أبْواب الْعمْرة

223-  باب أنّ منْ تمتّع بالْعمْرة إلى الْحجّ سقط عنْه فرْض الْعمْرة

1-  محمّد بْن يعْقوب عنْ عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عن ابْن أبي عميْر عنْ حمّاد عن الْحلبيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال إذا تمتّع الرّجل بالْعمْرة فقدْ قضى ما عليْه منْ فريضة الْعمْرة

2-  و روى موسى بْن الْقاسم عنْ صفْوان بْن يحْيى و ابْن أبي عميْر عنْ يعْقوب بْن شعيْب قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع قوْل اللّه عزّ و جلّ و أتمّوا الْحجّ و الْعمْرة للّه يكْفي الرّجل إذا تمتّع بالْعمْرة إلى الْحجّ مكان تلْك الْعمْرة الْمفْردة قال كذلك أمر رسول اللّه ص أصْحابه

3-  و أمّا ما رواه موسى بْن الْقاسم عنْ صفْوان عنْ نجيّة عنْ أبي جعْفر ع قال إذا دخل الْمعْتمر مكّة غيْر متمتّع فطاف بالْبيْت و سعى بيْن الصّفا و الْمرْوة و صلّى الرّكْعتيْن خلْف مقام إبْراهيم ع فلْيلْحقْ بأهْله إنْ شاء و قال إنّما أنْزلت الْعمْرة الْمفْردة و الْمتْعة لأنّ الْمتْعة دخلتْ في الْحجّ و لمْ تدْخل الْعمْرة الْمفْردة في الْحجّ

 فليْس بمناف لما قدّمْناه لأنّ قوْله ع و لمْ تدْخل الْعمْرة الْمفْردة في الْحجّ معْناه الْعمْرة الّتي يعْتمر بها في غيْر أشْهر الْحجّ لأنّه إنّما تدْخل الْعمْرة الْمفْردة في الْحجّ إذا وقعتْ في أشْهر الْحجّ و متى كان الْأمْر على ما ذكرْناه فهي غيْر مجْزية عن الْمتْعة و الّذي يؤكّد ما قدّمْناه

4-  ما رواه محمّد بْن يعْقوب عنْ عدّة منْ أصْحابنا عنْ سهْل بْن زياد عنْ أحْمد بْن محمّد بْن أبي نصْر قال سألْت أبا الْحسن ع عن الْعمْرة أ واجبة هي قال نعمْ قلْت فمنْ تمتّع تجْزي عنْه قال نعمْ

224-  باب أنّه يجوز في كلّ شهْر عمْرة بلْ في كلّ عشرة أيّام

1-  موسى بْن الْقاسم عنْ صفْوان عنْ معاوية بْن عمّار عنْ أبي عبْد اللّه ع قال كان عليّ ع يقول لكلّ شهْر عمْرة

2-  عنْه عنْ يونس عنْ يعْقوب قال سمعْت أبا عبْد اللّه ع يقول كان عليّ ع يقول لكلّ شهْر عمْرة

3-  فأمّا ما رواه موسى بْن الْقاسم عن ابْن أبي عميْر عنْ حمّاد عن الْحلبيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع قال و الْعمْرة في كلّ سنة مرّة

4-  و ما رواه أيْضا عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ حريز عنْ أبي عبْد اللّه ع و جميل عنْ زرارة عنْ أبي جعْفر ع قال لا يكون عمْرتان في سنة

 فالْوجْه في هذيْن الْخبريْن أنّه لا تكون في السّنة عمْرتان يتمتّع بهما إلى الْحجّ فأمّا الْعمْرة الْمبْتولة الّتي لا يتمتّع بها إلى الْحجّ فهي جائزة في كلّ شهْر بلْ في كلّ عشرة أيّام يدلّ على ذلك أيْضا

