باب النّوادر

5762-  روى حمّاد بن عمرو و أنس بن محمّد عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن أبي طالب ع عن النّبيّ ص أنّه قال له يا عليّ أوصيك بوصيّة فاحفظها فلا تزال بخير ما حفظت وصيّتي يا عليّ من كظم غيظا و هو يقدر على إمضائه أعقبه اللّه يوم القيامة أمنا و إيمانا يجد طعمه يا عليّ من لم يحسن وصيّته عند موته كان نقصا في مروءته و لم يملك الشّفاعة يا عليّ أفضل الجهاد من أصبح لا يهمّ بظلم أحد يا عليّ من خاف النّاس لسانه فهو من أهل النّار يا عليّ شرّ النّاس من أكرمه النّاس اتّقاء فحشه و روي شرّه يا عليّ شرّ النّاس من باع آخرته بدنياه و شرّ من ذلك من باع آخرته بدنيا غيره يا عليّ من لم يقبل العذر من متنصّل صادقا كان أو كاذبا لم ينل شفاعتي يا عليّ إنّ اللّه عزّ و جلّ أحبّ الكذب في الصّلاح و أبغض الصّدق في الفساد يا عليّ من ترك الخمر لغير اللّه سقاه اللّه من الرّحيق المختوم فقال عليّ ع لغير اللّه قال نعم و اللّه صيانة لنفسه يشكره اللّه على ذلك يا عليّ شارب الخمر كعابد وثن يا عليّ شارب الخمر لا يقبل اللّه عزّ و جلّ صلاته أربعين يوما فإن مات في الأربعين مات كافرا قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه يعني إذا كان مستحلّا لها يا عليّ كلّ مسكر حرام و ما أسكر كثيره فالجرعة منه حرام يا عليّ جعلت الذّنوب كلّها في بيت و جعل مفتاحها شرب الخمر يا عليّ يأتي على شارب الخمر ساعة لا يعرف فيها ربّه عزّ و جلّ يا عليّ إنّ إزالة الجبال الرّواسي أهون من إزالة ملك مؤجّل لم تنقض أيّامه يا عليّ من لم تنتفع بدينه و لا دنياه فلا خير لك في مجالسته و من لم يوجب لك فلا توجب له و لا كرامة يا عليّ ينبغي أن يكون في المؤمن ثمان خصال وقار عند الهزاهز و صبر عند البلاء و شكر عند الرّخاء و قنوع بما رزقه اللّه عزّ و جلّ لا يظلم الأعداء و لا يتحامل على الأصدقاء بدنه منه في تعب و النّاس منه في راحة يا عليّ أربعة لا تردّ لهم دعوة إمام عادل و والد لولده و الرّجل يدعو لأخيه بظهر الغيب و المظلوم يقول اللّه عزّ و جلّ و عزّتي و جلالي لأنتصرنّ لك و لو بعد حين يا عليّ ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلّا أنفسهم الذّاهب إلى مائدة لم يدع إليها و المتأمّر على ربّ البيت و طالب الخير من أعدائه و طالب الفضل من اللّئام و الدّاخل بين اثنين في سرّ لم يدخلاه فيه و المستخفّ بالسّلطان و الجالس في مجلس ليس له بأهل و المقبل بالحديث على من لا يسمع منه يا عليّ حرّم اللّه الجنّة على كلّ فاحش بذيّ لا يبالي ما قال و لا ما قيل له يا عليّ طوبى لمن طال عمره و حسن عمله يا عليّ لا تمزح فيذهب بهاؤك و لا تكذب فيذهب نورك و إيّاك و خصلتين الضّجر و الكسل فإنّك إن ضجرت لم تصبر على حقّ و إن كسلت لم تؤدّ حقّا يا عليّ لكلّ ذنب توبة إلّا سوء الخلق فإنّ صاحبه كلّما خرج من ذنب دخل في ذنب يا عليّ أربعة أسرع شي‏ء عقوبة رجل أحسنت إليه فكافأك بالإحسان إساءة و رجل لا تبغي عليه و هو يبغي عليك و رجل عاهدته على أمر فوفيت له و غدر بك و رجل وصل قرابته فقطعوه يا عليّ من استولى عليه الضّجر رحلت عنه الرّاحة يا عليّ اثنتا عشرة خصلة ينبغي للرّجل المسلم أن يتعلّمها على المائدة أربع منها فريضة و أربع منها سنّة و أربع منها أدب فأمّا الفريضة فالمعرفة بما يأكل و التّسمية و الشّكر و الرّضا و أمّا السّنّة فالجلوس على الرّجل اليسرى و الأكل بثلاث أصابع و أن يأكل ممّا يليه و مصّ الأصابع و أمّا الأدب فتصغير اللّقمة و المضغ الشّديد و قلّة النّظر في وجوه النّاس و غسل اليدين يا عليّ خلق اللّه عزّ و جلّ الجنّة من لبنتين لبنة من ذهب و لبنة من فضّة و جعل حيطانها الياقوت و سقفها الزّبرجد و حصاها اللّؤلؤ و ترابها الزّعفران

 و المسك الأذفر ثمّ قال لها تكلّمي فقالت لا إله إلّا اللّه الحيّ القيّوم قد سعد من يدخلني قال اللّه جلّ جلاله و عزّتي و جلالي لا يدخلها مدمن خمر و لا نمّام و لا ديّوث و لا شرطيّ و لا مخنّث و لا نبّاش و لا عشّار و لا قاطع رحم و لا قدريّ يا عليّ كفر باللّه العظيم من هذه الأمّة عشرة القتّات و السّاحر و الدّيّوث و ناكح المرأة حراما في دبرها و ناكح البهيمة و من نكح ذات محرم و السّاعي في الفتنة و بائع السّلاح من أهل الحرب و مانع الزّكاة و من وجد سعة فمات و لم يحجّ يا عليّ لا وليمة إلّا في خمس في عرس أو خرس أو عذار أو وكار أو ركاز فالعرس التّزويج و الخرس النّفاس بالولد و العذار الختان و الوكار في بناء الدّار و شرائها و الرّكاز الرّجل يقدم من مكّة قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه سمعت بعض أهل اللّغة يقول في معنى الوكار يقال للطّعام الّذي يدعى إليه النّاس عند بناء الدّار أو شرائها الوكيرة و الوكار منه و الطّعام الّذي يتّخذ للقدوم من السّفر يقال له النّقيعة و يقال له الرّكاز أيضا و الرّكاز الغنيمة كأنّه يريد أنّ في اتّخاذ الطّعام للقدوم من مكّة غنيمة لصاحبه من الثّواب الجزيل و منه قول النّبيّ ص الصّوم في الشّتاء الغنيمة الباردة يا عليّ لا ينبغي للعاقل أن يكون ظاعنا إلّا في ثلاث مرمّة لمعاش أو تزوّد لمعاد أو لذّة في غير محرّم يا عليّ ثلاث من مكارم الأخلاق في الدّنيا و الآخرة أن تعفو عمّن ظلمك و تصل من قطعك و تحلم عمّن جهل عليك يا عليّ بادر بأربع قبل أربع شبابك قبل هرمك و صحّتك قبل سقمك و غناك قبل فقرك و حياتك قبل موتك يا عليّ كره اللّه عزّ و جلّ لأمّتي العبث في الصّلاة و المنّ في الصّدقة و إتيان المساجد جنبا و الضّحك بين القبور و التّطلّع في الدّور و النّظر إلى فروج النّساء لأنّه يورث العمى و كره الكلام عند الجماع لأنّه يورث الخرس و كره النّوم بين العشاءين لأنّه يحرم الرّزق و كره الغسل تحت السّماء إلّا بمئزر و كره دخول الأنهار إلّا بمئزر فإنّ فيها سكّانا من الملائكة و كره دخول الحمّام إلّا بمئزر و كره الكلام بين الأذان و الإقامة في صلاة الغداة و كره ركوب البحر في وقت هيجانه و كره النّوم فوق سطح ليس بمحجّر و قال من نام على سطح غير محجّر فقد برئت منه الذّمّة و كره أن ينام الرّجل في بيت وحده و كره أن يغشى الرّجل امرأته و هي حائض فإن فعل و خرج الولد مجذوما أو به برص فلا يلومنّ إلّا نفسه و كره أن يكلّم الرّجل مجذوما إلّا أن يكون بينه و بينه قدر ذراع و قال ع فرّ من المجذوم فرارك من الأسد و كره أن يأتي الرّجل أهله و قد احتلم حتّى يغتسل من الاحتلام فإن فعل ذلك و خرج الولد مجنونا فلا يلومنّ إلّا نفسه و كره البول على شطّ نهر جار و كره أن يحدث الرّجل تحت شجرة أو نخلة قد أثمرت و كره أن يحدث الرّجل و هو قائم و كره أن يتنعّل الرّجل و هو قائم و كره أن يدخل الرّجل بيتا مظلما إلّا مع السّراج يا عليّ آفة الحسب الافتخار يا عليّ من خاف اللّه عزّ و جلّ خاف منه كلّ شي‏ء و من لم يخف اللّه عزّ و جلّ أخافه اللّه من كلّ شي‏ء

 يا عليّ ثمانية لا يقبل اللّه منهم الصّلاة العبد الآبق حتّى يرجع إلى مولاه و النّاشز و زوجها عليها ساخط و مانع الزّكاة و تارك الوضوء و الجارية المدركة تصلّي بغير خمار و إمام قوم يصلّي بهم و هم له كارهون و السّكران و الزّبّين و هو الّذي يدافع البول و الغائط يا عليّ أربع من كنّ فيه بنى اللّه تعالى له بيتا في الجنّة من آوى اليتيم و رحم الضّعيف و أشفق على والديه و رفق بمملوكه يا عليّ ثلاث من لقي اللّه عزّ و جلّ بهنّ فهو من أفضل النّاس من أتى اللّه بما افترض عليه فهو من أعبد النّاس و من ورع عن محارم اللّه عزّ و جلّ فهو من أورع النّاس و من قنع بما رزقه اللّه فهو من أغنى النّاس يا عليّ ثلاث لا تطيقها هذه الأمّة المواساة للأخ في ماله و إنصاف النّاس من نفسه و ذكر اللّه على كلّ حال و ليس هو سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر و لكن إذا ورد على ما يحرم عليه خاف اللّه عزّ و جلّ عنده و تركه يا عليّ ثلاثة إن أنصفتهم ظلموك السّفلة و أهلك و خادمك و ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة حرّ من عبد و عالم من جاهل و قويّ من ضعيف يا عليّ سبعة من كنّ فيه فقد استكمل حقيقة الإيمان و أبواب الجنّة مفتّحة له من أسبغ وضوءه و أحسن صلاته و أدّى زكاة ماله و كفّ غضبه و سجن لسانه و استغفر لذنبه و أدّى النّصيحة لأهل بيت نبيّه يا عليّ لعن اللّه ثلاثة آكل زاده وحده و راكب الفلاة وحده و النّائم في بيت وحده يا عليّ ثلاثة يتخوّف منهنّ الجنون التّغوّط بين القبور و المشي في خفّ واحد و الرّجل ينام وحده يا عليّ ثلاث يحسن فيهنّ الكذب المكيدة في الحرب و عدتك زوجتك و الإصلاح بين النّاس و ثلاثة مجالستهم تميت القلب مجالسة الأنذال و مجالسة الأغنياء و الحديث مع النّساء يا عليّ ثلاث من حقائق الإيمان الإنفاق من الإقتار و إنصافك النّاس من نفسك و بذل العلم للمتعلّم يا عليّ ثلاث من لم يكن فيه لم يتمّ عمله ورع يحجزه عن معاصي اللّه و خلق يداري به النّاس و حلم يردّ به جهل الجاهل يا عليّ ثلاث فرحات للمؤمن في الدّنيا لقاء الإخوان و تفطير الصّائم و التّهجّد من آخر اللّيل يا عليّ أنهاك عن ثلاث خصال الحسد و الحرص و الكبر يا عليّ أربع خصال من الشّقاوة جمود العين و قساوة القلب و بعد الأمل و حبّ البقاء يا عليّ ثلاث درجات و ثلاث كفّارات و ثلاث مهلكات و ثلاث منجيات فأمّا الدّرجات فإسباغ الوضوء في السّبرات و انتظار الصّلاة بعد الصّلاة و المشي باللّيل و النّهار إلى الجماعات و أمّا الكفّارات فإفشاء السّلام و إطعام الطّعام و التّهجّد باللّيل و النّاس نيام و أمّا المهلكات فشحّ مطاع و هوى متّبع و إعجاب المرء بنفسه و أمّا المنجيات فخوف اللّه في السّرّ و العلانية و القصد في الغنى و الفقر و كلمة العدل في الرّضا و السّخط يا عليّ لا رضاع بعد فطام و لا يتم بعد احتلام يا عليّ سر سنتين برّ والديك سر سنة صل رحمك سر ميلا عد مريضا سر ميلين شيّع جنازة سر ثلاثة أميال أجب دعوة سر أربعة أميال زر أخا في اللّه سر خمسة أميال أجب الملهوف سر ستّة أميال انصر المظلوم و عليك بالاستغفار يا عليّ للمؤمن ثلاث علامات الصّلاة و الزّكاة و الصّيام و للمتكلّف ثلاث علامات يتملّق إذا حضر و يغتاب إذا غاب و يشمت بالمصيبة و للظّالم ثلاث علامات يقهر من دونه بالغلبة و من فوقه بالمعصية و يظاهر الظّلمة و للمرائي ثلاث علامات ينشط إذا كان عند النّاس و يكسل إذا كان وحده و يحبّ أن يحمد في جميع أموره و للمنافق ثلاث علامات إذا حدّث كذب و إذا وعد أخلف و إذا ائتمن خان يا عليّ تسعة أشياء تورث النّسيان أكل التّفّاح الحامض و أكل الكزبرة و الجبنّ و سؤر الفأرة و قراءة كتابة القبور و المشي بين امرأتين و طرح القملة و الحجامة في النّقرة و البول في الماء الرّاكد يا عليّ العيش في ثلاثة دار قوراء و جارية حسناء و فرس قبّاء قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه سمعت رجلا من أهل المعرفة باللّغة بالكوفة يقول الفرس القبّاء الضّامر البطن يقال فرس أقبّ و قبّاء لأنّ الفرس يذكّر و يؤنّث و يقال للأنثى قبّاء لا غير قال ذو الرّمّة

