كتاب الحجّ 3

باب نزول الحصبة

3027-  روى أبان عن أبي مريم عن أبي عبد اللّه ع أنّه سئل عن الحصبة فقال كان أبي ع ينزل الأبطح قليلا ثمّ يدخل البيوت من غير أن ينام بالأبطح فقلت له أ رأيت من تعجّل في يومين عليه أن يحصّب قال لا

3028-  و قال كان أبي ع ينزل الحصبة قليلا ثمّ يرتحل و هو دون خبط و حرمان

باب قضاء التّفث

3029-  روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال يستحبّ للرّجل و المرأة أن لا يخرجا من مكّة حتّى يشتريا بدرهم تمرا فيتصدّقا به لما كان منهما في إحرامهما و لما كان في حرم اللّه عزّ و جلّ

3030-  و روى أبو بصير عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ ثمّ ليقضوا تفثهم قال ما يكون من الرّجل في حال إحرامه فإذا دخل مكّة و طاف و تكلّم بكلام طيّب كان ذلك كفّارة لذلك الّذي كان منه

3031-  و روى ذريح المحاربيّ عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ ثمّ ليقضوا تفثهم قال التّفث لقاء الإمام

 -  و روى ربعيّ عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع في قوله عزّ و جلّ ثمّ ليقضوا تفثهم قال قصّ الشّارب و الأظفار

3033-  و في رواية النّضر عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع أنّ التّفث هو الحلق و ما في جلد الإنسان

3034-  و روى زرارة عن حمران عن أبي جعفر ع أنّ التّفث حفوف الرّجل من الطّيب فإذا قضى نسكه حلّ له الطّيب

3035-  و في رواية البزنطيّ عن الرّضا ع قال التّفث تقليم الأظفار و طرح الوسخ و طرح الإحرام عنه

3036-  و روي عن عبد اللّه بن سنان قال أتيت أبا عبد اللّه ع فقلت له جعلني اللّه فداك ما معنى قول اللّه عزّ و جلّ ثمّ ليقضوا تفثهم قال أخذ الشّارب و قصّ الأظفار و ما أشبه ذلك قال قلت جعلت فداك فإنّ ذريحا المحاربيّ حدّثني عنك أنّك قلت ليقضوا تفثهم لقاء الإمام و ليوفوا نذورهم تلك المناسك قال صدق ذريح و صدقت إنّ للقرآن ظاهرا و باطنا و من يحتمل ما يحتمل ذريح

 و أمّا قوله عزّ و جلّ و ليطّوّفوا بالبيت العتيق فإنّه روي أنّه طواف النّساء قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه هذه الأخبار كلّها متّفقة غير مختلفة و التّفث معناه كلّ ما وردت به هذه الأخبار و قد أخرجت الأخبار في هذا المعنى في كتاب تفسير المنزل في الحجّ

باب أيّام النّحر

3037-  روى عمّار بن موسى السّاباطيّ عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن الأضحى بمنى قال أربعة أيّام و عن الأضحى في سائر البلدان قال ثلاثة أيّام و قال لو أنّ رجلا قدم إلى أهله بعد الأضحى بيومين ضحّى اليوم الثّالث الّذي يقدم فيه

3038-  و روى كليب الأسديّ عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن النّحر فقال أمّا بمنى فثلاثة أيّام و أمّا في البلدان فيوم واحد

 قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه هذان الحديثان متّفقان غير مختلفين و ذلك أنّ خبر عمّار هو الضّحيّة وحدها و خبر كليب للصّوم وحده و تصديق ذلك

3039-  ما رواه سيف بن عميرة عن منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه ع قال سمعته يقول النّحر بمنى ثلاثة أيّام فمن أراد الصّوم لم يصم حتّى تمضي الثّلاثة الأيّام و النّحر بالأمصار يوم فمن أراد أن يصوم صام من الغد

3040-  و روي أنّ الأضحى ثلاثة أيّام و أفضلها أوّلها

 باب الحجّ الأكبر و الحجّ الأصغر

3041-  روي عن معاوية بن عمّار قال سألت أبا عبد اللّه ع عن يوم الحجّ الأكبر فقال هو يوم النّحر و الأصغر هو العمرة

3042-  و في رواية سليمان بن داود المنقريّ عن فضيل بن عياض عن أبي عبد اللّه ع في آخر حديث يقول فيه إنّما سمّي الحجّ الأكبر لأنّها كانت سنة حجّ فيها المسلمون و المشركون و لم يحجّ المشركون بعد تلك السّنة

باب الأضاحيّ

3043-  روى سويد القلّاء عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال الأضحيّة واجبة على من وجد من صغير أو كبير و هي سنّة

3044-  و روي عن العلاء بن الفضيل عن أبي عبد اللّه ع أنّ رجلا سأله عن الأضحى فقال هو واجب على كلّ مسلم إلّا من لم يجد فقال له السّائل فما ترى في العيال قال إن شئت فعلت و إن شئت لم تفعل و أمّا أنت فلا تدعه

 -  و جاءت أمّ سلمة رضي اللّه عنها إلى النّبيّ ص فقالت يا رسول اللّه يحضر الأضحى و ليس عندي ثمن الأضحيّة فأستقرض و أضحّي قال فاستقرضي فإنّه دين مقضيّ

3046-  و ضحّى رسول اللّه ص بكبشين ذبح واحدا بيده فقال اللّهمّ هذا عنّي و عمّن لم يضحّ من أهل بيتي و ذبح الآخر و قال اللّهمّ هذا عنّي و عن من لم يضحّ من أمّتي و كان أمير المؤمنين ع يضحّي عن رسول اللّه ص كلّ سنة بكبش فيذبحه و يقول بسم اللّه وجّهت وجهي للّذي فطر السّماوات و الأرض حنيفا مسلما و ما أنا من المشركين إنّ صلاتي و نسكي و محياي و مماتي للّه ربّ العالمين اللّهمّ منك و لك ثمّ يقول اللّهمّ هذا عن نبيّك ثمّ يذبحه و يذبح كبشا آخر عن نفسه

3047-  و قال عليّ ع أمرنا رسول اللّه ص في الأضاحيّ أن نستشرف العين و الأذن و نهانا عن الخرقاء و الشّرقاء و المقابلة و المدابرة

 -  و قال رسول اللّه ص لا يضحّى بعرجاء بيّن عرجها و لا بالعوراء بيّن عورها و لا بالعجفاء و لا بالجرباء و لا بالجدعاء و لا بالعضباء

 و هي المكسورة القرن و الجدعاء المقطوعة الأذن

3049-  و روي عن داود الرّقّيّ قال سألني بعض الخوارج عن هذه الآية من كتاب اللّه تعالى ثمانية أزواج من الضّأن اثنين و من المعز اثنين إلى قوله تعالى و من الإبل اثنين و من البقر اثنين ما الّذي أحلّ اللّه عزّ و جلّ من ذلك و ما الّذي حرّم فلم يكن عندي فيه شي‏ء فدخلت على أبي عبد اللّه ع و أنا حاجّ فأخبرته بما كان فقال إنّ اللّه تبارك و تعالى أحلّ في الأضحيّة بمنى الضّأن و المعز الأهليّة و حرّم أن يضحّى فيه بالجبليّة و أمّا قوله عزّ و جلّ و من الإبل اثنين و من البقر اثنين فإنّ اللّه تبارك و تعالى أحلّ في الأضحيّة بمنى الإبل العراب و حرّم فيها البخاتيّ و أحلّ البقر الأهليّة أن يضحّى بها و حرّم الجبليّة فانصرفت إلى الرّجل و أخبرته بهذا الجواب فقال هذا شي‏ء حملته الإبل من الحجاز

3050-  و روى أبان عن زرارة عن أبي جعفر ع قال الكبش يجزي عن الرّجل و عن أهل بيته يضحّي به

3051-  و سأل يونس بن يعقوب أبا عبد اللّه ع عن البقرة يضحّى بها فقال تجزي عن سبعة نفر

3052-  و روى وهيب بن حفص عن أبي عبد اللّه ع قال البقرة و البدنة تجزيان عن سبعة نفر إذا كانوا من أهل بيت أو من غيرهم

  و روي أنّ الجزور يجزي عن عشرة نفر متفرّقين و إذا عزّت الأضاحيّ أجزأت شاة عن سبعين و لا يجوز في الأضاحيّ من البدن إلّا الثّنيّ و هو الّذي تمّ له خمس سنين و دخل في السّادسة و يجزي من المعز و البقر الثّنيّ و هو الّذي تمّ له سنة و دخل في الثّانية و يجزي من الضّأن الجذع لسنة

 -  و سئل الصّادق ع عن قول اللّه عزّ و جلّ فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها و أطعموا القانع و المعترّ قال القانع هو الّذي يقنع بما تعطيه و المعترّ الّذي يعتريك

3054-  و كان عليّ بن الحسين و أبو جعفر ع يتصدّقان بثلث على جيرانهم و بثلث على السّؤّال و بثلث يمسكانه لأهل البيت

3055-  و كره أبو عبد اللّه ع أن يطعم المشرك من لحوم الأضاحيّ

3056-  و قال الصّادق ع كنّا ننهى النّاس عن إخراج لحوم الأضاحيّ من منى بعد ثلاث لقلّة اللّحم و كثرة النّاس فأمّا اليوم فقد كثر اللّحم و قلّ النّاس فلا بأس بإخراجه

  و لا بأس بإخراج الجلد و السّنام من الحرم و لا يجوز إخراج اللّحم منه

3957-  و سئل الصّادق ع عن فداء الصّيد يأكل صاحبه من لحمه فقال يأكل من أضحيّته و يتصدّق بالفداء

3058-  و قال الصّادق ع لا يضحّى إلّا بما يشترى في العشر

 و الخصيّ لا يجزي في الأضحيّة و ذبح رسول اللّه ص عن نسائه البقر و إذا اشترى الرّجل أضحيّة فماتت قبل أن يذبحها فقد أجزأت عنه و إن اشترى الرّجل أضحيّة فسرقت فإن اشترى مكانها فهو أفضل فإن لم يشتر فليس عليه شي‏ء و يجوز أن ينتفع بجلدها أو يشترى به متاع أو يدبغ فيجعل منه جراب أو مصلّى و إن تصدّق به فهو أفضل و إذا نسي الرّجل أن يذبح بمنى حتّى زار البيت فاشترى بمكّة ثمّ نحرها فلا بأس قد أجزأ عنه

3059-  و سأل عليّ بن جعفر أخاه موسى بن جعفر ع عن الرّجل يشتري الضّحيّة عوراء فلا يعلم إلّا بعد شرائها هل تجزي عنه قال نعم إلّا أن يكون هديا فإنّه لا يجوز أن يكون ناقصا

3060-  و سئل أبو جعفر ع عن هرمة قد سقطت ثناياها هل تجزي في الأضحيّة فقال لا بأس أن يضحّى بها

3061-  و قال عليّ ع لا يضحّى عمّن في البطن

3062-  و روى جميل عن أبي عبد اللّه ع في الأضحيّة يكسر قرنها قال إذا كان القرن الدّاخل صحيحا فهي تجزي

 و سمعت شيخنا محمّد بن الحسن رضي اللّه عنه يقول سمعت محمّد بن الحسن الصّفّار رضي اللّه عنه يقول إذا ذهب من القرن الدّاخل ثلثاه و بقي ثلثه فلا بأس بأن يضحّى به

3063-  و روي عن عبد اللّه بن عمر قال كنّا بمكّة فأصابنا غلاء في الأضاحيّ فاشترينا بدينار ثمّ بدينارين ثمّ بلغت سبعة ثمّ لم نجد بقليل و لا كثير فوقّع هشام المكاري إلى أبي الحسن ع بذلك فوقّع إليه انظروا الثّمن الأوّل و الثّاني و الثّالث فاجمعوه ثمّ تصدّقوا بمثل ثلثه

3064-  و قال أبو الحسن موسى بن جعفر ع لا يضحّى بشي‏ء من الدّواجن

3065-  و سأل عليّ بن جعفر أخاه موسى بن جعفر ع عن الأضحيّة يخطئ الّذي يذبحها فيسمّي غير صاحبها أ تجزي عن صاحب الأضحيّة قال نعم إنّما له ما نوى

 و ذبح رسول اللّه ص كبشا أقرن ينظر في سواد و يمشي في سواد

 -  و قال عليّ ع إذا اشترى الرّجل البدنة عجفاء فلا تجزي عنه و إن اشتراها سمينة فوجدها عجفاء أجزأت عنه و في هدي المتمتّع مثل ذلك

3067-  و سأل محمّد الحلبيّ أبا عبد اللّه ع عن النّفر تجزيهم البقرة فقال أمّا في الهدي فلا و أمّا في الأضحى فنعم و يجزي الهدي عن الأضحيّة

3068-  و روى البزنطيّ عن عبد الكريم بن عمرو عن سعيد بن يسار قال سألت أبا عبد اللّه ع عمّن اشترى شاة و لم يعرّف بها فقال لا بأس عرّف بها أو لم يعرّف بها

باب الهدي يعطب أو يهلك قبل أن يبلغ محلّه و ما جاء في الأكل منه

3069-  روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع في رجل ساق بدنة فنتجت قال ينحرها و ينحر ولدها و إن كان الهدي مضمونا فهلك اشترى مكانها و مكان ولدها

3070-  و روى منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه ع في الرّجل يضلّ هديه فيجده رجل آخر فينحره فقال إن كان نحره بمنى فقد أجزأ عن صاحبه الّذي ضلّ عنه و إن كان نحره في غير منى لم يجز عن صاحبه

3071-  و روى عبد الرّحمن بن الحجّاج عن أبي عبد اللّه ع قال إذا عرّف بالهدي ثمّ ضلّ بعد ذلك فقد أجزأ

3072-  و روي عن حفص بن البختريّ قال قلت لأبي عبد اللّه ع رجل ساق الهدي فعطب في موضع لا يقدر على من يتصدّق به عليه و لا يعلم أنّه هدي فقال ينحره و يكتب كتابا يضعه عليه ليعلم من مرّ به أنّه صدقة

3073-  و روى القاسم بن محمّد عن عليّ بن أبي حمزة قال سألت أبا عبد اللّه ع عن رجل ساق بدنة فانكسرت قبل أن تبلغ محلّها أو عرض لها موت أو هلاك قال يذكّيها إن قدر على ذلك و يلطخ نعلها الّتي قلّدت بها حتّى يعلم من مرّ بها أنّها قد ذكّيت فيأكل من لحمها إن أراد فإن كان الهدي مضمونا فإنّ عليه أن يعيده يبتاع مكان الهدي إذا انكسر أو هلك و المضمون الواجب عليه في نذر أو غيره فإن لم يكن مضمونا و إنّما هو شي‏ء تطوّع به فليس عليه أن يبتاع مكانه إلّا أن يشاء أن يتطوّع

3074-  و روي عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال سألت أبا إبراهيم ع عن رجل اشترى هديا لمتعته فأتى به منزله فربطه ثمّ انحلّ فهلك هل يجزيه أو يعيد قال لا يجزيه إلّا أن يكون لا قوّة به عليه

3075-  و روى ابن مسكان عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّه ع عن رجل اشترى كبشا فهلك منه قال يشتري مكانه آخر قلت فإن اشترى مكانه ثمّ وجد الأوّل قال إن كانا جميعا قائمين فليذبح الأوّل و ليبع الآخر و إن شاء ذبحه و إن كان قد ذبح الآخر فليذبح الأوّل معه

3076-  و روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال إذا أصاب الرّجل بدنة ضالّة فلينحرها و يعلم أنّها بدنة

 -  و روى العلاء عن محمّد بن مسلم عن أحدهما ع قال سألته عن الهدي الواجب إن أصابه كسر أو عطب أ يبيعه و إن باعه ما يصنع بثمنه قال إن باعه فليتصدّق بثمنه و يهدي هديا آخر

3078-  و في رواية حمّاد عن حريز في حديث يقول في آخره إنّ الهدي المضمون لا يأكل منه إذا عطب فإن أكل منه غرم

باب الذّبح و النّحر و ما يقال عند الذّبيحة

3079-  روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال النّحر في اللّبّة و الذّبح في الحلق

3080-  و قال الصّادق ع كلّ منحور مذبوح حرام و كلّ مذبوح منحور حرام

3081-  و روى الحلبيّ عنه ع أنّه قال لا يذبح لك اليهوديّ و لا النّصرانيّ أضحيّتك و إن كانت امرأة فلتذبح لنفسها و تستقبل القبلة و تقول وجّهت وجهي للّذي فطر السّماوات و الأرض حنيفا مسلما اللّهمّ منك و لك

3082-  و روى عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع في قول اللّه عزّ و جلّ فاذكروا اسم اللّه عليها صوافّ قال ذلك حين تصفّ للنّحر و تربط يديها ما بين الخفّ إلى الرّكبة و وجوب جنوبها إذا وقعت إلى الأرض

3083-  و سأله أبو الصّبّاح الكنانيّ كيف تنحر البدنة قال تنحر و هي قائمة من قبل اليمين

3084-  و روى معاوية بن عمّار عنه ع أنّه قال إذا اشتريت هديك فاستقبل به القبلة و انحره أو اذبحه و قل وجّهت وجهي للّذي فطر السّماوات و الأرض حنيفا مسلما و ما أنا من المشركين إنّ صلاتي و نسكي و محياي و مماتي للّه ربّ العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا من المسلمين اللّهمّ منك و لك بسم اللّه و اللّه أكبر اللّهمّ تقبّل منّي ثمّ أمرّ السّكّين و لا تنخعها حتّى تموت

باب نتائج البدنة و حلابها و ركوبها

3085-  روى حمّاد عن حريز أنّ أبا عبد اللّه ع قال كان عليّ ع إذا ساق البدنة و مرّ على المشاة حملهم على بدنة و إن ضلّت راحلة رجل و معه بدنة ركبها غير مضرّ و لا مثقل

3086-  و سأل يعقوب بن شعيب أبا عبد اللّه ع عن الرّجل أ يركب هديه إن احتاج إليه فقال قال رسول اللّه ص يركبها غير مجهد و لا متعب

3087-  و روى منصور بن حازم عن أبي عبد اللّه ع قال كان عليّ ع يحلب البدنة و يحمل عليها غير مضرّ

3088-  و روى أبو بصير عنه ع في قول اللّه عزّ و جلّ لكم فيها منافع إلى أجل مسمّى قال إن احتاج إلى ظهرها ركبها من غير أن يعنف عليها و إن كان لها لبن حلبها حلابا لا ينهكها

باب بلوغ الهدي محلّه

3089-  روى عليّ بن أبي حمزة عن أبي عبد اللّه ع قال إذا اشترى الرّجل هديه و قمطه في بيته فقد بلغ محلّه فإن شاء فليحلق

باب الرّجل يوصي من يذبح عنه و يلقي هو شعره بمكّة

3090-  روى ابن مسكان عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّه ع الرّجل يوصي من يذبح عنه و يلقي هو شعره بمكّة فقال ليس له أن يلقي شعره إلّا بمنى

باب تقديم المناسك و تأخيرها

3091-  روى ابن أبي عمير عن جميل بن درّاج عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن الرّجل يزور البيت قبل أن يحلق قال لا ينبغي إلّا أن يكون ناسيا ثمّ قال إنّ رسول اللّه ص أتاه أناس يوم النّحر فقال بعضهم يا رسول اللّه حلقت قبل أن أذبح و قال بعضهم حلقت قبل أن أرمي فلم يتركوا شيئا كان ينبغي لهم أن يقدّموه إلّا أخّروه و لا شيئا كان ينبغي لهم أن يؤخّروه إلّا قدّموه فقال لا حرج

3092-  و روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع في رجل نسي أن يذبح بمنى حتّى زار البيت فاشترى بمكّة ثمّ نحرها قال لا بأس قد أجزأ عنه

باب فيمن نسي أو جهل أن يقصّر أو يحلق حتّى ارتحل من منى

3093-  روى عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّه ع عن رجل جهل أن يقصّر من شعره أو يحلقه حتّى ارتحل من منى قال فليرجع إلى منى حتّى يلقي شعره بها حلقا كان أو تقصيرا و على الصّرورة الحلق

  و روي أنّه يحلق بمكّة و يحمل شعره إلى منى

3095-  و كان رسول اللّه ص يوم النّحر يحلق رأسه و يقلّم أظفاره و يأخذ من شاربه و من أطراف لحيته

باب ما يحلّ للمتمتّع و المفرد إذا ذبح و حلق قبل أن يزور البيت

3095-  روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال إذا ذبح الرّجل و حلق فقد أحلّ من كلّ شي‏ء أحرم منه إلّا النّساء و الطّيب فإذا زار البيت و طاف و سعى بين الصّفا و المروة فقد أحلّ من كلّ شي‏ء أحرم منه إلّا النّساء فإذا طاف طواف النّساء فقد أحلّ من كلّ شي‏ء أحرم منه إلّا الصّيد

3095-  و روى عليّ بن النّعمان عن سعيد الأعرج عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن رجل رمى الجمار و ذبح و حلق رأسه أ يلبس قميصا و قلنسوة قبل أن يزور البيت فقال إن كان متمتّعا فلا و إن كان مفردا للحجّ فنعم

  و قد روي أنّه يجوز له أن يضع الحنّاء على رأسه إنّما يكره السّكّ و ضربه إنّ الحنّاء ليس بطيب و يجوز أن يغطّي رأسه لأنّ حلقه له أعظم من تغطيته إيّاه

باب ما يجب من الصّوم على المتمتّع إذا لم يجد ثمن الهدي

3097-  روي عن الأئمّة ع أنّ المتمتّع إذا وجد الهدي و لم يجد الثّمن صام ثلاثة أيّام في الحجّ يوما قبل التّروية و يوم التّروية و يوم عرفة و سبعة أيّام إذا رجع إلى أهله تلك عشرة كاملة لجزاء الهدي فإن فاته صوم هذه الثّلاثة الأيّام تسحّر ليلة الحصبة و هي ليلة النّفر و أصبح صائما و صام يومين من بعد فإن فاته صوم هذه الثّلاثة الأيّام حتّى يخرج و ليس له مقام صام هذه الثّلاثة في الطّريق إن شاء و إن شاء صام العشرة في أهله و يفصل بين الثّلاثة و السّبعة بيوم و إن شاء صامها متتابعة و لا يجوز له أن يصوم أيّام التّشريق فإنّ النّبيّ ص بعث بديل بن ورقاء الخزاعيّ على جمل أورق فأمره أن يتخلّل الفساطيط و ينادي في النّاس أيّام منى ألا لا تصوموا فإنّها أيّام أكل و شرب و بعال و من جهل صيام ثلاثة أيّام في الحجّ صامها بمكّة إن أقام جمّاله و إن لم يقم صامها في الطّريق أو بالمدينة إن شاء فإذا رجع إلى أهله صام السّبعة الأيّام فإذا مات قبل أن يرجع إلى أهله و يصوم السّبعة فليس على وليّه القضاء

3097-  و روى صفوان عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال من مات و لم يكن له هدي لمتعته فليصم عنه وليّه

 قال مصنّف هذا الكتاب رضي اللّه عنه هذا على الاستحباب لا على الوجوب و هو إذا لم يصم الثّلاثة في الحجّ أيضا

 -  و روي عن ابن مسكان عن أبي بصير قال سألته عن رجل تمتّع فلم يجد ما يهدي فصام ثلاثة أيّام فلمّا قضى نسكه بدا له أن يقيم سنة قال فلينظر منهل أهل بلده فإذا ظنّ أنّهم قد دخلوا بلدهم فليصم السّبعة الأيّام

3099-  و في رواية معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع أنّه إن كان له مقام بمكّة فأراد أن يصوم السّبعة ترك الصّيام بقدر سيره إلى أهله أو شهرا ثمّ صام

 و إن لم يصم الثّلاثة الأيّام فوجد بعد النّفر ثمن هدي فإنّه يصوم الثّلاثة لأنّ أيّام الذّبح قد مضت

3100-  و قد روى زرارة عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من لم يجد ثمن الهدي فأحبّ أن يصوم الثّلاثة الأيّام في العشر الأواخر فلا بأس بذلك

3101-  و سأل يحيى الأزرق أبا إبراهيم ع عن رجل دخل يوم التّروية متمتّعا و ليس له هدي فصام يوم التّروية و يوم عرفة فقال يصوم يوما آخر بعد أيّام التّشريق بيوم قال و سألته عن متمتّع كان معه ثمن هدي و هو يجد بمثل الّذي معه هديا فلم يزل يتوانى و يؤخّر ذلك حتّى كان آخر أيّام التّشريق و غلت الغنم فلم يقدر أن يشتري بالّذي معه هديا قال يصوم ثلاثة أيّام بعد أيّام التّشريق

3102-  و روى عبد الرّحمن بن أعين عن أبي جعفر ع قال الصّبيّ يصوم عنه وليّه إذا لم يجد هديا

 -  و روي عن عمران الحلبيّ أنّه قال سئل أبو عبد اللّه ع عن رجل نسي أن يصوم الثّلاثة الأيّام الّتي على المتمتّع إذا لم يجد الهدي حتّى يقدم إلى أهله قال يبعث بدم

باب ما يجب على المتمتّع إذا وجد ثمن الهدي و لم يجد الهدي

 قال أبي رضي اللّه عنه في رسالته إليّ إن وجدت ثمن الهدي و لم تجد الهدي فخلّف الثّمن عند رجل من أهل مكّة ليشتري لك في ذي الحجّة و يذبحه عنك فإن مضت ذو الحجّة و لم يشتر أخّره إلى قابل ذي الحجّة لأنّ أيّام الذّبح قد مضت

 باب المحصور و المصدود

3104-  روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال المحصور غير المصدود و قال المحصور هو المريض و المصدود هو الّذي يردّه المشركون كما ردّوا رسول اللّه ص و أصحابه ليس من مرض و المصدود تحلّ له النّساء و المحصور لا تحلّ له النّساء

 و إذا قرن الرّجل الحجّ و العمرة فأحصر بعث هديا مع هديه و لا يحلّ حتّى يبلغ الهدي محلّه فإذا بلغ محلّه أحلّ و انصرف إلى منزله و عليه الحجّ من قابل و لا يقرب النّساء و إذا بعث بهديه مع أصحابه فعليه أن يعدهم لذلك يوما فإذا كان ذلك اليوم فقد وفى فإن اختلفوا في الميعاد لم يضرّه إن شاء اللّه تعالى

 -  و قال الصّادق ع المحصور و المضطرّ ينحران بدنتيهما في المكان الّذي يضطرّان فيه

3106-  و روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع في المحصور و لم يسق الهدي قال ينسك و يرجع قيل فإن لم يجد هديا قال يصوم

 و إذا تمتّع رجل بالعمرة إلى الحجّ فحبسه سلطان جائر بمكّة فلم يطلق عنه إلى يوم النّحر فإنّ عليه أن يلحق النّاس بجمع ثمّ ينصرف إلى منى فيرمي و يذبح و يحلق و لا شي‏ء عليه فإن خلّى عنه يوم النّحر فهو مصدود عن الحجّ إن كان دخل مكّة متمتّعا بالعمرة إلى الحجّ فليطف بالبيت أسبوعا و يسعى أسبوعا و يحلق رأسه و يذبح شاة و إن كان دخل مكّة مفردا للحجّ فليس عليه ذبح و لا شي‏ء عليه

 -  و روى رفاعة بن موسى عن أبي عبد اللّه ع قال خرج الحسين ع معتمرا و قد ساق بدنة حتّى انتهى إلى السّقيا فبرسم فحلق رأسه و نحرها مكانه ثمّ أقبل حتّى جاء فضرب الباب فقال عليّ ع ابني و ربّ الكعبة افتحوا له و كانوا قد حمّوا له الماء فأكبّ عليه فشرب ثمّ اعتمر بعد

 و المحصور لا تحلّ له النّساء حتّى يطوف بالبيت و يسعى بين الصّفا و المروة و القارن إذا أحصر و قد اشترط و قال فحلّني حيث حبستني فلا يبعث بهديه و لا يتمتّع من قابل و لكن يدخل في مثل ما خرج منه

 -  و سأل حمزة بن حمران أبا عبد اللّه ع عن الّذي يقول حلّني حيث حبستني فقال هو حلّ حيث حبسه اللّه عزّ و جلّ قال أ و لم يقل و لا يسقط الاشتراط عنه الحجّ من قابل

باب الرّجل يبعث بالهدي و يقيم في أهله

3109-  روي عن معاوية بن عمّار قال سألت أبا عبد اللّه ع عن الرّجل يبعث بالهدي تطوّعا و ليس بواجب فقال يواعد أصحابه يوما فيقلّدونه فإذا كان تلك السّاعة اجتنب ما يجتنبه المحرم إلى يوم النّحر فإذا كان يوم النّحر أجزأ عنه فإنّ رسول اللّه ص حين صدّه المشركون يوم الحديبية نحر و أحلّ و رجع إلى المدينة

3110-  و قال الصّادق ع ما يمنع أحدكم من أن يحجّ كلّ سنة فقيل له لا يبلغ ذلك أموالنا فقال أ ما يقدر أحدكم إذا خرج أخوه أن يبعث معه بثمن أضحيّة و يأمره أن يطوف عنه أسبوعا بالبيت و يذبح عنه فإذا كان يوم عرفة لبس ثيابه و تهيّأ و أتى المسجد فلا يزال في الدّعاء حتّى تغرب الشّمس

 باب نوادر الحجّ

3111-  روي عن بكير بن أعين عن أخيه زرارة قال قلت لأبي عبد اللّه ع جعلني اللّه فداك أسألك في الحجّ منذ أربعين عاما فتفتيني فقال يا زرارة بيت يحجّ قبل آدم ع بألفي عام تريد أن تفنى مسائله في أربعين عاما

3112-  و قال الصّادق ع أودية الحرم تسيل في الحلّ و أودية الحلّ لا تسيل في الحرم

 و روي عن أبي حنيفة النّعمان بن ثابت أنّه قال لو لا جعفر بن محمّد ما علم النّاس مناسك حجّهم

3113-  و ذكر الماء عند الصّادق ع في طريق مكّة و ثقله قال الماء لا يثقل إلّا أن ينفرد به الجمل فلا يكون عليه غير الماء

 -  و كان عليّ ع يكره الحجّ و العمرة على الإبل الجلّالات

3115-  و قال جعفر بن محمّد الصّادق ع إذا كان أيّام الموسم بعث اللّه تبارك اللّه تعالى ملائكة في صور الآدميّين يشترون متاع الحاجّ و التّجّار قيل ما يصنعون به قال يلقونه في البحر

 و روي عن محمّد بن عثمان العمريّ رضي اللّه عنه أنّه قال و اللّه إنّ صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كلّ سنة يرى النّاس و يعرفهم و يرونه و لا يعرفونه و

 روي عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ أنّه قال سألت محمّد بن عثمان العمريّ رضي اللّه عنه فقلت له رأيت صاحب هذا الأمر فقال نعم و آخر عهدي به عند بيت اللّه الحرام و هو يقول اللّهمّ أنجز لي ما وعدتني

 قال محمّد بن عثمان رضي اللّه عنه و أرضاه و رأيته ص متعلّقا بأستار الكعبة في المستجار و هو يقول اللّهمّ انتقم لي من أعدائك

3116-  و روي عن داود الرّقّيّ قال دخلت على أبي عبد اللّه ع و لي على رجل مال قد خفت تواه فشكوت ذلك إليه فقال لي إذا صرت بمكّة فطف عن عبد المطّلب طوافا و صلّ عنه ركعتين و طف عن أبي طالب طوافا و صلّ عنه ركعتين و طف عن عبد اللّه طوافا و صلّ عنه ركعتين و طف عن آمنة أمّ محمّد طوافا و صلّ عنها ركعتين و طف عن فاطمة بنت أسد طوافا و صلّ عنها ركعتين ثمّ ادع اللّه عزّ و جلّ أن يردّ عليك مالك قال ففعلت ذلك ثمّ خرجت من باب الصّفا فإذا غريمي واقف يقول يا داود حبستني تعال فاقبض مالك

3117-  و قال أبو عبد اللّه ع و أبو الحسن موسى بن جعفر ع من سها عن السّعي حتّى يصير من السّعي على بعضه أو كلّه ثمّ ذكر فلا يصرف وجهه منصرفا و لكن يرجع القهقرى إلى المكان الّذي يجب منه السّعي

3118-  و روى سعد بن سعد الأشعريّ عن الرّضا ع قال قلت المحرم يشتري الجواري أو يبيع فقال نعم

3119-  و في رواية حريز عن أبي عبد اللّه ع في رجل قدم مكّة في وقت العصر فقال يبدأ بالعصر ثمّ يطوف

3120-  و روى السّكونيّ بإسناده قال قال عليّ ع في امرأة نذرت أن تطوف على أربع فقال تطوف أسبوعا ليديها و أسبوعا لرجليها

3121-  و قيل للصّادق ع رجل في ثوبه دم ممّا لا يجوز الصّلاة في مثله فطاف في ثوبه فقال أجزأه الطّواف فيه ثمّ ينزعه و يصلّي في ثوب طاهر

3122-  و قال الصّادق ع دع الطّواف و أنت تشتهيه

3123-  و قال الهيثم بن عروة التّميميّ لأبي عبد اللّه ع إنّي حملت امرأتي ثمّ طفت بها و كانت مريضة و إنّي طفت بها بالبيت في طواف الفريضة و بالصّفا و المروة و احتسبت بذلك لنفسي فهل يجزيني فقال نعم

3124-  و روى أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ عن أبي الحسن ع قال قلت له إنّ أصحابنا يروون أنّ حلق الرّأس في غير حجّ و لا عمرة مثلة فقال كان أبو الحسن ع إذا قضى نسكه عدل إلى قرية يقال لها ساية فحلق

3125-  و روي عن الصّادق ع أنّه قال حلق الرّأس في غير حجّ و لا عمرة مثلة لأعدائكم و جمال لكم

3126-  و روى محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد اللّه ع قال من ركب زاملة ثمّ وقع منها فمات دخل النّار

 قال مصنّف هذا الكتاب رضي اللّه عنه كان النّاس يركبون الزّوامل فإذا أراد أحدهم النّزول وقع عن راحلته من غير أن يتعلّق بشي‏ء من الرّحل فنهوا عن ذلك لئلّا يسقط أحدهم متعمّدا فيموت فيكون قاتل نفسه و يستوجب بذلك دخول النّار فهذا معنى الحديث و ذلك أنّ النّاس في أيّام النّبيّ ص و الأئمّة ص كانوا يركبون الزّوامل فلا يمنعون و لا ينكر عليهم ذلك

3127-  و أمّا الحديث الّذي روي عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال من ركب زاملة فليوص

 فليس بنهي عن ركوب الزّاملة و إنّما هو أمر بالاحتراز من السّقوط و هذا مثل قول القائل من خرج إلى الحجّ أو إلى الجهاد في سبيل اللّه فليوص و لم يكن فيما مضى إلّا الزّوامل و إنّما المحامل محدثة و لم تعرف فيما مضى

 -  و روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال سألته عن رجل أفرد الحجّ فلمّا دخل مكّة طاف بالبيت ثمّ أتى أصحابه و هم يقصّرون فقصّر معهم ثمّ ذكر بعد ما قصّر أنّه مفرد للحجّ فقال ليس عليه شي‏ء إذا صلّى فليجدّد التّلبية

3129-  و روي عن عليّ بن يقطين قال سألت أبا الحسن الأوّل ع عن رجل يعطي خمسة نفر حجّة واحدة يخرج فيها واحد منهم أ لهم أجر قال نعم لكلّ واحد منهم أجر حاجّ قال فقلت فأيّهم أعظم أجرا فقال الّذي نابه الحرّ و البرد و إن كان صرورة لم يجز ذلك عنهم و الحجّ لمن حجّ

3130-  و روي عن منصور بن حازم قال سأل سلمة بن محرز أبا عبد اللّه ع و أنا حاضر فقال إنّي طفت بالبيت و بين الصّفا و المروة ثمّ أتيت منى فوقعت على أهلي و لم أطف طواف النّساء فقال بئس ما صنعت فجهّلني فقلت ابتليت فقال لا شي‏ء عليك

3131-  و قال أمير المؤمنين ع أمرتم بالحجّ و العمرة فلا تبالوا بأيّهما بدأتم

  قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه يعني العمرة المفردة فأمّا العمرة الّتي يتمتّع بها إلى الحجّ فلا يجوز إلّا أن يبدأ بها قبل الحجّ و لا يجوز أن يبدأ بالحجّ قبلها إلّا أن لا يدرك المتمتّع ليلة عرفة فيبدأ بالحجّ ثمّ يعتمر من بعده

3132-  و قال الصّادق ع أوّل ما يظهر القائم ع من العدل أن ينادي مناديه أن يسلّم أصحاب النّافلة لأصحاب الفريضة الحجر الأسود و الطّواف بالبيت

3133-  و روي عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال مقام يوم قبل الحجّ أفضل من مقام يومين بعد الحجّ

 و قد أخرجت هذه النّوادر مسندة مع غيرها من النّوادر في كتاب جامع نوادر الحجّ

باب سياق مناسك الحجّ

 إذا أردت الخروج إلى الحجّ فاجمع أهلك و صلّ ركعتين و مجّد اللّه كثيرا و صلّ على محمّد و آله و قل اللّهمّ إنّي أستودعك اليوم ديني و نفسي و مالي و أهلي و ولدي و جيراني و أهل حزانتي الشّاهد منّا و الغائب و جميع ما أنعمت به عليّ اللّهمّ اجعلنا في كنفك و منعك و عياذك و عزّك عزّ جارك و جلّ ثناؤك و امتنع عائذك و لا إله غيرك توكّلت على الحيّ الّذي لا يموت الحمد للّه الّذي لم يتّخذ صاحبة و لا ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له وليّ من الذّلّ و كبّره تكبيرا اللّه أكبر كبيرا و الحمد للّه كثيرا و سبحان اللّه بكرة و أصيلا فإذا خرجت من منزلك فقل بسم اللّه الرّحمن الرّحيم لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم اللّهمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السّفر و كآبة المنقلب و سوء المنظر في الأهل و المال و الولد اللّهمّ إنّي أسألك في سفري هذا السّرور و العمل بما يرضيك عنّي اللّهمّ اقطع عنّي بعده و مشقّته و أصحبني فيه و اخلفني في أهلي بخير فإذا استويت على راحلتك و استوى بك محملك فقل الحمد للّه الّذي هدانا للإسلام و علّمنا القرآن و منّ علينا بمحمّد ص سبحان الّذي سخّر لنا هذا و ما كنّا له مقرنين و إنّا إلى ربّنا لمنقلبون و الحمد للّه ربّ العالمين اللّهمّ أنت الحامل على الظّهر و المستعان على الأمر و أنت الصّاحب في السّفر و الخليفة في الأهل و المال و الولد اللّهمّ أنت عضدي و ناصري فإذا مضت بك راحلتك فقل في طريقك خرجت بحول اللّه و قوّته بغير حول منّي و قوّة و لكن بحول اللّه و قوّته برئت إليك يا ربّ من الحول و القوّة اللّهمّ إنّي أسألك بركة سفري هذا و بركة أهله اللّهمّ إنّي أسألك من فضلك الواسع رزقا حلالا طيّبا تسوقه إليّ و أنا خائض في عافية بقوّتك و قدرتك اللّهمّ إنّي سرت في سفري هذا بلا ثقة منّي بغيرك و لا رجاء لسواك فارزقني في ذلك شكرك و عافيتك و وفّقني لطاعتك و عبادتك حتّى ترضى و بعد الرّضا و عليك في طريقك بتقوى اللّه تعالى و إيثار طاعته و اجتناب معصيته و استعمال مكارم الأخلاق و الأفعال و حسن الخلق و حسن الصّحابة لمن صحبك و كظم الغيظ و أكثر من تلاوة القرآن و ذكر اللّه عزّ و جلّ و الدّعاء فإذا بلغت أحد المواقيت الّتي وقّتها رسول اللّه ص فإنّه ع وقّت لأهل العراق العقيق و أوّله المسلخ و وسطه غمرة و آخره ذات عرق و أوّله أفضل و وقّت لأهل الطّائف قرن المنازل و وقّت لأهل اليمن يلملم و لأهل الشّام المهيعة و هي الجحفة و لأهل المدينة ذا الحليفة و هي مسجد الشّجرة فاغتسل بعد أن تقلّم أظافيرك و تأخذ من شاربك و تنتف إبطيك و تتنوّر و قل إذا اغتسلت بسم اللّه و باللّه اللّهمّ اجعله لي نورا و طهورا و حرزا و أمنا من كلّ خوف و شفاء من كلّ داء و سقم اللّهمّ طهّرني و طهّر لي قلبي و اشرح لي صدري و أجر على لساني محبّتك و مدحتك و الثّناء عليك فإنّه لا قوّة لي إلّا بك و قد علمت أنّ قوام ديني التّسليم لأمرك و الاتّباع لسنّة نبيّك صلواتك عليه و آله ثمّ البس ثوبي إحرامك و قل الحمد للّه الّذي رزقني ما أواري به عورتي و أؤدّي به فرضي و أعبد فيه ربّي و أنتهي فيه إلى ما أمرني الحمد للّه الّذي قصدته فبلّغني و أردته فأعانني و قبلني و لم يقطع بي و وجهه أردت فسلّمني فهو حصني و كهفي و حرزي و ظهري و ملاذي و ملجئي و منجاي و ذخري و عدّتي في شدّتي و رخائي و صلّ للإحرام ستّ ركعات و توجّه في الأولى منها و اقرأ في كلّ ركعتين في الأولى الحمد و قل هو اللّه أحد و في الثّانية الحمد و قل يا أيّها الكافرون و تقنت في الثّانية من كلّ ركعتين قبل الرّكوع و بعد القراءة و تسلّم في كلّ ركعتين و إن شئت صلّيت ركعتين للإحرام على ما وصفت و أفضل السّاعات للإحرام عند زوال الشّمس فلا يضرّك في أيّ السّاعات أحرمت عند طلوع الشّمس و عند غروبها و إن كان وقت صلاة فريضة فصلّ هذه الرّكعات

  قبل الفريضة ثمّ صلّ الفريضة و أحرم في دبرها ليكون أفضل فإذا فرغت من صلاتك فاحمد اللّه عزّ و جلّ و أثن عليه بما هو أهله و صلّ على نبيّه محمّد و آله و سلّم ثمّ قل اللّهمّ إنّي أسألك أن تجعلني ممّن استجاب لك و آمن بوعدك و اتّبع أمرك فإنّي عبدك و في قبضتك لا أوقى إلّا ما وقيت و لا آخذ إلّا ما أعطيت اللّهمّ إنّي أريد ما أمرت به من التّمتّع بالعمرة إلى الحجّ على كتابك و سنّة نبيّك صلواتك عليه و آله فإن عرض لي عارض يحبسني فحلّني حيث حبستني لقدرك الّذي قدّرت عليّ اللّهمّ و إن لم يكن حجّة فعمرة أحرم لك شعري و بشري و لحمي و دمي و عظامي و مخّي و عصبي من النّساء و الطّيب أبتغي بذلك وجهك الكريم و الدّار الآخرة و يجزيك أن تقول هذا مرّة واحدة حين تحرم