5-  ما رواه محمّد بْن يعْقوب عنْ رجل عنْ عليّ عنْ أبيه عنْ إسْماعيل بْن مرّار عنْ يونس عنْ عليّ بْن أبي حمْزة قال سألْت أبا الْحسن ع عنْ رجل يدْخل مكّة في السّنة الْمرّة و الْمرّتيْن و الْأرْبعة كيْف يصْنع قال إذا دخل فلْيدْخلْ ملبّيا و إذا خرج فلْيخْرجْ محلّا قال و لكلّ شهْر عمْرة فقلْت تكون أقلّ فقال تكون لكلّ عشرة أيّام عمْرة ثمّ قال و حقّك لقدْ كان في عامي هذه السّنة ستّ عمر قلْت و لم ذلك قال كنْت مع محمّد بْن إبْراهيم بالطّائف و كان كلّما دخل دخلْت معه

225-  باب جواز الْعمْرة الْمبْتولة في أشْهر الْحجّ

1-  محمّد بْن يعْقوب عنْ عدّة منْ أصْحابنا عنْ أحْمد بْن محمّد عن ابْن محْبوب عنْ عبْد اللّه بْن سنان عنْ أبي عبْد اللّه ع قال لا بأْس بالْعمْرة الْمفْردة في أشْهر الْحجّ ثمّ يرْجع إلى أهْله

2-  عنْه عنْ عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ إبْراهيم بْن عمر الْيمانيّ عنْ أبي عبْد اللّه ع أنّه سئل عنْ رجل خرج في أشْهر الْحجّ معْتمرا ثمّ رجع إلى بلاده قال لا بأْس و إنْ حجّ منْ عامه و أفْرد الْحجّ فليْس عليْه دم إنّ الْحسيْن ع خرج قبْل التّرْوية إلى الْعراق و قدْ كان دخل مكّة معْتمرا

3-  فأمّا ما رواه محمّد بْن الْحسن الصّفّار عنْ محمّد بْن الْحسيْن عنْ موسى بْن سعْدان عن الْحسيْن بْن حمّاد عنْ إسْحاق عنْ عمر بْن يزيد عنْ أبي عبْد اللّه ع قال منْ دخل مكّة بعمْرة فأقام إلى هلال ذي الْحجّة فليْس له أنْ يخْرج حتّى يحجّ مع النّاس

4-  و ما رواه موسى بْن الْقاسم قال أخْبرني بعْض أصْحابنا أنّه سأل أبا جعْفر ع في عشْر منْ شوّال فقال إنّي أريد أنْ أفْرد عمْرة هذا الشّهْر فقال له أنْت مرْتهن بالْحجّ فقال له الرّجل إنّ الْمدينة منْزلي و مكّة منْزلي و لي بيْنهما أهْل و بيْنهما أمْوال فقال له أنْت مرْتهن بالْحجّ فقال له الرّجل فإنّ لي ضياعا حوْل مكّة و أحْتاج إلى الْخروج إليْها فقال تخْرج حلالا و ترْجع حلالا إلى الْحجّ

  فالْوجْه في هذيْن الْخبريْن أحد شيْئيْن أحدهما أنْ نحْملهما على ضرْب من الاسْتحْباب و الْآخر أنْ نحْملهما على منْ كانتْ عمْرته متْعة فإنّه لا يجوز له أنْ يخْرج لأنّه مرْتهن بالْحجّ على ما تضمّنه الْخبران و ليْس في الْخبريْن أنّ الْعمْرة كانتْ مفْردة أوْ كانت الّتي يتمتّع بها إلى الْحجّ بلْ هي مجْملة و نحْن نحْملهما على هذا التّفْصيل لئلّا تتناقض الْأخْبار يدلّ على هذا الْمعْنى

5-  ما رواه محمّد بْن يعْقوب عنْ عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عنْ إسْماعيل بْن مرّار عنْ يونس عنْ معاوية بْن عمّار قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع منْ أيْن افْترق الْمتمتّع و الْمعْتمر فقال إنّ الْمتمتّع مرْتبط بالْحجّ و الْمعْتمر إذا فرغ منْها ذهب حيْث شاء و قد اعْتمر الْحسيْن ع في ذي الْحجّة ثمّ راح يوْم التّرْوية إلى الْعراق و النّاس يروحون إلى منى فلا بأْس بالْعمْرة في ذي الْحجّة لمنْ لا يريد الْحجّ