تنصّبت حوله يوما تراقبه صحر سماحيج في أحشائها قبب

الصّحر جمع أصحر و هو الّذي يضرب لونه إلى الحمرة و هذا اللّون يكون في الحمار الوحشيّ و السّماحيج الطّوال واحدها سمحج و القبب الضّمر يا عليّ و اللّه لو أنّ الوضيع في قعر بئر لبعث اللّه عزّ و جلّ إليه ريحا ترفعه فوق الأخيار في دولة الأشرار يا عليّ من انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة اللّه و من منع أجيرا أجره فعليه لعنة اللّه و من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة اللّه فقيل يا رسول اللّه و ما ذلك الحدث قال القتل يا عليّ المؤمن من أمنه المسلمون على أموالهم و دمائهم و المسلم من سلم المسلمون من يده و لسانه و المهاجر من هجر السّيّئات يا عليّ أوثق عرى الإيمان الحبّ في اللّه و البغض في اللّه يا عليّ من أطاع امرأته أكبّه اللّه عزّ و جلّ على وجهه في النّار فقال عليّ ع و ما تلك الطّاعة قال يأذن لها في الذّهاب إلى الحمّامات و العرسات و النّائحات و لبس الثّياب الرّقاق يا عليّ إنّ اللّه تبارك و تعالى قد أذهب بالإسلام نخوة الجاهليّة و تفاخرها بآبائها ألا إنّ النّاس من آدم و آدم من تراب و أكرمهم عند اللّه أتقاهم يا عليّ من السّحت ثمن الميتة و ثمن الكلب و ثمن الخمر و مهر الزّانية و الرّشوة في الحكم و أجر الكاهن يا عليّ من تعلّم علما ليماري به السّفهاء أو يجادل به العلماء أو ليدعو النّاس إلى نفسه فهو من أهل النّار يا عليّ إذا مات العبد قال النّاس ما خلّف و قالت الملائكة ما قدّم يا عليّ الدّنيا سجن المؤمن و جنّة الكافر يا عليّ موت الفجأة راحة للمؤمن و حسرة للكافر يا عليّ أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى الدّنيا اخدمي من خدمني و أتعبي من خدمك يا عليّ إنّ الدّنيا لو عدلت عند اللّه تبارك و تعالى جناح بعوضة لما سقى الكافر منها شربة من ماء يا عليّ ما أحد من الأوّلين و الآخرين إلّا و هو يتمنّى يوم القيامة أنّه لم يعط من الدّنيا إلّا قوتا يا عليّ شرّ النّاس من اتّهم اللّه في قضائه يا عليّ أنين المؤمن تسبيح و صياحه تهليل و نومه على الفراش عبادة و تقلّبه من جنب إلى جنب جهاد في سبيل اللّه فإن عوفي مشى في النّاس و ما عليه من ذنب يا عليّ لو أهدي إليّ كراع لقبلته و لو دعيت إلى كراع لأجبت يا عليّ ليس على النّساء جمعة و لا جماعة و لا أذان و لا إقامة و لا عيادة مريض و لا اتّباع جنازة و لا هرولة بين الصّفا و المروة و لا استلام الحجر و لا حلق و لا تولّي القضاء و لا تستشار و لا تذبح إلّا عند الضّرورة و لا تجهر بالتّلبية و لا تقيم عند قبر و لا تسمع الخطبة و لا تتولّى التّزويج بنفسها و لا تخرج من بيت زوجها إلّا بإذنه فإن خرجت بغير إذنه لعنها اللّه و جبرئيل و ميكائيل و لا تعطي من بيت زوجها شيئا إلّا بإذنه و لا تبيت و زوجها عليها ساخط و إن كان ظالما لها يا عليّ الإسلام عريان فلباسه الحياء و زينته الوفاء و مروءته العمل الصّالح و عماده الورع و لكلّ شي‏ء أساس و أساس الإسلام حبّنا أهل البيت يا عليّ سوء الخلق شؤم و طاعة المرأة ندامة يا عليّ إن كان الشّؤم في شي‏ء ففي لسان المرأة يا عليّ نجا المخفّون يا عليّ من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار

 يا عليّ ثلاثة يزدن في الحفظ و يذهبن البلغم اللّبان و السّواك و قراءة القرآن يا عليّ السّواك من السّنّة و مطهرة للفم و يجلو البصر و يرضي الرّحمن و يبيّض الأسنان و يذهب بالحفر و يشدّ اللّثة و يشهّي الطّعام و يذهب بالبلغم و يزيد في الحفظ و يضاعف الحسنات و تفرح به الملائكة يا عليّ النّوم أربعة نوم الأنبياء ع على أقفيتهم و نوم المؤمنين على أيمانهم و نوم الكفّار و المنافقين على أيسارهم و نوم الشّياطين على وجوههم يا عليّ ما بعث اللّه عزّ و جلّ نبيّا إلّا و جعل ذرّيّته من صلبه و جعل ذرّيّتي من صلبك و لولاك ما كانت لي ذرّيّة يا عليّ أربعة من قواصم الظّهر إمام يعصي اللّه عزّ و جلّ و يطاع أمره و زوجة يحفظها زوجها و هي تخونه و فقر لا يجد صاحبه مداويا و جار سوء في دار مقام يا عليّ إنّ عبد المطّلب ع سنّ في الجاهليّة خمس سنن أجراها اللّه عزّ و جلّ في الإسلام حرّم نساء الآباء على الأبناء فأنزل اللّه عزّ و جلّ و لا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النّساء و وجد كنزا فأخرج منه الخمس و تصدّق به فأنزل اللّه عزّ و جلّ و اعلموا أنّما غنمتم من شي‏ء فأنّ للّه خمسه و للرّسول الآية و لمّا حفر بئر زمزم سمّاها سقاية الحاجّ فأنزل اللّه تبارك و تعالى أ جعلتم سقاية الحاجّ و عمارة المسجد الحرام كمن آمن باللّه و اليوم الآخر الآية و سنّ في القتل مائة من الإبل فأجرى اللّه عزّ و جلّ ذلك في الإسلام و لم يكن للطّواف عدد عند قريش فسنّ لهم عبد المطّلب سبعة أشواط فأجرى اللّه عزّ و جلّ ذلك في الإسلام يا عليّ إنّ عبد المطّلب كان لا يستقسم بالأزلام و لا يعبد الأصنام و لا يأكل ما ذبح على النّصب و يقول أنا على دين أبي إبراهيم ع يا عليّ أعجب النّاس إيمانا و أعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزّمان لم يلحقوا النّبيّ و حجب عنهم الحجّة فآمنوا بسواد على بياض يا عليّ ثلاثة يقسين القلب استماع اللّهو و طلب الصّيد و إتيان باب السّلطان يا عليّ لا تصلّ في جلد ما لا تشرب لبنه و لا تأكل لحمه و لا تصلّ في ذات الجيش و لا في ذات الصّلاصل و لا في ضجنان يا عليّ كل من البيض ما اختلف طرفاه و من السّمك ما كان له قشر و من الطّير ما دفّ و اترك منه ما صفّ و كل من طير الماء ما كانت له قانصة أو صيصية يا عليّ كلّ ذي ناب من السّباع و مخلب من الطّير فحرام أكله لا تأكله يا عليّ لا قطع في ثمر و لا كثر يا عليّ ليس على زان عقر و لا حدّ في التّعريض و لا شفاعة في حدّ و لا يمين في قطيعة رحم و لا يمين لولد مع والده و لا لامرأة مع زوجها و لا للعبد مع مولاه و لا صمت يوما إلى اللّيل و لا وصال في صيام و لا تعرّب بعد هجرة يا عليّ لا يقتل والد بولده يا عليّ لا يقبل اللّه دعاء قلب ساه يا عليّ نوم العالم أفضل من عبادة العابد يا عليّ ركعتين يصلّيهما العالم أفضل من ألف ركعة يصلّيها العابد يا عليّ لا تصوم المرأة تطوّعا إلّا بإذن زوجها و لا يصوم العبد تطوّعا إلّا بإذن مولاه و لا يصوم الضّيف تطوّعا إلّا بإذن صاحبه يا عليّ صوم يوم الفطر حرام و صوم يوم الأضحى حرام و صوم الوصال حرام و صوم الصّمت حرام و صوم نذر المعصية حرام و صوم الدّهر حرام يا عليّ في الزّنا ستّ خصال ثلاث منها في الدّنيا و ثلاث منها في الآخرة فأمّا الّتي في الدّنيا فيذهب بالبهاء و يعجّل الفناء و يقطع الرّزق و أمّا الّتي في الآخرة فسوء الحساب و سخط الرّحمن و خلود في النّار يا عليّ الرّبا سبعون جزءا فأيسرها مثل أن ينكح الرّجل أمّه في بيت اللّه الحرام يا عليّ درهم ربا أعظم عند اللّه عزّ و جلّ من سبعين زنية كلّها بذات محرم في بيت اللّه الحرام يا عليّ من منع قيراطا من زكاة ماله فليس بمؤمن و لا بمسلم و لا كرامة

 يا عليّ تارك الزّكاة يسأل اللّه الرّجعة إلى الدّنيا و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ حتّى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون الآية يا عليّ تارك الحجّ و هو مستطيع كافر يقول اللّه تبارك و تعالى و للّه على النّاس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا و من كفر فإنّ اللّه غنيّ عن العالمين يا عليّ من سوّف الحجّ حتّى يموت بعثه اللّه يوم القيامة يهوديّا أو نصرانيّا يا عليّ الصّدقة تردّ القضاء الّذي قد أبرم إبراما يا عليّ صلة الرّحم تزيد في العمر يا عليّ افتتح بالملح و اختتم بالملح فإنّ فيه شفاء من اثنين و سبعين داء يا عليّ لو قد قمت على المقام المحمود لشفعت في أبي و أمّي و عمّي و أخ كان لي في الجاهليّة يا عليّ أنا ابن الذّبيحين يا عليّ أنا دعوة أبي إبراهيم يا عليّ العقل ما اكتسبت به الجنّة و طلب به رضا الرّحمن يا عليّ إنّ أوّل خلق خلقه اللّه عزّ و جلّ العقل فقال له أقبل فأقبل ثمّ قال له أدبر فأدبر فقال و عزّتي و جلالي ما خلقت خلقا هو أحبّ إليّ منك بك آخذ و بك أعطي و بك أثيب و بك أعاقب يا عليّ لا صدقة و ذو رحم محتاج يا عليّ درهم في الخضاب خير من ألف درهم ينفق في سبيل اللّه و فيه أربع عشرة خصلة يطرد الرّيح من الأذنين و يجلو البصر و يليّن الخياشيم و يطيّب النّكهة و يشدّ اللّثة و يذهب بالضّنى و يقلّ وسوسة الشّيطان و تفرح به الملائكة و يستبشر به المؤمن و يغيظ به الكافر و هو زينة و طيب و يستحيي منه منكر و نكير و هو براءة له في قبره يا عليّ لا خير في القول إلّا مع الفعل و لا في المنظر إلّا مع المخبر و لا في المال إلّا مع الجود و لا في الصّدق إلّا مع الوفاء و لا في الفقه إلّا مع الورع و لا في الصّدقة إلّا مع النّيّة و لا في الحياة إلّا مع الصّحّة و لا في الوطن إلّا مع الأمن و السّرور يا عليّ حرّم من الشّاة سبعة أشياء الدّم و المذاكير و المثانة و النّخاع و الغدد و الطّحال و المرارة يا عليّ لا تماكس في أربعة أشياء في شراء الأضحيّة و الكفن و النّسمة و الكرى إلى مكّة يا عليّ أ لا أخبركم بأشبهكم بي خلقا قال بلى يا رسول اللّه قال أحسنكم خلقا و أعظمكم حلما و أبرّكم بقرابته و أشدّكم من نفسه إنصافا يا عليّ أمان لأمّتي من الغرق إذا هم ركبوا السّفن فقرءوا بسم اللّه الرّحمن الرّحيم و ما قدروا اللّه حقّ قدره و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة و السّماوات مطويّات بيمينه سبحانه و تعالى عمّا يشركون بسم اللّه مجراها و مرساها إنّ ربّي لغفور رحيم يا عليّ أمان لأمّتي من السّرق قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرّحمن أيّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى إلى آخر السّورة يا عليّ أمان لأمّتي من الهدم

