باب 19- صلاة الاستسقاء

1-  روى عبد الرحمن بن كثير عن الصادق ع أنه قال إذا فشت أربعة ظهرت أربعة إذا فشا الزنا ظهرت الزلازل و إذا أمسكت الزكاة هلكت الماشية و إذا جار الحكام في القضاء أمسك القطر من السماء و إذا خفرت الذمة نصر المشركون على المسلمين

2-  و روي عن النبي ص أنه قال إذا غضب الله تعالى على أمة ثم لم ينزل بها العذاب غلت أسعارها و قصرت أعمارها و لم تربح تجارها و لم تزك ثمارها و لم تعذب أنهارها و حبس عنها أمطارها و سلط عليها أشرارها

3-  محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن حماد السراج قال أرسلني محمد بن خالد إلى أبي عبد الله ع أقول له إن الناس قد أكثروا علي في الاستسقاء فما رأيك في الخروج غدا فقلت ذلك لأبي عبد الله ع فقال لي قل له ليس الاستسقاء هكذا فقل له يخرج فيخطب الناس و يأمرهم بالصيام اليوم و غدا و يخرج بهم اليوم الثالث و هم صيام قال فأتيت محمدا فأخبرته بمقالة أبي عبد الله ع فجاء فخطب الناس و أمرهم بالصيام كما قال أبو عبد الله ع فلما كان في اليوم الثالث أرسل إليه ما رأيك في الخروج و في غير هذه الرواية أنه أمره أن يخرج يوم الإثنين فيستسقي

4-  الحسين بن سعيد عن صفوان عن عبد الله بن بكير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول في الاستسقاء قال يصلي ركعتين و يقلب رداءه الذي على يمينه فيجعله على يساره و الذي على يساره على يمينه و يدعو الله فيستسقي

5-  محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن مسلم و الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن أحمد بن سليمان جميعا عن مرة مولى خالد قال صاح أهل المدينة إلى محمد بن خالد في الاستسقاء فقال لي انطلق إلى أبي عبد الله ع فسله ما رأيك فإن هؤلاء قد صاحوا إلي فأتيته فقلت له ما قال لي فقال لي قل له فليخرج قلت له متى يخرج جعلت فداك قال يوم الإثنين قلت له كيف يصنع قال يخرج المنبر ثم يخرج يمشي كما يخرج يوم العيدين و بين يديه المؤذنون في أيديهم عنزهم حتى إذا انتهى إلى المصلى صلى بالناس ركعتين بلا أذان و لا إقامة ثم يصعد المنبر فيقلب رداءه فيجعل الذي على يمينه على يساره و الذي على يساره على يمينه ثم يستقبل القبلة فيكبر الله مائة تكبيرة رافعا بها صوته ثم يلتفت إلى الناس عن يمينه فيسبح الله مائة تسبيحة رافعا بها صوته ثم يلتفت إلى الناس عن يساره فيهلل الله مائة تهليلة رافعا بها صوته ثم يستقبل الناس فيحمد الله مائة تحميدة ثم يرفع يديه فيدعو ثم يدعون فإني لأرجو أن لا يخيبوا قال ففعل فلما رجعنا قالوا هذا من تعليم جعفر ع

 و في رواية يونس فما رجعنا حتى أهمتنا أنفسنا

6-  و عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال سألته عن صلاة الاستسقاء قال مثل صلاة العيدين يقرأ فيهما و يكبر فيهما يخرج الإمام فيبرز إلى مكان نظيف في سكينة و وقار و خشوع و مسألة و يبرز معه الناس فيحمد الله و يمجده و يثني عليه و يجتهد في الدعاء و يكثر من التسبيح و التهليل و التكبير و يصلي مثل صلاة العيدين ركعتين في دعاء و مسألة و اجتهاد فإذا سلم الإمام قلب ثوبه و جعل الجانب الذي على المنكب الأيمن على المنكب الأيسر و الذي على الأيسر على الأيمن فإن النبي ص كذلك صنع

7-  محمد بن علي بن محبوب عن علي بن السندي عن محمد بن عمرو بن سعيد عن محمد بن يحيى الصيرفي عن محمد بن سفيان عن رجل عن أبي عبد الله ع قال سألته عن تحويل النبي ص رداءه إذا استسقى قال علامة بينه و بين أصحابه يحول الجدب خصبا

8-  عنه عن محمد بن خالد البرقي عن ابن أبي عمير عن أبي البختري عن أبي عبد الله ع عن أبيه عن علي ع أنه قال مضت السنة أنه لا يستسقى إلا بالبراري حيث ينظر الناس إلى السماء و لا يستسقى في المساجد إلا بمكة

9-  الحسين بن سعيد عن صفوان أخبرني موسى بن بكر أو عبد الله بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ع عن أبيه ع أن رسول الله ص صلى للاستسقاء ركعتين و بدأ بالصلاة قبل الخطبة و كبر سبعا و خمسا و جهر بالقراءة

 و قد روي أن الخطبة قبل الصلاة روى ذلك

10-  الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال الخطبة في الاستسقاء قبل الصلاة و يكبر في الأولى سبعا و في الأخرى خمسا

 قال محمد بن الحسن مصنف هذا الكتاب و العمل على الرواية الأولى أولى لأن ما قدمناه من الأخبار تضمن أنه يصلي الاستسقاء كما يصلي العيدين و قد بينا فيما مضى أن صلاة العيدين الخطبة بعدها فيجب أن تكون هذه الصلاة جارية مجراها و يستحب أن يقرأ بهذه الخطبة بعد صلاة الاستسقاء