6-  و روى محمّد بْن الْحسن الصّفّار عنْ محمّد بْن الْحسيْن عنْ وهيْب بْن حفْص عنْ عليّ قال سأله أبو بصير و أنا حاضر عمّنْ أهلّ بعمْرة في أشْهر الْحجّ له أنْ يرْجع قال ليْس في أشْهر الْحجّ عمْرة يرْجع فيها إلى أهْله و لكنّه يحْتبس بمكّة حتّى يقْضي حجّه لأنّه إنّما أحْرم لذلك

 فبيّن ع في هذا الْخبر أنّه لمْ يجزْ له ذلك لأنّه أحْرم للْحجّ و هذا لا يكون إلّا لمنْ قصد التّمتّع بالْعمْرة إلى الْحجّ على ما بيّنّاه

226-  باب أنّ الْبدْأة بالْمدينة أفْضل لمنْ حجّ على طريق الْعراق

1-  روى موسى بْن الْقاسم عنْ صفْوان عنْ عيص بْن الْقاسم قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الْحاجّ من الْكوفة يبْدأ بالْمدينة أفْضل أوْ بمكّة قال بالْمدينة

 -  فأمّا ما رواه محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ أبي جعْفر عنْ أبيه عنْ غياث بْن إبْراهيم عنْ جعْفر عنْ أبيه قال سألْت أبا جعْفر ع أبْدأ بالْمدينة أوْ بمكّة قال ابْدأْ بمكّة و اخْتمْ بالْمدينة فإنّه أفْضل

 فالْوجْه فيه أنْ نحْمله على منْ حجّ على طريق الْعراق و قدْ روي أنّه يفْعل أيّهما شاء

3-  روى أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عن الْحسن بْن عليّ بْن يقْطين عنْ أخيه الْحسيْن عنْ عليّ بْن يقْطين قال سألْت أبا الْحسن ع عن الْممرّ بالْمدينة في الْبدْأة أفْضل أوْ في الرّجْعة قال لا بأْس بذلك أيّة كان

227-  باب هلْ يجوز أنْ يسْتدين الْإنْسان و يحجّ أمْ لا

1-  أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ محمّد بْن أبي عميْر عنْ معاوية بْن وهْب عنْ غيْر واحد قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع إنّي رجل ذو ديْن أ فأتديّن و أحجّ فقال هو أقْضى للدّيْن

2-  و روى الْحسيْن بْن سعيد عنْ محمّد بْن أبي عميْر عنْ عقْبة قال جاءني سدير الصّيْرفيّ فقال إنّ أبا عبْد اللّه ع يقْرأ عليْك السّلام و يقول لك ما لك لا تحجّ اسْتقْرضْ و حجّ

 قال محمّد بْن الْحسن الْوجْه في هذيْن الْخبريْن أنْ نحْملهما على منْ له ما يرْجع إليْه فيقْضي دينه فأمّا منْ ليْس له ذلك فلا يجوز له أنْ يسْتقْرض و يحجّ لأنّ الْحجّ ما وجب عليْه يدلّ على هذا التّفْصيل

3-  ما رواه أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ عليّ بْن الْحكم عنْ عبْد الْملك بْن عتْبة قال سألْت أبا الْحسن ع عن الرّجل عليْه ديْن يسْتقْرض و يحجّ قال إنْ كان له وجْه في مال فلا بأْس

4-  عنْه عنْ أبي عبْد اللّه الْبرْقيّ عنْ جعْفر بْن بشير عنْ موسى بْن بكْر الْواسطيّ قال سألْت أبا الْحسن ع عن الرّجل يسْتقْرض و يحجّ قال إنْ كان خلْف ظهْره مال إنْ حدث به حدث أدّي عنْه فلا بأْس

228-  باب إتْمام الصّلاة في الْحرميْن

1-  محمّد بْن يعْقوب عنْ عدّة منْ أصْحابنا عنْ أحْمد بْن محمّد و سهْل بْن زياد عنْ أحْمد بْن محمّد بْن أبي نصْر عنْ إبْراهيم بْن شيْبة قال كتبْت إلى أبي جعْفر ع أسْأله عنْ إتْمام الصّلاة في الْحرميْن فكتب إليّ كان رسول اللّه ص يحبّ إكْثار الصّلاة في الْحرميْن فأكْثرْ فيهما و أتمّ