  إنّ اللّه يمسك السّماوات و الأرض أن تزولا و لئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنّه كان حليما غفورا يا عليّ أمان لأمّتي من الهمّ لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم لا ملجأ و لا منجى من اللّه إلّا إليه يا عليّ أمان لأمّتي من الحرق إنّ وليّي اللّه الّذي نزّل الكتاب و هو يتولّى الصّالحين و ما قدروا اللّه حقّ قدره الآية يا عليّ من خاف من السّباع فليقرأ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم إلى آخر السّورة يا عليّ من استصعبت عليه دابّته فليقرأ في أذنها اليمنى و له أسلم من في السّماوات و الأرض طوعا و كرها و إليه يرجعون يا عليّ من كان في بطنه ماء أصفر فليكتب على بطنه آية الكرسيّ و ليشربه فإنّه يبرأ بإذن اللّه عزّ و جلّ يا عليّ من خاف ساحرا أو شيطانا فليقرأ إنّ ربّكم اللّه الّذي خلق السّماوات و الأرض الآية يا عليّ حقّ الولد على والده أن يحسن اسمه و أدبه و يضعه موضعا صالحا و حقّ الوالد على ولده أن لا يسمّيه باسمه و لا يمشي بين يديه و لا يجلس أمامه و لا يدخل معه في الحمّام يا عليّ ثلاثة من الوسواس أكل الطّين و تقليم الأظفار بالأسنان و أكل اللّحية يا عليّ لعن اللّه والدين حملا ولدهما على عقوقهما يا عليّ يلزم الوالدين من عقوق ولدهما ما يلزم الولد لهما من عقوقهما يا عليّ رحم اللّه والدين حملا ولدهما على برّهما يا عليّ من أحزن والديه فقد عقّهما يا عليّ من اغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصره فلم ينصره خذله اللّه في الدّنيا و الآخرة يا عليّ من كفى يتيما في نفقته بماله حتّى يستغني وجبت له الجنّة البتّة يا عليّ من مسح يده على رأس يتيم ترحّما له أعطاه اللّه عزّ و جلّ بكلّ شعرة نورا يوم القيامة يا عليّ لا فقر أشدّ من الجهل و لا مال أعود من العقل و لا وحشة أوحش من العجب و لا عقل كالتّدبير و لا ورع كالكفّ عن محارم اللّه تعالى و لا حسب كحسن الخلق و لا عبادة مثل التّفكّر يا عليّ آفة الحديث الكذب و آفة العلم النّسيان و آفة العبادة الفترة و آفة الجمال الخيلاء و آفة العلم الحسد يا عليّ أربعة يذهبن ضياعا الأكل على الشّبع و السّراج في القمر و الزّرع في السّبخة و الصّنيعة عند غير أهلها يا عليّ من نسي الصّلاة عليّ فقد أخطأ طريق الجنّة يا عليّ إيّاك و نقرة الغراب و فريشة الأسد يا عليّ لأن أدخل يدي في فم التّنّين إلى المرفق أحبّ إليّ من أن أسأل من لم يكن ثمّ كان يا عليّ إنّ أعتى النّاس على اللّه عزّ و جلّ القاتل غير قاتله و الضّارب غير ضاربه و من تولّى غير مواليه فقد كفر بما أنزل اللّه عزّ و جلّ عليّ يا عليّ تختّم باليمين فإنّها فضيلة من اللّه عزّ و جلّ للمقرّبين قال بم أتختّم يا رسول اللّه قال بالعقيق الأحمر فإنّه أوّل جبل أقرّ للّه تعالى بالرّبوبيّة و لي بالنّبوّة و لك بالوصيّة و لولدك بالإمامة و لشيعتك بالجنّة و لأعدائك بالنّار يا عليّ إنّ اللّه عزّ و جلّ أشرف على أهل الدّنيا فاختارني منها على رجال العالمين ثمّ اطّلع الثّانية فاختارك على رجال العالمين ثمّ اطّلع الثّالثة فاختار الأئمّة من ولدك على رجال العالمين ثمّ اطّلع الرّابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين يا عليّ إنّي رأيت اسمك مقرونا باسمي في ثلاثة مواطن فآنست بالنّظر إليه إنّي لمّا بلغت بيت المقدس في معراجي إلى السّماء وجدت على صخرتها لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه أيّدته بوزيره و نصرته بوزيره فقلت لجبرئيل ع من وزيري فقال عليّ بن أبي طالب فلمّا انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها إنّي أنا اللّه لا إله إلّا أنا وحدي محمّد صفوتي من خلقي أيّدته بوزيره و نصرته بوزيره فقلت لجبرئيل ع من وزيري فقال عليّ بن أبي طالب فلمّا جاوزت سدرة المنتهى انتهيت إلى عرش ربّ العالمين جلّ جلاله فوجدت مكتوبا على قوائمه إنّي أنا اللّه لا إله إلّا أنا وحدي محمّد حبيبي أيّدته بوزيره و نصرته بوزيره يا عليّ إنّ اللّه تبارك و تعالى أعطاني فيك سبع خصال أنت أوّل من ينشقّ

 عنه القبر معي و أنت أوّل من يقف على الصّراط معي و أنت أوّل من يكسى إذا كسيت و يحيّا إذا حيّيت و أنت أوّل من يسكن معي في علّيّين و أنت أوّل من يشرب معي من الرّحيق المختوم الّذي ختامه مسك ثمّ قال ص لسلمان الفارسيّ رحمة اللّه عليه يا سلمان إنّ لك في علّتك إذا اعتللت ثلاث خصال أنت من اللّه تبارك و تعالى بذكر و دعاؤك فيها مستجاب و لا تدع العلّة عليك ذنبا إلّا حطّته متّعك اللّه بالعافية إلى انقضاء أجلك ثمّ قال ص لأبي ذرّ رحمة اللّه عليه يا أبا ذرّ إيّاك و السّؤال فإنّه ذلّ حاضر و فقر تتعجّله و فيه حساب طويل يوم القيامة يا أبا ذرّ تعيش وحدك و تموت وحدك و تدخل الجنّة وحدك يسعد بك قوم من أهل العراق يتولّون غسلك و تجهيزك و دفنك يا أبا ذرّ لا تسأل بكفّك و إن أتاك شي‏ء فاقبله ثمّ قال ص لأصحابه أ لا أخبركم بأشراركم قالوا بلى يا رسول اللّه قال المشّاءون بالنّميمة المفرّقون بين الأحبّة الباغون للبرآء العيب

 و من ألفاظ رسول اللّه ص الموجزة الّتي لم يسبق إليها

5763-  اليد العليا خير من اليد السّفلى

5764-  ما قلّ و كفى خير ممّا كثر و ألهى

5765-  خير الزّاد التّقوى

5766-  رأس الحكمة مخافة اللّه عزّ و جلّ

5767-  خير ما ألقي في القلب اليقين

5768-  الارتياب من الكفر

5769-  النّياحة من عمل الجاهليّة

5770-  السّكر جمر النّار

5771-  الشّعر من إبليس

5772-  الخمر جماع الآثام

5773-  النّساء حبالة الشّيطان

5774-  الشّباب شعبة من الجنون

5775-  شرّ المكاسب كسب الرّبا

5776-  شرّ المآكل أكل مال اليتيم ظلما

5777-  السّعيد من وعظ بغيره

5778-  الشّقيّ من شقي في بطن أمّه

5779-  مصيركم إلى أربعة أذرع

5780-  أربى الرّبا الكذب

5781-  سباب المؤمن فسوق قتال المؤمن كفر أكل لحمه من معصية اللّه عزّ و جلّ حرمة ماله كحرمة دمه

