باب 8- كيفية الصلاة و صفتها و شرح الإحدى و خمسين ركعة و ترتيبها و القراءة فيها و التسبيح في ركوعها و سجودها و القنوت فيها و المفروض من ذلك و المسنون

قال الشيخ رحمه الله إذا زالت الشمس إلى قوله ثم تسجد سجدتي الشكر

1-  الحسين بن سعيد عن فضالة عن حسين عن سماعة عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع إذا دخلت المسجد فاحمد الله و أثن عليه و صل على النبي ص فإذا افتتحت الصلاة فكبرت فلا تجاوز أذنيك و لا ترفع يديك بالدعاء في المكتوبة تجاوز بهما رأسك

2-  و عنه عن حماد بن عيسى عن فضالة عن معاوية بن عمار قال رأيت أبا عبد الله ع حين افتتح الصلاة يرفع يديه أسفل من وجهه قليلا

3-  و عنه عن ابن أبي نجران عن صفوان بن مهران الجمال قال رأيت أبا عبد الله ع إذا كبر في الصلاة يرفع يديه حتى تكاد تبلغ أذنيه

4-  و عنه عن فضالة عن ابن سنان قال رأيت أبا عبد الله ع يصلي يرفع يديه حيال وجهه حين استفتح

5-  و عنه عن النضر عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى فصل لربك و انحر قال هو رفع يديك حذاء وجهك

6-  محمد بن علي بن محبوب عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير قال سألته عن أدنى ما يجزي في الصلاة من التكبير قال تكبيرة واحدة

7-  و عنه عن أحمد عن الحسين عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إذا افتتحت الصلاة فكبر إن شئت واحدة و إن شئت ثلاثا و إن شئت خمسا و إن شئت سبعا فكل ذلك مجز عنك غير أنك إذا كنت إماما لم تجهر إلا بتكبيرة

8-  و عنه عن محمد بن عبد الحميد عن سيف بن عميرة عن منصور بن حازم قال رأيت أبا عبد الله ع افتتح الصلاة فرفع يديه حيال وجهه و استقبل القبلة ببطن كفيه

9-  الحسين بن سعيد عن فضالة عن الحسين عن زيد الشحام و ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن زيد الشحام قال قلت لأبي عبد الله ع الافتتاح فقال تكبيرة تجزيك قلت فالسبع قال ذلك الفضل

10-  و عنه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال التكبيرة الواحدة في افتتاح الصلاة تجزي و الثلاث أفضل و السبع أفضل كله

 -  و عنه عن النضر و فضالة عن عبد الله بن سنان عن حفص عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص كان في الصلاة و إلى جانبه الحسين بن علي ع فكبر رسول الله ص فلم يحر الحسين بالتكبير ثم كبر رسول الله ص فلم يحر الحسين ع التكبير و لم يزل رسول الله ص يكبر و يعالج الحسين ع التكبير فلم يحر حتى أكمل سبع تكبيرات فأحار الحسين ع التكبير في السابعة فقال أبو عبد الله ع فصارت سنة

12-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال إذا افتتحت الصلاة فارفع كفيك ثم ابسطهما بسطا ثم كبر ثلاث تكبيرات ثم قل اللهم أنت الملك الحق لا إله إلا أنت سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي ذنبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم كبر تكبيرتين ثم قل لبيك و سعديك و الخير في يديك و الشر ليس إليك و المهدي من هديت لا ملجأ منك إلا إليك سبحانك و حنانيك تباركت و تعاليت سبحانك رب البيت ثم كبر تكبيرتين ثم تقول وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض عالم الغيب و الشهادة حنيفا مسلما و ما أنا من المشركين ثم تعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم اقرأ فاتحة الكتاب

13-  سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد و عبد الرحمن بن أبي نجران و الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن زرارة عن أبي جعفر ع قال يجزيك في الصلاة من الكلام في التوجه إلى الله أن تقول وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض على ملة إبراهيم حنيفا مسلما و ما أنا من المشركين إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا من المسلمين و يجزيك تكبيرة واحدة

14-  الحسين بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان قال صليت خلف أبي عبد الله ع أياما كان يقرأ في فاتحة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم فإذا كان صلاة لا يجهر فيها بالقراءة جهر ب بسم الله الرحمن الرحيم و أخفى ما سوى ذلك

15-  فأما ما رواه سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران و الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله ع عن الرجل يكون إماما فيستفتح بالحمد و لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فقال لا يضره و لا بأس به

 فمحمول على حال التقية لأن عند التقية يجوز الإخفات بها و يحتمل أن يكون أراد ع من لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ناسيا لأن من نسي ذلك لا يضر و لا يجب عليه إعادة الصلاة و نحن نبينه فيما بعد و الذي يدل على أن في حال التقية يجوز أن لا يجهر بها ما رواه

16-  سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن صفوان بن يحيى عن أبي جرير زكريا بن إدريس القمي قال سألت أبا الحسن الأول ع عن الرجل يصلي بقوم يكرهون أن يجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم فقال لا يجهر

17-  و أما ما رواه سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبيد الله بن علي الحلبي و الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان و محمد بن سنان و عبد الله بن مسكان عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله ع أنهما سألاه عمن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم حين يريد يقرأ فاتحة الكتاب قال نعم إن شاء سرا و إن شاء جهرا فقالا أ فيقرؤها مع السورة الأخرى فقال لا

 فمحمول على من كان في صلاة النافلة و قد قرأ من السورة الأخرى بعضها و يريد أن يقرأ باقيها فحينئذ لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم و الذي يبين ذلك ما رواه

18-  سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال سألته عن الرجل يفتتح القراءة في الصلاة أ يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم قال نعم إذا افتتح الصلاة فليقلها في أول ما يفتتح ثم يكفيه ما بعد ذلك

 و يزيده بيانا ما رواه

19-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع إذا أقمت للصلاة أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة القرآن قال نعم قلت فإذا قرأت فاتحة القرآن أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم مع السورة قال نعم

20-  و عنه عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن مهزيار عن يحيى بن عمران الهمداني قال كتبت إلى أبي جعفر ع جعلت فداك ما تقول في رجل ابتدأ ببسم الله الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أم الكتاب فلما صار إلى غير أم الكتاب من السورة تركها فقال العباسي ليس بذلك بأس فكتب بخطه يعيدها مرتين على رغم أنفه يعني العباسي

21-  محمد بن يعقوب عن أحمد بن إدريس عن محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الحميد عن سيف بن عميرة عن منصور بن حازم قال قال أبو عبد الله ع لا تقرأ في المكتوبة بأقل من سورة و لا بأكثر

22-  الحسين بن سعيد عن صفوان عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أحدهما ع قال سألته عن الرجل يقرأ السورتين في الركعة فقال لا لكل سورة ركعة

23-  الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن الحسن الصيقل قال قلت لأبي عبد الله ع أ يجزي عني أن أقول في الفريضة فاتحة الكتاب وحدها إذا كنت مستعجلا أو أعجلني شي‏ء فقال لا بأس

24-  و عنه عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال يجوز للمريض أن يقرأ في الفريضة فاتحة الكتاب وحدها و يجوز للصحيح في قضاء صلاة التطوع بالليل و النهار

 و هذان الخبران يدلان على أن مع الاختيار لا يجوز الاقتصار على سورة واحدة

25-  و روى الحسين بن سعيد عن القروي عن أبان عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله ع أقرأ سورتين في ركعة قال نعم قلت أ ليس يقال أعط كل سورة حقها من الركوع و السجود فقال ذاك في الفريضة فأما في النافلة فليس به بأس

26-  محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن الحسين عن صفوان عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال زرارة قال أبو جعفر ع إنما يكره أن يجمع بين السورتين في الفريضة فأما النافلة فلا بأس

27-  فأما ما رواه سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن فاتحة الكتاب تجوز وحدها في الفريضة

28-  و روى الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال إن فاتحة الكتاب وحدها تجزي في الفريضة

 فمحمول على حال الضرورة بدلالة ما ذكرناه أولا من أنه لا يجوز الاقتصار على سورة الحمد مع الاختيار و يزيده بيانا ما رواه

29-  سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبيد الله بن علي الحلبي عن أبي عبد الله ع قال لا بأس أن يقرأ الرجل في الفريضة بفاتحة الكتاب في الركعتين الأولتين إذا ما أعجلت به حاجة أو تخوف شيئا

30-  و أما ما رواه سعد عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن الحسن بن السري عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله ع أ يقرأ الرجل السورة الواحدة في الركعتين من الفريضة فقال لا بأس إذا كانت أكثر من ثلاث آيات

 فمحمول على أنه يجوز له أن يكررها في الركعة الثانية دون أن يفرقها في الركعتين و هذا إذا لم يحسن غيرها فأما مع التمكن من غيرها فإنه يكره ذلك يبين ما ذكرناه

31-  ما رواه محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن محمد عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع قال سألته عن الرجل يقرأ سورة واحدة في الركعتين من الفريضة و هو يحسن غيرها فإن فعل فما عليه قال إذا أحسن غيرها فلا يفعل و إن لم يحسن غيرها فلا بأس

32-  فأما ما رواه محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن محمد عن الحسين عن فضالة عن حسين عن ابن مسكان عن زيد الشحام قال صلى بنا أبو عبد الله ع فقرأ بنا بالضحى و أ لم نشرح

 فليس في هذا الخبر أنه قرأهما في ركعة أو ركعتين و عندنا أنه لا يجوز قراءة هاتين السورتين إلا في ركعة و إذا لم يجز ذلك حملناه على أنه قرأهما في ركعة

33-  و روى هذا الحديث أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن زيد الشحام قال صلى أبو عبد الله ع فقرأ في الأولى و الضحى و في الثانية أ لم نشرح لك صدرك

 فهذه الرواية تضمنت أنه قرأهما في الركعتين إلا أنه ليس في الخبر أنه قرأهما في النافلة أو الفريضة و إذا احتمل ذلك حملناه على النافلة و الذي يكشف عما تأولنا عليه الرواية الأولى رواية

34-  الحسين بن سعيد عن فضالة عن العلاء عن زيد الشحام قال صلى بنا أبو عبد الله ع الفجر فقرأ و الضحى و أ لم نشرح في ركعة

 و أما النوافل فلا بأس أن يجمع الإنسان فيها بين سورتين و أكثر من ذلك و أن يفرق السورة الواحدة أيضا و قد قدمنا طرفا مما يدل عليه و يزيده بيانا ما رواه

35-  الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن بكير عن زرارة قال قال أبو جعفر ع إنما يكره أن يجمع بين السورتين في الفريضة فأما النافلة فلا بأس

36-  و عنه عن صفوان عن ابن بكير عن زرارة قال سألت أبا عبد الله ع عن الرجل يقرن بين السورتين في الركعة فقال إن لكل سورة حقا فأعطها حقها من الركوع و السجود قلت فيقطع السورة فقال لا بأس به

37-  و عنه عن محمد بن القاسم قال سألت عبدا صالحا ع هل يجوز أن يقرأ في صلاة الليل بالسورتين و الثلاث فقال ما كان من صلاة الليل فاقرأ بالسورتين و الثلاث و ما كان من صلاة النهار فلا تقرأ إلا بسورة سورة

38-  سعد عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن عبد الله بن مسكان عن عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال لا بأس أن تجمع في النافلة من السور ما شئت

39-  و عنه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عمن أخبره عن أحدهما ع قال سألته هل تقسم السورة في ركعتين فقال نعم اقسمها كيف شئت

40-  أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن الحسين الطويل عن أبي داود المنشد عن محسن الميثمي عن أبي عبد الله ع قال تقرأ في صلاة الزوال في الركعة الأولى الحمد و قل هو الله أحد و في الركعة الثانية الحمد و قل يا أيها الكافرون و في الركعة الثالثة الحمد و قل هو الله أحد و آية الكرسي و في الركعة الرابعة الحمد و قل هو الله أحد و آخر البقرة آمن الرسول إلى آخرها و في الركعة الخامسة الحمد و قل هو الله أحد و الخمس آيات من آل عمران إن في خلق السماوات و الأرض إلى قوله إنك لا تخلف الميعاد و في الركعة السادسة الحمد و قل هو الله أحد و ثلاث آيات السخرة إن ربكم الله الذي خلق السماوات و الأرض إلى قوله إن رحمت الله قريب من المحسنين و في الركعة السابعة الحمد و قل هو الله أحد و الآيات من سورة الأنعام و جعلوا لله شركاء الجن إلى قوله و هو اللطيف الخبير و في الركعة الثامنة الحمد و قل هو الله و آخر سورة الحشر من قوله لو أنزلنا هذا القرآن على جبل إلى آخرها فإذا فرغت قلت اللهم مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلبي على دينك و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني و هب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب سبع مرات ثم تقول أستجير بالله من النار سبع مرات

41-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة قال حدثني معاذ بن مسلم عن أبي عبد الله ع أنه قال لا تدع أن تقرأ بقل هو الله أحد و قل يا أيها الكافرون في سبع مواطن في الركعتين قبل الفجر و ركعتي الزوال و ركعتين بعد المغرب و ركعتين في أول صلاة الليل و ركعتي الإحرام و الفجر إذا أصبحت بهما و ركعتي الطواف

42-  و في رواية أخرى يقرأ في هذا كله بقل هو الله أحد و في الثانية بقل يا أيها الكافرون إلا في الركعتين قبل الفجر فإنه يبدأ بقل يا أيها الكافرون ثم يقرأ في الركعة الثانية قل هو الله أحد

43-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن جميل عن أبي عبد الله ع قال إذا كنت خلف إمام فقرأ الحمد و فرغ من قراءتها فقل أنت الحمد لله رب العالمين و لا تقل آمين

44-  الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن محمد الحلبي قال سألت أبا عبد الله ع أقول إذا فرغت من فاتحة الكتاب آمين قال لا

45-  و أما ما رواه الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن جميل قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الناس في الصلاة جماعة حين تقرأ فاتحة الكتاب آمين قال ما أحسنها و اخفض الصوت بها

 فأول ما فيه أن جميلا قد روى ضد ذلك و هو ما قدمناه من قوله و لا تقل آمين بل قل الحمد لله رب العالمين و إذا كان قد روى ضد ذلك و ما ينقض هذه الرواية و يوافق رواية غيره فيجب الحكم على فساد هذه الرواية التي انفرد بها دون ما شاركه فيها غيره و لو صح هذا الخبر لكان محمولا على التقية و الذي يدل على ذلك ما رواه

