دعاؤه (عليه السلام) في القنوت

ذكره ابن طاووس في كتابه: «اللهم منك البداء ولك المشية، ولك الحول، ولك القوة وانت الله الذي لا اله الا انت، جعلت قلوب أوليائك مسكناً لمشيتك وممكناً(2) لإرادتك، وجعلت عقولهم مناصب أو امرك ونواهيك. فانت اذا شئت ما تشاء حركت من اسرارهم كوامن ما ابطنت فيهم، وابدأت من ارادتك على السنتهم ما افهمتهم به عنك في عقودهم بعقول تدعوك، وتدعو اليك بحقائق ما منحتهم واني لأعلم مما علمتني مما انت، المشكور على ما منه اريتني واليه آويتني. اللهم واني مع ذلك كله عائذ بك، لائذ بحولك وقوتك راض بحكمك الذي سقته الي في علمك جار بحيث اجريتني، قاصد مما اممتني غير ضنين بنفسي فيما يرضيك عني اذ به قد رضيتني ولا قاصر بجهدي عما اليه ندبتني، مسارع لما عرفتني، شارع فيما اشرعتني، مستبصر ما بصرتني، مراع ما ارعيتني، ولا(3) تخلني من رعايتك، ولا تخرجني من عنايتك ولا تقعدني عن حولك(4)، ولا تخرجني عن مقصد انال به ارادتك، واجعل على البصيرة مدرجي وعلى الهداية مهجتي، وعلى الرشاد مسلكي، حتى تنيلني وتنيل بي امنيتي وتحل بي على ما به أردتني وله خلقتني واليه أويت بي، واعذ اولياءك من الافتتان بي، وفتنهم برحمتك لرحمتك في نقمتك تفتين الاجتباء والاستخلاص بسلوك طريقتي، واتباع مهجتي، والحقني بالصالحين من آبائي، وذوي لحمتي». (1)
*******
(1) مهج الدعوات، ص 48.(2) ومكمناً (خ ل).(3) فلا (خ ل).(4) وقوتك (خ ل).