5782-  من يكظم الغيظ يأجره اللّه عزّ و جلّ

5783-  من يصبر على الرّزيّة يعوّضه اللّه

5784-  الآن حمي الوطيس

5785-  لا يلسع المؤمن من جحر مرّتين

5786-  لا يجني على المرء إلّا يده

5787-  الشّديد من غلب نفسه

5788-  ليس الخبر كالمعاينة

5789-  اللّهمّ بارك لأمّتي في بكورها يوم سبتها و خميسها

5790-  المجالس بالأمانة

5791-  سيّد القوم خادمهم

5792-  لو بغى جبل على جبل لجعله اللّه دكّا

5793-  ابدأ بمن تعول

5794-  الحرب خدعة

5795-  المسلم مرآة لأخيه

5796-  مات حتف أنفه

5797-  البلاء موكّل بالمنطق

5798-  النّاس كأسنان المشط سواء

5799-  أيّ داء أدوى من البخل

5800-  الحياء خير كلّه

5801-  اليمين الفاجرة تذر الدّيار من أهلها بلاقع

5802-  أعجل الشّرّ عقوبة البغي

5803-  أسرع الخير ثوابا البرّ

5804-  المسلمون عند شروطهم

5805-  إنّ من الشّعر لحكمة و إنّ من البيان لسحرا

5806-  ارحم من في الأرض يرحمك من في السّماء

 -  من قتل دون ماله فهو شهيد

5808-  العائد في هبته كالعائد في قيئه

5809-  لا يحلّ للمؤمن أن يهجر أخاه المؤمن فوق ثلاث

5810-  من لا يرحم لا يرحم

5811-  النّدم توبة

5812-  الولد للفراش و للعاهر الحجر

5813-  الدّالّ على الخير كفاعله

5814-  حبّك للشّي‏ء يعمي و يصمّ

5815-  لا يشكر اللّه من لا يشكر النّاس

5816-  لا يؤوي الضّالّة إلّا الضّالّ

5817-  اتّقوا النّار و لو بشقّ تمرة

5818-  الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف

5819-  مطل الغنيّ ظلم

5820-  السّفر قطعة من العذاب

5821-  النّاس معادن كمعادن الذّهب و الفضّة

5822-  صاحب المجلس أحقّ بصدر مجلسه

 -  احثوا في وجوه المدّاحين التّراب

5824-  استنزلوا الرّزق بالصّدقة

5825-  ادفعوا البلاء بالدّعاء

5826-  جبلت القلوب على حبّ من أحسن إليها و بغض من أساء إليها

5827-  ما نقص مال من صدقة

5828-  لا صدقة و ذو رحم محتاج

5829-  الصّحّة و الفراغ نعمتان مكفورتان

5830-  عفو الملك أبقى للملك

5831-  هبة الرّجل لزوجته تزيد في عفّتها

5832-  لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

5833-  و روى لي محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ قال حدّثني الحسن بن القاسم قراءة قال حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن المعلّى قال حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن خالد قال حدّثنا عبد اللّه بن بكر المراديّ عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن الحسين عن أبيه ع قال بينا أمير المؤمنين ع ذات يوم جالس مع أصحابه يعبّيهم للحرب إذا أتاه شيخ عليه شحبة السّفر فقال أين أمير المؤمنين فقيل هو ذا فسلّم عليه ثمّ قال يا أمير المؤمنين إنّي أتيتك من ناحية الشّام و أنا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل ما لا أحصي و إنّي أظنّك ستغتال فعلّمني ممّا علّمك اللّه قال نعم يا شيخ من اعتدل يوماه فهو مغبون و من كانت الدّنيا همّته اشتدّت حسرته عند فراقها و من كان غده شرّ يوميه فهو محروم و من لم يبال بما رزئ من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك و من لم يتعاهد النّقص من نفسه غلب عليه الهوى و من كان في نقص فالموت خير له يا شيخ ارض للنّاس ما ترضى لنفسك و ائت إلى النّاس ما تحبّ أن يؤتى إليك ثمّ أقبل على أصحابه فقال أيّها النّاس أ ما ترون إلى أهل الدّنيا يمسون و يصبحون على أحوال شتّى فبين صريع يتلوّى و بين عائد و معود و آخر بنفسه يجود و آخر لا يرجى و آخر مسجّى و طالب الدّنيا و الموت يطلبه و غافل و ليس بمغفول عنه و على أثر الماضي يصير الباقي فقال له زيد بن صوحان العبديّ يا أمير المؤمنين أيّ سلطان أغلب و أقوى قال الهوى قال فأيّ ذلّ أذلّ قال الحرص على الدّنيا قال فأيّ فقر أشدّ قال الكفر بعد الإيمان قال فأيّ دعوة أضلّ قال الدّاعي بما لا يكون قال فأيّ عمل أفضل قال التّقوى قال فأيّ عمل أنجح قال طلب ما عند اللّه عزّ و جلّ قال فأيّ صاحب لك شرّ قال المزيّن لك معصية اللّه عزّ و جلّ قال فأيّ الخلق أشقى قال من باع دينه بدنيا غيره قال فأيّ الخلق أقوى قال الحليم قال فأيّ الخلق أشحّ قال من أخذ المال من غير حلّه فجعله في غير حقّه قال فأيّ النّاس أكيس قال من أبصر رشده من غيّه فمال إلى رشده قال فمن أحلم النّاس قال الّذي لا يغضب قال فأيّ النّاس أثبت رأيا قال من لم يغرّه النّاس من نفسه و من لم تغرّه الدّنيا بتشوّفها قال فأيّ النّاس أحمق قال المغترّ بالدّنيا و هو يرى ما فيها من تقلّب أحوالها قال فأيّ النّاس أشدّ حسرة قال الّذي حرم الدّنيا و الآخرة ذلك هو الخسران المبين قال فأيّ الخلق أعمى قال الّذي عمل لغير اللّه يطلب بعمله الثّواب من عند اللّه عزّ و جلّ قال فأيّ القنوع أفضل قال القانع بما أعطاه اللّه عزّ و جلّ قال فأيّ المصائب أشدّ قال المصيبة بالدّين قال فأيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ قال انتظار الفرج قال فأيّ النّاس خير عند اللّه قال أخوفهم للّه و أعملهم بالتّقوى و أزهدهم في الدّنيا قال فأيّ الكلام أفضل عند اللّه عزّ و جلّ قال كثرة ذكره و التّضرّع إليه بالدّعاء قال فأيّ القول أصدق قال شهادة أن لا إله إلّا اللّه قال فأيّ الأعمال أعظم عند اللّه عزّ و جلّ قال التّسليم و الورع قال فأيّ النّاس أصدق قال من صدق في المواطن

 ثمّ أقبل ع على الشّيخ فقال يا شيخ إنّ اللّه عزّ و جلّ خلق خلقا ضيّق الدّنيا عليهم نظرا لهم فزهّدهم فيها و في حطامها فرغبوا في دار السّلام الّتي دعاهم إليها و صبروا على ضيق المعيشة و صبروا على المكروه و اشتاقوا إلى ما عند اللّه عزّ و جلّ من الكرامة فبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان اللّه و كانت خاتمة أعمالهم الشّهادة فلقوا اللّه عزّ و جلّ و هو عنهم راض و علموا أنّ الموت سبيل من مضى و من بقي فتزوّدوا لآخرتهم غير الذّهب و الفضّة و لبسوا الخشن و صبروا على البلوى و قدّموا الفضل و أحبّوا في اللّه و أبغضوا في اللّه عزّ و جلّ أولئك المصابيح و أهل النّعيم في الآخرة و السّلام قال الشّيخ فأين أذهب و أدع الجنّة و أنا أراها و أرى أهلها معك يا أمير المؤمنين جهّزني بقوّة أتقوّى بها على عدوّك فأعطاه أمير المؤمنين ع سلاحا و حمله و كان في الحرب بين يدي أمير المؤمنين ع يضرب قدما و أمير المؤمنين ع يعجب ممّا يصنع فلمّا اشتدّ الحرب أقدم فرسه حتّى قتل رحمة اللّه عليه و أتبعه رجل من أصحاب أمير المؤمنين ع فوجده صريعا و وجد دابّته و وجد سيفه في ذراعه فلمّا انقضت الحرب أتى أمير المؤمنين ع بدابّته و سلاحه و صلّى عليه أمير المؤمنين ع و قال هذا و اللّه السّعيد حقّا فترحّموا على أخيكم

5834-  و قال أمير المؤمنين ع في وصيّته لابنه محمّد بن الحنفيّة رضي اللّه عنه يا بنيّ إيّاك و الاتّكال على الأمانيّ فإنّها بضائع النّوكى و تثبيط عن الآخرة و من خير حظّ المرء قرين صالح جالس أهل الخير تكن منهم باين أهل الشّرّ و من يصدّك عن ذكر اللّه عزّ و جلّ و ذكر الموت بالأباطيل المزخرفة و الأراجيف الملفّقة تبن منهم و لا يغلبنّ عليك سوء الظّنّ باللّه عزّ و جلّ فإنّه لن يدع بينك و بين خليلك صلحا أذك بالأدب قلبك كما تذكى النّار بالحطب فنعم العون الأدب للنّحيزة و التّجارب لذي اللّبّ اضمم آراء الرّجال بعضها إلى بعض ثمّ اختر أقربها إلى الصّواب و أبعدها من الارتياب يا بنيّ لا شرف أعلى من الإسلام و لا كرم أعزّ من التّقوى و لا معقل أحرز من الورع و لا شفيع أنجح من التّوبة و لا لباس أجمل من العافية و لا وقاية أمنع من السّلامة و لا كنز أغنى من القنوع و لا مال أذهب للفاقة من الرّضا بالقوت و من اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الرّاحة و تبوّأ خفض الدّعة الحرص داع إلى التّقحّم في الذّنوب ألق عنك واردات الهموم بعزائم الصّبر عوّد نفسك الصّبر فنعم الخلق الصّبر و احملها على ما أصابك من أهوال الدّنيا و همومها فاز الفائزون و نجا الّذين سبقت لهم من اللّه الحسنى فإنّه جنّة من الفاقة و ألجئ نفسك في الأمور كلّها إلى اللّه الواحد القهّار فإنّك تلجئها إلى كهف حصين و حرز حريز و مانع عزيز و أخلص المسألة لربّك فإنّ بيده الخير و الشّرّ و الإعطاء و المنع و الصّلة و الحرمان و قال ع في هذه الوصيّة يا بنيّ الرّزق رزقان رزق تطلبه و رزق يطلبك فإن لم تأته أتاك فلا تحمل همّ سنتك على همّ يومك و كفاك كلّ يوم ما هو فيه فإن تكن السّنة من عمرك فإنّ اللّه عزّ و جلّ سيأتيك في كلّ غد بجديد ما قسم لك و إن لم تكن السّنة من عمرك فما تصنع بغمّ و همّ ما ليس لك و اعلم أنّه لن يسبقك إلى رزقك طالب و لن يغلبك عليه غالب و لن يحتجب عنك ما قدّر لك فكم رأيت من طالب متعب نفسه مقتر عليه رزقه و مقتصد في الطّلب قد ساعدته المقادير و كلّ مقرون به الفناء اليوم لك و أنت من بلوغ غد على غير يقين و لربّ مستقبل يوما ليس بمستدبره و مغبوط في أوّل ليلة قام في آخرها بواكيه فلا يغرّنّك من اللّه طول حلول النّعم و إبطاء موارد النّقم فإنّه لو خشي الفوت عاجل بالعقوبة قبل الموت يا بنيّ اقبل من الحكماء مواعظهم و تدبّر أحكامهم و كن آخذ النّاس بما تأمر به و أكفّ النّاس عمّا تنهى عنه و أمر بالمعروف تكن من أهله فإنّ استتمام الأمور عند اللّه تبارك و تعالى الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر و تفقّه في الدّين فإنّ الفقهاء ورثة الأنبياء إنّ الأنبياء لم يورّثوا دينارا و لا درهما و لكنّهم ورّثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظّ وافر و اعلم أنّ طالب العلم يستغفر له من في السّماوات و الأرض حتّى الطّير في جوّ السّماء و الحوت في البحر و أنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به و فيه شرف الدّنيا و الفوز بالجنّة يوم القيامة لأنّ الفقهاء هم الدّعاة إلى الجنان و الأدلّاء على اللّه تبارك و تعالى و أحسن إلى جميع النّاس كما تحبّ أن يحسن إليك و ارض لهم ما ترضاه لنفسك و استقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك و حسّن مع جميع النّاس خلقك حتّى إذا غبت عنهم حنّوا إليك و إذا متّ بكوا عليك و قالوا إنّا للّه و إنّا إليه راجعون و لا تكن من الّذين يقال عند موته الحمد للّه ربّ العالمين و اعلم أنّ رأس العقل بعد الإيمان باللّه عزّ و جلّ مداراة النّاس و لا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف من لا بدّ من معاشرته حتّى يجعل اللّه إلى الخلاص منه سبيلا فإنّي وجدت جميع ما يتعايش به النّاس و به يتعاشرون مل‏ء مكيال ثلثاه استحسان و ثلثه تغافل و ما خلق اللّه عزّ و جلّ شيئا أحسن من الكلام و لا أقبح منه بالكلام

 ابيضّت الوجوه و بالكلام اسودّت الوجوه و اعلم أنّ الكلام في وثاقك ما لم تتكلّم به فإذا تكلّمت به صرت في وثاقه فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك و ورقك فإنّ اللّسان كلب عقور فإن أنت خلّيته عقر و ربّ كلمة سلبت نعمة من سيّب عذاره قاده إلى كلّ كريهة و فضيحة ثمّ لم يخلص من دهره إلّا على مقت من اللّه عزّ و جلّ و ذمّ من النّاس قد خاطر بنفسه من استغنى برأيه و من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطإ من تورّط في الأمور غير ناظر في العواقب فقد تعرّض لمفظعات النّوائب و التّدبير قبل العمل يؤمنك من النّدم و العاقل من وعظته التّجارب و في التّجارب علم مستأنف و في تقلّب الأحوال علم جواهر الرّجال الأيّام تهتك لك عن السّرائر الكامنة تفهّم وصيّتي هذه و لا تذهبنّ عنك صفحا فإنّ خير القول ما نفع اعلم يا بنيّ أنّه لا بدّ لك من حسن الارتياد و بلاغك من الزّاد مع خفّة الظّهر فلا تحمل على ظهرك فوق طاقتك فيكون عليك ثقلا في حشرك و نشرك في القيامة فبئس الزّاد إلى المعاد العدوان على العباد و اعلم أنّ أمامك مهالك و مهاوي و جسورا و عقبة كئودا لا محالة أنت هابطها و أنّ مهبطها إمّا على جنّة أو على نار فارتد لنفسك قبل نزولك إيّاها و إذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل زادك إلى القيامة فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه فاغتنمه و حمّله و أكثر من تزوّده و أنت قادر عليه فلعلّك تطلبه فلا تجده و إيّاك أن تثق لتحميل زادك بمن لا ورع له و لا أمانة فيكون مثلك مثل ظمآن رأى سرابا حتّى إذا جاءه لم يجده شيئا فتبقى في القيامة منقطعا بك و قال ع في هذه الوصيّة يا بنيّ البغي سائق إلى الحين لن يهلك امرؤ عرف قدره من حصّن شهوته صان قدره قيمة كلّ امرئ ما يحسن الاعتبار يفيدك الرّشاد أشرف الغنى ترك المنى الحرص فقر حاضر المودّة قرابة مستفادة صديقك أخوك لأبيك و أمّك و ليس كلّ أخ لك من أبيك و أمّك صديقك لا تتّخذنّ عدوّ صديقك صديقا فتعادي صديقك كم من بعيد أقرب منك من قريب وصول معدم خير من مثر جاف الموعظة كهف لمن وعاها من منّ بمعروفه أفسده من أساء خلقه عذّب نفسه و كانت البغضة أولى به ليس من العدل القضاء بالظّنّ على الثّقة ما أقبح الأشر عند الظّفر و الكآبة عند النّائبة المعضلة و القسوة على الجار و الخلاف على الصّاحب و الحنث من ذي المروءة و الغدر من السّلطان كفر النّعم موق و مجالسة الأحمق شؤم اعرف الحقّ لمن عرفه لك شريفا كان أو وضيعا من ترك القصد جار من تعدّى الحقّ ضاق مذهبه كم من دنف قد نجا و صحيح قد هوى قد يكون اليأس إدراكا و الطّمع هلاكا استعتب من رجوت عتابه لا تبيتنّ من امرئ على غدر الغدر شرّ لباس المرء المسلم من غدر ما أخلق أن لا يوفى له الفساد يبير الكثير و الاقتصاد ينمي اليسير من الكرم الوفاء بالذّمم من كرم ساد و من تفهّم ازداد امحض أخاك النّصيحة و ساعده على كلّ حال ما لم يحملك على معصية اللّه عزّ و جلّ زل معه حيث زال لا تصرم أخاك على ارتياب و لا تقطعه دون استعتاب لعلّ له عذرا و أنت تلوم اقبل من متنصّل عذره فتنالك الشّفاعة و أكرم الّذين بهم تصول و ازدد لهم طول الصّحبة برّا و إكراما و تبجيلا و تعظيما فليس جزاء من عظّم شأنك أن تضع من قدره و لا جزاء من سرّك أن تسوءه أكثر البرّ ما استطعت لجليسك فإنّك إذا شئت رأيت رشده من كساه الحياء ثوبه اختفى عن العيون عيبه من تحرّى القصد خفّت عليه المؤن من لم يعط