التّلبية

 ثمّ لبّ بالتّلبيات الأربع سرّا و هي المفروضات تقول لبّيك اللّهمّ لبّيك لبّيك لا شريك لك لبّيك إنّ الحمد و النّعمة لك و الملك لا شريك لك هذه الأربع مفروضات ثمّ قم فامض هنيئة فإذا استوت بك الأرض راكبا كنت أو ماشيا فأعلن التّلبية و ارفع صوتك بها و إن كنت أخذت على طريق المدينة و أحرمت من مسجد الشّجرة فلبّ سرّا بهذه التّلبيات الأربع المفروضات حتّى تأتي البيداء و تبلغ الميل الّذي على يسار الطّريق فإذا بلغته فارفع صوتك بالتّلبية و لا تجز الميل إلّا ملبّيا و تقول لبّيك اللّهمّ لبّيك لبّيك لا شريك لك لبّيك إنّ الحمد و النّعمة لك و الملك لا شريك لك لبّيك ذا المعارج لبّيك لبّيك تبدئ و المعاد إليك لبّيك لبّيك داعيا إلى دار السّلام لبّيك لبّيك غفّار الذّنوب لبّيك لبّيك مرهوبا و مرغوبا إليك لبّيك لبّيك أنت الغنيّ و نحن الفقراء إليك لبّيك لبّيك ذا الجلال و الإكرام لبّيك لبّيك إله الحقّ لبّيك لبّيك ذا النّعماء و الفضل الحسن الجميل لبّيك لبّيك كشّاف الكرب العظام لبّيك لبّيك عبدك و ابن عبديك لبّيك لبّيك يا كريم لبّيك لبّيك أتقرّب إليك بمحمّد و آل محمّد لبّيك لبّيك بحجّة و عمرة معا لبّيك لبّيك هذه عمرة متعة إلى الحجّ لبّيك لبّيك أهل التّلبية لبّيك لبّيك تلبية تمامها و بلاغها عليك لبّيك تقول هذا في دبر كلّ صلاة مكتوبة أو نافلة و حين ينهض بك بعيرك أو علوت شرفا أو هبطت واديا أو لقيت راكبا أو استيقظت من منامك أو ركبت أو نزلت و بالأسحار و إن تركت بعض التّلبية فلا يضرّك غير أنّها أفضل إلّا المفروضات فلا تترك منها شيئا و أكثر من ذي المعارج فإذا بلغت الحرم فاغتسل من بئر ميمون أو من فخّ و إن اغتسلت في منزلك بمكّة فلا بأس و قل عند دخول الحرم اللّهمّ إنّك قلت في كتابك المنزل و قولك الحقّ و أذّن في النّاس بالحجّ يأتوك رجالا و على كلّ ضامر يأتين من كلّ فجّ عميق اللّهمّ و إنّي أرجو أن أكون ممّن أجاب دعوتك و قد جئت من شقّة بعيدة و من فجّ عميق سامعا لندائك و مستجيبا لك مطيعا لأمرك و كلّ ذلك بفضلك عليّ و إحسانك إليّ فلك الحمد على ما وفّقتني له أبتغي بذلك الزّلفة عندك و القربة إليك و المنزلة لديك و المغفرة لذنوبي و التّوبة عليّ منها بمنّك اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و حرّم بدني على النّار و آمنّي من عذابك و عقابك برحمتك يا أرحم الرّاحمين فإذا نظرت إلى بيوت مكّة فاقطع التّلبية و حدّها عقبة المدنيّين أو بحذائها و من أخذ على طريق المدينة قطع التّلبية إذا نظر إلى عريش مكّة و هي عقبة ذي طوى و عليك بالتّكبير و التّهليل و التّحميد و التّسبيح و الصّلاة على النّبيّ محمّد و آله

دخول مكّة

 فإذا أردت دخول مكّة فاجهد أن تدخلها على غسل بسكينة و وقار

دخول المسجد الحرام

 فإذا أردت أن تدخل المسجد الحرام فادخل من باب بني شيبة حافيا و أدخل رجلك اليمنى قبل اليسرى و عليك السّكينة و الوقار فإنّه من دخله بخشوع غفر له و قل و أنت على باب المسجد السّلام عليك أيّها النّبيّ و رحمة اللّه و بركاته بسم اللّه و باللّه و من اللّه و ما شاء اللّه و السّلام على رسول اللّه و آله و السّلام على إبراهيم و آله و السّلام على أنبياء اللّه و رسله و الحمد للّه ربّ العالمين

النّظر إلى الكعبة

 فإذا دخلت المسجد فانظر إلى الكعبة و قل الحمد للّه الّذي عظّمك و شرّفك و كرّمك و جعلك مثابة للنّاس و أمنا مباركا و هدى للعالمين

 النّظر إلى الحجر الأسود

 ثمّ انظر إلى الحجر الأسود و استقبله بوجهك و قل الحمد للّه الّذي هدانا لهذا و ما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا اللّه سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على كلّ شي‏ء قدير اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و بارك على محمّد و آل محمّد كأفضل ما صلّيت و باركت و ترحّمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد و سلام على جميع النّبيّين و المرسلين و الحمد للّه ربّ العالمين اللّهمّ إنّي أومن بوعدك و أصدّق رسلك و أتّبع كتابك

استلام الحجر الأسود

 ثمّ استلم الحجر الأسود و قبّله في كلّ شوط فإن لم تقدر عليه فافتح به و اختم به فإن لم تقدر عليه فامسحه بيدك اليمنى و قبّلها فإن لم تقدر عليه فأشر إليه بيدك و قبّلها و قل أمانتي أدّيتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة آمنت باللّه و كفرت بالجبت و الطّاغوت و اللّات و العزّى و عبادة الشّيطان و عبادة الأوثان و عبادة كلّ ندّ يدعى من دون اللّه عزّ و جلّ

الطّواف

 ثمّ طف بالبيت سبعة أشواط و قبّل الحجر في كلّ شوط و قارب بين خطاك فإذا بلغت باب البيت فقل سائلك فقيرك مسكينك ببابك فتصدّق عليه بالجنّة اللّهمّ البيت بيتك و الحرم حرمك و العبد عبدك و هذا مقام العائذ المستجير بك من النّار فأعتقني و والديّ و أهلي و ولدي و إخواني المؤمنين من النّار يا جواد يا كريم فإذا بلغت مقابل الميزاب فقل اللّهمّ أعتق رقبتي من النّار و وسّع عليّ من الرّزق الحلال و ادرأ عنّي شرّ فسقة العرب و العجم و شرّ فسقة الجنّ و الإنس و تقول و أنت تجوز اللّهمّ إنّي إليك فقير و إنّي منك خائف و مستجير فلا تبدّل اسمي و لا تغيّر جسمي

القول في الطّواف

 و تقول في طوافك اللّهمّ إنّي أسألك باسمك الّذي يمشى به على طلل الماء كما يمشى به على جدد الأرض و أسألك باسمك المخزون المكنون عندك و أسألك باسمك الأعظم الأعظم الأعظم الّذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تفعل بي كذا و كذا فإذا بلغت الرّكن اليمانيّ فالتزمه و قبّله و صلّ على النّبيّ محمّد و آله في كلّ شوط

 القول بين الرّكن اليمانيّ و الرّكن الّذي فيه الحجر الأسود

 و قل بين هذين الرّكنين ربّنا آتنا في الدّنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا برحمتك عذاب النّار

الوقوف بالمستجار

 فإذا كنت في الشّوط السّابع فقف بالمستجار و هو مؤخّر الكعبة ممّا يلي الرّكن اليمانيّ بحذاء باب الكعبة فابسط يديك على البيت و ألزق خدّك و بطنك بالبيت و قل اللّهمّ البيت بيتك و العبد عبدك و هذا مقام العائذ بك من النّار اللّهمّ إنّي حللت بفنائك فاجعل قراي مغفرتك و هب لي ما بيني و بينك و استوهبني من خلقك و ادع بما شئت ثمّ أقرّ لربّك بذنوبك و قل اللّهمّ من قبلك الرّوح و الرّاحة و الفرح و العافية اللّهمّ إنّ عملي ضعيف فضاعفه لي و اغفر لي ما اطّلعت عليه منّي و خفي على خلقك أستجير باللّه من النّار و تكثر لنفسك من الدّعاء ثمّ استلم الرّكن اليمانيّ ثمّ استلم الرّكن الّذي فيه الحجر الأسود و قبّله و اختم به و إن لم تستطع ذلك فلا يضرّك غير أنّه لا بدّ من أن تفتح بالحجر الأسود و تختم به و تقول اللّهمّ قنّعني بما رزقتني و بارك لي فيما آتيتني

مقام إبراهيم ع

 ثمّ ائت مقام إبراهيم ع فصلّ فيه ركعتين و اجعله أمامك و اقرأ في الأولى منهما الحمد و قل هو اللّه أحد و في الثّانية الحمد و قل يا أيّها الكافرون ثمّ تشهّد و سلّم و احمد اللّه و أثن عليه و صلّ على النّبيّ ص و اسأل اللّه تعالى أن يتقبّله منك و أن لا يجعله آخر العهد منك فهاتان الرّكعتان هما الفريضة و ليس يكره لك أن تصلّيهما في أيّ السّاعات شئت عند طلوع الشّمس و عند غروبها فإنّما وقتهما عند فراغك من الطّواف ما لم يكن وقت صلاة مكتوبة فإن كان وقت صلاة مكتوبة فابدأ بها ثمّ صلّ ركعتي الطّواف فإذا فرغت من الرّكعتين فقل الحمد للّه بمحامده كلّها على نعمائه كلّها حتّى ينتهي الحمد إلى ما يحبّ ربّي و يرضى اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و تقبّل منّي و طهّر قلبي و زكّ عملي و اجتهد في الدّعاء و اسأل اللّه عزّ و جلّ أن يتقبّل منك ثمّ ائت الحجر الأسود و استلمه و قبّله أو امسحه بيدك أو أشر إليه و قل ما قلته أوّلا فإنّه لا بدّ من ذلك

الشّرب من ماء زمزم

 فإن قدرت أن تشرب من ماء زمزم قبل أن تخرج إلى الصّفا فافعل و تقول حين تشرب اللّهمّ اجعله علما نافعا و رزقا واسعا و شفاء من كلّ داء و سقم إنّك قادر يا ربّ العالمين

 الخروج إلى الصّفا

 ثمّ اخرج إلى الصّفا و قم عليه حتّى تنظر إلى البيت و تستقبل الرّكن الّذي فيه الحجر و احمد اللّه عزّ و جلّ و أثن عليه و اذكر من آلائه و حسن ما صنع إليك ما قدرت عليه ثمّ قل لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كلّ شي‏ء قدير ثلاث مرّات و تقول اللّهمّ إنّي أسألك العفو و العافية و اليقين في الدّنيا و الآخرة ثلاث مرّات و تقول اللّهمّ آتنا في الدّنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النّار ثلاث مرّات و تقول الحمد للّه مائة مرّة و اللّه أكبر مائة مرّة و سبحان اللّه مائة مرّة و لا إله إلّا اللّه مائة مرّة و أستغفر اللّه و أتوب إليه مائة مرّة و صلّ على محمّد و آل محمّد مائة مرّة و تقول يا من لا يخيب سائله و لا ينفد نائله صلّ على محمّد و آل محمّد و أعذني من النّار برحمتك و ادع لنفسك ما أحببت و ليكن وقوفك على الصّفا أوّل مرّة أطول من غيرها ثمّ انحدر و قف على المرقاة الرّابعة حيال الكعبة و قل اللّهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب القبر و فتنته و غربته و وحشته و ظلمته و ضيقه و ضنكه اللّهمّ أظلّني في ظلّ عرشك يوم لا ظلّ إلّا ظلّك ثمّ انحدر عن المرقاة و أنت كاشف عن ظهرك و قل يا ربّ العفو يا من أمر بالعفو يا من هو أولى بالعفو يا من يثيب على العفو العفو العفو العفو يا جواد يا كريم يا قريب يا بعيد اردد عليّ نعمتك و استعملني بطاعتك و مرضاتك ثمّ امش و عليك السّكينة و الوقار حتّى تصير إلى المنارة و هي طرف المسعى فاسع مل‏ء فروجك و قل بسم اللّه و اللّه أكبر اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد اللّهمّ اغفر و ارحم و تجاوز عمّا تعلم إنّك أنت الأعزّ الأكرم و اهدني للّتي هي أقوم اللّهمّ إنّ عملي ضعيف فضاعفه لي و تقبّل منّي اللّهمّ لك سعيي و بك حولي و قوّتي فتقبّل عملي يا من يقبل عمل المتّقين فإذا جزت زقاق العطّارين فاقطع الهرولة و امش على سكون و وقار و قل يا ذا المنّ و الطّول و الكرم و النّعماء و الجود صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي ذنوبي إنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت يا كريم فإذا أتيت المروة فاصعد عليها و قم حتّى يبدو لك البيت و ادع كما دعوت على الصّفا و اسأل اللّه عزّ و جلّ حوائجك و قل في دعائك يا من أمر بالعفو يا من يجزي على العفو يا من دلّ على العفو يا من زيّن العفو يا من يثيب على العفو يا من يحبّ العفو يا من يعطي على العفو يا من يعفو على العفو يا ربّ العفو العفو العفو العفو و تضرّع إلى اللّه عزّ و جلّ و ابك فإن لم تقدر على البكاء فتباك و اجهد أن تخرج من عينيك الدّموع و لو مثل رأس الذّباب و اجتهد في الدّعاء ثمّ انحدر عن المروة إلى الصّفا و أنت تمشي فإذا بلغت زقاق العطّارين فاسع مل‏ء فروجك إلى المنارة الأولى الّتي تلي الصّفا فإذا بلغتها فاقطع الهرولة و امش حتّى تأتي الصّفا و قم عليه و استقبل البيت بوجهك و قل مثل ما قلته في الدّفعة الأولى ثمّ انحدر إلى المروة فافعل ما كنت فعلته و قل مثل ما كنت قلته في الدّفعة الأولى حتّى تأتي المروة فطف بين الصّفا و المروة سبعة أشواط يكون وقوفك على الصّفا أربعا و على المروة أربعا و السّعي بينهما سبعا تبدأ بالصّفا و تختم بالمروة و من ترك الهرولة في السّعي حتّى صار في بعض المكان لم يحوّل وجهه و رجع القهقرى حتّى يبلغ الموضع الّذي ترك معه الهرولة ثمّ يهرول منه إلى الموضع الّذي ينبغي له أن يقطعها فيه إن شاء اللّه تعالى

التّقصير

 فإذا فرغت من سعيك فانزل من المروة و قصّر من شعر رأسك من جوانبه و من حاجبيك و من لحيتك و خذ من شاربك و قلّم أظفارك و أبق منها لحجّك فإذا فعلت ذلك فقد أحللت من كلّ شي‏ء أحرمت منه و يجوز لك أن تطوف بالبيت تطوّعا ما شئت و لا بأس أن تصلّي ركعتي طواف التّطوّع حيث شئت من المسجد و إنّما لا يجوز أن تصلّي ركعتي طواف الفريضة إلّا عند المقام فإذا كان يوم التّروية فاغتسل و البس ثوبيك و ادخل المسجد الحرام حافيا و عليك السّكينة و الوقار فطف بالبيت أسبوعا تطوّعا و إن شئت فصلّ ركعتين لطوافك عند مقام إبراهيم ع أو في الحجر و اقعد حتّى تزول الشّمس فإذا زالت الشّمس فصلّ ستّ ركعات قبل الفريضة ثمّ صلّ الفريضة و اعقد الإحرام في دبر الظّهر و إن شئت في دبر العصر بالحجّ مفردا تقول لا إله إلّا اللّه الحليم الكريم لا إله إلّا اللّه العليّ العظيم سبحان اللّه ربّ السّماوات السّبع و ربّ الأرضين السّبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ و ما تحتهنّ و ربّ العرش العظيم و الحمد للّه ربّ العالمين اللّهمّ إنّي أسألك أن تجعلني ممّن استجاب لك و آمن بوعدك و اتّبع كتابك و أمرك فإنّي عبدك و في قبضتك لا أوقى إلّا ما وقيت و لا آخذ إلّا ما أعطيت اللّهمّ إنّي أريد ما أمرت به من الحجّ على كتابك و سنّة نبيّك صلواتك عليه و آله فقوّني على ما ضعفت عنه و يسّره لي و تقبّله منّي و تسلّم منّي مناسكي في يسر منك و عافية و اجعلني من وفدك و حجّاج بيتك الّذين رضيت عنهم و ارتضيت و سمّيت و كتبت اللّهمّ ارزقني قضاء مناسكي في يسر منك و عافية و أعنّي عليه و تقبّله منّي اللّهمّ و إن عرض لي عارض يحبسني فحلّني حيث حبستني لقدرك الّذي قدّرت عليّ و اصرف عنّي سوء القضاء و سوء القدر أحرم لك وجهي و شعري و بشري و لحمي و دمي و مخّي و عظامي و عصبي من النّساء و الطّيب و الثّياب أريد بذلك وجهك الكريم و الدّار الآخرة ثمّ لبّ سرّا بالتّلبيات الأربع المفروضات إن شئت قائما و إن شئت قاعدا و إن شئت على باب المسجد و أنت خارج عنه مستقبل الحجر الأسود تقول لبّيك اللّهمّ لبّيك لبّيك لا شريك لك لبّيك إنّ الحمد و النّعمة لك و الملك لا شريك لك ثمّ توجّه و عليك السّكينة و الوقار بالتّسبيح و التّهليل و ذكر اللّه عزّ و جلّ فإذا بلغت الرّقطاء دون الرّدم و هو ملتقى الطّريقين حتّى تشرف على الأبطح فارفع صوتك بالتّلبية حتّى تأتي منى و لبّ مثل ما لبّيت في العمرة و أكثر من ذي المعارج فإنّ رسول اللّه ص كان يكثر منها و تقول و أنت متوجّه إلى منى اللّهمّ إيّاك أرجو و إيّاك أدعو فبلّغني أملي و أصلح لي عملي فإذا أتيت منى فقل الحمد للّه الّذي أقدمنيها صالحا في عافية و بلّغني هذا المكان اللّهمّ و هذه منى و هي ممّا مننت به على أوليائك من المناسك فأسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تمنّ عليّ فيها بما مننت على أوليائك و أهل طاعتك فإنّما أنا عبدك و في قبضتك ثمّ صلّ بها المغرب و العشاء الآخرة و الفجر في مسجد الخيف و لتكن صلاتك فيه عند المنارة الّتي في وسط المسجد و على ثلاثين ذراعا من جميع جوانبها فذاك مسجد النّبيّ ص و مصلّى الأنبياء الّذين صلّوا فيه قبله ع و ما كان خارجا من ثلاثين ذراعا حولها من كلّ جانب فليس من المسجد

الغدوّ إلى عرفات

 ثمّ امض إلى عرفات و قل و أنت متوجّه إليها اللّهمّ إليك صمدت و إيّاك اعتمدت و وجهك أردت و قولك صدّقت و أمرك اتّبعت أسألك أن تبارك لي في أجلي و أن تقضي لي حاجتي و أن تجعلني ممّن تباهي به اليوم من هو أفضل منّي ثمّ تلبّي و أنت مارّ إلى عرفات و لا تخرج من منى قبل طلوع الفجر بوجه فإذا أتيت إلى عرفات فاضرب خباءك بنمرة قريبا من المسجد فإنّ ثمّ ضرب النّبيّ ص خباءه و قبّته فإذا زالت الشّمس يوم عرفة فاقطع التّلبية و اغتسل و صلّ بها الظّهر و العصر بأذان واحد و إقامتين و إنّما تتعجّل في الصّلاة و تجمع بينهما لتفرغ للدّعاء فإنّه يوم دعاء و مسألة ثمّ ائت الموقف و عليك السّكينة و الوقار فقف بسفح الجبل في ميسرته و ادع بدعاء الموقف و ادع لأبويك كثيرا و استوهبهما من ربّك عزّ و جلّ و لا تقف إلّا و أنت على طهر و قد اغتسلت و لا تفض منها حتّى تغيب الشّمس فإنّك إن أفضت قبل غروبها لزمك دم شاة

دعاء الموقف

3134-  روى زرعة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال إذا أتيت الموقف فاستقبل البيت و سبّح اللّه تعالى مائة مرّة و كبّر اللّه تعالى مائة مرّة و تقول ما شاء اللّه لا قوّة إلّا باللّه مائة مرّة و تقول أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي بيده الخير و هو على كلّ شي‏ء قدير مائة مرّة ثمّ تقرأ عشر آيات من أوّل سورة البقرة ثمّ تقرأ قل هو اللّه أحد ثلاث مرّات و تقرأ آية الكرسيّ حتّى تفرغ منها ثمّ تقرأ آية السّخرة  إنّ ربّكم اللّه الّذي خلق السّماوات و الأرض في ستّة أيّام ثمّ استوى على العرش يغشي اللّيل النّهار يطلبه حثيثا إلى آخرها ثمّ تقرأ قل أعوذ بربّ الفلق و قل أعوذ بربّ النّاس حتّى تفرغ منهما ثمّ تحمد اللّه عزّ و جلّ على كلّ نعمة أنعم عليك و تذكر أنعمه واحدة واحدة ما أحصيت منها و تحمده على ما أنعم عليك من أهل أو مال و تحمد اللّه عزّ و جلّ على ما أبلاك و تقول اللّهمّ لك الحمد على نعمائك الّتي لا تحصى بعدد و لا تكافى بعمل و تحمده بكلّ آية ذكر فيها الحمد لنفسه في القرآن و تسبّحه بكلّ تسبيح ذكر به نفسه في القرآن و تكبّره بكلّ تكبير كبّر به نفسه في القرآن و تهلّله بكلّ تهليل هلّل به نفسه في القرآن و تصلّي على محمّد و آل محمّد و تكثر منه و تجتهد فيه و تدعو اللّه عزّ و جلّ بكلّ اسم سمّى به نفسه في القرآن و بكلّ اسم تحسنه و تدعوه بأسمائه الّتي في آخر الحشر و تقول أسألك يا اللّه يا رحمان بكلّ اسم هو لك و أسألك بقوّتك و قدرتك و عزّتك و بجميع ما أحاط به علمك و بجمعك و بأركانك كلّها و بحقّ رسولك صلواتك عليه و آله و باسمك الأكبر الأكبر و باسمك العظيم الّذي من دعاك به كان حقّا عليك أن تجيبه و باسمك الأعظم الأعظم الأعظم الّذي من دعاك به كان حقّا عليك أن لا تردّه و أن تعطيه ما سأل أن تغفر لي جميع ذنوبي في جميع علمك فيّ و تسأل اللّه تعالى حاجتك كلّها من أمر الآخرة و الدّنيا و ترغب إليه في الوفادة في المستقبل و في كلّ عام و تسأل اللّه الجنّة سبعين مرّة و تتوب إليه سبعين مرّة و ليكن من دعائك اللّهمّ فكّني من النّار و أوسع عليّ من رزقك الحلال الطّيّب و ادرأ عنّي شرّ فسقة الجنّ و الإنس و شرّ فسقة العرب و العجم فإن نفد هذا الدّعاء و لم تغرب الشّمس فأعده من أوّله إلى آخره و لا تملّ من الدّعاء و التّضرّع و المسألة