46-  الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن معاوية بن وهب قال قلت لأبي عبد الله ع أقول آمين إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم و لا الضالين قال هم اليهود و النصارى و لم يجب في هذا

 فعدوله ع عن جواب ما سأله السائل عنه دليل على كراهية هذه اللفظة و لم يتمكن من التصريح بكراهيته للتقية و الاضطرار فعدل عن جوابه جملة

47-  الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن معاوية بن عمار قال رأيت أبا عبد الله ع يرفع يديه إذا ركع و إذا رفع رأسه من الركوع و إذا سجد و إذا رفع رأسه من السجود و إذا أراد أن يسجد الثانية

48-  محمد بن علي بن محبوب عن عبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان عن أبي عبد الله ع قال في الرجل يرفع يده كلما أهوى للركوع و السجود و كلما رفع رأسه من ركوع أو سجود قال هي العبودية

 -  و عنه عن العباس بن موسى الوراق عن يونس عن عمرو بن شمر عن حريز عن زرارة قال قال أبو عبد الله ع رفعك يديك في الصلاة زينتها

50-  سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد و محمد بن خالد البرقي و العباس بن معروف عن القاسم بن عروة عن هشام بن سالم قال سألت أبا عبد الله ع عن التسبيح في الركوع و السجود فقال يقول في الركوع سبحان ربي العظيم و في السجود سبحان ربي الأعلى الفريضة من ذلك تسبيحة واحدة و السنة ثلاث و الفضل في سبع

51-  و عنه عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد و عبد الرحمن بن أبي نجران و الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قلت له ما يجزي من القول في الركوع و السجود فقال ثلاث تسبيحات في ترسل و واحدة تامة تجزي

52-  و عنه عن أيوب بن نوح النخعي عن محمد بن أبي حمزة عن علي بن يقطين عن أبي الحسن الأول ع قال سألته عن الركوع و السجود كم يجزي فيه من التسبيح فقال ثلاثة و تجزيك واحدة إذا أمكنت جبهتك من الأرض

53-  و عنه عن أبي جعفر عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين بن علي بن يقطين عن أبي الحسن الأول ع قال سألته عن الرجل يسجد كم يجزيه من التسبيح في ركوعه و سجوده فقال ثلاث و تجزيه واحدة

 -  محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن أبي الصهبان عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن مسمع أبي سيار عن أبي عبد الله ع قال يجزيك من القول في الركوع و السجود ثلاث تسبيحات أو قدرهن مترسلا و ليس له و لا كرامة أن يقول سبح سبح سبح

55-  و عنه عن أحمد بن الحسن عن الحسين عن الحسن عن زرعة عن سماعة قال سألته عن الركوع و السجود هل نزل في القرآن فقال نعم قول الله عز و جل يا أيها الذين آمنوا اركعوا و اسجدوا فقلت كيف حد الركوع و السجود فقال أما ما يجزيك من الركوع فثلاث تسبيحات تقول سبحان الله سبحان الله ثلاثا و من كان يقوى على أن يطول الركوع و السجود فليطول ما استطاع يكون ذلك في تسبيح الله و تحميده و تمجيده و الدعاء و التضرع فإن أقرب ما يكون العبد إلى ربه و هو ساجد فأما الإمام فإنه إذا قام بالناس فلا ينبغي أن يطول بهم فإن في الناس الضعيف و من له الحاجة فإن رسول الله ص كان إذا صلى بالناس خف بهم

56-  و عنه عن العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع أخف ما يكون من التسبيح في الصلاة قال ثلاث تسبيحات مترسلا تقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله

57-  محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إذا أردت أن تركع فقل و أنت منتصب الله أكبر ثم اركع و قل رب لك ركعت و لك أسلمت و بك آمنت و عليك توكلت و أنت ربي خشع لك سمعي و بصري و شعري و بشري و لحمي و دمي و مخي و عصبي و عظامي و ما أقلته قدماي غير مستنكف و لا مستكبر و لا مستحسر سبحان ربي العظيم و بحمده ثلاث مرات في ترسل و تصف في ركوعك بين قدميك تجعل بينهما قدر شبر و تمكن راحتيك من ركبتيك و تضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى قبل اليسرى و تلقم بأطراف أصابعك عين الركبة و فرج أصابعك إذا وضعتها على ركبتيك و أقم صلبك و مد عنقك و ليكن نظرك بين قدميك ثم قل سمع الله لمن حمده و أنت منتصب قائم الحمد لله رب العالمين أهل الجبروت و الكبرياء و العظمة الحمد لله رب العالمين تجهر بها صوتك ثم ترفع يديك بالتكبير و تخر ساجدا

58-  الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن رجل عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إذا رفعت رأسك من الركوع فأقم صلبك فإنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه

59-  الحسين بن سعيد عن فضالة عن العلاء عن محمد قال رأيت أبا عبد الله ع يضع يديه قبل ركبتيه إذا سجد و إذا أراد أن يقوم رفع ركبتيه قبل يديه

60-  و عنه عن القاسم بن محمد الجوهري عن الحسين بن أبي العلاء قال سألت أبا عبد الله ع عن الرجل يضع يديه قبل ركبتيه في الصلاة فقال نعم

61-  و عنه عن صفوان عن العلاء عن محمد بن مسلم قال سئل عن الرجل يضع يديه على الأرض قبل ركبتيه قال نعم يعني في الصلاة

62-  فأما ما رواه الحسين بن سعيد عن فضالة عن حسين عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال لا بأس إذا صلى الرجل أن يضع ركبتيه على الأرض قبل يديه

 فإنه محمول على حال الضرورة و من لا يتمكن من تلقي الأرض باليدين أولا لعلة أو مرض

63-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال إذا سجدت فكبر و قل اللهم لك سجدت و بك آمنت و لك أسلمت و عليك توكلت و أنت ربي سجد وجهي للذي خلقه و شق سمعه و بصره و الحمد لله رب العالمين تبارك الله أحسن الخالقين ثم قل سبحان ربي الأعلى و بحمده ثلاث مرات فإذا رفعت رأسك فقل بين السجدتين اللهم اغفر لي و ارحمني و اجبرني و ادفع عني و عافني إني لما أنزلت إلي من خير فقير تبارك الله رب العالمين

64-  محمد بن يعقوب عن جماعة عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عبد الله بن سنان عن حفص الأعور عن أبي عبد الله ع قال كان علي ع إذا سجد يتخوى كما يتخوى البعير الضامر يعني بروكه

 فإن قيل قد ذكرتم من الروايات ما يتضمن جواز الاقتصار على تسبيحة واحدة في الركوع و السجود و قد روى الحسين بن سعيد و غيره ما يدفعكم عن ذلك

65-  روى الحسين بن سعيد عن صفوان عن مسمع عن أبي عبد الله ع قال لا يجزي الرجل في صلاته أقل من ثلاث تسبيحات أو قدرهن

66-  و عنه عن النضر عن يحيى الحلبي عن داود الأبزاري عن أبي عبد الله ع قال أدنى التسبيح ثلاث مرات و أنت ساجد لا تعجل بهن

67-  و عنه عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير قال سألته عن أدنى ما يجزي من التسبيح في الركوع و السجود فقال ثلاث تسبيحات

 فكيف تجمعون بين هذه الأخبار قيل له أول ما نقول إنا لا نجوز أن يقتصر الإنسان على مرة واحدة من التسبيح مع الاختيار و إنما جوزنا ذلك عند الضرورة و الأعذار فأما مع الاختيار فلا يجوز ذلك و لأنا إنما جوزنا الاقتصار على مرة واحدة إذا ذكر تسبيحا مخصوصا و هو أن يقول سبحان ربي العظيم و بحمده في الركوع أو سبحان ربي الأعلى و بحمده في السجود فأما إذا قال سبحان الله فحسب فلا يجوز أقل من ثلاث مرات و أيضا ليس في شي‏ء من هذه الأخبار أن من نقص عن ثلاث تسبيحات فإن صلاته باطلة و يحتمل أن يكون أرادوا به نفي الكمال و الفضل دون البطلان و الذي يكشف عما ذكرناه

68-  ما رواه أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عثمان بن عبد الملك عن أبي بكر الحضرمي قال قلت لأبي جعفر ع أي شي‏ء حد الركوع و السجود قال تقول سبحان ربي العظيم و بحمده ثلاثا في الركوع و سبحان ربي الأعلى و بحمده ثلاثا في السجود فمن نقص واحدة نقص ثلث صلاته و من نقص اثنتين نقص ثلثي صلاته و من لم يسبح فلا صلاة له

 فدل هذا الخبر على أنهم إنما نفوا الكمال و الفضل أ لا ترى أنهم قالوا من نقص واحدة نقص ثلث صلاته و من نقص اثنتين نقص ثلثي صلاته فلو لا أن الأمر على ما ذكرناه كان لا فرق بين الإخلال بواحدة في أن ذلك يبطل الصلاة و بين الإخلال بالجميع الذي يبطل الصلاة و قد علمنا أنهم فرقوا مع أنا قد بينا فيما تقدم من الأخبار ما يصرح بأن الواحدة فريضة و ما زاد عليه مسنون و هو

 رواية هشام بن سالم حين سأل أبا عبد الله ع عن التسبيح فقال له تقول سبحان ربي العظيم في الركوع و في السجود سبحان ربي الأعلى ثم قال الفريضة من ذلك تسبيحة و السنة ثلاث و الفضل في سبع

و هذا صريح بما قلناه

69-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى قال قال لي أبو عبد الله ع يوما يا حماد تحسن أن تصلي قال فقلت يا سيدي أنا أحفظ كتاب حريز في الصلاة فقال لا عليك يا حماد قم فصل قال فقمت بين يديه متوجها إلى القبلة فاستفتحت الصلاة فركعت و سجدت فقال يا حماد لا تحسن أن تصلي ما أقبح بالرجل منكم يأتي عليه ستون سنة أو سبعون سنة فلا يقيم صلاة واحدة بحدودها تامة قال حماد فأصابني في نفسي الذل فقلت جعلت فداك فعلمني الصلاة فقام أبو عبد الله ع مستقبل القبلة منتصبا فأرسل يديه جميعا على فخذيه قد ضم أصابعه و قرب بين قدميه حتى كان بينهما قدر ثلاث أصابع منفرجات و استقبل بأصابع رجليه جميعا القبلة لم يحرفها عن القبلة و قال بخشوع الله أكبر ثم قرأ الحمد بترتيل و قل هو الله أحد ثم صبر هنيئة بقدر ما يتنفس و هو قائم ثم رفع يديه حيال وجهه و قال الله أكبر و هو قائم ثم ركع و ملأ كفيه من ركبتيه منفرجات و رد ركبتيه إلى خلفه ثم استوى ظهره حتى لو صب عليه قطرة من ماء أو دهن لم تزل لاستواء ظهره و مد عنقه و غمض عينيه ثم سبح ثلاثا بترتيل فقال سبحان ربي العظيم و بحمده ثم استوى قائما فلما استمكن من القيام قال سمع الله لمن حمده ثم كبر و هو قائم و رفع يديه حيال وجهه ثم سجد و بسط كفيه مضمومتي الأصابع بين يدي ركبتيه حيال وجهه فقال سبحان ربي الأعلى و بحمده ثلاث مرات و لم يضع شيئا من جسده على شي‏ء منه و سجد على ثمانية أعظم الكفين و الركبتين و أنامل إبهامي الرجلين و الجبهة و الأنف و قال سبع منها فرض يسجد عليها و هي التي ذكرها الله عز و جل في كتابه و قال و أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا و هي الجبهة و الكفان و الركبتان و الإبهامان و وضع الأنف على الأرض سنة ثم رفع رأسه من السجود فلما استوى جالسا قال الله أكبر ثم قعد على فخذه الأيسر قد وضع قدمه الأيمن على بطن قدمه الأيسر و قال أستغفر الله ربي و أتوب إليه ثم كبر و هو جالس و سجد سجدة الثانية و قال كما قال في الأولى و لم يضع شيئا من بدنه على شي‏ء منه في ركوع و لا سجود و كان مجنحا و لم يضع ذراعيه على الأرض فصلى ركعتين على هذا و يداه مضمومة الأصابع و هو جالس في التشهد فلما فرغ من التشهد سلم فقال يا حماد هكذا صل

70-  أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي أيوب الخزاز عن عبد الحميد بن عواض عن أبي عبد الله ع قال رأيته إذا رفع رأسه من السجدة الثانية من الركعة الأولى جلس حتى يطمئن ثم يقوم

71-  سماعة عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع إذا رفعت رأسك من السجدة الثانية في الركعة الأولى حين تريد أن تقوم فاستو جالسا ثم قم

72-  فأما ما رواه علي بن الحكم عن رحيم قال قلت لأبي الحسن الرضا ع جعلت فداك أراك إذا صليت فرفعت رأسك من السجود في الركعة الأولى و الثالثة تستوي جالسا ثم تقوم فنصنع كما تصنع قال لا تنظروا إلى ما أصنع أنا اصنعوا ما تؤمرون

  إنما قال ع لا تنظروا إلى ما أصنع لئلا يعتقد أن ذلك يلزمهم على طريق الفرض دون أن يكون قد منعه أن يقتدي بفعله على جهة الفضل و طلب الكمال و الجلوس بين السجدتين و بين السجود و القيام من آداب الصلاة لا من فرائضها و الذي يبين ما ذكرناه ما رواه

73-  أحمد بن محمد بن عيسى عن الحجال عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال رأيت أبا جعفر و أبا عبد الله ع إذا رفعا رءوسهما من السجدة الثانية نهضا و لم يجلسا

74-  معاوية بن عمار و ابن مسلم و الحلبي قالوا قال لا تقع في الصلاة بين السجدتين كإقعاء الكلب

75-  علي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إذا جلست في الصلاة فلا تجلس على يمينك و اجلس على يسارك فإذا سجدت فابسط كفيك على الأرض فإذا ركعت فألقم ركبتيك كفيك