 نفسه شهوتها أصاب رشده مع كلّ شدّة رخاء و مع كلّ أكلة غصص لا تنال نعمة إلّا بعد أذى لن لمن غاظك تظفر بطلبتك ساعات الهموم ساعات الكفّارات و السّاعات تنفد عمرك لا خير في لذّة بعدها النّار و ما خير بخير بعده النّار و ما شرّ بشرّ بعده الجنّة كلّ نعيم دون الجنّة محقور و كلّ بلاء دون النّار عافية لا تضيعنّ حقّ أخيك اتّكالا على ما بينك و بينه فإنّه ليس لك بأخ من أضعت حقّه و لا يكوننّ أخوك على قطيعتك أقوى منك على صلته و لا على الإساءة إليك أقوى منك على الإحسان إليه يا بنيّ إذا قويت فاقو على طاعة اللّه عزّ و جلّ و إذا ضعفت فاضعف عن معصية اللّه عزّ و جلّ و إن استطعت أن لا تملّك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فافعل فإنّه أدوم لجمالها و أرخى لبالها و أحسن لحالها فإنّ المرأة ريحانة و ليست بقهرمانة فدارها على كلّ حال و أحسن الصّحبة لها فيصفو عيشك احتمل القضاء بالرّضا و إن أحببت أن تجمع خير الدّنيا و الآخرة فاقطع طمعك ممّا في أيدي النّاس و السّلام عليك و رحمة اللّه و بركاته

 هذا آخر وصيّته ع لمحمّد بن الحنفيّة

5835-  و روى محمّد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان و هشام بن سالم و محمّد بن حمران عن الصّادق ع قال عجبت لمن فزع من أربع كيف لا يفزع إلى أربع عجبت لمن خاف كيف لا يفزع إلى قوله عزّ و جلّ حسبنا اللّه و نعم الوكيل فإنّي سمعت اللّه عزّ و جلّ يقول بعقبها فانقلبوا بنعمة من اللّه و فضل لم يمسسهم سوء و عجبت لمن اغتمّ كيف لا يفزع إلى قوله تعالى لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين فإنّي سمعت اللّه عزّ و جلّ يقول بعقبها فاستجبنا له و نجّيناه من الغمّ و كذلك ننجي المؤمنين و عجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلى قوله تعالى و أفوّض أمري إلى اللّه إنّ اللّه بصير بالعباد فإنّي سمعت اللّه عزّ و جلّ يقول بعقبها فوقاه اللّه سيّئات ما مكروا و عجبت لمن أراد الدّنيا و زينتها كيف لا يفزع إلى قوله تعالى ما شاء اللّه لا قوّة إلّا باللّه فإنّي سمعت اللّه عزّ و جلّ يقول بعقبها إن ترن أنا أقلّ منك مالا و ولدا فعسى ربّي أن يؤتين خيرا من جنّتك الآية و عسى موجبة

5836-  و روى محمّد بن زياد الأزديّ عن أبان بن عثمان الأحمر عن الصّادق جعفر بن محمّد ع أنّه جاء إليه رجل فقال له بأبي أنت و أمّي يا ابن رسول اللّه علّمني موعظة فقال له ع إن كان اللّه تبارك و تعالى قد تكفّل بالرّزق فاهتمامك لما ذا و إن كان الرّزق مقسوما فالحرص لما ذا و إن كان الحساب حقّا فالجمع لما ذا و إن كان الخلف من اللّه عزّ و جلّ حقّا فالبخل لما ذا و إن كانت العقوبة من اللّه عزّ و جلّ النّار فالمعصية لما ذا و إن كان الموت حقّا فالفرح لما ذا و إن كان العرض على اللّه عزّ و جلّ حقّا فالمكر لما ذا و إن كان الشّيطان عدوّا فالغفلة لما ذا و إن كان الممرّ على الصّراط حقّا فالعجب لما ذا و إن كان كلّ شي‏ء بقضاء من اللّه و قدره فالحزن لما ذا و إن كانت الدّنيا فانية فالطّمأنينة إليها لما ذا

5837-  و قال ع إنّي لأرحم ثلاثة و حقّ لهم أن يرحموا عزيز أصابته مذلّة بعد العزّ و غنيّ أصابته حاجة بعد الغنى و عالم يستخفّ به أهله و الجهلة

5838-  و قال ع خمس هنّ كما أقول ليست لبخيل راحة و لا لحسود لذّة و لا للمملوك وفاء و لا لكذوب مروءة و لا يسود سفيه

5839-  و قال رسول اللّه ص إنّكم لن تسعوا النّاس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم

5840-  و روى يونس بن ظبيان عن الصّادق جعفر بن محمّد ع أنّه قال الاشتهار بالعبادة ريبة إنّ أبي حدّثني عن أبيه عن جدّه ع أنّ رسول اللّه ص قال أعبد النّاس من أقام الفرائض و أسخى النّاس من أدّى زكاة ماله و أزهد النّاس من اجتنب الحرام و أتقى النّاس من قال الحقّ فيما له و عليه و أعدل النّاس من رضي للنّاس ما يرضى لنفسه و كره لهم ما يكره لنفسه و أكيس النّاس من كان أشدّ ذكرا للموت و أغبط النّاس من كان تحت التّراب قد أمن العقاب و يرجو الثّواب و أغفل النّاس من لم يتّعظ بتغيّر الدّنيا من حال إلى حال و أعظم النّاس في الدّنيا خطرا من لم يجعل للدّنيا عنده خطرا و أعلم النّاس من جمع علم النّاس إلى علمه و أشجع النّاس من غلب هواه و أكثر النّاس قيمة أكثرهم علما و أقلّ النّاس قيمة أقلّهم علما و أقلّ النّاس لذّة الحسود و أقلّ النّاس راحة البخيل و أبخل النّاس من بخل بما افترض اللّه عزّ و جلّ عليه و أولى النّاس بالحقّ أعلمهم به و أقلّ النّاس حرمة الفاسق و أقلّ النّاس وفاء المملوك و أقلّ النّاس صديقا الملك و أفقر النّاس الطّامع و أغنى النّاس من لم يكن للحرص أسيرا و أفضل النّاس إيمانا أحسنهم خلقا و أكرم النّاس أتقاهم و أعظم النّاس قدرا من ترك ما لا يعنيه و أورع النّاس من ترك المراء و إن كان محقّا و أقلّ النّاس مروءة من كان كاذبا و أشقى النّاس الملوك و أمقت النّاس المتكبّر و أشدّ النّاس اجتهادا من ترك الذّنوب و أحكم النّاس من فرّ من جهّال النّاس و أسعد النّاس من خالط كرام النّاس و أعقل النّاس أشدّهم مداراة للنّاس و أولى النّاس بالتّهمة من جالس أهل التّهمة و أعتى النّاس من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه و أولى النّاس بالعفو أقدرهم على العقوبة و أحقّ النّاس بالذّنب السّفيه المغتاب و أذلّ النّاس من أهان النّاس و أحزم النّاس أكظمهم للغيظ و أصلح النّاس أصلحهم للنّاس و خير النّاس من انتفع به النّاس

5841-  و مرّ أمير المؤمنين ع برجل يتكلّم بفضول الكلام فوقف عليه ثمّ قال يا هذا إنّك تملي على حافظيك كتابا إلى ربّك فتكلّم بما يعنيك و دع ما لا يعنيك

5842-  و قال ع لا يزال الرّجل المسلم يكتب محسنا ما دام ساكتا فإذا تكلّم كتب محسنا أو مسيئا

5843-  و قال الصّادق ع الصّمت كنز وافر و زين الحليم و ستر الجاهل

5844-  و قال ع كلام في حقّ خير من سكوت على باطل

5845-  و روى إسماعيل بن مسلم عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع كانت الفقهاء و الحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا بثلاث ليس معهنّ رابعة من كانت الآخرة همّه كفاه اللّه همّه من الدّنيا و من أصلح سريرته أصلح اللّه علانيته و من أصلح فيما بينه و بين اللّه أصلح اللّه فيما بينه و بين النّاس

5846-  و قال رسول ص طوبى لمن طال عمره و حسن عمله فحسن منقلبه إذ رضي عنه ربّه و ويل لمن طال عمره و ساء عمله فساء منقلبه إذ سخط عليه ربّه عزّ و جلّ

5847-  و روى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفيّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ع قال أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى رسوله ص أنّي شكرت لجعفر بن أبي طالب أربع خصال فدعاه النّبيّ ص فأخبره فقال لو لا أنّ اللّه تبارك و تعالى أخبرك ما أخبرتك ما شربت خمرا قطّ لأنّي علمت أنّي إن شربتها زال عقلي و ما كذبت قطّ لأنّ الكذب ينقص المروءة و ما زنيت قطّ لأنّي خفت أنّي إذا عملت عمل بي و ما عبدت صنما قطّ لأنّي علمت أنّه لا يضرّ و لا ينفع قال فضرب النّبيّ ص يده على عاتقه و قال حقّ على اللّه عزّ و جلّ أن يجعل لك جناحين تطير بهما مع الملائكة في الجنّة

5848-  و قال رسول اللّه ص قال اللّه جلّ جلاله عبادي كلّكم ضالّ إلّا من هديته و كلّكم فقير إلّا من أغنيته و كلّكم مذنب إلّا من عصمته

5849-  و في رواية السّكونيّ قال قال عليّ ع ما من يوم يمرّ على ابن آدم إلّا قال له ذلك اليوم أنا يوم جديد و أنا عليك شهيد فقل فيّ خيرا و اعمل فيّ خيرا أشهد لك به يوم القيامة فإنّك لن تراني بعد هذا أبدا

 -  و في رواية مسعدة بن صدقة قال قال رسول اللّه ص للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة من اللّه عزّ و جلّ عليه الإجلال له في عينه و الودّ له في صدره و المواساة له في ماله و أن يحرّم غيبته و أن يعوده في مرضه و أن يشيّع جنازته و أن لا يقول فيه بعد موته إلّا خيرا

5851-  و روى ابن أبي عمير عن أبي زياد النّهديّ عن عبد اللّه بن وهب عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال حسب المؤمن من اللّه نصرة أن يرى عدوّه يعمل بمعاصي اللّه عزّ و جلّ

5852-  و روى ابن أبي عمير عن معاوية بن وهب عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال اصبر على أعداء النّعم فإنّك لن تكافئ من عصى اللّه فيك بأفضل من أن تطيع اللّه فيه

5853-  و روى المعلّى بن محمّد البصريّ عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه عن عمرو بن زياد عن مدرك بن عبد الرّحمن عن أبي عبد اللّه الصّادق جعفر بن محمّد ع قال إذا كان يوم القيامة جمع اللّه عزّ و جلّ النّاس في صعيد واحد و وضعت الموازين فتوزن دماء الشّهداء مع مداد العلماء فيرجّح مداد العلماء على دماء الشّهداء

5854-  و روى محمّد بن أبي عمير عن عبد اللّه بن القاسم عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عن عليّ ع قال كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فإنّ موسى بن عمران ع خرج يقتبس لأهله نارا فكلّمه اللّه عزّ و جلّ فرجع نبيّا و خرجت ملكة سبإ فأسلمت مع سليمان ع و خرج سحرة فرعون يطلبون العزّة لفرعون فرجعوا مؤمنين