3135-  و روى معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص لعليّ ع أ لا أعلّمك دعاء يوم عرفة و هو دعاء من كان قبلي من الأنبياء فقال عليّ ع بلى يا رسول اللّه قال فتقول لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على كلّ شي‏ء قدير اللّهمّ لك الحمد أنت كما تقول و خير ما يقول القائلون اللّهمّ لك صلاتي و ديني و محياي و مماتي و لك تراثي و بك حولي و منك قوّتي اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الفقر و من وسواس الصّدر و من شتات الأمر و من عذاب النّار و من عذاب القبر اللّهمّ إنّي أسألك من خير ما تأتي به الرّياح و أعوذ بك من شرّ ما تأتي به الرّياح و أسألك خير اللّيل و خير النّهار

3136-  و في رواية عبد اللّه بن سنان اللّهمّ اجعل في قلبي نورا و في سمعي نورا و في بصري نورا و في لحمي و دمي و عظامي و عروقي و مفاصلي و مقعدي و مقامي و مدخلي و مخرجي نورا و أعظم لي نورا يا ربّ يوم ألقاك إنّك على كلّ شي‏ء قدير

 قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه هذا الدّعاء تامّ كاف لموقف عرفة و قد أخرجت دعاء جامعا لموقف عرفة في كتاب دعاء الموقف فمن أحبّ أن يدعو به دعا به إن شاء اللّه تعالى

الإفاضة من عرفات

 فإذا غربت الشّمس يوم عرفة فامش و عليك السّكينة و الوقار و أفض بالاستغفار فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول ثمّ أفيضوا من حيث أفاض النّاس و استغفروا اللّه إنّ اللّه غفور رحيم

3137-  و روى زرعة عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللّه ع إذا غربت الشّمس يوم عرفة فقل اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من هذا الموقف و ارزقنيه أبدا ما أبقيتني و اقلبني اليوم مفلحا منجحا مستجابا لي مرحوما مغفورا لي بأفضل ما ينقلب به اليوم أحد من وفدك و حجّاج بيتك الحرام و اجعلني اليوم من أكرم وفدك عليك و أعطني أفضل ما أعطيت أحدا منهم من الخير و البركة و العافية و الرّحمة و الرّضوان و المغفرة و بارك لي فيما أرجع إليه من أهل أو مال أو قليل أو كثير و بارك لهم فيّ فإذا أفضت فاقتصد في السّير و عليك بالدّعة و اترك الوجيف الّذي يصنعه كثير من النّاس في الجبال و الأودية فإنّ رسول اللّه ص كان يكفّ ناقته حتّى تبلغ رأسها الورك و يأمر بالدّعة و سنّته السّنّة الّتي تتّبع فإذا انتهيت إلى الكثيب الأحمر و هو عن يمين الطّريق فقل اللّهمّ ارحم موقفي و بارك في عملي و سلّم لي ديني و تقبّل مناسكي فإذا أتيت مزدلفة و هي جمع فانزل في بطن الوادي عن يمين الطّريق قريبا من المشعر الحرام فإن لم تجد فيه موضعا فلا تجاوز الحياض الّتي عند وادي محسّر فإنّها فصل ما بين جمع و منى و صلّ المغرب و العشاء بأذان واحد و إقامتين ثمّ صلّ نوافل المغرب بعد العشاء و لا تصلّ المغرب ليلة النّحر إلّا بالمزدلفة و إن ذهب ربع اللّيل إلى ثلثه و بتّ بمزدلفة و ليكن من دعائك فيها اللّهمّ هذه جمع فاجمع لي فيها جوامع الخير كلّه اللّهمّ لا تؤيسني من الخير الّذي سألتك أن تجمعه لي في قلبي و عرّفني ما عرّفت أولياءك في منزلي هذا و هب لي جوامع الخير و اليسر كلّه و إن استطعت أن لا تنام تلك اللّيلة فافعل فإنّ أبواب السّماء لا تغلق لأصوات المؤمنين لها دويّ كدويّ النّحل يقول اللّه تبارك و تعالى أنا ربّكم و أنتم عبادي يا عبادي أدّيتم حقّي و حقّ عليّ أن أستجيب لكم فيحطّ تلك اللّيلة عمّن أراد أن يحطّ عنه ذنوبه و يغفر ذنوبه لمن أراد أن يغفر له

أخذ حصى الجمار من جمع

 و خذ حصى الجمار من جمع و إن شئت أخذتها من رحلك بمنى و لا تأخذ من حصى الجمار الّذي قد رمي و لا تكسر الأحجار كما يفعل عوامّ النّاس و لا بأس أن تأخذ حصى الجمار من حيث شئت من الحرم إلّا من المسجد الحرام و مسجد الخيف و تكون منقّطة كحليّة مثل الأنملة أو مثل حصى الخذف و اغسلها و هي سبعون حصاة و شدّها في طرف ثوبك و احتفظ بها

الوقوف بالمشعر الحرام

 فإذا طلع الفجر فصلّ الغداة و قف بها بسفح الجبل و يستحبّ للصّرورة أن يطأ المشعر برجله أو براحلته إن كان راكبا قال اللّه تعالى فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا اللّه عند المشعر الحرام و اذكروه كما هداكم و إن كنتم من قبله لمن الضّالّين و ليكن وقوفك و أنت على غسل و قل اللّهمّ ربّ المشعر الحرام و ربّ الرّكن و المقام و ربّ الحجر الأسود و زمزم و ربّ الأيّام المعلومات فكّ رقبتي من النّار و أوسع عليّ من رزقك الحلال و ادرأ عنّي شرّ فسقة الجنّ و الإنس و شرّ فسقة العرب و العجم اللّهمّ أنت خير مطلوب إليه و خير مدعوّ و خير مسئول و لكلّ وافد جائزة فاجعل جائزتي في موطني هذا أن تقيلني عثرتي و تقبل معذرتي و تتجاوز عن خطيئتي و تجعل التّقوى من الدّنيا زادي و تقلبني مفلحا منجحا مستجابا لي بأفضل ما يرجع به أحد من وفدك و حجّاج بيتك الحرام و ادع اللّه عزّ و جلّ كثيرا لنفسك و لوالديك و ولدك و أهلك و مالك و إخوانك المؤمنين و المؤمنات فإنّه موطن شريف عظيم و الوقوف فيه فريضة فإذا طلعت الشّمس فاعترف للّه عزّ و جلّ بذنوبك سبع مرّات و اسأله التّوبة سبع مرّات و إذا كثر النّاس بجمع و ضاقت عليهم ارتفعوا إلى المأزمين

الإفاضة من المشعر الحرام

 فإذا طلعت الشّمس على جبل ثبير و رأت الإبل مواضع أخفافها فأفض و إيّاك أن تفيض منها قبل طلوع الشّمس فيلزمك دم شاة و أفض و عليك السّكينة و الوقار و اقصد في مشيك إن كنت راجلا و في مسيرك إن كنت راكبا و عليك بالاستغفار فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول ثمّ أفيضوا من حيث أفاض النّاس و استغفروا اللّه إنّ اللّه غفور رحيم و يكره المقام عند المشعر بعد الإفاضة فإذا انتهيت إلى وادي محسّر و هو واد عظيم بين جمع و منى و هو الّذي إلى منى أقرب فاسع فيه مقدار مائة خطوة و إن كنت راكبا فحرّك راحلتك قليلا و قل ربّ اغفر و ارحم و تجاوز عمّا تعلم إنّك أنت الأعزّ الأكرم كما قلت في المسعى بمكّة

 و كان رسول اللّه ص يحرّك ناقته فيه و يقول اللّهمّ سلّم عهدي و اقبل توبتي و أجب دعوتي و اخلفني فيمن تركت بعدي

و من ترك السّعي في وادي محسّر فعليه أن يرجع حتّى يسعى فيه فمن لم يعرف موضعه سأل النّاس عنه ثمّ امض إلى منى

الرّجوع إلى منى و رمي الجمار

 فإذا أتيت رحلك بمنى فاقصد إلى جمرة العقبة و هي القصوى و أنت على طهر و أخرج ممّا معك من حصى الجمار سبع حصيات و تقف في وسط الوادي مستقبل القبلة يكون بينك و بين الجمرة عشر خطوات أو خمس عشرة خطوة و تقول و أنت مستقبل القبلة و الحصى في كفّك اليسرى اللّهمّ هذه حصياتي فأحصهنّ لي و ارفعهنّ في عملي ثمّ تتناول منها واحدة واحدة و ترمي الجمرة من قبل وجهها و لا ترمها من أعلاها و تقول مع كلّ حصاة إذا رميتها اللّه أكبر اللّهمّ ادحر عنّي الشّيطان و جنوده اللّهمّ اجعله حجّا مبرورا و عملا مقبولا و سعيا مشكورا و ذنبا مغفورا اللّهمّ إيمانا بك و تصديقا بكتابك و على سنّة نبيّك محمّد ص حتّى ترميها بسبع حصيات و يجوز أن تكبّر مع كلّ حصاة ترميها تكبيرة فإن سقطت منك حصاة في الجمرة أو في طريقك فخذ مكانها من تحت رجليك و لا تأخذ من حصى الجمار الّذي قد رمي بها و إذا رميت جمرة العقبة حلّ لك كلّ شي‏ء إلّا النّساء و الطّيب و ترمي يوم الثّاني و الثّالث و الرّابع في كلّ يوم بإحدى و عشرين حصاة و ترمي إلى الجمرة الأولى بسبع حصيات و تقف عندها و تدعو و إلى الجمرة الثّانية بسبع حصيات و تقف عندها و تدعوا و إلى الجمرة الثّالثة بسبع حصيات و لا تقف عندها فإذا رجعت من رمي الجمار يوم النّحر إلى رحلك بمنى فقل اللّهمّ بك وثقت و عليك توكّلت فنعم الرّبّ أنت و نعم المولى و نعم النّصير

الذّبح

 و اشتر هديك إن كان من البدن أو من البقر أو من الغنم و إلّا فاجعله كبشا سمينا فحلا فإن لم تجد فحلا فموجوءا من الضّأن فإن لم تجد فتيسا فحلا و إن لم تجد فما تيسّر لك و عظّم شعائر اللّه عزّ و جلّ فإنّها من تقوى القلوب و لا تعط الجزّار جلودها و لا قلائدها و لا جلالها و لكن تصدّق بها و لا تعط السّلّاخ منها شيئا فإذا اشتريت هديك فاستقبل القبلة و انحره أو اذبحه و قل وجّهت وجهي للّذي فطر السّماوات و الأرض حنيفا مسلما و ما أنا من المشركين إنّ صلاتي و نسكي و محياي و مماتي للّه ربّ العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا من المسلمين اللّهمّ منك و لك بسم اللّه و اللّه أكبر اللّهمّ تقبّل منّي ثمّ اذبح و لا تنخع حتّى يموت و يبرد ثمّ كل و تصدّق و أطعم و أهد إلى من شئت ثمّ احلق رأسك و قد ذكرت الأضاحيّ في هذا الكتاب و أنا أعيد ذكر ما لا بدّ من إعادته في هذا الموضع لا يجوز في الأضاحيّ من البدن إلّا الثّنيّ و هو الّذي تمّ له خمس سنين و دخل في السّادسة و يجزي من البقر و المعز الثّنيّ و هو الّذي تمّ له سنة و دخل في الثّانية و يجزي من الضّأن الجذع لسنة و تجزي البقرة عن سبعة نفر بالأمصار و بمنى عن واحد و البدنة تجزي عن سبعة و الجزور تجزي عن عشرة متفرّقين و الكبش يجزي عن الرّجل و عن أهل بيته و إذا عزّت الأضاحيّ أجزأت شاة عن سبعين

الحلق

 و إذا أردت أن تحلق رأسك فاستقبل القبلة و ابدأ بالنّاصية و احلق رأسك إلى العظمين النّابتين من الصّدغين قبالة وتد الأذنين فإذا حلقت فقل اللّهمّ أعطني بكلّ شعرة نورا يوم القيامة و ادفن شعرك بمنى

زيارة البيت

 و زر البيت يوم النّحر أو من الغد و أنت على غسل و لا تؤخّر أن تزوره من يومك أو من الغد فإنّه ليس للمتمتّع أن يؤخّره و موسّع للمفرد أن يؤخّره و قل في طريقك و أنت متوجّه إلى الزّيارة من تمجيد اللّه و الثّناء عليه و الصّلاة على النّبيّ و آله ما قدرت عليه فإذا بلغت باب المسجد فقم عليه و قل اللّهمّ أعنّي على نسكي و سلّمه لي و سلّمني منه أسألك مسألة العليل الذّليل المعترف بذنبه أن تغفر لي ذنوبي و أن ترجعني بحاجتي اللّهمّ إنّي عبدك و البلد بلدك و البيت بيتك جئت أطلب رحمتك و أبتغي مرضاتك متّبعا لأمرك راضيا بقدرك أسألك مسألة المضطرّ إليك المطيع لأمرك المشفق من عذابك الخائف لعقوبتك أسألك أن تلقّيني عفوك و تجيرني برحمتك من النّار

إتيان الحجر الأسود

 ثمّ تأتي الحجر الأسود فتستلمه فإن لم تستطع فامسحه بيدك و قبّل يدك فإن لم تستطع فاستقبله و أشر إليه بيدك و قبّلها و كبّر و قل مثل ما قلت يوم طفت بالبيت يوم قدمت مكّة و طف بالبيت سبعة أشواط كما وصفت لك ثمّ صلّ ركعتين عند مقام إبراهيم ع تقرأ فيهما في الأولى الحمد و قل هو اللّه أحد و في الثّانية الحمد و قل يا أيّها الكافرون ثمّ ارجع إلى الحجر الأسود فقبّله إن استطعت أو استلمه و كبّر

 الخروج إلى الصّفا

 ثمّ اخرج إلى الصّفا و اصنع عليه كما صنعت يوم قدمت مكّة و طف بينهما سبعة أشواط تبدأ بالصّفا و تختم بالمروة فإذا فعلت ذلك فقد أحللت من كلّ شي‏ء أحرمت منه إلّا النّساء

طواف النّساء

 ثمّ ارجع إلى البيت و طف به أسبوعا و هو طواف النّساء ثمّ صلّ ركعتين عند مقام إبراهيم ع أو حيث شئت من المسجد و قد حلّ لك النّساء و قد فرغت من حجّك كلّه إلّا رمي الجمار و أحللت من كلّ شي‏ء أحرمت منه

الرّجوع إلى منى

 و لا تبت ليالي التّشريق إلّا بمنى فإن بتّ في غيرها فعليك دم شاة لكلّ ليلة و إن خرجت أوّل اللّيل من منى فلا ينتصف اللّيل إلّا و أنت بمنى أو قد خرجت من مكّة إلّا أن تكون في شغل من طوافك و سعيك و أصبحت بمكّة فلا شي‏ء عليك و إن خرجت بعد نصف اللّيل فلا يضرّك أن تصبح في غيرها

رمي الجمار

 و ارم الجمار في كلّ يوم بعد طلوع الشّمس إلى الزّوال و كلّما قرب من الزّوال فهو أفضل و قد رويت رخصة من أوّل النّهار إلى آخره و قل ما قلت يوم رميت جمرة العقبة و ابدأ بالجمرة الأولى و ارمها بسبع حصيات من قبل وجهها و لا ترمها من أعلاها ثمّ قف على يسار الطّريق و احمد اللّه عزّ و جلّ و أثن عليه و صلّ على النّبيّ و آله ثمّ تقدّم قليلا و ادع اللّه عزّ و جلّ و اسأله أن يتقبّل منك ثمّ تقدّم قليلا و ادع اللّه ثمّ تقدّم قليلا ثمّ افعل ذلك عند الوسطى ترميها بسبع حصيات و اصنع كما صنعت في الأولى و تقف عندها و تدعو ثمّ امض إلى الثّالثة و عليك السّكينة و الوقار و ارمها بسبع حصيات و لا تقف عندها

التّكبير أيّام التّشريق

 و التّكبير في الأضحى من صلاة الظّهر يوم النّحر إلى صلاة الغداة يوم الرّابع يكون ذلك في خمس عشرة صلاة و ذلك بمنى و بالأمصار في دبر عشر صلوات من صلاة الظّهر يوم النّحر إلى صلاة الغداة يوم الثّالث و التّكبير أن تقول اللّه أكبر اللّه أكبر لا إله إلّا اللّه و اللّه أكبر اللّه أكبر و للّه الحمد اللّه أكبر على ما هدانا و الحمد للّه على ما أبلانا و اللّه أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام

 النّفر من منى

 فإذا أردت أن تنفر من منى يوم الرّابع من يوم النّحر نفرت إذا طلعت الشّمس و لا عليك أيّ ساعة نفرت و رميت قبل الزّوال أو بعده فإذا أردت أن تنفر في النّفر الأوّل و هو اليوم الثّالث فانفر إذا زالت الشّمس فإنّه ليس لك أن تنفر قبل زوال الشّمس و إن أنت أقمت إلى أن تغيب الشّمس فليس لك أن تخرج من منى و وجب عليك المقام إلى اليوم الرّابع من يوم النّحر و هو النّفر الأخير و أفض إلى مكّة مهلّلا و ممجّدا و داعيا فإذا بلغت مسجد النّبيّ ص و هو مسجد الحصباء دخلته و استلقيت فيه على قفاك بقدر ما تستريح و من نفر في النّفر الأوّل فليس عليه أن يحصّب

 دخول مكّة

 ثمّ ادخل مكّة و عليك السّكينة و الوقار و قد فرغت من كلّ شي‏ء لزمك في حجّ و عمرة و ابتع بدرهم تمرا و تصدّق به ليكون كفّارة لما دخل عليك في إحرامك ممّا لا تعلم

دخول الكعبة

 و إن أحببت أن تدخل الكعبة فادخلها و إن شئت لم تدخلها إلّا أن تكون صرورة فلا بدّ لك من دخولها و اغتسل قبل أن تدخلها و قل إذا دخلتها اللّهمّ إنّك قلت في كتابك و من دخله كان آمنا فآمنّي من عذابك عذاب النّار ثمّ صلّ بين الأسطوانتين على البلاطة الحمراء ركعتين تقرأ في الأولى الحمد و حم السّجدة و في الثّانية الحمد و عدد آيها من القرآن و تصلّي في زواياه و تقول اللّهمّ من تهيّأ أو تعبّأ أو أعدّ أو استعدّ لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده و نوافله و جوائزه فإليك يا سيّدي تهيئتي و تعبئتي و إعدادي و استعدادي رجاء رفدك و نوافلك و جائزتك فلا تخيّب اليوم رجائي يا من لا يخيب عليه سائل و لا ينقصه نائل و لا يبلغ مدحته قائل فإنّي لم آتك بعمل صالح قدّمته و لا شفاعة مخلوق رجوتها لكنّي أتيتك مقرّا بالظّلم و الإساءة على نفسي أتيتك بلا حجّة و لا عذر فأسألك يا من هو كذلك أن تعطيني منيتي و تقلبني برحمتك و لا تردّني محروما و لا خائبا يا عظيم يا عظيم يا عظيم أرجوك للعظيم أسألك يا عظيم أن تغفر لي الذّنب العظيم فإنّه لا يغفر الذّنب العظيم إلّا العظيم و لا تدخلها بحذاء و لا خفّ و لا تبزق فيها و لا تمتخط

وداع البيت

 فإذا أردت وداع البيت فطف به أسبوعا و صلّ ركعتين حيث أحببت من الحرم و ائت الحطيم و الحطيم ما بين باب الكعبة و الحجر الأسود فتعلّق بأستار الكعبة و أنت قائم و احمد اللّه عزّ و جلّ و أثن عليه و صلّ على النّبيّ ص ثمّ قل اللّهمّ إنّي عبدك و ابن عبدك ابن أمتك حملته على دوابّك و سيّرته في بلادك و أقدمته المسجد الحرام اللّهمّ و قد كان في أملي و رجائي أن تغفر لي فإن كنت يا ربّ قد فعلت ذلك فازدد عنّي رضا و قرّبني إليك زلفى و إن لم تكن فعلت يا ربّ ذلك فمن الآن فاغفر لي قبل أن تنأى داري عن بيتك غير راغب عنه و لا مستبدل به هذا أوان انصرافي إن كنت قد أذنت لي اللّهمّ فاحفظني من بين يديّ و من خلفي و من تحتي و من فوقي و عن يميني و عن شمالي حتّى تقدمني أهلي صالحا فإذا أقدمتني أهلي فلا تتخلّ منّي و اكفني مئونة عيالي و مئونة خلقك فإذا بلغت باب الحنّاطين فاستقبل الكعبة بوجهك و خرّ ساجدا و اسأل اللّه عزّ و جلّ أن يتقبّله منك و لا يجعله آخر العهد منك ثمّ تقول و أنت مارّ آئبون تائبون حامدون لربّنا شاكرون إلى اللّه راغبون و إلى اللّه راجعون و صلّى اللّه على محمّد و آله و سلّم كثيرا و حسبنا اللّه و نعم الوكيل

باب الابتداء بمكّة و الختم بالمدينة

3138-  روى هشام بن المثنّى عن سدير عن أبي جعفر ع قال له ابدءوا بمكّة و اختموا بنا

3139-  و روى عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إنّما أمر النّاس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثمّ يأتونا فيخبرونا بولايتهم و يعرضوا علينا نصرهم

3140-  و سأل بعض أصحابنا أبا جعفر ع فقال له أبدأ بمكّة أو بالمدينة فقال له ابدأ بمكّة و اختم بالمدينة فإنّه أفضل

 قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه هذه الأخبار إنّما وردت فيمن يملك الاختيار و يقدر على أن يبدأ بأيّهما شاء من مكّة أو المدينة فأمّا من يؤخذ به على أحد الطّريقين فاحتاج إلى الأخذ فيه شاء أو أبى فلا خيار له في ذلك فإن أخذ به على طريق المدينة بدأ بها و كان ذلك أفضل له لأنّه لا يجوز له أن يدع دخول المدينة و زيارة قبر النّبيّ ص و الأئمّة ع بها و إتيان المشاهد انتظارا لرجوعه فربّما لم يرجع أو اخترم دون ذلك و الأفضل له أن يبدأ بالمدينة و هذا معنى حديث

3141-  صفوان عن العيص بن القاسم قال سألت أبا عبد اللّه ع عن الحجّاج من الكوفة يبدءون بالمدينة أفضل أو بمكّة فقال بالمدينة

