باب صفة وضوء رسول اللّه ص

74-  قال أبو جعفر الباقر ع أ لا أحكي لكم وضوء رسول اللّه ص فقيل له بلى فدعا بقعب فيه شي‏ء من ماء فوضعه بين يديه ثمّ حسر عن ذراعيه ثمّ غمس فيه كفّه اليمنى ثمّ قال هذا إذا كانت الكفّ طاهرة ثمّ غرف ملأها ماء ثمّ وضعه على جبهته و قال بسم اللّه و سيّله على أطراف لحيته ثمّ أمرّ يده على وجهه و ظاهر جبينيه مرّة واحدة ثمّ غمس يده اليسرى فغرف بها ملأها ثمّ وضعه على مرفقه اليمنى فأمرّ كفّه على ساعده حتّى جرى الماء على أطراف أصابعه ثمّ غرف بيمينه ملأها فوضعه على مرفقه الأيسر فأمرّ كفّه على ساعده حتّى جرى الماء على أطراف أصابعه و مسح على مقدّم رأسه و ظهر قدميه ببلّة بقيّة مائه

75-  و روي أنّ رسول اللّه ص توضّأ ثمّ مسح على نعليه فقال له المغيرة أ نسيت يا رسول اللّه قال بل أنت نسيت هكذا أمرني ربّي

 -  و قال الصّادق ع و اللّه ما كان وضوء رسول اللّه ص إلّا مرّة مرّة و توضّأ النّبيّ ص مرّة مرّة فقال هذا وضوء لا يقبل اللّه الصّلاة إلّا به

 فأمّا الأخبار الّتي رويت في أنّ الوضوء مرّتين مرّتين فأحدها

77-  بإسناد منقطع يرويه أبو جعفر الأحول ذكره عمّن رواه عن أبي عبد اللّه ع قال فرض اللّه الوضوء واحدة واحدة و وضع رسول اللّه ص للنّاس اثنتين اثنتين

 و هذا على جهة الإنكار لا على جهة الإخبار كأنّه ع يقول حدّ اللّه حدّا فتجاوزه رسول اللّه ص و تعدّاه و قد قال اللّه تعالى و من يتعدّ حدود اللّه فقد ظلم نفسه

78-  و قد روي أنّ الوضوء حدّ من حدود اللّه ليعلم اللّه من يطيعه و من يعصيه و أنّ المؤمن لا ينجّسه شي‏ء و إنّما يكفيه مثل الدّهن

79-  و قال الصّادق ع من تعدّى في وضوئه كان كناقضه

80-  و في ذلك حديث آخر بإسناد منقطع رواه عمرو بن أبي المقدام قال حدّثني من سمع أبا عبد اللّه ع يقول إنّي لأعجب ممّن يرغب أن يتوضّأ اثنتين اثنتين و قد توضّأ رسول اللّه ص اثنتين اثنتين فإنّ النّبيّ ص كان يجدّد الوضوء لكلّ فريضة و لكلّ صلاة

 فمعنى الحديث هو إنّي لأعجب ممّن يرغب عن تجديد الوضوء و قد جدّده النّبيّ ص و الخبر الّذي روي أنّ من زاد على مرّتين لم يؤجر يؤكّد ما ذكرته و معناه أنّ تجديده بعد التّجديد لا أجر له كالأذان من صلّى الظّهر و العصر بأذان و إقامتين أجزأه و من أذّن للعصر كان أفضل و الأذان الثّالث بدعة لا أجر له و كذلك ما روي أنّ مرّتين أفضل معناه التّجديد و كذلك ما روي في مرّتين أنّه إسباغ

 -  و روي أنّ تجديد الوضوء لصلاة العشاء يمحو لا و اللّه و بلى و اللّه

82-  و روي في خبر آخر أنّ الوضوء على الوضوء نور على نور و من جدّد وضوءه من غير حدث آخر جدّد اللّه عزّ و جلّ توبته من غير استغفار

 و قد فوّض اللّه عزّ و جلّ إلى نبيّه ع أمر دينه و لم يفوّض إليه تعدّي حدوده

83-  و قول الصّادق ع من توضّأ مرّتين لم يؤجر

 يعني به أنّه أتى بغير الّذي أمر به و وعد الأجر عليه فلا يستحقّ الأجر و كذلك كلّ أجير إذا فعل غير الّذي استؤجر عليه لم يكن له أجرة