76-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إذا قمت في الصلاة فلا تلصق قدمك بالأخرى و دع بينهما فصلا إصبعا أقل ذلك إلى شبر أكثره و اسدل منكبيك و أرسل يديك و لا تشبك أصابعك و لتكونا على فخذيك قبالة ركبتك و ليكن نظرك إلى موضع سجودك فإذا ركعت فصف في ركوعك بين قدميك تجعل بينهما قدر شبر و تمكن راحتيك من ركبتيك و تضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى قبل اليسرى و بلغ بأطراف أصابعك عين الركبة و فرج أصابعك إذا وضعتها على ركبتيك فإن وصلت أطراف أصابعك في ركوعك إلى ركبتيك أجزأك ذلك و أحب إلي أن تمكن كفيك من ركبتيك فتجعل أصابعك في عين الركبة و تفرج بينهما و أقم صلبك و مد عنقك و ليكن نظرك إلى ما بين قدميك فإذا أردت أن تسجد فارفع يديك بالتكبير و خر ساجدا و ابدأ بيديك فضعهما على الأرض قبل ركبتيك تضعهما معا و لا تفترش ذراعيك افتراش السبع ذراعيه و لا تضعن ذراعيك على ركبتيك و فخذيك و لكن تجنح بمرفقيك و لا تلزق كفيك بركبتيك و لا تدنهما من وجهك بين ذلك حيال منكبيك و لا تجعلهما بين يدي ركبتيك و لكن تحرفهما عن ذلك شيئا و ابسطهما على الأرض بسطا و اقبضهما إليك قبضا و إن كان تحتهما ثوب فلا يضرك و إن أفضيت بهما إلى الأرض فهو أفضل و لا تفرجن بين أصابعك في سجودك و لكن اضممهن جميعا قال فإذا قعدت في تشهدك فألصق ركبتيك بالأرض و فرج بينهما شيئا و ليكن ظاهر قدمك اليسرى على الأرض و ظاهر قدمك اليمنى على باطن قدمك اليسرى و أليتاك على الأرض و طرف إبهامك اليمنى على الأرض و إياك و القعود على قدميك فتتأذى بذلك و لا تكون قاعدا على الأرض فتكون إنما قعد بعضك على بعض فلا تصبر للتشهد و الدعاء

77-  محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن حماد عن حريز عن رجل عن أبي جعفر ع قال قلت له فصل لربك و انحر قال النحر الاعتدال في القيام أن يقيم صلبه و نحره و قال لا تكفر إنما يصنع ذلك المجوس و لا تلثم و لا تحتفز و لا تقع على قدميك و لا تفترش ذراعيك

78-  الحسين بن سعيد عن صفوان عن فضالة عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أحدهما ع قال قلت الرجل يضع يده في الصلاة و حكى اليمنى على اليسرى فقال ذلك التكفير فلا تفعل

 -  فأما ما رواه محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جعفر بن علي قال رأيت أبا الحسن ع و قد سجد بعد الصلاة فبسط ذراعيه على الأرض و ألصق جؤجؤه بالأرض في ثيابه

 فمخصوص بسجدة الشكر دون السجدة التي هي في الصلاة لأن السنة فيها أن يكون الإنسان لاطئا بالأرض يبين ما ذكرناه ما رواه

80-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن عبد الرحمن بن خاقان قال رأيت أبا الحسن الثالث ع سجد سجدة الشكر فافترش ذراعيه و ألصق صدره و بطنه فسألته عن ذلك فقال كذا يجب

81-  الحسين بن سعيد عن عبد الله بن بحر عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سألته عن حد السجود قال ما بين قصاص الشعر إلى موضع الحاجب ما وضعت منه أجزأك

82-  و عنه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أحدهما ع قال قلت الرجل يسجد و عليه قلنسوة أو عمامة فقال إذا مس جبهته الأرض فيما بين حاجبيه و قصاص شعره فقد أجزأ عنه

83-  الحسين عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد الله ع عن موضع جبهة الساجد أ يكون أرفع من مقامه فقال لا و لكن ليكن مستويا

84-  و عنه عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن الرجل يرفع موضع جبهته في المسجد فقال إني أحب أن أضع وجهي في موضع قدمي و كرهه

85-  الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن بعض أصحابه عن مصادف قال خرج بي دمل فكنت أسجد على جانب فرأى أبو عبد الله ع أثره فقال ما هذا فقلت لا أستطيع أن أسجد من أجل الدمل فإنما أسجد منحرفا فقال لي لا تفعل ذلك احفر حفيرة و اجعل الدمل في الحفيرة حتى تضع جبهتك على الأرض

86-  محمد بن يعقوب عن علي بن محمد بإسناده قال سئل أبو عبد الله ع عمن بجبهته علة لا يقدر على السجود عليها قال يضع ذقنه على الأرض إن الله تعالى يقول يخرون للأذقان سجدا

 و الوجه في هاتين الروايتين أن من بجبهته دمل أو ما يجري مجراه إذا استطاع أن يحفر حفيرة و يدعه فيها فليفعل ذلك و إن لم يستطع ذلك و يشتد عليه يسجد على ذقنه على ما تضمنه الخبر الأخير

87-  محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال سألت أبا عبد الله ع عن الرجل يسجد و عليه العمامة لا تصيب جبهته الأرض قال لا يجزيه ذلك حتى تصل جبهته إلى الأرض

88-  الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال إذا قمت من السجود قلت اللهم ربي بحولك و قوتك أقوم و أقعد و إن شئت قلت و أركع و أسجد

 -  و عنه عن حماد عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال إذا قام الرجل من السجود قال بحول الله أقوم و أقعد

90-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سعد بن أبي خلف عن أبي عبد الله ع قال يجزيك في القنوت اللهم اغفر لنا و ارحمنا و عافنا و اعف عنا في الدنيا و الآخرة إنك على كل شي‏ء قدير

 و كان الشيخ رحمه الله ذكر في الكتاب أنه يرفع يديه للقنوت بغير التكبير و الأفضل عندي أن يرفعهما بالتكبير و الذي يدل على ذلك

91-  ما رواه محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع قال التكبير في صلاة الفرض في الخمس الصلوات خمس و تسعون تكبيرة منها تكبيرة القنوت خمس

92-  و عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة و فسرهن في الظهر إحدى و عشرون تكبيرة و في العصر إحدى و عشرون تكبيرة و في المغرب ست عشرة تكبيرة و في العشاء الآخرة إحدى و عشرون تكبيرة و في الفجر إحدى عشرة تكبيرة و خمس تكبيرات القنوت في خمس صلوات

93-  محمد بن أحمد بن يحيى عن موسى بن عمر عن عبد الله بن المغيرة عن الصباح المزني قال قال أمير المؤمنين ع خمس و تسعون تكبيرة في اليوم و الليلة للصلوات منها تكبيرة القنوت

 فتضمنت هذه الأخبار ذكر التكبير مضافا إلى القنوت على سبيل الجملة و على طريق التفصيل و تضمنت أيضا عدد التكبيرات خمسا و تسعين تكبيرة و لو لم يكن في القنوت تكبير لكان التكبيرات تسعين تكبيرة و ليس لأحد أن يقول إني أحمل ما زاد على التسعين تكبيرة على أنه إذا نهض المصلي من التشهد الأول إلى الثالثة يقوم بتكبيرة لأمور أحدها أنه ليس كل الصلوات فيها نهوض من الثانية إلى الثالثة و إنما هو موجود في أربع صلوات فلو كان المراد به ذلك لكان يقول أربعا و تسعين تكبيرة و الثاني أن الحديث المفصل تضمن ذكر إحدى عشرة تكبيرة في صلاة الغداة و تكبيرة القنوت مضافة إليها و لو كان الأمر على ما قالوه لكان التكبير فيها إحدى عشرة تكبيرة فقط و الثالث أنه قد وردت روايات كثيرة بأنه ينبغي أن يقوم الإنسان من التشهد الأول إلى الثالثة بقوله بحول الله و قوته أقوم و أقعد فلو كان يجب القيام بالتكبير لكان يقول ثم يكبر و يقوم إلى الثالثة كما أنهم لما ذكروا الركوع و السجود قالوا ثم يكبر و يركع و يكبر و يسجد و يرفع رأسه من السجود و يكبر فلو كان هاهنا تكبير لكان يقول مثل ذلك و الذي روى ما ذكرناه

94-  الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال إذا جلست في الركعتين الأوليين فتشهدت ثم قمت فقل بحول الله و قوته أقوم و أقعد

95-  و عنه عن فضالة عن رفاعة بن موسى قال سمعت أبا عبد الله ع يقول كان علي ع إذا نهض من الركعتين الأوليين قال بحولك و قوتك أقوم و أقعد

 -  و عنه عن فضالة عن سيف عن أبي بكر الحضرمي قال قال أبو عبد الله ع إذا قمت من الركعتين فاعتمد على كفيك و قل بحول الله أقوم و أقعد فإن عليا ع كان يفعل ذلك

97-  الحسين بن سعيد عن ابن أبي نجران عن صفوان الجمال قال صليت خلف أبي عبد الله ع أياما فكان يقنت في كل صلاة يجهر فيها أو لا يجهر فيها

98-  و عنه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال القنوت في كل صلاة في الركعة الثانية قبل الركوع

99-  و عنه عن صفوان و ابن أبي عمير عن عبد الله بن بكير عن محمد بن مسلم قال سألت أبا جعفر ع عن القنوت في الصلوات الخمس جميعا فقال اقنت فيهن جميعا قال فسألت أبا عبد الله ع بعد عن ذلك فقال أما ما جهرت فيه فلا تشك

100-  و عنه عن فضالة عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال القنوت في المغرب في الركعة الثانية و في العشاء و الغداة مثل ذلك و في الوتر في الركعة الثالثة

101-  و عنه عن الحسن عن زرعة عن سماعة قال سألته عن القنوت في أي صلاة هو فقال كل شي‏ء يجهر فيه بالقراءة فيه قنوت و القنوت قبل الركوع و بعد القراءة

 -  أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سأله بعض أصحابنا و أنا عنده عن القنوت في الجمعة فقال له في الركعة الثانية فقال له قد حدثنا به بعض أصحابنا أنك قلت له في الركعة الأولى فقال في الأخيرة فلما رأى غفلة منه فقال يا أبا محمد في الأولى و الأخيرة فقال أبو بصير بعد ذلك أ قبل الركوع أو بعده فقال له أبو عبد الله ع كل قنوت قبل الركوع إلا الجمعة فإن الركعة الأولى فيها قبل الركوع و الأخيرة بعد الركوع

103-  و عنه عن ابن أذينة عن وهب عن أبي عبد الله ع قال القنوت في الجمعة و العشاء و العتمة و الوتر و الغداة فمن ترك القنوت رغبة عنه فلا صلاة له

104-  و عنه عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال القنوت في كل ركعتين في التطوع و الفريضة قال الحسن و أخبرني عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال القنوت في كل الصلوات قال محمد بن مسلم فذكرت ذلك لأبي عبد الله ع فقال أما ما لا يشك فيه فما جهر فيه بالقراءة

 إنما خص ع في هذا الخبر و في غيره مما تقدم من الأخبار الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة تأكيدا للفضل و زيادة للثواب دون أن يكون حظرا فيما عداها بدلالة ما أوردناه من عموم الألفاظ مثل

 قولهم ع القنوت في كل الصلوات

و مثل قولهم في كل ركعتين الفريضة و النافلة

و كذلك ما روي من الأخبار التي تتضمن نفي القنوت مثل ما رواه

 -  أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عن عبد الملك بن عمرو قال سألت أبا عبد الله ع عن القنوت قبل الركوع أو بعده قال لا قبله و لا بعده

106-  و عنه عن البرقي عن سعد بن سعد الأشعري عن أبي الحسن الرضا ع قال سألته عن القنوت هل يقنت في الصلوات كلها أم فيما يجهر فيها بالقراءة قال ليس القنوت إلا في الغداة و الجمعة و الوتر و المغرب

107-  و روى سعد بن عبد الله عن أبي جعفر عن الحسن بن علي بن فضال عن يونس بن يعقوب قال سألت أبا عبد الله ع عن القنوت في أي الصلوات أقنت فقال لا تقنت إلا في الفجر

 فإنما يتضمن نفي الفضل و تأكيد الندب الذي ثبت في غيرها من الصلوات التي يجهر فيها ثم بعد ذلك في الفرائض لأن القنوت في هذه الصلوات مترتب في الفضل غير منساق على وجه واحد و يجوز أن يكون نفوا عن بعض الصلوات و خصوا به بعضا لضرب من التقية و الاستصلاح و الذي يكشف عن ذلك ما رواه

108-  علي بن مهزيار عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا ع قال قال أبو جعفر ع في القنوت إن شئت فاقنت و إن شئت لا تقنت قال أبو الحسن ع و إذا كانت التقية فلا تقنت و أنا أتقلد هذا

 و يدل عليه أيضا ما رواه

109-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن ابن بكير عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله ع عن القنوت فقال فيما تجهر فيه بالقراءة قال فقلت إني سألت أباك عن ذلك فقال في الخمس كلها فقال رحم الله أبي إن أصحاب أبي أتوه فسألوه فأخبرهم بالحق ثم أتوني شكاكا فأفتيتهم بالتقية

110-  سعد عن أبي جعفر عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة قال حدثني أبو القاسم معاوية عن أبي بكر بن أبي سماك عن أبي عبد الله ع قال قال لي في قنوت الوتر اللهم اغفر لنا و ارحمنا و عافنا و اعف عنا في الدنيا و الآخرة و قال يجزي من القنوت ثلاث تسبيحات

111-  فأما ما رواه الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفي و معمر بن يحيى عن أبي جعفر ع قال القنوت قبل الركوع و إن شئت فبعده

 قوله و إن شئت فبعده محمول على حال القضاء أو التقية على مذهب بعض العامة في صلاة الغداة

112-  الحسين بن سعيد عن صفوان قال حدثنا عبد الله بن بكير عن عبد الملك بن عمرو الأحول عن أبي عبد الله ع قال التشهد في الركعتين الأوليين الحمد لله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله اللهم صل على محمد و آل محمد و تقبل شفاعته في أمته و ارفع درجته

 قال محمد بن الحسن التسليم في الصلاة على أربعة أضرب إذا كان الرجل إماما يسلم تسليمة واحدة و إن كان مأموما و لم يكن عن شماله أحد يسلم واحدة أيضا و إن كان عن شماله إنسان يسلم تسليمتين و إن كان منفردا يسلم تسليمة واحدة يدل على ذلك ما رواه

113-  الحسين بن سعيد عن إبراهيم الخزاز عن عبد الحميد بن عواض عن أبي عبد الله ع قال إن كنت تؤم قوما أجزأك تسليمة واحدة عن يمينك و إن كنت مع إمام فتسليمتين و إن كنت وحدك فواحدة مستقبل القبلة

