبة اليه، والطاعة لامره، والحمد لله الذي لم يجعلني جاحداً لشيء من كتابه، ولا متحيراً في شيء من امره. والحمد لله الذي هداني لدينه ولم يجعلني اعبد شيئاً غيره. اللهم اني اسالك قول التوابين وعملهم، ونجاة المجاهدين وثوابهم، وتصديق المؤمنين وتوكلهم، والراحة عند الموت، والامن عند الحساب، واجعل الموت خير غائب انتظره، وخير مطلع يطلع علي وارزقني - عند حضور الموت، وعند نزوله، وفي غمراته وحين تنزل النفس من بين التراقي، وحين تبلغ الحلقوم، وفي حال خروجي من الدنيا، وتلك الساعة التي لا املك لنفسي فيها ضراً ولا نفعاً، ولا شدة ولارخاءً- روحاً من رحمتك، وحظاً من رضوانك وبشرىً من كرامتك، قبل ان تتوفى نفسي، وتقبض روحي، وتسلط ملك الموت على اخراج نفسي. وببشرىً منك يا رب - ليست من احد غيرك- تثلج بها صدري وتسر بها نفسي، وتقر بها عيني، ويتهلل بها وجهي، ويسفر بها لوني، ويطمئن بها قلبي، ويتباشر بها سائر جسدي. يغبطني بها من حضرني من خلقك، ومن سمع بي من عبادك تهون بها علي سكرات الموت، وتفرج عني بها كربته وتخفف بها عني شدته، وتكشف عني بها سقمه، وتذهب عني بها همه وحسرته، وتعصمني بها من اسفه وفتنه، وتجيرني بها من شره وشر ما يحضر اهله، وترزقني بها خيره وخير ما يحضر عنده وخير ما هو كائن بعده. ثم اذا توفيت نفسي وقبضت روحي، فاجعل روحي في الارواح الرائحة، واجعل نفسي في الانفس الصالحة، واجعل جسدي في الاجساد المطهرة، واجعل عملي في الاعمال المتقبلة. ثم ارزقني - في خطتي من الارض- حصتي وموضع جنتي حيث يرفت لحمي، ويدفن عظمي، واترك وحيداً لا حيلة لي. قد لفظتني البلاد، وتخلا مني العباد، وافتقرت الى رحمتك واحتجت الى صالح عملي، والقى ما مهدت لنفسي وقدمت لاخرتي، وعملت في ايام حياتي، فوزاً من رحمتك، وضياءً من نورك، وتثبيتاً من كرامتك، بالقول الثابت في الحياة الدنيا والاخرة انك تضل الظالمين وتفعل ما تشاء. ثم بارك لي في البعث والحساب، اذا انشقت الارض عني وتخلا العباد مني، وغشيتني الصيحة، وافزعتني النفخة، ونشرتنى بعد الموت، وبعثتني للحساب. فابعث معي يا رب نوراً من رحمتك، يسعى بين يدي وعن يميني تؤمنني به، وتربط به على قلبي، وتظهر به عذري، وتبيض به وجهي، وتصدق به حديثي، وتفلج به حجتي، وتبلغني به العروة القصوى من رحمتك، وتحلني الدرجة العليا من جنتك وترزقني به مرافقة محمد النبي عبدك ورسولك صلى الله عليه وآله في اعلى الجنة درجةً، وابلغها فضيلةً، وابرها عطيةً، وارفعها نفسةً مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن اولئك رفيقاً. اللهم صل على محمد خاتم النبيين، وعلى جميع الانبياء والمراسلين، وعلى الملائكة اجمعين، وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى ائمة الهدى اجمعين، امين رب العالمين. اللهم صل على محمد كما هديتنا به، وصل على محمد كما رحمتنا به وصل على محمد كما عززتنا به، وصل على محمد كما فضلتنا به وصل على محمد كما شرفتنا به، وصل على محمد كما نصرتنا به وصل على محمد كما انقذتنا به من شفا حفرة من النار. اللهم بيض وجهه، واعل كعبه، وافلج حجته، واتمم نوره، وثقل ميزانه، وعظم برهانه، وافسح له حتى يرضى، وبلغه الدرجة والوسيلة من الجنة، وابعثه المقام المحمود الذى وعدته، واجعله افضل النبيين والمرسلين عندك منزلة ووسيلةً. واقصص بنا اثره، واسقنا بكأسه، واوردنا حوضه، واحشرنا في زمرته، وتوفنا على ملته، واسلك بنا سبله، واستعملنا بسنته، غير خزايا ولا نادمين، ولا شاكين، ولا مبدلين. يا من بابه مفتوح لداعيه، وحجابه مرفوع لراجيه، يا ساتر الامر القبيح، ومداوي القلب الجريح، لا تفضحني في مشهد القيامة بموبقات الاثام، ولا تعرض بوجهك الكريم عني من بين الانام. يا غاية المضطر الفقير، ويا جابر العظم الكسير، هب لي موبقات الجرائر، واعف عن فاضحات السرائر، واغسل قلبي من وزر الخطايا، وارزقني ‌حسن الاستعداد لنزول المنايا. يا اكرم الاكرمين ومنتهى امنية السائلين، انت مولاي، فتحت لي باب الدعاء والانابة، فلا تغلق عني باب القبول والاجابة، ونجني برحمتك من النار، وبوئني‌ غرفات الجنان، واجعلني متمسكاً بالعروة الوثقى، واختم لي بالسعادة. واحيني بالسلامة يا ذا الفضل والكمال، والعزة والجلال ولا تشمت بي عدواً ولا حاسداً، ولا تسلط علي سلطاناً عنيداً ولا شيطاناً مريداً، برحمتك يا ارحم الراحمين، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً».
*******
المصدر: الصحيفة الفاطمية الجامعة لادعية سيدة النساء فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)