باب 31- ذكر أصناف أهل الجزية

ذكر الشيخ رحمه الله أن الأصناف الذين وجبت عليهم الجزية ثلاثة و هم اليهود و النصارى و المجوس ثم ذكر بعد ذلك أصناف الفرق المختلفة في الآراء و المذاهب فليس بنا حاجة إلى شرحها إذ الغرض بهذا الكتاب غير شرح ما يجري مجراه فأما الفرق الثلاثة فقد تقدم ذكرها في أنها أهل الجزية و يزيد ذلك بيانا ما رواه

1-  محمد بن الحسن الصفار عن علي بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله ع قال سأل رجل أبي عن حروب أمير المؤمنين ع و كان السائل من محبينا فقال له أبو جعفر ع بعث الله محمدا ص بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة لا تغمد إلى أن تضع الحرب أوزارها و لن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من مغربها آمن الناس كلهم في ذلك اليوم فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا و سيف منها مكفوف و سيف منها مغمود سله إلى غيرنا و حكمه إلينا فأما السيوف الثلاثة الشاهرة فسيف على مشركي العرب قال الله تعالى فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم و خذوهم و احصروهم و اقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا يعني فإن آمنوا و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة فإخوانكم في الدين فهؤلاء لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الإسلام فأموالهم و ذراريهم تسبى على ما سبى رسول الله ص فإنه سبى و عفا و قبل الفداء و السيف الثاني على أهل الذمة قال الله تعالى و قولوا للناس حسنا نزلت في أهل الذمة ثم نسخها قوله تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون فمن كان منهم في دار الإسلام فلم يقبل منه إلا الجزية أو القتل و مالهم في‏ء و ذراريهم سبي فإذا قبلوا الجزية حرم علينا سبيهم و أموالهم و حلت لنا مناكحتهم و من كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم و لم تحل لنا مناكحتهم و لا يقبل منهم إلا الجزية أو القتل و السيف الثالث سيف على مشركي العجم يعني الترك و الخزر و الديلم قال الله تعالى في أول السورة التي يذكر فيها الذين كفروا فقص قصتهم قال فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد يعني السبي و إما فداء يعني المفاداة بينهم و بين أهل الإسلام فهؤلاء لن يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الإسلام و لا تحل لنا مناكحتهم ما داموا في دار الحرب و أما السيف المكفوف فسيف أهل البغي و التأويل قال الله تعالى و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما الآية إلى قوله حتى تفي‏ء إلى أمر الله فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله ص إن منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل فسئل النبي ص من هو فقال هو خاصف النعل يعني أمير المؤمنين ع و قال عمار بن ياسر ره قاتلت بهذه الراية مع رسول الله ص ثلاثا فهذه الرابعة و الله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر لعلمنا أننا على الحق و أنهم على الباطل و كانت السيرة فيهم من أمير المؤمنين ع ما كان من رسول الله ص في أهل مكة يوم فتح مكة فإنه لم يسب لهم ذرية و قال من أغلق بابه أو ألقى سلاحه أو دخل دار أبي سفيان لع فهو آمن و كذلك قال أمير المؤمنين ع فيهم لا تسبوا لهم ذرية و لا تتموا على جريح و لا تتبعوا مدبرا و من أغلق بابه أو ألقى سلاحه فهو آمن و أما السيف المغمود فالسيف الذي يقام به القصاص قال الله تعالى النفس بالنفس الآية فسله إلى أولياء المقتول و حكمه إلينا فهذه السيوف التي بعث الله بها إلى نبيه ص فمن جحدها أو جحد واحدا منها أو شيئا من سيرها و أحكامها فقد كفر بما أنزل الله على محمد ص