114-  و عنه عن صفوان عن منصور قال قال أبو عبد الله ع الإمام يسلم واحدة و من وراءه يسلم اثنتين فإن لم يكن عن شماله أحد سلم واحدة

115-  و عنه عن فضالة عن حسين عن ابن مسكان عن عنبسة بن مصعب قال سألت أبا عبد الله ع عن رجل يقوم في الصف خلف الإمام و ليس على يساره أحد كيف يسلم قال تسليمة عن يمينه

116-  فأما ما رواه الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة و محمد بن مسلم و معمر بن يحيى و إسماعيل عن أبي جعفر ع قال يسلم تسليمة واحدة إماما كان أو غيره

 فمحمول على ما قدمناه و هو أنه إذا كان المأموم ليس على يساره أحد و الذي يكشف أيضا عما ذكرنا ما رواه

117-  الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إذا كنت إماما فإنما التسليم أن تسلم على النبي ص و تقول السلام علينا و على عباد الله الصالحين فإذا قلت ذلك فقد انقطعت الصلاة ثم تؤذن القوم فتقول و أنت مستقبل القبلة السلام عليكم و كذلك إذا كنت وحدك تقول السلام علينا و على عباد الله الصالحين مثل ما سلمت و أنت إمام فإذا كنت في جماعة فقل مثل ما قلت و سلم على من على يمينك و شمالك فإن لم يكن على شمالك أحد فسلم على الذين على يمينك و لا تدع التسليم على يمينك إن لم يكن على شمالك أحد

 قال الشيخ رحمه الله ثم يسجد سجدتي الشكر إلى قوله و يستحب التوجه بسبع تكبيرات في سبع صلوات فسنذكره فيما بعد عند تعقيب صلاة الفريضة ثم قال رحمه الله و يستحب التوجه بسبع تكبيرات في سبع صلوات إلى قوله و المرأة تتضمم في صلاتها ذكر ذلك علي بن الحسين بن بابويه في رسالته و لم أجد به خبرا مسندا و تفصيلها ما ذكره أول كل فريضة و أول ركعة من صلاة الليل و في المفردة من الوتر و في أول ركعة من ركعتي الزوال في أول ركعة من نوافل المغرب و في أول ركعة من ركعتي الإحرام فهذه الستة مواضع ذكرها علي بن الحسين و زاد الشيخ في الوتيرة قال الشيخ رحمه الله و المرأة تتضمم في صلاتها إلى قوله فإذا فرغ المصلي من ثمان ركعات

118-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة قال إذا قامت المرأة في الصلاة جمعت بين قدميها و لا تفرج بينهما و تضم يديها إلى صدرها لمكان ثدييها فإذا ركعت وضعت يديها فوق ركبتيها على فخذيها لئلا تطأطأ كثيرا فترتفع عجيزتها فإذا جلست فعلى أليتيها كما يقعد الرجل فإذا سقطت للسجود بدأت بالقعود و بالركبتين قبل اليدين ثم تسجد لاطئة بالأرض فإذا كانت في جلوسها ضمت فخذيها و رفعت ركبتيها من الأرض فإذا نهضت انسلت انسلالا لا ترفع عجيزتها أولا

119-  الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال إذا سجدت المرأة بسطت ذراعيها

 -  و عنه عن فضالة عن أبان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال سألته عن جلوس المرأة في الصلاة قال تضم فخذيها

121-  محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن بعض أصحابنا قال المرأة إذا سجدت تضممت و الرجل إذا سجد تفتح

 قال الشيخ رحمه الله فإذا فرغ المصلي من ثمان ركعات الزوال على ما بيناه فليؤذن للظهر إلى قوله فإذا سلم فليرفع يديه حيال وجهه فقد مضى شرحه كله إلا ما ذكره من اختيار القراءة بالسور القصار في صلاة الظهر و يدل على ذلك ما رواه

122-  أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي عبد الله ع القراءة في الصلاة فيها شي‏ء موقت قال لا إلا الجمعة تقرأ بالجمعة و المنافقين قلت له فأي السور تقرأ في الصلوات قال أما الظهر و العشاء الآخرة تقرأ فيهما سواء و العصر و المغرب سواء و أما الغداة فأطول و أما الظهر و العشاء الآخرة فسبح اسم ربك الأعلى و الشمس و ضحيها و نحوهما و أما العصر و المغرب فإذا جاء نصر الله و ألهيكم التكاثر و نحوهما و أما الغداة فعم يتساءلون و هل أتيك حديث الغاشية و لا أقسم بيوم القيامة و هل أتى على الإنسان حين من الدهر

123-  و عنه عن الحسن بن محبوب عن أبان بن عيسى بن عبد الله القمي عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يصلي الغداة بعم يتساءلون و هل أتيك حديث الغاشية و لا أقسم بيوم القيامة و شبهها و كان يصلي الظهر بسبح اسم و الشمس و ضحيها و هل أتيك حديث الغاشية و شبهها و كان يصلي المغرب بقل هو الله أحد و إذا جاء نصر الله و الفتح و إذا زلزلت و كان يصلي العشاء الآخرة بنحو ما يصلي في الظهر و العصر بنحو من المغرب

124-  و عنه عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن منصور بن حازم قال أمرني أبو عبد الله ع أن أقرأ المعوذتين في المكتوبة

125-  و عنه عن علي بن الحكم عن سيف عن داود بن فرقد عن صابر مولى بسام قال أمنا أبو عبد الله ع في صلاة المغرب فقرأ المعوذتين

126-  و عنه عن علي بن الحكم عن إسماعيل بن عبد الخالق عن أبي جعفر محمد بن أبي طلحة خال سهل بن عبد ربه عن أبي عبد الله ع قال قرأت في صلاة الفجر بقل هو الله أحد و قل يا أيها الكافرون و قد فعل ذلك رسول الله ص

127-  و عنه عن أبي سعيد المكاري و عبد الله بن بكير عن عبيد بن زرارة و أبي إسحاق ثعلبة عن زرارة قال قلت لأبي جعفر ع أصلي بقل هو الله أحد فقال نعم قد صلى رسول الله ص في كلتا الركعتين بقل هو الله أحد و لم يصل قبلها و لا بعدها بقل هو الله أحد أتم منها

128-  و عنه عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قل هو الله أحد تجزي في خمسين صلاة

129-  الحسين بن سعيد عن القاسم بن عروة عن ابن بكير عن زرارة عن أحدهما ع قال لا تقرأ في المكتوبة بشي‏ء من العزائم فإن السجود زيادة في المكتوبة

 -  محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن عيسى عن يوسف بن عقيل عن محمد بن قيس عن أبي جعفر ع قال كان أمير المؤمنين ع إذا صلى يقرأ في الأولتين من صلاته الظهر سرا و يسبح في الأخيرتين من صلاته الظهر على نحو من صلاته العشاء و كان يقرأ في الأولتين من صلاة العصر سرا و يسبح في الأخيرتين على نحو من صلاة العشاء و كان يقول أول صلاة أحدكم الركوع

131-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة و ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال لا يكتب من القراءة و الدعاء إلا ما أسمع نفسه

132-  محمد بن أحمد بن يحيى عن العباس بن معروف عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن الحلبي قال سألت أبا عبد الله ع هل يقرأ الرجل في صلاته و ثوبه على فيه قال فلا بأس بذلك إذا أسمع أذنيه الهمهمة

133-  محمد بن أحمد بن يحيى عن العمركي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع قال سألته عن الرجل يصلح له أن يقرأ في صلاته و يحرك لسانه بالقراءة في لهواته من غير أن يسمع نفسه قال لا بأس أن لا يحرك لسانه يتوهم توهما

 فليس بمناف للرواية الأولة لأن هذا محمول على من كان مع قوم لا يقتدي بهم و يخاف من إسماع نفسه القراءة يدل على ذلك ما رواه

134-  محمد بن أحمد بن يحيى عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال يجزيك من القراءة معهم مثل حديث النفس

 فأما ما ذكره الشيخ رحمه الله من التخيير بين القراءة و التسبيح في الركعتين الأخيرتين يدل على ذلك ما رواه

135-  محمد بن يعقوب عن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال قلت لأبي جعفر ع ما يجزي من القول في الركعتين الأخيرتين قال أن تقول سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و تكبر و تركع

136-  الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن الحلبي عن عبيد بن زرارة قال سألت أبا عبد الله ع عن الركعتين الأخيرتين من الظهر قال تسبح و تحمد الله و تستغفر لذنبك و إن شئت فاتحة الكتاب فإنها تحميد و دعاء

137-  سعد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن علي بن حنظلة عن أبي عبد الله ع قال سألته عن الركعتين الأخيرتين ما أصنع فيهما فقال إن شئت فاقرأ فاتحة الكتاب و إن شئت فاذكر الله فهو سواء قال قلت فأي ذلك أفضل فقال هما و الله سواء إن شئت سبحت و إن شئت قرأت

 فأما ما رواه أحمد بن محمد بن عيسى في تفضيل القراءة على التسبيح فإنما المراد به إذا كان الإنسان إماما

138-  روى ذلك عن محمد بن الحسن بن علان عن محمد بن حكيم قال سألت أبا الحسن ع أيما أفضل القراءة في الركعتين الأخيرتين أو التسبيح فقال القراءة أفضل

 يدل على ما ذكرناه ما رواه

139-  الحسين بن سعيد عن صفوان عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ع قال إذا كنت إماما فاقرأ في الركعتين الأخيرتين بفاتحة الكتاب و إن كنت وحدك فيسعك فعلت أو لم تفعل

140-  فأما ما رواه سعد عن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبيد الله بن علي الحلبي عن أبي عبد الله ع قال إذا قمت في الركعتين الأخيرتين لا تقرأ فيهما فقل الحمد لله و سبحان الله و الله أكبر

 فإنما نهاه أن يقرأ معتقدا بأن غيرها لا يجزيه دون أن يقرأها على وجه الاختيار أو طلب الفضل و ليس ذلك بمناقض لما ذكرناه فأما ما ذكره الشيخ رحمه الله من التشهد الأخير فقد قدمنا التشهد الأول و نذكر الآن التشهد الثاني ثم نبين أقل ما يجوز الاقتصار عليه في التشهد إن شاء الله

141-  الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن زرعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إذا جلست في الركعة الثانية فقل بسم الله و بالله و الحمد لله و خير الأسماء لله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالحق بشيرا و نذيرا بين يدي الساعة أشهد أنك نعم الرب و أن محمدا نعم الرسول اللهم صل على محمد و آل محمد و تقبل شفاعته في أمته و ارفع درجته ثم تحمد الله مرتين أو ثلاثا ثم تقوم فإذا جلست في الرابعة قلت بسم الله و بالله و الحمد لله و خير الأسماء لله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالحق بشيرا و نذيرا بين يدي الساعة أشهد أنك نعم الرب و أن محمدا نعم الرسول التحيات لله و الصلوات الطاهرات الطيبات الزاكيات الغاديات الرائحات السابغات الناعمات لله ما طاب و زكا و طهر و خلص و صفا فلله و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالحق بشيرا و نذيرا بين يدي الساعة أشهد أن ربي نعم الرب و أن محمدا نعم الرسول و أشهد أن الساعة آتية لا ريب فيها و أن الله يبعث من في القبور الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله الحمد لله رب العالمين اللهم صل على محمد و آل محمد و بارك على محمد و آل محمد و سلم على محمد و آل محمد و ترحم على محمد و على آل محمد كما صليت و باركت و ترحمت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد و على آل محمد و اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم اللهم صل على محمد و آل محمد و امنن علي بالجنة و عافني من النار اللهم صل على محمد و آل محمد و اغفر للمؤمنين و المؤمنات و لمن دخل بيتي مؤمنا و للمؤمنين و المؤمنات و لا تزد الظالمين إلا تبارا ثم قل السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته السلام على أنبياء الله و رسله السلام على جبرئيل و ميكائيل و الملائكة المقربين السلام على محمد بن عبد الله خاتم النبيين لا نبي بعده و السلام علينا و على عباد الله الصالحين ثم تسلم

 و أدنى ما يجزي من التشهد الشهادتان يدل على ذلك ما رواه

142-  سعد بن عبد الله عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن زرارة قال قلت لأبي جعفر ع ما يجزي من القول في التشهد في الركعتين الأولتين قال تقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له قلت فما يجزي من تشهد الركعتين الأخيرتين فقال الشهادتان

143-  محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن يحيى بن طلحة عن سورة بن كليب قال سألت أبا جعفر ع عن أدنى ما يجزي من التشهد قال الشهادتان

144-  أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن سعد بن بكر عن حبيب الخثعمي عن أبي جعفر ع يقول إذا جلس الرجل للتشهد فحمد الله أجزأه

145-  و عنه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال قلت لأبي الحسن ع جعلت فداك التشهد الذي في الثانية يجزي أن أقوله في الرابعة قال نعم

146-  فأما ما رواه محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن منصور بن حازم عن بكر بن حبيب قال سألت أبا جعفر ع عن التشهد فقال لو كان كما يقولون واجبا على الناس هلكوا إنما كان القوم يقولون أيسر ما يعلمون إذا حمدت الله أجزأك

 فليس بدافع أن يكون الشهادتان واجبتين و إنما يدل على أن ما زاد عليهما ليس بواجب لأن الزيادة على الشهادتين أيضا تسمى تشهدا و الذي يبين ما ذكرناه

147-  ما رواه أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي عبد الله ع التشهد في الصلاة قال مرتين قال قلت و كيف مرتين قال إذا استويت جالسا فقل أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ثم تنصرف قال قلت قول العبد التحيات لله و الصلوات الطيبات لله قال هذا اللطف من الدعاء يلطف العبد ربه

148-  و عنه عن أبي محمد الحجال عن علي عن عبيد عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع قال التشهد في كتاب علي ع شفع

149-  الحسين بن سعيد عن صفوان عن منصور بن حازم عن بكر بن حبيب قال قلت لأبي جعفر ع أي شي‏ء أقول في التشهد و القنوت قال قل بأحسن ما علمت فإنه لو كان موقتا لهلك الناس

150-  محمد بن علي بن محبوب عن العباس عن عبد الله بن المغيرة عن حماد عن أبي بصير قال صليت خلف أبي عبد الله ع فلما كان في آخر تشهده رفع صوته حتى أسمعنا فلما انصرف قلت كذا ينبغي للإمام أن يسمع تشهده من خلفه قال نعم