5855-  و روى عبد اللّه بن عبّاس عن رسول اللّه ص أنّه قال أشراف أمّتي حملة القرآن و أصحاب اللّيل

5856-  و نزل جبرئيل ع على النّبيّ ص فقال له يا جبرئيل عظني فقال له يا محمّد عش ما شئت فإنّك ميّت و أحبب من شئت فإنّك مفارقه و اعمل ما شئت فإنّك ملاقيه شرف المؤمن صلاته باللّيل و عزّه كفّ الأذى عن النّاس

5857-  و روى الحسن بن موسى الخشّاب عن غياث بن كلّوب عن إسحاق بن عمّار عن الصّادق جعفر بن محمّد عن آبائه ع أنّ عليّا ع كان يقول ما من أحد ابتلي و إن عظمت بلواه بأحقّ بالدّعاء من المعافى الّذي لا يأمن البلاء

5858-  و روى عليّ بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن الحارث بن محمّد بن النّعمان الأحول صاحب الطّاق عن جميل بن صالح عن أبي عبد اللّه الصّادق عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص من أحبّ أن يكون أكرم النّاس فليتّق اللّه و من أحبّ أن يكون أتقى النّاس فليتوكّل على اللّه تعالى و من أحبّ أن يكون أغنى النّاس فليكن بما عند اللّه عزّ و جلّ أوثق منه بما في يده ثمّ قال ع أ لا أنبّئكم بشرّ النّاس قالوا بلى يا رسول اللّه قال من أبغض النّاس و أبغضه النّاس ثمّ قال أ لا أنبّئكم بشرّ من هذا قالوا بلى يا رسول اللّه قال الّذي لا يقيل عثرة و لا يقبل معذرة و لا يغفر ذنبا ثمّ قال أ لا أنبّئكم بشرّ من هذا قالوا بلى يا رسول اللّه قال من لا يؤمن شرّه و لا يرجى خيره إنّ عيسى ابن مريم ع قام في بني إسرائيل فقال يا بني إسرائيل لا تحدّثوا بالحكمة الجهّال فتظلموها و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم و لا تعينوا الظّالم على ظلمه فيبطل فضلكم الأمور ثلاثة أمر تبيّن لك رشده فاتّبعه و أمر تبيّن لك غيّه فاجتنبه و أمر اختلف فيه فردّه إلى اللّه عزّ و جلّ

5859-  و روى الحسن بن عليّ بن فضّال عن الحسن بن الجهم عن الفضيل بن يسار قال قال الصّادق جعفر بن محمّد ع ما ضعف بدن عمّا قويت عليه النّيّة

5860-  و روى ابن فضّال عن غالب بن عثمان عن شعيب العقرقوفيّ عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال من ملك نفسه إذا رغب و إذا رهب و إذا اشتهى و إذا غضب و إذا رضي حرّم اللّه جسده على النّار

5861-  و سئل الصّادق ع عن الزّاهد في الدّنيا قال الّذي يترك حلالها مخافة حسابه و يترك حرامها مخافة عذابه

5862-  و روى محمّد بن سنان عن عبد اللّه بن مسكان عن أبي عبد اللّه ع قال إنّ أحقّ النّاس بأن يتمنّى للنّاس الغنى البخلاء لأنّ النّاس إذا استغنوا كفّوا عن أموالهم و إنّ أحقّ النّاس بأن يتمنّى للنّاس الصّلاح أهل العيوب لأنّ النّاس إذا صلحوا كفّوا عن تتبّع عيوبهم و إنّ أحقّ النّاس بأن يتمنّى للنّاس الحلم أهل السّفه الّذين يحتاجون أن يعفى عن سفههم فأصبح أهل البخل يتمنّون فقر النّاس و أصبح أهل العيوب يتمنّون معايب النّاس و أصبح أهل السّفه يتمنّون سفه النّاس و في الفقر الحاجة إلى البخيل و في الفساد طلب عورة أهل العيوب و في السّفه المكافأة بالذّنوب

5863-  و روي عن أبي هاشم الجعفريّ أنّه قال أصابتني ضيقة شديدة فصرت إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد ع فاستأذنت عليه فأذن لي فلمّا جلست قال يا أبا هاشم أيّ نعم اللّه عليك تريد أن تؤدّي شكرها قال أبو هاشم فوجمت فلم أدر ما أقول له فابتدأني ع فقال إنّ اللّه عزّ و جلّ رزقك الإيمان فحرّم به بدنك على النّار و رزقك العافية فأعانك على الطّاعة و رزقك القنوع فصانك عن التّبذّل يا أبا هاشم إنّما ابتدأتك بهذا لأنّي ظننت أنّك تريد أن تشكو لي من فعل بك هذا قد أمرت لك بمائة دينار فخذها

5864-  و روى محمّد بن سنان عن طلحة بن زيد قال سمعت أبا عبد اللّه الصّادق ع يقول العامل على غير بصيرة كالسّائر على غير الطّريق فلا تزيده سرعة السّير من الطّريق إلّا بعدا

5865-  و قال الصّادق ع النّوم راحة للجسد و النّطق راحة للرّوح و السّكوت راحة للعقل

5866-  و روى محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر قال قال الصّادق جعفر بن محمّد ع من لم يكن له واعظ من قلبه و زاجر من نفسه و لم يكن له قرين مرشد استمكن عدوّه من عنقه

5867-  و روى جعفر بن محمّد بن مالك الفزاريّ الكوفيّ قال حدّثنا جعفر بن محمّد بن سهل عن سعيد بن محمّد عن مسعدة قال قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر ع إنّ عيال الرّجل أسراؤه فمن أنعم اللّه عليه نعمة فليوسّع على أسرائه فإن لم يفعل أوشك أن تزول تلك النّعمة

5868-  و روى صفوان بن يحيى عن أبي الصّبّاح الكنانيّ قال قلت للصّادق جعفر بن محمّد ع أخبرني عن هذا القول قول من هو أسأل اللّه الإيمان و التّقوى و أعوذ باللّه من شرّ عاقبة الأمور إنّ أشرف الحديث ذكر اللّه تعالى و رأس الحكمة طاعته و أصدق القول و أبلغ الموعظة و أحسن القصص كتاب اللّه و أوثق العرى الإيمان باللّه و خير الملل ملّة إبراهيم ع و أحسن السّنن سنّة الأنبياء و أحسن الهدي هدي محمّد و خير الزّاد التّقوى و خير العلم ما نفع و خير الهدى ما اتّبع و خير الغنى غنى النّفس و خير ما ألقي في القلب اليقين و زينة الحديث الصّدق و زينة العلم الإحسان و أشرف الموت قتل الشّهادة و خير الأمور خيرها عاقبة و ما قلّ و كفى خير ممّا كثر و ألهى و الشّقيّ من شقي في بطن أمّه و السّعيد من وعظ بغيره و أكيس الكيس التّقيّ و أحمق الحمق الفجور و شرّ الرّوايا روايا الكذب و شرّ الأمور محدثاتها و شرّ العمى عمى القلب و شرّ النّدامة ندامة يوم القيامة و أعظم المخطئين عند اللّه عزّ و جلّ لسان الكذّاب و شرّ الكسب كسب الرّبا و شرّ المآكل أكل مال اليتيم ظلما و أحسن زينة الرّجل السّكينة مع الإيمان و من تتبّع المشمعة يشمّع اللّه به و من يعرف البلاء يصبر عليه و من لا يعرفه ينكره و الرّيب كفر و من يستكبر يضعه اللّه و من يطع الشّيطان يعص اللّه و من يعص اللّه يعذّبه اللّه و من يشكره يزده اللّه و من يصبر على الرّزيّة يغثه اللّه و من يتوكّل على اللّه فحسبه اللّه و من يتوكّل على اللّه يؤجره اللّه لا تسخطوا اللّه برضا أحد من خلقه و لا تتقرّبوا إلى أحد من الخلق بتباعد من اللّه فإنّ اللّه عزّ و جلّ ليس بينه و بين أحد من الخلق شي‏ء فيعطيه به خيرا أو يصرف به عنه سوءا إلّا بطاعته و ابتغاء مرضاته إنّ طاعة اللّه تبارك و تعالى نجاح كلّ خير يبتغى و نجاة من كلّ شرّ يتّقى و إنّ اللّه عزّ و جلّ يعصم من أطاعه و لا يعتصم منه من عصاه و لا يجد الهارب من اللّه مهربا فإنّ أمر اللّه تعالى ذكره نازل بإذلاله و لو كره الخلائق و كلّ ما هو آت قريب ما شاء اللّه كان و ما لم يشأ لم يكن تعاونوا على البرّ و التّقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان و اتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب فقال الصّادق جعفر بن محمّد ع هذا قول رسول اللّه ص

5869-  و قال رسول اللّه ص قال اللّه جلّ جلاله أيّما عبد أطاعني لم أكله إلى غيري و أيّما عبد عصاني وكلته إلى نفسه ثمّ لم أبال في أيّ واد هلك

5870-  و روى محمّد بن أبي عمير عن عيسى الفرّاء عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول قال أبو جعفر الباقر ع من كان ظاهره أرجح من باطنه خفّ ميزانه

5871-  و قال رسول اللّه ص قال اللّه عزّ و جلّ إذا عصاني من خلقي من يعرفني سلّطت عليه من خلقي من لا يعرفني

5872-  و روى ابن أبي عمير عن إسحاق بن عمّار قال قال الصّادق ع يا إسحاق صانع المنافق بلسانك و أخلص ودّك للمؤمن و إن جالسك يهوديّ فأحسن مجالسته

5873-  و روى المفضّل بن عمر عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه ع قال قيل للحسين بن عليّ ع كيف أصبحت يا ابن رسول اللّه قال أصبحت و لي ربّ فوقي و النّار أمامي و الموت يطلبني و الحساب محدق بي و أنا مرتهن بعملي لا أجد ما أحبّ و لا أدفع ما أكره و الأمور بيد غيري فإن شاء عذّبني و إن شاء عفا عنّي فأيّ فقير أفقر منّي

5874-  و روى المفضّل عن الصّادق ع أنّه قال وقع بين سلمان الفارسيّ رحمة اللّه عليه و بين رجل خصومة فقال الرّجل لسلمان من أنت و ما أنت فقال سلمان أمّا أوّلي و أوّلك فنطفة قذرة و أمّا آخري و آخرك فجيفة منتنة فإذا كان يوم القيامة و نصبت الموازين فمن ثقلت موازينه فهو الكريم و من خفّت موازينه فهو اللّئيم

 -  قال المفضّل و سمعت الصّادق ع يقول بليّة النّاس علينا عظيمة إن دعوناهم لم يجيبونا و إن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا

5876-  و قال أمير المؤمنين ع جمع الخير كلّه في ثلاث خصال النّظر و السّكوت و الكلام فكلّ نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو و كلّ كلام ليس فيه ذكر فهو لغو و كلّ سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة فطوبى لمن كان نظره عبرا و سكوته فكرا و كلامه ذكرا و بكى على خطيئته و أمن النّاس شرّه

5877-  و قال الصّادق ع أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى آدم ع يا آدم إنّي أجمع لك الخير كلّه في أربع كلمات واحدة لي و واحد لك و واحدة فيما بيني و بينك و واحدة فيما بينك و بين النّاس فأمّا الّتي لي فتعبدني و لا تشرك بي شيئا و أمّا الّتي لك فأجازيك بعملك أحوج ما تكون إليه و أمّا الّتي فيما بيني و بينك فعليك الدّعاء و عليّ الإجابة و أمّا الّتي بينك و بين النّاس فترضى للنّاس ما ترضى لنفسك

5878-  و قال الصّادق جعفر بن محمّد ع العافية نعمة خفيّة إذا وجدت نسيت و إذا فقدت ذكرت

5879-  و روى السّكونيّ عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول اللّه ص كلمتان غريبتان فاحتملوهما كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها و كلمة سفه من حكيم فاغفروها

