(أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي (رضي الله عنه

اسمه وكنيته ونسبه

أبو علي، أحمد بن محمّد بن عمرو بن أبي نصر البزنطي.

ولادته

لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلاّ أنّه من أعلام القرن الثالث الهجري.

مكانته العلمية

کان(رضي الله عنه) من أصحاب الإمام الكاظم والإمام الرضا والإمام الجواد(عليهم السلام)، ويُعتبر من رواة الحديث في القرن الثالث الهجري، وعدّه جماعة من الذين أجمعت العصابة على تصديقهم، والانقياد لهم بالفقه.

قال الشيخ الطوسي(قدس سره): «أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عن هؤلاء وتصديقهم، وأقرّوا لهم بالفقه والعلم، وهم ستّة نفر آخر، دون الستّة نفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله(عليه السلام)، منهم: يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى بياع السابري، ومحمّد بن أبي عمير، وعبد الله بن المغيرة، والحسن بن محبوب، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر»(1).

روايته للحديث

وقع في إسناد كثير من الروايات تبلغ زهاء (788) مورداً(2).

مكانته عند الإمام الرضا(عليه السلام)

قال(رضي الله عنه): «بعث الرضا(عليه السلام) إليّ بحمار فركبته وأتيته، فأقمت عنده بالليل إلى أن مضى منه ما شاء الله، فلمّا أراد أن ينهض قال لي: لا أراك تقدر على الرجوع إلى المدينة.

قلت: أجل جعلت فداك. قال: فبت عندنا الليلة، وأغد على بركة الله عزّ وجل.

قلت: أفعل جعلت فداك. قال: يا جاريد، إفرشي له فراشي واطرحي عليه ملحفتي التي أنام فيها، وضعي تحت رأسه مخدّتي.

قال: فقلت في نفسي: مَن أصاب ما أصبت في ليلتي هذه، لقد جعل الله لي من المنزلة عنده، وأعطاني من الفخر ما لم يعطه أحداً من أصحابنا، بعث إليّ بحماره فركبته، وفرش لي فراشه وبت في ملحفته، ووضعت لي مخدّته، ما أصاب مثل هذا أحد من أصحابنا.

قال: وهو قاعد معي وأنا أُحدّث نفسي، فقال(عليه السلام) لي: يا أحمد، أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) أتى زيد بن صوحان في مرضه يعود، فافتخر على الناس بذلك، فلا تذهبنّ نفسك إلى الفخر، وتذلّل لله عزّ وجلّ، واعتمد على يده. فقام(عليه السلام)»(3).

من أقوال العلماء فيه

1ـ قال الشيخ النجاشي(قدس سره): «لقي الرضا وأبا جعفر(عليهما السلام)، وكان عظيم المنزلة عندهما»(4).

2ـ قال الشيخ الطوسي(قدس سره): «ثقة، جليل القدر»(5).

3ـ قال العلاّمة الحلّي(قدس سره): «وهو ثقة، جليل القدر... أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنه، وأقرّوا له بالفقه»(6).

4ـ قال الشيخ محيي الدين المامقاني(قدس سره): «ممّا لا ريب فيه أنّه من أعلام الطائفة، ومن المقرّبين لدى الإمامينِ الرضا والجواد(عليهما السلام)، بتصريح من النجاشي والعلاّمة والشيخ، وبشهادة بعض رواياته، فهو لدى التحقيق ثقة ثقة، بل أرفع شأناً من التعديل»(7).

ممّن روى عنهم

الإمام الكاظم، الإمام الرضا، الإمام الجواد(عليهم السلام)، أبان بن عثمان الأحمر، أحمد بن عائذ الأحمسي، جميل ابن درّاج، حمّاد بن عيسى الجهني، زكريا بن آدم، صفوان بن مهران الجمّال، عبد الله بن سنان، يونس بن يعقوب... .

من الراوين عنه

أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري، إسماعيل بن مهران بن أبي نصر، حسن بن موسى الخشّاب، حسين بن سعيد بن حمّاد الأهوازي، سعد بن عبد الله الأشعري، سهل بن زياد الآدمي، صفوان بن يحيى البجلي، عباس بن الصلت، عباس بن معروف.

من مؤلّفاته

كتاب النوادر، كتاب الجامع.

وفاته

تُوفّي(رضي الله عنه) عام 221ﻫ.

ـــــــــ

1. اختيار معرفة الرجال 2/830.

2. معجم رجال الحديث 3/22.

3. عيون أخبار الرضا 1/230.

4. رجال النجاشي: 75.

5. رجال الطوسي: 332.

6. خلاصة الأقوال: 61.

7. تنقيح المقال 7/181.