151-  و عنه عن محمد بن الحسين عن أبي محمد الحجال عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال ينبغي للإمام أن يسمع من خلفه كلما يقول و لا ينبغي لمن خلف الإمام أن يسمعه شيئا مما يقول

152-  و عنه عن محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال ينبغي للإمام أن يسمع من خلفه التشهد و لا يسمعونه شيئا

153-  و عنه عن محمد بن عيسى العبيدي عن الحسن بن علي عن الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال سألت أبا الحسن الماضي ع عن الرجل هل يصلح له أن يجهر بالتشهد و القول في الركوع و السجود و القنوت قال إن شاء جهر و إن شاء لم يجهر

 قال الشيخ رحمه الله و إذا سلم رفع يديه حيال وجهه إلى قوله فإذا سقط القرص

154-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع قال لا ينبغي للإمام أن ينتقل إذا سلم حتى يتم من خلفه الصلاة قال و سألته عن الرجل يؤم في الصلاة هل ينبغي له أن يعقب بأصحابه بعد التسليم فقال يسبح و يذهب من شاء لحاجته و لا يعقب رجل لتعقيب الإمام

155-  و عنه عن علي عن أبيه عن حماد عن حريز عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال أيما رجل أم قوما فعليه أن يقعد بعد التسليم و لا يخرج عن ذلك الموضع حتى يتم الذين خلفه الذين سبقوا صلاتهم ذلك على كل إمام واجب إذا علم أن فيهم مسبوقا و إن علم أن ليس فيهم مسبوقا بالصلاة فليذهب حيث شاء

156-  و عنه عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال من صلى صلاة فريضة و عقب إلى أخرى فهو ضيف الله عز و جل و حق على الله تعالى أن يكرم ضيفه

157-  و عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال الدعاء بعد الفريضة أفضل من الصلاة تنفلا

 -  الحسين بن سعيد عن فضالة عن سماعة قال ينبغي للإمام أن يلبث قبل أن يكلم أحدا حتى يرى أن من خلفه قد أتموا الصلاة ثم ينصرف هو

159-  الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبان عن شهاب بن عبد ربه و عبد الله بن سنان كليهما عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله ع قال التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد

 يعني بالتعقيب الدعاء بعقب الصلاة

160-  و عنه عن صفوان عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما ع قال الدعاء دبر المكتوبة أفضل من الدعاء دبر التطوع كفضل المكتوبة على التطوع

161-  محمد بن أحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبيه عن الربيع بن زكريا الكاتب عن عبد الله بن محمد عن أبي عبد الله ع قال ما عالج الناس شيئا أشد من التعقيب

162-  و عنه عن حماد بن عيسى عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع رجلين افتتحا الصلاة في ساعة واحدة فتلا هذا القرآن فكانت تلاوته أكثر من دعائه و دعا هذا أكثر فكان دعاؤه أكثر من تلاوته ثم انصرفا في ساعة واحدة أيهما أفضل قال كل فيه فضل كل حسن قلت إني قد علمت أن كلا حسن و أن كلا فيه فضل فقال الدعاء أفضل أ ما سمعت قول الله عز و جل و قال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين هي و الله العبادة هي و الله أفضل هي و الله أفضل أ ليست هي العبادة هي و الله العبادة هي و الله العبادة أ ليست هي أشدهن هي و الله أشدهن هي و الله أشدهن

 -  و عنه عن فضالة عن ابن سنان قال قال أبو عبد الله ع من سبح تسبيح فاطمة الزهراء ع قبل أن يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر له و يبدأ بالتكبير

164-  محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن يحيى بن محمد عن علي بن النعمان عن ابن أبي نجران عن رجل عن أبي عبد الله ع قال من سبح الله في دبر الفريضة تسبيح فاطمة ع المائة و أتبعها بلا إله إلا الله غفر الله له

165-  و عنه عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن أبي هارون المكفوف عن أبي عبد الله ع قال يا أبا هارون إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة ع كما نأمرهم بالصلاة فالزمه فإنه لم يلزمه عبد فشقي

166-  و بهذا الإسناد عن صالح بن عقبة عن أبي جعفر ع قال ما عبد الله بشي‏ء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة ع و لو كان شي‏ء أفضل منه لنحله رسول الله ص فاطمة ع

167-  و عنه عن أبي خالد القماط قال سمعت أبا عبد الله ع يقول تسبيح فاطمة ع في كل يوم دبر كل صلاة أحب إلي من صلاة ألف ركعة في كل يوم

168-  محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر قال دخلت مع أبي على أبي عبد الله ع فسأله أبي عن تسبيح فاطمة ع فقال الله أكبر حتى أحصى أربعا و ثلاثين مرة ثم قال الحمد لله حتى بلغ سبعا و ستين ثم قال سبحان الله حتى بلغ مائة يحصيها بيده جملة واحدة

169-  و عنه عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عبد الحميد عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال تبدأ بالتكبير أربعا و ثلاثين ثم التحميد ثلاثا و ثلاثين ثم التسبيح ثلاثا و ثلاثين

170-  الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد و الحسن بن سعيد عن زرعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قل بعد التسليم الله أكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير لا إله إلا الله وحده صدق وعده و نصر عبده و هزم الأحزاب وحده اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم

171-  و عنه عن ابن أبي نجران عن صفوان بن مهران الجمال قال رأيت أبا عبد الله ع إذا صلى ففرغ من صلاته رفع يديه جميعا فوق رأسه

172-  الحسين بن سعيد عن معاوية بن شريح عن معاوية بن وهب عن عمرو بن نهيك عن سلام المكي عن أبي جعفر ع قال أتى رجل إلى النبي ص يقال له شيبة الهذيل فقال يا رسول الله إني شيخ قد كبر سني و ضعفت قوتي عن عمل كنت قد عودته نفسي من صلاة و صيام و حج و جهاد فعلمني يا رسول الله كلاما ينفعني الله به و خفف علي يا رسول الله فقال أعد فأعاد ثلاث مرات فقال له رسول الله ص ما حولك شجرة و لا مدرة إلا و قد بكت من رحمتك فإذا صليت الصبح فقل عشر مرات سبحان الله العظيم و بحمده لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم فإن الله يعافيك بذلك من العمى و الجنون و الجذام و الفقر و الهرم فقال يا رسول الله هذا للدنيا فما للآخرة فقال تقول في دبر كل صلاة اللهم اهدني من عندك و أفض علي من فضلك و انشر علي من رحمتك و أنزل علي من بركاتك قال فقبض عليهن بيده ثم مضى فقال رجل لابن عباس شد ما قبض عليها خالك قال فقال النبي ص أما إنه إن وافى بها يوم القيامة لم يدعها متعمدا فتح الله له ثمانية أبواب من أبواب الجنة يدخل من أيها شاء

173-  و عنه عن صفوان عن ابن بكير قال قلت لأبي عبد الله ع قول الله عز و جل اذكروا الله ذكرا كثيرا ما ذا الذكر الكثير قال أن يسبح في دبر المكتوبة ثلاثين مرة

174-  و عنه عن عبد الله بن المغيرة عن أبي أيوب قال حدثني أبو بصير قال قال أبو عبد الله ع إن رسول الله ص قال لأصحابه ذات يوم أ رأيتم لو جمعتم ما عندكم من الثياب و الآنية ثم وضعتم بعضه على بعض ترونه يبلغ السماء قالوا لا يا رسول الله فقال يقول أحدكم إذا فرغ من صلاته سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر ثلاثين مرة و هن يدفعن الهدم و الغرق و الحرق و التردي في البئر و أكل السبع و ميتة السوء و البلية التي نزلت على العبد في ذلك اليوم

175-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال أقل ما يجزيك من الدعاء بعد الفريضة أن تقول اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك و أعوذ بك من كل شر أحاط به علمك اللهم إني أسألك عافيتك في أموري كلها و أعوذ بك من خزي الدنيا و عذاب الآخرة

176-  و عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال قال أبو جعفر ع لا تنسوا الموجبتين أو قال عليكم بالموجبتين في دبر كل صلاة قلت و ما الموجبتان قال تسأل الله الجنة و تعوذ بالله من النار

177-  محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبان عن محمد الواسطي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لا تدع في دبر كل صلاة أعيذ نفسي و ما رزقني ربي بالله الواحد الصمد حتى تختمها و أعيذ نفسي و ما رزقني ربي برب الفلق حتى تختمها و أعيذ نفسي و ما رزقني ربي برب الناس حتى تختمها

178-  و روي عن أمير المؤمنين ع أنه قال من أحب أن يخرج من الدنيا و قد تخلص من الذنوب كما يتخلص الذهب الذي لا كدر فيه و لا يطلبه أحد بمظلمة فليقل في دبر كل صلاة نسبة الرب تبارك و تعالى اثنتي عشرة مرة ثم يبسط يديه فيقول اللهم إني أسألك باسمك المكنون المخزون الطهر الطاهر المبارك و أسألك باسمك العظيم و سلطانك القديم أن تصلي على محمد و آل محمد يا واهب العطايا يا مطلق الأسارى يا فكاك الرقاب من النار أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تعتق رقبتي من النار و تخرجني من الدنيا آمنا و تدخلني الجنة سالما و أن تجعل دعائي أوله فلاحا و أوسطه نجاحا و آخره صلاحا إنك أنت علام الغيوب ثم قال أمير المؤمنين ع هذا من المخبيات مما علمني رسول الله ص و أمرني أن أعلمه الحسن و الحسين ع

179-  محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل بن جميل عن جابر عن أبي جعفر ع قال إذا انحرفت عن صلاة مكتوبة فلا تنحرف إلا بانصراف لعن بني أمية

180-  و عنه عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن أبي عاصم يوسف عن محمد بن سليمان الديلمي قال سألت أبا عبد الله ع فقلت له جعلت فداك إن شيعتك تقول إن الإيمان مستقر و مستودع فعلمني شيئا إذا أنا قلته استكملت الإيمان قال قل في دبر كل صلاة فريضة رضيت بالله ربا و بمحمد نبيا و بالإسلام دينا و بالقرآن كتابا و بالكعبة قبلة و بعلي وليا و إماما و بالحسن و الحسين و الأئمة صلوات الله عليهم اللهم إني رضيت بهم أئمة فارضني لهم إنك على كل شي‏ء قدير

 و قد قدمنا كيفية ما ينبغي أن يسجد المصلي سجدتي الشكر و هو أن يكون لاطئا بالأرض

181-  أحمد بن محمد بن عيسى عن البرقي عن سعد بن سعد الأشعري عن أبي الحسن الرضا ع قال سألته عن سجدة الشكر فقال أي شي‏ء سجدة الشكر فقلت له إن أصحابنا يسجدون بعد الفريضة سجدة واحدة و يقولون هي سجدة الشكر فقال إنما الشكر إذا أنعم الله تعالى على عبده النعمة أن يقول سبحان الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون و الحمد لله رب العالمين

 قال محمد بن الحسن هذا الخبر محمول على التقية لأنه موافق لقول العامة

182-  و عنه عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول كان موسى بن عمران إذا صلى لم ينفتل حتى يلصق خده الأيمن بالأرض و خده الأيسر بالأرض

 قال و قال إسحاق رأيت من آبائي من يصنع ذلك قال محمد بن سنان يعني موسى في الحجر في جوف الليل

183-  أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن حريز عن مرازم عن أبي عبد الله ع قال سجدة الشكر واجبة على كل مسلم تتم بها صلاتك و ترضي بها ربك و تعجب الملائكة منك و إن العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تعالى الحجاب بين العبد و بين الملائكة فيقول يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أدى قربتي و أتم عهدي ثم سجد لي شكرا على ما أنعمت به عليه ملائكتي ما ذا له قال فتقول الملائكة يا ربنا رحمتك ثم يقول الرب تعالى ثم ما ذا له قال فتقول الملائكة يا ربنا جنتك فيقول الرب تعالى ثم ما ذا فتقول الملائكة يا ربنا كفاية مهمه فيقول الرب ثم ما ذا فلا يبقى شي‏ء من الخير إلا قالته الملائكة فيقول الله تعالى يا ملائكتي ثم ما ذا فتقول الملائكة يا ربنا لا علم لنا فيقول الله تعالى لأشكرنه كما شكرني و أقبل إليه بفضلي و أريه رحمتي

184-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن جندب قال سألت أبا الحسن الماضي ع عما أقول في سجدة الشكر فقد اختلف أصحابنا فيه فقال قل و أنت ساجد اللهم إني أشهدك و أشهد ملائكتك و أنبياءك و رسلك و جميع خلقك أنك أنت الله ربي و الإسلام ديني و محمد نبيي و علي و فلان و فلان إلى آخرهم أئمتي بهم أتولى و من أعدائهم أتبرأ اللهم إني أنشدك دم المظلوم ثلاثا اللهم إني أنشدك بإيوائك على نفسك لأوليائك لتظفرنهم بعدوك و عدوهم أن تصلي على محمد و آل محمد و على المستحفظين من آل محمد اللهم إني أسألك اليسر بعد العسر ثلاثا ثم ضع خدك الأيمن بالأرض و تقول يا كهفي حين تعييني المذاهب و تضيق علي الأرض بما رحبت و يا بارئ خلقي رحمة بي و كان عن خلقي غنيا صل على محمد و آل محمد و على المستحفظين من آل محمد ثم تضع خدك الأيسر و تقول يا مذل كل جبار و يا معز كل ذليل قد و عزتك بلغ بي مجهودي ثلاثا ثم تقول يا حنان يا منان يا كاشف الكرب العظام ثلاثا ثم تعود للسجود فتقول مائة مرة شكرا شكرا ثم تسأل الله حاجتك إن شاء الله

185-  و عنه عن علي بن إبراهيم عن علي بن محمد القاساني عن سليمان بن حفص المروزي قال كتبت إلى أبي الحسن ع في سجدة الشكر فكتب إلي مائة مرة شكرا شكرا و إن شئت عفوا عفوا

