صوم يوم الغدير و فضل العمل والعبادة فيه

 

عن عمارة بن جوين أبى هارون العبدى أيضا قال : دخلت على أبى عبد الله الصادق عليه السلام في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ، فوجدته صائما فقال : ان هذا اليوم يوم عظم الله حرمته على المؤمنين ، إذ أكمل الله لهم فيه الذين وتمم عليهم النعمة ، وجدد لهم ما أخذ عليهم من الميثاق والعهد في الخلق الأول ، إذ أنساهم الله ذلك الموقف ، ووفقهم للقبول منه ، ولم يجعلهم من أهل الانكار الذين جحدوا . فقلت له : جعلت فداك فما صواب صوم هذا اليوم ؟ فقال : انه يوم عيد وفرح وسرور وصوم شكرا لله عز وجل ، فان صومه يعدل ستين شهرا من الأشهر الحرم ، ومن صلى فيه ركعتين أي وقت شاء ، وأفضل ذلك قرب الزوال ، وهى الساعة التي أقيم فيها أمير المؤمنين عليه السلام بغدير خم علما للناس ، وذلك أنهم كانوا قربوا من المنزل في ذلك الوقت . فمن صلى ركعتين ، ثم سجد وشكر الله عز وجل مائة مرة ، ودعا بهذا الدعاء بعد رفع رأسه من السجود ، الدعاء :

اللهم انى أسألك بأن لك الحمد وحدك لا شريك له ، وأنك واحد أحد صمد ، ولم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد، وأن محمدا عبدك ورسولك صلواتك عليه وآله . يامن هو كل يوم في شأن ، كما كان من شأنك أن تفضلت على بأن
جعلتني من أهل اجابتك وأهل دينك وأهل دعوتك ، ووفقتني لذلك في مبتدء خلقي تفضلا منك وكرما وجودا ، ثم أردفت

الفضل فضلا ، والجود جودا ، والكرم كرما ، رأفة منك ورحمة إلى أن جددت ذلك العهد لي تجديدا بعد تجديدك خلقي، وكنت نسيا منسيا ناسيا ساهيا غافلا . فأقمت نعمتك بأن ذكرتني ذلك ومننت به على وهديتني له فليكن من شأنك

يا الهي وسيدي ومولاي، أن تتم لى ذلك ولا تسلبنيه حتى تتوفانى على ذلك ، وأنت عنى راض ، فانك أحق المنعمين

أن تتم نعمتك على . اللهم سمعنا وأجبنا داعيك بمنك فلك الحمد ، غفرانك ربنا واليك المصير ، آمنا بالله وحده لا شريك له ، وبرسوله محمد صلى الله عليه وآله وصدقنا وأجبنا داعى الله واتبعنا الرسول في موالاة مولانا ومولى المؤمنين،أمير المؤمنين على بن أبى طالب عبد الله وأخى رسوله ، والصديق الأكبر ، والحجة على بريته ، المؤيد به نبيه ودينه
الحق المبين ، علما لدين الله ، وخازنا لعلمه ، وعيبة غيب الله ، وموضع سر الله ، وأمين الله على خلقه ، وشاهده في بريته . اللهم اننا سمعنا مناديا ينادى للإيمان أن آمنوا بربكم ، فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لاتخلف الميعاد . فانا يا ربنا بمنك ولطفك أجبنا داعيك ، واتبعنا الرسول وصدقناه وصدقنا مولى المؤمنين ، وكفرنا بالجبت والطاغوت ، فولنا ما تولينا ، واحشرنا مع أئمتنا فانا بهم مؤمنون موقنون ولهم مسلمون . آمنا بسرهم وعلانيتهم ، وشاهدهم وغائبهم ، وحيهم ، ورضينا بهم أئمة وقادة وسادة ، وحسابنا بهم بيننا وبين الله دون خلقه لانبتغي بهم بدلا ، ولانتخذ من دونهم وليجة ، وبرئنا الى الله من كل من نصب لهم حربا من الجن والإنس من الأولين والآخرين ، وكفرنا بالجبت والطاغوت والأوثان الأربعة وأشياعهم وأتبائهم وكل من والاهم من الجن والإنس من أول الدهر إلى آخره . اللهم انا نشهدك أنا ندين بمادان به محمد وآل محمد ، صلى الله عليه وعليهم وقولنا ما قالوا ، وديننا ما دانوا به ، ما قالوا به قلنا ، ومادانو به دنا ، وما أنكروا أنكرنا ومن والوا والينا ، ومن عادوا عادينا ، ومن لعنوا لعنا ، ومن تبرؤا منه تبرأنا منه ، ومن ترحموا عليه ، آمنا وسلمنا
ورضينا واتبعنا موالينا صلوات الله عليهم . اللهم فتمم لنا ذلك ولا تسلبناه ، واجعله مستقرا ثابتا عندنا ، ولا تجعله مستعارا ، وأحينا ما أحييتنا عليه وامتنا إذا أمتنا عليه ، آل محمد أئمتنا ، فبهم نأتم وإياهم نوالى ، وعدوهم عدو الله نعادي ، فاجعلنا معهم في الدنيا والآخرة ومن المقربين ، فانا بذلك راضون يا أرحم الراحمين .

ثم تسجد وتمحد الله مائة مرة وتشكر الله عز وجل مائة مرة وأنت ساجد ، فانه من فعل ذلك كان كمن حضر ذلك اليوم وبايع رسول الله صلى الله عليه وآله على ذلك ، وكانت درجته مع درجة الصادقين الذين صدقوا الله ورسوله في موالاة مولاهم ذلك اليوم ، وكان كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين صلى الله عليه ومع الحسن والحسين صلى الله عليهما ، وكمن يكون تحت راية القائم صلى الله عليه وفى فسطاطه من النجباء والنقباء 

(إقبال الأعمال ج 2 ص 275 عنه البحار 98 : 298 ، عنه صدره الوسائل 8 : 90 ، 10 : 444 ، وفى مصباح المتهجد : 737)