الصّلاة في مسجد غدير خمّ

 فإذا انتهيت إلى مسجد غدير خمّ فادخله و صلّ فيه ما بدا لك

3142-  فإنّ أحمد بن محمّد بن أبي نصر روى عن أبان عن أبي عبد اللّه ع أنّه قال يستحبّ الصّلاة في مسجد الغدير لأنّ النّبيّ ص أقام فيه أمير المؤمنين ع و هو موضع أظهر اللّه فيه الحقّ

3143-  و روى صفوان عن عبد الرّحمن بن الحجّاج قال سألت أبا إبراهيم ع عن الصّلاة في مسجد غدير خمّ بالنّهار و أنا مسافر فقال صلّ فيه فإنّ فيه فضلا و قد كان أبي ع يأمر بذلك

3144-  و روي عن حسّان الجمّال قال حملت أبا عبد اللّه ع من المدينة إلى مكّة فلمّا انتهينا إلى مسجد الغدير نظر في ميسرة المسجد فقال ذاك موضع قدم رسول اللّه ص حيث قال من كنت مولاه فعليّ مولاه ثمّ نظر إلى الجانب الآخر فقال ذاك موضع فسطاط المنافقين و سالم مولى أبي حذيفة و أبي عبيدة بن الجرّاح فلمّا رأوه رافعا يده قال بعضهم انظروا إلى عينيه تدوران كأنّهما عينا مجنون فنزل جبرئيل ع بهذه الآية و إن يكاد الّذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لمّا سمعوا الذّكر و يقولون إنّه لمجنون و ما هو إلّا ذكر للعالمين

نزول معرّس النّبيّ ص

3145-  روى معاوية بن عمّار قال قال أبو عبد اللّه ع إذا انصرفت من مكّة إلى المدينة و انتهيت إلى ذي الحليفة و أنت راجع إلى المدينة من مكّة فائت معرّس النّبيّ ص فإن كنت في وقت صلاة مكتوبة أو نافلة فصلّ و إن كان غير وقت صلاة فانزل فيه قليلا فإنّ النّبيّ ص قد كان يعرّس فيه و يصلّي فيه

3146-  و روى عليّ بن مهزيار عن محمّد بن القاسم بن الفضيل قال قلت لأبي الحسن ع جعلت فداك إنّ جمّالنا مرّ بنا و لم ينزل المعرّس فقال لا بدّ أن ترجعوا إليه فرجعنا إليه

3147-  و سأل العيص بن القاسم أبا عبد اللّه ع عن الغسل في المعرّس فقال ليس عليك فيه غسل و التّعريس هو أن يصلّى فيه و يضطجع فيه ليلا مرّ به أو نهارا

 باب تحريم المدينة و فضلها

3148-  روى زرارة بن أعين عن أبي جعفر ع قال حرّم رسول اللّه ص المدينة ما بين لابتيها صيدها و حرّم ع ما حولها بريدا في بريد أن يختلى خلاها أو يعضد شجرها إلّا عودي النّاضح

3149-  و روي أنّ لابتيها ما أحاطت به الحرار

3150-  و روي في خبر آخر أنّ ما بين لابتيها ما بين الصّورين إلى الثّنيّة

 و الّذي حرّمه من الشّجر ما بين ظلّ عائر إلى في‏ء وعير و هو الّذي حرّم و ليس صيدها كصيد مكّة يؤكل هذا و لا يؤكل ذاك

3151-  و روى أبو بصير عن أبي عبد اللّه ع قال حدّ ما حرّم رسول اللّه ص من المدينة من رباب إلى واقم و العريض و النّقب من قبل مكّة

3152-  و في رواية عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه ع قال يحرم من صيد المدينة ما صيد بين الحرّتين

3153-  و سأله يونس بن يعقوب قال يحرم عليّ في حرم رسول اللّه ص ما يحرم عليّ في حرم اللّه تعالى قال لا

3154-  و روى أبان عن أبي العبّاس يعني الفضل بن عبد الملك قال قلت لأبي عبد اللّه ع حرّم رسول اللّه ص المدينة فقال نعم حرّم بريدا في بريد عضاها قلت صيدها قال لا يكذب النّاس

 -  و لمّا دخل رسول اللّه ص المدينة قال اللّهمّ حبّب إلينا المدينة كما حبّبت إلينا مكّة أو أشدّ و بارك في صاعها و مدّها و انقل حمّاها و وباها إلى الجحفة

3156-  و روي أنّ الصّادق ع ذكر الدّجّال فقال لا يبقى منها سهل إلّا وطئه إلّا مكّة و المدينة فإنّ على كلّ نقب من أنقابهما ملكا يحفظهما من الطّاعون و الدّجّال

 و اللّه الموفّق

باب ما جاء فيمن حجّ و لم يزر النّبيّ ص و فيمن مات بمكّة أو المدينة

3157-  روى محمّد بن سليمان الدّيلميّ عن إبراهيم بن أبي حجر الأسلميّ عن أبي عبد اللّه ع قال قال رسول اللّه ص من أتى مكّة حاجّا و لم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة و من أتاني زائرا وجبت له شفاعتي و من وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة و من مات في أحد الحرمين مكّة و المدينة لم يعرض و لم يحاسب و مات مهاجرا إلى اللّه عزّ و جلّ و حشر يوم القيامة مع أصحاب بدر

إتيان المدينة

 إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل أن تدخلها أو حين تدخلها ثمّ ائت قبر النّبيّ ص و ادخل المسجد من باب جبرئيل ع فإذا دخلت فسلّم على رسول اللّه ص ثمّ قم عند الأسطوانة المقدّمة من جانب القبر من عند زاوية القبر و أنت مستقبل القبلة و منكبك الأيسر إلى جانب القبر و منكبك الأيمن ممّا يلي المنبر فإنّه موضع رأس النّبيّ ص ثمّ تقول أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله و أشهد أنّك رسول اللّه و أشهد أنّك محمّد بن عبد اللّه و أشهد أنّك قد بلّغت رسالات ربّك و نصحت لأمّتك و جاهدت في سبيل اللّه و عبدت اللّه مخلصا حتّى أتاك اليقين و دعوت إلى سبيل ربّك بالحكمة و الموعظة الحسنة و أدّيت الّذي عليك من الحقّ و أنّك قد رؤفت بالمؤمنين و غلظت على الكافرين فبلغ اللّه بك أشرف محلّ المكرمين الحمد للّه الّذي استنقذنا بك من الشّرك و الضّلالة اللّهمّ اجعل صلواتك و صلوات ملائكتك المقرّبين و عبادك الصّالحين و أنبيائك المرسلين و أهل السّماوات و الأرضين و من سبّح لك يا ربّ العالمين من الأوّلين و الآخرين على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك و أمينك و نجيّك و حبيبك و صفيّك و خاصّتك و صفوتك من بريّتك و خيرتك من خلقك اللّهمّ و أعطه الدّرجة و الوسيلة من الجنّة و ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأوّلون و الآخرون اللّهمّ إنّك قلت و قولك الحقّ و لو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفروا اللّه و استغفر لهم الرّسول لوجدوا اللّه توّابا رحيما و إنّي أتيت نبيّك مستغفرا تائبا من ذنوبي يا رسول اللّه إنّي أتوجّه بك إلى اللّه ربّي و ربّك ليغفر لي ذنوبي و إن كانت لك حاجة فاجعل النّبيّ ص خلف كتفيك و استقبل القبلة و ارفع يديك و سل حاجتك فإنّك حريّ أن تقضى لك إن شاء اللّه تعالى ثمّ قل و أنت مسند ظهرك إلى المروة الخضراء الدّقيقة العرض ممّا يلي القبر و أنت مسند إليه مستقبل القبلة اللّهمّ إليك ألجأت أمري و إلى قبر محمّد عبدك و رسولك صلواتك عليه و آله أسندت ظهري و القبلة الّتي رضيت لمحمّد ص استقبلت اللّهمّ

  إنّي أصبحت لا أملك لنفسي خير ما أرجو لها و لا أدفع عنها شرّ ما أحذر عليها و أصبحت الأمور بيدك فلا فقير أفقر منّي إنّي لما أنزلت إليّ من خير فقير اللّهمّ ارددني منك بخير لا رادّ لفضلك اللّهمّ إنّي أعوذ بك من أن تبدّل اسمي و أن تغيّر جسمي أو تزيل نعمتك عنّي اللّهمّ زيّنّي بالتّقوى و جمّلني بالنّعمة و اغمرني بالعافية و ارزقني شكرك

إتيان المنبر

 ثمّ ائت المنبر فامسح عينيك و وجهك برمّانتيه فإنّه يقال إنّه شفاء للعين و قم عنده و احمد اللّه و أثن عليه و سل حاجتك

3158-  فإنّ رسول اللّه ص قال ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنّة و إنّ منبري على ترعة من ترع الجنّة

 قوائم المنبر ربّت في الجنّة و التّرعة هي الباب الصّغير ثمّ ائت مقام النّبيّ ص فصلّ عنده ما بدا لك و متى دخلت المسجد فصلّ على النّبيّ ص و كذلك إذا خرجت ثمّ ائت مقام جبرئيل ع و هو تحت الميزاب فإنّه كان مقامه إذا استأذن على نبيّ اللّه ص ثمّ قل أي جواد أي كريم أي قريب أي بعيد أسألك أن تردّ عليّ نعمتك و ذلك مقام لا تدعو فيه حائض فتستقبل القبلة إلّا رأت الطّهر ثمّ تدعو بدعاء الدّم تقول اللّهمّ إنّي أسألك بكلّ اسم هو لك أو تسمّيت به لأحد من خلقك أو هو مأثور في علم الغيب عندك و أسألك باسمك الأعظم الأعظم الأعظم و بكلّ حرف أنزلته على موسى و بكلّ حرف أنزلته على عيسى و بكلّ حرف أنزلته على محمّد صلواتك عليه و آله و على أنبياء اللّه إلّا فعلت بي كذا و كذا و الحائض تقول إلّا أذهبت عنّي هذا الدّم

 الصّوم بالمدينة

 و الاعتكاف عند الأساطين إن كان لك بالمدينة مقام ثلاثة أيّام صمت يوم الأربعاء و صلّيت ليلة الأربعاء عند أسطوانة التّوبة و هي أسطوانة أبي لبابة الّتي ربط نفسه إليها و تقعد عندها يوم الأربعاء ثمّ تأتي ليلة الخميس الأسطوانة الّتي تليها ممّا يلي مقام النّبيّ ص فتقعد عندها ليلتك و يومك و تصوم يوم الخميس ثمّ تأتي الأسطوانة الّتي تلي مقام النّبيّ ص و مصلّاه ليلة الجمعة فتصلّي عندها ليلتك و يومك و تصوم يوم الجمعة و إن استطعت أن لا تتكلّم بشي‏ء هذه الأيّام إلّا بما لا بدّ منه و لا تخرج من المسجد إلّا لحاجة و لا تنام في ليل و لا نهار إلّا القليل فافعل و احمد اللّه عزّ و جلّ يوم الجمعة و أثن عليه و صلّ على النّبيّ ص ثمّ سل حاجتك ثمّ قل اللّهمّ ما كانت لي إليك من حاجة شرعت في طلبها و التماسها أو لم أشرع سألتكها أو لم أسألكها فإنّي أتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة في قضاء حوائجي صغيرها و كبيرها

زيارة فاطمة بنت النّبيّ صلوات اللّه عليها و على أبيها و بعلها و بنيها

 قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه اختلفت الرّوايات في موضع قبر فاطمة سيّدة نساء العالمين ع فمنهم من روى أنّها دفنت في البقيع و منهم من روى أنّها دفنت بين القبر و المنبر

 و أنّ النّبيّ ص إنّما قال ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنّة

لأنّ قبرها بين القبر و المنبر و منهم من روى أنّها دفنت في بيتها فلمّا زادت بنو أميّة في المسجد صارت في المسجد و هذا هو الصّحيح عندي و إنّي لمّا حججت بيت اللّه الحرام كان رجوعي على المدينة بتوفيق اللّه تعالى ذكره فلمّا فرغت من زيارة رسول اللّه ص قصدت إلى بيت فاطمة ع و هو من عند الأسطوانة الّتي تدخل إليها من باب جبرئيل ع إلى مؤخّر الحظيرة الّتي فيها النّبيّ ص فقمت عند الحظيرة و يساري إليها و جعلت ظهري إلى القبلة و استقبلتها بوجهي و أنا على غسل و قلت السّلام عليك يا بنت رسول اللّه السّلام عليك يا بنت نبيّ اللّه السّلام عليك يا بنت حبيب اللّه السّلام عليك يا بنت خليل اللّه السّلام عليك يا بنت صفيّ اللّه السّلام عليك يا بنت أمين اللّه السّلام عليك يا بنت خير خلق اللّه السّلام عليك يا بنت أفضل أنبياء اللّه و رسله و ملائكته السّلام عليك يا ابنة خير البريّة السّلام عليك يا سيّدة نساء العالمين من الأوّلين و الآخرين السّلام عليك يا زوجة وليّ اللّه و خير الخلق بعد رسول اللّه السّلام عليك يا أمّ الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة السّلام عليك أيّتها الصّدّيقة الشّهيدة السّلام عليك أيّتها الرّضيّة المرضيّة السّلام عليك أيّتها الفاضلة الزّكيّة السّلام عليك أيّتها الحوريّة الإنسيّة السّلام عليك أيّتها التّقيّة النّقيّة السّلام عليك أيّتها المحدّثة العليمة السّلام عليك أيّتها المظلومة المغصوبة السّلام عليك أيّتها المضطهدة المقهورة السّلام عليك يا فاطمة بنت رسول اللّه و رحمة اللّه و بركاته صلّى اللّه عليك و على روحك و بدنك أشهد أنّك مضيت على بيّنة من ربّك و أنّ من سرّك فقد سرّ رسول اللّه ص و من جفاك فقد جفا رسول اللّه ص و من آذاك فقد آذى رسول اللّه ص و من وصلك فقد وصل رسول اللّه ص و من قطعك فقد قطع رسول اللّه ص لأنّك بضعة منه و روحه الّتي بين جنبيه كما قال عليه أفضل سلام اللّه و صلواته أشهد اللّه و رسله و ملائكته أنّي راض عمّن رضيت عنه ساخط على من سخطت عليه متبرّئ ممّن تبرّأت منه موال لمن واليت معاد لمن عاديت مبغض لمن أبغضت محبّ لمن أحببت و كفى باللّه شهيدا و حسيبا و جازيا و مثيبا ثمّ قلت اللّهمّ صلّ و سلّم على عبدك و رسولك محمّد بن عبد اللّه خاتم النّبيّين و خير الخلائق أجمعين و صلّ على وصيّه عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين و إمام المسلمين و خير الوصيّين و صلّ على فاطمة بنت محمّد سيّدة نساء العالمين و صلّ على سيّدي شباب أهل الجنّة الحسن و الحسين و صلّ على زين العابدين عليّ بن الحسين و صلّ على محمّد بن عليّ باقر علم النّبيّين و صلّ على الصّادق عن اللّه جعفر بن محمّد و صلّ على كاظم الغيظ في اللّه موسى بن جعفر و صلّ على الرّضا عليّ بن موسى و صلّ على التّقيّ محمّد بن عليّ و صلّ على النّقيّ عليّ بن محمّد و صلّ على الزّكيّ الحسن بن عليّ و صلّ على الحجّة القائم بن الحسن بن عليّ اللّهمّ أحي به العدل و أمت به الجور و زيّن بطول بقائه الأرض و أظهر به دينك و سنّة نبيّك حتّى لا يستخفي بشي‏ء من الحقّ مخافة أحد من الخلق و اجعلنا من أعوانه و أشياعه و المقبولين في زمرة أوليائه يا ربّ العالمين اللّهمّ صلّ على محمّد و أهل بيته الّذين أذهبت عنهم الرّجس و طهّرتهم تطهيرا قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه لم أجد في الأخبار شيئا موظّفا محدودا لزيارة الصّدّيقة ع فرضيت لمن نظر في كتابي هذا من زيارتها ما رضيت لنفسي و اللّه الموفّق للصّواب و هو حسبنا و نعم الوكيل

إتيان المشاهد و قبور الشّهداء

 و لا تدع أن تأتي المشاهد كلّها مسجد قبا و مشربة أمّ إبراهيم و مسجد الفضيخ و قبور الشّهداء و مسجد الأحزاب و هو مسجد الفتح و تطوّع فيها بما أحببت من الصّلاة و إذا أتيت قبور الشّهداء فقل السّلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدّار و إذا أتيت مسجد الفتح فقل يا صريخ المكروبين و يا مجيب دعوة المضطرّين اكشف عنّي غمّي و همّي و كربي كما كشفت عن نبيّك صلواتك عليه و آله همّه و غمّه و كربه و كفيته هول عدوّه في هذا المكان

 توديع قبر النّبيّ ص و منبره

 فإذا أردت أن تخرج من المدينة فائت موضع رأس النّبيّ ص فسلّم عليه ثمّ ائت المنبر و صلّ عنده على النّبيّ ص ما استطعت و ادع لنفسك بما أحببت للدّين و الدّنيا ثمّ ارجع إلى قبر النّبيّ ص و ألزق منكبك الأيسر بالقبر قريبا من الأسطوانة الّتي دون الأسطوانة المخلّفة عند رأس النّبيّ ص فصلّ ستّ ركعات أو ثمان ركعات و اقرأ في كلّ ركعة الحمد و سورة و اقنت في كلّ ركعتين فإذا فرغت منها استقبلت رسول اللّه ص و قلت مودّعا له ع صلّى اللّه عليك السّلام عليك لا جعله اللّه آخر تسليمي عليك اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر نبيّك صلواتك عليه و آله و إن توفّيتني قبل ذلك فإنّي أشهد في مماتي على ما أشهد في حياتي أن لا إله إلّا أنت و أنّ محمّدا عبدك و رسولك

زيارة قبور الأئمّة الحسن بن عليّ بن أبي طالب و عليّ بن الحسين و محمّد بن عليّ الباقر و جعفر بن محمّد الصّادق ع بالبقيع

 فإذا أتيت قبور الأئمّة ع بالبقيع فاجعلها بين يديك ثمّ قل السّلام عليكم يا أئمّة الهدى السّلام عليكم يا أهل التّقوى السّلام عليكم يا حجج اللّه على أهل الدّنيا السّلام عليكم أيّها القوّامون في البريّة بالقسط السّلام عليكم يا أهل الصّفوة السّلام عليكم يا أهل النّجوى أشهد أنّكم قد بلّغتم و نصحتم و صبرتم في ذات اللّه عزّ و جلّ و كذّبتم و أسي‏ء إليكم فغفرتم و أشهد أنّكم الأئمّة الرّاشدون و أنّ طاعتكم مفروضة و أنّ قولكم الصّدق و أنّكم دعوتم فلم تجابوا و أمرتم فلم تطاعوا و أنّكم دعائم الدّين و أركان الأرض لم تزالوا بعين اللّه ينسخكم في أصلاب المطهّرين و ينقلكم في أرحام المطهّرات لم تدنّسكم الجاهليّة الجهلاء و لم تشرك فيكم فتن الأهواء طبتم و طابت منبتكم أنتم الّذين منّ بكم علينا ديّان الدّين فجعلكم في بيوت أذن اللّه أن ترفع و يذكر فيها اسمه و جعل صلواتنا عليكم رحمة لنا و كفّارة لذنوبنا إذا اختاركم لنا و طيّب خلقنا بما منّ علينا من ولايتكم و كنّا عنده بفضلكم معترفين و بتصديقنا إيّاكم مقرّين و هذا مقام من أسرف و أخطأ و استكان و أقرّ بما جنى و رجا بمقامه الخلاص و أن يستنقذه بكم مستنقذ الهلكى من النّار فكونوا لي شفعاء فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم أهل الدّنيا و اتّخذوا آيات اللّه هزوا و استكبروا عنها يا من هو قائم لا يسهو و دائم لا يلهو و محيط بكلّ شي‏ء لك المنّ بما وفّقتني و عرّفتني بما ائتمنتني عليه إذ صدّ عنه عبادك و جهلوا معرفتهم و استخفّوا بحقّهم و مالوا إلى سواهم فكانت المنّة منك عليّ مع أقوام خصصتهم بما خصصتني به فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي مكتوبا فلا تحرمني ما رجوت و لا تخيّبني فيما دعوت و ادع لنفسك بما أحببت ثمّ صلّ ثمان ركعات في المسجد الّذي هناك و تقرأ فيها ما أحببت و تسلّم في كلّ ركعتين و يقال إنّه مكان صلّت فيه فاطمة ع

باب ثواب زيارة النّبيّ و الأئمّة صلوات اللّه عليهم أجمعين

3159-  قال الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع لرسول اللّه ص يا أبتاه ما جزاء من زارك فقال رسول اللّه ص يا بنيّ من زارني حيّا أو ميّتا أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك كان حقّا عليّ أن أزوره يوم القيامة و أخلّصه من ذنوبه

3160-  و روى الحسن بن عليّ الوشّاء عن أبي الحسن الرّضا ع قال إنّ لكلّ إمام عهدا في عنق أوليائه و شيعته و إنّ من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم و تصديقا بما رغبوا فيه كان أئمّتهم شفعاءهم يوم القيامة

3161-  و روى عليّ بن الحكم عن زياد بن أبي الحلّال عن أبي عبد اللّه ع قال ما من نبيّ و لا وصيّ يبقى في الأرض أكثر من ثلاثة أيّام حتّى يرفع بروحه و عظمه و لحمه إلى السّماء و إنّما يؤتى مواضع آثارهم و يبلّغونهم من بعيد السّلام و يسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب

 -  و روى جابر عن أبي جعفر ع قال من تمام الحجّ لقاء الإمام

3163-  و روى صالح بن عقبة عن زيد الشّحّام قال قلت لأبي عبد اللّه ع ما لمن زار واحدا منكم قال كمن زار رسول اللّه ص

3164-  و قال رسول اللّه ص لعليّ ع يا عليّ من زارني في حياتي أو بعد مماتي أو زارك في حياتك أو بعد مماتك أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد مماتهما ضمنت له يوم القيامة أن أخلّصه من أهوالها و شدائدها حتّى أصيّره معي في درجتي