2-  عنْه عنْ عدّة منْ أصْحابنا عنْ أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ عثْمان بْن عيسى قال سألْت أبا الْحسن ع عنْ إتْمام الصّلاة و الصّيام في الْحرميْن فقال أتمّهما و لوْ صلاة واحدة

3-  عليّ بْن مهْزيار عنْ فضالة عنْ أبان عنْ مسْمع عنْ أبي إبْراهيم ع قال كان أبي ع يرى لهذيْن الْحرميْن ما لا يراه لغيْرهما و يقول إنّ الْإتْمام فيهما من الْأمْر الْمذْخور

4-  محمّد بْن الْحسيْن بْن أبي الْخطّاب عنْ صفْوان عنْ عمر بْن رياح قال قلْت لأبي الْحسن ع أقْدم مكّة أتمّ أوْ أقصّر قال أتمّ قلْت و أمرّ بالْمدينة فأتمّ الصّلاة أوْ أقصّر قال أتمّ

 -  عنْه عنْ صفْوان عنْ مسْمع عنْ أبي عبْد اللّه ع قال قال لي إذا دخلْت مكّة فأتمّ يوْم تدْخل

6-  محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ محمّد بْن عبْد الْجبّار عنْ صفْوان عنْ عبْد الرّحْمن بْن الْحجّاج قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن الْإتْمام بمكّة و الْمدينة قال أتمّ و إنْ لمْ تصلّ فيهما إلّا صلاة واحدة

7-  فأمّا ما رواه أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ محمّد بْن إسْماعيل بْن بزيع قال سألْت الرّضا ع عن الصّلاة بمكّة و الْمدينة تقْصير أوْ إتْمام فقال قصّرْ ما لمْ تعْزمْ على مقام عشرة أيّام

8-  عنْه عنْ عليّ بْن حديد قال سألْت الرّضا ع فقلْت إنّ أصْحابنا اخْتلفوا في الْحرميْن فبعْضهمْ يقصّر و بعْضهمْ يتمّ و أنا ممّنْ يتمّ على رواية قدْ رواها أصْحابنا في التّمام و ذكرْت عبْد اللّه بْن جنْدب أنّه كان يتمّ قال رحم اللّه ابْن جنْدب ثمّ قال لي لا يكون الْإتْمام إلّا أنْ تجْمع على إقامة عشرة أيّام و صلّ النّوافل ما شئْت قال ابْن حديد و كان محبّتي أنْ يأْمرني بالْإتْمام

 فلا تنافي بيْن هذيْن الْخبريْن و الْأخْبار الْمتقدّمة لأنّ الْأمْر بالتّقْصير إنّما توجّه إلى منْ لمْ يعْزمْ على مقام عشرة أيّام إذا اعْتقد وجوب الْإتْمام فيهما و نحْن لمْ نقلْ إنّ الْإتْمام فيهما واجب بلْ إنّما قلْناه على جهة الْفضْل و الاسْتحْباب أ لا ترى إلى خبر عليّ بْن حديد عن الرّضا ع تضمّن أنّه لمّا ذكر له عبْد اللّه بْن جنْدب و أنّه كان يتمّ فيهما فترحّم ع فلوْ كان أمْره بالتّقْصير على جهة الْوجوب لمْ يترحّمْ عليْه لأنّه مخالف له ثمّ بيّن عليّ بْن حديد أيْضا ذلك في آخر الْخبر لأنّه قال و كان محبّتي أنْ يأْمرني بالْإتْمام فبيّن أنّه طلب الْوجوب فلمْ يأْمرْه بذلك لأنّ أوامرهمْ ع تقْتضي الْوجوب و لمْ يقلْ و لمْ ينْدبْني إليْه و يحْتمل هذان الْخبران وجْها آخر و هو أنّ منْ حصل بالْحرميْن ينْبغي له أنْ يعْزم على مقام عشرة أيّام و يتمّ الصّلاة فيهما و إنْ كان يعْلم أنّه لا يقيم إلّا يوْما أوْ يوْميْن و يكون هذا ممّا يخْتصّ به هذان الْموْضعان و يتميّزان به منْ سائر الْبلاد لأنّ سائر الْمواضع متى لمْ يعْزم الْإنْسان فيها على الْمقام عشرة أيّام لمْ يجزْ له الْإتْمام و الّذي يكْشف عنْ هذا الْمعْنى

