دعاؤه (عليه السلام) في يوم النصف من رجب، المسمّى بدعاء امّ داوود

 

روي أنّه لمّا حَبَسَ الْمَنْصُورَ الدوانيقي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ وَجَمَاعَةً مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ وَقَتَلَ وَلَدَيْهِ مُحَمَّداً وَإِبْرَاهِيمَ أَخَذَ دَاوُدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ وَحَبَسَهُ قالت أمّه: غَابَ داوودُ عَنِّي حِيناً بِالْعِرَاقِ وَلَمْ أَسْمَعْ لَهُ خَبَراً، وَلَمْ أَزَلْ أَدْعُو وَأَتَضَرَّعُ إِلَى اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ، وَلا أَرَى فِي دُعَائِي الإِجَابَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصّادق (عليه السلام) يَوْماً أَعُودُهُ فِي عِلَّةٍ وَجَدَهَا، فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ وَدَعَوْتُ لَهُ.  فَقَالَ لِي: يَا أُمَّ دَاوُدَ وَمَا فَعَلَ دَاوُدُ؟  فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي وَأَيْنَ دَاوُدُ وَقَدْ فَارَقَنِي مُنْذُ مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ، وَهُوَ مَحْبُوسٌ بِالْعِرَاقِ.  فَقَالَ: وَأَيْنَ أَنْتِ عَنْ دُعَاءِ الاسْتِفْتَاحِ – الى أن قال (عليه السلام):  قَدْ دَنَا الشَّهْرُ الْحَرَامُ الْعَظِيمُ شَهْرُ رَجَبٍ، وَهُوَ شَهْرٌ مَسْمُوعٌ فِيهِ الدُّعَاءُ، شَهْرُ اللَّهِ الأَصَمُّ، وَصُومِي الثَّلاثَةَ الأَيَّامَ الْبِيضَ، وَهِيَ يَوْمُ الثَّالِثَ عَشَرَ وَالرَّابِعَ عَشَرَ وَالْخَامِسَ عَشَرَ، وَاغْتَسِلِي فِي يَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ وَقْتَ الزَّوَالِ وَصَلِّي الزوالَ ثمانِي ركعات. ثمّ صَلِّي الظُهرَ وَتركعين بعدَ الظُهرِ وَتقولين بعد الركعتين: يا قاضِيَ حَوائجِ السّائِلينَ - مائة مرّة. ثمّ تصلّين بعد ذلك ثماني ركعاتٍ (1)، ثمّ صَلّي العصر، وَلتكن صلاتك في ثوبٍ نظيفٍ، وَاجتهدي أن لا يدخل عليك أحدٌ يُكلّمُكِ. ثمّ استقبلي القبلة وَاقرأي الحمدَ مائة مرّةٍ، وَ«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» مائة، وَآية الكرسيّ عشرَ مرّاتٍ، ثمّ اقرأي سورةَ الانعامِ وَبني إسرائيل، وَسورة الكهف، وَلقمان، وَيس، وَالصّافّاتِ، وَحم السّجدة، وَحم عسق، وَحم الدّخان، وَالفتح، وَالواقعة، وَسورة المُلكِ، وَ«ن وَالْقَلَمِ»، وَ«إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ»، وَما بعدها إلى آخر القرآن، وَإن لم تُحسِني ذلك وَلم تُحسِني قراءتَهُ مِنَ المُصحفِ كرّرتِ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ألف مرّة. فاذا فرغتِ منْ ذلك وَأنتِ مستبلقةً القبلة فقولي. 
بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَحِيمِ صَدَقَ اللهُ الْعَظِيمُ الَّذي لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، الْحَلِيمُ (2) الْكَريُم، الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَليمُ، الْبَصيرُ الْخَبيرُ، شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَبَلَّغَتْ رُسُلُهُ الْكِرامُ وَأنَا عَلى ذلِكَ مِنَ الشّاهِدينَ. اَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الْمَجْدُ، وَلَكَ الْعِزُّ، وَلَكَ الْفَخْرُ، وَلَكَ الْقَهْرُ، وَلَكَ النِّعْمَةُ، وَلَكَ الْعَظَمَةُ، وَلَكَ الْرَّحْمَةُ، وَلَكَ الْمَهابَةُ، وَلَكَ السُّلْطانُ، وَلَكَ الْبَهاءُ، وَلَكَ الاِمْتـِنانُ، وَلَكَ التَّسْبيحُ، وَلَكَ التَّقْديسُ، وَلَكَ التَّهْليلُ، وَلَكَ التَّكْبيرُ، وَلَكَ ما يُرى وَلَكَ ما لا يُرى، وَلَكَ ما فَوْقَ السَّمَاوَاتِ الْعُلَى، وَلَكَ مَا تَحْتَ الثَّرَى، وَلَكَ الاَرَضُونَ السُّفْلَى، وَلَكَ الاخِرَةُ وَالاُولى، وَلَكَ ما تَرْضى بِهِ مِنَ الثَّناءِ وَالْحَمْدِ وَالشُّكْرِ وَالنَّعْماءِ. اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَبْرَئِيلَ، أمينِكَ عَلى وَحْيكَ، وَالْقَوِيِّ عَلى أمْرِكَ، وَالْمُطاعِ فِي سَماواتِكَ وَمَحَالِّ كَراماتِكَ، الْمُتَحَمِّلِ لِكَلِماتِكَ، النّاصِرِ لاَنْبِيائِكَ، الْمُدَمِّرِ لأعْدائِكَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى ميكائيلَ، مَلَكِ رَحْمَتِكَ، وَالْمَخْلُوقِ لِرَأفَتِكَ، وَالْمُسْتَغْفِرِ الْمُعينِ لأهْلِ طاعَتِكَ. اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى إسْرَافيلَ، حامِلِ عَرْشِكَ، وَصاحِبِ الصُّورِ، الْمُنْتَظِرِ لاَمْرِكَ، وَالوَجِلِ الْمُشْفِقِ مِنْ خِيفَتِكَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى عِزْرائيلَ، مَلَكِ هَيْبَتِكَ، الْمُوَكِّلِ عَلى عَبيدِكَ وَاِمائِكَ، الْمُطيعِ في اَرْضِكَ وَسَمائِكَ، قابِضِ أرْواحِ جَميعِ خَلْقِكَ بِاَمْرِكَ. اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى حَمَلَةِ الْعَرْشِ الطّاهِرينَ، وَعَلى السَّفَرَةِ الْكِرامِ الْبَرَرَةِ الطَّيِّبينَ، وَعَلى مَلائِكَتِكَ الْكِرامِ الْكاتِبينَ، وَعَلى مَلائِكَةِ الْجِنانِ، وَخَزَنَةِ النّيرانِ، وَمَلَكِ الْمَوْتِ وَالاَعْوَانِ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى أبينا ادَمَ، بَديعِ فِطْرَتِكَ، الَّذي كَرَّمْتَهُ (3) بِسُجُودِ مَلائِكَتِكَ وَأبَحْتَهُ جَنَّتَكَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى اُمِّنا حَوَّاءَ، الْمُطَهَّرَةِ مِنَ الرِّجْسِ، الْمُصَفّاةِ مِنَ الدَّنَسِ، الْمُفَضَّلَةِ مِنَ الإنْسِ، الْمُتَرَدِّدَةِ بَيْنَ مَحالِّ الْقُدْسِ. اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى هابِيلَ وَشيثٍ وَإِدْرِيسَ وَنُوحٍ وَهُودٍ وَصَالِحٍ، وَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ، وَيَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَالأَسْبَاطِ، وَلُوطٍ وَشُعَيْبٍ وَ أيُّوبَ، وَمُوسَى وَهَارُونَ، وَيُوشَعَ وَميشا، وَالْخِضْرِ وَذِي الْقَرْنَيْنِ، وَيُونُسَ وَإِلْيَاسَ، وَالْيَسَعَ وَذِي الْكِفْلِ، وَطَالُوتَ وَدَاوُودَ وَسُلَيَْمانَ، وَزَكَرِيَّا وَشَعْيا وَيَحْيَى، وَتُورَخَ وَمَتَّى، وَاِرْمِيا وَحَيْقُونَ، وَدانِيالَ وَعُزَيْرٍ، وَعِيسَى وَشَمْعُونَ وَجِرْجيسَ، وَالْحَوَارِيِّينَ وَالاَتْباعِ، وَخالِدٍ وَحَنْظَلَةَ وَلُقْمَانَ. اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَالَ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ وَرَحِمْتَ (4) وَبارَكْتَ عَلى إبْراهيمَ وَالِ إبْراهيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى الاَوْصِياءِ وَالسُّعَداءِ، وَالشُّهَداءِ وَأئِمَّةِ الْهُدى. اَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الأبْدالِ وَالأوْتادِ، وَالسُّيّاحِ وَالْعُبّادِ، وَالْمُخْلِصينَ وَالزُّهّادِ، وَأهْلِ الْجِدِّ وَالاِجْتِهادِ، وَاخْصُصْ مُحَمَّداً وَأهْلَ بَيْتِهِ بِأفْضَلِ صَلَواتِكَ وَأجْزَلِ كَراماتِكَ، وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ مِنِّي تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَزِدْهُ فَضْلاً وَشَرَفاً وَإكْراماً (5)، حَتَّى تُبَلِّغَهُ أعْلى دَرَجاتِ أهْلِ الشَّرَفِ مِنَ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلينَ، وَالأفاضِلِ الْمُقَرَّبِينَ. اَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى مَنْ سَمَّيْتُ وَمَنْ لَمْ اُسَمِّ، مِنْ مَلائِكَتِكَ وَأنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأهْلِ طاعَتِكَ، وَأوْصِلْ صَلَواتي إلَيْهِمْ وَإلى أرْواحِهِمْ، وَاجْعَلْهُمْ إخْواني فيكَ، وَأعْواني عَلى دُعائِكَ. اَللّهُمَّ إنِّي أسْتَشْفِعُ بِكَ إلَيْكَ، وَبِكَرَمِكَ إلى كَرَمِكَ، وَبِجُودِكَ إلى جُودِكَ، وَبِرَحْمَتِكَ إلى رَحْمَتِكَ، وَبِأهْلِ طاعَتِكَ إلَيْكَ، وَأسْألُكَ اَللّهُمَّ بِكُلِّ مَا سَألَكَ بِهِ أحَدٌ مِنْهُمْ، مِنْ مَسْألَةٍ شَريفَةٍ غَيْرِ مَرْدُودَة، وَبِمَا دَعَوْكَ بِهِ مِنْ دَعْوَةٍ مُجابَةٍ غَيْرِ مُخَـيَّـبَةٍ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
يا اللهُ يا رَحْمانُ يا رَحيمُ، يا حَليمُ يا كَرِيمُ يا عَظيمُ، يا جَليلُ يا مُنيلُ، يا جَميلُ يا كَفيلُ، يا وَكيلُ يا مُقيلُ، يا مُجيرُ يا خَبيرٌ، يا مُنيرُ يا مُبيرُ، يا مَنيعُ يا مُديلُ يا مُحيلُ، يا كَبيرُ يا قَديرُ، يا بَصيرُ يا شَكُورُ، يا بَرُّ يا طُهْرُ، يا طاهِرُ يا قاهِرُ، يا ظاهِرُ يا باطِنُ. يا ساتِرُ يا مُحيطُ، يا مُقْتَدِرُ يا حَفيظُ، يا مُتَجَبَّرُ (6) يا قَريبُ، يا وَدُودُ يا حَميدُ، يا مَجيدُ يا مُبْدِىءُ يا مُعيدُ يا شَهيدُ، يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ، يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ، يا قابِضُ يا باسِطُ، يا هادي يا مُرْسِلُ، يا مُرْشِدُ يا مُسَدَّدُ يا مُعْطي، يا مانِعُ يا دافِعُ يا رافِعُ. يا باقي يا وَاقي، يا خَلاَّقُ يا وَهَّابُ، يا