3165-  و روى إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال موضع قبر الحسين ع منذ يوم دفن فيه روضة من رياض الجنّة

3166-  و قال ع موضع قبر الحسين ع ترعة من ترع الجنّة

3167-  و قال ع حريم قبر الحسين ع خمسة فراسخ من أربعة جوانب القبر

3168-  و روى إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال ما بين قبر الحسين ع إلى السّماء السّابعة مختلف الملائكة

 -  و روى صالح بن عقبة عن بشير الدّهّان قال قلت لأبي عبد اللّه ع ربّما فاتني الحجّ فأعرّف عند قبر الحسين ع قال أحسنت يا بشير أيّما مؤمن أتى قبر الحسين ع عارفا بحقّه في غير يوم عيد كتبت له عشرون حجّة و عشرون عمرة مبرورات متقبّلات و عشرون غزوة مع نبيّ مرسل أو إمام عادل و من أتاه في يوم عيد كتبت له ألف حجّة و ألف عمرة مبرورات متقبّلات و ألف غزوة مع نبيّ مرسل أو إمام عادل قال فقلت له و كيف لي بمثل الموقف قال فنظر إليّ شبه المغضب ثمّ قال يا بشير إنّ المؤمن إذا أتى قبر الحسين ع يوم عرفة عارفا بحقّه فاغتسل بالفرات ثمّ توجّه إليه كتب اللّه عزّ و جلّ له بكلّ خطوة حجّة بمناسكها و لا أعلمه إلّا قال و عمرة

3170-  و روي عن داود الرّقّيّ قال سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد و أبا الحسن موسى بن جعفر و أبا الحسن عليّ بن موسى ع و هم يقولون من أتى قبر الحسين بن عليّ ع بعرفة قلبه اللّه تعالى ثلج الصّدر

3171-  و قال الصّادق ع إنّ اللّه تبارك و تعالى يبدأ بالنّظر إلى زوّار قبر الحسين بن عليّ ع عشيّة عرفة قيل له قبل نظره إلى أهل الموقف قال نعم قيل له و كيف ذاك قال لأنّ في أولئك أولاد زنى و ليس في هؤلاء أولاد زنى

 -  و قال ع من زار قبر الحسين بن عليّ ع جعل ذنوبه جسرا على باب داره ثمّ عبرها كما يخلّف أحدكم الجسر وراءه إذا عبره

3173-  و روى عليّ بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه ع قال وكّل اللّه عزّ و جلّ بالحسين ص سبعين ألف ملك يصلّون عليه في كلّ يوم شعثا غبرا و يدعون لمن زاره و يقولون يا ربّ هؤلاء زوّار الحسين افعل بهم و افعل بهم

3174-  و قال ع من أتى قبر الحسين ع عارفا بحقّه كتبه اللّه عزّ و جلّ في أعلى علّيّين

3175-  و سأله زيد الشّحّام فقال له ما لمن زار واحدا منكم قال كمن زار رسول اللّه ص

3176-  و قال موسى بن جعفر ع أدنى ما يثاب به زائر أبي عبد اللّه ع بشطّ الفرات إذا عرف حقّه و حرمته و ولايته أن يغفر له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر

 -  و روى الحسن بن عليّ بن فضّال عن أبي أيّوب الخزّاز عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ع قال مروا شيعتنا بزيارة الحسين بن عليّ ع فإنّ زيارته تدفع الهدم و الغرق و الحرق و أكل السّبع و زيارته مفترضة على من أقرّ للحسين ع بالإمامة من اللّه عزّ و جلّ

3178-  و روى هارون بن خارجة عن أبي عبد اللّه ع قال إذا كان النّصف من شعبان نادى مناد من الأفق الأعلى يا زائري قبر الحسين ارجعوا مغفورا لكم ثوابكم على ربّكم و محمّد نبيّكم

3179-  و روى الحسين بن محمّد القمّيّ عن الرّضا ع أنّه قال من زار قبر أبي ع ببغداد كان كمن زار قبر رسول اللّه ص و قبر أمير المؤمنين ع إلّا أنّ لرسول اللّه ص و أمير المؤمنين ع فضلهما

3180-  و روي عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن أبي الحسن الرّضا ع قال سألته عن زيارة قبر أبي الحسن موسى بن جعفر ع مثل زيارة الحسين ع قال نعم

3181-  و روى عليّ بن مهزيار عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الثّاني ع قال قلت له جعلت فداك زيارة الرّضا ع أفضل أم زيارة أبي عبد اللّه الحسين ع قال زيارة أبي ع أفضل و ذلك أنّ أبا عبد اللّه ع يزوره كلّ النّاس و أبي ع لا يزوره إلّا الخواصّ من الشّيعة

3182-  و روي عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ قال قرأت كتاب أبي الحسن الرّضا ع أبلغ شيعتي أنّ زيارتي تعدل عند اللّه تعالى ألف حجّة قال قلت لأبي جعفر يعني ابنه ع ألف حجّة قال إي و اللّه و ألف ألف حجّة لمن زاره عارفا بحقّه

3183-  و روى الحسين بن زيد عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول يخرج رجل من ولد موسى اسمه اسم أمير المؤمنين ع فيدفن في أرض طوس و هي من خراسان يقتل فيها بالسّمّ فيدفن فيها غريبا فمن زاره عارفا بحقّه أعطاه اللّه عزّ و جلّ أجر من أنفق من قبل الفتح و قاتل

3184-  و روى البزنطيّ عن الرّضا ع قال ما زارني أحد من أوليائي عارفا بحقّي إلّا شفّعت فيه يوم القيامة

3185-  و قال أبو جعفر محمّد بن عليّ الرّضا ع إنّ بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنّة من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النّار

3186-  و قال ع ضمنت لمن زار قبر أبي بطوس عارفا بحقّه الجنّة على اللّه عزّ و جلّ

3187-  و قال رسول اللّه ص ستدفن بضعة منّي بخراسان ما زارها مكروب إلّا نفّس اللّه عزّ و جلّ كربه و لا مذنب إلّا غفر اللّه له ذنوبه

 -  و روى النّعمان بن سعد عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع أنّه قال سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسّمّ ظلما اسمه اسمي و اسم أبيه اسم ابن عمران موسى ع ألا فمن زاره في غربته غفر اللّه عزّ و جلّ له ذنوبه ما تقدّم منها و ما تأخّر و لو كانت مثل عدد النّجوم و قطر الأمطار و ورق الأشجار

3189-  و روى حمدان الدّيوانيّ عن الرّضا ع أنّه قال من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتّى أخلّصه من أهوالها إذا تطايرت الكتب يمينا و شمالا و عند الصّراط و عند الميزان

3190-  و روى حمزة بن حمران قال قال أبو عبد اللّه ع يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس من زاره إليها عارفا بحقّه أخذته بيدي يوم القيامة و أدخلته الجنّة و إن كان من أهل الكبائر قال قلت جعلت فداك و ما عرفان حقّه قال يعلم أنّه إمام مفترض الطّاعة غريب شهيد من زاره عارفا بحقّه أعطاه اللّه عزّ و جلّ أجر سبعين شهيدا ممّن استشهد بين يدي رسول اللّه ص على حقيقة

3191-  و روى الحسن بن عليّ بن فضّال عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا ع أنّه قال له رجل من أهل خراسان يا ابن رسول اللّه رأيت رسول اللّه ص في المنام كأنّه يقول لي كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي و استحفظتم وديعتي و غيّب في ثراكم نجمي فقال له الرّضا ع أنا المدفون في أرضكم و أنا بضعة من نبيّكم و أنا الوديعة و النّجم ألا فمن زارني و هو يعرف ما أوجب اللّه عزّ و جلّ من حقّي و طاعتي فأنا و آبائي شفعاؤه يوم القيامة و من كنّا شفعاءه نجا و لو كان عليه مثل وزر الثّقلين الجنّ و الإنس و لقد حدّثني أبي عن جدّي عن أبيه ع أنّ رسول اللّه ص قال من رآني في منامه فقد رآني لأنّ الشّيطان لا يتمثّل في صورتي و لا في صورة أحد من أوصيائي و لا في صورة واحدة من شيعتهم و إنّ الرّؤيا الصّادقة جزء من سبعين جزءا من النّبوّة

3192-  و روي عن أبي الصّلت عبد السّلام بن صالح الهرويّ قال سمعت الرّضا ع يقول و اللّه ما منّا إلّا مقتول شهيد فقيل له فمن يقتلك يا ابن رسول اللّه قال شرّ خلق اللّه في زماني يقتلني بالسّمّ ثمّ يدفنني في دار مضيّقة و بلاد غربة ألا فمن زارني في غربتي كتب اللّه عزّ و جلّ له أجر مائة ألف شهيد و مائة ألف صدّيق و مائة ألف حاجّ و معتمر و مائة ألف مجاهد و حشر في زمرتنا و جعل في الدّرجات العلى من الجنّة رفيقنا

3193-  و روى الحسن بن عليّ بن فضّال عن أبي الحسن الرّضا ع أنّه قال إنّ بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة فقال فلا يزال فوج ينزل من السّماء و فوج يصعد إلى أن ينفخ في الصّور فقيل له يا ابن رسول اللّه و أيّة بقعة هذه قال هي بأرض طوس فهي و اللّه روضة من رياض الجنّة من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول اللّه ص و كتب اللّه تبارك و تعالى له ثواب ألف حجّة مبرورة و ألف عمرة مقبولة و كنت أنا و آبائي شفعاءه يوم القيامة

3194-  و قال رسول اللّه ص ستدفن بضعة منّي بأرض خراسان لا يزورها مؤمن إلّا أوجب اللّه له الجنّة و حرّم جسده على النّار

 باب موضع قبر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ع

3195-  روى صفوان بن مهران الجمّال عن الصّادق جعفر بن محمّد ع قال سار و أنا معه في القادسيّة حتّى أشرف على النّجف فقال هو الجبل الّذي اعتصم به ابن جدّي نوح ع فقال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه يا جبل أ يعتصم بك منّي أحد فغار في الأرض و تقطّع إلى الشّام ثمّ قال ع اعدل بنا قال فعدلت به فلم يزل سائرا حتّى أتى الغريّ فوقف على القبر فساق السّلام من آدم على نبيّ نبيّ ع و أنا أسوق السّلام معه حتّى وصل السّلام إلى النّبيّ ص ثمّ خرّ على القبر فسلّم عليه و علا نحيبه ثمّ قام فصلّى أربع ركعات و في خبر آخر ستّ ركعات و صلّيت معه و قلت له يا ابن رسول اللّه ما هذا القبر قال هذا القبر قبر جدّي عليّ بن أبي طالب ع

زيارة قبر أمير المؤمنين ص

3196-  إذا أتيت الغريّ بظهر الكوفة فاغتسل و امش على سكون و وقار حتّى تأتي أمير المؤمنين ع فتستقبله بوجهك و تقول السّلام عليك يا وليّ اللّه أنت أوّل مظلوم و أوّل من غصب حقّه صبرت و احتسبت حتّى أتاك اليقين و أشهد أنّك لقيت اللّه عزّ و جلّ و أنت شهيد عذّب اللّه قاتلك بأنواع العذاب و جدّد عليه العذاب جئتك عارفا بحقّك مستبصرا بشأنك معاديا لأعدائك و من ظلمك ألقى على ذلك ربّي إن شاء اللّه إنّ لي ذنوبا كثيرة فاشفع لي عند ربّك فإنّ لك عند اللّه تبارك و تعالى مقاما معلوما و إنّ لك عند اللّه جاها و شفاعة و قد قال اللّه عزّ و جلّ و لا يشفعون إلّا لمن ارتضى

3197-  و تقول عند أمير المؤمنين ع أيضا الحمد للّه الّذي أكرمني بمعرفته و معرفة رسوله و من فرض طاعته رحمة منه لي و تطوّلا منه عليّ و منّ عليّ بالإيمان الحمد للّه الّذي سيّرني في بلاده و حملني على دوابّه و طوى لي البعيد و دفع عنّي المكروه حتّى أدخلني حرم أخي نبيّه و أرانيه في عافية الحمد للّه الّذي جعلني من زوّار قبر وصيّ رسوله الحمد للّه الّذي هدانا لهذا و ما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا اللّه أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله جاء بالحقّ من عنده و أشهد أنّ عليّا عبد اللّه و أخو رسوله اللّهمّ عبدك و زائرك متقرّب إليك بزيارة قبر أخي رسولك و على كلّ مأتيّ حقّ لمن أتاه و زاره و أنت خير مأتيّ و أكرم مزور فأسألك يا اللّه يا رحمان يا رحيم يا جواد يا أحد يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد أن تصلّي على محمّد و أهل بيته و أن تجعل تحفتك إيّاي من زيارتي في موقفي هذا فكاك رقبتي من النّار و اجعلني ممّن يسارع في الخيرات و يدعوك رغبا و رهبا و اجعلني من الخاشعين اللّهمّ إنّك بشّرتني على لسان نبيّك صلواتك عليه و آله فقلت فبشّر. عباد الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه و قلت و بشّر الّذين آمنوا أنّ لهم قدم صدق عند ربّهم اللّهمّ و إنّي بك مؤمن و بجميع أنبيائك فلا تقفني بعد معرفتهم موقفا تفضحني به على رءوس الخلائق بل قفني معهم و توفّني على التّصديق بهم فإنّهم عبيدك و أنت خصصتهم بكرامتك و أمرتني باتّباعهم ثمّ تدنو من القبر و تقول السّلام من اللّه السّلام على محمّد أمين اللّه و على رسوله و عزائم أمره و معدن الوحي و التّنزيل الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كلّه و الشّاهد على خلقه و السّراج المنير و السّلام عليه و رحمة اللّه و بركاته اللّهمّ صلّ على محمّد و أهل بيته المظلومين أفضل و أكمل و أرفع و أشرف ما صلّيت على أحد من أنبيائك و رسلك و أصفيائك اللّهمّ صلّ على عليّ أمير المؤمنين عبدك و خير خلقك بعد نبيّك و أخي رسولك و وصيّ رسولك الّذي انتجبته من خلقك و الدّليل على من بعثته برسالاتك و ديّان الدّين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و السّلام عليه و رحمة اللّه و بركاته اللّهمّ صلّ على الأئمّة من ولده القوّامين بأمرك من بعده المطهّرين الّذين ارتضيتهم أنصارا لدينك و حفظة لسرّك و شهداء على خلقك و أعلاما لعبادك

 و تصلّي عليهم ما استطعت و تقول السّلام على الأئمّة المستودعين السّلام على خالصة اللّه من خلقه السّلام على الأئمّة المتوسّمين السّلام على المؤمنين الّذين قاموا بأمرك و وازروا أولياء اللّه و خافوا لخوفهم السّلام على ملائكة اللّه المقرّبين ثمّ تقول السّلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته السّلام عليك يا حبيب اللّه السّلام عليك يا صفوة اللّه السّلام عليك يا وليّ اللّه السّلام عليك يا حجّة اللّه السّلام عليك يا عمود الدّين و وارث علم الأوّلين و الآخرين و صاحب الميسم و الصّراط المستقيم أشهد أنّك قد أقمت الصّلاة و آتيت الزّكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و اتّبعت الرّسول و تلوت الكتاب حقّ تلاوته و جاهدت في اللّه حقّ جهاده و نصحت للّه و لرسوله و جدت بنفسك صابرا محتسبا و مجاهدا عن دين اللّه موقيا لرسوله طالبا ما عند اللّه و راغبا فيما وعد اللّه عزّ و جلّ و مضيت للّذي كنت عليه شهيدا و شاهدا و مشهودا فجزاك اللّه عن رسوله و عن الإسلام و أهله أفضل الجزاء و لعن اللّه من قتلك و لعن اللّه من خالفك و لعن اللّه من افترى عليك و ظلمك و لعن اللّه من غصبك و من بلغه ذلك فرضي به أنا إلى اللّه منهم بري‏ء لعن اللّه أمّة خالفتك و أمّة جحدتك و جحدت ولايتك و أمّة تظاهرت عليك و أمّة قتلتك و أمّة حادت عنك و خذلتك الحمد للّه الّذي جعل النّار مثواهم و بئس الورد المورود و بئس ورد الواردين و بئس الدّرك المدرك اللّهمّ العن قتلة أنبيائك و قتلة أوصياء أنبيائك بجميع لعناتك و أصلهم حرّ نارك اللّهمّ العن الجوابيت و الطّواغيت و الفراعنة و اللّات و العزّى و الجبت و كلّ ندّ يدعى من دون اللّه و كلّ مفتر اللّهمّ العنهم و أشياعهم و أتباعهم و أولياءهم و أعوانهم و محبّيهم لعنا كثيرا اللّهمّ العن قتلة أمير المؤمنين ثلاثا اللّهمّ العن قتلة الحسن و الحسين ثلاثا اللّهمّ العن قتلة الأئمّة ثلاثا اللّهمّ عذّبهم عذابا لا تعذّبه أحدا من العالمين و ضاعف عليهم عذابك كما شاقّوا ولاة أمرك و أعدّ لهم عذابا لم تحلّه بأحد من خلقك اللّهمّ و أدخل على قتلة أنصار رسولك و قتلة أنصار أمير المؤمنين و على قتلة أنصار الحسن و الحسين و على قتلة من قتل في ولاية آل محمّد أجمعين عذابا مضاعفا في أسفل درك من الجحيم لا يخفّف عنهم من عذابها و هم فيها مبلسون ملعونون ناكسو رءوسهم عند ربّهم قد عاينوا النّدامة و الخزي الطّويل لقتلهم عترة أنبيائك و رسلك و أتباعهم من عبادك الصّالحين اللّهمّ العنهم في مستسرّ السّرّ و ظاهر العلانية في سمائك و أرضك اللّهمّ اجعل لي لسان صدق في أوليائك و أحبب إليّ مستقرّهم و مشاهدهم حتّى تلحقني بهم و تجعلني لهم تبعا في الدّنيا و الآخرة يا أرحم الرّاحمين ثمّ اجلس عند رأسه و قل سلام اللّه و سلام ملائكته المقرّبين و المسلّمين لك بقلوبهم النّاطقين بفضلك الشّاهدين على أنّك صادق أمين صدّيق عليك يا مولاي صلّى اللّه على روحك و بدنك و أشهد أنّك طهر طاهر مطهّر من طهر طاهر مطهّر أشهد لك يا وليّ اللّه و وليّ رسوله بالبلاغ و الأداء أشهد أنّك جنب اللّه و أنّك باب اللّه و أنّك وجه اللّه الّذي يؤتى منه و أنّك سبيل اللّه و أنّك عبد اللّه و أخو رسول اللّه أتيتك وافدا لعظيم حالك و منزلتك عند اللّه عزّ و جلّ و عند رسوله أتيتك متقرّبا إلى اللّه عزّ و جلّ بزيارتك في خلاص نفسي متعوّذا بك من نار استحقّها مثلي بما جنيت على نفسي أتيتك انقطاعا إليك و إلى وليّك الخلف من بعدك على بركة الحقّ فقلبي لكم مسلّم و أمري لكم متّبع و نصرتي لكم معدّة و أنا عبد اللّه و مولاك في طاعتك الوافد إليك ألتمس بذلك كمال المنزلة عند اللّه عزّ و جلّ و أنت ممّن أمرني اللّه بصلته و حثّني على برّه و دلّني على فضله و هداني لحبّه و رغّبني في الوفادة إليه و ألهمني طلب الحوائج عنده أنتم أهل بيت يسعد من تولّاكم و لا يخيب من أتاكم و لا يخسر من يهواكم و لا يسعد من عاداكم و لا أجد أحدا أفزع

 إليه خيرا لي منكم أنتم أهل بيت الرّحمة و دعائم الدّين و أركان الأرض و الشّجرة الطّيّبة اللّهمّ لا تخيّب توجّهي إليك برسولك و آل رسولك و استشفاعي بهم اللّهمّ أنت مننت عليّ بزيارة مولاي و ولايته و معرفته فاجعلني ممّن ينصره و ينتصر به و منّ عليّ بنصرك لدينك في الدّنيا و الآخرة اللّهمّ إنّي أحيا على ما حيي عليه عليّ بن أبي طالب ع و أموت على ما مات عليه عليّ بن أبي طالب ع

3198-  و إذا أردت أن تودّعه فقل السّلام عليك و رحمة اللّه و بركاته أستودعك اللّه و أسترعيك و أقرأ عليك السّلام آمنّا باللّه و بالرّسول و بما جاءت به و دلّت عليه فاكتبنا مع الشّاهدين أشهد في مماتي على ما شهدت عليه في حياتي أشهد أنّكم الأئمّة واحدا بعد واحد و أشهد أنّ من قتلكم و حاربكم مشركون و من ردّ عليكم في أسفل درك من الجحيم و أشهد أنّ من حاربكم لنا أعداء و نحن منهم برآء و أنّهم حزب الشّيطان اللّهمّ إنّي أسألك بعد الصّلاة و التّسليم أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و تسمّيهم ع و لا تجعله آخر العهد من زيارته فإن جعلته فاحشرني مع هؤلاء الأئمّة المسمّين اللّهمّ و ثبّت قلوبنا بالطّاعة و المناصحة و المحبّة و حسن المؤازرة و التّسليم و سبّح تسبيح الزّهراء فاطمة ع و هو سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم سبحان ذي العزّ الشّامخ المنيف سبحان ذي الملك الفاخر القديم سبحان ذي البهجة و الجمال سبحان من تردّى بالنّور و الوقار سبحان من يرى أثر النّمل في الصّفا و وقع الطّير في الهواء