186-  و عنه عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن محمد بن سليمان عن أبيه قال خرجت مع أبي الحسن موسى بن جعفر ع إلى بعض أمواله فقام إلى صلاة الظهر فلما فرغ خر لله ساجدا فسمعته يقول بصوت حزين و تغرغر دموعه رب عصيتك بلساني و لو شئت و عزتك لأخرستني و عصيتك ببصري و لو شئت و عزتك لأكمهتني و عصيتك بسمعي و لو شئت و عزتك لأصممتني و عصيتك بيدي و لو شئت و عزتك لكنعتني و عصيتك برجلي و لو شئت و عزتك لجذمتني و عصيتك بفرجي و لو شئت و عزتك لعقمتني و عصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها علي و ليس هذا جزاءك مني ثم قال أحصيت له ألف مرة و هو يقول العفو العفو قال ثم ألصق خده الأيمن بالأرض و سمعته و هو يقول بصوت حزين بؤت إليك بذنبي عملت سوءا و ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب غيرك يا مولاي ثلاث مرات ثم ألصق خده الأيسر بالأرض فسمعته يقول ارحم من أساء و اقترف و استكان و اعترف ثلاث مرات ثم رفع رأسه

187-  أحمد بن محمد رفعه عن أبي عبد الله ع دعاء يدعى به في دبر كل صلاة تصليها فإذا كان بك داء من سقم و وجع فإذا قضيت صلاتك فامسح بيدك على موضع سجودك من الأرض و ادع بهذا الدعاء و أمر يدك على موضع وجعك سبع مرات تقول يا من كبس الأرض على الماء و سد الهواء بالسماء و اختار لنفسه أحسن الأسماء صل على محمد و آل محمد و افعل بي كذا و كذا و ارزقني كذا و كذا و عافني من كذا و كذا

188-  محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن عبد الجبار عن عبد الرحمن بن حماد عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رجل عن أبي عبد الله ع قال إذا أصابك هم فامسح يدك على موضع سجودك ثم أمر بيدك على وجهك يعني من جانب خدك الأيسر و على جبهتك إلى جانب خدك الأيمن كذلك وصفه لنا إبراهيم بن عبد الحميد ثم قل بسم الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم اللهم اذهب عني بالهموم و الحزن ثلاثا

189-  و عنه عن أبي إسحاق النهاوندي عن أحمد بن عمر عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إذا ذكرت نعمة الله عليك و كنت في موضع لا يراك أحد فألصق خدك بالأرض و إذا كنت في ملإ من الناس فضع يدك على أسفل بطنك و احن ظهرك و ليكن تواضعا لله فإن ذلك أحب و تري أن ذلك غمز وجدته في أسفل بطنك

 قال الشيخ رحمه الله فإذا سقط القرص فليؤذن للمغرب إلى قوله و إذا غاب الشفق كل ذلك قد مضى شرحه إلا ما ذكره من القيام بعد الفراغ من الثلاث الركعات إلى النافلة بغير تعقيب و علة ذلك

190-  محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي جعفر عن علي بن الحكم عن أبي العلاء الخفاف عن جعفر بن محمد ع قال من صلى المغرب ثم عقب لم يتكلم حتى يصلي ركعتين كتبتا له في عليين فإن صلى أربعا كتبت له حجة مبرورة

191-  و عنه عن العباس بن معروف عن عبد الله بن بحر عن ابن مسكان عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله ع قال لا تدع أربع ركعات بعد المغرب في سفر و لا حضر و إن طلبتك الخيل

192-  ذكر أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رحمه الله فقال سئل الصادق ع لم صار المغرب ثلاث ركعات و أربعا بعدها ليس فيها تقصير في حضر و لا سفر فقال إن الله تعالى أنزل على نبيه ص كل صلاة ركعتين فأضاف إليها رسول الله ص لكل صلاة ركعتين في الحضر و قصر فيها في السفر إلا المغرب و الغداة فلما صلى ع المغرب بلغه مولد فاطمة ع فأضاف إليها ركعة شكرا لله عز و جل فلما أن ولد الحسن ع أضاف إليها ركعتين شكرا لله عز و جل فلما أن ولد الحسين ع أضاف إليها ركعتين شكرا لله عز و جل فقال للذكر مثل حظ الأنثيين فتركها على حالها في السفر و الحضر

193-  محمد بن أحمد بن يحيى عن سلمة عن الحسين بن يوسف عن محمد بن يحيى عن حجاج الخشاب عن أبي الفوارس قال نهاني أبو عبد الله ع أن أتكلم بين الأربع ركعات التي بعد المغرب

194-  و روى محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن محمد بن عيسى عن حفص الجوهري قال صلى بنا أبو الحسن علي بن محمد ع صلاة المغرب فسجد سجدة الشكر بعد السابعة فقلت له كان آباؤك يسجدون بعد الثلاثة فقال ما كان أحد من آبائي يسجد إلا بعد السبعة

 و قد روي جواز التعفير و سجدة الشكر بعد المغرب

195-  روى ذلك أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه رحمه الله قال أخبرنا محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن جهم بن أبي جهم قال رأيت أبا الحسن موسى بن جعفر ع و قد سجد بعد الثلاث الركعات من المغرب فقلت له جعلت فداك رأيتك سجدت بعد الثلاث فقال و رأيتني فقلت نعم قال فلا تدعها فإن الدعاء فيها مستجاب

196-  محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن القاسم بن عروة عن أبي العباس الفضل بن عبد الملك قال قال أبو عبد الله ع يستجاب الدعاء في أربعة مواطن في الوتر و بعد الفجر و بعد الظهر و بعد المغرب

197-  و عنه عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل السراج عن علي بن شجرة عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع أنه قال تمسح يدك اليمنى على جبهتك و وجهك في دبر المغرب و الصلوات و تقول بسم الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن و السقم و العدم و الصغار و الذل و الفواحش ما ظهر منها و ما بطن

198-  و قال الصادق ع من قال إذا صلى المغرب ثلاث مرات الحمد لله الذي يفعل ما يشاء و لا يفعل ما يشاء غيره أعطي خيرا كثيرا

199-  محمد بن علي بن محبوب عن العباس عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن سنان عن عمر بن يزيد قال قال أبو عبد الله ع قل في آخر السجدة من النوافل من المغرب في ليلة الجمعة سبع مرات و أنت ساجد اللهم إني أسألك بوجهك الكريم و اسمك العظيم أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تغفر لي ذنبي العظيم

 قال الشيخ رحمه الله فإذا غاب الشفق فليؤذن للعشاء الآخرة إلى قوله و ليأو إلى فراشه فقد مضى شرح ذلك كله

200-  روي عن الصادق ع أنه قال تقول بعد العشاءين اللهم بيدك مقادير الليل و النهار و مقادير الدنيا و الآخرة و مقادير الموت و الحياة و مقادير الشمس و القمر و مقادير النصر و الخذلان و مقادير الغنى و الفقر اللهم ادرأ عني شر فسقة الجن و الإنس و اجعل منقلبي إلى خير دائم و نعيم لا يزول

 -  أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي طالب عبد الله بن الصلت عن ابن أبي عمير قال كان أبو عبد الله ع يقرأ في الركعتين بعد العتمة الواقعة و قل هو الله أحد

 قال الشيخ رحمه الله و ليأو إلى فراشه إلى قوله و لا يترك السواك

202-  روي عن الصادق ع أنه قال من تطهر ثم أوى إلى فراشه بات و فراشه كمسجده و إن ذكر أنه ليس على وضوء فتيمم من دثاره كائنا ما كان لم يزل في صلاة ما ذكر الله عز و جل

203-  و روى العلاء عن محمد بن مسلم قال قال لي أبو جعفر ع إذا توسد الرجل يمينه فليقل بسم الله اللهم إني أسلمت نفسي إليك و وجهت وجهي إليك و فوضت أمري إليك و ألجأت ظهري إليك توكلت عليك رهبة منك و رغبة إليك لا ملجأ و لا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت و برسولك الذي أرسلت ثم يسبح تسبيح فاطمة الزهراء ع و من أصابه فزع عند منامه فليقرأ إذا أوى إلى فراشه المعوذتين و آية الكرسي

204-  و روى العلاء عن محمد بن مسلم عن أحدهما ع قال لا يدع الرجل أن يقول عند منامه أعيذ نفسي و ذريتي و أهل بيتي و مالي بكلمات الله التامات من كل شيطان و هامة و من كل عين لامة فذلك الذي عوذ به جبرئيل ع الحسين ع

205-  و روى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال اقرأ قل هو الله أحد و قل يا أيها الكافرون عند منامك فإنها براءة من الشرك و قل هو الله نسبة الرب

 -  و روى بكر بن محمد عنه ع أنه قال من قال حين يأخذ مضجعه ثلاث مرات الحمد لله الذي علا فقهر و الحمد لله الذي بطن فخبر و الحمد لله الذي ملك فقدر و الحمد لله الذي يحيي الموتى و يميت الأحياء و هو على كل شي‏ء قدير خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه

207-  و روى سعد الإسكاف عن أبي جعفر ع أنه قال من قال هذه الكلمات فأنا ضامن أن لا يصيبه عقرب و لا هامة حتى يصبح أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما ذرأ و من شر ما برأ و من شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم

208-  و روى العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا عن أبيه ع قال لم يقل أحد قط إذا أراد أن ينام إن الله يمسك السماوات و الأرض أن تزولا و لئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا فسقط عليه البيت

209-  الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن عمر بن يزيد أنه سمع أبا عبد الله ع يقول إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي و يدعو الله فيها إلا استجاب له في كل ليلة قلت أصلحك الله فأية ساعة من الليل قال إذا مضى نصف الليل إلى الثلث الباقي

210-  و عنه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن فضيل عن أحدهما ع أن رسول الله ص كان يصلي بعد ما ينتصف الليل ثلاث عشرة ركعة

 -  و عنه عن صفوان عن ابن بكير عن عبد الحميد الطائي عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول كان رسول الله ص إذا صلى العشاء الآخرة أوى إلى فراشه لا يصلي شيئا إلا بعد انتصاف الليل لا في شهر رمضان و لا في غيره

212-  و عنه عن صفوان عن أبي أيوب عن عبدة السابوري قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك إن الناس يروون عن النبي ص إن في الليل لساعة لا يدعو فيها عبد مؤمن بدعوة إلا استجيب له قال نعم قلت متى هي قال ما بين نصف الليل إلى الثلث الباقي قلت ليلة من الليالي أو كل ليلة فقال كل ليلة

213-  محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن محمد القاساني عن سليمان بن حفص المروزي عن الرجل العسكري ع قال إذا انتصف الليل ظهر بياض في وسط السماء شبه عمود من حديد تضي‏ء له الدنيا فيكون ساعة و يذهب ثم تظلم فإذا بقي ثلث الليل الأخير ظهر بياض من قبل المشرق فأضاءت له الدنيا فيكون ساعة ثم يذهب و هو وقت صلاة الليل ثم تظلم قبل الفجر ثم يطلع الفجر الصادق من قبل المشرق قال من أراد أن يصلي في نصف الليل فيطول فذلك له

 و الأخبار التي رويت في جواز تقديم صلاة الليل في أول الليل فإنما هي مخصوصة بحال السفر دون الحضر و في وقت أيضا يغلب على ظن الإنسان أنه إن لم يصلها فاتته فحينئذ يجوز له تقديمها مثل

214-  ما رواه عبد الله بن مسكان عن ليث المرادي قال سألت أبا عبد الله ع عن الصلاة في الصيف في الليالي القصار صلاة الليل في أول الليل فقال نعم نعم ما رأيت و نعم ما صنعت

 و الذي يكشف عما ذكرناه من أن هذا مخصوص بحال السفر و الضرورة

215-  ما رواه حماد بن عيسى عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ع قال قلت إن رجلا من مواليك من صلحائهم شكا إلي ما يلقى من النوم فقال إني أريد القيام للصلاة بالليل فيغلبني النوم حتى أصبح فربما قضيت صلاتي الشهر المتتابع و الشهرين أصبر على ثقله قال قرة عين له و الله و لم يرخص له في الصلاة في أول الليل و قال القضاء بالنهار أفضل قلت فإن من نسائنا أبكارا الجارية تحب الخير و أهله و تحرص على الصلاة فيغلبها النوم حتى ربما قضت و ربما ضعفت من قضائه و هي تقوى عليه أول الليل فرخص لهن في الصلاة أول الليل إذا ضعفن و ضيعن القضاء

216-  و عنه عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم قال سألته عن الرجل لا يستيقظ من آخر الليل حتى يمضي لذلك العشر و الخمس عشرة فيصلي أول الليل أحب إليك أم يقضي قال لا بل يقضي أحب إلي إني أكره أن يتخذ ذلك خلقا

 و كان زرارة يقول كيف تقضى صلاة لم يدخل وقتها إنما وقتها بعد نصف الليل

217-  محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن حسان الرازي عن محمد بن علي رفعه قال قال رسول الله ص من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار

218-  و عنه عن أيوب بن نوح عن صفوان عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل إن ناشئة الليل هي أشد وطئا و أقوم قيلا قال قيامه عن فراشه لا يريد إلا الله عز و جل

219-  و عنه عن العباس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال شرف المؤمن صلاة الليل و عز المؤمن كفه عن أعراض الناس

220-  و عنه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن أسباط عن محمد بن علي بن أبي عبد الله عن أبي الحسن ع في قول الله عز و جل و رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله قال صلاة الليل

221-  و عنه عن أبي زهير النهدي عن آدم بن إسحاق عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال قال عليكم بصلاة الليل فإنها سنة نبيكم و دأب الصالحين قبلكم و مطردة الداء عن أجسادكم

222-  و عنه عن أبي زهير رفعه إلى أبي عبد الله ع قال صلاة الليل تبيض الوجه و صلاة الليل تطيب الريح و صلاة الليل تجلب الرزق

223-  و عنه عن عمر بن علي بن عمر عن عمه محمد بن عمر عمن حدثه عن أبي عبد الله ع أنه قال إن كان الله عز و جل قال المال و البنون زينة الحياة الدنيا إن الثمانية ركعات يصليها العبد آخر الليل زينة الآخرة

224-  و عنه عن عمر بن علي عن عمه عمن حدثه عن أبي عبد الله ع أنه جاءه رجل فشكا إليه الحاجة و أفرط في الشكاية حتى كاد أن يشكو الجوع قال فقال له أبو عبد الله ع يا هذا تصلي بالليل قال فقال الرجل نعم قال فالتفت أبو عبد الله ع إلى أصحابه فقال كذب من زعم أنه يصلي بالليل و يجوع بالنهار إن الله تعالى ضمن بصلاة الليل قوت النهار

225-  و عنه عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال حدثني أبي عن جدي عن آبائه عن علي بن أبي طالب ع قال قيام الليل مصحة البدن و رضا الرب و تمسك بأخلاق النبيين و تعرض لرحمته