تَوَّابُ، يا فَتَّاحُ يا نَفَّاحُ يا مُرْتاحُ يا مَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتاحٍ، يا نَفَّاعُ يا رَؤُوفُ يا عَطُوفُ، يا كافي يا شافي، يا مُعافي يا مُكافي يا وَفِيُّ، يا مُهَيْمِنُ، يا عَزيزُ، يا جَبَّارُ يا مُتَكَبِّرُ، يا سَلامُ يا مُؤْمِنُ، يا أحَدُ يا صَمَدُ، يا نُورُ يا مُدَبِّرُ. يا فَرْدُ يا وَتْرُ، يا قُدُّوسُ يا ناصِرُ، يا مُونِسُ يا باعِثُ يا وَارِثُ، يا عالِمُ يا حاكِمُ، يا بادي يا مُتَعالي، يا مُصَوِّرُ يا مُسَلِّمُ يا مُتَحَبِّبُ، يا قائِمُ يا دائِمُ، يا عَليمُ يا حَكيمُ، يا جَوادُ يا بارِيءُ، يا بارُّ يا سارُّ، يا عَدْلُ يا فاصِلُ، يا دَيَّانُ يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ، يا سَميعُ يا بَديعُ. يا خَفيرُ يا مُعينُ (7)، يا مُغَيِّرُ ، يا ناشِرُ يا غافِرُ يا قَديمُ، يا مُسَهِّلُ يا مُيَسِّرُ، يا مُميتُ يا مُحْيي، يا نافِعُ (8) يا رازِقُ، يا مُقَدِّرُ (9) يا مُسَبِّبُ، يا مُغيثُ يا مُغْني يا مُقْني (10)، يا خالِقُ يا راصِدُ يا وَاحِدُ، يا حاضِرُ يا جابِرُ يا حافِظُ، يا شَديدُ يا غِياثُ، يا عائِدُ يا قابِضُ (11). يا مَنْ عَلا فَاسْتَعْلى فَكانَ بِالْمَنْظَرِ الأعْلى، يا مَنْ قَرُبَ فَدَنا، وَبَعُدَ فَنَأى، وَعَلِمَ السِّرَّ وَأخْفى، يا مَنْ إلَيْهِ التَّدْبيرُ وَلَهُ الْمَقاديرُ، وَيا مَنْ الْعَسيرُ عَلَيْهِ سَهْلٌ يَسيرٌ، يا مَنْ هُوَ عَلى ما يَشاءُ قَديرٌ، يا مُرْسِلَ الرِّياحِ، يا فالِقَ الاِصْباحِ، يا باعِثَ الأرْواحِ، يا ذَا الْجُودِ وَالسَّماحِ، يا رَادَّ ما قَدْ فاتَ، يا ناشِرَ الأمْوَاتِ، يا جامِعَ الشَّتاتِ، يا رازِقَ مَنْ يَشاءُ، وَفاعِلَ ما يَشاءُ كَيْفَ يَشاءُ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا حَيُّ حينَ لا حَيَّ، يا حَيُّ يا مُحْيـِيَ الْمَوْتى، يا حَيُّ لا إلهَ إلاَّ أنْتَ، بَديعَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
يا اِلهي وَسَيِّدي صَلِّ (12) عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَالَ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَرَحِمْتَ (13) عَلى إبْراهيمَ وَالِ إبْراهيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ، وَارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتي وَفَقْري، وَانْفِرادي وَوَحْدَتي، وَخُضُوعي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَاعْتِمادي عَلَيْكَ، وَتَضَرُّعي إلَيْكَ. أدْعُوكَ دُعاءَ الْخاضِعِ الذَّليلِ، الْخاشِعِ الْخائِفِ الْمُشْفِقِ، الْبائِسِ الْمَهينِ الْحَقيرِ، الْجائِعِ الْفَقيرِ، الْعائِذِ الْمُسْتَجيرِ، الْمُقِرِّ بِذَنْبِهِ، الْمُسْتَغْفِرِ مِنْهُ، الْمُسْتَكينِ لِرَبِّهِ، دُعاءَ مَنْ أسْلَمَتْهُ ثِقَتُهُ (14)، وَرَفَضَتْهُ أحِبَّـتُهُ، وَعَظُمَتْ فُجْعَـتُهُ (15)، دُعاءَ حَرِقٍ حَزينٍ، ضَعيفٍ مَهينٍ، بائِسٍ مُسْتَكينٍ (16) بِكَ مُسْتَجيرٍ. اَللّهُمَّ وَأسْألُكَ بِأنَّكَ مَليكٌ، وَأنَّكَ ما تَشاءُ مِنْ أمْرٍ يَكُونُ، وَإِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأسْألُكَ بِحُرْمَةِ هذا الشَّهْرِ الْحَرَامِ، وَالْبَيْتِ الْحَرامِ، وَالْبَلَدِ الْحَرامِ، وَالرُّكْنِ وَالْمَقامِ، وَالمَشاعِرِ الْعِظامِ، وَبِحَقِّ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَالِهِ السَّلامُ. يا مَنْ وَهَبَ لاِدَمَ شيثاً، وَلاِبْراهيمَ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ، وَيا مَنْ رَدَّ يُوسُفَ عَلى يَعْقُوبَ، وَيا مَنْ كَشَفَ بَعْدَ الْبَلاءِ ضُرَّ أَيُّوبَ، يا رَادَّ مُوسَى عَلى اُمِّهِ، وَزائِدَ الْخِضْرِ في عِلْمِهِ، يا مَنْ وَهَبَ لِداوُودَ سُلَيْمانَ، وَلِزَكَرِيَّا يَحْيَى، وَلِمَرْيَمَ عِيسَى، يا حافِظَ بِنْتِ شُعَيْبٍ، وَيا كافِلَ وَلَدِ اُمِّ مُوسَى عَنْ والِدَتِهِ. أسْألُكَ أنْ تُ صَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَغْفِرَلي ذُنُوبي كُلَّها، وَتُجيرَني مِنْ عَذابِكَ، وَتُوجِبَ لي رِضْوانَكَ وَأمانَكَ، وَإحْسانَكَ وَغُفْرانَكَ وَجِنانَكَ، وَأسْألُكَ أنْ تَفُكَّ عَنِّي كُلَّ حَلْقَةٍ بَيْني وَبَيْنَ مَنْ يُؤْذيني، وَتَفْتَحَ لِي كُلَّ بابٍ، وَتُلَيِّنَ لي كُلَّ صَعْبٍ، وَتُسَهِّلَ لي كُلَّ عَسيرٍ، وَتُخْرِسَ عَنِّي كُلَّ ناطِقٍ بِشَرٍّ، وَتَكُفَّ عَنِّي كُلَّ بَاغٍ، وَتَكْبِتَ عَنِّي كُلَّ عَدُوٍّ لي وَحاسِدٍ، وَتَمْـنَعَ مِنِّي كُلَّ ظالِمٍ، وَتَكْفِيَني كُلَّ عائِقٍ يَحُولُ بَيْني وَبَيْنَ حاجَتي (17)، وَيُحاوِلُ أنْ يُفَرِّقَ بَيْني وَبَيْنَ طاعَتِكَ، وَيُثَبِّطَني عَنْ عِبادَتِكَ. يا مَنْ ألْجَمَ الْجِنَّ الْمُتَمَرِّدينَ، وَقَهَرَ عُتاةَ الشَّياطينِ، وَأذَلَّ رِقابَ الْمُتَجَبِّرينَ، وَرَدَّ كَيْدَ الْمُتَسَلِّطينَ عَنِ الْمُسْتَضْعَفينَ، أسْألُكَ بِقُدْرَتِكَ عَلى ما تَشاءُ، وَتَسْهيلِكَ لِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُ، أنْ تَجْعَلَ قَضاءَ حاجَتي فيما تَشاءُ.  ثمّ يَختِمُ الداعي دعاءَهُ بالسجودِ قائلاً: اَللّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ امَنْتُ، فَارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتي وَاجْتِهادي، وَتَضَرُّعي وَمَسْكَنَتي وَفَقْرِي إلَيْكَ يَا رَبِّ.  يَجْتَهِدُ في أنْ تَدْمَعَ عَيناهُ فإنَّ ذلِكَ عَلامَةُ الإجابَة.
*******
(1) تقرأين في كلّ ركعة يعني من نوافل العصر بعد الفاتحة ثلاث مرّات: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» وَسورة الكوثر مرّة (خ ل).
(2) الحكيم (خ ل).
(3) اكرمته (خ ل).
(4) ترحّمت (خ ل).
(5) كرماً (خ ل).
(6) مجير (خ ل).
(7) مغير (خ ل).
(8) رافع (خ ل).
(9) مقتدر (خ ل).
(10) مفني (خ ل).
(11) يا منيب، يا مبين، يا طاهر، يا مجيب، يا متفضّل، يا مستجيب، يا عادل، يا بصير، يا معوّل، يا مسدّد، يا أوّاب، يا وَافي، يا راشد، يا ملك، يا ربّ، يا معزّ، يا مذلّ، يا ماجد، يا رازق، يا وَليّ، يا فاضل، يا سبحان (خ ل).
(12) لا اله الاّ انت بديع السماوات والارض يا الهي صلّ (خ ل).
(13) ترحّمت (خ ل).
(14) نفسه (خ ل).
(15) فجيعته (خ ل).
(16) مسكين (خ ل).
(17) ولدي (خ ل).