9-  ما رواه محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عنْ محمّد بْن عبْد الْجبّار عنْ عليّ بْن مهْزيار عنْ محمّد بْن إبْراهيم الْحصيْنيّ قال اسْتأْمرْت أبا جعْفر ع في الْإتْمام و التّقْصير قال إذا دخلْت الْحرميْن فانْو عشرة أيّام و أتمّ الصّلاة فقلْت له إنّي أقْدم مكّة قبْل التّرْوية بيوْم أوْ يوْميْن أوْ ثلاثة قال انْو مقام عشرة و أتمّ الصّلاة

10-  و أمّا ما رواه موسى بْن الْقاسم عنْ عبْد الرّحْمن عنْ معاوية بْن وهْب قال سألْت أبا عبْد اللّه ع عن التّقْصير في الْحرميْن و التّمام فقال لا تتمّ حتّى تجْمع على مقام عشرة أيّام فقلْت إنّ أصْحابنا رووْا عنْك أنّك أمرْتهمْ بالتّمام فقال إنّ أصْحابك كانوا يدْخلون الْمسْجد فيصلّون و يأْخذون نعالهمْ و يخْرجون و النّاس يسْتقْبلونهمْ يدْخلون الْمسْجد للصّلاة فأمرْتهمْ بالتّمام

 فالْوجْه في هذا الْخبر أنّه لا يجب التّمام إلّا على منْ أجْمع على مقام عشرة أيّام و متى لمْ يجْمعْ على ذلك كان مخيّرا بيْن الْإتْمام و التّقْصير و إنْ كان التّمام أفْضل و يكون قوْله ع لمنْ كان يخْرج عنْد الصّلاة من الْمسْجد و لا يصلّي مع النّاس أمْرا على الْوجوب و لا يجوز ترْكه لمنْ هذا سبيله لأنّ فيه دفْعا للتّقيّة و إغْراء بالنّفْس و تشْنيعا على الْمذْهب و الّذي يكْشف عمّا ذكرْناه منْ أنّ هذا خرج مخْرج التّقيّة

11-  ما رواه محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ أحْمد بْن محمّد عن الْحسن بْن الْحسيْن اللّؤْلؤيّ عنْ صفْوان عنْ عبْد الرّحْمن بْن الْحجّاج قال قلْت لأبي الْحسن ع إنّ هشاما روى عنْك أنّك أمرْته بالتّمام في الْحرميْن و ذلك منْ أجْل النّاس قال لا كنْت أنا و منْ مضى منْ آبائي إذا وردْنا مكّة أتْممْنا الصّلاة و اسْتترْنا من النّاس

 و الّذي قدّمْناه منْ أنّه ينْبغي أنْ يجْمع على الْمقام عشرة أيّام أيْضا محْمول على الاسْتحْباب و الّذي يدلّ على ذلك ما رواه

12-  عليّ بْن مهْزيار قال كتبْت إلى أبي جعْفر الثّاني ع الرّواية قد اخْتلفتْ عنْ آبائك ع في الْإتْمام و التّقْصير للصّلاة في الْحرميْن فمنْها أنْ يأْمر بتتْميم الصّلاة و لوْ صلاة واحدة و منْها أنْ يأْمر بقصْر الصّلاة ما لمْ ينْو مقام عشرة أيّام و لمْ أزلْ على الْإتْمام فيهما إلى أنْ صدرْنا منْ حجّنا في عامنا هذا فإنّ فقهاء أصْحابنا أشاروا عليّ بالتّقْصير إذا كنْت لا أنْوي مقام عشرة أيّام و قدْ ضقْت بذلك حتّى أعْرف رأْيك فكتب بخطّه قدْ علمْت يرْحمك اللّه فضْل الصّلاة في الْحرميْن على غيْرهما فأنا أحبّ لك إذْ دخلْتهما ألّا تقْصر و تكْثر فيهما من الصّلاة فقلْت له بعْد ذلك بسنتيْن مشافهة إنّي كتبْت إليْك بكذا و أجبْت بكذا فقال نعمْ فقلْت أيّ شيْ‏ء تعْني بالْحرميْن فقال مكّة و الْمدينة و متى إذا توجّهْت منْ منى فقصّر الصّلاة فإذا انْصرفْت منْ عرفات إلى منى و زرْت الْبيْت و رجعْت إلى منى فأتمّ الصّلاة تلْك الثّلاثة أيّام و قال بإصْبعه ثلاثا