خطبة الاستسقاء

11-  روي أن أمير المؤمنين ع خطب بهذه الخطبة في صلاة الاستسقاء فقال الحمد لله سابغ النعم و مفرج الهم و بارئ النسم الذي جعل السماوات لكرسيه عمادا و الجبال أوتادا و الأرض للعباد مهادا و ملائكته على أرجائها و حملة عرشه على أمطائها و أقام بعزته أركان العرش و أشرق بضوئه شعاع الشمس و أطفأ بشعاعه ظلمة الغطش و فجر الأرض عيونا و القمر نورا و النجوم بهورا ثم علا فتمكن و خلق فأتقن و أقام فتهيمن فخضعت له نخوة المستكبر و طلبت إليه خلة المتمسكن اللهم فبدرجتك الرفيعة و محلتك المنيعة و فضلك البالغ و سبيلك الواسع أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد كما دان لك و دعا إلى عبادتك و أوفى بعهودك و أنفذ أحكامك و اتبع أعلامك عبدك و نبيك و أمينك على عهدك إلى عبادك القائم بأحكامك و مؤيد من أطاعك و قاطع عذر من عصاك اللهم فاجعل محمدا صلى الله عليه و آله أجزل من جعلت له نصيبا من رحمتك و أنضر من أشرق وجهه بسجال عطيتك و أقرب الأنبياء زلفة يوم القيامة عندك و أوفرهم حظا من رضوانك و أكثرهم صفوف أمة في جنانك كما لم يسجد للأحجار و لم يعتكف للأشجار و لم يستحل السباء و لم يشرب الدماء اللهم خرجنا إليك حين فاجأتنا المضايق الوعرة و ألجأتنا المحابس العسرة و عضتنا علائق الشين و تأثلت علينا لواحق المين و اعتكرت علينا حدابير السنين و أخلفتنا مخايل الجود و استظمأنا لصوارخ القود فكنت رجاء المبتئس و الثقة للملتمس ندعوك حين قنط الأنام و منع الغمام و هلك السوام يا حي يا قيوم عدد الشجر و النجوم و الملائكة الصفوف و العنان المكفوف و أن لا تردنا خائبين و لا تؤاخذنا بأعمالنا و لا تحاصنا بذنوبنا و انشر علينا رحمتك بالسحاب المنساق و النبات المونق و امنن على عبادك بتنويع الثمرة و أحي بلادك ببلوغ الزهرة و أشهد ملائكتك الكرام السفرة سقيا منك نافعة دائمة غزرها واسعا درها سحابا وابلا سريعا عاجلا تحيي به ما قد مات و ترد به ما قد فات و تخرج به ما هو آت اللهم اسقنا غيثا ممرعا طبقا مجلجلا متتابعا خفوقه منبجسة بروقه مرتجسة هموعه و سيبه مستدر و صوبه مستبطر لا تجعل ظله علينا سموما و برده علينا حسوما و ضوءه علينا رجوما و ماءه أجاجا و نباته رمادا رمددا اللهم إنا نعوذ بك من الشرك و هواديه و الظلم و دواهيه و الفقر و دواعيه يا معطي الخيرات من أماثلها و مرسل البركات من معادنها منك الغيث المغيث و أنت الغياث المستغاث و نحن الخاطئون و أهل الذنوب و أنت المستغفر الغفار نستغفرك للجهالات من ذنوبنا و نتوب إليك من عوام خطايانا اللهم فأرسل علينا ديمة مدرارا و اسقنا الغيث واكفا مغزارا غيثا واسعا و بركة من الوابل نافعة تدافع الودق بالودق دفاعا و يتلو القطر منه القطر غير خلب برقه و لا مكذب رعده و لا عاصفة جنائبه بل ريا يغص بالري ربابه و فاض فانصاع به سحابه و جرى آثار هيدبه جنابه سقيا منك محيية مروية محفلة مفضلة زاكيا نبتها ناميا زرعها ناضرا عودها ممرعة آثارها جارية بالخصب و الخير على أهلها تنعش بها الضعيف من عبادك و تحيي بها الميت من بلادك و تنعم بها المبسوط من رزقك و تخرج بها المخزون من رحمتك و تعم بها من نأى من خلقك حتى يخصب لإمراعها المجدبون و يحيا ببركتها المسنتون و تترع بالقيعان غدرانها و تورق ذرى الآكام زهراتها و يدهام بذرى الآكام شجرها و تستحق بعد اليأس شكرا منة من مننك مجللة و نعمة من نعمك مفضلة على بريتك المؤملة و بلادك المغربة و بهائمك المعملة و وحشك المهملة اللهم منك ارتجاؤنا و إليك مآبنا فلا تحبسه عنا لتبطنك سرائرنا و لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا فإنك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا و تنشر رحمتك و أنت الولي الحميد ثم بكى ع فقال سيدي صاخت جبالنا و اغبرت أرضنا و هامت دوابنا و قنط ناس منا أو من قنط منهم و تاهت البهائم و تحيرت في مراتعها و عجت عجيج الثكلى على أولادها و ملت الدوران في مراتعها حين حبست عنها قطر السماء فرق لذلك عظمها و ذهب لحمها و ذاب شحمها و انقطع درها اللهم ارحم أنين الآنة و حنين الحانة ارحم تحيرها في مراتعها و أنينها في مرابضها