دعاؤه عليه السلام في الاحتجاب

اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جميعاً خضع لنوره كل جبار وخمد(1) لهيبته أهل الأقطار وهمد(2) ولبد(3) جميع الأشرار خاضعين خاسئين لأسماء رب العالمين. حجبت عني شرور جباري الهواء ومسترقى السمع من السماء وحلال المنازل والدّيار والمتغيبين في الأسحار والبارزين في إظهار النهار. حجبتكم وزجرتكم معاشر الجن والإنس بأسماء الله الملك الجبار خالق كل شي‏ء بمقدار لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ لا منجى لكم جميعا من صواعق القرآن المبين وعظيم أسماء رب العالمين لا ملجأ لواردكم ولا منقذ لماردكم(4) ولا منقذ لهاربكم من ركسة التثبيط ونزاع المهيط ورواجس التخبيط. فرائغكم(5) محبوس ونجم طالعكم منحوس مطموس(6) وشامخ علمكم منكوس فاشتبكوا أحيانا وتمزقوا أشتاتا وتواقعوا بأسماء الله أمواتا الله أغلب وهو غالب وإليه يرجع كل شي‏ء وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ.
*******
(1) خمد النار: سكن لهبها.
(2) همد القوم: ماتوا، واصواتهم: سكنت.
(3) لبد بالمكان: اقام فيه.
(4) مرد: عتا وعصى.
(5) راغ الرجل عن الطريق: حاد عنه وذهب هكذا وهكذا.
(6) طمس: درس وامنحى.