13-  محمّد بْن يعْقوب عنْ عليّ بْن إبْراهيم عنْ أبيه عنْ إسْماعيل بْن مرّار عنْ يونس عنْ عليّ بْن يقْطين قال سألْت أبا إبْراهيم ع عن التّقْصير بمكّة فقال أتمّ و ليْس بواجب إلّا أنّي أحبّ لك مثْل الّذي أحبّ لنفْسي

14-  و بهذا الْإسْناد عنْ يونس عنْ زياد بْن مرْوان قال سألْت أبا إبْراهيم ع عن التّقْصير بمكّة فقال أتمّ و ليْس بواجب إلّا أنّي أحبّ لك مثْل الّذي أحبّ لنفْسي

15-  و بهذا الْإسْناد عنْ زياد بْن مرْوان قال سألْت أبا إبْراهيم ع عنْ إتْمام الصّلاة في الْحرميْن فقال أحبّ لك ما أحبّ لنفْسي أتمّ الصّلاة

16-  و بهذا الْإسْناد عنْ يونس عنْ معاوية بْن عمّار عنْ أبي عبْد اللّه ع أنّ من الْمذْخور الْإتْمام في الْحرميْن

17-  محمّد بْن يعْقوب عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ أحْمد بْن محمّد عنْ عليّ بْن الْحكم عن الْحسيْن بْن الْمخْتار عنْ أبي إبْراهيم ع قال قلْت له إنّا إذا دخلْنا مكّة و الْمدينة نتمّ أوْ نقْصر قال إنْ قصرْت فذاك و إنْ أتْممْت فهو خيْر تزْداد

18-  أحْمد بْن محمّد بْن عيسى عنْ محمّد بْن أبي عميْر عنْ سعْد بْن أبي خلف عنْ عليّ بْن يقْطين عنْ أبي الْحسن ع في الصّلاة بمكّة قال منْ شاء أتمّ و منْ شاء قصّر

19-  محمّد بْن الْحسن الصّفّار عنْ محمّد بْن الْحسيْن عن الْحسن بْن حمّاد بْن عديْس عنْ عمْران بْن حمْران قال قلْت لأبي الْحسن ع أقصّر في الْمسْجد الْحرام أوْ أتمّ قال فإنْ قصّرْت فلك و إنْ أتْممْت فهو خيْر و زيادة الْخيْر خيْر

229-  باب أنّه يسْتحبّ إتْمام الصّلاة في حرم الْكوفة و الْحائر على ساكنيهما السّلام و الصّلاة

1-  محمّد بْن أحْمد بْن يحْيى عن الْحسن بْن عليّ بْن النّعْمان عنْ أبي عبْد اللّه الْبرْقيّ عنْ عليّ بْن مهْزيار و أبي عليّ بْن راشد عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ أبي عبْد اللّه ع أنّه قال منْ مخْزون علْم اللّه تعالى الْإتْمام في أرْبعة مواطن حرم اللّه و حرم رسوله ص و حرم أمير الْمؤْمنين ع و حرم الْحسيْن ع

2-  أبو الْقاسم جعْفر بْن محمّد بْن قولويْه قال حدّثني محمّد بْن همّام بْن سهْل عنْ جعْفر بْن محمّد بْن مالك الْفزاريّ قال حدّثنا محمّد بْن حمْران الْمدائنيّ عنْ زياد الْقنْديّ قال قال أبو الْحسن ع يا زياد أحبّ لك ما أحبّه لنفْسي و أكْره لك ما أكْره لنفْسي أتمّ الصّلاة في الْحرميْن و بالْكوفة و عنْد قبْر الْحسيْن بْن عليّ ع