5880-  و روى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفيّ عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عن أبيه عن جدّه ع أنّ أمير المؤمنين ع قال في خطبة خطبها بعد موت النّبيّ ص أيّها النّاس إنّه لا شرف أعلى من الإسلام و لا كرم أعزّ من التّقوى و لا معقل أحرز من الورع و لا شفيع أنجح من التّوبة و لا كنز أنفع من العلم و لا عزّ أرفع من الحلم و لا حسب أبلغ من الأدب و لا نصب أوضع من الغضب و لا جمال أزين من العقل و لا سوأة أسوأ من الكذب و لا حافظ أحفظ من الصّمت و لا لباس أجمل من العافية و لا غائب أقرب من الموت أيّها النّاس إنّه من مشى على وجه الأرض فإنّه يصير إلى بطنها و اللّيل و النّهار مسرعان في هدم الأعمار و لكلّ ذي رمق قوت و لكلّ حبّة آكل و أنت قوت الموت و إنّ من عرف الأيّام لن يغفل عن الاستعداد لن ينجو من الموت غنيّ بماله و لا فقير لإقلاله أيّها النّاس من خاف ربّه كفّ ظلمه و من لم يرع في كلامه أظهر هجره و من لم يعرف الخير من الشّرّ فهو بمنزلة البهم ما أصغر المصيبة مع عظم الفاقة غدا هيهات و ما تناكرتم إلّا لما فيكم من المعاصي و الذّنوب فما أقرب الرّاحة من التّعب و البؤس من النّعيم و ما شرّ بشرّ بعده الجنّة و ما خير بخير بعده النّار و كلّ نعيم دون الجنّة محقور و كلّ بلاء دون النّار عافية

5881-  و في رواية إسماعيل بن مسلم قال قال رسول اللّه ص ثلاث أخافهنّ على أمّتي من بعدي الضّلالة بعد الهدى و مضلّات الفتن و شهوة البطن و الفرج

5882-  و مرّ رسول اللّه ص بقوم يتشاءلون حجرا فقال ما هذا و ما يدعوكم إليه قالوا لنعرف أشدّنا و أقوانا قال أ فلا أدلّكم على أشدّكم و أقواكم قالوا بلى يا رسول اللّه قال أشدّكم و أقواكم الّذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم و لا باطل و إذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحقّ و إذ ملك لم يتعاط ما ليس له و في خبر آخر و إذا قدر لم يتعاط ما ليس له بحقّ

5883-  و روى الحسن بن محبوب عن أبي ولّاد الحنّاط قال سألت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصّادق ع عن قول اللّه عزّ و جلّ و بالوالدين إحسانا ما هذا الإحسان فقال الإحسان أن تحسن صحبتهما و أن لا تكلّفهما أن يسألاك شيئا ممّا يحتاجون إليه و إن كانا مستغنيين إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون ثمّ قال ع إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ إن أضجراك و لا تنهرهما إن ضرباك و قل لهما قولا كريما و القول الكريم أن تقول لهما غفر اللّه لكما فذاك منك قول كريم و اخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة و هو أن لا تملأ عينيك من النّظر إليهما و تنظر إليهما برحمة و رأفة و أن لا ترفع صوتك فوق أصواتهما و لا يدك فوق أيديهما و لا تتقدّم قدّامهما

5884-  و روى الحسن بن محبوب عن مالك بن عطيّة عن عائذ الأحمسيّ عن أبي حمزة الثّماليّ قال قال زين العابدين عليّ بن الحسين ع ألا إنّ أحبّكم إلى اللّه عزّ و جلّ أحسنكم عملا و إنّ أعظمكم عند اللّه حظّا أعظمكم فيما عند اللّه رغبة و إنّ أنجى النّاس من عذاب اللّه أشدّهم للّه خشية و إنّ أقربكم من اللّه أوسعكم خلقا و إنّ أرضاكم عند اللّه أسبغكم على عياله و إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم

5885-  و روى الحسن بن محبوب عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع أنّه قال لبعض ولده يا بنيّ إيّاك أن يراك اللّه عزّ و جلّ في معصية نهاك عنها و إيّاك أن يفقدك اللّه تعالى عند طاعة أمرك بها و عليك بالجدّ و لا تخرجنّ نفسك من التّقصير في عبادة اللّه فإنّ اللّه عزّ و جلّ لا يعبد حقّ عبادته و إيّاك و المزاح فإنّه يذهب بنور إيمانك و يستخفّ بمروءتك و إيّاك و الكسل و الضّجر فإنّهما يمنعانك حظّك من الدّنيا و الآخرة

5886-  و روى عليّ بن الحكم عن هشام بن سالم عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال الدّنيا طالبة و مطلوبة فمن طلب الدّنيا طلبه الموت حتّى يخرجه منها و من طلب الآخرة طلبته الدّنيا حتّى توفّيه رزقه

5887-  و قال الصّادق ع حسب المؤمن من اللّه نصرة أن يرى عدوّه يعمل بمعاصي اللّه عزّ و جلّ

5888-  و قال نبيّ اللّه ص بادروا إلى رياض الجنّة قالوا يا رسول اللّه و ما رياض الجنّة قال حلق الذّكر

5889-  و روى محمّد بن أحمد بن يحيى عن محمّد بن آدم عن أبيه عن أبي الحسن الرّضا عن آبائه عن عليّ ع قال قال رسول اللّه ص لعليّ ع يا عليّ لا تشاورنّ جبانا فإنّه يضيّق عليك المخرج و لا تشاورنّ بخيلا فإنّه يقصر بك عن غايتك و لا تشاورنّ حريصا فإنّه يزيّن لك شرّها و اعلم أنّ الجبن و البخل و الحرص غريزة يجمعها سوء الظّنّ

 -  و روى الحسن بن محبوب عن الهيثم بن واقد قال سمعت الصّادق جعفر بن محمّد ع يقول من أخرجه اللّه عزّ و جلّ من ذلّ المعاصي إلى عزّ التّقوى أغناه اللّه بلا مال و أعزّه بلا عشيرة و آنسه بلا أنيس و من خاف اللّه عزّ و جلّ أخاف اللّه منه كلّ شي‏ء و من لم يخف اللّه عزّ و جلّ أخافه اللّه من كلّ شي‏ء و من رضي من اللّه عزّ و جلّ باليسير من الرّزق رضي اللّه منه باليسير من العمل و من لم يستح من طلب المعاش خفّت مئونته و نعّم أهله و من زهد في الدّنيا أثبت اللّه الحكمة في قلبه و أنطق بها لسانه و بصّره عيوب الدّنيا داءها و دواءها و أخرجه من الدّنيا سالما إلى دار السّلام

5891-  و روى أبو حمزة الثّماليّ قال قال لي أبو جعفر ع لمّا حضرت أبي ع الوفاة ضمّني إلى صدره ثمّ قال يا بنيّ اصبر على الحقّ و إن كان مرّا يوفّ إليك أجرك بغير حساب

5892-  و روى ابن مسكان عن عبد اللّه بن أبي يعفور قال قال الصّادق جعفر بن محمّد ع لرجل اجعل قلبك قرينا تزاوله و اجعل علمك والدا تتّبعه و اجعل نفسك عدوّا تجاهده و اجعل مالك كعاريّة تردّها

5893-  و قال ع جاهد هواك كما تجاهد عدوّك

5894-  و روى الحسن بن راشد عن أبي حمزة الثّماليّ عن أبي جعفر ع قال أتى رجل رسول اللّه ص فقال علّمني يا رسول اللّه شيئا فقال ع عليك باليأس ممّا في أيدي النّاس فإنّه الغنى الحاضر قال زدني يا رسول اللّه قال إيّاك و الطّمع فإنّه الفقر الحاضر قال زدني يا رسول اللّه قال إذا هممت بأمر فتدبّر عاقبته فإن يك خيرا أو رشدا اتّبعته و إن يك شرّا أو غيّا تركته

5895-  و روى الحسين بن يزيد عن عليّ بن غراب قال قال الصّادق جعفر بن محمّد ع من خلا بذنب فراقب اللّه تعالى ذكره فيه و استحيا من الحفظة غفر اللّه عزّ و جلّ له جميع ذنوبه و إن كانت مثل ذنوب الثّقلين

5896-  و روى العبّاس بن بكّار الضّبّيّ قال حدّثنا محمّد بن سليمان الكوفيّ البزّاز قال حدّثنا عمرو بن خالد عن زيد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع قال من مات يوم الخميس بعد زوال الشّمس إلى يوم الجمعة وقت الزّوال و كان مؤمنا أعاذه اللّه عزّ و جلّ من ضغطة القبر و قبل شفاعته في مثل ربيعة و مضر و من مات يوم السّبت من المؤمنين لم يجمع اللّه عزّ و جلّ بينه و بين اليهود في النّار أبدا و من مات يوم الأحد من المؤمنين لم يجمع اللّه عزّ و جلّ بينه و بين النّصارى في النّار أبدا و من مات يوم الاثنين من المؤمنين لم يجمع اللّه عزّ و جلّ بينه و بين أعدائنا من بني أميّة في النّار أبدا و من مات يوم الثّلاثاء من المؤمنين حشره اللّه عزّ و جلّ معنا في الرّفيق الأعلى و من مات يوم الأربعاء من المؤمنين وقاه اللّه نحس يوم القيامة و أسعده بمجاورته و أحلّه دار المقامة من فضله لا يمسّه فيها نصب و لا يمسّه فيها لغوب ثمّ قال ع المؤمن على أيّ الحالات مات و في أيّ يوم و ساعة قبض فهو صدّيق شهيد و لقد سمعت حبيبي رسول اللّه ص يقول لو أنّ المؤمن خرج من الدّنيا و عليه مثل ذنوب أهل الأرض لكان الموت كفّارة لتلك الذّنوب ثمّ قال ع من قال لا إله إلّا اللّه بإخلاص فهو بري‏ء من الشّرك و من خرج من الدّنيا لا يشرك باللّه شيئا دخل الجنّة ثمّ تلا هذه الآية إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء من شيعتك و محبّيك يا عليّ قال أمير المؤمنين ع فقلت يا رسول اللّه هذا لشيعتي قال إي و ربّي إنّه لشيعتك و إنّهم ليخرجون يوم القيامة من قبورهم و هم يقولون لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه عليّ بن أبي طالب حجّة اللّه فيؤتون بحلل خضر من الجنّة و أكاليل من الجنّة و تيجان من الجنّة و نجائب من الجنّة فيلبس كلّ واحد منهم حلّة خضراء و يوضع على رأسه تاج الملك و إكليل الكرامة ثمّ يركبون النّجائب فتطير بهم إلى الجنّة لا يحزنهم الفزع الأكبر و تتلقّاهم الملائكة هذا يومكم الّذي كنتم توعدون

5897-  و سئل الصّادق ع ما حدّ حسن الخلق قال تلين جانبك و تطيب كلامك و تلقى أخاك ببشر حسن

5898-  و سئل ع ما حدّ السّخاء قال تخرج من مالك الحقّ الّذي أوجبه اللّه عزّ و جلّ عليك فتضعه في موضعه

5899-  و روى يعقوب بن يزيد عن أحمد بن الحسن الميثميّ عن الحسين بن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد اللّه ع يقول أنفق و أيقن بالخلف و اعلم أنّه من لم ينفق في طاعة اللّه ابتلي بأن ينفق في معصية اللّه عزّ و جلّ و من لم يمش في حاجة وليّ اللّه ابتلي بأن يمشي في حاجة عدوّ اللّه عزّ و جلّ

5900-  و روى أحمد بن إسحاق بن سعد عن عبد اللّه بن ميمون عن الصّادق جعفر بن محمّد عن أبيه ع قال قال الفضل بن العبّاس أهدي إلى رسول اللّه ص بغلة أهداها له كسرى أو قيصر فركبها النّبيّ ص بجلّ من شعر و أردفني خلفه ثمّ قال لي يا غلام احفظ اللّه يحفظك و احفظ اللّه تجده أمامك تعرّف إلى اللّه عزّ و جلّ في الرّخاء يعرفك في الشّدّة إذا سألت فاسأل اللّه و إذا استعنت فاستعن باللّه عزّ و جلّ فقد مضى القلم بما هو كائن فلو جهد النّاس أن ينفعوك بأمر لم يكتبه اللّه لك لم يقدروا عليه و لو جهدوا أن يضرّوك بأمر لم يكتبه اللّه عليك لم يقدروا عليه فإن استطعت أن تعمل بالصّبر مع اليقين فافعل فإن لم تستطع فاصبر فإنّ في الصّبر على ما تكره خيرا كثيرا و اعلم أنّ النّصر مع الصّبر و أنّ الفرج مع الكرب و أنّ مع العسر يسرا إنّ مع العسر يسرا