 زيارة أخرى لأمير المؤمنين ع

3199-  تقول السّلام عليك يا أمير المؤمنين السّلام عليك يا حبيب اللّه السّلام عليك يا صفوة اللّه السّلام عليك يا وليّ اللّه السّلام عليك يا حجّة اللّه السّلام عليك يا إمام الهدى السّلام عليك يا علم التّقى السّلام عليك أيّها الوصيّ البارّ التّقيّ السّلام عليك يا أبا الحسن السّلام عليك يا عمود الدّين و وارث علم الأوّلين و الآخرين و صاحب الميسم و الصّراط المستقيم أشهد أنّك قد أقمت الصّلاة و آتيت الزّكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و اتّبعت الرّسول و تلوت الكتاب حقّ تلاوته و بلّغت عن اللّه عزّ و جلّ و وفيت بعهد اللّه و تمّت بك كلمات اللّه و جاهدت في اللّه حقّ جهاده و نصحت للّه و لرسوله و جدت بنفسك صابرا و مجاهدا عن دين اللّه مؤمنا برسول اللّه طالبا ما عند اللّه راغبا فيما وعد اللّه و مضيت للّذي كنت عليه شاهدا و شهيدا و مشهودا فجزاك اللّه عن رسوله و عن الإسلام و أهله من صدّيق أفضل الجزاء كنت أوّل القوم إسلاما و أخلصهم إيمانا و أشدّهم يقنا و أخوفهم للّه و أعظمهم عناء و أحوطهم على رسوله و أفضلهم مناقب و أكثرهم سوابق و أرفعهم درجة و أشرفهم منزلة و أكرمهم عليه قويت حين ضعف أصحابه و برزت حين استكانوا و نهضت حين وهنوا و لزمت منهاج رسول اللّه ص كنت خليفته حقّا لم تنازع برغم المنافقين و غيظ الكافرين و كره الحاسدين و ضغن الفاسقين فقمت بالأمر حين فشلوا و نطقت حين تتعتعوا و مضيت بنور اللّه إذ وقفوا فمن اتّبعك فقد هدي كنت أقلّهم كلاما و أصوبهم منطقا و أكثرهم رأيا و أشجعهم قلبا و أشدّهم يقينا و أحسنهم عملا و أعناهم بالأمور كنت للدّين يعسوبا أوّلا حين تفرّق النّاس و أخيرا حين فشلوا كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا و حفظت ما أضاعوا و رعيت ما أهملوا و شمّرت إذا اجتمعوا و شهدت إذ جمعوا و علوت إذ هلعوا و صبرت إذ جزعوا كنت على الكافرين عذابا صبّا و للمؤمنين غيثا و خصبا لم تفلل حجّتك و لم يزغ قلبك و لم تضعف بصيرتك و لم تجبن نفسك و لم تهن كنت كالجبل لا تحرّكه العواصف و لا تزيله القواصف و كنت كما قال رسول اللّه ص ضعيفا في بدنك قويّا في أمر اللّه متواضعا في نفسك عظيما عند اللّه عزّ و جلّ كبيرا في الأرض جليلا عند المؤمنين لم يكن لأحد فيك مهمز و لا لقائل فيك مغمز و لا لأحد فيك مطمع و لا لأحد عندك هوادة الضّعيف الذّليل عندك قويّ عزيز حتّى تأخذ بحقّه و القويّ العزيز عندك ضعيف ذليل حتّى تأخذ منه الحقّ و القريب و البعيد عندك في ذلك سواء شأنك الحقّ و الصّدق و الرّفق و قولك حكم و حتم و أمرك حلم و حزم و رأيك علم و عزم اعتدل بك الدّين و سهل بك العسير و أطفئت بك النّيران و قوي بك الإيمان و ثبت بك الإسلام و المؤمنون سبقت سبقا بعيدا و أتعبت من بعدك تعبا شديدا فجللت عن النّكال و عظمت رزيّتك في السّماء و هدّت مصيبتك الأنام فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون رضينا عن اللّه قضاءه و سلّمنا للّه أمره فو اللّه لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا كنت للمؤمنين كهفا و حصنا و على الكافرين غلظة و غيظا فألحقك اللّه بنبيّه و لا حرمنا أجرك و لا أضلّنا بعدك و السّلام عليك و رحمة اللّه و بركاته

 و تصلّي عنده ستّ ركعات تسلّم في كلّ ركعتين لأنّ في قبره عظام آدم و جسد نوح و أمير المؤمنين ع فمن زار قبره فقد زار آدم و نوحا و أمير المؤمنين ع فتصلّي لكلّ زيارة ركعتين

زيارة قبر أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع المقتول بكربلاء

3199-  قال الصّادق ع إذا أتيت أبا عبد اللّه الحسين ع فاغتسل على شاطئ الفرات ثمّ البس ثيابا طاهرة ثمّ امش حافيا فإنّك في حرم من حرم اللّه عزّ و جلّ و حرم رسوله ص و عليك بالتّكبير و التّهليل و التّمجيد و التّعظيم للّه عزّ و جلّ كثيرا و الصّلاة على محمّد و أهل بيته ص حتّى تصير إلى باب الحائر ثمّ تقول السّلام عليك يا حجّة اللّه و ابن حجّته السّلام عليكم يا ملائكة اللّه و زوّار قبر ابن نبيّ اللّه ثمّ اخط عشر خطى ثمّ قف و كبّر اللّه ثلاثين تكبيرة ثمّ امش إليه حتّى تأتيه من قبل وجهه و استقبل وجهه بوجهك و اجعل القبلة بين كتفيك ثمّ قل السّلام عليك يا حجّة اللّه و ابن حجّته السّلام عليك يا ثار اللّه في الأرض و ابن ثاره السّلام عليك يا وتر اللّه الموتور في السّماوات و الأرض أشهد أنّ دمك سكن في الخلد و اقشعرّت له أظلّة العرش و بكى له جميع الخلائق و بكت له السّماوات السّبع و الأرضون السّبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ و من يتقلّب في الجنّة و النّار من خلق ربّنا و ما يرى و ما لا يرى أشهد أنّك حجّة اللّه و ابن حجّته و أشهد أنّك ثار اللّه و ابن ثاره و أشهد أنّك وتر اللّه الموتور في السّماوات و الأرض و أشهد أنّك بلّغت عن اللّه و نصحت و وفيت و أوفيت و جاهدت في سبيل ربّك و مضيت للّذي كنت عليه شهيدا و مستشهدا و شاهدا و مشهودا أنا عبد اللّه و مولاك و في طاعتك و الوافد إليك ألتمس بذلك كمال المنزلة عند اللّه عزّ و جلّ و ثبات القدم في الهجرة إليك و السّبيل الّذي لا يختلج دونك من الدّخول في كفالتك الّتي أمرت بها من أراد اللّه بدأ بكم من أراد اللّه بدأ بكم من أراد اللّه بدأ بكم بكم يبيّن اللّه الكذب و بكم يباعد اللّه الزّمان الكلب و بكم يفتح اللّه و بكم يختم اللّه و بكم يمحو اللّه ما يشاء و بكم يثبت و بكم يفكّ الذّلّ من رقابنا و بكم يدرك اللّه ترة كلّ مؤمن و مؤمنة تطلب و بكم تنبت الأرض أشجارها و بكم تخرج الأشجار أثمارها و بكم تنزل السّماء قطرها و بكم يكشف اللّه الكرب و بكم ينزّل اللّه الغيث و بكم تسبّح الأرض الّتي تحمل أبدانكم لعنت أمّة قتلتكم و أمّة خالفتكم و أمّة جحدت ولايتكم و أمّة ظاهرت عليكم و أمّة شهدت و لم تنصركم الحمد للّه الّذي جعل النّار مأواهم و بئس ورد الواردين و بئس الورد المورود و الحمد للّه ربّ العالمين صلّى اللّه عليك يا أبا عبد اللّه أنا إلى اللّه ممّن خالفك بري‏ء أنا إلى اللّه ممّن خالفك بري‏ء أنا إلى اللّه ممّن خالفك بري‏ء ثمّ ائت عليّا ابنه ع و هو عند رجليه و تقول السّلام عليك يا ابن رسول اللّه السّلام عليك يا ابن عليّ أمير المؤمنين السّلام عليك يا ابن الحسن و الحسين السّلام عليك يا ابن خديجة و فاطمة ع صلّى اللّه عليك صلّى اللّه عليك صلّى اللّه عليك لعن اللّه من قتلك لعن اللّه من قتلك لعن اللّه من قتلك أنا إلى اللّه منهم بري‏ء أنا إلى اللّه منهم بري‏ء أنا إلى اللّه منهم بري‏ء ثمّ تقوم فتومئ بيدك إلى الشّهداء و تقول السّلام عليكم السّلام عليكم السّلام عليكم فزتم و اللّه فزتم و اللّه فزتم و اللّه يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما ثمّ تدور فتجعل قبر أبي عبد اللّه ع بين يديك فتصلّي ستّ ركعات و قد تمّت زيارتك هذه الزّيارة رواية الحسن بن راشد عن الحسين بن ثوير عن الصّادق ع

الوداع

3200-  من رواية يوسف الكناسيّ عن أبي عبد اللّه ع قال إذا أردت أن تودّعه فقل السّلام عليك و رحمة اللّه و بركاته نستودعك اللّه و نقرأ عليك السّلام آمنّا باللّه و بالرّسول و بما جاء به و دلّ عليه و اتّبعنا الرّسول يا ربّ فاكتبنا مع الشّاهدين اللّهمّ لا تجعله آخر العهد منّا و منه اللّهمّ إنّا نسألك أن تنفعنا بحبّه اللّهمّ ابعثه مقاما محمودا تنصر به دينك و تقتل به عدوّك و تبير به من نصب حربا لآل محمّد فإنّك وعدته ذلك و أنت لا تخلف الميعاد السّلام عليك و رحمة اللّه و بركاته أشهد أنّكم شهداء نجباء جاهدتم في سبيل اللّه و قتلتم على منهاج رسول اللّه ص و ابن رسوله كثيرا و الحمد للّه الّذي صدقكم وعده و أراكم ما تحبّون و صلّى اللّه على محمّد و آل محمّد و عليهم السّلام و رحمة اللّه و بركاته اللّهمّ لا تشغلني في الدّنيا عن شكر نعمتك و لا بإكثار فيها فتلهيني عجائب بهجتها و تفتنني زهرتها و لا بإقلال يضرّ بعملي ضرّه و يملأ صدري همّه أعطني من ذلك غنى عن شرار خلقك و بلاغا أنال به رضاك يا أرحم الرّاحمين

 و قد أخرجت في كتاب الزّيارات و في كتاب مقتل الحسين ع أنواعا من الزّيارات و اخترت هذه لهذا الكتاب لأنّها أصحّ الزّيارات عندي من طريق الرّواية و فيها بلاغ و كفاية

زيارة قبور الشّهداء

 فإذا أردت زيارة قبور الشّهداء فقل السّلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدّار

باب ما يجزي من زيارة الحسين ع في حال التّقيّة

3201-  إذا أتيت الفرات فاغتسل و البس ثوبيك الطّاهرين ثمّ ائت القبر و قل صلّى اللّه عليك يا أبا عبد اللّه صلّى اللّه عليك يا أبا عبد اللّه صلّى اللّه عليك يا أبا عبد اللّه و قد تمّت زيارتك هذه في حال التّقيّة روى ذلك يونس بن ظبيان عن الصّادق ع

 باب ما يقوم مقام زيارة الحسين و زيارة غيره من الأئمّة ع لمن لا يقدر على قصده لبعد المسافة

3202-  روى ابن أبي عمير عن هشام قال قال أبو عبد اللّه ع إذا بعدت بأحدكم الشّقّة و نأت به الدّار فليصعد أعلى منزله فليصلّ ركعتين و ليوم بالسّلام إلى قبورنا فإنّ ذلك يصل إلينا

3203-  و في رواية حنان بن سدير عن أبيه قال قال لي أبو عبد اللّه ع يا سدير تزور قبر الحسين ع في كلّ يوم قلت جعلت فداك لا قال ما أجفاكم فتزوره في كلّ شهر قلت لا قال فتزوره في كلّ سنة قلت قد يكون ذلك قال يا سدير ما أجفاكم للحسين ع أ ما علمت أنّ للّه تبارك و تعالى ألف ألف ملك شعث غبر يبكون و يزورون و لا يفترون و ما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين ع في كلّ جمعة خمس مرّات أو في كلّ يوم مرّة قلت جعلت فداك بيننا و بينه فراسخ كثيرة فقال لي اصعد فوق سطحك ثمّ التفت يمنة و يسرة ثمّ ارفع رأسك إلى السّماء ثمّ تنحو نحو القبر فتقول السّلام عليك يا أبا عبد اللّه السّلام عليك و رحمة اللّه و بركاته تكتب لك بذلك زورة و الزّورة حجّة و عمرة قال سدير فربّما فعلت ذلك في الشّهر أكثر من عشرين مرّة

باب فضل تربة الحسين ع و حريم قبره

3204-  قال الصّادق ع في طين قبر الحسين ع شفاء من كلّ داء و هو الدّواء الأكبر

3205-  و قال ع إذا أكلته فقل اللّهمّ ربّ التّربة المباركة و ربّ الوصيّ الّذي وارته صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعله علما نافعا و رزقا واسعا و شفاء من كلّ داء

3206-  و قال ع حريم قبر الحسين ع خمسة فراسخ من أربعة جوانب القبر

3207-  و روى إسحاق بن عمّار عن أبي عبد اللّه ع قال موضع قبر الحسين ع منذ يوم دفن فيه روضة من رياض الجنّة

3208-  و قال ع موضع قبر الحسين ع ترعة من ترع الجنّة

باب زيارة الإمامين أبي الحسن موسى بن جعفر و أبي جعفر محمّد بن عليّ الثّاني ع ببغداد في مقابر قريش

3209-  إذا أردت بغداد إن شاء اللّه فاغتسل و تنظّف و البس ثوبيك الطّاهرين و زر قبريهما و قل حين تصير إلى قبر موسى بن جعفر ع السّلام عليك يا وليّ اللّه السّلام عليك يا حجّة اللّه السّلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض أتيتك زائرا عارفا بحقّك معاديا لأعدائك مواليا لأوليائك فاشفع لي عند ربّك ثمّ سل حاجتك ثمّ تسلّم على أبي جعفر ع بهذه الأحرف و النّداء و إذا أردت زيارته ع فاغتسل و تنظّف و البس ثوبيك الطّاهرين و قل اللّهمّ صلّ على محمّد بن عليّ الإمام التّقيّ النّقيّ الرّضيّ المرضيّ و حجّتك على من فوق الأرض و من تحت الثّرى صلاة كثيرة نامية زاكية مباركة متواصلة متواترة مترادفة كأفضل ما صلّيت على أحد من أوليائك و السّلام عليك يا وليّ اللّه السّلام عليك يا نور اللّه السّلام عليك يا حجّة اللّه السّلام عليك يا إمام المتّقين و وارث علم النّبيّين و سلالة الوصيّين السّلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض أتيتك زائرا عارفا بحقّك معاديا لأعدائك مواليا لأوليائك فاشفع لي عند ربّك ثمّ سل حاجتك ثمّ صلّ في القبّة الّتي فيها محمّد بن عليّ ع أربع ركعات بتسليمتين عند رأسه ركعتين لزيارة موسى ع و ركعتين لزيارة محمّد بن عليّ ع و لا تصلّ عند رأس موسى ع فإنّه يقابلك قبور قريش و لا يجوز اتّخاذها قبلة إن شاء اللّه

باب زيارة قبر الرّضا أبي الحسن عليّ بن موسى ع بطوس

3210-  إذا أردت زيارة قبر أبي الحسن عليّ بن موسى ع بطوس فاغتسل عند خروجك من منزلك و قل حين تغتسل اللّهمّ طهّرني و طهّر لي قلبي و اشرح لي صدري و أجر على لساني مدحتك و الثّناء عليك فإنّه لا قوّة إلّا بك اللّهمّ اجعله لي طهورا و شفاء و تقول حين تخرج بسم اللّه و باللّه و إلى اللّه و إلى ابن رسول اللّه حسبي اللّه توكّلت على اللّه اللّهمّ إليك توجّهت و إليك قصدت و ما عندك أردت فإذا خرجت فقف على باب دارك و قل اللّهمّ إليك وجّهت وجهي و عليك خلّفت أهلي و مالي و ما خوّلتني و بك وثقت فلا تخيّبني يا من لا يخيّب من أراده و لا يضيّع من حفظه صلّ على محمّد و آل محمّد و احفظني بحفظك فإنّه لا يضيع من حفظت فإذا وافيت سالما فاغتسل و قل حين تغتسل اللّهمّ طهّرني و طهّر لي قلبي و اشرح لي صدري و أجر على لساني مدحتك و محبّتك و الثّناء عليك فإنّه لا قوّة إلّا بك فقد علمت أنّ قوام ديني التّسليم لأمرك و الاتّباع لسنّة نبيّك و الشّهادة على جميع خلقك اللّهمّ اجعله لي شفاء و نورا إنّك على كلّ شي‏ء قدير و البس أطهر ثيابك و امش حافيا و عليك السّكينة و الوقار بالتّكبير و التّهليل و التّمجيد و قصّر خطاك و قل حين تدخل بسم اللّه و باللّه و على ملّة رسول اللّه ص أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله و أنّ عليّا وليّ اللّه و سر حتّى تقف على قبره و تستقبل وجهه بوجهك و اجعل القبلة بين كتفيك و قل أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله و أنّه سيّد الأوّلين و الآخرين و أنّه سيّد الأنبياء و المرسلين اللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك و سيّد خلقك أجمعين صلاة لا يقوى على إحصائها غيرك اللّهمّ صلّ على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عبدك و أخي رسولك الّذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا لمن شئت من خلقك و الدّليل على من بعثته برسالاتك و ديّان الدّين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كلّه و السّلام عليه و رحمة اللّه و بركاته اللّهمّ صلّ على فاطمة بنت نبيّك و زوجة وليّك و أمّ السّبطين الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة الطّهرة الطّاهرة المطهّرة التّقيّة النّقيّة الرّضيّة الزّكيّة سيّدة نساء أهل الجنّة أجمعين صلاة لا يقوى على إحصائها غيرك اللّهمّ صلّ على الحسن و الحسين سبطي نبيّك و سيّدي شباب أهل الجنّة القائمين في خلقك و الدّليلين على من بعثت برسالاتك و ديّاني الدّين بعدلك و فصلي قضائك بين خلقك اللّهمّ صلّ على عليّ بن الحسين عبدك القائم في خلقك و الدّليل على من بعثت برسالاتك و ديّان الدّين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك سيّد العابدين اللّهمّ صلّ على محمّد بن عليّ عبدك و خليفتك في أرضك باقر علم النّبيّين اللّهمّ صلّ على جعفر بن محمّد الصّادق عبدك و وليّ دينك و حجّتك على خلقك أجمعين الصّادق البارّ اللّهمّ صلّ على موسى بن جعفر عبدك الصّالح و لسانك في خلقك النّاطق بحكمك و الحجّة على بريّتك اللّهمّ صلّ على عليّ بن موسى الرّضا المرتضى عبدك و وليّ دينك القائم بعدلك و الدّاعي إلى دينك و دين آبائه الصّادقين صلاة لا يقوى على إحصائها غيرك اللّهمّ صلّ على محمّد بن عليّ عبدك و وليّك القائم بأمرك و الدّاعي

 إلى سبيلك اللّهمّ صلّ على عليّ بن محمّد عبدك و وليّ دينك اللّهمّ صلّ على الحسن بن عليّ العامل بأمرك القائم في خلقك و حجّتك المؤدّي عن نبيّك و شاهدك على خلقك المخصوص بكرامتك الدّاعي إلى طاعتك و طاعة رسولك صلواتك عليهم أجمعين اللّهمّ صلّ على حجّتك و وليّك القائم في خلقك صلاة تامّة نامية باقية تعجّل بها فرجه و تنصره بها و تجعلنا معه في الدّنيا و الآخرة اللّهمّ إنّي أتقرّب إليك بحبّهم و أوالي وليّهم و أعادي عدوّهم فارزقني بهم خير الدّنيا و الآخرة و اصرف عنّي بهم شرّ الدّنيا و الآخرة و أهوال يوم القيامة ثمّ تجلس عند رأسه و تقول السّلام عليك يا وليّ اللّه السّلام عليك يا حجّة اللّه السّلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض السّلام عليك يا عمود الدّين السّلام عليك يا وارث آدم صفوة اللّه السّلام عليك يا وارث نوح نبيّ اللّه السّلام عليك يا وارث إبراهيم خليل اللّه السّلام عليك يا وارث إسماعيل ذبيح اللّه السّلام عليك يا وارث موسى كليم اللّه السّلام عليك يا وارث عيسى روح اللّه السّلام عليك يا وارث محمّد رسول اللّه السّلام عليك يا وارث أمير المؤمنين عليّ وليّ اللّه و وصيّ رسول ربّ العالمين السّلام عليك يا وارث فاطمة الزّهراء السّلام عليك يا وارث الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة السّلام عليك يا وارث عليّ بن الحسين سيّد العابدين السّلام عليك يا وارث محمّد بن عليّ باقر علم الأوّلين و الآخرين السّلام عليك يا وارث جعفر بن محمّد الصّادق البارّ السّلام عليك يا وارث موسى بن جعفر السّلام عليك أيّها الصّدّيق الشّهيد السّلام عليك أيّها الوصيّ البارّ التّقيّ أشهد أنّك قد أقمت الصّلاة و آتيت الزّكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و عبدت اللّه مخلصا حتّى أتاك اليقين السّلام عليك يا أبا الحسن و رحمة اللّه و بركاته إنّه حميد مجيد ثمّ تنكّب على القبر و تقول اللّهمّ إليك صمدت من أرضي و قطعت البلاد رجاء رحمتك فلا تخيّبني و لا تردّني بغير قضاء حوائجي و ارحم تقلّبي على قبر ابن أخي رسولك صلواتك عليه و آله بأبي أنت و أمّي أتيتك زائرا وافدا عائذا ممّا جنيت على نفسي و احتطبت على ظهري فكن لي شافعا إلى اللّه يوم فقري و فاقتي فلك عند اللّه مقام محمود و أنت عنده وجيه ثمّ ترفع يدك اليمنى و تبسط اليسرى على القبر و تقول اللّهمّ إنّي أتقرّب إليك بحبّهم و بولايتهم أتولّى آخرهم بما تولّيت به أوّلهم و أبرأ من كلّ وليجة دونهم اللّهمّ العن الّذين بدّلوا نعمتك و اتّهموا نبيّك و جحدوا بآياتك و سخروا بإمامك و حملوا النّاس على أكتاف آل محمّد اللّهمّ إنّي أتقرّب إليك باللّعنة عليهم و البراءة منهم في الدّنيا و الآخرة يا رحمان ثمّ تحوّل إلى عند رجليه و قل صلّى اللّه عليك يا أبا الحسن صلّى اللّه على روحك و بدنك صبرت و أنت الصّادق المصدّق قتل اللّه من قتلك بالأيدي و الألسن ثمّ ابتهل في اللّعنة على قاتل أمير المؤمنين و على قتلة الحسن و الحسين و على جميع قتلة أهل بيت رسول اللّه ص ثمّ تحوّل إلى عند رأسه من خلفه و صلّ ركعتين و تقرأ في إحداهما الحمد و يس و في الأخرى الحمد و الرّحمن و تجتهد في الدّعاء و التّضرّع و أكثر من الدّعاء لنفسك و لوالديك و لجميع إخوانك و أقم عند رأسه ما شئت و لتكن صلاتك عند القبر