3-  عنْه عنْ أبيه و محمّد بْن الْحسن عن الْحسن بْن متّيل عنْ سهْل بْن زياد الْأدميّ عنْ محمّد بْن عبْد اللّه عنْ صالح بْن عقْبة عنْ أبي شبْل قال قلْت لأبي عبْد اللّه ع أزور قبْر الْحسيْن ع قال زرْ قبْر الطّيّب و أتمّ الصّلاة عنْده قلْت أتمّ الصّلاة قال أتمّ قلْت بعْض أصْحابنا يرى التّقْصير قال إنّما يفْعل ذلك الضّعفة

4-  محمّد بْن عليّ بْن محْبوب عنْ أحْمد بْن محمّد عن الْحسيْن بْن سعيد عنْ محمّد بْن سنان عنْ عبْد الْملك الْقمّيّ عنْ إسْماعيل بْن جابر عنْ عبْد الْحميد خادم إسْماعيل بْن جعْفر عنْ أبي عبْد اللّه ع قال تتمّ الصّلاة في أرْبعة مواطن في الْمسْجد الْحرام و مسْجد الرّسول ص و مسْجد الْكوفة و حرم الْحسيْن ع

5-  محمّد بْن يعْقوب عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ محمّد بْن الْحسيْن عنْ محمّد بْن سنان عنْ حذيْفة بْن منْصور قال حدّثني منْ سمع أبا عبْد اللّه ع قال تتمّ الصّلاة في أرْبعة مواطن في الْمسْجد الْحرام و مسْجد الرّسول ص و مسْجد الْكوفة و حرم الْحسيْن ع

6-  محمّد بْن يعْقوب عنْ محمّد بْن يحْيى عنْ محمّد بْن الْحسيْن عنْ محمّد بْن سنان عنْ إسْحاق بْن جرير عنْ أبي بصير قال سمعْت أبا عبْد اللّه ع يقول تتمّ الصّلاة في أرْبعة مواطن في الْمسْجد الْحرام و مسْجد الرّسول ص و في مسْجد الْكوفة و حرم الْحسيْن ع

 قال محمّد بْن الْحسن و ليْس لأحد أنْ يقول لأجْل هذا الْخبر و الْخبر الّذي رواه حذيْفة بْن منْصور إنّ الْإتْمام يخْتصّ بالْمسْجد الْحرام و مسْجد الْكوفة فإذا خرج الْإنْسان منْهما فلا إتْمام له لأنّه لا يمْتنع أنْ يكون في هذيْن الْخبريْن قدْ خصّ الْموْضعان بالذّكْر تعْظيما لهما ثمّ ذكر في الْأخْبار الْأخر ألْفاظا يكون هذان الْمسْجدان داخليْن فيه و إنْ كان غيْرهما داخلا فيه أيْضا و هذا غيْر مسْتبْعد و لا متناف و قدْ قدّمْنا من الْأخْبار ما يتضمّن عموم الْأماكن الّتي منْ جمْلتها هذان الْمسْجدان منْها الْخبر الْأوّل عنْ حمّاد بْن عيسى عنْ أبي عبْد اللّه ع أنّه قال في حرم رسول اللّه ص و حرم أمير الْمؤْمنين ع و بعْده حديث زياد الْقنْديّ أنّه قال أتمّ الصّلاة في الْحرميْن و في الْكوفة و لمْ يقلْ في مسْجد الْكوفة فأمّا ما قدّمْناه من الْأخْبار في تضمّن ذكْر الْحرميْن على الْإطْلاق فهي أكْثر منْ أنْ تحْصى و إذا ثبت أنّ الْإتْمام في حرم اللّه و حرم رسوله ص و هو الْمسْتحبّ دون الْمسْجد على الاخْتصاص و إنْ كان قدْ خصّا في هذيْن الْخبريْن فكذلك في مسْجد الْكوفة لأنّ أحدا لا يفْرق بيْن الْموْضعيْن