5901-  و روى محمّد بن عليّ الكوفيّ عن إسماعيل بن مهران عن مرازم عن جابر بن يزيد عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال قال رسول اللّه ص إذا وقع الولد في بطن أمّه صار وجهه قبل ظهر أمّه إن كان ذكرا و إن كانت أنثى صار وجهها قبل بطن أمّها و يداه على وجنتيه و ذقنه على ركبتيه كهيئة الحزين المهموم فهو كالمصرور منوط بمعاء من سرّته إلى سرّة أمّه فبتلك السّرّة يغتذي من طعام أمّه و شرابها إلى الوقت المقدّر لولادته فيبعث اللّه عزّ و جلّ إليه ملكا فيكتب على جبهته شقيّ أو سعيد مؤمن أو كافر غنيّ أو فقير و يكتب أجله و رزقه و سقمه و صحّته فإذا انقطع الرّزق المقدّر له من سرّة أمّه زجره الملك زجرة فانقلب فزعا من الزّجرة و صار رأسه قبل المخرج فإذا وقع على الأرض دفع إلى هول عظيم و عذاب أليم إن أصابته ريح أو مسّته يد وجد لذلك من الألم ما يجد المسلوخ عنه جلده يجوع فلا يقدر على الاستطعام و يعطش فلا يقدر على الاستسقاء و يتوجّع فلا يقدر على الاستغاثة فيوكّل اللّه تبارك و تعالى برحمته و الشّفقة عليه و المحبّة له أمّه فتقيه الحرّ و البرد بنفسها و تكاد تفديه بروحها و تصير من التّعطّف عليه بحال لا تبالي أن تجوع إذا شبع و تعطش إذا روي و تعرى إذا كسي و جعل اللّه تعالى ذكره رزقه في ثديي أمّه في إحداهما شرابه و في الأخرى طعامه حتّى إذا رضع آتاه اللّه عزّ و جلّ كلّ يوم بما قدّر له فيه من رزق فإذا أدرك فهّمه الأهل و المال و الشّره و الحرص ثمّ هو مع ذلك يعرض للآفات و العاهات و البليّات من كلّ وجه و الملائكة تهديه و ترشده و الشّياطين تضلّه و تغويه فهو هالك إلّا أن ينجيه اللّه عزّ و جلّ و قد ذكر اللّه تعالى ذكره نسبة الإنسان في محكم كتابه فقال عزّ و جلّ و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثمّ جعلناه نطفة في قرار مكين ثمّ خلقنا النّطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثمّ أنشأناه خلقا آخر فتبارك اللّه أحسن الخالقين ثمّ إنّكم بعد ذلك لميّتون ثمّ إنّكم يوم القيامة تبعثون قال جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ فقلت يا رسول اللّه هذه حالنا فكيف حالك و حال الأوصياء بعدك في الولادة فسكت رسول اللّه ص مليّا ثمّ قال يا جابر لقد سألت عن أمر جسيم لا يحتمله إلّا ذو حظّ عظيم إنّ الأنبياء و الأوصياء مخلوقون من نور عظمة اللّه جلّ ثناؤه يودع اللّه أنوارهم أصلابا طيّبة و أرحاما طاهرة يحفظها بملائكته و يربّيها بحكمته و يغذوها بعلمه فأمرهم يجلّ عن أن يوصف و أحوالهم تدقّ عن أن تعلم لأنّهم نجوم اللّه في أرضه و أعلامه في بريّته و خلفاؤه على عباده و أنواره في بلاده و حججه على خلقه يا جابر هذا من مكنون العلم و مخزونه فاكتمه إلّا من أهله

5902-  و روى المفضّل بن عمر عن ثابت الثّماليّ عن حبابة الوالبيّة رضي اللّه عنها قال سمعت مولاي أمير المؤمنين ع يقول إنّا أهل بيت لا نشرب المسكر و لا نأكل الجرّيّ و لا نمسح على الخفّين فمن كان من شيعتنا فليقتد بنا و ليستنّ بسنّتنا

5903-  و روى حمّاد بن عثمان عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال في حكمة آل داود ينبغي للعاقل أن يكون مقبلا على شأنه حافظا للسانه عارفا بأهل زمانه

5904-  و روى صفوان بن يحيى و محمّد بن أبي عمير عن موسى بن بكر عن زرارة عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال الصّنيعة لا تكون صنيعة إلّا عند ذي حسب أو دين الصّلاة قربان كلّ تقيّ الحجّ جهاد كلّ ضعيف لكلّ شي‏ء زكاة و زكاة الجسد الصّيام جهاد المرأة حسن التّبعّل استنزلوا الرّزق بالصّدقة من أيقن بالخلف جاد بالعطيّة إنّ اللّه تبارك و تعالى ينزّل المعونة على قدر المئونة حصّنوا أموالكم بالزّكاة التّقدير نصف العيش ما عال امرؤ اقتصد قلّة العيال أحد اليسارين الدّاعي بلا عمل كالرّامي بلا وتر التّودّد نصف العقل الهمّ نصف الهرم إنّ اللّه تبارك و تعالى ينزّل الصّبر على قدر المصيبة من ضرب يده على فخذه عند المصيبة حبط أجره من أحزن والديه فقد عقّهما

5905-  و قال الصّادق ع إنّ اللّه تبارك و تعالى قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم

5906-  و روي عن أبي جميلة المفضّل بن صالح عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع قال هبط جبرئيل على آدم ع فقال يا آدم إنّي أمرت أن أخيّرك واحدة من ثلاث فاختر واحدة و دع اثنتين فقال له و ما تلك الثّلاث قال العقل و الحياء و الدّين فقال آدم ع فإنّي قد اخترت العقل فقال جبرئيل ع للحياء و الدّين انصرفا و دعاه فقالا يا جبرئيل إنّا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان قال فشأنكما و عرج

5907-  و روى أحمد بن محمّد بن عيسى عن عليّ بن إسماعيل عن عبد اللّه بن الوليد عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه الصّادق جعفر بن محمّد ع قال أربع يذهبن ضياعا مودّة تمنح من لا وفاء له و معروف يوضع عند من لا يشكره و علم يعلّم من لا يستمع له و سرّ يودع من لا حضانة له

5908-  و قال الصّادق ع إنّ للّه تبارك و تعالى بقاعا تسمّى المنتقمة فإذا أعطى اللّه عبدا مالا لم يخرج حقّ اللّه عزّ و جلّ منه سلّط اللّه عليه بقعة من تلك البقاع فأتلف ذلك المال فيها ثمّ مات و تركها

5909-  و قال الصّادق ع من لم يبال ما قال و ما قيل فيه فهو شرك شيطان و من لم يبال أن يراه النّاس مسيئا فهو شرك شيطان و من اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان و من شغف بمحبّة الحرام و شهوة الزّنا فهو شرك شيطان ثمّ قال ع لولد الزّنا علامات أحدها بغضنا أهل البيت و ثانيها أنّه يحنّ إلى الحرام الّذي خلق منه و ثالثها الاستخفاف بالدّين و رابعها سوء المحضر للنّاس و لا يسي‏ء محضر إخوانه إلّا من ولد على غير فراش أبيه أو من حملت به أمّه في حيضها

5910-  و قال أمير المؤمنين ع من رضي من الدّنيا بما يجزيه كان أيسر الّذي فيها يكفيه و من لم يرض من الدّنيا بما يجزيه لم يكن شي‏ء فيها يكفيه

5911-  و روى إسحاق بن عمّار عن الصّادق ع أنّه قال تنزل المعونة من السّماء على قدر المئونة

5912-  و روى الحسن بن عليّ بن فضّال عن ميسّر قال قال الصّادق جعفر بن محمّد ع إنّ فيما نزل به الوحي من السّماء لو أنّ لابن آدم واديين يسيلان ذهبا و فضّة لابتغى إليهما ثالثا يا ابن آدم إنّما بطنك بحر من البحور و واد من الأودية لا يملأه شي‏ء إلّا التّراب

5913-  و قال رسول اللّه ص سباب المؤمن فسوق و قتاله كفر و أكل لحمه من معصية اللّه تعالى و حرمة ماله كحرمة دمه

5914-  و روى أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ قال حدّثنا عليّ بن الحسن بن فضّال عن أبيه عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا ع قال للإمام علامات يكون أعلم النّاس و أحكم النّاس و أتقى النّاس و أحلم النّاس و أشجع النّاس و أسخى النّاس و أعبد النّاس و يولد مختونا و يكون مطهّرا و يرى من خلفه كما يرى من بين يديه و لا يكون له ظلّ و إذا وقع على الأرض من بطن أمّه وقع على راحتيه رافعا صوته بالشّهادتين و لا يحتلم و تنام عينه و لا ينام قلبه و يكون محدّثا و يستوي عليه درع رسول اللّه ص و لا يرى له بول و لا غائط لأنّ اللّه عزّ و جلّ قد وكّل الأرض بابتلاع ما يخرج منه و تكون رائحته أطيب من رائحة المسك و يكون أولى بالنّاس منهم بأنفسهم و أشفق عليهم من آبائهم و أمّهاتهم و يكون أشدّ النّاس تواضعا للّه جلّ ذكره و يكون آخذ النّاس بما يأمر به و أكفّ النّاس عمّا ينهى عنه و يكون دعاؤه مستجابا حتّى أنّه لو دعا على صخرة لانشقّت بنصفين و يكون عنده سلاح رسول اللّه ص و سيفه ذو الفقار و يكون عنده صحيفة يكون فيها أسماء شيعته إلى يوم القيامة و صحيفة فيها أسماء أعدائه إلى يوم القيامة و تكون عنده الجامعة و هي صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم و يكون عنده الجفر الأكبر و الأصغر إهاب ماعز و إهاب كبش فيهما جميع العلوم حتّى أرش الخدش و حتّى الجلدة و نصف الجلدة و ثلث الجلدة و يكون عنده مصحف فاطمة ع

5915-  و روى لنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النّيسابوريّ رضي اللّه عنه قال حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان قال سمعت الرّضا ع يقول لمّا حمل رأس الحسين ع إلى الشّام أمر يزيد لعنه اللّه فوضع و نصب عليه مائدة فأقبل هو و أصحابه يأكلون و يشربون الفقّاع فلمّا فرغوا أمر بالرّأس فوضع في طست تحت سريرة و بسط عليه رقعة الشّطرنج و جلس يزيد لعنه اللّه يلعب بالشّطرنج و يذكر الحسين بن عليّ و أباه و جدّه ع و يستهزئ بذكرهم فمتى قامر صاحبه تناول الفقّاع فشربه ثلاث مرّات ثمّ صبّ فضلته على ما يلي الطّست من الأرض فمن كان من شيعتنا فليتورّع عن شرب الفقّاع و اللّعب بالشّطرنج و من نظر إلى الفقّاع أو إلى الشّطرنج فليذكر الحسين ع و ليلعن يزيد و آل زياد يمحو اللّه عزّ و جلّ بذلك ذنوبه و لو كانت بعدد النّجوم

5916-  و قال الرّضا ع من أصبح معافى في بدنه مخلّا في سربه عنده قوت يومه فكأنّما حيزت له الدّنيا

5917-  و قال ع جبلت القلوب على حبّ من أحسن إليها و بغض من أساء إليها

5918-  و روى سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع في بعض خطبه أيّها النّاس اسمعوا قولي و اعقلوه عنّي فإنّ الفراق قريب أنا إمام البريّة و وصيّ خير الخليقة و زوج سيّدة نساء الأمّة و أبو العترة الطّاهرة و الأئمّة الهادية أنا أخو رسول اللّه ص و وصيّه و وليّه و وزيره و صاحبه و صفيّه و حبيبه و خليله أنا أمير المؤمنين و قائد الغرّ المحجّلين و سيّد الوصيّين حربي حرب اللّه و سلمي سلم اللّه و طاعتي طاعة اللّه و ولايتي ولاية اللّه و شيعتي أولياء اللّه و أنصاري أنصار اللّه و الّذي خلقني و لم أك شيئا لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد ص أنّ النّاكثين و القاسطين و المارقين ملعونون على لسان النّبيّ الأمّيّ و قد خاب من افترى

5919-  و قال أمير المؤمنين ع قال رسول اللّه ص اللّهمّ ارحم خلفائي قيل يا رسول اللّه و من خلفاؤك قال الّذين يأتون من بعدي يروون حديثي و سنّتي

5920-  و روى المعلّى بن محمّد البصريّ عن جعفر بن سلمة عن عبد اللّه بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال قال النّبيّ ص إنّ عليّا وصيّي و خليفتي و زوجته فاطمة سيّدة نساء العالمين ابنتي و الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ولداي من والاهم فقد والاني و من عاداهم فقد عاداني و من ناوأهم فقد ناوأني و من جفاهم فقد جفاني و من برّهم فقد برّني وصل اللّه من وصلهم و قطع اللّه من قطعهم و نصر اللّه من أعانهم و خذل من خذلهم اللّهمّ من كان له من أنبيائك و رسلك ثقل و أهل بيت فعليّ و فاطمة و الحسن و الحسين أهل بيتي و ثقلي فأذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا يا ربّ العالمين