الوداع

 فإذا أردت أن تودّعه فقل السّلام عليك يا مولاي و ابن مولاي و رحمة اللّه و بركاته أنت لنا جنّة من العذاب و هذا أوان انصرافنا عنك غير راغب عنك و لا مستبدل بك و لا مؤثر عليك و لا زاهد في قربك و قد جدت بنفسي للحدثان و تركت الأهل و الأوطان و الأولاد فكن لي شافعا يوم حاجتي و فقري و فاقتي يوم لا يغني عنّي حميمي و لا قريبي يوم لا يغني عنّي والديّ أسأل اللّه الّذي قدّر رحيلي إليك أن ينفّس بك كربتي و أسأل اللّه الّذي قدّر عليّ فراق مكانك أن لا يجعله آخر العهد من رجوعي و أسأل اللّه الّذي أبكى عليك عيني أن يجعله لي سببا و ذخرا و أسأل اللّه الّذي أراني مكانك و هداني للتّسليم عليك و زيارتي إيّاك أن يوردني حوضكم و يرزقني مرافقتكم في الجنان السّلام عليك يا صفوة اللّه السّلام على محمّد بن عبد اللّه خاتم النّبيّين السّلام على أمير المؤمنين و وصيّ رسول ربّ العالمين و قائد الغرّ المحجّلين السّلام على الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة السّلام على الأئمّة و تسمّيهم ع و رحمة اللّه و بركاته السّلام على ملائكة اللّه الحافّين السّلام على ملائكة اللّه المقيمين المسبّحين الّذين هم بأمره يعملون السّلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتي إيّاه فإن جعلته فاحشرني معه و مع آبائه الماضين و إن أبقيتني يا ربّ فارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني إنّك على كلّ شي‏ء قدير و تقول أستودعك اللّه و أسترعيك و أقرأ عليك السّلام آمنّا باللّه و بما دعوت إليه اللّهمّ فاكتبنا مع الشّاهدين اللّهمّ ارزقني حبّهم و مودّتهم أبدا ما أبقيتني السّلام على ملائكة اللّه و زوّار قبر ابن نبيّ اللّه السّلام منّي أبدا ما بقيت و دائما إذا فنيت السّلام علينا و على عباد الصّالحين فإذا خرجت من القبّة فلا تولّ وجهك عنه حتّى يغيب عن بصرك

 باب زيارة الإمامين أبي الحسن عليّ بن محمّد و أبي محمّد الحسن بن عليّ ع بسرّ من رأى

3211-  إذا أردت زيارة قبريهما فاغتسل و تنظّف و البس ثوبيك الطّاهرين فإن وصلت إلى قبريهما و إلّا أومأت من عند الباب الّذي على الشّارع إن شاء اللّه و تقول السّلام عليكما يا وليّي اللّه السّلام عليكما يا حجّتي اللّه السّلام عليكما يا نوري اللّه في ظلمات الأرض أتيتكما عارفا بحقّكما معاديا لأعدائكما مواليا لأوليائكما مؤمنا بما آمنتما به كافرا بما كفرتما به محقّقا لما حقّقتما مبطلا لما أبطلتما أسأل اللّه ربّي و ربّكما أن يجعل حظّي من زيارتي إيّاكما الصّلاة على محمّد و آله و أن يرزقني مرافقتكما في الجنان مع آبائكما الصّالحين و أسأله أن يعتق رقبتي من النّار و أن يرزقني شفاعتكما و مصاحبتكما و لا يفرّق بيني و بينكما و لا يسلبني حبّكما و حبّ آبائكما الصّالحين و أن لا يجعله آخر العهد من زيارتكما و أن يجعل محشري معكما في الجنّة برحمته اللّهمّ ارزقني حبّهما و توفّني على ملّتهما اللّهمّ العن ظالمي آل محمّد حقّهم و انتقم منهم اللّهمّ العن الأوّلين منهم و الآخرين و ضاعف عليهم العذاب الأليم و بلّغ بهم و بأشياعهم و محبّيهم و شيعتهم أسفل درك من الجحيم إنّك على كلّ شي‏ء قدير اللّهمّ عجّل فرج وليّك و ابن وليّك و اجعل فرجنا مع فرجه يا أرحم الرّاحمين و تجتهد في الدّعاء لنفسك و لوالديك و صلّ عندهما لكلّ زيارة ركعتين ركعتين و إن لم تصل إليهما دخلت بعض المساجد و صلّيت لكلّ إمام لزيارته ركعتين و ادع اللّه بما أحببت إنّ اللّه قريب مجيب

 باب ما يجزي من القول عند زيارة جميع الأئمّة ع

3212-  روي عن عليّ بن حسّان قال سئل الرّضا ع في إتيان قبر أبي الحسن موسى ع فقال صلّوا في المساجد حوله و يجزي في المواضع كلّها أن تقول السّلام على أولياء اللّه و أصفيائه السّلام على أمناء اللّه و أحبّائه السّلام على أنصار اللّه و خلفائه السّلام على محالّ معرفة اللّه السّلام على مساكن ذكر اللّه السّلام على مظهري أمر اللّه و نهيه السّلام على الدّعاة إلى اللّه السّلام على المستقرّين في مرضاة اللّه السّلام على المخلصين في طاعة اللّه السّلام على الأدلّاء على اللّه السّلام على الّذين من والاهم فقد والى اللّه و من عاداهم فقد عادى اللّه و من عرفهم فقد عرف اللّه و من جهلهم فقد جهل اللّه و من اعتصم بهم فقد اعتصم باللّه و من تخلّى منهم فقد تخلّى من اللّه عزّ و جلّ و أشهد اللّه أنّي سلم لمن سالمتم و حرب لمن حاربتم مؤمن بسرّكم و علانيتكم مفوّض في ذلك كلّه إليكم لعن اللّه عدوّ آل محمّد من الجنّ و الإنس و أبرأ إلى اللّه منهم و صلّى اللّه على محمّد و آل محمّد

 و هذا يجزي في الزّيارات كلّها و تكثر من الصّلاة على محمّد و آله الأئمّة و تسمّيهم واحدا واحدا بأسمائهم و تبرأ من أعدائهم و تخيّر من الدّعاء ما شئت لنفسك و للمؤمنين و المؤمنات

 زيارة جامعة لجميع الأئمّة ع

3213-  روى محمّد بن إسماعيل البرمكيّ قال حدّثنا موسى بن عبد اللّه النّخعيّ قال قلت لعليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ع علّمني يا ابن رسول اللّه قولا أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم فقال إذا صرت إلى الباب فقف و اشهد الشّهادتين و أنت على غسل فإذا دخلت و رأيت القبر فقف و قل اللّه أكبر اللّه أكبر ثلاثين مرّة ثمّ امش قليلا و عليك السّكينة و الوقار و قارب بين خطاك ثمّ قف و كبّر اللّه عزّ و جلّ ثلاثين مرّة ثمّ ادن من القبر و كبّر اللّه أربعين مرّة تمام مائة تكبيرة ثمّ قل السّلام عليكم يا أهل بيت النّبوّة و موضع الرّسالة و مختلف الملائكة و مهبط الوحي و معدن الرّحمة و خزّان العلم و منتهى الحلم و أصول الكرم و قادة الأمم و أولياء النّعم و عناصر الأبرار و دعائم الأخيار و ساسة العباد و أركان البلاد و أبواب الإيمان و أمناء الرّحمن و سلالة النّبيّين و صفوة المرسلين و عترة خيرة ربّ العالمين و رحمة اللّه و بركاته السّلام على أئمّة الهدى و مصابيح الدّجى و أعلام التّقى و ذوي النّهى و أولي الحجى و كهف الورى و ورثة الأنبياء و المثل الأعلى و الدّعوة الحسنى و حجج اللّه على أهل الدّنيا و الآخرة و الأولى و رحمة اللّه و بركاته السّلام على محالّ معرفة اللّه و مساكن بركة اللّه و معادن حكمة اللّه و حفظة سرّ اللّه و حملة كتاب اللّه و أوصياء نبيّ اللّه و ذرّيّة رسول اللّه ص و رحمة اللّه و بركاته السّلام على الدّعاة إلى اللّه و الأدلّاء على مرضاة اللّه و المستقرّين في أمر اللّه و التّامّين في محبّة اللّه و المخلصين في توحيد اللّه و المظهرين لأمر اللّه و نهيه و عباده المكرمين الّذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون و رحمة اللّه و بركاته السّلام على الأئمّة الدّعاة و القادة الهداة و السّادة الولاة و الذّادة الحماة و أهل الذّكر و أولي الأمر و بقيّة اللّه و خيرته و حزبه و عيبة علمه و حجّته و صراطه و نوره و رحمة اللّه و بركاته أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له كما شهد اللّه لنفسه و شهدت له ملائكته و أولو العلم من خلقه لا إله إلّا هو العزيز الحكيم و أشهد أنّ محمّدا عبده المنتجب و رسوله المرتضى أرسله بالهدى و دين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه و لو كره المشركون و أشهد أنّكم الأئمّة الرّاشدون المهديّون المعصومون المكرّمون المقرّبون المتّقون الصّادقون المصطفون المطيعون للّه القوّامون بأمره العاملون بإرادته الفائزون بكرامته اصطفاكم بعلمه و ارتضاكم لغيبه و اختاركم لسرّه و اجتباكم بقدرته و أعزّكم بهداه و خصّكم ببرهانه و انتجبكم بنوره و أيّدكم بروحه و رضيكم خلفاء في أرضه و حججا على بريّته و أنصارا لدينه و حفظة لسرّه و خزنة لعلمه و مستودعا لحكمته و تراجمة لوحيه و أركانا لتوحيده و شهداء على خلقه و أعلاما لعباده و منارا في بلاده و أدلّاء على صراطه عصمكم اللّه من الزّلل و آمنكم من الفتن و طهّركم من الدّنس و أذهب عنكم الرّجس أهل البيت و طهّركم تطهيرا فعظّمتم جلاله و أكبرتم شأنه و مجّدتم كرمه و أدمنتم ذكره و وكّدتم ميثاقه و أحكمتم عقد طاعته و نصحتم له في السّرّ و العلانية و دعوتم إلى سبيله بالحكمة و الموعظة الحسنة و بذلتم أنفسكم في مرضاته و صبرتم على ما أصابكم في جنبه و أقمتم الصّلاة و آتيتم الزّكاة و أمرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر و جاهدتم في اللّه حقّ جهاده حتّى أعلنتم دعوته و بيّنتم فرائضه و أقمتم حدوده و نشرتم شرائع أحكامه و سننتم سنّته و صرتم في ذلك منه إلى الرّضا و سلّمتم له القضاء و صدّقتم من رسله من مضى فالرّاغب عنكم مارق و اللّازم لكم لاحق و المقصّر في حقّكم زاهق و الحقّ معكم و فيكم و منكم و إليكم و أنتم أهله و معدنه و ميراث النّبوّة عندكم و إياب الخلق إليكم و حسابهم عليكم و فصل الخطاب عندكم و آيات اللّه لديكم و عزائمه فيكم و نوره و برهانه عندكم

 و أمره إليكم من والاكم فقد والى اللّه و من عاداكم فقد عادى اللّه و من أحبّكم فقد أحبّ اللّه و من أبغضكم فقد أبغض اللّه و من اعتصم بكم فقد اعتصم باللّه أنتم الصّراط الأقوم و شهداء دار الفناء و شفعاء دار البقاء و الرّحمة الموصولة و الآية المخزونة و الأمانة المحفوظة و الباب المبتلى به النّاس من أتاكم نجا و من لم يأتكم هلك إلى اللّه تدعون و عليه تدلّون و به تؤمنون و له تسلّمون و بأمره تعملون و إلى سبيله ترشدون و بقوله تحكمون سعد من والاكم و هلك من عاداكم و خاب من جحدكم و ضلّ من فارقكم و فاز من تمسّك بكم و أمن من لجأ إليكم و سلم من صدّقكم و هدي من اعتصم بكم من اتّبعكم فالجنّة مأواه و من خالفكم فالنّار مثواه و من جحدكم كافر و من حاربكم مشرك و من ردّ عليكم في أسفل درك من الجحيم أشهد أنّ هذا سابق لكم فيما مضى و جار لكم فيما بقي و أنّ أرواحكم و نوركم و طينتكم واحدة طابت و طهرت بعضها من بعض خلقكم اللّه أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتّى منّ علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن اللّه أن ترفع و يذكر فيها اسمه و جعل صلواتنا عليكم و ما خصّنا به من ولايتكم طيبا لخلقنا و طهارة لأنفسنا و تزكية لنا و كفّارة لذنوبنا فكنّا عنده مسلّمين بفضلكم و معروفين بتصديقنا إيّاكم فبلغ اللّه بكم أشرف محلّ المكرمين و أعلى منازل المقرّبين و أرفع درجات المرسلين حيث لا يلحقه لاحق و لا يفوقه فائق و لا يسبقه سابق و لا يطمع في إدراكه طامع حتّى لا يبقى ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لا صدّيق و لا شهيد و لا عالم و لا جاهل و لا دنيّ و لا فاضل و لا مؤمن صالح و لا فاجر طالح و لا جبّار عنيد و لا شيطان مريد و لا خلق فيما بين ذلك شهيد إلّا عرّفهم جلالة أمركم و عظم خطركم و كبر شأنكم و تمام نوركم و صدق مقاعدكم و ثبات مقامكم و شرف محلّكم و منزلتكم عنده و كرامتكم عليه و خاصّتكم لديه و قرب منزلتكم منه بأبي أنتم و أمّي و أهلي و مالي و أسرتي أشهد اللّه و أشهدكم أنّي مؤمن بكم و بما آمنتم به كافر بعدوّكم و بما كفرتم به مستبصر بشأنكم و بضلالة من خالفكم موال لكم و لأوليائكم مبغض لأعدائكم و معاد لهم سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم محقّق لما حقّقتم مبطل لما أبطلتم مطيع لكم عارف بحقّكم مقرّ بفضلكم محتمل لعلمكم محتجب بذمّتكم معترف بكم و مؤمن بإيابكم مصدّق برجعتكم منتظر لأمركم مرتقب لدولتكم آخذ بقولكم عامل بأمركم مستجير بكم زائر لكم لائذ عائذ بقبوركم مستشفع إلى اللّه عزّ و جلّ بكم و متقرّب بكم إليه و مقدّمكم أمام طلبتي و حوائجي و إرادتي في كلّ أحوالي و أموري مؤمن بسرّكم و علانيتكم و شاهدكم و غائبكم و أوّلكم و آخركم و مفوّض في ذلك كلّه إليكم و مسلّم فيه معكم و قلبي لكم سلم و رأيي لكم تبع و نصرتي لكم معدّة حتّى يحيي اللّه دينه بكم و يردّكم في أيّامه و يظهركم لعدله و يمكّنكم في أرضه فمعكم معكم لا مع عدوّكم آمنت بكم و تولّيت آخركم بما تولّيت به أوّلكم و برئت إلى اللّه عزّ و جلّ من أعدائكم و من الجبت و الطّاغوت و الشّياطين و حزبهم الظّالمين لكم الجاحدين لحقّكم و المارقين من ولايتكم و الغاصبين لإرثكم

 الشّاكّين فيكم المنحرفين عنكم و من كلّ وليجة دونكم و كلّ مطاع سواكم و من الأئمّة الّذين يدعون إلى النّار فثبّتني اللّه أبدا ما حييت على موالاتكم و محبّتكم و دينكم و وفّقني لطاعتكم و رزقني شفاعتكم و جعلني من خيار مواليكم التّابعين لما دعوتم إليه و جعلني ممّن يقتصّ آثاركم و يسلك سبيلكم و يهتدي بهداكم و يحشر في زمرتكم و يكرّ في رجعتكم و يملّك في دولتكم و يشرّف في عافيتكم و يمكّن في أيّامكم و تقرّ عينه غدا برؤيتكم بأبي أنتم و أمّي و نفسي و أهلي و مالي من أراد اللّه بدأ بكم و من وحّده قبل عنكم و من قصده توجّه بكم مواليّ لا أحصي ثناءكم و لا أبلغ من المدح كنهكم و من الوصف قدركم و أنتم نور الأخيار و هداة الأبرار و حجج الجبّار بكم فتح اللّه و بكم يختم و بكم ينزّل الغيث و بكم يمسك السّماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه و بكم ينفّس الهمّ و يكشف الضّرّ و عندكم ما نزلت به رسله و هبطت به ملائكته و إلى جدّكم بعث الرّوح الأمين و إن كانت الزّيارة لأمير المؤمنين ع فقل و إلى أخيك بعث الرّوح الأمين آتاكم اللّه ما لم يؤت أحدا من العالمين طأطأ كلّ شريف لشرفكم و بخع كلّ متكبّر لطاعتكم و خضع كلّ جبّار لفضلكم و ذلّ كلّ شي‏ء لكم و أشرقت الأرض بنوركم و فاز الفائزون بولايتكم بكم يسلك إلى الرّضوان و على من جحد ولايتكم غضب الرّحمن بأبي أنتم و أمّي و نفسي و أهلي و مالي ذكركم في الذّاكرين و أسماؤكم في الأسماء و أجسادكم في الأجساد و أرواحكم في الأرواح و أنفسكم في النّفوس و آثاركم في الآثار و قبوركم في القبور فما أحلى أسماءكم و أكرم أنفسكم و أعظم شأنكم و أجلّ خطركم و أوفى عهدكم كلامكم نور و أمركم رشد و وصيّتكم التّقوى و فعلكم الخير و عادتكم الإحسان و سجيّتكم الكرم و شأنكم الحقّ و الصّدق و الرّفق و قولكم حكم و حتم و رأيكم علم و حلم و حزم إن ذكر الخير كنتم أوّله و أصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه بأبي أنتم و أمّي و نفسي كيف أصف حسن ثنائكم و أحصي جميل بلائكم و بكم أخرجنا اللّه من الذّلّ و فرّج عنّا غمرات الكروب و أنقذنا من شفا جرف الهلكات و من النّار بأبي أنتم و أمّي و نفسي بموالاتكم علّمنا اللّه معالم ديننا و أصلح ما كان فسد من دنيانا و بموالاتكم تمّت الكلمة و عظمت النّعمة و ائتلفت الفرقة و بموالاتكم تقبل الطّاعة المفترضة و لكم المودّة الواجبة و الدّرجات الرّفيعة و المقام المحمود و المقام المعلوم عند اللّه عزّ و جلّ و الجاه العظيم و الشّأن الكبير و الشّفاعة المقبولة ربّنا آمنّا بما أنزلت و اتّبعنا الرّسول فاكتبنا مع الشّاهدين ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب سبحان ربّنا إن كان وعد ربّنا لمفعولا يا وليّ اللّه إنّ بيني و بين اللّه عزّ و جلّ ذنوبا لا يأتي عليها إلّا رضاكم فبحقّ من ائتمنكم على سرّه و استرعاكم أمر خلقه و قرن طاعتكم بطاعته لمّا استوهبتم ذنوبي و كنتم شفعائي فإنّي لكم مطيع من أطاعكم فقد أطاع اللّه و من عصاكم فقد عصى اللّه و من أحبّكم فقد أحبّ اللّه و من أبغضكم فقد أبغض اللّه اللّهمّ إنّي لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمّد و أهل بيته الأخيار الأئمّة الأبرار لجعلتهم شفعائي فبحقّهم الّذي أوجبت لهم عليك أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم و بحقّهم و في زمرة المرحومين بشفاعتهم إنّك أرحم الرّاحمين و صلّى اللّه على محمّد و آله و سلّم تسليما كثيرا و حسبنا اللّه و نعم الوكيل

الوداع

 إذا أردت الانصراف فقل السّلام عليكم سلام مودّع لا سئم و لا قال و لا مالّ و رحمة اللّه و بركاته عليكم يا أهل بيت النّبوّة إنّه حميد مجيد سلام وليّ لكم غير راغب عنكم و لا مستبدل بكم و لا مؤثر عليكم و لا منحرف عنكم و لا زاهد في قربكم لا جعله اللّه آخر العهد من زيارة قبوركم و إتيان مشاهدكم و السّلام عليكم و حشرني اللّه في زمرتكم و أوردني حوضكم و جعلني في حزبكم و أرضاكم عنّي و مكّنني في دولتكم و أحياني في رجعتكم و ملّكني في أيّامكم و شكر سعيي بكم و غفر ذنبي بشفاعتكم و أقال عثرتي بمحبّتكم و أعلى كعبي بموالاتكم و شرّفني بطاعتكم و أعزّني بهداكم و جعلني ممّن انقلب مفلحا منجحا غانما سالما معافى غنيّا فائزا برضوان اللّه و فضله و كفايته بأفضل ما ينقلب به أحد من زوّاركم و مواليكم و محبّيكم و شيعتكم و رزقني اللّه العود ثمّ العود أبدا ما أبقاني ربّي بنيّة صادقة و إيمان و تقوى و إخبات و رزق واسع حلال طيّب اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتهم و ذكرهم و الصّلاة عليهم و أوجب لي المغفرة و الرّحمة و الخير و البركة و الفوز و النّور و الإيمان و حسن الإجابة كما أوجبت لأوليائك العارفين بحقّهم الموجبين طاعتهم الرّاغبين في زيارتهم المتقرّبين إليك و إليهم بأبي أنتم و أمّي و نفسي و أهلي و مالي اجعلوني في همّكم و صيّروني في حزبكم و أدخلوني في شفاعتكم و اذكروني عند ربّكم اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أبلغ أرواحهم و أجسادهم منّي السّلام و السّلام عليه و عليهم و رحمة اللّه و بركاته و صلّى اللّه على محمّد و آله و سلّم كثيرا و حسبنا اللّه و نعم الوكيل