226-  و عنه عن محمد بن عيسى عن داود الصرمي قال سألته عن صلاة الليل و الوتر فقال هي واجبة

227-  و عنه عن عمران بن موسى عن الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه عن بعض رجاله قال جاء رجل إلى أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين إني قد حرمت الصلاة بالليل قال فقال له أمير المؤمنين أنت رجل قد قيدتك ذنوبك

228-  و عنه عن موسى بن جعفر البغدادي عن محمد بن الحسن بن شمون عن علي بن محمد النوفلي قال سمعته يقول إن العبد ليقوم في الليل فيميل به النعاس يمينا و شمالا و قد وقع ذقنه على صدره فيأمر الله تعالى أبواب السماء فتنفتح ثم يقول للملائكة انظروا إلى عبدي ما يصيبه في التقرب إلي بما لم أفترض عليه راجيا مني لثلاث خصال ذنبا أغفره له أو توبة أجددها له أو رزقا أزيده فيه اشهدوا ملائكتي أني قد جمعتهن له

229-  و عنه عن محمد بن عبد الله بن أحمد عن الحسن بن علي بن أبي عثمان و أبو عثمان اسمه عبد الواحد بن حبيب قال زعم لنا محمد بن أبي حمزة الثمالي عن معاوية بن عمار الدهني عن أبي عبد الله ع قال صلاة الليل تحسن الوجه و تذهب الهم و تجلو البصر

230-  و عنه عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال قال أبو عبد الله ع يا سليمان لا تدع قيام الليل فإن المغبون من حرم قيام الليل

231-  و عنه عن سهل بن زياد عن هارون بن مسلم عن علي بن الحكم عن الحسين بن الحسن الكندي عن أبي عبد الله ع قال إن الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل فإذا حرم صلاة الليل حرم بها الرزق

232-  و روى فضيل بن يسار عن أبي عبد الله ع أنه قال إن البيوت التي يصلى فيها بتلاوة القرآن تضي‏ء لأهل السماء كما تضي‏ء نجوم السماء لأهل الأرض

233-  و قال النبي ص لأبي ذر في وصيته له يا أبا ذر احفظ وصية نبيك من ختم له بقيام الليل ثم مات فله الجنة في حديث طويل

234-  محمد بن يعقوب عن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عمن حدثه عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل إن الحسنات يذهبن السيئات قال صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار

235-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إذا قمت بالليل من منامك فقل الحمد لله الذي رد علي روحي لأحمده و أعبده فإذا سمعت صوت الديوك فقل سبوح قدوس ربنا و رب الملائكة و الروح سبقت رحمتك غضبك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك عملت سوءا و ظلمت نفسي فاغفر لي و ارحمني إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فإذا قمت فانظر في آفاق السماء و قل اللهم إنه لا يواري عنك ليل ساج و لا سماء ذات أبراج و لا أرض ذات مهاد و لا ظلمات بعضها فوق بعض و لا بحر لجي تدلج بين يدي المدلج من خلقك تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور غارت النجوم و نامت العيون و أنت الحي القيوم لا تأخذك سنة و لا نوم سبحان الله رب العالمين و إله المرسلين و الحمد لله رب العالمين ثم اقرأ الخمس آيات من آل عمران إن في خلق السماوات و الأرض إلى قوله إنك لا تخلف الميعاد ثم استك و توضأ فإذا وضعت يدك في الماء فقل بسم الله و بالله اللهم اجعلني من التوابين و اجعلني من المتطهرين فإذا فرغت فقل الحمد لله رب العالمين فإذا قمت إلى صلاتك فقل بسم الله و بالله و إلى الله و من الله و ما شاء الله و لا حول و لا قوة إلا بالله اللهم اجعلني من زوارك و عمار مساجدك و افتح لي يا رب باب توبتك و أغلق عني باب معصيتك و كل معصية الحمد لله الذي جعلني ممن يناجيه اللهم أقبل علي بوجهك جل ثناؤك ثم افتتح الصلاة بالتكبير

 قال الشيخ رحمه الله ثم يقوم إلى مصلاه إلى قوله و يستحب أن يقنت بهذا الدعاء

236-  أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن محمد بن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يقرأ في كل ركعة خمس عشرة آية و يكون ركوعه مثل قيامه و سجوده مثل ركوعه و رفع رأسه من الركوع و السجود سواء

 -  الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن ابن مسعود الطائي عن أبي عبد الله ع أن رسول الله ص كان يقرأ في آخر صلاة الليل هل أتى على الإنسان قال علي بن النعمان و قال الحارث سمعته و هو يقول قل هو الله أحد ثلث القرآن و قل يا أيها الكافرون تعدل ربعه و كان رسول الله ص يجمع قل هو الله أحد في الوتر لكي يجمع القرآن كله

238-  و روي أن من قرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الليل في كل ركعة منها الحمد لله مرة و قل هو الله أحد ثلاثين مرة انفتل و ليس بينه و بين الله عز و جل ذنب إلا غفر له

239-  أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي عن عبد الله بن البرقي و أبي أحمد عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال ينبغي للعبد إذا صلى أن يرتل في قراءته فإذا مر بآية فيها ذكر الجنة و ذكر النار سأل الله الجنة و تعوذ بالله من النار و إذا مر بيا أيها الناس و يا أيها الذين آمنوا يقول لبيك ربنا

240-  أحمد بن أبي عبد الله عن بعض أصحابنا عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم أنه سأل أبا عبد الله ع عن الرجل يقوم من آخر الليل فيرفع صوته بالقرآن فقال ينبغي للرجل إذا صلى في الليل أن يسمع أهله لكي يقوم القائم و يتحرك المتحرك

241-  محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن محمد بن الحسين عن الحجال عن عبد الله بن الوليد الكندي عن إسماعيل بن جابر أو عبد الله بن سنان قال قلت لأبي عبد الله ع إني أقوم آخر الليل و أخاف الصبح قال اقرأ الحمد و اعجل اعجل

  هذا الخبر محمول على من يغلب على ظنه أنه يمكنه الفراغ من صلاة الليل قبل أن يطلع الفجر فأما مع الخوف من ذلك فالأولى أن يقدم الوتر ثم يقضي الثماني ركعات بعد ذلك يدل على ذلك ما رواه

242-  محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن القاسم بن بريد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال سألته عن الرجل يقوم آخر الليل و هو يخشى أن يفجأه الصبح أ يبدأ بالوتر أو يصلي الصلاة على وجهها حتى يكون الوتر آخر ذلك قال بل يبدأ بالوتر و قال أنا كنت فاعلا ذلك

 و إذا صلى أربع ركعات من صلاة الليل ثم أدركه الصبح جاز له أن يتم صلاة الليل ثم يصلي الغداة يدل على ذلك

243-  ما رواه محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن أبي الفضل النحوي عن أبي جعفر الأحول محمد بن النعمان قال قال أبو عبد الله ع إذا كنت صليت أربع ركعات من صلاة الليل قبل طلوع الفجر فأتم الصلاة طلع أم لم يطلع

 و الأفضل أن يعدل عن إتمام صلاة الليل إلى صلاة الغداة ثم يصلي تمامها بعد الفراغ من صلاة الفجر يدل على ذلك ما رواه

244-  الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن يعقوب البزاز قال قلت له أقوم قبل الفجر بقليل فأصلي أربع ركعات ثم أتخوف أن ينفجر الفجر أبدأ بالوتر أو أتم الركعات قال لا بل أوتر و أخر الركعات حتى تقضيها في صدر النهار

 -  فأما ما رواه سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن البرقي عن المرزبان بن عمران عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله ع أقوم و قد طلع الفجر فإن أنا بدأت بالفجر صليتها في أول وقتها و إن بدأت في صلاة الليل و الوتر صليت الفجر في وقت هؤلاء فقال ابدأ بصلاة الليل و الوتر و لا تجعل ذلك عادة

246-  و عنه عن محمد بن الحسين عن عمار بن المبارك عن محمد بن عذافر عن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع أقوم و قد طلع الفجر و لم أصل صلاة الليل فقال صل صلاة الليل و أوتر و صل ركعتي الفجر

 فإنما وردت هذه الأخبار رخصة في جواز تأخير صلاة الغداة عن أول الوقت إلى آخره و يجوز ذلك إذا كان تأخيره إنما يكون للاشتغال بشي‏ء من العبادات و الأفضل ما ذكرناه أن يصلي الغداة في أول وقتها ثم يقضي صلاة الليل و الذي يكشف أيضا عما ذكرناه

247-  ما رواه الحسين بن سعيد عن فضالة عن حماد عن إسماعيل بن جابر قال قلت لأبي عبد الله ع أوتر بعد ما يطلع الفجر قال لا

248-  محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن عمرو بن عثمان و محمد بن عمر بن يزيد عن محمد بن عذافر عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال سألته عن صلاة الليل و الوتر بعد طلوع الفجر فقال صلها بعد الفجر حتى تكون في وقت تصلي الغداة في آخر وقتها و لا تعمد ذلك كل ليلة و قال أوتر أيضا بعد فراغك منها

249-  الحسين بن سعيد عن صفوان عن عبد الرحمن بن الحجاج قال سألت أبا عبد الله ع عن القراءة في الوتر فقال كان بيني و بين أبي باب فكان أبي إذا صلى يقرأ في الوتر بقل هو الله أحد في ثلاثتهن و كان يقرأ قل هو الله أحد فإذا فرغ منها قال كذلك الله ربي أو كذاك الله ربي

250-  و عنه عن النضر عن الحلبي عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله ع قال كان أبي ع يقول قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن و كان يحب أن يجمعها في الوتر ليكون القرآن كله

251-  و عنه عن يعقوب بن يقطين قال سألت العبد الصالح عن القراءة في الوتر و قلت إن بعضا روى قل هو الله أحد في الثلاث و بعضا روى في الأوليين المعوذتين و في الثالثة قل هو الله أحد فقال اعمل بالمعوذتين و قل هو الله أحد

 و التسليم في الركعتين من الثلاث ركعات لا يجوز تركه يدل على ذلك ما رواه

252-  الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع قال الوتر ثلاث ركعات يفصل بينهن و يقرأ فيهن جميعا بقل هو الله أحد

253-  و عنه عن حماد بن شعيب عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال الوتر ثلاث ركعات ثنتين مفصولة و واحدة

254-  و عنه عن النضر عن محمد بن أبي حمزة عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع التسليم في ركعتي الوتر فقال توقظ الراقد و تكلم بالحاجة

255-  و عنه عن النضر عن محمد بن أبي حمزة عن أبي ولاد حفص بن سالم قال سألت أبا عبد الله ع عن التسليم في الركعتين في الوتر فقال نعم فإن كان لك حاجة فاخرج و اقضها ثم عد فاركع ركعة

256-  و عنه عن حماد بن عيسى و فضالة عن معاوية بن عمار قال قال لي اقرأ في الوتر في ثلاثتهن بقل هو الله أحد و سلم في الركعتين توقظ الراقد و تأمر بالصلاة

257-  و عنه عن فضالة عن أبي ولاد عن أبي عبد الله ع قال لا بأس أن يصلي الرجل الركعتين من الوتر ثم ينصرف فيقضي حاجته

258-  سعد عن أبي جعفر عن البرقي عن عبد الله بن الفضل النوفلي عن علي بن أبي حمزة أو غيره عمن حدثه عن أبي عبد الله ع قال قلت له أفصل الوتر فقال نعم قلت له إني ربما عطشت أ فأشرب الماء فقال نعم

259-  محمد بن علي بن محبوب عن العباس بن معروف عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن عذافر عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله ع فيمن انصرف في الركعة الثانية من الوتر هل يجوز له أن يتكلم أو يخرج من المسجد ثم يعود فيوتر قال نعم تصنع ما تشاء و تتكلم و تحدث وضوءك ثم تتمها قبل أن تصلي الغداة

260-  أحمد بن محمد بن عيسى عن البرقي عن سعد بن سعد الأشعري عن أبي الحسن الرضا ع قال سألته عن الوتر أ فصل أم وصل قال فصل

261-  محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي جعفر عن أبيه عن عبد الله بن الفضل النوفلي عن علي بن أبي حمزة و غيره عن بعض مشيخته قال قلت لأبي عبد الله ع أفصل في الوتر قال نعم قلت فإني ربما عطشت فأشرب الماء قال نعم و انكح

 -  فأما ما رواه الحسين بن سعيد عن النضر عن محمد بن أبي حمزة عن يعقوب بن شعيب قال سألت أبا عبد الله ع عن التسليم في ركعتي الوتر فقال إن شئت سلمت و إن شئت لم تسلم

263-  و عنه عن النضر عن محمد بن أبي حمزة عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع أسلم في ركعتي الوتر فقال إن شئت سلمت و إن شئت لم تسلم

264-  و عنه عن محمد بن زياد عن كردويه الهمداني قال سألت العبد الصالح ع عن الوتر فقال صله

 فإن هذه الروايات ليست منافية لما ذكرناه لأنها تضمنت التخيير في التسليم و من يقول بصلتها فإنه لا يجوز التسليم فيها على وجه و إذا كان فيها الاختيار فنحن نحمله على التسليم المخصوص و هو أن عندنا أن من قال السلام علينا و على عباد الله الصالحين في التشهد فقد انقطعت صلاته فإن قال بعد ذلك السلام عليكم و رحمة الله جاز و إن لم يقل جاز أيضا فكان التخيير إنما تناول هذا الضرب من التسليم و لو كان فيها صريح بالنهي عن التسليم لم يجب العمل بها لأن ما أثبتناه في وجوب التسليم من الأخبار أكثر و لا يجوز العدول عن الأكثر إلى الأقل إلا لدليل يمنع منه و يجوز أن تكون هذه الأخبار خرجت على طريق التقية لأنها موافقة لمذاهب العامة و ما يخرج على هذا الوجه لا يجب العمل به و يحتمل أن يكون أراد بالتسليم ما يستباح بالتسليم من الكلام و غيره و أجرى عليه هذه التسمية لأنه سبب في إباحته و هذا الكلام مما الإنسان مخير فيه إن شاء تكلم و إن شاء ابتدأ في الوتر من غير كلام و الذي يكشف عما ذكرناه أخيرا ما رواه

265-  الحسين بن سعيد عن صفوان عن منصور عن مولى لأبي جعفر ع قال قال ركعتا الوتر إن شاء تكلم بينهما و بين الثالثة و إن شاء لم يفصل

 قال الشيخ رحمه الله و يستحب أن يدعو الإنسان في الوتر بهذا الدعاء و ذكر الدعاء إلى آخره إلى قوله ثم يصلي ركعتي الفجر فلم نشتغل بتخريج أسانيد الدعاء لأن الاشتغال بغيره أولى و من أراد أن يقف على الدعاء نفسه فليأخذ من الكتاب و مما ورد في الحث على الدعاء في الوتر

266-  ما رواه الحسين بن سعيد عن فضالة عن معاوية بن عمار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول في قول الله عز و جل و بالأسحار هم يستغفرون في الوتر في آخر الليل سبعين مرة

267-  و عنه عن فضالة عن أبان عن إسماعيل بن الفضل قال سألت أبا عبد الله ع عما أقول في وتري فقال ما قضى الله على لسانك و قدره

268-  و عنه عن صفوان عن منصور عن أبي عبد الله ع قال قال لي استغفر الله عز و جل في الوتر سبعين مرة

269-  و عنه عن فضالة عن حسين بن عثمان عن سماعة عن أبي بصير قال قلت له المستغفرين بالأسحار فقال استغفر رسول الله ص في وتره سبعين مرة

270-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله ع عن القنوت في الوتر هل فيه شي‏ء موقت يتبع و يقال فقال لا أثن على الله عز و جل و صل على النبي ص و استغفر لذنبك العظيم ثم قال كل ذنب عظيم

271-  و عنه عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أبان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال قال أبو عبد الله ع القنوت في الوتر الاستغفار و في الفريضة الدعاء

272-  أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال تدعو في الوتر على العدو و إن شئت سميتهم و تستغفر و ترفع يديك في الوتر حيال وجهك و إن شئت تحت ثوبك

273-  و عنه عن علي بن حديد و عبد الرحمن بن أبي نجران و الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر ع قال يجزيك من القنوت خمس تسبيحات في ترسل

274-  و روى أبان بن عثمان عن الحلبي أنه قال لأبي عبد الله ع أسمي الأئمة ع في الصلاة فقال أجملهم

275-  محمد بن علي بن محبوب عن علي بن خالد عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار عن أبي عبد الله ع عن الرجل ينسى القنوت في الوتر أو غير الوتر قال ليس عليه شي‏ء و قال إن ذكره و قد أهوى إلى الركوع قبل أن يضع يديه على الركبتين فليرجع قائما و ليقنت ثم يركع و إن وضع يديه على الركبتين فليمض في صلاته و ليس عليه شي‏ء

 -  محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن عبد العزيز قال حدثني بعض أصحابنا قال كان أبو الحسن الأول ع إذا رفع رأسه عن آخر ركعة الوتر قال هذا مقام من حسناته نعمة منك و شكره ضعيف و ذنبه عظيم و ليس لذلك إلا رفقك و رحمتك فإنك قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل ص كانوا قليلا من الليل ما يهجعون و بالأسحار هم يستغفرون طال هجوعي و قل قيامي و هذا السحر و أنا أستغفرك لذنوبي استغفار من لا يجد لنفسه ضرا و لا نفعا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا ثم يخر ساجدا

 قال الشيخ رحمه الله ثم ليصل ركعتي الفجر إلى قوله و ليضطجع

277-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة قال قلت لأبي جعفر ع الركعتان اللتان قبل الغداة أين موضعهما فقال قبل طلوع الفجر فإذا طلع الفجر فقد دخل وقت الغداة

278-  و عنه عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن علي بن مهزيار قال قرأت في كتاب رجل إلى أبي جعفر ع الركعتان اللتان قبل صلاة الفجر من صلاة الليل هي أم من صلاة النهار و في أي وقت أصليهما فكتب بخطه احشوهما في صلاة الليل حشوا

279-  أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال سألت الرضا ع عن ركعتي الفجر فقال احشوا بهما صلاة الليل

280-  الحسين بن سعيد عن الحسن عن زرعة عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قلت ركعتا الفجر من صلاة الليل هي قال نعم

281-  و عنه عن النضر عن هشام بن سالم عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سألته عن ركعتي الفجر قبل الفجر أو بعد الفجر فقال قبل الفجر إنهما من صلاة الليل ثلاث عشرة ركعة صلاة الليل أ تريد أن تقايس لو كان عليك من شهر رمضان أ كنت تتطوع إذا دخل عليك وقت الفريضة فابدأ بالفريضة

282-  و عنه عن النضر عن هشام عن سليمان بن خالد قال سألت أبا عبد الله ع عن الركعتين قبل الفجر قال تركعهما حين تترك الغداة إنهما قبل الغداة

283-  و عنه عن حماد بن عيسى عن محمد بن حمزة بن بيض عن محمد بن مسلم قال سألت أبا جعفر ع عن أول وقت ركعتي الفجر فقال سدس الليل الباقي

284-  سعد عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال قلت لأبي الحسن ع ركعتي الفجر أصليهما قبل الفجر أو بعد الفجر فقال قال أبو جعفر ع احش بهما صلاة الليل و صلهما قبل الفجر

285-  أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف عن أبي بكر الحضرمي قال سألت أبا عبد الله ع فقلت متى أصلي ركعتي الفجر فقال حين يعترض الفجر و هو الذي تسميه العرب الصديع

 فأما ما روي من أن وقتهما مع الفجر أو بعد الفجر مثل ما رواه

286-  الحسين بن سعيد عن فضالة عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول صل ركعتي الفجر قبل الفجر و بعده و عنده

 -  و روى عن صفوان عن العلاء عن ابن أبي يعفور و محمد بن أبي عمير عن محمد بن حمران عن ابن أبي يعفور قال سألت أبا عبد الله ع عن ركعتي الفجر متى أصليهما فقال قبل الفجر و معه و بعده

288-  و عنه عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال صلهما مع الفجر و قبله و بعده

289-  و بهذا الإسناد عن ابن مسكان عن يعقوب بن سالم البزاز قال قال أبو عبد الله ع صلهما بعد الفجر و اقرأ فيهما في الأولى قل يا أيها الكافرون و في الثانية قل هو الله أحد

290-  و عنه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله ع عن ركعتي الفجر قال صلهما قبل الفجر و مع الفجر و بعد الفجر

291-  و عنه عن صفوان و ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج قال قال أبو عبد الله ع صلهما بعد ما يطلع الفجر

 فليس بين هذه الأحاديث و بين ما قدمناه قبلها تناقض لأن التخيير و الأمر بالصلاة بعد الفجر و مع الفجر في هذه الأخبار إنما توجه إلى من لم يدرك أن يحشوهما في صلاة الليل و ليس في شي‏ء منها أنه لا يجوز قبل الفجر بل في كثير منها أنه يصلي قبل و بعد و مع و يحتمل أيضا أن يكون المراد بقوله مع الفجر و بعد الفجر الفجر الأول و هو الذي يطلع صعدا دون أن يكون المراد به الفجر الثاني الذي ينتشر في أفق السماء و الذي يكشف عما ذكرناه ما رواه

292-  الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن إسحاق بن عمار عمن أخبره عنه ع قال صل الركعتين ما بينك و بين أن يكون الضوء حذاء رأسك فإن كان بعد ذلك فابدأ بالفجر

293-  و عنه عن القاسم بن محمد عن الحسين بن أبي العلاء قال قلت لأبي عبد الله ع الرجل يقوم و قد نور بالغداة قال فليصل السجدتين اللتين قبل الغداة ثم ليصل الغداة

 فبين بهذين الخبرين أن المراد بتلك الأحاديث الفجر الأول لأن الحديث الأول قال فيه ما بينك و بين أن يكون الضوء حذاء رأسك و هذا إشارة إلى الفجر الأول الذي يطلع صعدا و كذلك الحديث الآخر الذي قال فيه الرجل يقوم و قد نور بالغداة فإنه إشارة إلى ضوء يسير و الفجر الثاني لا يكون كذلك بل يكون ضوؤه منتشرا كثيرا في أفق السماء و يحتمل أن يكون هذه الأخبار وردت لضرب من التقية مع تسليم أن الفجر فيها المراد به الفجر الثاني لأن عند مخالفينا أن هاتين الركعتين لا يصليان إلا بعد طلوع الفجر الثاني و الذي يكشف عما ذكرناه ما رواه

294-  أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع متى أصلي ركعتي الفجر قال فقال لي بعد طلوع الفجر قلت له إن أبا جعفر ع أمرني أن أصليهما قبل طلوع الفجر فقال يا أبا محمد إن الشيعة أتوا أبي مسترشدين فأفتاهم بمر الحق و أتوني شكاكا فأفتيتهم بالتقية

295-  فأما ما رواه ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان قال قال أبو عبد الله ع ربما صليتهما و علي ليل فإن قمت و لم يطلع الفجر أعدتهما

296-  و ما رواه صفوان عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إني لأصلي صلاة الليل فأفرغ من صلاتي و أصلي الركعتين فأنام ما شاء الله قبل أن يطلع الفجر فإن استيقظت عند الفجر أعدتهما

 فإن هذين الخبرين وردا فيمن صلى هاتين الركعتين و عليه قطعة من الليل قبل طلوع الفجر الأول فحينئذ ينبغي له أن يعيد الركعتين و يحتمل أيضا أن يكون أبو جعفر و أبو عبد الله ع أعادا ذلك على طريق الاستحباب و ليس في الخبرين أنكم إذا فعلتم ذلك و الأمر على ذلك أعيدوهما ثانيا فأما القراءة فيهما فقد روى

297-  الحسين بن سعيد عن النضر عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع قال اقرأ في ركعتي الفجر بأي سورتين أحببت و قال أما أنا فأحب أن أقرأ فيهما بقل هو الله أحد و قل يا أيها الكافرون

 قال الشيخ رحمه الله ثم ليضطجع على جنبه الأيمن إلى قوله فإذا طلع الفجر و استبان

298-  الحسين بن سعيد عن فضالة عن حسين بن عثمان عن ابن مسكان و محمد بن سنان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد قال سألته عما أقول إذا اضطجعت على يميني بعد ركعتي الفجر فقال أبو عبد الله ع اقرأ الخمس آيات التي في آخر آل عمران إلى إنك لا تخلف الميعاد و قل استمسكت بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها و اعتصمت بحبل الله المتين و أعوذ بالله من شر فسقة العرب و العجم آمنت بالله توكلت على الله ألجأت ظهري إلى الله فوضت أمري إلى الله و من يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شي‏ء قدرا حسبي الله و نعم الوكيل اللهم من أصبحت حاجته إلى مخلوق فإن حاجتي و رغبتي إليك الحمد لرب الصباح الحمد لفالق الإصباح ثلاثا

  و يجوز بدلا من الاضطجاع السجدة و المشي و الكلام إلا أن الاضطجاع أفضل

299-  روى محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن أسباط عن إبراهيم بن أبي البلاد قال صليت خلف الرضا ع في المسجد الحرام صلاة الليل فلما فرغ جعل مكان الضجعة سجدة

300-  سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسن عن أيوب بن نوح عن الحسين بن عثمان عن رجل عن أبي عبد الله ع قال يجزيك من الاضطجاع بعد ركعتي الفجر القيام و القعود و الكلام بعد ركعتي الفجر

301-  و عنه عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر ع قال إنما على أحدكم إذا انتصف الليل أن يقوم فيصلي صلاته جملة واحدة ثلاث عشرة ركعة ثم إن شاء جلس فدعا و إن شاء نام و إن شاء ذهب حيث شاء

 و يستحب أن لا ينام الإنسان بعد هاتين الركعتين و يشتغل بالدعاء و التسبيح فإن النوم في هذا الوقت مكروه

302-  روى محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن محمد القاساني عن سليمان بن حفص المروزي قال قال أبو الحسن الأخير ع إياك و النوم بين صلاة الليل و الفجر و لكن ضجعة بلا نوم فإن صاحبه لا يحمد على ما قدم من صلاته

 قال الشيخ رحمه الله فإذا طلع الفجر و استبان فليؤذن إلى قوله ثم ليرفع رأسه فيذكر الله إلى طلوع الشمس كل ذلك قد مضى شرحه في جملة ما تقدم ثم قال رحمه الله ثم ليرفع رأسه فيذكر الله كثيرا إلى طلوع الشمس إلى آخر الباب

303-  محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي جعفر النحوي عن أبي الجوزاء عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خلاد عن عاصم بن أبي النجود الأسدي عن ابن عمر عن الحسن بن علي ع قال سمعت أبي علي بن أبي طالب ع يقول قال رسول الله ص أيما امرئ مسلم جلس في مصلاه الذي صلى فيه الفجر يذكر الله حتى تطلع الشمس كان له من الأجر كحاج رسول الله ص و غفر له فإن جلس فيه حتى تكون ساعة تحل فيها الصلاة فصلى ركعتين أو أربعا غفر له ما سلف و كان له من الأجر كحاج بيت الله

304-  و عنه عن أبي جعفر عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص قال الله يا ابن آدم اذكرني بعد الفجر ساعة و اذكرني بعد العصر ساعة أكفك ما أهمك

305-  و عنه عن معاوية بن حكيم عن معمر بن خلاد عن الرضا ع قال سمعته يقول ينبغي للرجل إذا أصبح أن يقرأ بعد التعقيب خمسين آية

306-  و روى العلاء عن محمد بن مسلم عن أحدهما ع قال سألته عن النوم بعد الغداة فقال إن الرزق يبسط تلك الساعة فأنا أكره أن ينام الرجل تلك الساعة

307-  و قال الصادق ع الجلوس بعد صلاة الغداة في التعقيب و الدعاء حتى تطلع الشمس أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض

 -  و قال ع نومة الغداة مشومة تطرد الرزق و تصفر اللون و تقبحه و تغيره و هو نوم كل مشوم إن الله تعالى يقسم الأرزاق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس و إياكم و تلك النومة و كان المن و السلوى ينزل على بني إسرائيل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فمن نام تلك الساعة لم ينزل نصيبه و كان إذا انتبه فلا يرى نصيبه احتاج إلى السؤال و الطلب

309-  و قال الصادق ع في قول الله عز و جل فالمقسمات أمرا قال الملائكة تقسم أرزاق بني آدم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فمن نام فيما بينهما نام عن رزقه

310-  و قال رسول الله ص من جلس في مصلاه من صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ستره الله من النار